المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دور الإعلام العربي في مواجهة الإعلام الغربي



أمل عبدالحميد علي
13/10/2008, 12:37 PM
دور الإعلام العربي في مواجهة الإعلام الغربي

يعد الإعلام اليوم علماً له قواعده وأصوله ، والممارسة العملية لم تعد كافية للتقدم في المسيرة الإعلامية من صحافة مكتوبة ومرئية ومسموعة وسينما وإعلان ودعاية ...أن معظم دول العالم قد إنشاءات معاهداً ومراكز جامعية للتخصص في دراسة علوم الإعلام وفنونه .
وإذا قرءنا في تاريخ الإعلام وتطور وسائله وأساليبه سنفهم لما وصف هذا العصر بعصر المعلومات والمعلوماتية ويمكننا القول أن الأقوياء هم الذين يمتلكون الإعلام ويسيطرون على قنوات الاتصال التي ينتقل الإعلام من خلالها إلى الجماهير الواسعة وتتأثر به ويؤثر بها.
ومن أهم العلوم الإعلامية فن التأثير على الرأي العام الذي يقوم على دراسة التأثير المباشر والغير مباشر للدعاية السياسية أو الإعلانية أو الإعلامية على الفرد وكيف يتفاعل معها ويتأثر ويؤثر عليها .
فالإعلام بجميع فنونه ووسائله الاتصالية فعالية يتأثر بها الجماهير فيعبئ الرأي العام ، وخصوصاً الدعاية السياسية ، أن يقرب البعيد ويبعد الدولة الصديقة ويحدث انقلاب في قارة أخرى.
وقد حرصت الحركة الصهيونية التي وجدت منذ منتصف القرن التاسع عشر السيطرة على الإعلام الدولي الأوروبي والأمريكي لكي تبث دعوتها الصهيونية وتهيئ الرأي العام ليتأقلم مع أهدافها المستقبلية ويتعاطف معها عندما تحتل أرض فلسطين معتبرة أن هذه الأرض هي "أرض الميعاد" المذكورة في التلمود وفي العهد القديم وهي حق مكتسب لها .
وفي هذا المجال لم تتوقف الصهيونية عند احتلال الأراضي العربية بل سعت بكافة وسائلها الإعلامية الداخلية والدولية إلى بث دعوة الكراهية ضد العرب والمسلمين وبدأت الحملة التشويهية لصورة العرب وذلك منذ وجود الانتداب الإنكليزي ، الذي كان لها الحليف المناصر . وبعد الحرب العالمية الثانية وانهيار الحركة النازية المعادية لليهود والحركة الفاشية وظهور الرأسمالية والشيوعية ، عملت الصهيونية على تثبيت أقدامها في الشرق الأوسط باحتلالها فلسطين وبمساعدة المحتل الإنكليزي سنة 1948.
استراتيجية الإعلام العربي
إن التحديات التي تواجهها المجتمعات العربية راهنا، وهي تخطو خطواتها وبدرجات متفاوتة في مسيرتها التحديثية، تستدعي تفعيل دور الأعلام العربي لينهض بدوره التثقيفي والتنويري ويُسْنِدَ عمليات الإصلاح التي لا معنى لها بدون سند ثقافي وفكري جادّ ورصين.
ولقد اهتمت مراكز الدراسات السياسية والاستراتيجية بوضع عناصر لاستراتيجية عربية لتفعيل دور الأعلام من أجل بناء واقع عربي جديد.
أن وضع مثل هذه الاستراتيجية يتطلب دراسة التغيّرات الكبرى التي حدثت في بنية المجتمع العالمي من ناحية، ودراسة الواقع الراهن للمجتمع العربي من ناحية ثانية.
ومن ابرز التغيّرات التي حدثت في بنية المجتمع العالمي من وجهة النظر الحضارية هي عملية الانتقال من نموذج المجتمع الصناعي إلى نموذج مجتمع المعلومات العالمي، الذي ينتقل ببطء، وان كان بثبات، إلى مجتمع المعرفة والذي في إطاره تتشكل أنْساقٌ فكرية وثقافية وقيمية جديدة لن يكون العربي بمنأى عنها وعن تأثيراتها.
وهنالك جملة عناصر للاستراتيجية الإعلامية العربية المقترحة والمتمثلة أوّلا في رسم خرائط معرفية للاتجاهات الإيديولوجية في الوطن العربي. ولعلّ أهمية هذه الخرائط، إنها ستساعد على معرفة الواقع العربي الذي نريد تغييره، وكذلك من شأن هذه الخرائط أن تقضي على التعميمات الجارفة عن العرب والمسلمين التي تصوغها الدوائر الغربية السياسية والثقافية والإعلامية.
إما العنصر الثاني فيتركز علي الاستراتيجية العربية لتفعيل دور الإعلام من خلال تبنّي موقف رشيد من ثلاثية الماضي والحاضر والمستقبل ثم حصر مشكلات التواصل الثقافي مع الغرب، ومن ضمن هذه المشكلات العلاقة بين الإسلام والغرب، ومشكلة الإرهاب، وقضية الهجرة إلى أوروبا وقضية اندماج المهاجرين في المجتمعات الأوروبية، ثم التمييز بين المقاومة المشروعة للاحتلال الأجنبي والإرهاب وتنامي العنصرية الجديدة في أوروبا.
دور الأعلام العربي في دعم قضية فلسطين:
تحددت وظيفة الأعلام العربي بشأن تطورات القضية الفلسطينية من خلال بيان الاقصي الذي أصدره مجلس وزراء الأعلام العرب في اجتماعه الطاريء في 25/11/2000م في القاهرة والذي تضمن وضع استراتيجية عربية إعلامية لمواجهة الدعاية الصهيونية خاصة في عدد من الدول الغربية وأمريكا.
وقد تمخض عن الاجتماع توصية بدعم قناة فلسطين الفضائية ودعوة وسائل الأعلام والقنوات الفضائية العربية لإنتاج برامج باللغات الأجنبية لدعم قضية الشعب العربي الفلسطيني.
ومنذ انطلاقة انتفاضة الاقصي كان للأعلام العربي دور مهم وأساسي في تغطية أحداث الانتفاضة وقد ابتعدت التغطية عن الأسلوب التقليدي في تغطية الأحداث حيث تميزت بحرية تامة في نقل الرسائل الإعلامية والأحداث بصورة عامة. وقد قامت وسائل الأعلام العربية المرئية والمسموعة والمقروءة بكشف كل الممارسات العدوانية التي تقوم بها القوات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني.
إن نقل الأحداث التي تتم بواسطة الفضائيات العربية قد أدي إلى تغير كبير في نقل الواقع الحقيقي للمشاهد العربي فيما يتعلق بفلسطين والعراق.
وقد اجمع المختصين الإعلاميين علي الدور الكبير الذي لعبه الإعلام العربي في قضية فلسطين خاصة الفضائيات العربية التي قامت بتغيطة شاملة للهجمة الإسرائيلية علي الشعب الفلسطيني حيث أوصلت صوت فلسطين وصورتها من خلال المشاهد المتلفزة لجيش الاحتلال وهو يسحق الأطفال والنساء إلى كل فرد من الأمة العربية من المحيط إلى الخليج مما أدي إلى خروج أبناء الأمة بمئات الآلاف في مظاهرات ضد الاحتلال الاسرائيل.
ولأول مرة في تاريخ الأعلام العربي تحولت الفضائيات العربية التي تفوق الخمسين قناة إلى مرجعية للأعلام العالمي بعد ما كان يحدث العكس وذلك بفضل النقل المباشر والمتواصل والدقيق لأحداث الانتفاضة الفلسطينية ولامتلاكها كوادر إعلامية قوية مما زاد من مصداقيتها.
وبصفة خاصة فقد لعبت الفضائيات العربية وشبكات الانترنت دور كبير في التأثير علي الرأي العام العربي عن طريق نقلها وبشكل حي ومتواصل أعمال القمع التي تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة وساعدت المشاهدات المبثوثة علي شاشات التلفزيون والانترنت علي تصعيد المظاهرات الضخمة علي امتداد العالم العربي.
الإعلام الصهيوني وتأثيره علي العقل الغربي
لا شك إن تأثير الإعلام الصهيوني كبير علي العقل الغربي وهناك التقاء في المصالح بين الجانبين والمصلحة الكبرى لهم في ما يبدو تتمثل في تركيع العالم العربي والسيطرة علي موارده واستنزافها لصالح دول الغرب خاصة أنها لن تشعر بأن مصالحها مع العالم العربي لم تتأثر في كثير أو قليل نتيجة مواقفها المنحازة وتأييدها المطلق لإسرائيل وسياستها واعتداءاتها الوحشية علي الشعب الفلسطيني.
ويحاول الأعلام الصهيوني طمس تأثير الإعلام العربي من خلال نقله لحقيقة ما يجري في الأراضي المحتلة بلغة يفهمها المواطن الغربي، لذلك فلا بد إن يتحرك الإعلام العربي سالكا كل السبل المتاحة لتعزيز قدراته في توصيل الرسالة الإعلامية للرأي العالمي والتأثير فيه.
حملة الإعلام الغربي على العرب والمسلمين
منذ اختراع التلفزيون والسينما وتطور الوسائل البصرية ، بدأ يتبلور نوع من الصراع بين ثقافتين متباينتين : ثقافة الكلمة وثقافة الصورة ، إلا أن وقع الصورة أقوى من وقع الكلمات رغم أن وسائل الإعلام والتواصل الحديثة تحاول الجمع بين الثقافتين أو تطعيم ثقافة الصورة بلقاحات من ثقافة الكلمة . فالصورة هي الغاية والمنتهى ، وهي البديل عن العالم أو قائم قام العالم العيني ، بل أن الصورة توهمنا أنها هي الواقع العيني ذاته .
لقد كانت الكلمات أداة تعبئة وحفز ، ولكن التلفزيون اليوم هو المحرض الأكبر إما على الثورة (مثال رومانيا) أو على الاستهلاك والمتعة ، أو الأداة الكبرى للتخدير السياسي في كل بقاع العالم .
فوسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية تتزاوج فيها الكلمة والصورة إعطاء صورة معينة عن حالة ما تنطبع في ذهن الآخر . فنحن نعيش اليوم ثورة في التكنولوجية المعلوماتية وبوسائل الاتصال والتواصل مما يدفع بالدول المتقدمة الغربية باستغلال هذه الثورة المعلوماتية لشن الحروب المعرفية على دول العالم الثالث الغنية بالثروات الطبيعية وخاصةً الدول العربية والإسلامية وتحاول أن تكون أمام الرأي العام الخارجي صور نمطية عن العرب والمسلمين تكون في معظم أوقاتها مغالطة للواقع.
ومن أهم الأساليب التي اتبعها الإعلام الغربي عامة والأمير كي خاصة ً ، وذلك لكسب الرأي العام ، كان أسلوب التضليل الإعلامي ومن الأمثلة الكثيرة مثال حجب الأسباب الحقيقية لحرب الخليج عن الرأي العام . ومن الأساليب التضليلية التي أتبعتها الإدارة الأمير كية لتبرير نقل ما يقارب النصف مليون جندي على بعد عشرات آلاف الكيلومترات من دولهم ، قامت الوسائل الإعلامية بتسوية صورة الرئيس صدام حسين وإثارة المخاوف من ازدياد قوته ومن ثم دغدغة عواطف الأمير كيين بالأمور التي يعتز بها ويحافظ عليها ، ويعمل لأجلها كل أمير كيي وهي الحرية والعدالة والنظام العالمي . ولقد نجحت وسائل الإعلام الأمير كية بتعبئة الرأي العام ضد نظام الرئيس العراقي الذي وصفته بهتلر الغرب ، الشيطان الصغير والمخرب الأعظم .
وكان من الواضح أن الإدارة الأمير كية وبواسطة إعلامها المكثف أظهرت أن الأسباب الرئيسية للحرب هي الانتصار للحرية والديمقراطية والتخلص من القيادة النازية أو ما شابه ذلك ، والتي يمكن أن تدمر العالم لو تعاظمت قوتها .
يعتقدون الأمريكيون أن الفرد الأمريكي هو الأقوى على الإطراق وأقدرهم على مواجهة الصعوبات والتغلب عليها . وذلك نتيجة الصورة التي خلفتها الوسائل الإعلامية في ذهن
الأمير كي من خلال سيل من البرامج وهي :" الرجل المتفوق" " المرأة لمتفوقة " وغيرهم … وفي هذه الأفلام يقوم الأمريكي في مواجهة أعنف المعارك ودائماً يخرج منتصراً بأقل قدر ممكن من الخسائر ومن الأساليب التي اتبعها الإعلام الغربي لكسب الرأي العام، وتبعه في ذلك قسم من الإعلام العربي ، إخفاء بعض الحقائق والتركيز على وجه واحد للقضية بدل مناقشة وجهتي النظر المتعلقتان بها.
وهكذا تبدو الصورة الشائعة عن العربي في الصحافة الغربية ضمن دراسة نشرها "مركز دراسات الوحدة العربية" بعنوان :" صورة العرب في الصحافة البريطانية". صورة تصف العربي على أنه مخلوق يتصف "بالأنانية" و "لا يعول عليه" . وصورة العربي في التلفزيون والسينما لا تقل عن صورته في الصحافة بشاعة إذ يبدو متعطشا إلى الانتقام ، قاسياً ، منحطاً ، مهووسا ، يبتز الأمم المتحضرة بواسطة النفط
ونجد سعياً متزايداً ومتصاعداً إلى ترسيخ صورة "العربي البشع" في العقل الجماعي والثقافي الشعبية في البلدان الغربية . وهذه لا تطال المواطنين العرب في الدول التي صادقت الإتحاد السوفيتي السابق ، بل انه تطال الجميع بدون استثناء ، سواء كانوا رعايا دول مناهضة للغرب أو حليفة وصديقة له ولقد ظهرت هذه الحقيقة في أعقاب حادث تفجير مركز التجارة العالمي ، إذ خلقت التعليقات في الإعلام الأمير كي بعبارات وتأويلات تحرض على العرب وعلى المسلمين وتؤجج المخاوف من " الإرهاب العربي " ومن " الخطر الإسلامي ".
وتلقى القضايا المتعلقة بالإسلام والمسلمين اهتماما واسعاً على صفحات المجلات والصحف الأمير كية ، كما تستأثر بالاهتمام في قاعات الكونغرس حيث يثار الجدل حول تلك القضية ويصعب على القادة السياسيين أن يميزوا المصلحة الوطنية على المصلحة الفئوية .
أساليب الإعلام الإسرائيلي في تشويه صورة العرب أمام الرأي العام العالمي
أدرك الصهاينة قوة الإعلام وتأثيره على الرأي العام والدعاية السياسية مما دفع بالمنظمات الصهيونية إلى امتلاك أهم وأكبر المؤسسات الإعلامية في العالم ، وحصرت ملكية هذه الوسائل، سواء في داخل إسرائيل أو خارجها بمؤسسات وتنظيمات تلتزم تنفيذ سياستها على تحقيق مآربها . ولكسب المزيد من الرأي العام العالمي لتأييد إسرائيل من جهة وكره العرب من جهة أخرى ، عمد مؤيدو إسرائيل في العالم إلى الاحتفالات الإعلامية العلنية في المناسبات والأعياد الإسرائيلية لتكون فرصة لهم لبث الدعاية السياسية لتحسين صورة إسرائيل والتجريح بالعرب وتشويه صورتهم وتاريخهم وحضارتهم واتهامهم بالهمجية . ويستغل الصهاينة في ذلك فرصة غياب السياسة الإعلامية العربية المركزة التي من شأنها ، إن وجدت . منافسة الإعلام الإسرائيلي في كسب الرأي العام العالمي.
وعملاً بالإستراتيجية المعروفة لكسب الرأي ، وهي إثارة المخاوف لدى المتلقي من أمور مكروه قد يحصل له ، أقر صحفيون إسرائيليون أن الإعلام الصهيوني الموجه إلى داخل إسرائيل كان يعتمد إلى إيهام الذهن اليهودي بعقدة الخوف من العرب والتفوق التقني والكمي عليهم . ويصرح أولئك الصحفيون بأنه :" قد تم تحويل عقدة الخوف من العرب إلى أسطورة عملت وسائل الإعلام على غرسها في ذهن كل يهودي من أجل تنمية الشعور بالحقد والكراهية ضد كل عربي . ويصور الإعلام الإسرائيلي العرب همجاً متعطشين للدماء ، لا يفهموا إلا لغة القوة ، ومع ذلك تتمكن إسرائيل الدولة الصغيرة من هزيمتهم في كل حرب يبدءونها أو تضطر هي إليها للدفاع عن أمنها بفضل تميزها وتفوق جنودها"
وهناك حملات إعلامية منظمة موجهة إلى الرأي العام العربي لكسبه في سبيل تحقيق الأهداف الإسرائيلية ، فضلاً عن الإعلام الإسرائيلي الموجه إلى داخل إسرائيل لكسب الرأي العام . وتعمد هذه الحملات إلى إضعاف الروابط الثقافية والحضارية بين العرب وإلى الاقتناع بأن الحرب مع إسرائيل غير مجدية ، فالعرب هم الخاسرون أولاً وأخيراً والسلام مع إسرائيل لا يكون إلا بالتسليم لها.
وفي هذا الصدد ، يصرح صحفيون إسرائيليون أن الإعلام الموجه إلى العرب يحاول أن يصل بهؤلاء إلى الاقتناع بعدم الجدوى الخيار العسكري مع إسرائيل لتحقيق هدف نهائي يتمثل في المضي بالعرب إلى قمة اليأس من إمكانية التخلص من الأوضاع التي يفرضها عليهم التفوق الإسرائيلي ، ومن ثم تحطيم أي أمل في إمكانية تغير الواقع ، أو حتى التفكير في تحسين الظروف الموضوعية والاجتماعية والاقتصادية والصحية السوء التي يعانون منها .
وسائل الإعلام هي السلاح الأخطر
لقد برز اهتمام العالم الغربي بالإعلام ووعيها المبكر لدوره الخطر في أواسط الستينيات من خلال فليم (قافلة الأبطال) الذي يتحدث عن الاهتمام بالإعلام، حيث كان بطل الفيلم صحفياً يؤسس صحيفة حرة في مدينة تؤسس حديثاً في الغرب المتشكل حديثاً هو الآخر، ويحاول مدير إدارة المدينة المؤلفة من صاحب المصرف وصاحب شركة النفط ومدير الشرطة (الشريف) وعمدة المدينة، شراء الصحافي وضمه إلى جانبهم ولكنه يرفض فيعرضون عليه مبلغاً كبيراً لقاء شراء الصحيفة، ولكنه يرفض مرة أخرى حتى مات قتيلاً في حرب تحررية في إحدى دول أمريكا الجنوبية، فيتم لهم ما يريدون عبر شراء الصحيفة من زوجته.
كيف يواجه العرب الإعلام الغربي
هل صحيح أن كل ما يقوله الإعلام الغربي عن العرب تطاول وافتراء، وانه من افرازات «صدام الحضارات» الذي يجاهر به ويدعو إليه ساسة الغرب ومفكروه، وان الحملات الإعلامية المتعاقبة التي لا يكاد ينجو منها بلد عربي ليست إلا وجها من وجوه حرب الإساءة والتشويه التي اعتمدتها إسرائيل سلاحا ماضيا في صراعها معنا منذ خمسين عاما. وهل نحن حقا مظلومون في ما يقال عنا وفينا، وكيف السبيل لدرء هذا الأذى ودفع هذه الشرور
كثيرا ما تتحول هذه التساؤلات لحوارات ساخنة في مجالس النخبة العربية لتختلف حولها الآراء إلى حد الانفعال دون أن ينتهي بها الحوار لقنا عات تبنى عليها مواقف من التصدي العقلاني الجاد للتعامل مع هذه الظواهر المثيرة للغضب.
هناك من يرى أن في الإعلام الغربي، حقا، بعض التحامل علينا، لكنه إعلام لا يختلق الأباطيل. فنحن الذين نغضب لكشف عوراتنا، فنكابر في ما نحن عليه من سوء حين تقتحم الصحافة الغربية ما هو مستور لدينا، بعيدا عن قيود الرقابة والتوجيه، بعيدا عن الملاحقة وقطع الأرزاق التي قد تطال الصحفي العربي عندما يتجاوز الحدود.. ولأن العرب قد اعتادوا على إعلام رسمي يرضي الحاكم وقد لا يرضي المحكوم فإن الصراحة وكشف الحال التي يعالج بها الإعلام الغربي شؤوننا الداخلية تثير في الأوساط الرسمية العربية من ردود الفعل ما قد يضر ولا يفيد ويستهوي في الوقت نفسه أوساط العامة والمثقفين.
وهناك من يرى في الإعلام الغربي طرفا كارها مسكونا بحقده علينا، يغمض عينيه عن كل ما هو ايجابي لدينا يلاحق الصغيرة في حياتنا ليضخمها ويبالغ في تضخيمها ليحيلها لجبل من الأمور الشائنة المعيبة أمعانا في كرهه وتحامله علينا. لا يعنى بالاستقصاء الموضوعي المحايد، يفتقر إلى التحليل، ويكتفي بالنظرة السطحية للأمور لا سيما في ما يتصل بالجانب الاجتماعي من حياتنا فتأتي كتاباته عملا مشوها مبتورا يدفع به إلى معارف قارئيه ليلحق بنا الأذى من حيث يريد أو لا يريد. وان الإعلام الغربي في مواقفه السياسية هو في الكثير من حالاته ترديد لما يسعى إليه أعداء الإسلام وأعداء العرب من الإساءة إلينا.
لا يمكن الاسترسال في عرض دفوع الجانبين تبريرا لرؤيتهم لهذه القضية الهامة، إلا أن الثابت هو أننا أمام قضية لا يمكن أن ندير رؤوسنا عنها. الإعلام الغربي حقيقة ضخمة، كبيرة في حياتنا السياسية والثقافية ولن تنفع محاولات التقليل من شأنه وقدرته على الإساءة إلينا.. انه قوة هائلة لا قبل لنا بها، عريقة في النشوء، مذهلة في التطور، كاسحة في التأثير تغطي القارات الخمس بلا منازع لتزرع في أذهان الشعوب ما تشاء من الصور، وتدفع بهم إلى ما تشاء من المواقف، لا تبالي في ما تتناوله من أحداث العالم بالعرض والتحليل إلا ما تراه ـ خطأ أم صوابا ـ معبرا عن قناعتها.
وإذا كان الإعلام الغربي قبل خمسين عاما ضئيل الفاعلية في تأثيره علينا وعلى قضايانا فإن ثورة الاتصالات قد جعلت منه اليوم وسيلة تفوق بقدرتها على الزعزعة والإضرار بقدرة الجيوش.
لم يكن للصحافة قبل عدة عقود تأثير يتجاوز حدود المحيط الذي تصدر فيه. فما كانت تنشره جريدة صادرة في باريس أو نيويورك يظل محصورا في قرائها التقليديين، وجاءت أعجوبة الأقمار الصناعية والطباعة عبر الفضاء وشيوع الانترنت لتزيل ما كان قائما من حواجز وعقبات. وأصبح المقال الذي يحمل الأذى والبهتان جاهزا لمن يسعى إليه خلال ساعات من صدوره..! وإلى جانب هذا الإحساس بالانبهار يأخذني شعور آخر مزيج من العجز والإحباط وأنا استعرض قصور الأعلام العربي في مواجهة هذا الجبروت.. فشعوب العالم، في معظم الأحوال، لا تعرف عنا وعن قضايانا إلا من خلال ما تتلقاه من الإعلام الغربي. والعرب لا يملكون من الصحافة والفضائيات إلا ما كان عربيا يتدافع نحوه المعلقون العرب كأن العالم يرصد أقوالهم ليقف على الحقيقة من قضايانا..! والحال هو أن وسائل إعلامنا على ضعف حالها، وانغلاقها على نفسها، وعجزها عن الانطلاق عالميا قد أصبح بعضها مجالا للمزايدات وحرب المواقف والتضليل، لا تجرؤ على مكاشفة المواطن العربي بالحقائق وهي التي جعلت منه رهينة لمبالغاتها منذ إبطال صوت العرب قبل أربعين عاما حتى إبطال بعض الفضائيات في يومنا هذا.
ما العمل إذن كي يواجه العرب الإعلام الغربي مواجهة عقلانية تمنح دفوعهم مصداقية القبول، بعيدا عن انفعالات الكبرياء. اعتقد إن سبيلنا إلى ذلك أمران: تحصين الجبهة الداخلية من خلال استكمال النقص والإصلاح، والحوار المتواصل الهادئ مع الإعلام الغربي على اختلاف مشاربه.
ولعل اقرب مثل يتناول الحالة التي نشكو منها ما تتعرض له المملكة العربية السعودية من ضغوط إعلامية غربية منذ أحداث سبتمبر التي جعلت من المملكة الهدف الذي تنهال عليه السهام والرماح. وما تزال الحملة ضارية محمومة لا تريد أن تفهم ولا تريد أن تعي. ولا بد من الاعتراف بأن ما ارتكزت عليه الحملة الإعلامية منذ أحداث سبتمبر أكثر ضررا وأبلغ مدى من أية حملات إعلامية سابقة. ومن الحكمة ألا نستهين بأثر هذه الحملات. فالرأي العام العالمي تحدد مساراته ومواقفه من الدول والشعوب وسائل الإعلام شئنا أم أبينا. وقد رأينا كيف تعمد الدول الكبرى إلى الاستعانة بالإعلام وهي تعد لعمل سياسي ضخم من أجل تهيئة الرأي العام الداخلي والخارجي لقبول ذلك العمل وتأييده كما حصل في أفغانستان والعراق. ولن يفيدنا في شيء أن ندفع بالقول بأنها حملات مغرضة ـ حتى وان كانت فعلا مغرضة ـ بل علينا أن نرصد باهتمام مواقف وسائل الإعلام ونفتح معها حوارا صبورا طويل النفس هادئا نبدأه بالخصوم قبل الأصدقاء ونتيح لها مداخل الإطلاع على ما تريد حتى لا يدفع بها انغلاقنا على النفس لتصورات واهمة واجتهادات خاطئة أو شائعات يروج لها المرجفون.. ولقد انتهت بي أربعون عاما من العمل الإعلامي والدبلوماسي لقناعة كونتها تجارب السنين بأن الحوار ينفع ولا يضر وان مكاسبه أكثر من احباطاته وان الإنسان لا يولد كارها لإنسان آخر وان مواقف الإنسان، أي إنسان، من الأحداث والناس تحددها مصادر المعرفة التي يتلقاها، لا سيما من إعلام قوي النفوذ، طويل الذراع، دائم التواجد، سريع التأثير، كالإعلام الغربي في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية. ولن يحقق الحوار مقاصده إلا إذا احترمنا ذكاء الآخرين واعترفنا بقدرتهم على فهم الحقائق في عالم زالت فيه إمكانيات التواري ..
الأعلام العربي: تقنية حديثة وحرية أقل
قال مشاركون في مؤتمر "الإعلام العربي في عصر المعلومات" أن وسائل الإعلام العربية تشكو ضعفا في الضوابط المهنية وتسقط أحيانا في إشاعة "وهم" الديمقراطية.وارجع مدير عام قناة "الجزيرة" القطرية وضاح خنفر ضعف الضوابط المهنية إلى حداثة الإعلام العربي والتلفزيوني بصورة خاصة، موضحا أن الإعلام العربي "لا يزال غضا في كثير من الأحيان ونجد أن الإعلام التلفزيوني اقل فقرا من الإعلام المكتوب في الضوابط والمصداقية".وعزا الأمر إلى "السرعة التي يتميز بها الإعلام التلفزيوني في ملاحقة الأحداث وربما يدفعه ذلك في الكثير من الأحيان إلى الطرح السطحي وعدم الموضوعية".غير انه نبه إلى أن توجيه النقد للإعلام العربي "لا يعني أن نترك للحكومات القيام بوضع تقاليد وضوابط لوسائل الإعلام بل يجب أن تنبع هذه الضوابط من داخل التجربة الإعلامية ذاتها".وأكد خنفر انه "لو ترك للإعلامي الحرية لاستطاع أن يضع الضوابط اللازمة ليمارس العمل باحتراف".من جانبه اعتبر عبد الرحمن الراشد مدير قناة "العربية" التي تتخذ من دبي مقرا أن "المؤسسات الإعلامية تواجه مشكلات كثيرة مما يستلزم تأهيل العاملين في قطاع الإعلام" داعيا إلى "أن تكون هناك مواثيق شرف للمهنة وعلى المجتمع أن يضع حدودا ترسم مبتدأ حرية الإعلام ومنتهاها".أما محمد السيد سعيد نائب مدير عام مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية فقد لحظ مشكلة أخرى يعاني منها الإعلام العربي تتمثل في استخدامه كبديل عن الديمقراطية الغائبة في الدول العربية.وقال السيد "غالبا ما يستخدم هامش حرية التعبير المسموح به من جانب السلطات العامة كبديل عن الديمقراطية" وفي إطار تطبيق الدول العربية "نموذج التعددية المقيدة الذي لا يسمح بتداول السلطة ولكنه يتيح هامشا من حرية التعبير".وأوضح انه "لا يمكن فهم التطورات الجديدة في الإعلام العربي من خلال مفهوم ديمقراطي وإنما من خلال تصدعات محكومة أو غير محكومة في بنية الدولة التسلطية العربية الشمولية (..) وهو جزء من قدرة هذه الدولة على التلاعب بالمعطيات والظروف الجديدة في المستوى الإقليمي والدولي".ولاحظ السيد انه في بعض المناطق العربية وخاصة في الخليج ظهرت مجموعة من المعطيات "خارجة كليا عن فضاء الحرية" ونابعة عن "انتعاش المنافسات بين اسر سياسية وتجارية ورؤوس أموال سياسية تستثمر في الأعلام".وأوضح أن ذلك "يوحي بنوع من التعددية والحراك" الذي يمكن أن "يوجد وهما بديلا عن الديمقراطية والعمل السياسي".غير ان جهاد الخازن الكاتب الصحافي في جريدة "الحياة" لاحظ إن "النظام الذي يسعى للترويج لأي كلام من خلال وسيلة دعائية سيكلفه الأمر غاليا ولن تتمكن في النهاية هذه الوسيلة من الصمود.. فالبقاء دائما للأصلح".وأشار إلى إن "من يملأ التلفزيون بالاستقبال والتوديع ويجعل منه بوق دعاية لن يجد في النهاية من يشاهده ويتابعه".وأعرب من جهة أخري عن اعتقاده انه "لا يوجد سوق كاف لكل هذا الكم الهائل من المحطات الفضائية والصحف التي تنشأ يوميا" في الفضاء الإعلامي العربي.
أساليب الدعاية الإعلامية السلبية
يُقدر بعض المراقبون أن لوسائل الإعلام من التأثير على الرأي العام ما يفوق استراتيجيات توقيت اندلاع الحروب فلهذه الوسائل المذكورة من الآراء ما تصل إلى مستوى غسل الأدمغة نظراً لما تملكه من عناد تبثه عبر قنوات إعلامية شهيرة مرئياً ومسموعاً ومقرئا. وعقل الإنسان العادي المتوسط الثقافة لا يكاد يمر يوم أو أكثر قليلاً إلا ويلتقط العديد من الأخبار والتحاليل اللتان تجعلاه في حالة استيعاب ضبابي للأمور.
وأساتذة الإعلام السلبي أصبح لهم من الخبرة في نشر الأضاليل والأكاذيب على مسند (أكذب وأكذب ثم أكذب) حتى يصدقك الناس وهكذا فالعقل البشري الذي أضحى مستهدف ليتم حرفه عن جادة الحقائق ومعرفة خلفياتها يعيش اليوم ببذل قليل من الجهد الفكري لتمحيص ما يجري في العالم من مآسي وتدخلا في الشؤون الإنسانية إذا أن ما يتم تزويده به من معلومات مغايرة للوقائع وما تمثله من طرح وجهات نظر هي في الأساس لا تتعدى أكثر من فلسفات لتبرير ما يخفى من أمور.
ومع أن الحال الإعلامي يبدو الآن أكثر نسبة للتصديق بسبب انتشار الإعلاميات المباشرة المعززة بالصوت والصورة في الجانب المرئي الذي تكفل إيصاله الفضائيات للرأي العام (أول بأول) إلا أن دبلوماسيات الإعلام تكشف بعد خبايا بث السموم الإعلامية ضد (الإسلام الحقيقي) و(الوطنية الحقيقة) مثالا بهذا الصدد.
والإعلام المعاصر بما فيه من معتمدات على تكذيب وأحياناً مساءلة من يحاول أن يعمل لصالح خلق إعلام دولي أو إقليمي أو حتى محلي يتصف بـ(الحياد) فإن الماضي الإعلام القريب يوضح كيف أن (جوبلز) الداعية لنشر الإعلام المساند للنازية في زمن (أدولف هتلر) إبان فترة اندلاع الحرب الدولية الثانية (1939 – 1945) لم تفده أساليبه التي فضحت بمجرد إعلان هزيمة النازية الألمانية إلا أن ما يمكن التذكير به أن مثال (جوبلز) قد قدم وأفرخ العديد من الشخوص الإعلاميين الذين كانوا (فرسان باطل) لحكومات مجرمة بحيث كانوا هؤلاء ومازال عدد غير قليل منهم يحملون (طبول الدعاية) لصالح حكام مجرمون وفرق سياسية إرهابية خائنة لشعوبهم وأوطانهم بيد أن هؤلاء الحكام وفرقتهم السياسية المشبوهة يحاربون معارضيهم السلميين بأسلوب الادعاء لـمقتضيات المصلحة العامة.
الإعلام وسوء الاستخدام
على الرغم من اعتبار هذه الفترة فترة ما بعد عصر الإعلام وذلك من خلال الطموحات المستقبلية التي لا تحدها شيء والتفكير للقرون الآتية وما يرافقه من تطور مدهش وسريع في تقنيات التكنولوجيا والإعلام وحداثة وسائله فالتسميات المسبقة يلزمها قراءات مسبقة ومنسقة وتامة ومع كل هذا يبقى الإعلام كالبوتقة التي تنصهر فيها الآراء والأفكار المختلفة من الجمهور المتأثر به والمؤثر فيه.
والإعلام ليس مجرد عملية إخبار ونشر معلومات ولكنه يشمل الدعاية والإعلان سواء في المجال التجاري التسويقي أو في المجال الفكري الأيدلوجي أو فيما يتعلق بالسلوكيات ومضامينها الأخلاقية، وتحقيق الأهداف المختلفة للمجتمع في المجال المعرفي والاجتماعي والثقافي والتوعية والتوجيه والترفيه والتسلية والتثقيف، فيوشك الإعلام أن يكون قناة الاتصال الأول تأثيراً على المجتمع والأسرة والفرد، بل إن مؤسسات التربية والتعليم تواجه تحديداً كبيراً من قبل وسائل الإعلام المختلفة، فالطفل الذي يقضي ساعات معدودة في المدرسة يقضي مثل هذه الساعات أو أكثر راغباً منصتاً متفاعلاً أمام شاشات التلفاز وما شابهها.
إننا لا يمكننا أن نتجاهل تأثير الإعلام في عصر القنوات الفضائية والاتصالات اللاسلكية عندما نفكر في بناء أفراد المجتمع، فكيف إذا كانت الشريحة المقصودة هي أكثر شرائح المجتمع تفاعلاً وتأثراً بالإعلام ومنتجاته، فالتربية والإعلام بينهما أرضية مشتركة وصلات قوية فالعملية الإعلامية هي في معظم جوانبها عملية تربوية تستهدف بناء الإنسان في إطار من القيم والأهداف.
على كل الخطير في الأمر أن وسائل الإعلام قادرة على تغيير اتجاهات الأفراد ومواقفهم على شكل إقناع تام أو وسط أو ضعيف أو أنها تعمل كوسيط للتغيير.
وهناك بعض الأخصائيين في الإعلام على أن الرسالة الإعلامية التي تبثها وسيلة الإعلام تؤثر في المتلقي تأثيراً مباشراً كما لو أنه حقن بإبرة – وذلك في حالات تخضع لنفسية الفرد لحظة التلقي.
ولتحقيق هذا التأثير تتبع مصادر البث التلفزيوني استراتيجيات نفسية متنوعة يتركز معظمها فيما يلي:
1- الإحلال البديل الفكري محل الثوابت أو الفكرة الأصلية يتبع المرسل التسلسل السيكولوجي التالي: احترام
الثوابت والقيم – زعزعة اتجاهات الفرد – عدم اتزان نفسي – تقديم البديل الفكري حيث تتجنب الرسالة الإعلامية التصادم مع الأهداف القائمة لتضمن ثقة الفرد بالمصدر لاحترامه لمعتقداته مع البث التدريجي لمضامين خفية من أجل زعزعة أفكار وقيم الفرد دون التعرض لها مباشرة فتجعله في حالة حيرة وتشويش وعدم اتزان نفسي ثم تعرض البديل وهو فكرة محددة أو أيدلوجية شاملة.
2- تكرار الفكرة البديلة واستمرارية تعرض المتلقي لها حتى يقتنع بها على اعتبار أن هذه الفكرة مهمة جداً لدرجة أنها حاضرة في وسائل الإعلام.
3- التقليل من عرض الرسائل الإعلامية التي تعزز القيم والأفكار المعارضة لسياسة المصدر الإعلامي وأحياناً حجبها نهائياً رغم أهميتها واحتياج المشاهد لها.
4- وفي نفس الوقت يتم تقديم أفكار الفرد وقيمه الأصلية بصورة مشوهة وباهتة وعبر برامج مملة للتخفيف من رسوخها في نفس المتلقي، فإن البديل يحاط بقالب جميل يتضمن مثيرات متنوعة حسية وذهنية، عوامل جذب بصرية وإثارة صوتية، وتغير في نوع الحركة ودرجتها أي مخاطبة المتلقي عبر حواسه فيتفاعل مع المشهد ويكتسب معلومات وهكذا حتى يتقبلها وجدانياً بعد أن استوعبها عقلياً واختزنها معرفياً وقد تتحول إلى أنماط سلوكية يمارسها الفرد و يدافع عنها.وهذه الطرق يمكن استخدامها أيضاً في ترسيخ القيم والأصالة والأخلاق الإنساني وذلك عبر البرامج الإنسانية والإسلامية الكافية لسد حاجات المجتمع.
تحكمات الإعلام الحديث في تشكيل الرأي العام
لعل الأجداد في مهام الإعلاميات الحديثة هو محاولة تشكيل رأي عام محلي في كل بلد يصب في مصب الرأي العام الدولي ولا نقول العالمي أي كمرحلة أولى وبمعنى قد بدأت بوادره تظهر حيث تكاد الآراء لدى قادة ودول تتقارب في النظرة لحل مشاكل العالم مع أن بعضها هو في حكم الآراء غير المسئولة إذ تنكر حقوق ثابتة من أجل تمرير سياسات سلبية معينة وهذا ما يمكن تسميته بالإقصاء الإعلامي الدولي أي الذي يوحد آراء الحكومات وهو على أي حال ليس له علاقة المعبرة عن الرأي العام العالمي الذي هو رأي المجتمعات .
إن عالم اليوم على وجه العموم أصبحت تتحكم فيه التكنولوجيا بشكل عجيب فتوالي التقدم الذي طرأ ويطرأ على علوم الكمبيوتر قد أنسى الناس في أحيان كثيرة حتى من توجيه النقد لما قد يحصلوا منه من معلومات أو توثيقا أو صور تخرب النفوس فبعد أن أصبح الكمبيوتر أزداد اليقين أكثر لدى الناس أن قوة الرقابة على الممنوعات تكاد أن تصبح من الناحية في خبر لزمن مضى وهذا ما جعل التحذير من زيادة الاعتماد على الكمبيوتر موضوعاً لحوار طويل لدى جهات غربية بحد ذاته .
ومن أخطر تحكمات الإعلام التكنولوجي هو عدم وجود (مواقف أخلاقية) مع الكمبيوتر والانترنيت أيضاً ممكن أن تقوم ما ينبغي أن يكون فيهما ولا يكون وإذا ما تم النظر إلى ما يقدمه الانترنيت شبكة الإعلام الدولية لأتضح أن معظم الأخبار فيه تنقل الصورة السوداوية للعنف الساري والمتفجرة وأحداثه (بترتيب السياسات السلبية) إذ ليس من المعقول أن يستمر هذا العنف والبشرية تبقى متفرجة لما يحدث على خلفية مشاكل ممكن أن تحلها العقول بدلاً الأسلة والرابحون في الجانب العرضي من مشكلة العنف الدولي هم العملاء والجواسيس المنتشرون في العديد من بلدان العالم وبالذات العالم الثالث الذي أصبح تحت تنفيذهم للخطط بؤر لصرا عات مفتعلة يبدو أنها دون أول لها ولا آخر.
ولو تمت المقارنة مع الماضي التكنيكي القريب الذي كان سائداً لتبين أيضاً أن التلفزيون وألعاب الفيديو لهما المساهمة أيضاً في التحكم بالعقول البشرية وتوجيه اهتماماتها نحو زوايا غير منظورة في الحسابات الاجتماعية ودراسات بناء الشخصية ففي دراسة حديثة أشار باحثون ألمان متخصصون في دراسة (ظاهرة النوم) إلى (أن الإفراط في مشاهدة التلفزيون وممارسة ألعاب الفيديو قد تؤدي إلى أنواع مختلفة من اضطرا بات النوم بين الأطفال مما قد يعوّق نموهم بحسب ما جاء في الدراسة الأنفة التي قام بها الدكتور( بواكيم كنشلاغر) من جامعة لا يبزغ.
وإذا ما بقينا مع عالم الصغار فإن ما يصطدموا به في الواقع حين تقام بهم مهرجان وبرامج تحتضنها القنوات التلفزيونية والإذاعية في العالم وتصور لهم العالم بكونه يعيش أرقى مراحله وحياة البشرية تبدو فيه مليئة بالأفراح والحياة الرغيدة والزهو الذي لا يجده الأطفال في بيوتهم العائلية هذا وكان قد تقرر دولياً منذ سنة 1992م أن يكون يوم الأحد الثاني من شهر كانون الأول (ديسمبر) سنوياً ما سمي بـ(يوم البث العالمي للأطفال) حيث تلتقي آلاف المحطات التلفزيونية والإذاعات ووسائل الإعلام من دول عديدة في جميع أنحاء العالم لبث برامج تتعلق بالأطفال والطفولة أو تعرض أعمالاً من إنتاج الأطفال وتجري المقابلات مع جمهرا من أطفال العالم وبشكل حر ليقف الرأي العام العالمي على ما يفكر به الأطفال في طول وعرض الكرة الأرضية في حين تقوم الدوريات الصحفية (المجلات والجرائد) مشغولة بمواضيع موجهة إلى الأطفال وتسليط الضوء على بعض مشكلاتهم داخل العائلة وفي المجتمع، ومن جانبها تقوم وكالة (يونيسيف) التابعة لهيئة الأمم المتحدة وبمشاركة (الأكاديمية الوطنية لآداب التلفزيون وفنونه cnatas من تقديم جائزة لمحطة تلفزيونية حققت نجاحاً متميزاً في برامجها المنبثة خلال اليوم الاحتفالي الآنف. ومن المؤكد فإن مثل هذا الاهتمام سيعكس حتماً الخطوط الأولية في ذهن الطفل فقد يستسيغ من التلفزيون ما لا يكون في صالح بنائه الذهني والنفسي وربما التربوي وبالتالي ينشأ مثل هذه الشريحة من الأطفال على تصورات غير سوية ربما تؤدي بهم منذ وقت مبكر من حياتهم إلى استسهال الوقوع في فخ عدم إنصاف أنفسهم والآخرين معهم إذا ما علمنا أن لنسيج التلاعب بالعقول طرق وطرق .
ففي العروض التلفزيونية العديدة مما ينبغي عدم مشاهدته سواء من قبل الصغار أو الكبار تحسباً أن لا يكون منها ما يمكن أن يساهم في تشكيل الرأي الشخصي ونظرته للحياة على ضوء التأثر بما يشاهد من عروض سلبية وتخريبية للنفوس ومما قد يكون غائباً عن البال أن العديد من المخاطبات التلفزيونية تتم نحو استهداف العقل الباطن للإنسان وليس نحو لسانه فحسب .
وبطبيعة الحال فإن الإنسان لن يستطيع تكذيب نفسه إذا ما علم أنه كان قد خدع من قبل الإعلاميات التي جعلته يوماً ما يتسنى موقفاً لم يكن صحيحاً فمثلاً إذا ما قرأ أن بلداً ما خالٍ من السجون ونشرت الخبر صحيفة محترمة أو بثت الخبر إعلامية لها سمعة لا بأس بها وتبين أن في ذاك البلد عشرات السجون فيشعر أن الإعلام السلبي قد تحكم بعقله سلبياً إن لم يكن قد سلب من جواهر نفسه البريق الذي يحرص عليه من حياته.
الإعلام العربي .. الواقع والتحديات
يعد الإعلام المعاصر أهم وسيلة للتأثير في العديد من الأنساق الثقافية والفكرية لدى الأفراد والجماعات والشعوب ، ويشهد العالم في الوقت الراهن ثورة كبرى في عالم
المعلومات والاتصالات أو ما يسمى ب " العولمة " تلقي بظلالها التأثيرية على البنية الفكرية والسيكولوجية والحضارية لدى شعوب المعمورة والعالم العربي يجد نفسه وجها لوجه أمام التحدي الإعلامي الغربي المزدوج وذلك بمواجهة تحديين الأول : هو التقدم المادي والتطور الحاصل في الغرب في مجال التقنية الاتصالية والإعلامية من أجهزة حاسوب وأقمار صناعية و..الخ والتحدي الثاني : هو التحدي المعلوماتي
للإنسان في العالم العربي هذان التحديان متكاملان يخدم أحدهما الآخر وقبل التحدث عن هذين التحديين علينا أن نشير إلى ضعف الإعلام العربي من نواح عديدة فإلى وقت غير بعيد كان الإعلام العربي يتفرع إلى ثلاثة أنواع من الإعلام وهي : الإعلام المقروء – صحف مجلات- نشرات – وإعلام مسموع – الإذاعات-وإعلام مرئي حكومي وهذا الإعلام كان في مجمله إعلاما رسميا تابعا لا بل ناطقا باسم الحكومات العربية وبالرغم من غياب الفقرات والبرامج الخليعة والفاضحة والاستهلاكية لكنه لم يكن موضوعيا في أخباره ولا حياديا في تحليلاته ولا منهجيا في استطلاعاته لقد كان إعلاما للسلطة، ومساحة الحرية فيه كان محدودا جدا ومن ثم في التسعينيات بدأ الإعلام الفضائي يغزو المنطقة العربية وهذا الإعلام في معظمه لا يتبع إلى الحكومات العربية بشكل مباشر.
وهذا الإعلام -المحطات الفضائية العربية -لا تخرج عن نمطين أثنين إما أنها سياسية وإخبارية أو ترفيهية غنائية ، وأنا اعتقد أن معظم هذه الفضائيات وبخاصة ذات الطابع الإخباري السياسي تفتقد لاستراتيجية إعلامية واضحة تفيد المواطن العربي للارتقاء بوعيه إلى مستويات متطورة ويغلب على برامجها الطابع الشعبي التحريضي الذي يخاطب العواطف بدلا من تقديم برامج تخاطب العقول والإرادات والمدارك الفكرية للانتقال من حالة التخلف والجهل إلى مدرج التقدم والرقي ويغلب على الحوارات- وبخاصة السياسية - التي تجري في هذه الفضائية أو تلك طابع الانتقائية والتحريض والتكرار والاجترار والصراخ والصياح ولا تحضر – إلا نادرا – أجواء العقل والمنطق والحوار الهادئ البناء.
كما أننا لانجد – إلا بشكل نادر جدا –فضائيات متخصصة في الشؤون الثقافية والفكرية ولقد اقترحت في مقالة منشورة بمجلة الطريق اللبنانية إنشاء فضائية ثقافية وفكرية لنشر الوعي والثقافة في العالم العربي ، بينما نجد الكثير من فضائيات المرح والغناء والخلاعة والمجون هذه الفضائيات تخاطب شريحة كبيرة من المواطنين وبخاصة فئة الشباب وتقوم بتشجيعهم على الكسل من خلال برامج المسابقات التي يغلب عليها عدم الاتزان والتهتك .
إذن هذا هو واقع الإعلام العربي الذي يحتاج إلى نقلات تطويرية كبرى لها علاقة بما قدمنا له من وجود تحدي رئيسي يواجه هذا الإعلام هو التحدي التقني.
التحدي الإعلامي التقني " التكنولوجي
إنَ جوهر التحدي التقني الغربي ومضمونه هو ما يتمخض عن التقدم الإعلامي التقني الغربي من نتائج خطرة يمكن أن تحدث على الصعيد العالمي جراء هيمنة الدول المتقدمة على عناصر التقنية بشقيها الأجهزة والبرامج الأمر الذي هيأ ويهيئ الفرصة للعديد من الشركات المتعددة الجنسية لفرض سيطرتها الإعلامية ومن ثم خدمة مصالحها ومصالح نظمها ، يضاف إلى ذلك عدم وجود معايير دولية تنظم امتلاك التكنولوجيا وتوزيعها ، ناهيك عن حالة الفقر والتخلف وضعف التنمية في الدول العربية في شتى المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والإعلامية ، نستنتج من ذلك وجود خلل واضح في امتلاك تقنيات الإعلام بين العالمين الغربي والعربي ، هذا الخلل له خطورته الكبرى ونتائجه الكارثة على صعيد تكون الأفكار والثقافات ،حتى أنه ينعكس على نمط الحياة والممارسة اليومية الاعتيادية لأي فرد في العالم يقتني ويتلقى الوسيلة الإعلامية الحديثة والمستوردة من الغرب والموجهة أيضا من الغرب وجدير بالذكر أن الشركات متعددة الجنسية تسيطر على أجهزة الإرسال والمسجلات وكذلك التلفزيون وأجهزة الراديو والتلكس والهاتف وأجهزة الحاسب المعقدة وتهيمن أكبر خمس عشرة شركة أمريكية في مجال الالكترونيات على 75%من الإنتاج الصناعي الالكتروني العالمي في مجال أجهزة الاتصال وتسيطر الولايات المتحدة الأمريكية على صناعة الدوائر الالكترونية الاندماجية إذ أنها تنتج بنسبة 60% إلى 70% من إجمالي الإنتاج الدولي في هذا المجال.
إن العالم العربي مدعو اليوم أكثر من أي يوم مضى لتطوير التقانة الإعلامية بإيفاد باحثين وعلماء وخبراء في مجال الإعلام والاتصال إلى الدول المتقدمة لنقل التكنولوجيا الاتصالية بدل شرائها إذ أن ما هو حاصل الآن – للأسف- هو شراء التكنولوجيا الغربية بدل نقلها ، والنقل هنا لا يعني اقتنائها وإنما تصنيعها ، ولابد من الإشارة إلى أن هناك سرعة خيالية في حجم التطور التكنولوجي الحاصل في الدول الغربية ، وهي لا تساهم في تطوير وتنمية التقانة الإعلامية وغير الإعلامية في العالم العربي أو غيره لعدة أسباب من أهمها : إبقاء هذه الدول في حالة من التبعية الإعلامية وغير الإعلامية وإبقائها دائما في حاجة ماسة لاستيراد التكنولوجيا الغربية ليتهيأ لها السيطرة الإعلامية المستمرة تقنيا وفكريا وثقافيا ومعلوماتيا ولا يمكن للعالم العربي أن يتطور في مجال التقنية الاتصالية إذا لم يتعاون فيما بين دوله لإنجاز التقنية الإعلامية العربية المشتركة وتبادل الخبرات القطرية وتبادل البحوث والدراسات وإقامة الندوات ومراكز التدريب التكنولوجي وزيادة الدعم المالي لمثل هذه النشاطات بما يخدم المسيرة الإعلامية في العالم العربي برمته ويمكن الإشارة في هذا المجال إلى القمر الصناعي العربي " عربسات " الذي تستفيد منه عدة دول عربية وبالرغم من عدم منافسته الإعلامية لأقمار الاتصال الغربية إلا أنه خطوة في الاتجاه الصحيح.

آداب عبد الهادي
13/10/2008, 01:20 PM
الأستاذة العزيزة أمل عبد الحميد المحترمة
سيدتي الفاضلة
إن الإعلام العربي العام والخاص مرتبط ارتباط وثيق بالأنظمة الحاكمة في البلدان العربية وبما أن هذه الانظمة أنظمة عميلة وجدت فقط لخدمة المشروع الصهيوني فلا يمكن بأي حال من الاحوال أن يرتقي الإعلام لدينا إلى مستوى الإعلام الغربي
لعدة أسباب وبغض النظر عن خدمة الصهيونية العالمية
أولاً:إن الغالبية العظمى من القائمين على الإعلام العربي العام أتوا إليه بالواسطة وبالرشاوي لذا نرى أن الإعلام العام يفتقد إلى المهنية العالية،بعكس الإعلام الغربي القائم على المهنية .
ثانياً:الإعلام الخاص إعلام عائلي ،حيث أن أصحاب الفعاليات الإعلامية العربية سواء كانت محطات تلفزة أو إذاعات أو مجلات وجرائد فهي تسعى لتتعيين أبنائها حتى لو يمتلكوا الوسائل المهنية كما أنها تسعى للكسب المادي وبالتالي ليس لها مشروع قومي أو وطني وإنما مشروعها تجاري وحسب بعكس الإعلام الغربي والأمريكي القائم لخدمة مشاريعه الوطنية وخدمة الصهيونية العالمية
ثالثاً:الأنظمة العربية الحاكمة ،وبما أنها أنظمة دكتاتورية عميلة أنظمة شمولية فلا بد لها من إيجاد إعلام غائم وإعلام خادم لمصالحها ومصالح الكرسي وبالتالي لن يكون له هدف قومي أو وطني
رابعاً وخامساً وعاشراً...........إلخ
بإمكان المشاهد العربي والآن أن يتابع الوسائل الإعلامية العربية سيما التلفزة منها سيلاحظ على سبيل المثال الآتي :
1-غياب التحريض على العمل الوطني والقومي
2-غياب استخدام كلمة الكيان الصهيوني في معظم نشرات أخبار المحطات لتحل محلها وببساطة كلمة اسرائيل
3-الإسفاف في طرح البرامج والمنوعات والغاية من ذلك تعطيل التفكير الجدي بالعمل الجهادي والنضالي والوطني.
وووووغير ذلك الكثير
الإعلام الغربي ناجح ليس لأنه يعتمد على المصداقية والمهنية فقط ولكن لأن له مشروع ،حتى ولوكان المشروع ضد العرب والمسلمين لكن لهم قضية ومشروع أما نحن أصحاب القضية ليس لنا قضية أو هدف من إعلامنا سوى تمجيد الحاكم والمسؤول والبروظة والحكي الفاضي.
لو كنا أذكياء لتعلمنا من العدو ما يجب علينا فعله.
أصحاب رؤوس الأموال اليهود في العالم يكرسون أموالهم لخدمة مشروعهم الاستعماري وأصحاب رؤوس الأموال عندنا يكرسون أموالهم لخدمة رغباتهم ونزواتهم الخاصة والشخصية .
كيف سيقوم لنا إعلام حضاري تربوي عقائدي نضالي مقاوم في ظل هذه الديكتاتويات وفي ظل هذا الإسفاف الذي خلقه لنا الغرب والصهيونية العالمية وكرسناه نحن لأنفسنا.
إن وضع الإعلام في العالم العربي مؤسف ومؤلم أقول هذا من خلال تجربة في العمل الإعلامي العام والخاص في أكثر من مكان في عالمنا العربي.
مادتك ممتازة ورائعة شكراً لك

أمل عبدالحميد علي
13/10/2008, 03:28 PM
الأستاذة القديرة آداب عبد الهادي

هذه المادة وغيرها كثير فيما يخص الإعلام العربي إنتاج فكري يساهم فيما وصل إليه حال الإعلام العربي، لعل وعسي أن ينصلح الحال وكما سردتي لاحقاً بان الإعلام العربي العام والخاص مرتبط ارتباط وثيق بالأنظمة الحاكمة في البلدان العربية وهي أنظمة عميلة للمشروع الصهيوني. فإن من أبجديات العمل الإعلامي محاربة كل الأباطيل والأراجيف المستمرة لتحطيم القومية العربية ودك حصون الأمة الإسلامية ، وعندما يحمل الفرد منا قلم أو أداة لعمل إعلامي فليتذكر الأمانة التي كلف بها .
ولنتذكر دوماً أننا قد خُلقنا لحمل رسالة عظيمة فسبحان الله ما أظلم الإنسان وما أجهله .