دكتور أحمد سلامة
11/10/2008, 12:48 PM
في ظل متغيرات الحياة وثوابتها نواجه اليوم تجارب عشوائية يعجز أمام حلها أحدث المعادلات الرياضية فعند الحديث عن طرق الحل نجد أن هناك حلولا وهمية تجعلنا أمام بحر متلاطم من المتغيرات المتناقضة تؤدي بنا في النهاية إلي فقد الانتماء بالوطن بل نفتقد التعامل مع الظروف الميحطة بطريقة ايجابية بل يمكن أنه ندمر كل ما هو ايجابي وعلي الاتجاه الآخر نجد أننا نربي أبنائنا وشبابنا علي المثل والفضيلة ويخرج إلي الشارع والمدرسة والجامعة ويفقد كل شيء لآن مجتمعنا ومؤسساتنا التعليمية منها ما قد يؤدي إلي الهدم لا البناء وهذه قنابل موقوتة لفقد الهوية والانتماء . فإذا نظرنا إلي واقعنا اليوم نجد متغيرات عشوائية تأخذ قيما متدنية في الأخلاق والتعاملات والتعليم وقد يكون هذا مسئوليتنا جميعا أفراد المجتمع حكاما ومحكومين علماء وتربويين ......لأننا فقدنا هوتنا اليوم فنحن اليوم علم بلا عمل أو عمل بلا علم .ونتيجة لذلك فقدنا الإحساس بالزمن وانزوينا خارج التاريخ وأصبحنا نعيش في دنيا السباع وفقدنا تواصلنا مع أسلافنا الذين عاشوا تجارب ناجحة و ملئو الدنيا بالاكتشافات والاختراعات. وإذا نظرنا إلي واقعنا اليوم نجد انكسارات كثيرة نحن أضلاع الزوايا فيها ونتحدث دائما عن الإصلاح كرد فعل معاكس ولكن لاشيء ( صفر) . فإلي أين هويتنا هل ننتظر إنجازات تسقط علينا من السماء وتحقق لنا كل شيء فلا تغير إلا إذا كان نابع من داخلنا ونؤمن به لأن كل منا اليوم أصبح يعيش علي هجمات مرتدة وربما ضربات جزاء أو ينتظر وقتا إضافيا ونوهم أنفسنا أننا وصلنا إلي حلول مثالية ولكن في الحقيقة ما هي إلا خالية من الإيمان بفكرة الحل ولا تخرج عن حيز الوراق الموضوعة في أدراج المكاتب وفي النهاية إذا سلمنا بأنه قدر ومكتوب فهذا استسلام أو ربما يكون إيمان والآن يكفينا أن ننظر نظرة واحدة إلي شبابنا لكي نجعل له هوية حقيقية تحميه من شتي أنواع الانحراف والتطرف هذه الهوية لا تخضع لضربة حظ بل تكون نابعة من داخل كل إنسان في المجتمع . فقد انتظرنا طويلا ونظرنا إلي مواقع أقدامنا وانتظرنا حلولا خارجية لاتسمن ولا تغني من جوع آن الأوان أن يكون لنا نظم ثابتة نابعة من أنفسنا تخدمنا في جميع المجالات وتواكب التطور العالمي الذي يحيط بنا من كل اتجاه ولكم من منا يحقق هذا الأمل المنشود؟ فالطاقة الإنسانية أقوي من النيران لأنها تخمد شهوتها وتستثمر طاقتها . وفي النهاية كلنا نشكو والحل وحيد لكل هذه المعادلات ( عبادة الله – إتقان العمل – حب الوطن ) وبهذا الحل يكون أمامنا تصور شامل لحلول ايجابية قابلة للتنفيذ تؤدي إلي البناء .