المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من يفكر في الحرب الآن ؟!



جلال الأحمدي
26/09/2008, 06:50 AM
من يفكر في الحرب الآن ؟!


شيءٌ ما
يجعلني أشدّ حزنا من الماء
والهواء
والنوافذ عندما تهاجر العصافير

شيء ٌ في صديقي
و "سوسنة خانها النهر " *
ورائحة أمي من بعيد

شيءٌ أخاف أن أفقده ُ
وأخاف أن أشعر به
ويعلم الله ما يكون
ولدنا يوم ان ابتسم الزعتر , معا
كبرنا معا
وافترقنا يوم أن سقط الزيتون , معا
اقترفتنا الريح والحجارة
فتشنا حقائب العرافات
ولم نجد ظلا يصلح لنا
ولا ما لا يصلح لأحد
أخبروني بأن القصيدة أنثى
فكذبتهم ومضيت
وقلت.. قل هو الشعر أحد

فلا تدخلوا
اتركوا الأبواب
أريد أن أستريح الآن
لا أرغب بالحديث أبعد من الباب
اصمتوا ..
أو موتوا , كما أنتم دائما
من يفكر في الحرب الآن ؟!
من لا يفكر في الحرب الآن ؟!

أشعر بالبحر
وبنساء لا أعرفهن يبحثن عن الغرق
بالقيود تكتحل معصم بريء
" من أنا " لأحمل العاصفة وحدي ؟!
لأطوف على موائد الفقراء وحدي ؟!
لأتوقف صدفة عن البكاء ؟!

أشعر بالوحدة أيضا حين نلتقي
حين ننفق أسماءنا في الريح ولا نجد كلمة بحجم الوجع
وحين أصافح شجرة لا تثق بأزهارها

أشعر بالوحدة رغم كل هذي النجوم
وأنامل القبيلة التي تتزحلق على ظهري
رغم الناي
وازدحام الأغاني في عيني يتيم
أشعر بمرض الدقائق
يغتال ابتسامة بكر
وحمى الخطوات تحاصر جنديا بائسا
وبالحزن
ومثلي يشعر بالحزن

أشعر بأن هناك ما يستحق الفرح
ولا أشعر بالفرح
ألا يستحق الفرح أن يشعر بمثلي ؟!

أحيانا أجهل شكل وجهي في الماء
يعتريني إحساس بصداقة قديمة
وكأننا كنا واحدا
أو اثنين
أو لم يكن ثالثنا الشيطان
يتملكني حنين لهذه الملامح
لهكذا نظرات
لهاتين المتعبتين
ماذا لو امتزجنا من جديد ؟!
ماذا لو ألقيتُ صناديق التعب ؟!
وجمعتَ همومك إلى همومي
فاتبعنا ماتتلوه الريح
ومضينا معا ,
وحيدين أيضا

كلانا هنا الآن
ربما لن نجد فرصة لنودع بعضنا
ربما سيخترعون بيننا مسافة مغروسة بالشوك
ومعطرة بالعرَق
فيمطروننا بنبيذ الكلام
لعلّه آخر وجهٍ لي أراه
فاقترب ثمّة عناق أخير
وليكن وداعا بحجم التعب

__________

* " سوسنة خانها النهر "
نص للشاعر والصديق عصام واصل

الحاج بونيف
26/09/2008, 08:21 AM
بوح جميل..
أصدق تحية.