د. محمد اسحق الريفي
08/10/2008, 11:39 PM
النظام العربي الرسمي فقد احساسه بالهم الوطني والهموم القومية
د. غالب الفريجات
يخيل الى المراقب فيما يجري على الساحة العربية، ان النظام العربي برمته او على شكل انفرادي يرقص على جثث مواطنيه، دون أي احساس بالمسؤولية، او الشعور بالحس الوطني، ففي الداخل، الفقر يأكل كبد الواطن ويلقيه على قارعة الطريق جثة هامدة، والبطالة تأخذ كل قواه وتنزع منه اية ارادة التحول، من انسان عاجز الى انسان منتج، والغلاء يغرس انيابه في كبد الانسان العربي، ويلتهم الاخضر واليابس من بين يديه، ودون احساس بالقدرة على مواجهته، او الخلاص من جرثومته، التي اصبحت قاتلة لعقله وامكانياته الجسدية.
النظام العربي الرسمي يتصرف بامتياز بسلاح الفساد الاداري والمالي، وحتى الخلقي والديني، مصوب باتجاه الانسان المواطن ليهيمن على سلوكياته، وينشر العفن في تلابيبه، حتى يفقده الامل بامكانية الاصلاح المنشود، لخلاص المجتمع من براثن الداء، الذي ينخر في جسد اولي الامر، من قيادات النظام العربي الرسمي وبطاناتهم، التي تملك قوى الشد دوما بالاتجاه المعاكس، لمصالح الناس وتوجهاتهم، بالسعي لايجاد السبل الكفيلة لهم بالعون والمساعدة.
حركة التغيير للوجوه التي يقوم بها هذا النظام او ذاك ليست للاصلاح، فهي لذر الرماد في العيون، فالقادم اكثر فسادا، واكثر شراهة، لاكل المال العام، والتأهيل الوحيد لديه يكمن في امرك سيدي، واخفاء ما يدور في المجتمع من كره واحتقار لرموز النظام، جراء ما يراه الناس بام اعينهم، عن ممارسة الدور القذر الذي يمارس في حقهم، وعلى صعيد مصالحهم في النهب المبرمج والمستمر للمال العام، الذي هو ليس ملكا لاحد، لا النظام، ولا أي فرد في المجتمع، لانه حق عام، ملك للمجموع العام، ولا يجوز التصرف به.
على الصعيد الخارجي الخاص بالهموم القومية، فالامة بكل اقطارها مشاع لكل غاصب، ولكل من يجد في نفسه قوة لامتطاء الظهر العربي، ومع القرن العشرين اضاع نظامنا العربي الرسمي جزء من فلسطين، وفي نكسة حزيران اضاع كامل تراب فلسطين، وجزء من التراب العربي في سيناء والجولان، وفشل النظام في التنمية وحماية الامن الوطني والدفاع عن تراب الوطن، فاضاف الى الجريمة التي الحقها بالانسان العربي، جريمة عدم القدرة في الدفاع عن الارض، التي يقف عليها هذا المواطن.
في الالفية الثالثة الحق العراق بفلسطين، فتم غزوه واحتلاله، بايد عربية واموال عربية وارض عربية وسماء وماء عربي، ولم يخجل النظام من خيانته القومية، فقد اخذ يتباهى في خدمته لاعداء الامة، ويتسابق رموزه فيمن يكون اكثر مطواعا وتنفيذا لتعليمات الاسياد في واشنطن وتل ابيب، فاصبحت العلاقات العربية الرسمية الاميركية، او العربية الرسمية الصهيونية، ذات الاولوية على العلاقات العربية العربية، لا بل وجد من يمد يد العون عمليا للعدوانية الصهيونية والاميركية.
فقدت الامة رموزها الوطنية والقومية، وتم التنكيل بابنائها المناضلين، وزج بالالاف منهم في السجون العربية والاميركية والصهيونية، ولا من يبالي او يهتم لزهرات شباب هؤلاء المناضلين، ولا من يبالي في تاريخ هؤلاء المناضلين، وكأن الامر لا يجري على الارض العربية، بل في بلاد الواق واق، وخير مثال على ذلك الالاف من الاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني، والالاف من المعتقلين في السجون الاميركية في العراق المحتل، وما اصاب القيادة الوطنية والقومية للعراق، من اعدام لرمز قومي وفارس من فرسان الامة، الذين لا تجود بهم الامة كل يوم، ولا يسطع نجم واحد الا بعد سنوات طوال.
هذه الصورة السوداوية المأساوية على امتداد الوطن العربي من الماء الى الماء، قد تعني ان الامة العربية، اما انها قد ماتت، او هي في غرفة الانعاش، تنتظر مصيرا محتوما قد كتب عليها بالفناء، ولكن التاريخ لايقبل ان تكون للامة نهاية كما يتراءى للبعض، جراء خيانة النظام العربي الرسمي لدوره الوطني والقومي، فمع الشاعر العربي الذي يقول : ـ
امة العرب لن تموت واني***اتحداك باسمها يا زمان/ يا فناء
امة رسالة لابد لها من البقاء على الارض، وان تأخذ دورها وتتسلح برسالتها وقيمها وبطولة ابنائها، الذين عهدتهم مع بدايات الرسالة، فكل واحد منهم كان بالف رجل، فهذه الامة ولود، تنجب من النجباء ما يتيح لها ان تتحدى الزمان والفناء، وهي لا تستكين لعوامل الضعف والتخلف والتجزأة والتبعية، ففيها مخزون حضاري وانساني وثقافي، ما يدفع بها ان تجلو كل هذا الغبار العالق على اديم الارض التي تقوم عليها.
نحن في حالة مخاض رغم عوامل الضعف، فالامم الحية من تنبعث من تحت الرماد، ونحن في امس الحاجة الى تعزيز الامل، وبث روح التحدي والارادة في النفوس، وخاصة الشباب منهم، فهم عدة الغد وغذاء المستقبل، وهم الخندق الامامي الذي تدافع به الامة عن كل قيمها، وعن حقها في الحياة، حقها في الدولة الواحدة، وفي الحرية والعدالة.
ان امة يمتشق ابناء لها سيوفهم، في فلسطين والعراق، وكل مواقع المواجهة، وهي الامة الوحيدة في هذا الكون، من يقاتل اعداء الله والانسانية والتاريخ، من صهاينة واميركان ومجوس، ويصولون على اعدائهم رغم ضعف الامكانيات المادية، ولكن روح الارادة والتحدي والايمان بالحق، وان النصر آت لاريب فيه، كفيلة بنزع روح المبادرة من اعداء الامة، كما حصل للاميركان الغزاة على ارض العراق، الذين مرغت وجوههم بالوحل، وانتزعت المقاومة الباسلة روح المبادرة من بين ايديهم، ورسموا على ارض العراق حروف النصر والتحرير.
هذه هي امتنا، رغم ما نراه من بؤس وشقاء، ورغم ما نراه من ممارسات يندى لها الجبين، ابطالها رموز النظام العربي الرسمي، التي ادمنت الذل والمهانة، فجعلت من كراسي السلطة هدفها الاول والاخير، رغم ما فيها من غموس بالذل والتبعية، ورغم ما نراه من تبعية ذليلة، لا تليق بمن يتنافخ امام ابناء الشعب بعنترياته، الا ان الجماهير العربية لم ولن تفقد بوصلة الوحدة والتحرير، بوصلة الايمان، بان للامة دورا لابد وان تؤديه في كل زمان ومكان، يليق بمن كلف برسالة عظيمة، وبمن وصفوا بانهم خير امة اخرجت للناس.
هي امتنا لا نفقد الامل فيها، وايا كانت خيانات الخونة، وممارسات المتعفنين، ففي كل امة يظهر الدرن على اجسادها، وهؤلاء طفح على الجسد، لابد وان يزول، ويتعافى الجسد مما اصابه.
ترانا اكثر تفاؤلا وبالدور الذي ستؤديه الامة، لان التفاؤل هو ديدن كل الخيرين، ولان قراءة تاريخ الامة بوعي، واقتدار على الفهم والتحليل، تجعلنا ان لا نفقد الامل، لان من يفقد الامل يقعد عن العمل، ومن كان التفاؤل نصب عينيه، تراه يجتاز كل الصعاب ويذلل كل العقبات، حتى يصل الى ما يريد، ويحقق مبتغاه وينجز اهدافه.
د. غالب الفريجات
يخيل الى المراقب فيما يجري على الساحة العربية، ان النظام العربي برمته او على شكل انفرادي يرقص على جثث مواطنيه، دون أي احساس بالمسؤولية، او الشعور بالحس الوطني، ففي الداخل، الفقر يأكل كبد الواطن ويلقيه على قارعة الطريق جثة هامدة، والبطالة تأخذ كل قواه وتنزع منه اية ارادة التحول، من انسان عاجز الى انسان منتج، والغلاء يغرس انيابه في كبد الانسان العربي، ويلتهم الاخضر واليابس من بين يديه، ودون احساس بالقدرة على مواجهته، او الخلاص من جرثومته، التي اصبحت قاتلة لعقله وامكانياته الجسدية.
النظام العربي الرسمي يتصرف بامتياز بسلاح الفساد الاداري والمالي، وحتى الخلقي والديني، مصوب باتجاه الانسان المواطن ليهيمن على سلوكياته، وينشر العفن في تلابيبه، حتى يفقده الامل بامكانية الاصلاح المنشود، لخلاص المجتمع من براثن الداء، الذي ينخر في جسد اولي الامر، من قيادات النظام العربي الرسمي وبطاناتهم، التي تملك قوى الشد دوما بالاتجاه المعاكس، لمصالح الناس وتوجهاتهم، بالسعي لايجاد السبل الكفيلة لهم بالعون والمساعدة.
حركة التغيير للوجوه التي يقوم بها هذا النظام او ذاك ليست للاصلاح، فهي لذر الرماد في العيون، فالقادم اكثر فسادا، واكثر شراهة، لاكل المال العام، والتأهيل الوحيد لديه يكمن في امرك سيدي، واخفاء ما يدور في المجتمع من كره واحتقار لرموز النظام، جراء ما يراه الناس بام اعينهم، عن ممارسة الدور القذر الذي يمارس في حقهم، وعلى صعيد مصالحهم في النهب المبرمج والمستمر للمال العام، الذي هو ليس ملكا لاحد، لا النظام، ولا أي فرد في المجتمع، لانه حق عام، ملك للمجموع العام، ولا يجوز التصرف به.
على الصعيد الخارجي الخاص بالهموم القومية، فالامة بكل اقطارها مشاع لكل غاصب، ولكل من يجد في نفسه قوة لامتطاء الظهر العربي، ومع القرن العشرين اضاع نظامنا العربي الرسمي جزء من فلسطين، وفي نكسة حزيران اضاع كامل تراب فلسطين، وجزء من التراب العربي في سيناء والجولان، وفشل النظام في التنمية وحماية الامن الوطني والدفاع عن تراب الوطن، فاضاف الى الجريمة التي الحقها بالانسان العربي، جريمة عدم القدرة في الدفاع عن الارض، التي يقف عليها هذا المواطن.
في الالفية الثالثة الحق العراق بفلسطين، فتم غزوه واحتلاله، بايد عربية واموال عربية وارض عربية وسماء وماء عربي، ولم يخجل النظام من خيانته القومية، فقد اخذ يتباهى في خدمته لاعداء الامة، ويتسابق رموزه فيمن يكون اكثر مطواعا وتنفيذا لتعليمات الاسياد في واشنطن وتل ابيب، فاصبحت العلاقات العربية الرسمية الاميركية، او العربية الرسمية الصهيونية، ذات الاولوية على العلاقات العربية العربية، لا بل وجد من يمد يد العون عمليا للعدوانية الصهيونية والاميركية.
فقدت الامة رموزها الوطنية والقومية، وتم التنكيل بابنائها المناضلين، وزج بالالاف منهم في السجون العربية والاميركية والصهيونية، ولا من يبالي او يهتم لزهرات شباب هؤلاء المناضلين، ولا من يبالي في تاريخ هؤلاء المناضلين، وكأن الامر لا يجري على الارض العربية، بل في بلاد الواق واق، وخير مثال على ذلك الالاف من الاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني، والالاف من المعتقلين في السجون الاميركية في العراق المحتل، وما اصاب القيادة الوطنية والقومية للعراق، من اعدام لرمز قومي وفارس من فرسان الامة، الذين لا تجود بهم الامة كل يوم، ولا يسطع نجم واحد الا بعد سنوات طوال.
هذه الصورة السوداوية المأساوية على امتداد الوطن العربي من الماء الى الماء، قد تعني ان الامة العربية، اما انها قد ماتت، او هي في غرفة الانعاش، تنتظر مصيرا محتوما قد كتب عليها بالفناء، ولكن التاريخ لايقبل ان تكون للامة نهاية كما يتراءى للبعض، جراء خيانة النظام العربي الرسمي لدوره الوطني والقومي، فمع الشاعر العربي الذي يقول : ـ
امة العرب لن تموت واني***اتحداك باسمها يا زمان/ يا فناء
امة رسالة لابد لها من البقاء على الارض، وان تأخذ دورها وتتسلح برسالتها وقيمها وبطولة ابنائها، الذين عهدتهم مع بدايات الرسالة، فكل واحد منهم كان بالف رجل، فهذه الامة ولود، تنجب من النجباء ما يتيح لها ان تتحدى الزمان والفناء، وهي لا تستكين لعوامل الضعف والتخلف والتجزأة والتبعية، ففيها مخزون حضاري وانساني وثقافي، ما يدفع بها ان تجلو كل هذا الغبار العالق على اديم الارض التي تقوم عليها.
نحن في حالة مخاض رغم عوامل الضعف، فالامم الحية من تنبعث من تحت الرماد، ونحن في امس الحاجة الى تعزيز الامل، وبث روح التحدي والارادة في النفوس، وخاصة الشباب منهم، فهم عدة الغد وغذاء المستقبل، وهم الخندق الامامي الذي تدافع به الامة عن كل قيمها، وعن حقها في الحياة، حقها في الدولة الواحدة، وفي الحرية والعدالة.
ان امة يمتشق ابناء لها سيوفهم، في فلسطين والعراق، وكل مواقع المواجهة، وهي الامة الوحيدة في هذا الكون، من يقاتل اعداء الله والانسانية والتاريخ، من صهاينة واميركان ومجوس، ويصولون على اعدائهم رغم ضعف الامكانيات المادية، ولكن روح الارادة والتحدي والايمان بالحق، وان النصر آت لاريب فيه، كفيلة بنزع روح المبادرة من اعداء الامة، كما حصل للاميركان الغزاة على ارض العراق، الذين مرغت وجوههم بالوحل، وانتزعت المقاومة الباسلة روح المبادرة من بين ايديهم، ورسموا على ارض العراق حروف النصر والتحرير.
هذه هي امتنا، رغم ما نراه من بؤس وشقاء، ورغم ما نراه من ممارسات يندى لها الجبين، ابطالها رموز النظام العربي الرسمي، التي ادمنت الذل والمهانة، فجعلت من كراسي السلطة هدفها الاول والاخير، رغم ما فيها من غموس بالذل والتبعية، ورغم ما نراه من تبعية ذليلة، لا تليق بمن يتنافخ امام ابناء الشعب بعنترياته، الا ان الجماهير العربية لم ولن تفقد بوصلة الوحدة والتحرير، بوصلة الايمان، بان للامة دورا لابد وان تؤديه في كل زمان ومكان، يليق بمن كلف برسالة عظيمة، وبمن وصفوا بانهم خير امة اخرجت للناس.
هي امتنا لا نفقد الامل فيها، وايا كانت خيانات الخونة، وممارسات المتعفنين، ففي كل امة يظهر الدرن على اجسادها، وهؤلاء طفح على الجسد، لابد وان يزول، ويتعافى الجسد مما اصابه.
ترانا اكثر تفاؤلا وبالدور الذي ستؤديه الامة، لان التفاؤل هو ديدن كل الخيرين، ولان قراءة تاريخ الامة بوعي، واقتدار على الفهم والتحليل، تجعلنا ان لا نفقد الامل، لان من يفقد الامل يقعد عن العمل، ومن كان التفاؤل نصب عينيه، تراه يجتاز كل الصعاب ويذلل كل العقبات، حتى يصل الى ما يريد، ويحقق مبتغاه وينجز اهدافه.