المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السنة الثامنة بعد الثلاثين على رحيل عبد الناصر.



حسان محمد السيد
27/09/2008, 03:06 AM
بسم الله الرحمن الرحيم




في السنة الثامنة بعد الثلاثين على رحيل عبد الناصر.

أيلول وحلمنا الذي لم يكتمل.



يا صاحب الذكرى,

سلام عليك في الأولين والآخرين,إنك كنت مخلصا وصدّيقا وأمينا.

يا ساكنا عمرنا نزلا في الفؤاد,إسأل هذا التراب الذي كسرت قيده يوما وبكاك,وتلك السماء التي اكتنفت تاجك وذكراك,واسأل كل ذي همة وعزيمة,نخوة وشكيمة,اسأل الجياد العاديات ضبحا,الموريات قدحا,تثير نقعا,تمور جمعا,تسابق الريح عنوة نحو الشمس تنشد اسمك ورفيع مقامك,ستسمع الجواب بأنك ما زلت فينا وما زلنا نحبك.

أغريب إذا بقينا على حبك ؟.أم غير مبرر بقاء طيفك زاهيا,شامخا,رغم عويل الذئاب وردة المنافقين وافتراء الأفاكين وعصابات النذالة والرذيلة ؟.ما سر خلودك يا ترى ؟.

ألأنك كنت الصوت الصارخ في وجه طغاة أمتنا ودهاتها,أم لأنك إبنها البار الذي ما نسي يوما أصله وتاريخه ؟.

ألأنك قلت وفعلت,تكلمت فصدقت,تحملت ما ناءت عن حمله الجبال وما كليت ولا اشتكيت,ورحلت بصمت الأسود التي لا تزأر إلا حين النزال ؟.

أحببناك يا صاحب الذكرى وعملاق وادي النيل ومصباح الأمة السمراء,ليس لأن الهوى لا يفسر,بل لأننا تيقنا,علمنا,قرأنا,وأرخ تاريخ المسك والعنبر بسطور من ذهب على صفحات من نور,

بأنهم...

جالوا وجابوا بنوك المشرق والمغرب بعد رحيلك,ولم يجدوا قرشا واحدا من حرام في حسابك او حساب أهلك وذويك,بل ما كان لديك غير حساب في مصر معروف للقاصي والداني,فجلس حينها,مايلز كوبلاند, وكيل المخابرات الأمريكية في الشرق الأوسط ملوما محسورا,لأنه لم يعثرعلى مثقال ذرة من إثم يلوث بها اسمك,ليقول عبارته الشهيرة (خطيئة هذا الرجل أنه بلا خطيئة).

ولأنك...

كنت كابوس ما يسمى بإسرائيل,حتى وصل بها الخوف سنة 1967,قبيل الحرب,رغم الدعم الأطلسي,أهمه الأمريكي,الى التفكير بإجراءات الجلاء كما جاء في الوثائق التي كشف عنها السفير المصري السابق,السيد أمين يسري,نذكر منها...( إن الإدارة الأمريكية وضعت في الحسبان احتمالات انتصار عبدالناصر ودخول الجيش المصري إلى تل أبيب,وهنا قرروا تشكيل لجنة لوضع الخطط في حالة تحقق هذا الاحتمال,ورأت اللجنة أنه في هذه الحالة يتعين إجلاء أكبر عدد من اليهود,وأن إجلاءهم يتطلب عددا من السفن,وهنا اتصلت اللجنة بكل شركات الملاحة البحرية وعرفت منها أسماء السفن التي ستتواجد في الفترة من أول يونيو إلى العاشر منه في شرق البحر المتوسط, وعرفت منها مواصفات هذه السفن وحمولتها وإمكاناتها وكم عدد الأفراد الذين يمكنها أن تحملهم على ظهرها,ثم جاء السؤال التالي,عن المكان الذي ستنقلهم هذه السفن,واختارت اللجنة جنوب إيطاليا,وجاء السؤال الثالث عن إمكانات إيواء هؤلاء في خيام تتوافر فيها سبل الراحة,وجاء السؤال الرابع عن الهيئات والشركات التي يمكنها أن توفر هذه الخيام,وجاء السؤال الخامس عن الجهات والشركات التي يمكنها توفير الغذاء والمياه لهؤلاء اللاجئين...).

بقيت رغم الهزيمة عقبة في وجه أحلامهم القاتلة من الفرات الى النيل,زحف السواد الأكبر من دول العالم يومها نابذا هذا الكيان الشاذ احتراما لك ولأمتك,أوصدت أبواب الإعتراف الباطل بوجوههم الكالحة,فشخّص موشى ديان داء كيانهم ودوائه قائلا,(أيها السادة,إن أمن إسرائيل ومستقبلها لن يتحقق إلا بإزاحة ناصر).ولم يكن غريبا إبداء مناحيم بيغن نوعا من الراحة والطمأنينة يوم رحيلك...(إن وفاة عبد الناصر تعني وفاة عدو مر,إنه كان أخطر عدو لإسرائيل.إن إسرائيل لهذا السبب لا تستطيع أن تشارك في الحديث الذي يملأ العالم كله عن عبد الناصر وقدرته وحكمته وزعامته).

وعندما...

وقفت على منبر الأزهر تدعوا الله معاهدا بأننا جميعا,فتية وعذارى, (سنقاتل,سنقاتل,سنقاتل),فقأت أعين المارقين,مستردا مع القنال بكارة أرضنا وطهارتها,تقديرا وعرفانا للدماء التي سالت,والأرواح التي قضت تحفرها بآمالها وآلامها ودموعها وجهد الصابرين,فبهت الذي مكر وقدر,وخاب كيف قدر,وانفجرأنطوني ايدن,فطغى وتجبر,فحشر ونادى في حنق,(اقتلوا هذا الرجل,أقتلوا ناصر,أريد ناصر حيا أو ميتا,أقتلوا موسوليني المسلم),(العالم لا يتسع لرجلين,جمال عبد الناصر وأنطوني ايدن),فكان لك النصر المبين,وله الخروج المهين من الحياة العامة للأبد,هزم الجمع الثلاثي شر هزيمة,وبنيت سدنا العالي المتين.

قلت لاءاتك العصماء بوجه الطغاة في أحلك الظروف,ساعة هزيمة عسكرية مرعبة,ورحلت بين أكاليل الغار ودموع الملايين,منتصب القامة عالي الهمة,فخلف من بعدك خلف,كان عمليا في نصرعسكري مشهود,طأطأ رأسه رهطا وخنوعا,طعن جند العروبة غدرا وهم في ساحات الوغى,وسحل ذليلا مذموما مدحورا الى كامب ديفيد وساءت مكانا,ثم جعله الله عبرة لمن يعتبر ,قتيل غروره وشرور نفسه,فساء مثلا ومرتفقا.
ويوم...

كسرت عنق الغول الغربي مقتحما أسوار احتكار السلاح,فأصبح عندنا بندقية,في حدها الحد,ضد أصحاب الفيل الجدد وجبابرة التنكيس والأوتاد,كي يحمي السيف القلم وما يسطر من سمو وعلوم.قال يومها المنافقون والذين في قلوبهم مرض,أن سلاحك شيوعي,ونسوا أن دين السلاح هو كيف يصوب,نسوا أن الغاية المنشودة من حمله هي الإيمان بعينه,وتناسوا قول الله عز وجل (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة),وتظاهروا بالعمى متجاوزين قول المصطفى عليه الصلاة والسلام (من تقلد سيفا في سبيل الله,ألبسه الله وشاح الكرامة),سواء عليهم أنسوا أم تناسوا,لا فرق,قاتلهم الله أنى يؤفكون.

يوم وقفت تعاهد الناس على نقاء ذمتك,(أنا جمال عبد الناصر أفخر بأن عائلتي لا تزال فى بنى مر مثلكم تعمل وتزرع وتقلع من اجل عزة هذا الوطن وحريته.إننى أفخر دائما بأنني واحد من أهالي بني مر,وأفخر أكثر من هذا بأنني من عائلة فقيرة نشأت فى بني مر.وأنا أقول هذا لأسجل أن جمال عبد الناصر نشأ من عائلة فقيرة,وأعاهدكم بأن جمال عبد الناصر سيستمر حتى يموت فقيرا فى هذا الوطن),فعندما نقارن سيرتك مع عصابات فرعون وهامان وقارون التي ابتلينا بها,نزيد حبا وشوقا وندبا على فراقك.

أحببناك يا آخر الخلفاء...

يوم لم تدع كبرياء بلدك وناسك,تهان في لغو مصطلحات دبلوماسية جوفاء,فغرست شوكة في حلق ليندون جونسون وتسلطه قائلا أمام الملأ الأعلى والأدنى,(إن لم تعجبكم سياستنا فاشربوا من البحر الأحمر,وان لم تكتفوا فاشربوا من البحر الأبيض),بينما أوثاننا المتطاولة في البنيان في حظيرة الخصيان,إبتلعت ألسنتها وأصبحت كأصنام قوم إبراهيم عليه السلام,فمتى نروغ عليهم باليمين أيها المعلم المعطاء ؟,فإنا براء مما يفعلون.

أحببناك يوم استلم حسن التهامي عبر السفارة الأمريكية مبلغ ثلاثة ملايين دولار مرسلة من أيزنهاور كهدية,فاعتبرتها رشوة وإهانة,وقمت ببناء برج القاهرة الشهير وشبكة الإتصالات,ليكونوا شهداء على نظافة كفك وعصاميتك الفريدة,ونظرنا الى أكلة السحت ومال اليتامى عندنا,فرفعنا الأكفة تضرعا الى الله أن يرحمك ويهديهم.

أحببناك يوم صدعت بالحق مبشرا بفجر واعد وجديد إسمه الجمهورية العربية المتحدة,منى كل أبي,وغاية كل صدّيق..(لقد قامت دولة كبرى فى هذا الشرق ليست دخيلة فيه ولا غاصبة,ليست عادية عليه ولا مستعدية,دولة تحمي ولا تهدد,تصون ولا تبدد,تقوي ولا تضعف,توحد ولا تفرق,تسالم ولا تفرط,تشد أزر الصديق,ترد كيد العدو,لا تتحزب ولا تتعصب,لا تنحرف ولا تنحاز,تؤكد العدل,تدعم السلام,توفر الرخاء لها ولمن حولها,للبشر جميعا,بقدر ما تتحمل وتطيق),,مناديا الى كلمة سواء,أن لا تتفرق فينا السبل بعد اليوم ولا نتباعد,فجاءك الأحرار من كل فج عميق,كنت الإمام وكانوا المقتدين,ما سألتنا عليه أجرا ولا ابتغيت زعامة من حطام الدنيا,إن أردت إلا الإصلاح في أمة عشت لأجلها,ومت في سبيلها.لكن,نكث الذين استبدلوا الحق بالظن وما يغني الظن عن الحق شيئا,جاؤوك على مكر,طعنوك من الخلف,إنقلب من ظنناهم رماة يحمون ظهورنا,تركوك وحيدا بوجه - قريش والأحزاب -,غير أنهم ما كانوا مؤمنين حقا,ولم تكن نبيا حتى تستغفر لهم,ورغم النكث بالعهد,لم تقنط ونحن معك,ظلت وظلنا نؤمن بأن الوحدة آتية لا محالة,ثقتنا بطلوع الشمس بعد الليل مهما طال.لعمرك أنك كنت تتنبأ بالمدية المسمومة المخبأة تحت عباءاتهم,وشممت رائحة الغدر يوم قلت,(أيها الإخوة المواطنون..إننا نعيش فترة رائعة,لكن علينا أن ندرك أن لهذه الفترة الرائعة أخطارها أيضا,وربما كانت شهوات أنفسنا هى أكبر الأخطار التى يتعين علينا مواجهتها).فكانت الشهوات والنزوات والمعاصي والمنكرات والخيانات التي حذرت منها,جرحا أليما نازفا,كأن أيلول تابوت أمانينا وليالي حزننا الطوال.

أحببناك يوم طردت من العراق من فتنوا بسحر- هاروت وماروت- وحرفوه ,فلجوا في عتو وغرور,ظنوا أنهم بالمكر وبارود العفاريت قادرين على زرع خنجر آخر في صدر الأمة,فخاب الطالب والمطلوب,وأسقطت حلف بغداد ومعه كل حلاف مهين.

أحببناك يوم قلت أن الحاكم في مصر يجب ان لا يمتلك,لأنه اذا امتلك يفقد قدرته في التعبير عن الغالبية التي يمثلها,وظننا أن أحدا منهم سيقتدي بنهجك,فكنت الوحيد لأن الكرام قليل.

أحببناك يوم جئت من أقصى النيل تسعى نحو سوريا ذودا من غزو تركي أطلسي محيق,وأعدت الكرة في حزيران العصيب,بينما بعد رحيلك,صارت الأرض العربية مرتعا ليأجوج ومأجوج,وقواعدا,طالما حاربتها,للإنقضاض على بلد عربي شقيق,وأمسى أصحاب العروش شركاء في حصار هنا وقصف هناك,والشارع العربي يضج بهدير كل أصوات وأصناف الكلام والموسيقى,إلا صوت الحق,وصهيل الزحف,ودق النفير... فآه ما أوجع فراقك.

أحببناك يوم خضت حرب الإستنزاف,أطول حرب عربية صهيونية في التاريخ,حرب ضروس قال عنها – وايزمان- نائب رئيس أركان عصابات الكيان الغاصب,(سوف تذكر الأحداث ان حرب الاستنزاف هي اول حرب لم تكسبها اسرائيل,وهي نفس الحقيقة التي مهدت للمصريين خوض حرب يوم كيبور),وبكيناك لأننا افتقدنا مواقف العزة ودوي مدافع الرجولة والعنفوان.

أحببناك حين قلت للمبعوث الأمريكي بعد هزيمة ال 67,جين راسك,ردا على عرض بلاده إعادة سيناء خالية من السلاح,مقابل انعزال مصر عن محيطها ومواقفها القومية ودعمها للقضية الفلسطينية أن,(القدس قبل سيناء,الضفة قبل سيناء,الجولان قبل سيناء),وبقيت على العهد يا من وفيت وما بدلت,حتى لقيت ربك موفور الكرامة مرتاح الضمير,فكيف لا نبكيك ساعة نرى آفة – أنا أولا- مستشرية,فلا عمل جماعي ولا تخطيط,رسميا كان أم شعبيا,حتى ونحن نرى الأقصى يهدم ومعه معراج النبي عليه الصلاة والسلام,وأنت القائل..(أيها الإخوة المواطنون...فلتحملوا مسؤولياتكم,وليحمل كل مواطن منا مسؤوليته, ولننطلق إلى حيث لا خوف ولا جزع,إلى حيث لا تردد ولا وهن,إلى حيث نصر الله للمجاهدين الصابرين الأقوياء القادرين على حمل أمانة مشيئة العدل الإلهى)...فآه من شغف الرماح لزندك,وواحر قلباه حين يحمل السيف جبان.

أحببناك حين اقتحمت مضاجعهم,زلزلت عروشهم,قطعت دابرهم من أرضنا ما استطعت,وجعلتهم يعضون عليك الأصابع من الغيظ,أخرجت آلان دالاس مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية عن صوابه,فذهب يطلب في اجتماع مجلس الأمن القومي بقتلك...(ألا تستطيع الوكالة تصفية هذه المشكلة),ونبكيك حين نرى أن الوكالة نفسها هي التي تحكم وتأمر وتنهي اليوم في أمتك.

معشر السادة,

رحل جمال عبد الناصر تاركا ميراثا يقدر بحوالي 4000 جنيه,منهم 1500 جنيه قيمة استمارة تأمين على الحياة استوثقها قبل ذهابه الى حرب فلسطين سنة 1948,أي قبل ان يكون زعيم مصر,و2400 جنيه في حسابه في بنك مصر,ليكون هذا المبلغ كل ثروته بعد ثمانية عشر عاما على قمة الهرم في هبة النيل,ودينا يقدر بستة وعشرين ألف جنيها,تكاليف جهاز و زفاف ابنتيه وبناء منزل لكل منهن,بأقساط شهرية مقتطعة من راتبه.

قضى الفارس نحبه دون أن يملك سكنا خاصا,لا شركات ولا مؤسسات,لا دكاكين إعلامية أو حزبية,ولا توريث لولد وما ولد.رحل عن هذه الدنيا وفي جيبه 84 جنيها,أمضى سنين حكمه في بيت متواضع للدولة بمنشية البكري,حيث كان يرعى حدود الله حتى في طعامه,فالمطبخ الذي كان يجهز وجبات الضيوف والزوار الرسميين,غير المطبخ الذي كانت زوجه رحمها الله تعالى تحضر طعام عائلتها,كل شئ بحساب وشأن وقدر.فيا رب العالمين,يا من جعلت نظافة الكف والكسب الحلال من تقواك,إرحم بواسع رحمتك طاهر الذمة ونظيف الكف,عبدك جمال عبد الناصر.

يوم أخذ بعنان فرسه,أصدر الرئيس الأمريكي,نيكسون,الذي كان متواجدا في جنوب إيطاليا لحضور مناورات الأسطول السادس في البحر المتوسط أوامره حازما,(أوقفوا المناورات),وعند السؤال عن السبب أجاب,(إن الرجل الذي كنا نريد أن نسمعه أصوات مدافعنا قد مات).

يا صاحب الذكرى,

رحلت وسيناء والضفة وغزة والجولان تحت الإحتلال,لاموك على جبنهم و تقصيرهم,رموك بكفرهم وهم من اتبعوا السامري وغيه,صلبوك لأنك خسرت جولة من حرب وهم قاعدون,يتغامزون,يلمزون,يتآمرون,يفتنون ويغدرون,وكانوا إحدى أهم أسباب الهزيمة.نكروا أيها القائد العملاق,انك حررت أمة بأكملها من الغزاة والبساطير,وأعدت لنا الكرامة التي كانت قد وئدت في رمال القنال,ديست وتنجست في آبار النفط,نزفت واستهينت في الجزائر وليبيا والسودان,سجنت وسحلت في صحارى العراق والكويت واليمن وتراب لبنان وسوريا,وغيرها من بقاع العروبة التي أشرقت مع فجر الثالث والعشرين من تموز 1952,ذلك الفجر الذي خلع الأصفاد وبعث فينا الكرامة معيدا بريق الأمل والحياة والمجد السليب,ولو كره الفاسقون.

يا صاحب الذكرى,

ليس ما قلته هو كل ما تستحقه..ليست الأسباب المذكورة هي كل صفاتك وآثارك ومآثرك,وليس قلبي بالذي يتسع حبا لك وشوقا إليك,فأنت أكبر من قلبي,وأفصح من أبجديتي,وأكرم وأعظم من أن أعطيك حقك في سطور.

أحببتك في تموز وفي أيلول الذي أذاقنا لوعة فراقك,أحببتك في حزيران وفي تشرين وفي كل يوم عبرت بنا الى قمة المجد حيث مربط حصانك,أحببتك وسأظل أفاخر بك الدنيا وما طلعت عليه الشمس حتى يأذن الله بالرجوع...أحببتك وسأبقى حين أضع جنبي وأرفعه,فإذا ما قبض الخالق روحي رحلت على حبك,وإذا ما أرسلها حييت على عهدك...أحببتك وسأظل حتى آخر نبضة من قلب وآخر زفرة من حياة...أحببتك وسأظل,وهل مثلك صعب أن يحب؟.

سلام عليك يا عملاق وادي النيل,يا لواء المناقب والمزايا,يا من – دخلت على تاريخنا ذات ليلة...فرائحة التاريخ مسك وعنبر- ... يا حبيب الملايين... يا أبا خالد.


حسان محمد السيد