المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شرح مبسط جداً لأزمة المال الأمريكية



م ابراهيم فقيه
11/10/2008, 12:24 PM
شرح مبسط جداً لأزمة المال الأمريكية


د. أنس بن فيصل الحجي - أكاديمي وخبير في شؤون النفط 23/09/1429هـ


بداية أحداث القصة

يعيش "سعيد أبو الحزن" مع عائلته في شقة مستأجرة وراتبه ينتهي دائما قبل نهاية الشهر. حلم سعيد أن يمتلك بيتاً في "أمرستان"، ويتخلص من الشقة التي يستأجرها بمبلغ 700 دولار شهرياً. ذات يوم فوجئ سعيد بأن زميله في العمل، نبهان السَهيان، اشترى بيتاً بالتقسيط. ما فاجأ سعيد هو أن راتبه الشهري هو راتب نبهان نفسه، وكلاهما لا يمكنهما بأي شكل من الأشكال شراء سيارة مستعملة بالتقسيط، فكيف ببيت؟ لم يستطع سعيد أن يكتم مفاجأته فصارح نبهان بالأمر، فأخبره نبهان أنه يمكنه هو أيضاً أن يشتري بيتا مثله، وأعطاه رقم تلفون المكتب العقاري الذي اشترى البيت عن طريقه.
لم يصدق سعيد كلام نبهان، لكن رغبته في تملك بيت حرمته النوم تلك الليلة، وكان أول ما قام به في اليوم التالي هو الاتصال بالمكتب العقاري للتأكد من كلام نبهان، ففوجئ بالاهتمام الشديد، وبإصرار الموظفة "سهام نصابين" على أن يقوم هو وزوجته بزيارةالمكتب بأسرع وقت ممكن. وشرحت سهام لسعيد أنه لا يمكنه الحصول على أي قرض من أي بنك بسبب انخفاض راتبه من جهة، ولأنه لا يملك من متاع الدنيا شيئا ليرهنه من جهة أخرى. ولكنها ستساعده على الحصول على قرض، ولكن بمعدلات فائدة عالية. ولأن سهام تحب مساعدة "العمال والكادحين" أمثال سعيد فإنها ستساعده أكثر عن طريق تخفيض أسعار الفائدة في الفترة الأولى حتى "يقف سعيد على رجليه". كل هذه التفاصيل لم تكن مهمة لسعيد. المهم ألا تتجاوز الدفعات 700 دولار شهريا.
باختصار، اشترى سعيد بيتاً في شارع "البؤساء" دفعاته الشهرية تساوي ما كان يدفعه إيجاراً للشقة. كان سعيد يرقص فرحاً عندما يتحدث عن هذا الحدث العظيم في حياته: فكل دفعة شهرية تعني أنه يتملك جزءا من البيت، وهذه الدفعة هي التي كان يدفعها إيجارا في الماضي. أما البنك، "بنك التسليف الشعبي"، فقد وافق على إعطائه أسعار فائدة منخفضة، دعما منه "لحصول كل مواطن على بيت"، وهي العبارة التي ذكرها رئيس البلد، نايم بن صاحي، في خطابه السنوي في مجلس رؤساء العشائر.
مع استمرار أسعار البيوت في الارتفاع، ازدادت فرحة سعيد، فسعر بيته الآن أعلى من الثمن الذي دفعه، ويمكنه الآن بيع البيت وتحقيق أرباح مجزية. وتأكد سعيد من هذا عندما اتصل ابن عمه سحلول ليخبره بأنه نظرا لارتفاع قيمة بيته بمقدار عشرة آلاف دولار فقد استطاع الحصول على قرض قدره 30 ألف دولار من البنك مقابل رهن جزء من البيت. وأخبره أنه سينفق المبلغ على الإجازة التي كان يحلم بها في جزر الواق واق، وسيجري بعض التصليحات في البيت. أما الباقي فإنه سيستخدمه كدفعة أولية لشراء سيارة جديدة.

القانون لا يحمي المغفلين

إلا أن صاحبنا سعيد أبو الحزن وزميله نبهان السهيان لم يقرآ العقد والكلام الصغير المطبوع في أسفل الصفحات. فهناك فقرة تقول إن أسعار الفائدة متغيرة وليست ثابتة. هذه الأسعار تكون منخفضة في البداية ثم ترتفع مع الزمن. وهناك فقرة تقول إن أسعار الفائدة سترتفع كلما رفع البنك المركزي أسعار الفائدة. وهناك فقرة أخرى تقول إنه إذا تأخر عن دفع أي دفعة فإن أسعار الفائدة تتضاعف بنحو ثلاث مرات. والأهم من ذلك فقرة أخرى تقول إن المدفوعات الشهرية خلال السنوات الثلاث الأولى تذهب كلها لسداد الفوائد. هذا يعني أن المدفوعات لا تذهب إلى ملكية جزء من البيت، إلا بعد مرور ثلاث سنوات.
بعد أشهر رفع البنك المركزي أسعار الفائدة فارتفعت الدفعات الشهرية ثم ارتفعت مرة أخرى بعد مرور عام كما نص العقد.وعندما وصل المبلغ إلى 950 دولاراً تأخر سعيد في دفع الدفعة الشهرية، فارتفعت الدفعات مباشرة إلى 1200 دولار شهريا. ولأنه لا يستطيع دفعها تراكمت عقوبات إضافية وفوائد على التأخير وأصبح سعيد بين خيارين، إما إطعام عائلته وإما دفع الدفعات الشهرية، فاختار الأول، وتوقف عن الدفع. في العمل اكتشف سعيد أن زميله نبهان قد طرد من بيته وعاد ليعيش مع أمه مؤقتا، واكتشف أيضاً أن قصته هي قصة عديد من زملائه فقرر أن يبقى في البيت حتى تأتي الشرطة بأمر الإخلاء. مئات الألوف من "أمرستان" عانوا المشكلة نفسها، التي أدت في النهاية إلى انهيار أسواق العقار.
أرباح البنك الذي قدم قرضا لسعيد يجب أن تقتصر على صافي الفوائد التي يحققها من هذا القرض، ولكن الأمور لم تتوقف عند هذا الحد. قام البنك ببيع القرض على شكل سندات لمستثمرين، بعضهم من دول الخليج، وأخذ عمولة ورسوم خدمات منهم. هذا يعني أن البنك كسب كل ما يمكن أن يحصل عليه من عمولات وحول المخاطرة إلى المستثمرين. المستثمرون الآن يملكون سندات مدعومة بعقارات، ويحصلون على عوائد مصدرها مدفوعات سعيد ونبهان الشهرية. هذا يعني أنه لو أفلس سعيد أو نبهان فإنه يمكن أخذ البيت وبيعه لدعم السندات. ولكن هؤلاء المستثمرين رهنوا هذه السندات، على اعتبار أنها أصول، مقابل ديون جديدة للاستثمار في شراء مزيد من السندات. نعم، استخدموا ديونا للحصول على مزيد من الديون! المشكلة أن البنوك تساهلت كثيرا في الأمر لدرجة أنه يمكن استدانة 30 ضعف كمية الرهن. باختصار، سعيد يعتقد أن البيت بيته، والبنك يرى أن البيت ملكه أيضاً. المستثمرون يرون أن البيت نفسه ملكهم هم لأنهم يملكون السندات. وبما أنهم رهنوا السندات، فإن البنك الذي قدم لهم القروض، بنك "عماير جبل الجن"، يعتقد أن هناك بيتا في مكان ما يغطي قيمة هذه السندات، إلا أن كمية الديون تبلغ نحو 30 ضعف قيمة البيت!
أما سحلول، ابن عم سعيد، فقد أنفق جزءا من القرض على إجازته وإصلاح بيته، ثم حصل على سيارة جديدة عن طريق وضع دفعة أولية قدرها ألفا دولار، وقام بنك "فار سيتي" بتمويل الباقي. قام البنك بتحويل الدين إلى سندات وباعها إلى بنك استثماري اسمه "لا لي ولا لغيري"، الذي احتفظ بجزء منها، وقام ببيع الباقي إلى صناديق تحوط وصناديق سيادية في أنحاء العالم كافة. سحلول يعتقد أنه يمتلك السيارة، وبنك "فار سيتي" يعتقد أنه يملك السيارة، وبنك "لا لي ولا لغيري" يعتقد أنه يمتلك السيارة، والمستثمرون يعتقدون أنهم يملكون سندات لها قيمة لأن هناك سيارة في مكان ما تدعمها. المشكلة أن كل هذا حصل بسبب ارتفاع قيمة بيت سحلول، وللقارئ أن يتصور ما يمكن أن يحصل عندما تنخفض قيمة البيت، ويطرد سحلول من عمله!

القصة لم تنته بعد!

بما أن قيمة السندات السوقية وعوائدها تعتمد على تقييم شركات التقييم هذه السندات بناء على قدرة المديون على الوفاء، وبما أنه ليس كل من اشترى البيوت له القدرة نفسها على الوفاء، فإنه ليست كل السندات سواسية. فالسندات التي تم التأكد من أن قدرة الوفاء فيها ستكون فيها أكيدة ستكسب تقدير "أأأ"، وهناك سندات أخرى ستحصل على "ب" وبعضها سيصنف على أنه لا قيمة له بسبب العجز عن الوفاء. لتلافي هذه المشكلة قامت البنوك بتعزيز مراكز السندات عن طريق اختراع طرق جديدة للتأمين بحيث يقوم حامل السند بدفع رسوم تأمين شهرية كي تضمن له شركة التأمين سداد قيمة السند إذا أفلس البنك أو صاحب البيت، الأمر الذي شجع المستثمرين في أنحاء العالم كافة على اقتناء مزيد من هذه السندات. وهكذا أصبح سعيد ونبهان وسحلول أبطال الاقتصاد العالمي الذي تغنى به الكاتب "توماس فريدمان".
في النهاية، توقف سعيد عن سداد الأقساط، وكذلك فعل نبهان وسحلول وغيرهم، ففقدت السندات قيمتها، وأفلست البنوك الاستثمارية وصناديق الاستثمار المختلفة. أما الذين اشتروا تأمينا على سنداتهم فإنهم حصلوا على قيمتها كاملة، فنتج عن ذلك إفلاس شركة التأمين "أي آي جي". عمليات الإفلاس أجبرت البنوك على تخفيف المخاطر عن طريق التخفيض من عمليات الإقراض، الأمر الذي أثر في كثير من الشركات الصناعية وغيرها التي تحتاج إلى سيولة لإتمام عملياتها اليومية، وبدأت بوادر الكساد الكبير بالظهور، الأمر الذي أجبر حكومة أمرستان على زيادة السيولة عن طريق ضخ كميات هائلة لإنعاش الاقتصاد الذي بدأ يترنح تحت ضغط الديون للاستثمار في الديون! أما "توماس فريدمان" فقد قرر أن يكسب مزيدا من الملايين حيث سينتهي من كتابة قصة سعيد أبو الحزن عما قريب.



نقلا عن جريدة "الإقتصادية" السعودية

ايمان حمد
11/10/2008, 12:42 PM
السلام عليكم

م. ابراهيم فقيه

اولا اشكرك على نقل هذا المقال الساخر الحقيقى الذى وضح ببساطة كيف ان العملية كلها سلسلة من الترتيبات الفهلوية تعتمد على الجشع وتعظيم الارباح على حساب المستثمرين الصغار الذين ليس لديهم المقدرة على الايفاء بديونهم

اريد ان اوضح ان لكل بلد قانونها .. ففى الدول الاسلامية ووفقا لتطبيق نظام التمويل العقارى الاسلامى ان كان التمويل لشراء عقار للسكن الشخصى حتى لو تم رهنه لا يمكن طرد المستثمر وعائلته من المنزل ، كما انه ان تأخر فى سداد الاقساط لا يمكن ان تضاف عليه ارباح اضافية .. فلكم رؤوس اموالكم لا تظلمون ولا تظلمون .. ولذا وجب التأكد من الملاءة المالية للمقترض منذ البداية كما .ان البنوك الاسلامية تشرح القوانين التى بالخط الصغير وتطلب توقيع المتعامل على انه فهمها .. تطبيقا للشفافية

هناك مزايا كثيرة فى التمويل الموافق للشريعة الاسلامية وهو فى الواقع يحمى حق المستثمر قبل اى شىء ولا يهتم بتعظيم الربح للبنك الممول فقط

ثم كيف يمكن يسمح البنك ان يأخذ شخص ما قرض بضمان بيته اولا ، ثم يسمح له بتزويد القرض مرة اخرى ( قرض آخر اضافى ) لان القيمة السوقية لبيته زادت عن اول مرة زار فيها البنك وطلب القرض الاولى وهو لم يسدد القرض الأصلى بالأساس ؟!

ولا ادرى ما هذا التسيب فى اعطاء قروض عقارية لعملاء متدنيين الملاءة المالية .. او المتاجرة فى المشتقات التى تعتبر قمار وقائمة على التخمين والمراهنة !!!

على كل ان الصيغ الانتاجية التى تتبعها البنوك الاسلامية فى مسألة التمويل العقارى هى الانسب والأكثر امنا بالنسبة للبنك والمتعامل

وهذه مواضيع سأتطرق لها بالتفصيل فى موضوع سأفتتحة فى الترجمة الاقتصادية يوضح التعامل مع المصارف الاسلامية فى التمويل العقارى خاصة وماله وما عليه ..

اقترح نقل هذا المقال الى مقالات الأدب الساخر

تحياتى

عبدالقادربوميدونة
11/10/2008, 01:26 PM
شكرا د. فيصل بن آنس الحجي و للأخ م ابراهيم افقيه وللأخت إيمان حمد ..
واسمحوا لي أن أقول: هذا الموضوع الهام والهام جدا ليس أدبا ساخرا هذا في قمة الجد الذي ينبغي لكل " واتاوي " أن يقرأه عدة مرات فأنتم على علم طبعا أن جل المثقفين والمفكرين والأدباء في العالم العربي جل اهتماماتهم هي التركيزعلى قراءة ما هوغير علمي لا سيما إذا تعلق الأمربالرياضيات والفيزياء والكيمياء ..فإن امتلكوا شيئا من ذلك فهوعائد بالأساس إلى دراستهم في المتوسط أوالثانوي ..فما بالكم بعلم الاقتصاد ؟
هذا درس علمي مبسط لتوصيل المعلومة إلى ذهن القاريء بأسلوب ذكي جدا ..
أغلب الناس ولا سيما في المغرب العربي حيث لا أسواق مالية ولا بورسات ذات شهرة وقدرة ..واسأل أي شخص اليوم عن تداعيات وأسباب انهيارشركات العقاروالبنوك في أمريكا فيجيبك إجابات لا تستند إلى علم أو قواعد اقتصادية ..وإنما مجرد معلومات عامة التقطها من تعليقات بعض الصحف والقنوات الفضائية .. أرى أن هذا الدرس أو هذه القصة لا بد أن تتعرض لمختلف التعليقات والأراء حتى تتضح أمورنا في هذا الجانب الهام في حياة كل فرد منا ..ولنعلم أن هذه الأزمة المالية العالمية ..قد تضرب جيبك مباشرة دون أن تنتبه فلا ينبغي الاطمئنان إلى تصريحات السياسيين الذين لا يريدون طبعا تهويل الأمور..وعندما تحل الكارثة يكونون قد تم تحييدهم من مناصب المسؤولية ..فماذا أنتم قائلون ؟

ايمان حمد
11/10/2008, 05:09 PM
على هامش الازمة .. تصريحات مهمة :

ففي افتتاحية مجلة "تشالينجز" على لسان البروفيسر الاقتصادى المسيحى و رئيس تحرير المجله يدعو إلى تطبيق الشريعة الإسلامية و القرآن للخروج من الازمه الاقتصاديه العالميه



اهم نقاط المقال::: الذى بعنوان البابا ام القرأن
*
ففي افتتاحية مجلة "تشالينجز"، كتب "بوفيس فانسون" رئيس تحريرها موضوعا بعنوان "البابا أو القرآن" أثار موجة عارمة من الجدل وردود الأفعال في الأوساط الاقتصادية.
*
فقد تساءل الكاتب فيه عن أخلاقية الرأسمالية؟ ودور المسيحية كديانة والكنيسة الكاثوليكية بالذات في تكريس هذا المنزع والتساهل في تبرير الفائدة، مشيرا إلى أن هذا النسل الاقتصادي السيئ أودى بالبشرية إلى الهاوية..
*
وتساءل الكاتب من موقف الكنيسة ومستسمحا البابا بنديكيت السادس عشر قائلا: "أظن أننا بحاجة أكثر في هذه الأزمة إلى قراءة القرآن بدلا من الإنجيل لفهم ما يحدث بنا وبمصارفنا لأنه لو حاول القائمون على مصارفنا احترام ما ورد في القرآن من تعاليم وأحكام وطبقوها ما حل بنا ما حل من كوارث وأزمات وما وصل بنا الحال إلى هذا الوضع المزري؛ لأن النقود لا تلد النقود".

المفاجاة الثانيه

*
وفي الإطار ذاته لكن بوضوح وجرأة أكثر طالب رولان لاسكين رئيس تحرير صحيفة "لوجورنال د فينانس" في افتتاحية هذا الأسبوع بضرورة تطبيق الشريعة الإسلامية في المجال المالي والاقتصادي لوضع حد لهذه الأزمة التي تهز أسواق العالم من جراء التلاعب بقواعد التعامل والإفراط في المضاربات الوهمية غير المشروعة.
*
وعرض لاسكين في مقاله الذي جاء بعنوان: "هل تأهلت وول ستريت لاعتناق مبادئ الشريعة الإسلامية؟"، المخاطر التي تحدق بالرأسمالية وضرورة الإسراع بالبحث عن خيارات بديلة لإنقاذ الوضع، وقدم سلسلة من المقترحات المثيرة في مقدمتها تطبيق مبادئ الشريعة الإسلامية برغم تعارضها مع التقاليد الغربية ومعتقداتها الدينية.
*
وفي استجابة -على ما يبدو لهذه النداءات، أصدرت الهيئة الفرنسية العليا للرقابة المالية -وهي أعلى هيئة رسمية تعنى بمراقبة نشاطات البنوك- في وقت سابق قرارا يقضي بمنع تداول الصفقات الوهمية والبيوع الرمزية التي يتميز بها النظام الرأسمالي واشتراط التقابض في أجل محدد بثلاثة أيام لا أكثر من إبرام العقد، وهو ما يتطابق مع أحكام الفقه الإسلامي.
*
كما أصدرت نفس الهيئة قرارا يسمح للمؤسسات والمتعاملين في الأسواق المالية بالتعامل مع نظام الصكوك الإسلامي في السوق المنظمة الفرنسية.
*
والصكوك الإسلامية هي عبارة عن سندات إسلامية مرتبطة بأصول ضامنة بطرق متنوعة تتلاءم مع مقتضيات الشريعة الإسلامية.
*
ومنذ سنوات والشهادات تتوالى من عقلاء الغرب ورجالات الاقتصاد تنبه إلى خطورة الأوضاع التي يقود إليها النظام الرأسمالي الليبرالي على صعيد واسع، وضرورة البحث عن خيارات بديلة تصب في مجملها في خانة البديل الإسلامي..

المفاجأه الثالثه

*
ففي كتاب صدر مؤخرا للباحثة الإيطالية لووريتا نابليوني بعنوان "اقتصاد ابن آوى" أشارت فيه إلى أهمية التمويل الإسلامي ودوره في إنقاذ الاقتصاد الغربي.
*
واعتبرت نابليوني أن "مسئولية الوضع الطارئ في الاقتصاد العالمي والذي نعيشه اليوم ناتج عن الفساد المستشري والمضاربات التي تتحكم بالسوق والتي أدت إلى مضاعفة الآثار الاقتصادية

المصدر

http://www.challenges.fr/magazine/0135-016203/le_pape_ou_le_coran.html

http://www.challenges.fr/index.php

ايمان حمد
11/10/2008, 05:15 PM
المقال :

Le pape ou le Coran (( البابا أم القرآن ))


André Comte-Sponville, philosophe, nous l'a redit à satiété : le capitalisme ne peut pas être moral, ni contre la morale. Il est tout simplement amoral. L'économie et la morale relevant, au sens pascalien, de deux ordres différents, tenter de conjuguer les deux ensemble relève du «barbarisme», rappelle l'auteur de l'excellent essai Le capitalisme est-il moral ? (éditions Albin Michel). Mais même pour ceux qui ne croient pas à l'ordre divin, (( ولكن حتى بالنسبة للذين لا يؤمنون بالأمر الإلهي )) quelle tentation, au moment où le pape est en visite en France, de chercher quelques repères sur l'économie dans les textes du Vatican ((ما أعظم الدافع للبحث عن بعض المعالم حول الإقتصاد في نصوص الفاتيكان في الوقت الذي يقوم فيه البابا بزيارة فرنسا )) .
Notre chroniqueur Robert Rochefort, qui cache derrière ses fonctions de directeur du Crédoc un attachement à la tradition des chrétiens sociaux, n'a pourtant rien trouvé de très récent en provenance de Rome (lire page 61). Rien en tout cas de très important depuis 1991, quand Jean-Paul II s'était essayé à l'économie dans son encyclique Centesimus annus, et qu'il y avait donné une justification du profit du bout de la crosse (( وقد كان البابا قد برر فوائد البنوك وهي حجر الزاوية للرأسمالية )) : la pierre angulaire du capitalisme y était reconnue tout au plus «comme un bon indicateur du fonctionnement de l'entreprise» (( والتي إعتبرها مؤشرا جيدا على نشاط الشركة )).
En réalité, et Benoît XVI nous pardonnera (( في الحقيقة فليسامحنا البابا بونوا )), au moment où nous traversons une crise financière qui balaie tous les indices de croissance sur son passage (( في الوقت الذي نواجه فيه أزمة إقتصادية تعصف بكل مؤشرات النمو في طريقها )), c'est plutôt le Coran qu'il faut relire que les textes pontificaux (( فإنه من الأجدر أن نقرأ القرآن بدلا من النصوص البابوية )). Car si nos banquiers, avides de rentabilité sur fonds propres, avaient respecté un tant soit peu la charia (( لأنه لو إحترم أصحاب بنوكنا المنهمون بتحقيق المردودية على الأصول لو احترموا الشريعة الإسلامية ولو قليلا لما وصلنا إلى هذا الوضع )), nous n'en serions pas là. Il ne faut pourtant pas voir la finance islamique comme un exercice de troc moyenâgeux (( يجب علينا أن لا ننظر إلى التمويل الإسلامي على أنه ممارسة للمبادلة التجارية من القرون الوسطى )), car les pays du Golfe nous ont montré combien leur mentalité entrepreneuriale savait épouser le XXIe siècle (( لأن دول الخليج أثبتت لنا كيف أن عقليتهم المبادِرة إستطاعت التزاوج مع القرن 21)). Simplement, leurs banquiers ne transigent pas sur un principe sacré (( لأنه وببساطة أصحاب البنوك عندهم لا يتنازلون عن مبدأ مقدس لديهم وهو : النقود يجب أن لا تخلق النقود )) : l'argent ne doit pas produire de l'argent. La traduction de cet engagement est simple : tout crédit doit avoir en face un actif bien identifié (( الترجمة لهذا الإلتزام منهم بسيط وهو : أي قرض يجب أن يوجد في مقابله نشاط متحقق )). Interdits, les produits toxiques; oubliés, les ABS et CDO que personne n'est capable de comprendre. Autrement dit, l'argent ne peut être utilisé que pour financer l'économie réelle (( أي بمعنى آخر النقود يجب أن لا تستخدم إلا في تمويل الإقتصاد الفعلي )). Il n'y a donc pas de hasard : si les banques du Golfe sont sorties indemnes de la crise du subprime (( إذا لم يكن صدفة أن خرجت البنوك الخليجية سالمة من أزمة الرهن العقاري )), c'est qu'elles n'y sont pas entrées (( لأنها وببساطة لم تدخل فيها )). Le respect de ce principe du Coran est également fort utile dans la relation que chacun entretient avec l'argent, qu'il s'agisse des entreprises ou des particuliers (( إحترام هذا المبدأ القرآني مهم جدا كذلك في العلاقة التي تسود بيننا وبين النقود سواء بالنسبة للأفراد أو الشركات )): les personnes morales n'ont ainsi pas le droit de s'endetter au-delà de leur capitalisation boursière (( فالشركات لا يمكنها الإستدانة فوق قيمتها )); quant aux personnes physiques, elles ne peuvent de facto souffrir de surendettement )) أما بالنسبة للأفراد فمن البديهي أنهم لا يمكنهم المعاناة من زيادة الديون )). Voilà des règles qui ne peuvent pas nuire (( هذه هي القواعد التي لا تجلب الضرر )). Et même si elles reposent sur un texte qui date du VIIe siècle (( وحتى لو كانت هذه القواعد مستوحات من نص يعود للقرن السابع ميلادي )), Benoît XVI aura du mal à faire des sermons davantage puisés dans l'actualité (( فإن البابا بونوا سيجد صعوبة في إلقاء خطب وعظية مستوحاة من الواقع )).



Beaufils Vincent (( بوفيس فانسون ))

أحمد الفهد
11/10/2008, 06:41 PM
سلام عليكم،

لقد قرأت الصفحة كاملة. كلام رائع وممتع ومفيد فعلاً. شكراً لكل من كتب كل حرف هنا.

إذن، عدم وجود الرقابة والضوابط، باختصار، هو ما أدى إلى انفلات العلميات الرأسمالية من كل عقال بسبب الجشع وقابلية كل شيء للبيع والتداول... يعني عدم وجود قيم وأخلاق.


"وسيرى الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون"

مع كل التقدير،

أحمد

باسل محمد
11/10/2008, 11:12 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
مقال رائع فعلا ويوصل المعلومة بشكل مبسط
وفي النهاية ... فليرجع المسلمون الى فهم الدين بعمق .:confused:.. فالاسلام ليس مجرد عبادات

م ابراهيم فقيه
11/10/2008, 11:44 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة،،،


بدايةً أشكر كل من الأخت ايمان حمد والأستاذ الكبير عبدالقادر بوميدونة والأستاذ أحمد الفهد على مداخلاتهم والتي تصب ضمن الموضوع بشكلٍ أو بآخر.

واسمحوا لي أن أخالف الأستاذة ايمان وأوافق الأستاذ بوميدونة بأن الموضوع جدّي، وجدّي جداً، رغم أنه طرح بشكلٍ مبسطٍ وساخر ليصل إلينا سلساً سهل الفهم (فأنا شخصياً لا أفهم أو أتفهم النظام الرأسمالي المسيطر). فالموضوع مرتبط بشكلٍ أو بآخر بقوت الشعوب، ونقل الموضوع الى منتدى الأدب الساخر هو إختزالٌ للمحتوى بشكله الأدبي الساخر فقط دون النظر إلى الجوهر ( رغم أن جميع الردود جاءت ضمن الجوهر المقصود).

والسؤال الجوهري هنا، أين نحن من هذه الأزمة؟؟؟؟

ولتسمح لي الأستاذة ايمان أن أعلق على إضافتها المثرية ( على هامش الازمة .. تصريحات مهمة ) فأسأل:

- ماهو دورنا في هذه الأزمة؟؟ وهل هو دورٌ مؤثر؟؟

- هل ساهمنا بشكلٍ أو بآخر في هذه الأزمة؟؟

- هل لدينا خطة فورية لتفادي أي ضرر محتمل بإقتصاداتنا؟؟

- هل لدينا برنامج بديل لأخذ الريادة إذا ما تغير وجه العالم الإقتصادي؟؟

- ماهو دور الناس البسطاء (الغلابة) في هذه الأزمة؟؟ وماذا سيطلب منهم لحلها؟؟

- أليس واقع حالنا ( نعيب زماننا والعيب فينا ..... وما لزماننا عيبٌ سوانا )


تحية إقتصادية مبهمة

ايمان حمد
11/10/2008, 11:52 PM
الكريم / م. ابراهيم الفقية
السلام عليكم

اوافق الجميع الرأى على ان المقال مهم جدا
ولكن وقعه على ّ عندما قرأته اضحكنى لأسلوبه الساخر وبساطته الشديده !
فأنا اعمل فى هذا المجال تحديدا
وسأعود غدا للرد على اسئلتك المبهمة او بعضها

تم نقله الى نقاشات عامة كما تلاحظ


الآن اهم بالخروج ولى عودة غدا ان شاء الله

ايمان حمد
11/10/2008, 11:58 PM
موضوع ذو صلة

http://wata.cc/forums/showthread.php?t=14623

مع التحية

م ابراهيم فقيه
12/10/2008, 12:12 AM
الأستاذة الكريمة / ايمان حمد،،

شكراً لسرعة تفاعلك. وصدقيني أن الهدف الذي دفعني إلى نقل المقال هو ما بين سطوره ولي عودة إن شاء الله للأسئلة (المبهمة) والتي نحن بأشد الحاجة للإجابة عليها وفك رموزها.



الأستاذ الفاضل باسل محمد ،،

تحيةٌ كبيرةً جداً.... فقد قلت حقاً.
ولكن أهذا ما سنقوله للمفلسين على أبواب البورصات في عمان والقاهرة وغيرها (وهنا أقصد الغلابة المغرر بهم)


فلنحاول معاً الإجابة على الأسئلة وإضافة أسئلةٍ غيرها للإجابة. فمن يعلم فقد يولد من هنا التغيير.


ولكم التحية

ايمان حمد
14/10/2008, 08:20 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخى الكريم / م . ابراهيم فقيه

اعتذر عن التأخر للمتابعة والمشاركة فى هذا النقاش الهام وذلك بسبب انشغالى فى معركة الاندلس الحضارية وترجمة موضوعها .. تابع هنا

http://www.wata.cc/forums/showthread.php?t=33853

ونعود الى الاسئلة :


هل ساهمنا بشكل او بآخر فى هذه الازمة ؟


سوف ارد سريعا على السؤال قبل الخروج .. ولى عودة لباقى الاسئلة

نعم تسببت الدول العربية ومؤسساتها المالية ، وشركاتها الكبرى ذات السيولة العالية فى حدوث هذه الأزمة بأستثمار اموالها و ودائع عملاءها فى محافظ عالية المخاطر وبمبالغ كبير سعيا وراء الربح بلا مجهود .. لماذا لم نرى الى اليوم بنوك امريكية تستثمر فى اسواقنا العربية بنفس المبالغ ، وان حدث استثمارات فى الاسواق الناشئة او الواعده تكون بمبالغ محسوبة .. وهل مصارفنا العربية اداراتها من التسيب لتعتمد كليا على قرارات موظفيها فى سياسات توزيع الاموال وكيفية استثماراتها دون مناقشات من مجالس اداراتها ؟ هل المعلومات التى ترد فى الكتيبات الخاصة بالمحافظ واداءها معلومات مضللة .. هل تظهر مخاطر فجأة فى السوق العقارى مثل الاسهم مثلا ، والسوق العقارى معروف انه فى العادة من الاسواق المستقرة او الاقل مخاطرة واذا ما ظهرت مثل هذه المشاكل يجب ان يكون لها مؤشرات .. وهل استهان مستشاروا الاستثمار بهذه المؤشرات واعتبروها مؤقته للسمعه التى تتمتع بها المحافظ العقارية الامريكية تحديدا ؟

كما انها لم تثق فى قدرات بلادها ولم تسع لتنميتها وآثرت ان تستثمر اموالها خارجيا بدلا من داخليا علما بأن لاستثمارات المحلية مضمونه اكثر لمتابعة الاسواق عن قرب والمقدرة على السيطرة والتحكم فى اتخاذ التدابير اللازمة فى اوقات المخاطر .. لم تهتم ولم تفكر الدول العربية الغنية فى تنمية نفسها فعليا لانها تعودت على الكسل وتعود الموظفين معها على الكسل ايضا ، فبدلا من ان تبذل مجهود فى عمل دراسات جدوى لتطوير وتنمية احوالها آثرت ان تضع اموالها فى مكان سهل الحصول منه على عوائد دون القيام بأى مجهود .. تريد ان يولد المال مال آخر بلا انتاجية او عمل ..



اما من حيث دورنا المستقبلى وما يجب فعله اعتقد انه من الجميل ان نرى الحكومات والمسسات والمصارف العربية المالية التى لديها سيولة عالية تستحوذ على الموسسات الأمريكية الكبرى التى ااعلنت افلاسها او تستحوذ على اكبر حصص فى ملكيتها.. فيكون لنا وزن .. ونتحكم فيمن يتحكمون فينا

اما آن الاوان لنتحكم فى بعض الموسسات الكبرى فى امريكا التى ظلت تتحكم فى العالم سنوات ؟

يتبع ....

ايمان حمد
17/10/2008, 03:53 PM
ماهو دورنا في هذه الأزمة؟؟ وهل هو دورٌ مؤثر؟؟

اخى الكريم ابراهيم

اعتقد انه آن الاوان لنقدم النموذج الاسلامى المشرف فى التمويل وغيره من المعاملات المصرفية الموافقة للشريعة

دورنا هو نشر الأقتصاد الاسلامى وتبيين طرق التعاملات الخاصة بالتمويل فيه وادوات التمويل بصيغها المختلفة وانشاء مراكز تدريب وتطوير عالمية فى الدول التى بها مصارف اسلامية ولديها خبراء مصرفيين فى هذا الاطار وفروع لها فى الدول الغربية بدلا من استيراد الأنظمة الربوية من الدول الرأسمالية دعنا نقدم لهم ما لدينا ونعلمهم ، وندرب موظفيهم وندخل فى شراكات تعيد هيكلة وانظمة هذه المصارف الربوية

والله ارى ان دور المسلمين والدول التى تطبق الشريعة كبير وسيساهم فى التخلص من الفقر والانهيارات المالية المتكررة وسيعود على النفع للجميع .. هم لديهم الخبرة والنظام والتكنولوجيا و نحن لدينا العلم الشرعى ونماذج ناجحة كثيرة ، تلك النماذج التى جعلت من ماليزيا دولة مكتفية ذاتيا ورفعها من قائمة البلدان الفقيرة .. الكل يعمل والكل يملك ومن عنده فكرة يدعم وليس بينهم فقراء

واماكن اخرى لم تصيبها كارثة الرهون العقارية لانها التزمت بالمعاملات الاسلامية ومنها دول الخليج خاصة

عندما طبق الشرع ايام الخلافة لم يكن بين الناس فقراء وفاض بيت مال المسلمين ولم يوجد فقير ليأخذ الزكاه وكان عمر بن عبد العزيز يامر بشراء الغلال لاطعام الطير بعدما استكتفى اهل الارض والانعام والدواب والكل يذكر ويعرف .. لم يكن هناك شىء اسمه الربح اللامحدود والاستئثار بالمال لفئة دون فئة ..

توحيد النقد بين البلاد العربية وتوحيد كلمتها لفتح سوق عربية مشتركة تأخذ الريادة بدلا من وول ستريت

نعم عندنا دور مؤثر ومهم ويجب ان تعمل كل الدول العربية على تسويقه وتأخذ الريادة فى المبادرة عسى ان يرفع الله غضبه عن الارض .

يتبع ....