المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسئلة الراهن واختراق المألوف..دراسة نقدية



باسين بلعباس
10/10/2008, 04:41 AM
أسئلة الراهن واختراق المألوف..
دراسة نقدية في قصة خجل للأديب القاص : الحاج بونيف.النص: خجل
لن تستطيعي التوفيق بين شغل البيت وشغلك في الإدارة وتربية الولدين..
ـ وهل من حل عندك؟
أحسست أنها قد لانت أخيرا، فلطالما كان تقصيرها في خدمة البيت والعناية بولدنا الأول سببا في الكثير من المعارك التي تنتهي دائما بفتور في العلاقة يدوم أياما.. أما الآن وقد جاء الابن الثاني فتقصيرها قد يزيد.. لذلك كان لابد لها من الاستسلام..
ـ الحل أن نأتي بخادمة توفر عليك الكثير من المتاعب..
ـ خادمة.. من الأحسن أن تكون عجوزا .. فهن يجبن البيوت من حين إلى آخر بحثا عن شغـل ..
ـ عجوز..! لماذا؟
ـ وكيف تريدها؟
فوجئت بالسؤال، وأحسست أنني خسرت المعركة..
ـ لا تكون عجوزا عجوزا، ولكن بيــن بيــن..
رمقتني بنظرة وهي تمطط شفتيها إلى الجهة اليسرى ، ثم تنقلهما إلى الضفة الأخرى من وجهها الذي لا زالت آثار صفرة وضع الحمل تعلوه..
اغتنمت فرصة موافقتها، وأسرعت لوسيط كي يحضر من حدثني عنها منذ يومين..
كانت جميلة إلى حد كبير .. جلست قبالة زوجتي تحدثها وكلها حشمة ولياقة.. بدت وكأنها ضيفة عادية إلا أن نبرة حزن كانت تلف حديثها.. استرسلت في كلامها حتى وصلت إلى متاعبها في إعالة أولادها الثلاثة، وزوجها المقعد الذي كان موظفا في السكة الحديدية، وتقاعد مبكرا رغما عنه إثر حادث .. وقد فصلت من عملها كمنظفة عند رفضها لمديرها الخروج معه في سهرة على شاطئ الشمس الحمراء..
أحسست بصفعة على خدي الأيسر فأدرت لها الخد الثاني وانسحبت من الميدان، وقد تركت بعض أشلائي متناثرة هناك.. وسمعت هاتفا من بعيد ينبئني أن قد أسأت الاختيار..
اجتهدت في نصب الأحابيل والحيل وأنا أجدها وحدها تلاعب ابنيّ، ونصبت كمائن باءت كلها بالفشل الذريع.. كانت تناديني بيا سيدي .. وبينت لها أكثر من مرة أن ناديني باسمي فقط .. ولكنها قالت: أناديك بيا سيدي أو اسمح لي بالانصراف..
سعد بها ولداي وتشبثا بها وصارا يناديانها ب "حنه"
تسللت فجأة إلى قلبي فأحببتها كحب ولديّ لها..
لم تصدق زوجتي هذا التناغم الذي يحدث بين حنه وبيني أنا وولدي.. وشرعت في نصب شراكها.. فاستعانت بمكنسة وآلة غسيل كهربائيتين.. ودفعت بالطفلين إلى دار حضانة..
دقات "حنه" على الباب ..من يفتح لها؟
ولداي في الحضانة، وزوجتي في العمل وأنا أشتغل بالمكنسة الكهربائية ...
.................................................. ......
[خجلcolor="blue"]
قصة اجتماعية ..تحمل أسئلة الراهن ..نص يخترق المألوف ، ولا يقف متفرجا..يزاوج بين أنا..وهي ..في طرح الأفكار..وفتح زوايا التعامل مع القضية ... أو الفكرة التي يطرحها السارد..
1/المحتوى:امرأة عاملة..بعد إنجابها الطفل الثاني ..(نبهها) زوجها الى ( صعوبة) توفيقها بين العمل ، وتربية الأولاد..واتفقا على الاستعانة بـ(.خادمة)..وجاءت الخادمة ولفت جمالها الزوج..ولكنها كانت تمانع ولا تريد أن تعامله بأكثر من سيد..ولاحظت الزوجة ذلك..فاستغنت عنها بأجهزة كهرو منزلية..وبدار الحضانة..للأولاد.."
2/أسئلة النص:
ولدخول النص، وتفكيكه ،يجدر بنا أن نطرح السؤال الأوّلي: ما هي مشاكل الأسرة الحديثة؟
والسؤال يفترض آخر قبله بدهي الطرح: هل الأسرة الحديثة لها مشاكل ؟
لا أحد يقول :لا..
والسؤال بـ(هل) جوابه نعم أو لا فقط دون الحاجة الى التعليل
والجواب عن السؤال الأوّلي: يصنّف علماء الاجتماع المشاكل الى عاملين أساسيين :
العامل الاقتصادي
العامل الاجتماعي
والمشاكل إما داخلية أو خارجية..
ولسنا في حاجة هنا الى الاستغراق في تحليل هذه الظاهرة الاجتماعية..ولكننا نحاول إسقاط الحدث وحركة البطل..على العمل كقيمة اجتماعية..داخل الأسرة..
والقصة (خجل) تبدأ بحلول ولد ثان لوالدين يشتغلان..وكأنه مشكل ظهر في الحياة ، لا بد من البحث عن الحل اللائق له..وبطريقة حضارية..يصلان الى استخدام خادمة..لرعاية الولدين والقيام بشغل البيت..واقترحتها الزوجة عجوزا..كعنصر حماية من ضياع الزوج..
لماذا قبلت الزوجة بامرأة جميلة كخادمة وقد اشترطت عجوزا؟
الجواب يلمح إليه الكاتب ولا ينبه إليه، أو يصرح به ..ولكنه يتركه للمتلقي، عساه يصل الى جواب له ..لأن المتلقي أذكى من الكاتب في كثير من الحالات ..كما يقر بذلك كبار الكتاب..وكقراء يمكن استخراج الجواب من (جلست قبالة زوجتي تحدثها وكلها حشمة ولياقة) إظهار ما يقنع الزوجة(الحشمة واللياقة)..وللإمعان في الموافقة عليها ،وإثارة شفقتها يضيف:( ... إلا أن نبرة حزن كانت تلف حديثها)..وحتى تطمئن إليها أكثر:( .. وقد فصلت من عملها كمنظفة عند رفضها لمديرها الخروج معه في سهرة على شاطئ الشمس الحمراء..)..كان كل هذا في حضور الزوج..اقتنعت الزوجة ،لكن الزوج يبدو أنه كان يخفي أمرا ما..فانسحب من المجلس..
3/البطل بين البرهان والتيهان :
لقد أراد البطل أن يثبت لزوجته أنه لا يمانع في استخدام خادمة للتكفل بتربية الولدين ، ورعايتهما في فترة غياب الأم عن البيت..وأنه سيقوم بالبحث عن خادمة..وليبرهن عن (حسن) نيته..فقد (وأسرعت لوسيط كي يحضر من حدثني عنها منذ يومين)..ويبدو أنها كانت في ذهنه منذ يومين ، ولكنها كانت(كانت جميلة إلى حد كبير)..
يبدو أنه كان يخطط لأمر آخر..والأم المسكينة لا علم لها بما يخطط زوجها..أخرج ودون شعور (عجوز..! لماذا؟)..متعجبا..ثم مستفسرا..وكأنه لا يعلم أن الزوجة تحتاط للأمر..وكان يمكنها أن تضيف ـ زيادة في الأمان ـ وقبيحة الوجه..أو دميمة..ولكنها سألت بحدة (وكيف تريدها؟)..الزوج اعترف بأن المعركة غير متكافئة..وأن الزوجة ربحتها بكل تأكيد..أجاب بنوع من تلطيف للجو..( لا تكون عجوزا عجوزا، ولكن بيــن بيــن..) وبين بين هذه تحولت عنده الى امرأة جميلة فعلا..جعلته يتيه ..بين زوجة حليلة..وخادمة يريدها خليلة..وانتبه الى مناد من داخله يقول له(وسمعت هاتفا من بعيد ينبئني أن قد أسأت الاختيار ..)..ولم يكن هذا النداء كافيا ليرعوي..بل استمر في المعاكسات والمغازلات ..والتودد بقصد التقرب إلى الخادمة.. ( اجتهدت في نصب الأحابيل والحيل وأنا أجدها وحدها تلاعب ابنيّ)..وكان يجد منها كل الصد والإعراض..( : أناديك بيا سيدي أو اسمح لي بالانصراف). ..ولأن القاص أمعن في شدة تيهان بطله بخادمته..تمنى أن (تسللت فجأة إلى قلبي فأحببتها كحب ولديّ لها..)..ولكن حبهما لـ(حنّة) كان حبا بريئا .. ولا ندري لماذا تسللت الى قلبه :ألشفقة عليها..؟
أم لعلاقة رياضية متعدية..أنا أحب ولديّ ..ولديّ يحبّانها..وبالتعدي الرياضي:أنا أحبها..
هكذا منطق البطل تسلل حبها إلى قلبه..
الزوجة لا تؤمن بهذا المنطق..تخلصت منها..( لم تصدق زوجتي هذا التناغم الذي يحدث بين حنة وبيني أنا وولدي)..ولأنها تخشى العاقبة السيئة..وربما ـ تبعا لجدلية هيغل ـ بين الخادم والسيد..قد تجد نفسها خادمة، والخادمة سيدة البيت..فقد استعانت بما ينوب الخادمة في شغل البيت(فاستعانت بمكنسة وآلة غسيل كهربائيتين)..وللقضاء على التواجد غير المرغوب فيه..( .. ودفعت بالطفلين إلى دار حضانة). ويجد الأب المسكين نفسه تائها بين (التعلق بـ:حنة)..وشغل البيت..وارتباطه الأسري والأخلاقي بزوجته.. (دقات "حنة" على الباب ..من يفتح لها؟)..الأكيد أن بقاء السؤال دون جواب..لا يحيل الى أنه هو من يفتح لها الباب..وطرحه السؤال من باب الشفقة عليها ..السؤال الذي طرحناه من قبل( ألشفقة عليها )؟..
وكنا سنميل الى أن الزوج يفتح الباب لو ختم النص بهذا السؤال..ولكنه ..ختم بهذا الوصف المغلق للتأويل (ولداي في الحضانة، وزوجتي في العمل وأنا أشتغل بالمكنسة الكهربائية)
..نعم الحضانة بديل للرعاية..والمكنسة بديل للخادمة..فلماذا مجيء حنة؟..
اللغة مفتاح المغلق في النص:
من خلال قراءاتي الكثيرة للقاص..وجدت أن خاصية اللغة عنده تتمثل في الدقة والبيان ..يهتم بالمفردة ككائن حي يعبر عن ذاته..ويحمل معنى..ولا يضيفها الى تركيب ما لم تخدم الفكرة التي يعنيها..
وهذا النص مثال لما أقول:
العنوان: خجل:
لعل أول ما يصادفنا في النص( العنوان: خجل..) هكذا نكرة ودون تعريف..فما تعريف الخجل؟ :جاء في القاموس:خجل:يخجل خجلا..اضطرب من الحياء، فهو خجِل وخجْلان.
وخجل في طلب الرزق: توانى فيه..
ومن هذا التعريف نصل الى أن الخادمة بها حياء حقيقي..ولذلك كانت ترفض أن تنادي الأب بغير (سيدي) ولكنها قالت: أناديك بيا سيدي أو اسمح لي بالانصراف..ويفهم من الخجل أيضا أن الخادمة كانت تسعى في طلب الرزق(إعالة أولادها الثلاثة، وزوجها المقعد الذي كان موظفا في السكة الحديدية، وتقاعد مبكرا رغما عنه إثر حادث..)..
تبدأ القصة بـ(لن": لغة: حرف نصب يفيد النفي..في المستقبل..ولا يدخل إلا على المضارع..والمضارع الفعل الوحيد في اللغة المعرب..ولكن (لن ) تغير حركة حرفه الأخير إن كان صحيحا..وعلامة النصب في أول فعل يستعمله الكاتب كانت الحذف(النون)..والنون المحذوفة علامة الرفع..ونعرف أن في اللغة (ن) النسوة..فالأمر يتعلق بالنسوة( الزوجة والخادمة..) ووجود الأب بينهما أفسد استمرار العملية فحذفت النون..( لن تستطيعي)..وهكذا يستمر بنا الكاتب حتى آخر النص لنجد أن الخادمة كالنون حذفت وتم الاستغناء عنها..وعوضت بـ: الحضانة..والغسالة..والمكنسة الكهربية ..
وقد استخدم التكرار لعلة في التهيئة الذهنية للمتلقي..عندما اشترطت الزوجة أن تكون الخادمة عجوزا..وتعجب فاستفهم مباشرة كأنه يتدارك الأمر ..( لا تكون عجوزا عجوزا، ولكن بيــن بيــن )..
واستعماله مفردة (رمق)..التي توحي : بما يشد الى الحياة إذا شرحناها خارج السياق..ولكن في النص ..يتكلم البطل عن زوجته..( رمقتني بنظرة وهي تمطط شفتيها)..فقد ألحقها بالحال
رمق:أطال النظر إليه..والزوجة يبدو أنها أطالت النظر لتستكنه الأمر..(بين ..بين)
ثم يتبعه القاص بواو الحال..الملحقة بالضمير (هي) المبتدأ..وخبره الجملة الفعلية تمطط شفتيها التامة العناصر(فع+فا:هي+مفع+مض)وهي جملة لها محل من الإعراب رغم اسميتها..لكن جملة رمقتني لا محل لها من الإعراب :كأنه يقول لها مططي أو لا تمططي ،لا محل لذلك من الإعراب..وجاء بامرأة تتمتع بجمال كبير..ومن المفاتيح اللغوية في النص :نجد عبارة (وسمعت هاتفا من بعيد ينبئني أن قد أسأت الاختيار.. )..استعمال حرف تفسير(أن)..الهاتف يفسر الاختيار السيئ.ودلالة التفسير المعني والسياق..لأنه جاء بعد فعل فيه معنى القول وهو(ينبئني)..وإساءة الاختيار دلت على النوايا السيئة للبطل في سرعة المجيء بالخادمة التي كلمه عنها صديق منذ يومين..وهذا ما أشرت إليه من قبل..
أسلوب القصة..: متانة اللغة ،وإحكام المفردات ..ودلالاتها ..كلها تصب في الأسلوب السلس ، ولكن لا ينقاد لأيّ كان ..لا بد من إعمال الفكر، والتروي في الحكم على المعنى ، او الفكرة المقصودة..ومثال ذلك : الحل أن نأتي بخادمة توفر عليك الكثير من المتاعب.. القارئ البسيط يعتقد أن الزوج تهمه راحة زوجته ، وبالتالي المجيء بخادمة لتوفر عليها الكثير من المتاعب..هذا ظاهر الجملة ..لكن القارئ الذكي ، يربطها بالسياق العام..
(الحل..)..وهي كلمة مفخخة..حل ماذا ؟..هل توفر عليها أم عليه؟..هذه المفردة استعملها الزوج..ليربح موافقة الزوجة بدليل أنه قال اغتنمت فرصة موافقتها، (وأسرعت)..والقضية بالنسبة له فرصة..يجب أن يغتنمها..
التراكيب اللغوية :
القصة مفعمة بالحركة والحيوية..كل الجمل فيها فعلية باستثناء القليل..والتي كانت في الحوار فقط... وفي أسماء الاستفهام التي لها الصدارة كما هو معهود..
وسبب استعمال الجمل الفعلية هو التماهي الذي ذكرناه بين الكاتب واللغة..، فأجواء الحدث..وسيرورته تناسب الجمل الفعلية لا الاسمية..ومثال الفعلية:
لن تستطيعي التوفيق بين شغل البيت وشغلك
رمقتني بنظرة وهي تمطط شفتيها
اجتهدت في نصب الأحابيل والحيل..
سعد بها ولداي وتشبثا بها وصارا يناديانها ب "حنه"
تسللت فجأة إلى قلبي فأحببتها كحب ولديّ لها..
لم تصدق زوجتي هذا التناغم الذي يحدث ..
ومن أمثلة الاسمية وهي قليلة:
ـ الحل أن نأتي بخادمة توفر عليك الكثير من المتاعب..
ـ خادمة.. من الأحسن أن تكون عجوزا ..
ـ عجوز..! لماذا؟
مأزقيه البطل:
ها هي الحياة بمشاكلها..وبتفاصيل وتلوينات عناصرها..يكتب عنها الكثيرون..ويتناولونها من زوايا مختلفة..
كل أبواب المجتمع مشرعة أمامنا ،لكن من يقدر على الاختراق..ليزيح الغمام والضبابية التي تعتريه..وتأخذ لها أكثر من موقع فيه ؟؟..
قلة هم الكتاب الذين يعبرون عن حيوات المجتمع وينتبهون الى مآسي أفراده..قد لا تكون المآسي بالمفهوم الدراماتيكي الأسود القاتم..ولكنها قد تكون التفاتة الى أمر نراه لبساطتنا هينا ، ربما يوضع خلف المدارك الحسية ونتجاوزه ببساطة..ولا نلقي له بالا..
والكاتب في هذه القصة ينتبه الى أمر بسيط..(البحث عن خادمة) ليعطيه أبعاده الاجتماعية المختلفة:
- الحاجة الى العمل..
- استغلال الطبقة الكادحة
- شرف الطبقة الكادحة(تجوع الحرة ولا تأكل من ثدييها)
- محافظة المرأة العاملة على بيتها..
- الآلات بديلة..ومسببة في البطالة
- التعاون بين الزوج والزوجة..
والزوج في القصة (كبطل) يجد نفسه في مأزق:
- مولود جديد..............الحاجة الى الخادمة
- زوجة عاملة.............. الحاجة الى خادمة
- وجود خادمة.............ارتباط عاطفي بها
- ذهاب الخادمة.......... العمل في البيت ، ومساعدة الزوجة(المكنسة)
ويبقى التصور المفتوح لحالة الزوج/المأزق، مطروحا..
هل تكون الحضانة بديلا عن الأم؟
وهل المكنسة الكهربائية ،هي الحل في وجود الأب في البيت وتنظيفه؟
والمأزق هنا ، كان مأزقا أخلاقيا لا اجتماعيا..
نهاية البداية..:
إن تصرف البطل تجاه خادمته بالطريقة التي أرادها..توحي بحاجته الى إعادة النظر في منظومته النفسية..من حيث تعلقه بزوجته..وأولاده..وعدم النظر الى الخادمة نظرة دونية ..وشهوانية ،حطا من قيمتها كبشر، لا تصلح أبدا في مجتمع ، تحكمه منظومة قيم أخلاقية واجتماعية،بل لا بد لهذه النفس البشرية أن تكون عامرة بالفضائل..وأن تحترم الذات البشرية..كائنا من كانت.. ولو كان الاغراء ب(شاطئ الشمس الحمراء)..الموجود حقيقة وبهذا الاسم في مدينة عنابة..على الساحل الشرقي للجزائر..
كما لا يجوز أن تتمحور العقد الجنسية حول أوثان ، جعل منها علم النفس الحديث مدار البنية النفسية .. بل ينبغي لها ان تقاس في إطارها الاجتماعي المحض ..
لقد سارت بنا (خجل) في دهاليز أسرة عاملة..أقول دهاليز..لأن المغلق الذي كان وراء الباب بين الولدين و(حنة)..لم يكن معلوما بالشكل الذي قال عنه الكاتب..إن وجودها ليس لذلك الفعل الاجتماعي..علاقة العامل برب العمل.. التي كانت علاقة عامل بالعمل ..لحاجته الفعلية الى العمل ..بل هي علاقة رب عمل ب(أنثى ) وليس امرأة عاملة..
من هنا كانت بداية نهايته في النظر الى المرأة (الأنثى) بل المرأة المحتاجة فعلا إلى العمل لإعالة ثلاثة أولاد..وزوج مقعد..[/COLOR]

باسين بلعباس
02/11/2008, 09:37 PM
[QUOTE=باسين بلعباس;264984][FONT="Arial"]أسئلة الراهن واختراق المألوف..
دراسة نقدية في قصة خجل للأديب القاص : الحاج بونيف ]النص: خجل
لن تستطيعي التوفيق بين شغل البيت وشغلك في الإدارة وتربية الولدين..
ـ وهل من حل عندك؟
أحسست أنها قد لانت أخيرا، فلطالما كان تقصيرها في خدمة البيت والعناية بولدنا الأول سببا في الكثير من المعارك التي تنتهي دائما بفتور في العلاقة يدوم أياما.. أما الآن وقد جاء الابن الثاني فتقصيرها قد يزيد.. لذلك كان لابد لها من الاستسلام..
ـ الحل أن نأتي بخادمة توفر عليك الكثير من المتاعب..
ـ خادمة.. من الأحسن أن تكون عجوزا .. فهن يجبن البيوت من حين إلى آخر بحثا عن شغـل ..
ـ عجوز..! لماذا؟
ـ وكيف تريدها؟
فوجئت بالسؤال، وأحسست أنني خسرت المعركة..
ـ لا تكون عجوزا عجوزا، ولكن بيــن بيــن..
رمقتني بنظرة وهي تمطط شفتيها إلى الجهة اليسرى ، ثم تنقلهما إلى الضفة الأخرى من وجهها الذي لا زالت آثار صفرة وضع الحمل تعلوه..
اغتنمت فرصة موافقتها، وأسرعت لوسيط كي يحضر من حدثني عنها منذ يومين..
كانت جميلة إلى حد كبير .. جلست قبالة زوجتي تحدثها وكلها حشمة ولياقة.. بدت وكأنها ضيفة عادية إلا أن نبرة حزن كانت تلف حديثها.. استرسلت في كلامها حتى وصلت إلى متاعبها في إعالة أولادها الثلاثة، وزوجها المقعد الذي كان موظفا في السكة الحديدية، وتقاعد مبكرا رغما عنه إثر حادث .. وقد فصلت من عملها كمنظفة عند رفضها لمديرها الخروج معه في سهرة على شاطئ الشمس الحمراء..
أحسست بصفعة على خدي الأيسر فأدرت لها الخد الثاني وانسحبت من الميدان، وقد تركت بعض أشلائي متناثرة هناك.. وسمعت هاتفا من بعيد ينبئني أن قد أسأت الاختيار..
اجتهدت في نصب الأحابيل والحيل وأنا أجدها وحدها تلاعب ابنيّ، ونصبت كمائن باءت كلها بالفشل الذريع.. كانت تناديني بيا سيدي .. وبينت لها أكثر من مرة أن ناديني باسمي فقط .. ولكنها قالت: أناديك بيا سيدي أو اسمح لي بالانصراف..
سعد بها ولداي وتشبثا بها وصارا يناديانها ب "حنه"
تسللت فجأة إلى قلبي فأحببتها كحب ولديّ لها..
لم تصدق زوجتي هذا التناغم الذي يحدث بين حنه وبيني أنا وولدي.. وشرعت في نصب شراكها.. فاستعانت بمكنسة وآلة غسيل كهربائيتين.. ودفعت بالطفلين إلى دار حضانة..
دقات "حنه" على الباب ..من يفتح لها؟
ولداي في الحضانة، وزوجتي في العمل وأنا أشتغل بالمكنسة الكهربائية ...
.................................................. ......
[[COLOR="Red"]خجلcolor="blue"]
قصة اجتماعية ..تحمل أسئلة الراهن ..نص يخترق المألوف ، ولا يقف متفرجا..يزاوج بين أنا..وهي ..في طرح الأفكار..وفتح زوايا التعامل مع القضية ... أو الفكرة التي يطرحها السارد..
1/المحتوى:امرأة عاملة..بعد إنجابها الطفل الثاني ..(نبهها) زوجها الى ( صعوبة) توفيقها بين العمل ، وتربية الأولاد..واتفقا على الاستعانة بـ(.خادمة)..وجاءت الخادمة ولفت جمالها الزوج..ولكنها كانت تمانع ولا تريد أن تعامله بأكثر من سيد..ولاحظت الزوجة ذلك..فاستغنت عنها بأجهزة كهرو منزلية..وبدار الحضانة..للأولاد.."
2/أسئلة النص:
ولدخول النص، وتفكيكه ،يجدر بنا أن نطرح السؤال الأوّلي: ما هي مشاكل الأسرة الحديثة؟
والسؤال يفترض آخر قبله بدهي الطرح: هل الأسرة الحديثة لها مشاكل ؟
لا أحد يقول :لا..
والسؤال بـ(هل) جوابه نعم أو لا فقط دون الحاجة الى التعليل
والجواب عن السؤال الأوّلي: يصنّف علماء الاجتماع المشاكل الى عاملين أساسيين :
العامل الاقتصادي
العامل الاجتماعي
والمشاكل إما داخلية أو خارجية..
ولسنا في حاجة هنا الى الاستغراق في تحليل هذه الظاهرة الاجتماعية..ولكننا نحاول إسقاط الحدث وحركة البطل..على العمل كقيمة اجتماعية..داخل الأسرة..
والقصة (خجل) تبدأ بحلول ولد ثان لوالدين يشتغلان..وكأنه مشكل ظهر في الحياة ، لا بد من البحث عن الحل اللائق له..وبطريقة حضارية..يصلان الى استخدام خادمة..لرعاية الولدين والقيام بشغل البيت..واقترحتها الزوجة عجوزا..كعنصر حماية من ضياع الزوج..
لماذا قبلت الزوجة بامرأة جميلة كخادمة وقد اشترطت عجوزا؟
الجواب يلمح إليه الكاتب ولا ينبه إليه، أو يصرح به ..ولكنه يتركه للمتلقي، عساه يصل الى جواب له ..لأن المتلقي أذكى من الكاتب في كثير من الحالات ..كما يقر بذلك كبار الكتاب..وكقراء يمكن استخراج الجواب من (جلست قبالة زوجتي تحدثها وكلها حشمة ولياقة) إظهار ما يقنع الزوجة(الحشمة واللياقة)..وللإمعان في الموافقة عليها ،وإثارة شفقتها يضيف:( ... إلا أن نبرة حزن كانت تلف حديثها)..وحتى تطمئن إليها أكثر:( .. وقد فصلت من عملها كمنظفة عند رفضها لمديرها الخروج معه في سهرة على شاطئ الشمس الحمراء..)..كان كل هذا في حضور الزوج..اقتنعت الزوجة ،لكن الزوج يبدو أنه كان يخفي أمرا ما..فانسحب من المجلس..
3/البطل بين البرهان والتيهان :
لقد أراد البطل أن يثبت لزوجته أنه لا يمانع في استخدام خادمة للتكفل بتربية الولدين ، ورعايتهما في فترة غياب الأم عن البيت..وأنه سيقوم بالبحث عن خادمة..وليبرهن عن (حسن) نيته..فقد (وأسرعت لوسيط كي يحضر من حدثني عنها منذ يومين)..ويبدو أنها كانت في ذهنه منذ يومين ، ولكنها كانت(كانت جميلة إلى حد كبير)..
يبدو أنه كان يخطط لأمر آخر..والأم المسكينة لا علم لها بما يخطط زوجها..أخرج ودون شعور (عجوز..! لماذا؟)..متعجبا..ثم مستفسرا..وكأنه لا يعلم أن الزوجة تحتاط للأمر..وكان يمكنها أن تضيف ـ زيادة في الأمان ـ وقبيحة الوجه..أو دميمة..ولكنها سألت بحدة (وكيف تريدها؟)..الزوج اعترف بأن المعركة غير متكافئة..وأن الزوجة ربحتها بكل تأكيد..أجاب بنوع من تلطيف للجو..( لا تكون عجوزا عجوزا، ولكن بيــن بيــن..) وبين بين هذه تحولت عنده الى امرأة جميلة فعلا..جعلته يتيه ..بين زوجة حليلة..وخادمة يريدها خليلة..وانتبه الى مناد من داخله يقول له(وسمعت هاتفا من بعيد ينبئني أن قد أسأت الاختيار ..)..ولم يكن هذا النداء كافيا ليرعوي..بل استمر في المعاكسات والمغازلات ..والتودد بقصد التقرب إلى الخادمة.. ( اجتهدت في نصب الأحابيل والحيل وأنا أجدها وحدها تلاعب ابنيّ)..وكان يجد منها كل الصد والإعراض..( : أناديك بيا سيدي أو اسمح لي بالانصراف). ..ولأن القاص أمعن في شدة تيهان بطله بخادمته..تمنى أن (تسللت فجأة إلى قلبي فأحببتها كحب ولديّ لها..)..ولكن حبهما لـ(حنّة) كان حبا بريئا .. ولا ندري لماذا تسللت الى قلبه :ألشفقة عليها..؟
أم لعلاقة رياضية متعدية..أنا أحب ولديّ ..ولديّ يحبّانها..وبالتعدي الرياضي:أنا أحبها..
هكذا منطق البطل تسلل حبها إلى قلبه..
الزوجة لا تؤمن بهذا المنطق..تخلصت منها..( لم تصدق زوجتي هذا التناغم الذي يحدث بين حنة وبيني أنا وولدي)..ولأنها تخشى العاقبة السيئة..وربما ـ تبعا لجدلية هيغل ـ بين الخادم والسيد..قد تجد نفسها خادمة، والخادمة سيدة البيت..فقد استعانت بما ينوب الخادمة في شغل البيت(فاستعانت بمكنسة وآلة غسيل كهربائيتين)..وللقضاء على التواجد غير المرغوب فيه..( .. ودفعت بالطفلين إلى دار حضانة). ويجد الأب المسكين نفسه تائها بين (التعلق بـ:حنة)..وشغل البيت..وارتباطه الأسري والأخلاقي بزوجته.. (دقات "حنة" على الباب ..من يفتح لها؟)..الأكيد أن بقاء السؤال دون جواب..لا يحيل الى أنه هو من يفتح لها الباب..وطرحه السؤال من باب الشفقة عليها ..السؤال الذي طرحناه من قبل( ألشفقة عليها )؟..
وكنا سنميل الى أن الزوج يفتح الباب لو ختم النص بهذا السؤال..ولكنه ..ختم بهذا الوصف المغلق للتأويل (ولداي في الحضانة، وزوجتي في العمل وأنا أشتغل بالمكنسة الكهربائية)
..نعم الحضانة بديل للرعاية..والمكنسة بديل للخادمة..فلماذا مجيء حنة؟..
[SIZE="5"]اللغة مفتاح المغلق في النص:
من خلال قراءاتي الكثيرة للقاص..وجدت أن خاصية اللغة عنده تتمثل في الدقة والبيان ..يهتم بالمفردة ككائن حي يعبر عن ذاته..ويحمل معنى..ولا يضيفها الى تركيب ما لم تخدم الفكرة التي يعنيها..
وهذا النص مثال لما أقول:
العنوان: خجل:
لعل أول ما يصادفنا في النص( العنوان: خجل..) هكذا نكرة ودون تعريف..فما تعريف الخجل؟ :جاء في القاموس:خجل:يخجل خجلا..اضطرب من الحياء، فهو خجِل وخجْلان.
وخجل في طلب الرزق: توانى فيه..
ومن هذا التعريف نصل الى أن الخادمة بها حياء حقيقي..ولذلك كانت ترفض أن تنادي الأب بغير (سيدي) ولكنها قالت: أناديك بيا سيدي أو اسمح لي بالانصراف..ويفهم من الخجل أيضا أن الخادمة كانت تسعى في طلب الرزق(إعالة أولادها الثلاثة، وزوجها المقعد الذي كان موظفا في السكة الحديدية، وتقاعد مبكرا رغما عنه إثر حادث..)..
تبدأ القصة بـ(لن": لغة: حرف نصب يفيد النفي..في المستقبل..ولا يدخل إلا على المضارع..والمضارع الفعل الوحيد في اللغة المعرب..ولكن (لن ) تغير حركة حرفه الأخير إن كان صحيحا..وعلامة النصب في أول فعل يستعمله الكاتب كانت الحذف(النون)..والنون المحذوفة علامة الرفع..ونعرف أن في اللغة (ن) النسوة..فالأمر يتعلق بالنسوة( الزوجة والخادمة..) ووجود الأب بينهما أفسد استمرار العملية فحذفت النون..( لن تستطيعي)..وهكذا يستمر بنا الكاتب حتى آخر النص لنجد أن الخادمة كالنون حذفت وتم الاستغناء عنها..وعوضت بـ: الحضانة..والغسالة..والمكنسة الكهربية ..
وقد استخدم التكرار لعلة في التهيئة الذهنية للمتلقي..عندما اشترطت الزوجة أن تكون الخادمة عجوزا..وتعجب فاستفهم مباشرة كأنه يتدارك الأمر ..( لا تكون عجوزا عجوزا، ولكن بيــن بيــن )..
واستعماله مفردة (رمق)..التي توحي : بما يشد الى الحياة إذا شرحناها خارج السياق..ولكن في النص ..يتكلم البطل عن زوجته..( رمقتني بنظرة وهي تمطط شفتيها)..فقد ألحقها بالحال
رمق:أطال النظر إليه..والزوجة يبدو أنها أطالت النظر لتستكنه الأمر..(بين ..بين)
ثم يتبعه القاص بواو الحال..الملحقة بالضمير (هي) المبتدأ..وخبره الجملة الفعلية تمطط شفتيها التامة العناصر(فع+فا:هي+مفع+مض)وهي جملة لها محل من الإعراب رغم اسميتها..لكن جملة رمقتني لا محل لها من الإعراب :كأنه يقول لها مططي أو لا تمططي ،لا محل لذلك من الإعراب..وجاء بامرأة تتمتع بجمال كبير..ومن المفاتيح اللغوية في النص :نجد عبارة (وسمعت هاتفا من بعيد ينبئني أن قد أسأت الاختيار.. )..استعمال حرف تفسير(أن)..الهاتف يفسر الاختيار السيئ.ودلالة التفسير المعني والسياق..لأنه جاء بعد فعل فيه معنى القول وهو(ينبئني)..وإساءة الاختيار دلت على النوايا السيئة للبطل في سرعة المجيء بالخادمة التي كلمه عنها صديق منذ يومين..وهذا ما أشرت إليه من قبل..
أسلوب القصة..: متانة اللغة ،وإحكام المفردات ..ودلالاتها ..كلها تصب في الأسلوب السلس ، ولكن لا ينقاد لأيّ كان ..لا بد من إعمال الفكر، والتروي في الحكم على المعنى ، او الفكرة المقصودة..ومثال ذلك : الحل أن نأتي بخادمة توفر عليك الكثير من المتاعب.. القارئ البسيط يعتقد أن الزوج تهمه راحة زوجته ، وبالتالي المجيء بخادمة لتوفر عليها الكثير من المتاعب..هذا ظاهر الجملة ..لكن القارئ الذكي ، يربطها بالسياق العام..
(الحل..)..وهي كلمة مفخخة..حل ماذا ؟..هل توفر عليها أم عليه؟..هذه المفردة استعملها الزوج..ليربح موافقة الزوجة بدليل أنه قال اغتنمت فرصة موافقتها، (وأسرعت)..والقضية بالنسبة له فرصة..يجب أن يغتنمها..
التراكيب اللغوية :
القصة مفعمة بالحركة والحيوية..كل الجمل فيها فعلية باستثناء القليل..والتي كانت في الحوار فقط... وفي أسماء الاستفهام التي لها الصدارة كما هو معهود..
وسبب استعمال الجمل الفعلية هو التماهي الذي ذكرناه بين الكاتب واللغة..، فأجواء الحدث..وسيرورته تناسب الجمل الفعلية لا الاسمية..ومثال الفعلية:
لن تستطيعي التوفيق بين شغل البيت وشغلك
رمقتني بنظرة وهي تمطط شفتيها
اجتهدت في نصب الأحابيل والحيل..
سعد بها ولداي وتشبثا بها وصارا يناديانها ب "حنه"
تسللت فجأة إلى قلبي فأحببتها كحب ولديّ لها..
لم تصدق زوجتي هذا التناغم الذي يحدث ..
ومن أمثلة الاسمية وهي قليلة:
ـ الحل أن نأتي بخادمة توفر عليك الكثير من المتاعب..
ـ خادمة.. من الأحسن أن تكون عجوزا ..
ـ عجوز..! لماذا؟
مأزقيه البطل:
ها هي الحياة بمشاكلها..وبتفاصيل وتلوينات عناصرها..يكتب عنها الكثيرون..ويتناولونها من زوايا مختلفة..
كل أبواب المجتمع مشرعة أمامنا ،لكن من يقدر على الاختراق..ليزيح الغمام والضبابية التي تعتريه..وتأخذ لها أكثر من موقع فيه ؟؟..
قلة هم الكتاب الذين يعبرون عن حيوات المجتمع وينتبهون الى مآسي أفراده..قد لا تكون المآسي بالمفهوم الدراماتيكي الأسود القاتم..ولكنها قد تكون التفاتة الى أمر نراه لبساطتنا هينا ، ربما يوضع خلف المدارك الحسية ونتجاوزه ببساطة..ولا نلقي له بالا..
والكاتب في هذه القصة ينتبه الى أمر بسيط..(البحث عن خادمة) ليعطيه أبعاده الاجتماعية المختلفة:
- الحاجة الى العمل..
- استغلال الطبقة الكادحة
- شرف الطبقة الكادحة(تجوع الحرة ولا تأكل من ثدييها)
- محافظة المرأة العاملة على بيتها..
- الآلات بديلة..ومسببة في البطالة
- التعاون بين الزوج والزوجة..
والزوج في القصة (كبطل) يجد نفسه في مأزق:
- مولود جديد..............الحاجة الى الخادمة
- زوجة عاملة.............. الحاجة الى خادمة
- وجود خادمة.............ارتباط عاطفي بها
- ذهاب الخادمة.......... العمل في البيت ، ومساعدة الزوجة(المكنسة)
ويبقى التصور المفتوح لحالة الزوج/المأزق، مطروحا..
هل تكون الحضانة بديلا عن الأم؟
وهل المكنسة الكهربائية ،هي الحل في وجود الأب في البيت وتنظيفه؟
والمأزق هنا ، كان مأزقا أخلاقيا لا اجتماعيا..
نهاية البداية..:
إن تصرف البطل تجاه خادمته بالطريقة التي أرادها..توحي بحاجته الى إعادة النظر في منظومته النفسية..من حيث تعلقه بزوجته..وأولاده..وعدم النظر الى الخادمة نظرة دونية ..وشهوانية ،حطا من قيمتها كبشر، لا تصلح أبدا في مجتمع ، تحكمه منظومة قيم أخلاقية واجتماعية،بل لا بد لهذه النفس البشرية أن تكون عامرة بالفضائل..وأن تحترم الذات البشرية..كائنا من كانت.. ولو كان الاغراء ب(شاطئ الشمس الحمراء)..الموجود حقيقة وبهذا الاسم في مدينة عنابة..على الساحل الشرقي للجزائر..
كما لا يجوز أن تتمحور العقد الجنسية حول أوثان ، جعل منها علم النفس الحديث مدار البنية النفسية .. بل ينبغي لها ان تقاس في إطارها الاجتماعي المحض ..
لقد سارت بنا (خجل) في دهاليز أسرة عاملة..أقول دهاليز..لأن المغلق الذي كان وراء الباب بين الولدين و(حنة)..لم يكن معلوما بالشكل الذي قال عنه الكاتب..إن وجودها ليس لذلك الفعل الاجتماعي..علاقة العامل برب العمل.. التي كانت علاقة عامل بالعمل ..لحاجته الفعلية الى العمل ..بل هي علاقة رب عمل ب(أنثى ) وليس امرأة عاملة..
من هنا كانت بداية نهايته في النظر الى المرأة (الأنثى) بل المرأة المحتاجة فعلا إلى العمل لإعالة ثلاثة أولاد..وزوج مقعد..