المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إسبان يخفون إسلامهم



هشام زليم
07/10/2008, 02:35 PM
بسم الله الر حمان الرحيم:
فهذا جواب متواضع لأخينا -مسلم 2000- أحببت إفراده في هذا الموضوع الخاص حتى تعم الفائدة و لا تختلط المواضيع فتضيع الفوائد.
كان سؤال الأخ هو:"قرأت اخي الكريم بأن الكثير من الشعب الاسباني في وقتنا الحاضر بدأ يبحث عن جذوره الاسلامية والكثير من هؤلاء الباحثين رجع الى اصل اجداده واعتنق الاسلام... وقرأت ان ردة هؤلاء من المسيحية الى الاسلام بدأ يقض مضاجع الكفرة هناك... لا أدري اخي عن مدى صحة ما قرأت... هل هناك فعلا حالات رجوع الى الاسلام من قبل الشعب الاسباني ؟ وجزاك الله خيرا..."

أقول بعد التوكل على الله:
هم أصلا, أخي الحبيب، لم يفقدوا صلتهم بالإسلام حتى يبحثوا عنه. فأغلب الأندلسيين الذين يعيشون في منطقة أندلوسيا جذورهم إسلامية . فرغم طرد المسلمين من الأندلس سنة 1609 عاد البعض إليها و اختبأ البعض الأخر أثناء الطرد حتى هدأت الحملة ثم ظهر كمسيحي تقية. و قبل أن أسرد إليك بعض الأدلة على ما أقول أريد إثارة نقطة مهمة : إن الأندلسيين المسلمين الذين مكثوا في الأندلس تربوا على حفظ الإسلام باطنا و إظهار المسيحية حفاظا على حياتهم فصار عندهم هذا الكتمان ركنا من أركان وجودهم. و هكذا فهم إلى اليوم لا يثقون في النصارى و لا يؤمنون في حرية التدين التي أقرها القانون الإسباني خلال السبعينيات من القرن الماضي و يعتقدون أنه في أي لحظة يمكن أن تخرج إلى الوجود محكمة للتفتيش فتحاسبهم إن هم أعلنوا إسلامهم اليوم. لهذا فهم يفضلون البقاء كنصارى ظاهرا و الحفاظ على إسلامهم. ففي عدة حالات صرّح أندلسيون إسبان لأصدقاء مسلمين لهم أنهم مسلمون لكن لا يستطعون إعلان ذلك. و هذا لا يمنع من أن يجهر بعضهم بالإسلام علانية.
و لا تنسى أخي أن الحكومة الإسبانية اعترفت بالقومية الأندلسية كقومية مختلفة عن الإسبان لهذا أعطتهم الحكم الذاتي. و قد طالب الأاندلسيون بالإستقلال كلية عن إسبانيا لكن مطالبهم جوبهت بالرفض.

و لعلني أذكر لك الأن بعض المبشرات عن انبعاث الإسلام بين الإسبان.

1- فقد ذكر الدكتور علي الكتاني رحمه الله –وهومغربي من مؤسسي الجماعة الإسلامية بالأندلس اليوم- أن عجوزا مسيحية إسبانية تنحذر من أسرة حاكم نصراني سابق لمنطقة الأندلس و كانت هذه العجوز تملك قصرا يعود إلى ايام جدها الحاكم.
يقول علي الكتاني في محاضرة عن "الوجود الإسلامي بالأمريكيتين" عن هذه الحالة:
"دوق مدينة سيدونيا، والذي كان الحاكم باسم ملك إسبانيا على منطقة الأندلس. فكيف دوق مدينة سيدونيا الذي يمثل السلطة النصرانية (المسيحية) على الأندلس يقوم بمؤامرة من أجل تحرير الأندلس؟. لم أفهم ذلك!!!.
فلما التقيت الدوقة الحالية لمدينة سيدونيا استدعتني في شاطوها (قصرها) قرب مدينة سان لوقا دو باراميدا، قرب مصب الوادي الكبير، فقلت لها: "ما سبب ذلك؟!". وإذا بجوابها كان أغرب مما كنت أتوقع، حيث أجابتني: "بديهي؛ لأن أصلنا – عائلة دوق مدينة سيدونيا – مسلمون، بل أكثر من ذلك أننا كنا مسلمين سرا". وقالت لي: "تعال أريك في قصرنا؛ كنت أدق حائطا وعندما أسقطته وجدت أسفله مسجدا داخل القصر"، وفعلا صليت – أنا المحاضر – في ذلك المسجد داخل القصر. فإذن؛ هذا الدوق - رحمه الله - قام بمجهود كبير لتحرير الأندلس.
والأهمية في دوقة مدينة سيدونيا؛ أن عندها مكتبة فاخرة مليئة بالوثائق منذ ثلاثمائة وأربعمائة وخمسمائة عام، من ضمنها وثائق مسلمي أميركا الجنوبية!، والبرهان على الوجود الإسلامي في أميريكا قبل أربعمائة عام من كريستوف كولومب. وأخبرتني أنها خائفة من أنها إذا ماتت – وهي تبلغ حوالي سبعين عاما – من أن تسرق وثائقها وتعدم، لأنها تقول بأنه: "لا ثقة في نصارى إسبانيا إلى يومنا هذا"، وهي تقول بأنه: "إلى يومنا هذا يعدمون الوثائق التاريخية المضادة لخرافاتهم التاريخية التي يحبون إقناع الناس بها".




2-و هذه شهادات و روايات اقتطفتها من مقدمة للشيخ إبراهيم بن أحمد الكتاني رحمه الله لكتاب انبعاث الإسلام بالأندلس للدكتور علي المنتصر الكتاني رحمه الله. حيث يحكي:


"و حدّثني صديقنا الأديب الكبير خير الدين الزركلي رحمه الله أنه كان مرة في زيارة للأشبونة و استدعاه أحد و جهائها, و اثناء الحديث قال له: ’’إننا ما نزال مسلمين نتوارثه عن جدودنا منذ العهد الإسلامي’’.
و اخبرني الدكتور محمد الناصري, أستاذ الجغرافيا بكلية الأداب بجامعة حمد الخامس بالرباط, أن شابين سلاويين أخبراه أنّهما كانا في إسبانيا, فلقيهما رجل في إحدى المدن فسلم عليهما و سألهما عن بلدهما. فلما عرف أنهما مغربيان استدعاهما لتناول طعام الفطور عنده و أعطاهما عنوانه. فلما ذهبا وجدا دارا نظيفة مثل دور المسلمين, و رحبت بهما العائلة المحتشمة, و قالوا لهما : {إننا مسلمون نخفي إسلامنا}. و لم يفهم الشابان معنى لهذا...
و أخبرتني الدكتورة أمنة اللوه أنها كانت في الأندلس صحبة زوجها, صديقنا الأستاذ إبراهيم الألغي رحمه الله, فالتقيا في الطريق بأسرة أندلسية لاحظا أن نساءها يرتدين ثيابا محتشمة, فتعارفا, و أخبرتهما أنهم مسلمون يخفون إسلامهم.
.و قرأت في جريدة النور الإسلامية التي تصدر بتطوان مقالا بقلم مديرها صديقنا الدكتور إسماعيل الخطيب يتحدّث فيه عن حظوره أول صلاة للعيد أقامها المسلمون بمدينة غرناطة بعد إعلان الحرية الدينية بإسبانيا, و ذكر أن من بين الذين حظروا الصلاة شخص كان يحمل حقيبة أخرج منها ثوبا إسلاميا لبسه بعد أن نزع ثوبه النصراني, و أنه من المسلمين الذين كانوا يخفون إسلامهم. و قد اهتز كياني و اقشعرّ جلدي و أنا أقرأ هذا الخبر, و أسفت أسفا شديدا أن الدكتور لم يتصل بهذا الرجل و يسأله عن شعوره في هذه المناسبة , و عن تجاربه الإسلامية في المرحلة السابقة.

و بهذه المناسبة أشيرإلى ان المكتبة الأندلسية, و الإسلامية على العموم, في حاجة أكيدة إلى معلومات وافية يُدلي بها هؤلاء الذين عاشوا هذه الحياة المزدوجة بين النصرانية في العلن والإسلام في السر. لإإن استمرار جماعة من المسلمين الأندلسيين, يعيشون مدة خمسة قرون حياة مزدوجة , يتظاهرون فيها بالنصرانية و يسرون الإسلام, متعرضين في ذلك لمختلف الأخطار و الأهوال التي تحدث عنها الكتاب ليعتبرظاهرة فريدة في المجتمع البشري, و خارقة للعادة بكل المقاييس, تبين بكل وضوح أن الدين الإسلامي هو دين الفطرة التي فطر الناس عليها, كما قال الله سبحانه, و هو أصدق القائلين, و أنه استطاع أن يمتزج بأرواح و شغاف قلوب أفراد هذا الشعب الأندلسي النبيل, رجالا و نساءا و أطفالا , بدوا و حضرا , و يكون منهم أمة إسلامية حقيقية استطاعت أن تحقق للإسلام هذه المعجزة العظمى , فتصمد في ميدان التحدي خمسة قرون, لا سلام لها إلا إيمانها الذي يغلب.

لقد تبيّن بما لم يبق معه شك و لا لبس و لا إبهام , أن جماعة من مسلمي الأندلس الذين لم يغادروا الأندلس عندما استولى الصليبيون عليها, قد تنصروا ظاهرامرغمين, و استمروا مسلمين مختفين , إلى أن انبعث الإسلام بالأندلس من جديد, فأظهروا ما كانوا يخفون. و تمثلت هذه الظاهرة الخارقة في ذلك المؤمن الأندلسي المجهول الذي شاهده الدكتور إسماعيل الخطيب يحضر صلاة العيد في غرناطة حاملا حقيبته التي فيها ثوبه الذي يصلي به. و استمر المسلمون الأندلسين يخفون إسلامهم 500 عام إلى أن عادت الحرية الدينية لإسبانيا, و اعترفت حكومتها بالدين الإسلامي و بالقومية الأندلسية المتميزة التي جذورها الإسلام و العربية حسبما قرربطلها في العصر الحديث الشهيد –بإذن الله- بلاس انفانتي تغمده الله بواسع رحمته. فنؤكد أن التعرف على هؤلاء و التعريف بهم أمر شديد الأهمية لدرجة قصوى سواء من لا يزال حيا لحد الان أو من أدركه أجله منذ انبعاث الإسلام بالأندلس و كذلك كل من عرف أنه كان مسلما أيام "" التقية"".
ص 10-11-12 كتاب انبعاث الإسلام بالأندلس

كما رأيت أخي الحبيب فهم لازالوا يعيشون كابوس محاكم التفتيش النصرانية و لا يثقون في أي محاولات للتقرب منهم حيث يعتبرون تلك المحاولات وسيلة للتجسس عليهم. رغم ذلك فإذا اطمأنوا للشخص و تيقنوا من أنه مسلم ففي هذه الحالة يعترفون له بإسلامهم و يستأمنونه على ذلك.
و هؤلاء الإخوة في حاجة ماسة لدعم العالم الإسلامي لهم و تحسيسهم بتضامنهم معهم على أساس الأخوة الإسلامية ووحدة المصير و أنهم لن يتم تسليمهم في أي حال من الأحوال لمحاكم التفتيش إن هي عادت و حاولت محاسبتهم.

كتبه أبوتاشفين هشام بن محمد المغربي.

جمال الأحمر
11/10/2008, 04:54 AM
بارك الله فيك أخي هشام

1- حبذا لو تحرك الإعلام العربي والمسلم لكشف هذه الحالات، وعرض حالتها، وطرح الحلول المقترحة لها.

2- لا بد من تقييد ألقاب المسلمين المستخفين، في قوائم، حتى نتمكن من استعمالها إداريا فيما بعد.

3- لا بد من تقييد الأماكن التي يوجد فيها مسلمون مستخفون، في قوائم مضبوطة، حتى نستخدمها إداريا عندما نصل إلى مرحلة الحاجة إليها.

حبذا لو تحرك المسلمون،،،

إن كثيرا منهم يحسبون القضية الأندلسية قصصا من التاريخ.

تحية أخيك الأندلسي