المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في ذكرى العبور- 6 أكتوبر 1973



معتصم الحارث الضوّي
06/10/2008, 11:57 PM
بحلول اليوم، يكون قد انقضى 35 سنة على حرب العاشر من رمضان الموافق السادس من أكتوبر 1973. مرّت هذه الذكرى، ولم تعرها وسائل الإعلام إلا القليل من اهتمامها.

ما الذي حدث حينذاك؟
هل حققت الحرب بالفعل أهدافها الاستراتيجية؟
ما تقويمك للإدارة السياسية للحرب؟
هل أدى الانتصار إلى مكاسب نعيشها واقعا الآن؟
ما ذكرياتك عن 6 أكتوبر؟
لماذا لم تواصل القيادة العسكرية زحفها، وترفض الانصياع لأمر القيادة السياسية بعدم مهاجمة "تل أبيب"؟
لم التجاهل الإعلامي لذكرى 6 أكتوبر؟

تساؤلات حارت بذهني، وأتشرف بآرائكم الكريمة والقيّمة.
مع فائق تقديري

د. محمد اسحق الريفي
07/10/2008, 12:31 AM
أخي الفاضل الأستاذ معتصم الحارث الضوّي،

أسئلة في غاية الأهمية، وإجابتها تحتاج إلى معرفة بجانب تاريخي وسياسي مهم من جوانب الصراع العربي-الصهيوني، ونحن بحاجة إلى هذه المعرفة والإجابة على أسئلتك المهمة، كي نحقق لدينا الوعي السياسي والتاريخي.

سأتابع بعناية كبيرة هذا الموضوع وما يدور فيه من حوار ونقاش.

أشكرك جزيلا على هذا الطرح الراقي المتميز.

تحية راقية

معتصم الحارث الضوّي
07/10/2008, 12:36 AM
أخي المفضال د. محمد إسحق الريفي
أشكر مرورك الكريم وكلماتك الطيبة، ولعلّي أطمعُ منك في مشاركة فاعلة إن شاء الله عن هذا الموضوع فائقة الأهمية، فظلال ما حدث سنة 1973م ما زالت تلقي بظلال متعددة الألوان على عدة محاور عربية وإقليمية.

فائق تقديري

صبري جنوه
07/10/2008, 08:34 AM
اسئلة صعبة الاجابة لان منظور الحرب مختلف من شخص الى اخر
هل الحرب كانت عربية ام مصرية
العرب مع مصر المنتصرة فقط اما مصر المهزومة فالعرب اداة سخرية من كل ماهو مصري
لايمكن للحرب ان تحقق الهدف الاستراتيجي كاملا فالهدف الاستراتيجي هو تحرير فلسطين كل فلسطين وليس مجرد سيناء
توقفت الحرب عن الزحف الى تل ابيب لان الحرب هنا ستكون مع امريكا وليس لدى مصر القدرة على مواجهة امريكا فى ظل الضعف العربي واسالوا المخازن الخليجية المكدسة بالسلاح والطائرات مافائدتها وهل تحركت
فكروا جيدا فى الخيانة العربية وانتم تعلمون من هو الخائن الاكبر الذى سرب الاسرار الى اسرائيل انتم تعرفونه جيدا لكنكم تغمون اعينكم وتهتفون يا سيدنا
التجاهل الاعلامي تقصد اعلام الراقصات والمغنيات بكل تاكيد محدش فاضي
ذكرياتى عن اكتوبر انها اعظم حرب خطط لها بسرية تامة وتكتيك عظيم ولا شك ان عبور خط بارليف وحده معجزة عسكرية بكل المقاييس ولو علم بها الخائن الاكبر لضاع كل شيء لكن القيادة المصرية كانت شديدة التكتم حتى على القيادات المصرية الصغيرة الى ان جاءت ساعة الصفر وكات التمويه والتضليل قمة الاستخفاف بمخابرات العالم كله وسببا من اسباب النصر
الادارة السياسة كان يحبطها الموقف العربيى الهزيل ففى الوقت الذى كانت مصر توجه اقتصادها كله وتعيش فى فقر كان العرب يسخرون من فقرها
اما نتائج الحرب تحول مصر الى امريكا المخربة وما اتعسه من تحول والتخريب مستمر مستمر فى كل شيء ولن تنهض مصر ابدا الا اذا كانت ذيلا لامريكا والنهضة ستكون فى حدود عدم المساس بقوة اسرائيل يعنة نهضة فنية مظهرية وبس
ومعانا اخواننا الحلوين الذين يملكون الثروة وينفقونها على المراقص والعاهرات وكفاية كدة ضيعت وقتنا فيما لا يفيد

معتصم الحارث الضوّي
07/10/2008, 12:20 PM
الأخ الكريم صبري جنوه
أشكر جزيلا مرورك الكريم. إثر قراءتي لمداخلتك، دعني أستفسر منك: هل كان الهدف الاستراتيجي للحرب تحرير كل فلسطين؟ وما أسباب الموقف العربي الهزيل؟

فائق تقديري

حسان محمد السيد
07/10/2008, 02:20 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


الاستاذ الكريم الأخ معتصم المحترم



ذكرى عزيزة واسئلة ذكية,ورحمة الله على شهداء أمتنا المجيدة.

بعد حرب الإستنزاف العظيمة التي حطمت اسطورة ما يسمى باسرائيل وجيشها الذي لا يقهر,كانت الثقة بالنفس والنصر بين افراد الجيش المصري في درجة عالية,بعد اعادة بناء سليمة ودقيقة,جعلت من سنة 1971 موعدا اولا للعبور,بيد ان رحيل عبد الناصر اخر الأمر الى حين يتم التداول حوله بين القيادتين,السياسية والعسكرية.حدث ان السادات قام بإنقلابه الجبان في 15/05/1971,ورمى برجالات عبد الناصر في السجون,خصوصا انهم كانوا مصرين على تنفيذ خطة العبور في تلك السنة,حتى لا تفتر عزيمة القوات,واستغلال وجود السوفيات في مصر كشرط اساس من عبد الناصر في المعركة القادمة,لإدراكه تماما ان الولايات المتحدة ستقف بوجه اي انتصار عربي على ربيبتها,لكن بوجود الروس هناك وتوقيع صفقة الأسلحة المشهورة في كانون الثاني سنة 1970,وبعد المحادثات التي تكلم عنها السيد سامي شرف في موسكو,والتي ارخ لها التاريخ على انها اخطر محادثات مصرية - سوفياتية واكثرها حساسية,حيث وصلت الحدة في النقاش بعد محاولة الروس التنصل من مطالب عبد الناصر العسكرية الى درجة ان عبد الناصر قال لبريجينيف انه سيعود الى مصر ويعلن استقالته قائلا (ان هناك قوة وحيدة في هذا العالم هي الولايات المتحدة),و (ان الروس بذلك سيخرجون من الشرق الأوسط نهائيا),مما سيؤدي هذا الإعلان الى فقدان هيبة الإتحاد السوفياتي والستار الفولاذي,وتلاشي الثقة بين صفوف حركات التحرر في العالم,وما ينتج عنه من انهيارات خطيرة في موازين القوى والخريطة السياسية في العالم,جعلت السوفيات يوافقون على كل مطالب مصر,مما عنى ذلك دعما غير محدود في كل النواحي.

بناءا على هذا الدعم غير المشروط,أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية على لسان رئيسها نيكسون وقف مبيعات طائرات الفانتوم الحديثة يومها الى الكيان الصهيوني,وارسلت موفدها (روجرز) مرارا وتكرارا الى مصر للبحث عن حل سلمي,أرادته مجزءا,كل على حدة,بينما أصرت مصر على شمولية الحلول وتواصلها,على أن القضايا العربية هي رزمة واحدة لا تقبل التقسيم,مما أدى الى انهيار مبادرة (روجرز) المعروفة في أول أيلول 1970 ومعه وقف اطلاق النار المؤقت المحددة مدته ب 90 يوما,وعادت الجبهة تشتعل نارا بين الطرفين.

وصلت في سنة 1973 الى آذان السادات من جنرالات الجيش المصري ان الجنود يتذمرون وبدأوا يقولون بصراحة,(إما الزحف نحو الضفة الشرقية,وإما الزحف الى القاهرة),وأنهم غير قادرين على ضبط جيش في حالة غليان واشتياق للتحرير والشهادة.كان السادات قد طرد الخبراء السوفيات من مصر منذ حوالي السنتين,مما ادى الى انهيار كل الإتفاقيات,والتسبب في شرخ استراتيجي رهيب ومفزع في الصف العربي,تحديدا في المصري,الأهم والأقوى بين العرب.

اضطر السادات مرغما البدء بالحرب,ومع الساعات الأولى أرسل الى الولايات المتحدة يعلمهم انه لا يريد الحرب إنما يقصد تحريك الجمود الحاصل بشأن المحادثات,وامتصاصا للثورة داخل صفوف قواته المسلحة,وقد ذكر المؤرخون والمحللون انها المرة الأولى في التاريخ يقوم بها رئيس دولة على الإفصاح عن هدفه في الحرب لأعدائه ويهدد حياة جيوشه بالطريقة التي فعلها ذلك المخلوق الغريب.

علم السادات ان الجيش المصري بعد تحطيمه لخط برليف واحرازه الإنتصارات في عبور هو الأدق والأخطر في تاريخ الحروب قاطبة,لن يقبل اية اوامر من القيادة تثنيه عن عزمة واهدافه,فعمل مع اتباعه على انجاح خطة الدفرسوار,لتكون ذريعة مرعبة واضحة لوقف اطلاق النار,بعبارة اخرى,كان ثمن لعبة السادات دماء الجنود التي طعنت من الخلف في ساجات الوغى,ومن هنا بدأت المسيرة الى الهاوية.

لعل من المفارقات انه بعد ال 67 بأيام,جاء جين راسك,الموفد الأمريكي من جونسون الى مصر يعرض على عبد الناصر إعادة بلاده لسيناء مقابل انعزالها عن محيطها وتخليها عن القضية الفلسطينية والقومية العربية,ورفض عبد الناصر للطرح قائلا (القدس قبل سيناء,الجولان قبل سيناء,الضفة قبل سيناء),ثم ما ذكره موشى ديان بنفسه عن ساعات ما بعد النكسة قائلا (رحنا نتتظر الى جانب الهاتف لنتلقى اتصالا من عبد الناصر لنبدأ بالمفاوضات,غير انه فاجأنا بمؤتمر الخرطوم) حيث قال لاآته الشهيرة التي تحدث عنها ويلتون وين الذي أكد على التورط الأمريكي في الهجوم على مصر, نقلا عن دالاس (لقد فوجئنا بأن العرب حتى بعد الهزيمة النكراء التي حلّت بهم ما زالوا يتحدثون بلهجة القوي المنتصر...هل ربحت إسرائيل الحرب؟),ثم قول غولدا مائير (انه لا مجال لاحلال السلام الا باسقاط عبد الناصر),وهي نفسها غولدا التي بدأت المظاهرات ضد حكومتها بعد خسائر حرب الإستنزاف ومن ضمن العبارات التي كانت مشهورة وما زالت,(غولدا الى المطبخ,غولدمان الى القاهرة).من المفرقات ايضا بين نصر ال 67 وهزيمة ال 73 السياسية والمعنوية والأخلاقية,ان الصهاينة هم من تمنوا وقف اطلاق النار على الجبهة وقد وصف دايان مبادرة روجرز بالحرف..( إن الحكومة الإسرائيلية مستعدة لقبول وقف إطلاق النار دون شروط),وجعلت أحد كبار جنرالات الصهاينة العميد ماتي بيليه يقول(ان فشل الجيش الاسرائيلي العسكري بحرب الاستنزاف يمثل اول معركة يهزم فيها بساحة القتال منذ قيام دولة اسرائيل,لدرجة اننا تمسكنا بأول قشة القيت الينا في شهر اب 1970).

أنظروا الى حالنا بعد ال 67 وبعد ال 73,ولنقارن بأمانة بين مواقف العالم نحونا ,أعداءا وحلفاءا وأصدقاء,لندرك حقيقة أن خسارة جولة لا تعنى خسارة الحرب كاملة,وأن الإنتصار في جولة لا تعني الإنتصار المؤزر والشامل إذا لم يكن على رأس الهرم من يعرف ادراة الخطوب والأمور,وقبل اي شئ أن يكون وفيا مخلصا وأمينا.

لا يمكنني احصاء كل جوانب الموقف المخزي والجبان للسادات في حرب ال 73,غير انني احببت ان اقدم يسيرا مختصرا من البراهين على حجم الهزيمة التي منينا بها,لأسجل هنا من هذا الصرح الكريم,انني أؤمن وسأبقى متمسكا بلاءات العملاق الجليل جمال عبد الناصر,وان ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة,وان الإعتراف بهذا الكيان الشاذ والغاصب هو الطريق الوحيد لموتنا ورفده بالحياة,وان السياسات التي اتبعت من قبل الأنظمة العربية تحديدا من الكامب ديفيدية في تدمير الإقتصاد والبنى التحتية والقضاء على التصنيع,هي التي سمحت لما يسمى باسرائيل بالتفوق الحالي علينا,وأن العودة الى الصواب والخطط البناءة والانتاجية,سيقلب ميزان القوى ويعيد الينا طعم الشرف والكرامة,سائلا الله تعالى أن يرزقني الشهادة وانا أقاتلهم,او يمن علي برؤية نهاية كيانهم الباطل الزهوق,وعدا من الله,ومن أصدق من الله قيلا.

شكرا لكم يا استاذ معتصم على هذا الموضوع الهام,وجلال رحمة وندي سلام على ارواح شهدائنا الأبرار.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

معتصم الحارث الضوّي
07/10/2008, 02:33 PM
أخي العزيز حسان
أشكرك كثيرا على إثرائك للحوار بمداخلة عميقة المحتوى، ونظرة ثاقبة لخفايا الأمور. وتبقى بعض التساؤلات المطروحة: لماذا لم تواصل القيادة العسكرية زحفها، وترفض الانصياع لأمر القيادة السياسية بعدم مهاجمة "تل أبيب"؟ لم التجاهل الإعلامي لذكرى 6 أكتوبر؟

فائق تقديري وإعزازي

محمد الروبي عبد الوهاب
07/10/2008, 10:27 PM
نرجوا من السادة المحللين العسكرين وأساطين السياسة الافادة أفادهم الله؟

monashazly
07/10/2008, 10:33 PM
[بحلول اليوم، يكون قد انقضى 35 سنة على حرب العاشر من رمضان الموافق السادس من أكتوبر 1973. مرّت هذه الذكرى، ولم تعرها وسائل الإعلام إلا القليل من اهتمامها.

ما الذي حدث حينذاك؟
لا أعرف الحقيقة كاملة و لكن الحرب بدأت بالضربة الجوية الساعة الثانية بعد الظهر.

هل حققت الحرب بالفعل أهدافها الاستراتيجية؟
من وجهة نظري نعم فقد عادت لنا أرضنا كاملة - سيناء- وعادت عن طريق السلام ، سلام الأقوياء المنتصرين لا سلام المهزومين الخانعين .

ما تقويمك للإدارة السياسية للحرب؟
الإدارة السياسية للحرب في ذلك الوقت كانت جيدة و خاصة خطة الخداع الإستراتيجي المتمثلة في حالة اللا حرب و اللا سلم وكذا تقدم الجيش المصري و تراجعه ليعطي إحساسا للإسرائيلين بأن الحرب ستبدأ. الحقيقة أن الرئيس الراحل محمد أنور السادات - رحمه الله - كان خائفا لأنه كان يعلم جيدا أن الشعب لن يسامحه هذه المرة إذا حدث شئ كما سامح عبد الناصر من قبله .

هل أدى الانتصار إلى مكاسب نعيشها واقعا الآن؟
نعم أدى ذلك إلى مكاسب إقتصادية لمصر على الاقل فقد عادت الأرض و الحمد لله و تم استثمراها سياحيا و الفائدة الأهم أن السادات -رحمه الله - أعاد لنا الأرض بالسلام و دون إراقة قطرة دماء واحدة بعد الحرب . فلا يوجد بيت واحد في طول البلاد و عرضها لم يعاني من الحروب وويلاتها .
كلما مررت تحت المنصة التي أغتيل فيها السادات أدعو له بالرحمة وأقرأ على روحه الفاتحة .

ما ذكرياتك عن 6 أكتوبر؟
لم أعايش زمن هذه الحرب

لماذا لم تواصل القيادة العسكرية زحفها، وترفض الانصياع لأمر القيادة السياسية بعدم مهاجمة "تل أبيب"؟
لأن الجيش لم يكن يحارب أسرائيل بل كان يحارب أمريكا .

لم التجاهل الإعلامي لذكرى 6 أكتوبر؟
أعتقد أن السبب أن الرئيس السادات مكروه في العالم العربي كثيرا وهناك من يعتبره خائنا و لذا أعتقد أنه لا يمكن الإشارة إلى يوم العبور دون الإشارة إلى السادات ودوره العظيم في الحرب فهو البطل الحقيقي للحرب و السلام ولكن للأسف ظهر إتجاه بغيض في العالم العربي يريد تجريده من منجزاته.


تساؤلات حارت بذهني، وأتشرف بآرائكم الكريمة والقيّمة.
مع فائق تقديري

حسان محمد السيد
07/10/2008, 11:10 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


الاخ العزيز الأستاذ معتصم المحترم


شكرا لكم على تقييمكم وعباراتكم المهذبة.

اعتقدت انك ما زلت تسألني عندما عقبت على تعليقي,لذلك استميحك الإجابة بغير إطالة ...

من ضمن الإنقلاب الساداتي كان تحييد قيادات عسكرية مهمة ذات شعبية كبيرة في صفوف ضباط وجنود القوات المسلحة المصرية والمخابرات,على رأسهم اللواء محمد فوزي,واستبدالهم بموالين للسادات وخطه السياسي المقبل,مما أثر سلبا على مسار الأحداث,إضافة الى أن عملية الدفرسوار التي سهل لها السادات نفسه,والتي سمحت بحصار الجيش المصري الثاني وتهديدها للقاهرة من مسافة 100 كلم تقريبا,شغلت القيادة العسكرية وصرفت قسما كبيرا من جهودهم لفك حصار الجيش الثاني والدفاع عن العاصمة,ثم المثول لأوامر السادات كقائد أعلى للقوات المسلحة بعد أن ارهبهم بالدعم الامريكي المطلق للكيان الصهيوني ورسائل كيسنجر القائلة بعدم السماح بهزيمة (اسرائيل),والجدير بالذكر ان مثل هذه الرسائل كانت تصل لعبد الناصر منذ اليوم الأول للثورة,واشتدت وضوحا وضراوة بعد النكسة خصوصا في فترة حرب الإستنزاف,ومن أجل ذلك استوثق عبد الناصر من السوفيات تأمين الدعم السياسي والإستراتيجي في حال دخول امريكا على خط المواجهة كما حدث سنة 1967,وعند سؤال القيادة السوفياتية له عن مدى هذا الدعم وحدوده,أجابهم انه لا مدى ولا حدود ولا مسافات على الأرض يقدر أن يحددها ساعة نشوب الصراع,بما معناه,انه سيبقي قواته في حالة الزحف والتقدم دون التقيد بحدود الهدنة سنة 1949,وعليهم الإلتزام بوعودهم إذا ما أرادوا البقاء على هيبتهم وثقة العالم العربي والثالث بهم كنصير وحليف ضد الإمبريالية الأمريكية,وكانت بوادر الإلتزام السوفياتي مع عبد الناصر الموافقة على بيع مصر صواريخ سام 6 وسام 7 التي ابلت بلاءا حسنا في حرب الإستنزاف وحرب 73 المجيدتين,وقد ذكر برجينيف عبد الناصر ونبهه ان مثل هذه الصواريخ لم تكن حتى دول حلف وارسو تمتلكها,وانها المرة الأولى في التاريخ يخرج مثل هذا السلاح خارج الحدود السوفياتية,لذلك,عند التهديد الأمريكي,كانت مصر خالية الأيدي من غطاء قوي من دولة عظمى بعد فكها التحالف العسكري والإستراتيجي مع الروس.

أما عن الجبهة السورية فقد وصلت طلائع من الجيش السوري الى شمال فلسطين وسهول الحلة,غير أن القرار الساداتي بوقف الزحف بداية ثم إطلاق النار بعدها ونهائيا,أثر على سير المعارك هناك واثقل كاهل الجيش السوري الباسل الذي ظل يقاتل حتى سنة 1974 عندما عقدت معاهدة فك او فض الإشتباك بين الطرفين برعاية أمريكية.

أما عن تساؤلكم المحق حول تغييب هذه الملحمة البطولية عن الرأي العام العربي,بل وتغييب اي ذكر عن حرب الإستنزاف التي مهدت لحرب العبور العظيم,فهو يقع ضمن سياسة عربية رسمية متواطئة تهدف الى تحطيم وقهر معنويات شعبنا وامتنا وتكريس مفهوم الهزيمة والقصور والتخلف,تبا لهم ولما يقترفون ويعبثون ويعمهون.

مجددا,شكرا لكم,وتغمد الله شهداءنا العظام في واسع رحمته,والى أرواحهم الطاهرة ثواب سورة الفاتحة,اللهم آمين.

عبدالقادربوميدونة
07/10/2008, 11:37 PM
الأخ المعتصم الحارس الضوي ..دعني أداعب اسمك العزيز علي ..السائل عرفناه لكن من المسؤول المجيب ؟
فإن كنت تقصد بها حوافز للحديث عن هذه الذكرى العزيزة على قلب كل عربي ومسلم فاتركني أقول ما أود قوله ..
مصركانت وما تزال قلب العروبة النابض وعمودها الفقري الناهض.. شئنا ذلك أم أبينا ..حقائق التاريخ والجغرافيا لا تتبدل بحكم أنها جبال وسهول وأحداث عشناها حدثا بحدث.. أما كون ما جرى على الأرض وفي الكواليس كحقائق ..فكتاب التأريخ هم الأولى بتبيان خفاياها وأسرارها ..الجيش المصري البطل آنذاك كان مشحونا بآهات المرحوم عبد الناصر وبزفراته التي أودت بحياته.. ومدفوعا بثقل تاريخ مصروحضارة مصروأمجاد مصرعبرالعصور.. فقد كان بمقدوره الدخول حتى تل أبيب وفرض الأمرالواقع ..وساعتها يفاوض كما شاء ويساوم كما يريد ..الانسحاب إلى مواقعه الأولى مقابل تحرير فلسطين وإقامة دولتها على أرضها ..وأمريكا الدولة البراجماتية لا يهمها إلا مصالحها فهي مع الواقف - كما يقال- كان من الممكن جدا أن تغيرمن سياستها جذريا تجاه ذاك الكيان المصطنع المسمى " إسرائيل " ..لا سيما إذا ما وقف العرب جميعا - آنذاك - إلى جانب مصربكل ما كانوا يملكون من أوراق مؤثرة..وقد فعل بعضهم والتاريخ شاهد ..لكن الكواليس الكوابيس والجواسيس هي التي دفعت بإبليس لتوقيف الحرب والذهاب إلى أنا بوليس ..وهكذا لم نعد نعرف الفرق بين الجيش النظامي والعرمرم الخميس ..شكرا لك والسلام عليكم ورحمة الله .

monashazly
09/10/2008, 09:25 PM
الرابط التالي يحتوي على كتاب البحث عن الذات و جزءا من خطاب السادات رحمه الله أمام مجلس الشعب بعد العبور
http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=32107

معتصم الحارث الضوّي
10/10/2008, 12:31 AM
أخي الكريم محمد الروبي عبد الوهاب
أشكر كثيرا مشاركتك، ولك فائق تقديري.

معتصم الحارث الضوّي
10/10/2008, 12:35 AM
الأخت الكريمة منى الشاذلي
أشكر جزيلا مشاركتك الوافية، والواقع أنها أثارت لديّ بعض التساؤلات:
هل عودة الأرض المصرية كاملة -سيناء- كما تفضلتِ كانت المطلب الاستراتيجي والغاية المنشودة؟ بعبارة أخرى، هل كانت الحرب مصرية- صهيونية فقط، أم أنها كانت حربا عربية (بزعامة مصر وتحت قيادة الجيش المصري) ضد الكيان الصهيوني.
تساؤل آخر، ما تعريفك للحدود الاستراتيجية للأمن القومي المصري؟ وأين يبدأ جغرافيا وأين ينتهي؟
لماذا تعتبر بعض الجهات في العالم العربي الرئيس الراحل السادات خائنا؟ وهل نجحت تلك الجهات في عملية تجريده من منجزاته؟

فائق تقديري

معتصم الحارث الضوّي
10/10/2008, 12:43 AM
أخي الكريم حسان محمد السيد
اعتقادك صائب بالطبع، فقد وجهتُ لك بعض الأسئلة الإضافية لأستنير بآرائك، فأنت تتكلم ونحنُ نراك.
حسب قراءتك للمستندات والوثائق الخاصة بتلك المرحلة، ما السبب الرئيس في تحييد بعض القيادات العسكرية مثال الفريق محمد فوزي. هل كان السبب سياسيا بحتا؟ أم كانت هناك عوامل أخرى خلف الكواليس؟

تفضلتَ فذكرت " أما عن تساؤلكم المحق حول تغييب هذه الملحمة البطولية عن الرأي العام العربي,بل وتغييب اي ذكر عن حرب الإستنزاف التي مهدت لحرب العبور العظيم,فهو يقع ضمن سياسة عربية رسمية متواطئة تهدف الى تحطيم وقهر معنويات شعبنا وامتنا وتكريس مفهوم الهزيمة والقصور والتخلف,تبا لهم ولما يقترفون ويعبثون ويعمهون."

هنا أشاطرك الرأي تماما، وقلبي يتمزق ألما. سياسة التواطؤ الرسمية التي تهدف إلى تحطيم المعنويات وفرض واقع جديد يقبل بالكيان الصهيوني باعتباره حقيقة ملموسة، وبأن التعامل معه ضرب من البراغماتية، قد أفلحت إلى حد ما في تحقيق نتائجها الدنيئة، ولكن الشعب العربي والإسلامي بالمرصاد.

فائق تقديري وإعزازي

معتصم الحارث الضوّي
10/10/2008, 12:45 AM
أستاذي المفضال بوميدونة
أشكر كثيرا مشاركتك التي وضعت بعض النقاط الحائرة على الحروف، وعبّرت عن مشاعر جيلكم الذي عاصر تلك الأجيال وهو يدرج في مدارك الشباب.
دعني أتساءل من فضلك، هل حققت حرب أكتوبر أهدافها في رأيك؟

فائق تقديري

معتصم الحارث الضوّي
10/10/2008, 12:46 AM
الأخت الكريمة منى الشاذلي
أشكر كثيرا إيرادك للرابط الخاص بتنزيل كتاب "البحث عن الذات"، و جزء من خطاب السادات رحمه الله أمام مجلس الشعب بعد العبور.

فائق احترامي وتقديري

monashazly
10/10/2008, 08:31 PM
الأخت الكريمة منى الشاذلي
أشكر جزيلا مشاركتك الوافية، والواقع أنها أثارت لديّ بعض التساؤلات:
هل عودة الأرض المصرية كاملة -سيناء- كما تفضلتِ كانت المطلب الاستراتيجي والغاية المنشودة؟ بعبارة أخرى، هل كانت الحرب مصرية- صهيونية فقط، أم أنها كانت حربا عربية (بزعامة مصر وتحت قيادة الجيش المصري) ضد الكيان الصهيوني.
تساؤل آخر، ما تعريفك للحدود الاستراتيجية للأمن القومي المصري؟ وأين يبدأ جغرافيا وأين ينتهي؟
لماذا تعتبر بعض الجهات في العالم العربي الرئيس الراحل السادات خائنا؟ وهل نجحت تلك الجهات في عملية تجريده من منجزاته؟

فائق تقديري

أستاذي الفاضل معتصم
نعم كان هدف الحرب عربيا في البداية ،و إلا لما شاركت سوريا معنا أيضا،ثم تحول بعدأن بدأ السادات في الدعوة إلى السلام ولعلك تذكر ماذا حدث عندما دعا السادات إلى مؤتمر المينا هوس وكيف قاطعه العرب فكان لزاما و لا بد البحث عن المصلحة العليا لمصر طالما أن العرب لا يريدون سلاما فقد كان إقتصاد مصر في ذلك قد انهك و استنزف من الحروب المتوالية و أذكرأن السادات قال بعد الحرب " لقد أصبحنا على الحديدة" في إشارة واضحة للأوضاع الإقتصادية المصرية المتردية أنذاك .

لقد نجح السادات فيما سعى إليه فجنبنا الحروب وويلاتها ،لعل بعض الأعضاء يذكرون خطابه التاريخي أمام مجلس الشعب الذي قال فيه أنه " مستعد أن يذهب إلى إسرائيل بل إلى أخر العالم في مقابل ألا تراق قطرة دماء واحدة من دماء أولاده المصريين " و الذي لا يعرفه البعض أنه بعد أن ألقى هذا الخطاب أتصل به أحد موظفي رئاسة الجمهورية و سأله " حتعمل أيه ياريس لو أتصل بيك مناحم بيجين يدعوك تروح إسرائيل ؟؟" فقال له" حروح " .
و لكم كان جرئيا في هذه الخطوة فقد حمل تابوته على كتفه و ذهب إلى إسرائيل وكان من الممكن جدا أن يتعرض للإغتيال هناك.
و إسرائيل أيضا لم تصدق أنه من الممكن أن تدعو مصر للسلام و هذا بدا واضحا جدا في المطار عندما ذهب السادات فكم جنديا قناصا وقفوا هناك إحتياطا من أن تكون تلك خدعة من مصر . و لقد تأخرت طائرة السادات في ذلك اليوم فظنت إسرائيل أنها خدعة.
و قد يعتقد البعض أن حملة الإعتقالات التي قام بها السادات قبيل إغتياله كانت جائرة و متعسفة و ضد الديموقراطية التي كان يدعو إليها و لكن الحقيقة تقول أنه قام بذلك لأن من اعتقلهم كانوا معارضين لخطوة السلام مع إسرائيل و بدأت تظهر إتجاهات تقول أن الجبهة الداخلية في مصر لا تريد السلام لذلك فقد قام بحملة الإعتقالات هذه لكي يحصل على الأرض بدون مشكلات أخرى و قد كان ينتوي الإفراج عنهم بعد استلام الأرض .
و لعل البعض لا يعرف أن هناك من نصحه بتأجيل خطوة السلام و لكنه مضى في عزمه قائلا :" من يضمن لي أن أقابل رئيسا امريكيا أخر مثل كارتر أن رئيس وزراء مثل بيجن " و قد كان محقا فيما قال فلا بيجن و لا كارتر تكررا .

أنني أنظر اليوم إلى الوضع في العالم العربي فأجد أن السادات كان محقا وكان بعيد النظر إلى حد بعيد و لولاه لما كنا استعدنا أرضنا أبدا.

فيما يختص بالأمن المصري فهو يبدأ من استقرار الأوضاع الأمنية في الدول المجاورة لنا و استقرار أوضاعها الأمنية يضمن جزءا كبيرا من استقرار أوضاع مصر الأمنية داخليا و على الحدود .

اعتقد أن بعض الجهات تعتبر السادات خائنا لأنه سعى إلى السلام مفضلا مصلحة مصر العليا أولا و لم يفعل كما فعل عبد الناصر الذي كان يدعو إلى القومية العربية و لكن الذي لايفهمه هؤلاء أن الوضع الإقتصادي للبلاد في ذلك الوقت-الوقت الذي كان فيه السادات رئيسا- لم يكن يحتمل حربا أخرى و لو كنا دخلنا حربا أخرى لكنا قد هزمنا هزيمة نكراء و هذا مؤكد - ولقد حاول السادات مع العرب في مبادرة السلام و لكنهم رفضوا و قد كان من مصلحة مصر أن يقف العرب إلى جانبها في معركة السلام لكنهم خذلوه و اضطر أن يقف ويقاتل وحده في معركة السلام و استرداد الأرض سلميا دون إراقة قطرة أخرى .
نعم لقد كان السادات مكروها و بدا هذا واضخا في جنازته رحمه الله فإنني أنظر إلى الملايين التي مشت في جنازة عبد الناصر و اقارن بينها و بين الثمانين شخصا الذين مشوا في جنازة السادات أرى أنه امام إنجاز السادات العظيم المتمثل في تحقيق السلام فإنه كان يجب أن تمشي هذه الملايين و أكثر منها في جنازته. .

وتحاول هذه الجهات تجريده من منجزاته ولكن هل ستنجح في ذلك ؟ لا أظن ، سوف يكتبون و يكتبون و يحاولون ولكن هل سيستطيعون أن يلغوا التاريخ أو يزوروه؟؟؟.

وأدرج في سياقه رابطا يحوي جزءا من الخطاب التاريخي الذي ألقاه أمام الكينيست عام 1977
http://www.youtube.com/results?search_query=%D8%AE%D8%B7%D8%A7%D8%A8+%D8% A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%AF%D8%A7%D8%AA+%D8%A3%D9%8 5%D8%A7%D9%85+%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%86%D9%8A%D8%B3 %D8%AA&search_type=&aq=f

حسان محمد السيد
11/10/2008, 12:11 AM
بسم الله الرحمن الرحيم



اخي الكريم الاستاذ معتصم


وفق كل الوثائق,مناوئة كانت للسادات ام متواطئة,الثابت ان تحييد او بالأحرى تصفية ما سمي (بمراكز القوى) وفق البدعة الساداتية كان أمرا مدروسا,بحيث وجد الرجل نفسه بين عمالقة في كل النواحي,لم يكن له ان يفرض عليهم نظرته الفاشلة ولا فكره الفرعوني,فما بالك بكامب ديفيد وما ادراك ما كامب ديفيد فقام بالإنقلاب.ثم ان الدعاية التي اطلقها عن الوضع الإقتصادي وغيرها من الدعايات المقيتة لم تكن لتبصر النور اذا ما تصدى لها ابناء الثورة وصانعيها منذ فجر الثالث والعشرين من تموز 1952 حتى 15/05/1971,فكان حتما عليه البطش بأولئك الرجال وعزلهم وسجنهم والتنكيل بهم.

بالنسبة للوضع الإقتصادي لا اقول غير ما قيل عبر تقرير البنك الدولي الذي كان عدوا لعبد الناصر,ولا ازيد عما قالته مجلة امريكان ساينتس في سنة 1967 (مصر في طريقها لتكون يابان الشرق الأوسط).واليك يا اخي معتصم ولكل ابن اصل ونطفة سليمة,لكل من يرى ويسمع,لكل من يقتفي اثر الحق ولا يكابر في الباطل, بضعة ارقام وفق التقييم الدولي لمصر من سنة 1952 حتى 1970,والتقرير صدر بعد رحيل جمال عبد الناصر...

القطاع الزراعي قبل الثورة,منعدم و 12% من الارض الزراعية بيد واحد من مئة الف.

بعد الثورة, القطاع الزراعي ينمو 80% والاصلاح الزراعي يشمل 400 الف اسرة,معدل الاسرة المصرية يومها 8 أفراد,ما يعني 3.200000 ثلاثة ملايين ومئتي الف فرد خارج خط الفقر ينتجون ويبنون.

القطاع الصناعي,من 314 مليون جنيه قيمة انتاجه سنة 1952,الى 1140 مليون جنيه سنة 1965 ووصلت الى 2424 مليون سنة 1970 ,

اجمالي المساهمة المئوية للقطاع الصناعي في الدخل القومي,9% قبل الثورة,و22% ليلة وفاة عبد الناصر.

الطاقة الكهربائية تغطي 14% من مصر عشية الثورة,وعشية رحيل عبد الناصر كانت الكهرباء قد وصلت الى 96.63% من الأراضي المصرية اضافة الى شمال السودان,وقد انتهت مصر من بناء السد العالي في يوليو 1970 منتجة 8113 كيلو وات/ ساعة,بما يزيد عن احتياجها بحولي 46% حينها,وقد أكد الخبراء,و منهم من كان من وزراء السادات كالدكتور اسماعيل صبري عبد الله الى ان مصر لو باعت فائض الانتاج الكهربائي (وهو ما فعلته طبعا) لغطت تكلفة الانتاج اليومي للإستهلاك المحلي,ليكون ما تجبيه من رسومات رافدا للخزينة للمزيد من الإستثمارات.

ميزان المدفوعات ليلة رحيل عبد الناصر كان يسجل فائضا بنسبة 17% بين الواردات والصادرات.

كان احتياط مصر من العملة الصعبة في آب سنة 1970 295 مليون دولار.

اسمح لي ان اكتفي بهذا القدر,راجيا السماح بالتذكير بأن الارقام كلها موجودة بالوثائق الرسمية على موقع الاستاذ سامي شرف,كذلك في كتابات الاستاذ محمد حسنين هيكل,تحديدا في كتابه (لمصر لا لعبد الناصر),مشددا على انها وئائق رسمية,لا خزعبلات ولهو حديث ولغو كلام كالذي افتراه الساداتيون,ولسوف يحملون وزره ووزر من تبعهم بإسراف ودجل الى يوم الدين.

رقم التقرير الدولي (فقط لأولي الألباب لا لأولي الأرباب) هو

قرار البنك الدولي رقم 870 الصادر في 05/01/1976

وهو القرار الذي قيم وضع مصر من سنة 1952 الى سنة 1970.

الغريب يا استاذ معتصم ان الذين يتهجمون على عبد الناصر,ما كانوا ليعرفوا رسم الحرف ولا فكه لولا الرجل الذي انتشلهم من تحت بسطار الإنجليز وبنى لهم المدارس (بمعدل مدرسة كل ثلاثة أيام) وفتح ابواب الجامعات لأبناء الفقراء بعد ان اقر مجانية التعليم العالي.


شكرا لكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

معتصم الحارث الضوّي
11/10/2008, 12:59 AM
الأخت الفضلى منى الشاذلي
تفضلتِ فقلتِ أن الحرب بدأت عربية، ولكنها تحولت عندما بدأ السادات في الدعوة إلى السلام، وليتكِ توضحين ببعض التفاصيل من فضلك، فحسب معلوماتي بدأت الدعوة إلى السلام بعد انتهاء الحرب.

كما ذكرتِ أنه لولا السادات لما استعدنا أرضنا أبدا. التساؤل الذي يتبادر إلى الأذهان هو: ماذا عن بقية الأراضي المحتلة؟ هل كان ضغط الرأي العام المصري -والعربي أيضا- يستهدف استعادة سيناء فقط؟ أم أن النظرة كانت عمومية إلى مجمل الأراضي العربية المحتلة إثر الحروب مع الكيان الصهيوني؟

تضمنت مشاركتك الفاعلة أيضا العبارة التالية "فيما يختص بالأمن المصري فهو يبدأ من استقرار الأوضاع الأمنية في الدول المجاورة لنا و استقرار أوضاعها الأمنية يضمن جزءا كبيرا من استقرار أوضاع مصر الأمنية داخليا و على الحدود." في البدء أشكرك على تعريفك للأمن القومي المصري، والذي أشار إلى حقيقة مهمة، أن استقرار الأوضاع الأمنية في الدول المجاورة لمصر ضرورة استراتيجية للمحافظة على الأمن الاستراتيجي في الكنانة.
الاستفسار الذي يخطر ببالي هنا، هل حققت رحلة البحث عن السلام، ثم توقيع اتفاقية كامب ديفيد، وما تلاها من معاهدات الأمن القومي المصري؟

فائق شكري لتحاورك الراقي

معتصم الحارث الضوّي
11/10/2008, 01:08 AM
أخي الكريم الأستاذ حسان
يسرني عودتك للمشاركة الفاعلة للمشاركة في هذا الحوار الذي نأمل أن يضئ بعض المسائل المبهمة، ويضع بعض النقاط على حروف مبعثرة.
بالطبع، لغة الأرقام لا تكذب يا سيدي، ولا تحتمل المكابرة. فالمعادلة 2+2= 4 ستظل كما هي إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. ومما لا شك فيه أن مصر قد شهدت تطورا اقتصاديا واجتماعيا وصناعيا وتعليميا -والقائمة تطول- على نحو جبّار أثناء الحقبة الناصرية.
ولكن، مسألة حرب أكتوبر ما زالت تطرح الكثير من الاحتمالات والتساؤلات، خاصة وأن العديد من الوثائق فائقة الأهمية ما زالت حبيسة أروقة أجهزة المخابرات، العربية منها والغربية.

فائق تقديري
:fl:

فايزة شرف الدين
11/10/2008, 01:11 AM
لا يمكن أن يتصف الرئيس السادات بالخائن أبدا .. ولم يشعر شعب مصر بعظمة هذا الرجل إلا بعد موته .

لقد تسلم السادات الحكم ومصر تعاني ويلات الهزيمة ، وأيضا كانت مراكز القوى تبث الرعب في النفوس وهذا أمر كان معروفا لا لبس فيه ، وأبسطها أن فنانين مصر في هذا الوقت هربوا إلي لبنان بعد أن طالتهم مراكز القوى .

لو كانت مصر دخلت الحرب بعد الهزيمة مباشرة .. للحقتها هزيمة أشد وطأة من 67 التي لم يحارب فيها الجيش المصري .. فقد خاضت مصر في تلك الفترة حرب استنزاف بدأت في عهد عبد الناصر واستمرت ثلاث سنوات أخرى حتى قيام حرب أكتوبر .

السادات لم يخض حرب أكتوبر مرغما ، ولم يبلغ أمريكا بقرار الحرب .. فهذا ليس موضوعيا أبدا أن تخبر عدوك بميعاد الحرب .. ثم تحقق العبور وهو أكبر أنجاز للحرب نفسها .

فقد سبق إعداد مدروس للحرب وتهيأة معنوية لدخول الجنود غمارها .. كما قامت القيادة الساسية بعمل خدع كثير من أجل التموية .. ثم كان اختيار يوم السبت وهو يوم الراحة الأسبوعي لليهود وعيدهم هو الوقت الأمثل والساعة الثانية ظهرا .. ليعبر الجنود خط بارليف الذي زعم اليهود أنه الخط الذي لا يقهر .
فقد كانت هناك سواتر ودشم على طول القنال لا يمكن تجاوزها .. و يوجد أنابيب للنابلم تمكن للعدو فتحها في حالة العبور فتحول مياة القناة إلي جحيم .
لقد استطاع جيش مصر التوغل إلى عمق سيناء .. لكن أمريكا مدت جسرا جويا أمد اليهود بأحدث أنواع الطائرات الحربية والدبابات ، وأفتك أنواع القنابل .. ثم حدثت الثغرة .. وباتت القاهرة مهددة بعد أن استطاع اليهود اقتحام مدينة السويس .. لولا أن الشعب والجيش حارب بكل قوة .

أصبح أمن مصر مهددا وهي تحارب أمريكا .. ولم يكن أمام السادات إلا أن أن يقبل الهدنة .. بعد أن حقق السادات أهدافه من الحرب وهو عبور الضفة .. فلم يكن من أهدافها تحرير فلسطين .. فهو كان رجلا عسكريا في المقام الأول .. ومن معه من القواد يعرفون أن تحرير فلسطين ضرب من الخيال ,

لقد بدأت حرب أكتوبر تنتج ثمارها .. عندما طلب من العرب أن ينضموا إليه يدا بيد ويطالبوا بالأرض السليبة .. لكنه لاقي منهم الإعراض .. ثم المقت والكراهية واتهامه بالخائن .. ثم بعد ذلك نجد أن كثيرا من زعماء العرب يجرون وراء أمريكا ويقبلون يد إسرائيل ويقبلون الفتات الآن ، ولم تحرر الأرض رغم ذلك بل توسع الاستيطان وغزت أمريكا أراضينا .

نحن الشعب المصري عانينا من آثار الحروب وما زلنا نعاني .. وكما قرأت سابقا أن مصر تستخدم العرب سخرية .. ولم أفهم مغزى الكلمة .. لكن العرب ينفقون أموالهم في الغرب وأمريكا ويضعون أموالهم التي أصبحت الآن تحت هيمنة أمريكية ، وقد تضيع إثر الإعصار المالي الحالي .. أما المصريون الذين ضحوا فهم يعاملون في أي بلد عربي كأنهم مواطنون من الدرجة العاشرة ، ومن يموت منهم في الغربة ليس له ديه .. بينما في مصر يعامل العربي بكل محبة واحترام .

لقد بدأ الإعلام يهمش هذه الذكرى خوفا أن يهتاج الشعب المصري الذي أصبح يذكر زعيمه السادات بكل خير .. ففي فترة حكمه عاش أغلب الشعب المصري في رخاء .. فقد مات السادات وهو لايملك الكثير .. ويكفي فخرا أنه مات في يوم نصره .. يوم السادس من أكتوبر ..

إنني مصرية وأفتخر أن السادات كان رئيسا لمصر فليرحم هذا الرجل رحمة واسعة .. فقد أحب مصر ومات وهو يحبها .

معتصم الحارث الضوّي
11/10/2008, 01:27 AM
الأخت الفضلى فايزة شرف الدين
أشكر كثيرا تفضلك بالمرور والتعقيب. جاء في مداخلتك "لم يكن أمام السادات إلا أن أن يقبل الهدنة .. بعد أن حقق السادات أهدافه من الحرب وهو عبور الضفة .. فلم يكن من أهدافها تحرير فلسطين .. فهو كان رجلا عسكريا في المقام الأول .. ومن معه من القواد يعرفون أن تحرير فلسطين ضرب من الخيال".

دعيني أتساءل من فضلك يا سيدتي الكريمة:
- هل كان هدف الرئيس الراحل السادات عبور الضفة فقط؟
- لم يكن من أهدافها تحرير فلسطين!
- تحرير فلسطين ضرب من الخيال!
- ففي فترة حكمه عاش أغلب الشعب المصري في رخاء .. فقد مات السادات وهو لايملك الكثير. لا أرى العلاقة بين نزاهة يد الرئيس السادات رحمه الله، وبين معيشة الشعب المصري في رخاء. واسمحي لي أن أخالفك في هذه النقطة، إذ لم تشهد فترة "الانفتاح" أثناء السبعينيات انتعاشا في مستوى معيشة المواطن المصري البسيط، بل على العكس تدهور المستوى المعيشي للطبقة الوسطى التي تشكل السواد الأعظم من شعبنا المصري الحبيب.

أغدو شاكرا لو عُدتِ للإجلاء عن هذه النقاط، ولك فائق احترامي وتقديري

فايزة شرف الدين
11/10/2008, 03:02 AM
الأخ / معتصم
رغم أني من المغرمين بالتحليلات السياسية والعسكرية .. إلا أني لن أخوض كثيرا في استراتيجية حرب أكتوبر .. فإني أتذكر أن الهدف الاسترتيجي الأول هو عبور القناة ، وهذا وحده كان يمثل نصرا مذهلا .. ثم دخول عمق سيناء بمسافة معينة .. فمن المعروف عسكريا .. أنك لا تحرز نصرا .. إلا على الأرض ، وهذا ما فشلت فيه إسرائيل خلال حربها الأخيرة في جنوب لبنان .

بعد ذلك تأخذ المناروة السياسية دورها لاستعادة باقي الأرض العربية .. ولن أزيد رغم معرفتي بكثير من الأمور .. حتى لا أشطط فهذا يجب أن يناقشه رجل عسكري من الطراز الأول .. لتوخى الدقة في تقديم المعلومة .


في فترة الانفتاح كنت في مرحلة الثانوي ، وأعي تماما هذه الفترة .. وكنت دائما أتابع ما يجري ويحدث .. وقد حدث انتعاش اقتصادي فعلي .. وهذا كان واضحا جليا بالمقارنة بالفترة التي قبلها أو بعدها .. فالشعب الآن فعلا يعاني العوز .. وليس في أيام السادات الذي كان له مقولة مشهورة " من لا يثري في عصري .. فلن يرى الثراء بعدي " .. وقد كان .

أما الربط بين أن الرجل كان نظيف اليد وبين رفاهية شعبه .. فهذه صلة وثيقة بين أي شعب وحاكمه .. فمصر منذ قديم الزمن .. بلد غني جدا .. ربما من أغنى بلاد العالم بثرواته البشرية والمادية .. وقد ذكر الله في كتابه العزيز أن فرعون كان في مقام كريم وأنه ترك جنات وعيون .. إلا أنها منذ الأزل تنهب ثرواتها من قبل حكامها أو من المستعمر .. وقد كانت يوما سلة غذاء العالم ، وفي عهد سيدنا عمر بن عبد العزيز لم يجد من يعطيه الزكاة وهذا من أجل عدالة الحاكم .. فلو صلح الحاكم صلحت الرعية .
السادات كما قلت في مداخلات لي قبلا .. كانت له أخطائه كما لأي حاكم .. لكن مميزاته كانت الغالبة .. وأغلب المصريين ما زالوا يذكرون هذا الرجل بالخير .

محمد فؤاد منصور
11/10/2008, 09:15 AM
( مداخلة أولى )
أخي العزيز معتصم
أشكرك جزيل الشكر على طرحك لهذا الموضوع القيم والذي اتصور أنك وضعته خصيصاً لكي يتحول القوم في واتا من الصراع بين السنة والشيعة إلى الصراع بين محبي السادات وكارهيه ، وكنت اتمنى لو تفضل الأخوة المشاركين في بيان أعمارهم وأماكن تواجدهم وقت حدوث حرب اكتوبر وهل ماأبدوه من آراء كان عن طريق المعايشة أم عن طريق الكتب والدوريات وانطباعات الذين عايشوا هذه الفترة المجيدة من تاريخ شعبنا العربي في مصر وخارجها على أي حال ولأنه ليس من رأى كمن سمع دعني اولاً أقدم نفسي من جديد على الملأ هنا وحتى لاندخل في مهاترات ونزاعات أنا لاأفضلها بداءة ولأنني على يقين من أن آرائي قد لاتصادف هوى عند البعض من جنرالات المقاهي كما كنا نسميهم آنذاك..
وأرجو ان تصبر بعض الوقت على مداخلتي والتي سأقسمها لعدة مداخلات حتى لايمل الناس قراءتها ..
يوم السبت السادس من اكتوبر 1973 ظهراً كنت قد عدت من كليتي ( كلية الطب / جامعة الأسكندرية ) وكانت امتحانات الشفوي للبكالوريوس للدور الأول قد تأجلت من موعدها المعتاد في يونيو انتظاراً لعودة الأساتذة من عطلاتهم الصيفية وكان مقرراً ان تبدأ في أوائل اكتوبر ، وكنت طالباً بالبكالوريوس وأتردد على الكلية رغم انتهاء الدراسة رسمياً لأتابع مع زملائي نزول جدول امتحانات الشفوي ولنتسامر قليلاً في الهم العام الذي يشغلنا جميعاً ، اذهب صباحاً وأعود ظهراً .. عدت في ذلك اليوم ودخلت غرفتي لأنام استعداداً لسهرة مذاكرة وتحضير للأمتحانات التي أوشكت على البدء .. قبل أن استغرق في النوم سمعت صوتاً عالياً آتياً من راديو الجيران ، موسيقى عسكرية صاخبة وصوتاً حماسياً عالياً للمذيع أطار النوم من عيني قفزت من فراشي وانطلقت إلى الخارج وكدت اصطدم بوالدتي رحمها الله التي كانت حريصة على هدوء المنزل لأتمكن من النوم ،قالت في جزع وقد ذهلت من اندفاعي السريع وغير المعتاد
- فيه ايه ؟
قلت : الظاهر الحرب قامت
صرخت في جزع
- ربنا يستر.
أما سبب جزعها فهو أن اثنين من أشقائي كانا على الجبهة .. الكبير كان ضابطاً احتياطياً بسلاح المدرعات تحت قيادة اللواء فؤاد عزيز غالي وهي القوة التي حررت مدينة القنطرة شرق وهو يكبرني بسنتين ( رحمه الله ) اما الثاني فكان أصغر مني بسنتين وكان حديث التجنيد ولولا أن دراسة الطب كانت طويلة جدا ً فربما كنت سأكون مكانه..
أخي الأكبر كان قد نزل في أجازة عادية كان من المقرر أن تنتهي في 8 اكتوبر لكن يوم 4 أكتوبر حضر إلى منزلنا اثنان من زملائه ليبلغوه بضرورة عودته فوراً ودون إبطاء وطبعاً لم يكن أحد يعلم سبب هذا الأستدعاء العاجل ولأن الأوامر كانت صارمة فقد سافر مساء نفس اليوم إلى الجبهة. :fl:

محمد فؤاد منصور
11/10/2008, 09:33 AM
( مداخلة ثانية )
كنت ومازلت اعتبر نفسي ابناً باراً لعبد الناصر لأسباب كثيرة ، وكنا نتهكم كطلبة جامعيين تملؤنا الحماسة على أسلوب السادات الكوميدي في الحديث لأننا كنا نعتبر أنه تولى الرئاسة بصدفة قدرية وأنه لم يكن أهلاً لها وكنا مازلنا نذكر حضوره إلينا لتهدئة الطلاب الثائرين في مظاهرات 1968 وكيف اجتمع الطلبة في أحد مدرجات كلية هندسة الأسكندرية ليستمعوا إليه بوصفه أحد رجال عبد الناصر وكيف انهال الطلبة عليه تقريعاً وتوبيخاً حتى انهم جذبوه من كرافتته يومها ومن بين قيادات الطلبة آنذاك بالأسكندرية أذكر عاطف الشاطر من هندسة اسكندرية وأحمد عبد النعيم من طب الأسكندرية وكنت شخصياً في بداية حياتي الجامعية متفرجاً أغلب الوقت .
هذه كانت صورة السادات في عيوننا ، شخصية هزلية كاريكاتورية تثير الضحك والشفقة أكثر مما تبعث على الأحترام ولم نكن ننتظر ان يقود مثل هذا الرجل معركة بحجم معركة اكتوبر المجيدة ..
لكن للحق والتاريخ فقد ظلمنا ذلك الرجل كثيراً لأن قيادة دولة بحجم مصر وفي مثل ذلك الصراع والمواجهة بينها وبين الدول الكبرى واسرائيل لم يكن أمراً هيناً في ظل موارد معدومة وبنية تحتية منهارة وأشقاء عرب يسيئون الظن بالرجل حتى قيل إنه كان يستقبل في بعض العواصم العربية بمانشيتات صحف تقول وصل المتسول .. كان الأخوة - سامحهم الله - يتصورون انه لاهم له إلا جمع الأموال بحجة الحرب وانها تحولت لديه لدجاجة تبيض ذهباً . :fl:

محمد فؤاد منصور
11/10/2008, 09:57 AM
( مداخلة ثالثة )

هاأنا اليوم بعد مرور كل هذه السنين الطويلة أقول بملء الفم لم يكن الرجل خائناً ولاعميلاً ولامتاجراً بقضية شعبه ، بل كان منذ شبابه الأول رجلاً وطنياً مدافعاً عن القضية الوطنية وتحمل في سبيلها شظف العيش والطرد من الخدمة وهو ضابط كبير ليعمل سائقاً مرة وحمالاً مرة ويجوع ويعرى ويعطش لدرجة دفعته لتطليق زوجته الأولى لضيق ذات اليد .. وقد يبدو هذا الكلام إنشائياً أو عاطفياً للوهلة الأولى ولكن هيا نضع الأمور في نصابها حتى لانتوه وتتفرق بنا السبل ..
دعوني في البداية أضع هذا السؤال البسيط ؟
ماهو المطلوب من رئيس أي دولة ؟ ..
أن يراعي مصالح شعبه وأن يحافظ على كيان وطنه أم ان يدخل الحروب ويخسر أرض الوطن من أجل دول أخرى حتى لو كانت دولاً شقيقة ؟
لنتفق على أن دور أي رئيس لابد أن يكون رعاية مصالح شعبه الذي يضع فيه ثقته في المقام الأول ..
ثم سؤال آخر .. كيف تدخل الحرب إذا أردت كسبها ..؟
هل بالخطب العصماء والعنتريات التي ماقتلت ذبابة على رأي عمنا نزارقباني .. أم بإمكانيات مادية وتسليح جيد وتخطيط يحسب كل صغيرة وكبيرة قبل بداية المعركة ودراسة جيدة لأمكانياته وإمكانيات العدو ؟
فعلها عبد الناصر مرتين - رغم عشقي له كزعيم وطني واعترافي بانني ناصري تشرب روح عبد الناصر منذ بدايات الوعي- دخل الحرب مرتين وخسر في المرتين 1956 و1967 لأنه كان يعتمد على أهل الثقة لاأهل الخبرة ..
لم يكن من الممكن أن تجازف مصر بدخول حرب ثالثة لتلقى نفس المصير ..فكان لابد من الأعداد الجيد للحرب وبروح جديدة تماماً تضمن نجاح كل خطوة قبل تنفيذها - مع أنه لاشئ مضمون - ازاء قوة اسرائيل المتصاعدة وضمان الولايات المتحدة لتفوقها العسكري على جميع الدول العربية مجتمعة . :fl:

محمد فؤاد منصور
11/10/2008, 10:24 AM
(مداخلة رابعة )
عندنا في مصر يعرفون أن عبد الناصر كان " صعيدي جلف" بينما السادات كان " فلاح إراري"..!
الصعيدي الجلف عندما يريد أن يزيل حائطاً من طريقه فإنه يدخل فيه برأسه وبكل قوته .. ينكسر رأسه ويبقى الحائط في مكانه ..أما الفلاح الإراري فإنه إذا أراد ان يصل إلى الشرق اتجه إلى الغرب وتظاهر بالسذاجة الشديدة وادعى الغفلة ورقة الحال حتى يتمكن من فريسته ويصل إلى غرضه .. هذا هو ملخص المقارنة بين الرجلين ..
بعد نكسة 1967 وتشرزم الجيش المصري وضياعه في صحراء سيناء وخلو الطريق بين سيناء وقلب القاهرة من أي قوة عسكرية مؤثرة ، كان لابد من شخصية عسكرية قوية تعيد الأنضباط للجيش و وتحافظ على الضبط والربط ويكون همها الأساسي هو إعادة بناء القوات المسلحة ولم يكن هناك أقدر من الفريق محمد فوزي المعروف بإنضباطه العسكري الشديد فقد كان الرجل المناسب تماماً لهذه المهمة ..
بدأت مرحلة البناء ثم الصمود ثم الردع حتى وصلنا إلى حرب الأستنزاف التي كبدت العدو خسائر فادحة كل ذلك في عهد عبد الناصر وانتهت المرحلة بقبوله لمبادرة روجرز لكي يتمكن خلال التهدئة من استكمال بناء قواعد الصواريخ ..
ثم جاء السادات ليستكمل المسيرة وصولاً إلى حرب اكتوبر .. :fl:
ولأن الدول لاتدخل إلى الحروب حباً في الحرب وإنما من أجل الوصول إلى حقوقها فقد اعتمد السادات " الفلاح الإراري " مبدأ المهادنة وتوقير الكبير وعدم الأنزلاق للشتائم والغلط في أمريكا ولاالتقليل والأستهانة بقوة اسرائيل وأرسل مستشاره للأمن القومي ( حافظ اسماعيل ) ليقابل وزير الخارجية الأمريكي ( هنري كيسنجر) ليعرض عليه مبادرته الأولى وصولاً إلى السلام وفيها بالطبع تنسحب إسرائيل إلى خط الممرات في سيناء ويتم فتح قناة السويس امام الملاحة البحرية كأغراء للدول الكبرى لمساندة المبادرة .. لكن هنري كيسنجر وبمنتهى الصلف والأستعلاء قال له ولكن هذه طلبات منتصرين .. لاتنسى أنكم مهزومون في الحرب فلايحق لكم المطالبة والتحدث كمنتصرين .. كان ذلك قبل حرب اكتوبر والتي لم يتوقف الأستعداد لها منذ نكسة 1967.

محمد فؤاد منصور
11/10/2008, 10:49 AM
( مداخلة خامسة )
بدأ السادات مشواره بإنهاء مهمة الخبراء السوفيت ( 17000 ) في مصر وكان ذلك دليلاً قاطعاً امام مخابرات العدو على أن الرجل قد صرف النظر تماماً عن الدخول في حرب لاستحالة دخول الحرب بدون مساعدة السوفيت كما كان يتردد آنذاك بينما عرفنا فيما بعد أنها كانت ضربة معلم فقد كان السادات يريد ألا يدخل الحرب وهناك جندي سوفيتي واحد على أرض مصر يمكن أن تتخذ منه امريكا ذريعة للوقوف بجانب اسرائيل ..
ثم جمع قيادته العليا في اكتوبر 1972 قبل الحرب بعام واحد ليتعرف منهم على آخر استعداداتهم للمعركة وماهو مطلوب توفيره بالضبط وكان على رأس الجيش وقتذاك ضابط مشهود له بالكفاءة هو الفريق محمد صادق الذي صارح الرئيس بأننا لانمتلك من القوة العسكرية والأمكانيات مايمكننا من إلحاق هزيمة كاملة باسرائيل مع الأمداد الشحيح من قبل السوفيت لنا وكان لابد من إعفاء الفريق صادق لحساباته المادية الصرفة والتي لاتأخذ في الأعتبار الروح القتالية والرغبة في الثأر
وعلى خط مواز لكل ذلك كان هناك تنسيق كامل مع الرئيس السوري حافظ الأسد لدخول المعركة في توقيت واحد .. ثم وضعت قيادات جديدة معروفة بحنكتها وسعة خبرتها القتالية والعسكرية .. المشير أحمد اسماعيل علي وزيراً للحربية والفريق سعد الدين الشاذلي رئيساً للأركان والمشير محمدعبد الغني الجمسي رئيساً للعمليات واللواء محمد حسني مبارك قائداً للقوات الجوية واللواء محمد على فهمي قائداً للدفاع الجوي .. الخ .. نخبة من أكفأ وأعظم ضباط الجيش المصري علماً وكفاءة.. هكذا بدأت الحرب .. وهكذا بدأ البركان الذي اجتاح في طريقه أقوى مانع مائي في التاريخ ( خط بارليف ) وهكذا رفع العلم المصري على أرض سيناء الحبيبة .. وهكذا تمت بنجاح خطة الخداع المتشعبة والتي خدعت مخابرات العدو الأمريكي والصهيوني وهكذا تم توجيه لطمة قوية لهنري كيسنجر الذي استهان بقوة مصر والمصريين وحديثه الساخر من طلبات مستشار الأمن القومي المصري العادلة فجاء ذليلاً يطلب وقف إطلاق النار حتى لاتضطر الولايات المتحدة للوقوف بجيشها صراحة إلى جوار إسرائيل بعد أن صرخت وولولت جولدا مائير وأبرقت لواشنطون " انقذوا اسرائيل ". :fl:

محمد فؤاد منصور
11/10/2008, 11:34 AM
( مداخلة سادسة )

من أسهل الأمور على المرء ان يطلق الأحكام الجاهزة دون روية ، او أن يجلس في مكتب مكيف ليعرض أرقاماً ويستخرج من الدلالات مايشاء أو أن يسم الناس بالخيانة وسوء الطوية .. نحن لانفرق بين مصر عبد الناصر ومصر السادات ومصر حسني مبارك حتى وإن اختلفت مواقفهم أزاء ظروف تاريخية ومرحلية معينة .. وكل واحد من حكامنا الثلاثة له أخطاؤه الفادحة بلاشك بل والكارثية أحياناً .. نحن نحب عبد الناصر لأنه قام بثورة اجتماعية حررت الناس من الأستغلال وسوء توزيع الثروة قام عبد الناصر بالأنحياز بوضوح لطبقات المجتمع الدنيا ورفع شأنها وحين أراد ان يلعب دوراً يتجاوز قدراته أراد الغرب أن يلجمه فساقه مغمض العينين إلى نهايته بتوريطه في صراعات خارجية وداخلية انتهت به مهزوماً منكسراً وقد ضاع ثلث أرضه وكل جيشه وسالت دماء المصريين انهاراً على رمال سيناء.. كانت لعبد الناصر إنجازات عظيمة .. وكانت له أخطاء قاتلة كذلك ..وترك للسادات تركة ثقيلة وواجباً صعباً أن يحرر الأرض وأن يستعيد ماضاع ..
بدأت الحرب كما خطط لها قادة العرب تماماً ولعب كل واحد دوره كأفضل مايكون .. حافظ الأسد في سوريا قام بدوره المتفق عليه وقام الملك فيصل رحمه الله بقيادة معركة البترول التي مازال الأمريكان يذكرون آثارها حتى اليوم ، ولم يكن من الممكن الأستمرار في الحرب اكثر مما حدث لتناقص الأمكانيات وقلة الموارد وضغط العدو وكان يجب ان تكون كل خطوة محسوبة بدقة فمظلة الصواريخ لم يكن بإمكانها أن تحمي الجيش إن هو تقدم اكثر في سيناء كان يجب ان تتوقف الحرب لألتقاط الأنفاس وإعادة تنظيم الصفوف والأهم هو التشبث بالمساحة التي وصلنا إليها بشق النفس .. أي خطوة زائدة أو غير محسوبة كانت ستلقي بالجيش المصري بكامله في مياه القناة وكانت اسرائيل ستحتل القاهرة .. كان الأفضل أن تنهي الحرب منتصراً وبإمكانيات قليلة بدلاً من أن تفقد كل شئ وتبوء بالخيبة كما حدث في المرات السابقة .. كان مهماً أن يعلم العدو والصديق أننا مصممون على استعادة الحقوق بأي وسيلة ومن بينها الحرب المسلحة..
قاد السادات بعد ذلك معركة السلام باقتدار، فض الأشتباك الأول فالثاني فمبادرة السلام ثم دعوة الأخوة العرب لمؤتمر السلام بمينا هاوس ورفع أعلام سوريا والأردن وفلسطين على مقر المؤتمر بالقاهرة .. لكن أزمة الثقة واتهامات التخوين والعمالة جعلت الأخوة ينفضون من حول الرجل بل يعقدون مؤتمر بغداد لمقاطعته وتجويعه وتركيعه وقطع العلاقات معه وسحب جامعة الدول العربية من أرضه .. كل ذلك أضعف موقفه ودفعه اكثر في اتجاه الحل المنفرد .. ولو .. ولو .. ولو ..
ولكن لو تفتح عمل الشيطان ..
بح صوت الرجل وهو ينادي الأشقاء لنواجه العدو صفاً واحداً في معركة السلام كما فعلنا أيام الحرب .. وطالب بسلام عادل ودائم وشامل وعودة اللاجئين وحقنا في القدس لتكون عاصمة للدولة الفلسطينية . ولكن غلب سوء الظن والقذف بالخيانة والأتهام ببيع القضية .. حتى صار أكبر همنا اليوم أن يفتح العدو لنا المعابر يوماً أو بعض يوم ! .. رحم الله السادات فقد كان زعيماً عربياً وقائداً فذاً .. سبق وقته وسبق امته وقتله أبناء جلدته الذين أخرجهم من غياهب السجون ثم راحوا جميعاً يترحمون على أيامه .. يبكون مثل النساء على قائد لم يحافظوا عليه مثل الرجال.. :fl:

ابراهيم عبد المعطى داود
11/10/2008, 09:30 PM
جنرالات العدو يعترفون
فى يوم السادس من اكتوبر لم نستطيع ان نتوازن بشكل دقيق أو نفكر فى أي شىء وسيطر علينا الذهول المقرون بخيبة الأمل عندما وصلت إلينا إشارة بأن المصريين تمكنوا من إنشاء 10 كبارى ثقيلة ومثلها للمشاه وأن الدبابات والعربات المجنزرة والمعدات الثقيلة بدأت فى العبور إلى الضفة الشرقية للقناة --وكان أخطر الإشارات التى وصلتنا أن المصريين بدأوا فى عمل ممرات السواتر الترابية السميكة بإستخدام قوة دفع المياه عن طريق مضخات خاصة يستخدمونها تحت ساتر كثيف من نيران المدفعية والمشاه وأنهم بدأوا يسقطون معدات عبور ومعديات ! لقد جن جنوننا فأصدرنا أوامرنا بأن يكثف سلاحنا الجوى هجومه فى محاولة لمنع المصريين من عمل الممرات وتعطيل إسقاط المعدات والكبارى لكن وسائل الدفاع الجوى المصرى المجهزة بصواريخ سام 6 أسقطت خلال 4دقائق 5 طائرات إثنان من طراز فانتوم وثلاث من طراز سكاى هوك -- لقد شنت مصر هجومها بكفاءة أكبر بكثير مم كان مقدرا عند وضع خططنا ولو لم أكن متأكدا أنه لم يبق خبير سوفيتى واحد فى مصر لقلت أننا نحارب روسيا نفسها
وزير الدفاع الإسرائيلى / موشى ديان
إن التخطيط الماهر الذى إتسم بالدقة الكاملة والسرية التامة وتحقيق المفاجأة الكاملة وكذالك التنفيذ الكفء للخطط التى وضعت بعناية أدى إلى نجاح إحدى عمليات عبور الموانع المائية التى ستظل تذكر فى التاريخ ولم يكن فى وسع أي جيش آخر أن يضع تخطيطا أفضل من ذالك لقد كان العبور المصرى هو أعظم منجزات الحرب
ت- ديبوى المؤرخ العسكرى الأمريكى
أن القوات المصرية تسير بناء على خطة محكمة التفاصيل - هجومنا المضاد فشل - الطائرات المصرية إشتبكت مع طائراتنا فى قتال عنيف وضار - ووصلت مجموعات الدبابات إلى مركز القيادة التابع لنا فى ممر متلا وحاصرته وهاجمته من جميع الإتجاهات - المصريون إستولوا على حصون القمطرة شرق السبعة الحصينة - أنهم فى القتال لايرحمون - يفجرون أنفسهم أمام وفوق المدرعات الإسرائلية - يقبلون تراب سيناء - تقديراتنا السابقة عن الجندى المصرى وقدراته القتالية كانت خاطئة لقد فقدنا سيطرتنا على توجيه قواتنا
الجنرال اليعازر قائد المنطقة الجنوبية
حاولت القيام بضربة مضادة فدمر لى 30دبابة من 35 فى نصف ساعة - لقد كان يوم 8 اكتوبر هو الأثنين الأسود فى إسرائيل - خيبة الأمل التى أحسسنا بها وقتئذ شعر بها أغلب الجنود وكل من عاشها لاينسى مرارتها لقد أذهلنى عندما عدت من الأسر حجم الخسائر التى وقعت فى صفوفنا - لقد أصبح هذا اليوم هو يوم الدم وخيبة الأمل والألم العظيم
العقيد/ عساف ياجورى
فى يوم التاسع من إكتوبر إجتمعت مع السفير الإسرائيلى فى واشنطن ومعه الجنرال مردخاى جور الملحق العسكرى فى غرفة الخرائط بالبيت الأبيض - كانت صدمتى كبيرة فقد علمت أن اسرائيل خسرت 500دبابة منها 400دبابة على الجبهة المصرية بالإضافة إلى 49طائرة منها 14 طائرة دمرت بالكامل
هنرى كيسنجر وزير خارجية أمريكا
ليس لدينا إمكانيات لرد المصريين إلى ماوراء القناة - إن مصر تمتلك كميات هائلة من المعدات الفعالة والممتازة خاصة فيما يتعلق بالتسليح الفردى ضد الدبابات -لقد أدرك العالم كله الهجوم الآن أننا لسنا أكثر قوًة من المصريين وأن الهالة التى كانت تتوجنا قد سقطت -لاأستطيع أن أضمن ماسوف يحدث - من المحتمل أن نفكر فى الإنسحاب إلى خطوط أقل تبعثرا وأكثر أمنا
موشى ديان مساء 9 اكتوبر
لقد خاضت فرقة أدان المعركة وكانت الوحدات المصرية صامدة تماما - وتطلق نيرانا قوية ودقيقة مضادة للدبابات على أية مدرعة إسرائيلية تحاول الإقتراب وأخذ عدد الدبابات المصابة فى إذدياد وأبلغ قائدا اللواءين القائمان بالهجوم الجنرال أدان أن قوتهما غير قادرة على زحزحة المصريين أو طردهم وأنها لاتستطيع فتح الطريق ولذلك قررنا ليلا بقوة من المشاه وأن ينتقل لواء مظلات بطريق الجو من جنوب سيناء لتنفيذ المهمة وسمعت من القيادة الجنوبية أن قوات المظلات تكبدت خسائر فادحة فى أصعب العمليات وأكثرها دموية أثناء الليل وتم تخليص قوات المظلات فى الصباح من المزرعة الصينية بمساعدة المدرعات وعندما توجهت إلى مكان المعركة بعد إنتهاء القتال لم أستطع إخفاء مشاعرى عند مشاهدتى لها -مئات العربات العسكرية المهشمة والمحترقة متناثرة فى الحقول -بضع ياردات قليلة تفرق بين بعض الدبابات الإسرائلية والمصرية -لم أشاهد على الإطلاق مثل هذا المنظر لا على الطبيعة ولا فى اللوحات ولا فى أفظع مناظر الأفلام التى تناولت موضوع الحرب - لقد كان أمامنا ميدان شاسع لمذبحة يمتد إلى كل مكان يستطيع النظر أن يصل إليه كانت الدبابات وناقلات الجنود المدرعة وعربات النقل المعطلة والمقلوبة والمحترقة دليلا مروعا على المعركة الرهيبة التى دارت هنا
موشى ديان بعد معركة المزرعة الصينية التى دارت يوم 16 اكتوبر
************************************************** *******************************

monashazly
11/10/2008, 10:58 PM
الأخت الفضلى منى الشاذلي
تفضلتِ فقلتِ أن الحرب بدأت عربية، ولكنها تحولت عندما بدأ السادات في الدعوة إلى السلام، وليتكِ توضحين ببعض التفاصيل من فضلك، فحسب معلوماتي بدأت الدعوة إلى السلام بعد انتهاء الحرب.

كما ذكرتِ أنه لولا السادات لما استعدنا أرضنا أبدا. التساؤل الذي يتبادر إلى الأذهان هو: ماذا عن بقية الأراضي المحتلة؟ هل كان ضغط الرأي العام المصري -والعربي أيضا- يستهدف استعادة سيناء فقط؟ أم أن النظرة كانت عمومية إلى مجمل الأراضي العربية المحتلة إثر الحروب مع الكيان الصهيوني؟

تضمنت مشاركتك الفاعلة أيضا العبارة التالية "فيما يختص بالأمن المصري فهو يبدأ من استقرار الأوضاع الأمنية في الدول المجاورة لنا و استقرار أوضاعها الأمنية يضمن جزءا كبيرا من استقرار أوضاع مصر الأمنية داخليا و على الحدود." في البدء أشكرك على تعريفك للأمن القومي المصري، والذي أشار إلى حقيقة مهمة، أن استقرار الأوضاع الأمنية في الدول المجاورة لمصر ضرورة استراتيجية للمحافظة على الأمن الاستراتيجي في الكنانة.
الاستفسار الذي يخطر ببالي هنا، هل حققت رحلة البحث عن السلام، ثم توقيع اتفاقية كامب ديفيد، وما تلاها من معاهدات الأمن القومي المصري؟

فائق شكري لتحاورك الراقي


أستاذي الفاضل معتصم
بداية أنفذ طلب الدكتور محمد فؤاد منصور و أذكر أن عمري 27 عاما وولدت قبل مقتل السادات رحمه الله ببضعة شهور أي أنني لم أعاصر زمن الحرب ولكن والداي عاصراها وشاهدا ويلاتها فقد كان لدي خال ضابطا في الجيش وقد حكى ذات مرة عن ذكرياته و كيف أنه كتب له عمر جديد في معركة بحر البقر فقد كان في وقت المعركة في أجازة في القاهرة و بعد أن عاد وجد أن المعسكر كله قد تساوى بالأرض و وجد سريره مثقوبا كله بالرصاص.

نعم لقد بدأت الدعوة إلى السلام بعد إنتهاء الحرب، وفكانت الدعوة إلى مؤتمر المينا هاوس الذي دعا فيه السادات كل من سوريا و فلسطين و لكنهم رفضوا المجئ فكان لزاما عليه المضي منفردا في العملية .

نعم لم يكن الهدف استعادة سيناء فقط بل سيناء و كل الأراضي المحتلة و ولكن ، كما ذكر أحد الأعضاء ، لقد صوت السادات مع العرب للوقوف معه في معركة السلام و لكنهم رفضوا معاونته فاضطر لدخول معركة السلام منفردا.

عبدالقادربوميدونة
12/10/2008, 03:04 PM
أستاذي المفضال بوميدونة
أشكر كثيرا مشاركتك التي وضعت بعض النقاط الحائرة على الحروف، وعبّرت عن مشاعر جيلكم الذي عاصر تلك الأجيال وهو يدرج في مدارك الشباب.
دعني أتساءل من فضلك، هل حققت حرب أكتوبر أهدافها في رأيك؟

فائق تقديري


شكرا للجميع .واسمحوا لي أن أقول بالمختصرالمفيد - في نظري البسيط - ..كما قال الأستاذ محمد فؤاد منصور ..الكلام في حرب اكتوبرمنذ أن انتهت تلك الحرب وهو يدورفي مختلف وسائل الإعلام وألفت في ذلك مئات الكتب لكن المحصلة في النهاية بعد استعراض كل تلك الشهادات .والوثائق المصورة والشفوية من عسكريين ومدنين ومراقبين عاديين واستراتيجيين ومؤرخين لا بد وأن تتوضح الصورة بشكل جلي ..فمن عاش تلك المرحلة أو حتى المعارك لا يمكنه أن يرى مما جرى أكثرمن من إطلالة على كوة ضيقة بحجم زاوية رؤياه أما بعد مرورعقود وتجميع كل مكونات الصورة يظهرجليا أين أصاب السياسيون وأين أخطأوا وكذا العسكريون ..والبشربشر ..
كنا شبابا ومعرفتنا بأمورالحرب والصراعات السياسية لم تكن تتعد الحماسة والاندفاع غيرالمبررأحيانا..نحن عرب ومسلمون ولا يهمنا سوى تسجيل النصروبأية نتيجة بعد ذلك ..وإليكم ما رسخ في ذهني آنذاك
المرحومون بإذن الله فيصل والسادات والأسد وهواري بومدين هم من كانوا ينسقون فيما بينهم ..لشن تلك الحرب في لقاءاتهم الدورية ..لا سيما ووقع وآثارهزيمة 67 ما يزالان يعكران عليهم مزاجهم.. أقول تنسيقا وليس تحديدا لموعد انطلاق شرارة معركة فاصلة ..اللهم إلا هواري بومدين رحمه الله من أطلعه السادات على توقيت يوم الحرب وربما ساعتها أو حتى دقيقتها هكذا سمعنا ..
ولا أذكرإلا أن هواري بومدين رحمه الله بعد بدء المعركة طارإلى موسكو ففاوض القادة السوفيات على ضرورة تزويد مصروجيش مصربكل ما يحتاجانه من عتاد وأسلحة ..ولكن السوفيات لأسباب لا أعلمها ترددوا قليلا وربما أرادوا ابتزازا ما.. فاغتاض هواري بومدين..وهو الذي كان يعتبرالقادة السوفيات أقرب أصدقائه فنظرإلى أعلى سقف " الكريمان "
مقر القادة السفيات .. ولم ينزل بصره منه حتى جعل القادة السوفيات ينبهونه إلى ضرورة النظرإليهم فقال ما معناه :
" هل أنا في الكريملان أم في البيت الأبيض ؟"
وعندها أدرك القادة السوفيات أن الرجل لا يمكن مراوغته ..فقبلوا بما طلب وأمضى الصك على بياض قائلا اكتبوا فيه ما شئتم من مبالغ لا أريد إلا تزويد الجيش المصري بما يحتاج ..فأمريكا قد نصبت جسرا جويا لمؤازرة الجيوش الإسرائيلية ..وكانت الحرب ..وسعدنا بما تم تحقيقه لا سيما وقد عشت أيضا هزيمة 67 التي سمعت آنذاك عبر الإذاعات " أن القاهرة وعمان نار " ودخان ..وكان النصر وكان المجد الذي تحول فيما بعد إلى مؤقت عابر ..
أما الإجابة على تساؤلك أخي المعتصم حارث الضوي ..
فأرى بعد كل هذه الفترة والنتائج التي ترتبت على توقيف تلك الحرب والدخول في عملية تفاوضية سلمية ..هي أن نوايا المرحوم السادات كانت حسنة ووجهة نظرسياسية وعسكرية رآها صائبة فخطط للحرب وكسبها أوكسب جزءا منها في حين رأى معارضوه أنه تسبب في تمزيق الصف العربي وتخلى عن النضال من أجل القضية المركزية ألا وهي القضية الفلسطينية فحتى احتلال الأرض المصرية لم يكن إلا نتيجة لموقف مصرالداعم لتلك القضية ..فكانت جبهة الصمود والتصدي ..وسحب جامعة الدولية العربية من مصر وتحويلها إلى تونس ..وما تلا ذلك تعرفونه جميعا ..
إذن السادات خطط ونفذ ونجح وفشل تلك طبيعة الأشياء ..كسبت مصر الحرب مرحليا وخسرتها استراتيجيا.. سواء بفعل تداعيات مقاطعة العرب لها أوبفعل دعم أمريكا لحلفاء الحل التفاوضي السلمي .. والنتائج الحقيقية بارزة اليوم على كل الصعد ..ربحنا الحرب وخسرنا مصر الأم الكبرى اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا وعسكريا ..نحن الذين خسرنا مصر وهي التي خسرت ريادتها للعالم العربي ..
واليوم ..ما هومشروع العرب لتوحيد صفوفهم ومعاودة منازلة الغازي المحتل القضية الأولى ما تزال قائمة ؟
فلو كانت مصر ما تزال على مواقفها الأولى ما احتلت العراق وما احتلت الصومال لأن ذلك يدخل في مجال بعدها الاسترتيجي وفي مجال أمنها الإقليمي..
ودعوني أقول : لو ..لولم تتخل مصرعن دورها الحقيقي لصارت اليوم "إيرانا" وحيدة في المنطقة تتحدى الولايات المتحدة وتقود إفريقيا وتتزعم دول الجنوب لكن مع الأسف تلك أخطاء التفرد بالرأي لدى معظم قادة العالم الثالث ..الله يرحم شهداءنا جميعا وغفرلهم ..وهدى قادة بلداننا إلى ما يرفع رأس العربي والمسلم ..وشكرا لكم .

محمد فؤاد منصور
12/10/2008, 09:17 PM
(مداخلة سابعة )

المؤكد أن العرب لأول ولآخر مرة في تاريخهم قد اتفقوا تماماً على موعد إعلان الحرب ولكنهم لم يتفقوا على كيفية إدارتها ولاتوقيت إنهائها !.. ربما كانوا معذورين في كثير من الأمور فهم يواجهون أعتى القوى المسنودة بأمبراطورية الشر في العالم ورغم الإعداد الجيد للمعركة والتدريب الجاد والقيادات الواعية إلا أن الأسلحة في أيدي العرب ظلت متخلفة عما في أيدي عدوهم حتى لحظة بدء العمليات القتالية !
كانت اسرائيل متفوقة عسكرياً ولم نكن نمتلك إلا الروح القتالية العالية والإيمان الشديد بأننا أصحاب حق وأن الله سينصرنا وسيعوض صبرنا خيراً ..
ربما لم أشر في المداخلات السابقة لقائد عربي عظيم هو الرئيس الراحل هواري بومدين ، هو بالضبط كما قال أخي عبد القادر بوميدونة كان من أبرز قادة حرب أكتوبر المجيدة وكما قاد الملك فيصل يرحمه الله معركة البترول التي زلزلت الغرب ، قاد هواري بومدين يرحمه الله معركة لاتقل أهمية عن تلك التي كانت تجري على جبهات القتال ، ذهب إلى الأتحاد السوفيتي أثناء سير المعارك ليضمن إمدادات السلاح للمقاتلين على جبهات القتال وكانت وقفته قوية ومؤثرة كما وصفها أخي عبد القادر غير أن السوفييت على مايبدو لم يكونوا على ثقة كاملة من قدرات المقاتل العربي ، تلكأوا وماطلوا وساوموا ولم يراعوا أن كل لحظة تمضي تعني أن الأسلحة والذخائر في أيدي المقاتلين البواسل على الجبهة تتناقص باستمرار والأهم أن المزيد من الشهداء كانوا يتساقطون وأن لحظة لابد آتية يصير فيها مابيد العدو من سلاح أكثر بكثير ممابين أيدي مقاتلينا ، ونظرة على الجانب الآخر كانت تؤكد أن الحرب في ظل تلكؤ السوفييت قد تنتهي بكارثة جديدة .. أذكر أن اخي رحمه الله عقب الحرب مباشرة وكان أحد الذين حرروامدينة القنطرة شرق قال لي وهو يروي ماحدث : لقد كنا في نزهة ، لقد فتكنا بهم ولقناهم درساً قاسياً حتى يوم السادس عشر من أكتوبر ، لم يكن لسلاح الجو الأسرائيلي أي وجود في سماء المعركة لكن منذ السادس عشر وجدنا سماء المعركة تعج بطائرات العدو ، كان واضحاً أن ترسانة الأسلحة الأمريكية قد فتحت أبوابها على أرض المعركة ، وأننا أضطررنا لقبول وقف إطلاق النار وإلا خسرنا كل شئ..
نجح العرب في الحرب لكنهم فشلوا في السلام وكعادتهم الأبدية بدأوا يتبادلون الأتهامات ويرمون بعضهم البعض بالخيانة .. كان النجاح أكبر من كل توقعاتنا فنسينا أن نتفق على مايجب أن نعمله إن جنحوا للسلم .. ومنذ خمسة وثلاثين عاماً وحتى اليوم ونحن لانتفق على إدارة معارك السلام التي تحتاج لوحدة الصف والأتفاق على الحدود الدنيا لما نرضى به اكثر من حاجتنا للأتفاق على مجريات الحرب .:fl:

معتصم الحارث الضوّي
12/10/2008, 10:05 PM
الأخت الفاضلة فايزة شرف الدين
أشكرك كثيرا فإنك تنيرين الكثير من النقاط، وليتك تعودين بالتحليل السياسي.

فائق تقديري

معتصم الحارث الضوّي
12/10/2008, 10:14 PM
النطاسي المفضال د. منصور
يطيب ويحق لي أن أشكرك جزيلا على هذه المقالة التي تضمنت تحليلا سياسيا متكاملا لظروف المنطقة في تلك الفترة الحرجة حقا من الصراع العربي ضد الكيان الصهيوني.
الواقع أن الموضوع المطروح ليس بين محبي وكارهي السادات رحمه الله، بل هي وقفة للتأمل في أيام مجيدة أتذكرها بكل فخر وإعزاز. ولعل الحديث عن السلام إلى إسرائيل قد تسلل إلى الموضوع دون قصد، ولكن هذا شئ طبيعي ومتوقع، فالارتباط العضوي بين أكتوبر 73 وعملية السلام اللاحقة لا يُمكننا من تشريح القضية إلى جزئين منفصلين نتعامل معهما بصورة مستقلة بالدقة الإكلينيكية.
لي عودة يا سيدي الكريم للتعقيب على مداخلتك القيّمة. وتقبل حتى ذلك الحين فائق تبجيلي واحترامي

تلميذك
معتصم

معتصم الحارث الضوّي
12/10/2008, 10:17 PM
أخي العزيز إبراهيم عبد المعطي
يحق للجميع مصريين وعرب ومسلمين أن يفخروا بتلك الأيام المجيدة التي مرّغت أنف الكيان الصهيوني في وحل الهزيمة لأول مرة منذ بدء الصراع.
أشكرك كثيرا، فما تفضلتَ بإيراده يرصد مواقف أهم الشخصيات الفاعلة سياسيا في تلك المرحلة.

فائق تقديري ومودتي

معتصم الحارث الضوّي
12/10/2008, 10:20 PM
أختي الكريمة منى الشاذلي
أشكرك كثيرا عودتك للتوضيح، واستجابتك لطلب أستاذنا المفضال د. منصور. الواقع أن المشاعر الشخصية والإنطباعات الخاصة تفرض بصمتها الواضحة على قراءتنا للأحداث، وتقويمنا للتطورات التاريخية. ولكن هذا شئ طبيعي ومتوقع، فهو جزء من طبع البشر.

فائق احترامي وتقديري

معتصم الحارث الضوّي
12/10/2008, 10:26 PM
الأستاذ الكريم عبد القادر بو ميدونة
أشكر كثيرا عودتك الميمونة، وإشارتك إلى الدور فائق الأهمية الذي اضطلع به الرئيس هواري بومدين رحمه الله في حرب أكتوبر 73.
للأسف الشديد، تطورت الأمور في منحنى خطير خلال الثلاثين سنة الماضية، فبين حسابات خاطئة استراتيجيا، وتخبطات سياسية، ونزاعات سخيفة على المستوى الشخصي للزعامات العربية- وأصبح الجميع يتجرع نتائجها المريرة.
يبقى السؤال قائما: ما العظة والعبرة التي يمكن استفادتها من حرب أكتوبر 73 لتفيدنا في قادم أيامنا؟

فائق احترامي وتقديري

فايزة شرف الدين
12/10/2008, 10:39 PM
الدكتور محمد منصور .. الأستاذ إبراهيم عبد المعطي
لقد كنت في الصف الأول الاعدادي وقت الحرب ، وكانت بداية العام الدراسي .

كنا نقطن أمام مشروع المياة في شربين وهو موقع هام جدا في 67 ، وكانت الطائرات وقت الهزيمة تحلق على مستويات منخفضة جدا .. وكنت في السادسة من عمري وقتها .. ولا أعرف هل هي للعدو أم طائرات مصرية .
وفي مرة حلقت طائرة في مستوى منخفض جدا.. فأخذت أختى التي تصغرني بعامين تجري مذعورة بعيدا عن بيتنا الذي امتد خلفة فضاء كبير .. وأنا أنادي عليها لأهدئ روعها .

رغم أني عاصرت الدبابات والعربات المصفحة الذاهبة إلى مدن القنال .. لأن بيتنا كان يطل علي الطريق المؤدي إليها .. إلا أني كنت صغيرة فلم أدرك ما يحدث .. ثم أنتقلنا لمدينة أخرى .. وفي يوم الحرب بينما كنت أسير سمعت رجلا يقول لشاب جار لنا :
ـ لقد عبرنا القنال .
فصاح الشاب مستهزئا :
ـ أنه كلام .
من يومها عرفت الحرب وتابعتها .. وتابعت وأنا في مرحلة الثانوية ذهاب السادات إلي القدس .. وكنت مدركة تماما شجاعة هذا الرجل ، وخطبته القوية التي رجت جدران الكنسيت الصهيوني .

من مداخلاتك يا دكتور محمد .. أجد أنك شرحت مداخلتي بالتفصيل .. وأننا جميعا كمصريين في هذا التصفح .. قد اتفقنا على رأي واحد .. ولقد تابع الأستاذ عبد المعطي المناقشة التى دارت بيني وبين الدكتور عبد العزيز غوردو في قصته الأتوبيس رقم 100ثم أصبح طرفا في النقاش .
لقد شعرت بغضب عندما اتهم السادات بالعمالة وأنه ذهب إلي مواخير تل أبيب .. لقد أيدت يا دكتور رأيي عندما قلت أن أي زعيم مسئول عن شعبه في المقام الأول .. نحن نحب فلسطين والمسجد الأقصى هو من مقدساتنا الإسلامية .. لكن فلسطين لها شعب ، وشعب قوي عليه أن تتفق فصائله المتناحرة .. وأن يكون الشعب على قلب رجل واحد .. قبل أن يطالبوا الشعب المصري بمزيد من المعارك .. بينما رجالنا يموتون جوعا في البلدان العربية من أجل قوت أسرهم .
أقولها صراحة .. لقد شعرت بغضب شديد وأنا أقرأ أن السادات كان خائنا .. ثم أقرأ أشياء غريبة جدا .. لم أحاول أن أستكمل قراءتها .. فليس من حق أي شخص غير مصري أن يتهم حاكم لنا بالخيانة .. لأنه ليس من حقنا أن نتهم أي حاكم عربي بالخيانة .
أخيرا أشكر كل من شارك بالتصفح

ابراهيم عبد المعطى داود
13/10/2008, 12:03 AM
آثرت أن أكتب مداخلتى هذه بعد مداخلتى السابقة التى تسلط الضوء على كلمات القاده الصهاينة عن مجريات أحداث
حرب اكتوبر ..وبها خلصنا إلى أن حرب اكتوبر تمت بروح قتالية عالية وخطة خداع استراتيجي رائعة لم تنفع معها
الأقمار الصناعية الأمريكية ولا سفن التجسس ولا محطات الرصد الألكترونية ..
وكما أوضح دا محمد فؤاد منصور فى مداخلاته القيمة أن الغرض الأساسى من الحرب كان لتحريك القضية واتمام
العبور والقضاء على الغطرسة الاسرائيلية ..فلم يكن بوسع القوات المسلحة المصرية أن تتقدم نحو المضايق
أو وسط سيناء بقواتها البرية ثم تقتحم حدود فلسطين وتحررها ..؟! لماذا ..؟ لأن القوات البرية لم يكن لها دعم
أو غطاء صاروخى يحميها وخصوصا أن أمريكا أسرعت بتقديم دعمها اللوجستى بل والمباشر لإسرائيل فكانت طائرات
الفانتوم المقاتلة والحديثة جدا حينئذ تنطلق من فوق حاملة الطائرات الرابضة فى البحر المتوسط لتدك المواقع المصرية
بكل أنواع القنابل المحرمة دوليا وهذه تفاصيل موجودة فى جميع الكتب والمقالات التى تناولت تفاصيل تلك الحرب
وبعد الثالث عشر من اكتوبر حدثت الثغرة وشعر السادات أنه لايحارب اسرائيل وحدها بل يحارب امريكا مباشرة
وعنئذ أعلن موافقته على وقف اطلاق النار وبالتالى الحفاظ على الأرض التى استردها والحفاظ على أرواح
جنوده من أبناء القوات المسلحة وقال كلمته المشهورة "أنا لاأستطيع أن أحارب أمريكا " فبدأت مباحثات فض الاشتباك
الأول والثاني وما لبث أن بدأ العرب بمهاجمته والتطاول عليه ..الى أن حدثت الزيارة المشهورة فكانت القشة التى
قصمت ظهر البعير ..!!!
وتوالت المباحثات ..
ورفرفت أعلام مصر وسوريا والأردن وفلسطين فوق فندق مينا هاوس بالهرم - القاهرة . ونادى السادات : تعالوا
اجلسوا مع عدوكم ..تحاوروا ..تباحثوا .. نحن فى موقف قوة ..الرأي العام العالمي والعربي فى صالحنا ..تعالوا
لم تكن المستعمرات قد انتشرت كالاخطبوط فى الضفة الغربية والجولان وحول القدس .. ولم يكن السور الشاروني
قد التف بالقدس الشريف وعزل المدينة المقدسة عن باقى العالم .. تهوًد فيها اسرائيل ماشاء لها أن تهوًد ..
فتغيًر التركيبة السكانية بالإغراء تارة وبالقهر تارة أخرى ..
لكن الأشاوس والمغاوير والصناديد رفعوا رايات "السادات خائن ..السادات عميل .."
وافتتح السادات قناة السويس فى يوم مشهود ..
وتحوًل النظام الاشتراكي إلى رأسمالي بالتدريج .. فأقيمت المصانع الخاصة .. والمدن الجديدة .. والشركات العملاقة ..
وتعمًرت مدن القناة فنشأت المنطقة الحرة فى بورسعيد وانتعش أهلها بالتجارة وأصبحت الاسماعيلية من أجمل بقاع
مصر ونشطت الصناعة فى السويس .
وفى 6 اكتوبر الموعود حدث ماحدث ..
وكان حادث المنصة ..
واليوم وبعد مرور كل هذه السنوات من هذا الحادث الأليم .. وقف ومعارضوه بل وقاتلوه "أعضاء الجماعة الاسلامية "
وعلى رأسهم شيخهم الشيخ / عمر عبد الرحمن المسجون حاليا فى أمريكا ظلما وعدوانا ..وقفوا فى مناظرات مفتوحة
مع رجال السلطة وشيوخ الأزهر الشريف "الجماعة الاسلامية بقيادة كرم ذهدى وجماعة الجهاد بقيادة عبود الزمر "
واللذان أكدا بإقرارهما على وثيقة "تصحيح المفاهيم " بأن السادات ماكان لهم أن يهدروا دمه أو يقتلوه ..
وإنه طبقا لرأيى كافة أئمة الفكر الاسلامي بأنه لايجوز الخروج على الحاكم الظالم ..
وبإعلان هذه الوثيقة إنقشع دخان الارهاب عن مصر المحروسة ..
ورد الاعتبار لقائد الحرب وبطل السلام وداهية العرب والرجل الذى جعل بيجن اليهودى يموت كمدا وحسرة وندامة الرجل الذى ضحك على اليهود والصهاينة "محمد أنور السادات " غفر الله له وأسكنه فسيح جناته .

معتصم الحارث الضوّي
13/10/2008, 04:42 PM
أخي العزيز الأستاذ إبراهيم عبد المعطي
أشكر جزيلا هذه النظرة العميقة التي أوضحت بها قراءتك الخاصة لما حدث، وذلك بناء على العديد من المعطيات والعوامل التي شكلت سياسة الرئيس السادات رحمه الله.

فائق تقديري

حسين راشد
13/10/2008, 05:18 PM
أخوتي الكرام
الأخ العزيز الاستاذ معتصم الحارث
أخي الحبيب الأستاذ د محمد منصور
وجميع الأخوة
العاطفة وهي أجمل سمات البشر لكنها حين تضعف صاحبها تكون أسوء خصاله
والعمل السياسي والعمل العسكري إن كان بهما العاطفة فحتماً ستفشل .. إن كانت كل ما نملكه هي العاطفة وحدها ..
حرب أكتوبر .. لم تكن كسابقاتها من الحروب .. ولكنها حقاً حرب الكرامة وإثبات القوة الفكرية العسكرية وأن العرب كما لديهم عاطفة لديهم الفكر و الفطنة و المثابرة ..
كثيراً ما نقرأ أن هذا ناصري وهذا ساداتي وذاك كذا وكذا
ولكنني من وجهة نظري أرى غير ذلك تماماً .. فأنا أرى حسنات وسيئات .. إيجابيات وسلبيات .. والإيجابية في زمن يمكن أن تكون سلبية في زمن أخر والعكس .. فطبيعة المرحلة هي ما تعطي السمة و الإجابة الصحيحة على المعادلة الصعبة
لا أؤمن بالتخوين مهما حدث .. ولكن أؤمن أن هناك ضعيف وهناك قوي .. هناك من يمكن الأعتماد عليه وهناك من لا يمكن الاعتماد عليه .. وهناك أيضاً الرجل الوسط ..
و من المهم حين نتكلم عن شخص وبالذات (الحاكم) يجب أن ندرك أن القرار بالحرب ليس أمراً سهلاً .. بالأخص حين يتعلق بالكيان الصهيوني المغتصب .. فالسطحيون يتحدثون عن قوة الشعب العربي فقط .. والمتعمقون يتحدثون عن قوة الإرادة العربية . والعسكريون يتحدثون عن قوة الماكينة العسكرية وهكذا
وعلى صاحب القرار الوحيد بالحرب أن يتحمل تبعات هذا القرار خاصة أنه سيحارب العالم ( القوى العالمية) لأن السرطان الصهيوني ليس كما يتخيل البعض أنه أنشئ ليكون دولة يهودية بل مستعمرة صهيونية تكون مركز الحكم على الأرض من أوسطها .. وأن السادات رحمه الله حينما أتخذ قرار الحرب مع شقيقه المرحوم الرئيس حافظ الأسد لم يكن الهدف أبداً تحرير فلسطين المباشر ولكنها كانت الخطوة لفك الجمود و عودة الروح . وقد عادت .. لم يكن من السهل على الصهاينة أن يروا هذا الفرعون منتصراً .. ويعيش بسلام .. لأن الإستعمار لا يحمل في جعبته سوى البنادق والرصاص .. و أن عملية السلام التي تلت حرب أكتوبر و بلسان قادة الإستعمار الصهيوني هو سلام مؤقت (هدنة) لالتقاط الانفاس وترتيب الأوراق .. استطاعوا هم أن يرتبوا أوراقهم (فرق تسد) ولكننا للأسف بعثرنا كل الأوراق التي نملكها وساعدنا العدو الصهيوني في تفعيل نظريته التي حولت النظرية إلى واقع ..
حرب أكتوبر التي تدرس في كل جامعات العالمك العسكرية .. لم تكن ضربة حظ .. ولم تكن صدفة .. ولم تكن إلا انتصاراً عسكرياً معنوياً شعبياً بقيادة حكيمة ,
والحديث هنا له أكثر من وقفة وأكثر من مقال..
ولكن هل نستطيع أن نترك الاتهامات و نسير نحو الاتحاد
هذا بالطبع ممكن بهذه العقول النيرة التي تثبت للعالم أجمع أننا مهما أختلفنا في فروع لم ولن نختلف على أساس
فدعونا من الفروع التي تشعبنا فنفترق وتعالوا إلى الأساس كي نقوى ونتحد
ولكم جميعاً احترامي وتقدير
والله أكبر .. والنصر للعرب

عبدالقادربوميدونة
13/10/2008, 06:16 PM
[quote=دكتور/ محمد فؤاد منصور;265422] [color="red"]( مداخلة سادسة ) بح صوت الرجل وهو ينادي الأشقاء لنواجه العدو صفاً واحداً في معركة السلام كما فعلنا أيام الحرب .. وطالب بسلام عادل ودائم وشامل وعودة اللاجئين وحقنا في القدس لتكون عاصمة للدولة الفلسطينية . ولكن غلب سوء الظن والقذف بالخيانة والأتهام ببيع القضية .. حتى صار أكبر همنا اليوم أن يفتح العدو لنا المعابر يوماً أو بعض يوم ! .. رحم الله السادات فقد كان زعيماً عربياً وقائداً فذاً .. سبق وقته وسبق امته وقتله أبناء جلدته الذين أخرجهم من غياهب السجون ثم راحوا جميعاً يترحمون على أيامه .. يبكون مثل النساء على قائد لم يحافظوا عليه مثل الرجال..[/size="4"][center]
[SIZE="4"][FONT="Arial"]

أستاذي وحبيبي الدكتورمحمد فؤاد منصور: تحية متحررة من أي انحياز .. سيدي الفاضل ..الفقرة أعلاه فيها بعض الإشارات المهمة ينبغي توضيحها أكثرحتى نستطيع فهم المسألة برمتها وفي بضعة أسطر .. الرجل الله يرحمه محمد السادات .قلتم : " بح صوته وهوينادي الأشقاء لنواجه العدوصفا واحدا في معركة السلام كما فعلنا أيام الحرب طالب بسلام عادل ودائم وشامل وعودة اللاجئين وحقنا في القدس لتكون عاصمة للدولة الفلسطينية .." سيدي الفاضل..
-1 هل من المعقول والمنطقي والراسخ في الوجدان العربي والمسلم عبرعقود هو : حقنا في القدس أم القدس لنا ؟
-2 " معركة السلام " ..وهل صحيح يمكن فتح باب معركة للسلام - مع كيان مصطنع غاصب - يؤدي بشكل ما إلى استرداد الحقوق المغتصبة بقوة الحديد والناروالتهجيروسياسة التشتيت والإبادة الجماعية ؟
-3 هل كان من المنطقي أن يقبل قادة الصهاينة المتواترون عبرحقب وعقود بالقدس عاصمة للفلسطينيين " الإرهابيين آنذاك " ؟
-4 هل انتهى في نظركم مفهوم ومصطلح " ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ؟
-5 هل ترى أن العقلية اليهودية والصهيونية العالمية القائمة أصلا على التمييزالعنصري ومن ورائها العقلية الأمريكية يمكن في يوم ما أن تتغيربوساطة القوة الناعمة .. ؟ أرجوالتفضل بتوضيح هذا الإشكال القائم والفارض نفسه آنيا بقوة.. الرجل في نظرمن اختلفوا معه من القادة والزعماء العرب هواري بومدين صدام حسين حافظ الأسد الخ ..رأوه قد أخطأ خطأ استراتيجيا ..وقد حذروه من تداعيات ذلك على العالم العربي برمته والنتيجة الماثلة لكل مبصرهي أننا بعد تلك العملية - التي رأها تاكتيكية وهي ليست كذلك - تحولنا كلنا من المحيط إلى الخليج ساداتيين في كل سياساتنا تجاه العدوالتاريخي .. ولم نستطع التخلص منها ومن نتائجها لحد الآن ..والله يرحم كل قادة وزعماء الأمتين العربية والإسلامية سواء أصابوا أم أخطأوا.. حسابهم وحسابنا جميعا عند عالم الغيب والشهادة . ولكم جزيل الشكر. .وشكرا .

حسان محمد السيد
13/10/2008, 09:12 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


الأخ الفاضل الاستاذ معتصم


على ما يبدو انه كان لزاما عليك عند طرح موضوع هام كهذا,ان تحذف بعضا من الأسئلة التي تكشف النقاب عن الخبث والمكائد,ثم توجيه البقية تحديدا للكامب ديفيديين فقط.

لاحظت ان سياسة كم الأفواه التي بدأت في 15/05/1971 امتدت الى ساحة الحوار وشكلت المحاكم النمرودية عبثا وجزافا لكل من يقول رأيه بصراحة مستندا الى تاريخ ووثائق,بل منهم من أقر أنه لم يكمل قراءة الرأي الآخر,والذي يؤسف ويوجع ان الذين بدأوا بالإهانات والمنطق التقسيمي والتفتيت هم أناس حسبناهم من اهل الثقافة والعلم وكنا من قرائهم,حرموا علينا ابداء الرأي بحجة عدم معاصرة الأحداث,فلو كان التاريخ حكرا على من شاهدوه بالعين المجردة لمات التاريخ معهم,ولما وصل الينا العلم ولا عرفنا عن الرسل والامم التي خلت ذكرا ولا اسما,فأي منطق مخجل وعقيم هذا يا حملة الأقلام؟ إنا لله وإنا اليه راجعون.

ان هذا المنطق القطري هو من مخلفات كامب ديفيد,فمصر اصبحت الامة المصرية على تعبيرهم,ولبنان وسوريا والاردن وغيرهم من ارض العروبة كذلك,لكن الثابت في القرآن يا من تأخذون من الإسلام فقط شعائره الظاهرة وترمون باللب والمضمون,أننا امة واحدة,حتى في عصر الجاهلية كان العرب يسعون الى نوع من الوحدة,فلفظ الجلالة (الله) كان حاضرا في وجدانهم واتفقوا عليه,الأمر الذي أظهر جانبا من وحدتهم رغم وجود الأرباب,كذلك ايضا حلف الفضول الذي كان وجها من اوجه الوحدة,ناهيك عن العادات والتقاليد والأرض واللغة وغيرها من القواسم التي تشكل مفهوم الأمة,ثم جاء الاسلام الذي جعلنا امة واحدة,وقد اخبرنا الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام عن ربه ورب العالمين في كتابه العزيز ان (ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص) صدق الله الواحد الأحد العظيم,ونحن تعلمنا منذ الصغر ان امتنا امة واحدة,وانها عرفت بأمة التوحيد,فكيف تؤمنون ببعض الكتاب وترفضون بعضه؟.

احب اخيرا التطرق الى نقطة هامة شخصية,جعلتني مضطرا للبوح بها بعدما قرأت من تعسف وتطاول وتجبر,فأنا من عائلة قدمت ثلاثة شهداء في سبيل القضية العربية المركزية,ولم يدفعني هذا الإرث الا للتواضع والإفتخار,لم اتوجه باسم هذا الإرث بالإهانة لأي كان,لأنني احترم تاريخي وإرثي وما زلت وفيا لمكارم الأخلاق التي تربيت عليها,ووفق المنطق الذي ساد على هذه الصفحة,فيجب علي ان اتاجر بدماء الشهداء واعتبر انني الوحيد المخول للكلام,بل ربما يجب على الفلسطينيين ان يدفعوا لعائلتي التعويضات لأن القضية فلسطينية بحتة لا علاقة لنا بها,,,اللهم لا تؤاخذنا بما قالت الأفواه منا ولا بما كتبت بعض أقلامنا.

اخي الأستاذ معتصم

لقد ذكر مستشار الأمن القومي في عهد السادات السيد حافظ اسماعيل ان الرئيس شدد على (إننا دخلنا الحرب لإقناع إسرائيل أن الحرب لا تحل المشكلات) ,وانها (حرب تحريك لا حرب تحرير) وكيسنجر نفسه في مذكراته اقر ان السادات اخبره انه لا يريد حربا مع ما يمسى بإسرائيل,بينما كان الجيش المصري الباسل يخوض اقسى واعظم عملية عبور على مر التاريخ,ومذكرات من شاركوا وبحثوا في حرب اكتوبر وسياسة السادات معروفة ومنها استقينا معلوماتنا,فبالإضافة لرأيي الشخصي,كانت مشاركتي بالوثائق والأرقام التي نقضها الغير ورفضوا ان يأتوا بأرقام مماثلة,وفضلوا بدل النقد الإقصاء والتطاول والإهانات.


أضع بين يديك شهادة سعد الدين الشاذلي عن حرب اكتوبر في لقائه مع احمد منصور التي قرأتها كاملة اضافة الى مقالاته وكتابه...

http://www.aljazeera.net/NR/exeres/D426C1EF-E7EC-4B00-8A71-1C68EFFF3353

وهذا هو رابط الحلقة الأولى,ومن خلاله يمكن الإطلاع لمن يريد الوصول الى كل الحلقات كاملة,ثم احب ان اشير الى شهادة السيد بطرس غالي وزير السادات واحد عرابي كامب ديفيد التي افتتحت محادثاتها بزجاجة ويسكي كما ورد واليكم الرابط الأول وبنفس الطريقة تصلون للروابط الأخرى...

http://www.aljazeera.net/NR/exeres/57D3A6EF-2D15-4FD8-8596-6D6E1816381D.htm


لقد اخترت شهادات ودراسات من أشخاص معلومة ومعروفة,كانوا رجال السادات, حتى لا يتهمنا احد بالإنحياز والعاطفة,رغم ثقتي ان الإتهامات ستتواصل والإقصاء سيستمر,وحينها سوف اتبع حكمة الإمام الشافعي رحمه الله تعالى التي اثرانا بها بصيفة شعرية,واللبيب يعرف معنى ذاك الشعر واي بيت اقصد.


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

معتصم الحارث الضوّي
14/10/2008, 06:21 PM
أتقدم بوافر الشكر لكل من تفضل بالمشاركة والتعقيب والمتابعة، ولكم جميعا عظيم تقديري.
:fl::fl::fl:

أحمد محمد عبد الفتاح الشافعي
18/10/2008, 02:06 PM
الأستاذ الدكتور محمد فؤاد منصور ، أشقائي الواتويون
أولا: لم تحقق حرب أكتوبر الهدف الاستراتيجي منها. لأنها لم تحقق هدف تحرير الأرض العربية ولم تحل المشكلة الفلسطينية لبّ الصراع.
ثانيا: من يدعي أن سيناء قد تم تحريرها واهم لأنها منزوعة السلاح والسيادة ولا تستطيع مصر تحريك أي قوات عسكرية، إلاّ بموافقة الصهيونية وأمريكا ويستطيع اليهود الصهاينة أن يدخلوا سيناء بالبطاقة الشخصية أو بجواز السفر في حين أن المصري لا يستطيع أن يدخل فلسطين المحتلة إلا بتأشيرة دخول ولو عُرف عنك عداؤك للصهيونية فلا مجال لدخولك الأرض المحتلة.
ثالثا: مازالت القضية الفلسطينية تراوح مكانها بل تم احتلال معظم أراضي الضفة الغربية والفلسطينيون محاصرون في القطاع والضفة ووضعهم المعيشي والسياسي قد تدنى، وأصبحت السلطة الفلسطينية منقسمة على نفسها بين حماس وفتح والصراع الذي كان بين الفلسطينيين واليهود أصبح بين الأشقاء، فتح وحماس.
رابعا: مازالت مرتفعات الجولان محتلة ونتسول رضاء أمريكا والصهيونية لإعادتها سلميا وإعادة العلاقات الدبلوماسية.
خامسا: قطر عربي تم تدميره واحتلاله بقوات أمريكية إلى الأبد. وأصبح لإسرائيل تواجد دبلوماسي في كافة الأقطار العربية.
سادسا: التبعية بل والعمالة للصهيونية وأمريكا, وتدني الوضع العربي وتشرزمه، وأصبح الوطن العربي كله تقريبا تحت السيطرة الأمريكية، ففي كل بلد قاعدة أمريكية، أو تسهيلات عسكرية.
سابعا: الدول العربية البترولية دفعت السادات دفعا إلى أحضان كامب ديفيد، لأنها أحجمت عن استثمار مواردها في مصر وأظهرت في أجهزتها الإعلامية المصريين والسادات كالمتسولين. فكانت خزانة مصر مفلسة تماما، مما نتج عنه رفع الأسعار، وانتفاضة 17 .18 يناير 1977 .
ثامنا: السادات وقع في خطأ استراتيجي بطرد النفوذ الروسي ووضع القضية كلها بين يدي أمريكا وأوربا فسخروا منه وأذلوه. وأكاد أن أجزم أن حرب أكتوبر كان وراؤها اتفاقا مع المخابرات الأمريكية بدليل أنه لم يطور الهجوم إلى المضايق وتوقفت الحرب عند رءوس الكباري. ولم يسمح بتصفية الثغرة كخطة الفريق سعد الشاذلي، بحجة أنه لا يستطيع محاربة أمريكا. ولا تنسوا موقف العرب من الاتحاد السوفيتي وكان يُنعت في أجهزتهم الإعلامية بالملحد والكافر وأرتموا في أحضان الغرب المؤمن. وبس.
أحمد الشافعي