مصطفى لغتيري
15/12/2006, 12:14 AM
حقا إنها ليلة ليلاء، لم يعش الإمبراطور ما يماثلها. وأبدا لن تذروها ريح النسيان، بل ستغدو مع الزمن علامة بارزة في حياته، يسترجعها كلما عن له أن يتذكر حقيقته … انفض مجلس جلا لته في وقت متأخر ، بعد أن سمع أغرب الحكايات و أطرفها . لذ له السمر، فقاوم رغبته في النوم، لم يبخل ندماؤه بأبهى ما يملكون من حوادث وغرائب.
سلطان النوم أخيرا تمكن منه، التجأ إلى سريره، لم يمض زمن طويل حتى غرق في نوم عميق، و سرعان ما انسابت الأحداث، قوية في إقناعها و كأنها امتداد لما يعيشه. رأى نفسه في حديقة قصره، يتمدد على أرجوحته المفضلة، تظلله شجرة سامقة، وارفة الظلال، صنفها مستورد خصيصا لحديقة جلالته. على مرمى البصر أزهار من كل صنف و لون. أمامه تستقلي في هدوء، بركة صافية. في أوقات متباعدة تتجعد صفحتها. ثم لا تلبث أن تستعيد سكينتها، حين تخفت حركة النسيم .. ممتلئا بالاعتزاز يرنو إلى الصبايا، يتقدمن متتاليات بمشي يضارع الرقص .. حين أشرفن على البركة، ارتمين في أحضانها، متجردات من كل ما يخدش البصر، و كأنهن من عالم آخر .. في الناحية الشرقية من البركة يتربع أسد قد من حجر، تفاصيله توحي بشراسة لا تلين، افتر فم الإمبراطور عن ابتسامة و هو يتأمله، بدا له أن الأسد رمز موفق، إلى أبعد الحدود، لسطوته، فتعاظم داخله إحساس بالجبروت. كان التأرجح لذة لا توازى، حتى إن إغفاءة داهمته، استسلم لها بإنشاء لذيذ.فجأة و بشكل لا يمكن توقعه، هدر صوت رعد مفاجئ، أيقظه من غفوته، حملق فيما حوله، فإذا الصبايا قد غزاهن الذعر، أخذن يتلفتن وجلات في كل الاتجاهات، رفع رأسه نحو الأعلى، لم ير ما يدل على أن سحبا تحجب زرقة السماء، استغرب أمر هذا الرعد، فيما كانت الصبايا قد شردن نحو بناية القصر.. مستجمعا قوته، حاول أن يغادر أرجوحته، فلمس ثقلا في أعضائه، وكأنها تجمدت.. تضاعف الذعر في قلبه، حين انقصف الرعد للمرة الثانية، أراد أن يستغيث فلم يسعفه لسانه.. تخشب ما داهمه.. حانت منه التفاتة نحو الأسد،فكاد يفقد رشده..الأسد يبكي، ومن عينيه تسح دموع بل حصر. كثيفة في سيلانها. ماؤها يناسب نحو البركة بسرعة مذهلة. الرعد يقصف للمرة الثالثة، قوته مضاعفة، أغصان الأشجار، في تلك اللحظة، ارتجت بقوة. أوراقها تناثرت على امتداد أرض الحديقة. الغريب أنها أوراق بلا حصر.. الهلع شق طريقه نحو قلب الإمبراطور. الأسد لا يكف عن البكاء.. الماء غمر البركة، فأخذ يتدفق على حواشيها. ثم سرعان ما امتد إلى عشب الحديقة. الإمبراطور متجمد في مكانه، لا يقوى على الحركة، فقط عيناه طاوعتا رعبه، فسحتا دموعا بئيسة.. لم تغن عنه شيئا. وما هي إلا لحظات حتى امتلأت الحديقة بالمياه. انغمر الأسد، فلم يعد يرى منه إلا الرأس. الإمبراطور لم يسلم من الغمر، لكن ما ضاعف حيرته وزاد استغرابه، أن المياه دافئة، لم تلسعه برودتها كما توقع. إنها دافئة ولطيفة.. الماء لا يتوقف، بل تزداد قوة انسكابه.. الغريب أن ذعر الإمبراطور أخذ يتحول شيئا فشيئا إلى اطمئنان، أحس وكأن حضنا دافئا يضمه، بيد أنه ما أن بلغت المياه رأسه حتى أحس بالاختناق، حينها فقط استجمع كل قواه، محاولا انقاد حياته. انتفض من أرجوحته فإذا به يفتح عينيه، ليجد نفسه متمددا على سريره.. ولكم كانت دهشته كبيرة، يمازحها بعض الخجل، حين أحس بالبلل قد اكتسح ملابسه.
سلطان النوم أخيرا تمكن منه، التجأ إلى سريره، لم يمض زمن طويل حتى غرق في نوم عميق، و سرعان ما انسابت الأحداث، قوية في إقناعها و كأنها امتداد لما يعيشه. رأى نفسه في حديقة قصره، يتمدد على أرجوحته المفضلة، تظلله شجرة سامقة، وارفة الظلال، صنفها مستورد خصيصا لحديقة جلالته. على مرمى البصر أزهار من كل صنف و لون. أمامه تستقلي في هدوء، بركة صافية. في أوقات متباعدة تتجعد صفحتها. ثم لا تلبث أن تستعيد سكينتها، حين تخفت حركة النسيم .. ممتلئا بالاعتزاز يرنو إلى الصبايا، يتقدمن متتاليات بمشي يضارع الرقص .. حين أشرفن على البركة، ارتمين في أحضانها، متجردات من كل ما يخدش البصر، و كأنهن من عالم آخر .. في الناحية الشرقية من البركة يتربع أسد قد من حجر، تفاصيله توحي بشراسة لا تلين، افتر فم الإمبراطور عن ابتسامة و هو يتأمله، بدا له أن الأسد رمز موفق، إلى أبعد الحدود، لسطوته، فتعاظم داخله إحساس بالجبروت. كان التأرجح لذة لا توازى، حتى إن إغفاءة داهمته، استسلم لها بإنشاء لذيذ.فجأة و بشكل لا يمكن توقعه، هدر صوت رعد مفاجئ، أيقظه من غفوته، حملق فيما حوله، فإذا الصبايا قد غزاهن الذعر، أخذن يتلفتن وجلات في كل الاتجاهات، رفع رأسه نحو الأعلى، لم ير ما يدل على أن سحبا تحجب زرقة السماء، استغرب أمر هذا الرعد، فيما كانت الصبايا قد شردن نحو بناية القصر.. مستجمعا قوته، حاول أن يغادر أرجوحته، فلمس ثقلا في أعضائه، وكأنها تجمدت.. تضاعف الذعر في قلبه، حين انقصف الرعد للمرة الثانية، أراد أن يستغيث فلم يسعفه لسانه.. تخشب ما داهمه.. حانت منه التفاتة نحو الأسد،فكاد يفقد رشده..الأسد يبكي، ومن عينيه تسح دموع بل حصر. كثيفة في سيلانها. ماؤها يناسب نحو البركة بسرعة مذهلة. الرعد يقصف للمرة الثالثة، قوته مضاعفة، أغصان الأشجار، في تلك اللحظة، ارتجت بقوة. أوراقها تناثرت على امتداد أرض الحديقة. الغريب أنها أوراق بلا حصر.. الهلع شق طريقه نحو قلب الإمبراطور. الأسد لا يكف عن البكاء.. الماء غمر البركة، فأخذ يتدفق على حواشيها. ثم سرعان ما امتد إلى عشب الحديقة. الإمبراطور متجمد في مكانه، لا يقوى على الحركة، فقط عيناه طاوعتا رعبه، فسحتا دموعا بئيسة.. لم تغن عنه شيئا. وما هي إلا لحظات حتى امتلأت الحديقة بالمياه. انغمر الأسد، فلم يعد يرى منه إلا الرأس. الإمبراطور لم يسلم من الغمر، لكن ما ضاعف حيرته وزاد استغرابه، أن المياه دافئة، لم تلسعه برودتها كما توقع. إنها دافئة ولطيفة.. الماء لا يتوقف، بل تزداد قوة انسكابه.. الغريب أن ذعر الإمبراطور أخذ يتحول شيئا فشيئا إلى اطمئنان، أحس وكأن حضنا دافئا يضمه، بيد أنه ما أن بلغت المياه رأسه حتى أحس بالاختناق، حينها فقط استجمع كل قواه، محاولا انقاد حياته. انتفض من أرجوحته فإذا به يفتح عينيه، ليجد نفسه متمددا على سريره.. ولكم كانت دهشته كبيرة، يمازحها بعض الخجل، حين أحس بالبلل قد اكتسح ملابسه.