المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المشروع الصدري في العراق ... المنجز والاخفاقات / ح1



راسم محمد اسماعيل
15/10/2008, 02:41 AM
المشروع الصدري في العراق / المنجز والإخفاقات – ح1


لقد كان الصدريون - وما زالوا - متهمين بانزياحهم نحو التأثر بـ (نظرية المؤامرة) ، والتحرك ضمن (العنديـّة والقبلية) ، لأن أغلب حراكهم كان ينطلق من تخوفهم الحاد (والمزمن) من الوجود الصهيوني والانتشار الأمريكي في العراق والمنطقة ، ولم يقبلوا أن يمدوا أية آصرة للحوار مع القوات الأمريكية في العراق ، بل يعتبرون أن مجرد الحوار المباشر أو تحقيق اللـُقيا مع الجنود الأمريكان يمثل كبيرة من الكبائر على الصعيد الوطني والإنساني والديني ، وهذا ليس بسبب عدم قدرتهم على إدارة (فن الحوار) أو بسبب عدم امتلاكهم خبرة في (فن التفاوض) ، ولكن لأسباب تتعلق بالمبادئ ، وبردود الفعل بإزاء المحتوى الحقيقي للأجندة الصهيو – أمريكية في العراق .

ولذا نجد الكثير من (دعاة الدعة والعافية) قد وضعوا الصدريين في قائمة المصابين بالنزق والإنفعالية ، وتصوروا بأن الصدريين مجرد كائنات متشنجة ، منفلتة عن الواقع ، تقتات على أسلوبية رفض الآخر والمعارضة الدائمة للتغيير ، غير منتبهين إلى العمق الفكري الذي انطلق منه الصدريون للتصدي للوجود الصهيو – امريكي ، وغير ملتفتين إلى حجم التصورات التي يمتلكها الصدريون لمستقبل وجود الاحتلال في العراق والمنطقة وما يترتب عليه من آثار على الصعيد العسكري والسياسي والاجتماعي والمجتمعي ، ذلك لأن الحقيقة التي أغمض عنها الكثيرون وانتبه لها الصدريون والمثقفون الوطنيون تكمن في تنوع الأجندات داخل المؤسسة العسكرية الأمريكية الواحدة ، وفي الوقت الذي كانت تصورات البعض تتمحور حول مفردات (التحرير) و (الاحتلال) و (المصالح الاقتصادية) و (النفط) و ..و .. كانت ذاكرة الصدريين مكتنزة بتوجسات من مشروع (سياسي – ديني – اقتصادي – ثقافي) أمريكي – صهيوني ، يريد أن يلف المنطقة بأسرها بدءاً من العراق ، وانتهاءً بآخر نقطة في ما يسمى بمشروع (الشرق الأوسط الجديد) ، كخطوة أولى لتحقيق المرتكزات النظرية للعولمة التي تتمحور حول (صراع الحضارات) و (نهاية التاريخ) و (الفوضى الخلاقة) ، معززين – أقصد الصدريين - رؤاهم بالكم المتدفق من تصريحات الساسة الأمريكان والصهاينة ، وملتفتين إلى المعاني والمفردات التي تندرج في خطاب هؤلاء الساسة والتي تحمل إرهاصات ولادة جديدة لحركة جديدة من حركات الرغبة في السيطرة على العالم وتغييب الهوية الثقافية والدينية للشعوب المسيطر عليها .

لقد أخفق الصدريون – رغم حرصهم الوطني – في أن يوصلوا للمجتمع حقيقة رؤيتهم لمندرجات مشاريع الاحتلال في العراق ، وأخفقوا في التواصل مع القوى العالمية والدولية التي يمكن من خلالها أن ينطلقوا نحو بوابة التأثير على المشروع الأمريكي ، وهذه الإخفاقات – التي سنتناول أسبابها وتداعياتها آنفاً – جعلت من المشروع (العراقي الوطني الإنساني الصدري) مشروعاً يتيماً ومنعزلاً بإزاء المشروع الأمريكي الذي يمتلك آليات الحراك المتعددة ، وأحصر المشروع الصدري في زاوية التراجع حيناً والتقهقر حيناً والركود حيناً والتقدم حيناً آخر .

إن أبناء المنهج الصدري ، والذين يمثلون الشريحة الغالبة من المسلمين الشيعة في العراق ، والذين يشكلون الشريحة الأكثر فقراً داخل طبقات المجتمع العراقي ، لم يكونوا بمعزل عن تداعيات (مزاجية الشعب العراقي) وتركيبته النفسية المعقدة ، والتي عجز عن تحييدها أو تقنينها كل الرؤساء والقادة الذين قادتهم أقدارهم لقيادة الشعب العراقي ، وبالرغم من (الطيبة) المفرطة التي يتمتع بها العراقيون ، وبرغم قدرتهم الاستيعابية الذهنية المفرطة ، وبرغم قدراتهم على التكيف مع أشد الظروف قساوة ، وبرغم الصفات التي غالباً ما نفتقد وجودها عند الآخرين لمجرد عبورنا النقاط الحدودية العراقية ، ولكن تبقى لدى العراقيين صفتان مميزتان ، تكمنان في أن العراقي مستعد للموت والتضحية من أجل الحق ، في نفس الوقت الذي تجده مستعداً للموت والتضحية من أجل (الباطل) رغم علمه بأنه باطل ، وهاتان الصفتان – دون الدخول في تفاصيل جانبية – هما صفتان تدلان على الشجاعة والثبات والعناد والقدرة على المطاولة ، وهذا ما لم يلتفت إليه الكثير من الوافدين من خارج العراق .

إن صفة العناد تمثل صفة سلبية من صفات الشخصية ، ولكنها تكون إيجابية حين يتم توظيفها بالشكل التقني المدروس ، لأنها في حقيقتها خاضعة للمزاج والشعور ولا علاقة لها بمبدأ أو انتماء ، وهذا ما رأيناه لدى البعض ممن تناغموا مع الموت في ريعان شبابهم وتصدوا لآلة القتل الأمريكية دون أن يكون لهم انتماء ديني رفيع ، ودون أن تدفعهم القناعات الفكرية المتكاملة ، ورأيناهم يرسمون أروع صور التضحية من أجل الوطن ، ويتهاوون دون أن يمسهم نزغ يمنعهم من التقدم ، ورغم انتمائهم في الغالب إلى (جيش المهدي) ولكنهم لم يكونوا متدينين بالمعنى الدقيق ، بل حتى إن منهم من لا يجيد الصلاة ولا يقيمها ، وفيهم من لا علاقة له بالفقه ، ذلك لأن حب الوطن والقناعة بضرورة التضحية من أجله لا تنحصر بالشعور الديني أو الطائفي ، وليس كل تضحية ينبغي أن تأتي من تحت المنابر ، وإلا سيكون لزاماً علينا أن نلغي التضحيات التي قدمها الشعب الروسي ، وسنغمط حق ثبات الجنود الألمان ، وسنتجاوز رائعة ما قام به الطيارون اليابانييون البوذيون ضد البوارج الأمريكية ، أو سنغيب كل الثورات التي قامت في أرجاء العالم بحثاً عن الحرية والكرامة والوطن .

ومن هنا نشأ التنوع الأولي بالانتماءات والتوجهات والدين والقوميات لدى الصدريين في بداياتهم الأولى ، وهذه الفسيفساء كانت تختلف ألوانها وأطيافها ولكنها تشكل مع بعضها لوحة متكاملة ، ولقد رأينا في الانتفاضة الصدرية الثانية أن الكثير ممن لا علاقة لهم بالإسلام أو التشيع أو تقليد السيد الشهيد الصدر كانوا قد انخرطوا ضمن مشروع المقاومة الصدري ، بسبب القناعات الوطنية المتطابقة ، وهذا ما لم نره حالياً ولن نراه مستقبلاً إلا بجهد كبير لأسباب سنأتي على ذكرها إن شاء الله .

راسم المرواني
العراق / عاصمة العالم المحتلة
marwanyauthor@yahoo.com

عبد الرشيـد حاجب
15/10/2008, 03:08 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مقدمة جيدة .

وفي هذا الاقتباس كأنك تتكلم عن الجزائريين :

إن صفة العناد تمثل صفة سلبية من صفات الشخصية ، ولكنها تكون إيجابية حين يتم توظيفها بالشكل التقني المدروس ، لأنها في حقيقتها خاضعة للمزاج والشعور ولا علاقة لها بمبدأ أو انتماء ، وهذا ما رأيناه لدى البعض ممن تناغموا مع الموت في ريعان شبابهم وتصدوا لآلة القتل الأمريكية دون أن يكون لهم انتماء ديني رفيع ، ودون أن تدفعهم القناعات الفكرية المتكاملة ، ورأيناهم يرسمون أروع صور التضحية من أجل الوطن .

ننتظر الحلقة أو الحلقات التلية .

تحيات الود والتقدير."

مها دحام
16/10/2008, 04:57 PM
الأستاذ الكريم راسم محمد أسماعيل،،،

بالأمس طرحت على حضرتكم أسئلة في موضوع (مقارنة بين أيران والعرب) لكن لم تجب على الأسئلة هل كانت الأسئلة محرجة أم لأن معظمها يتعلق بأيران ولم تستطع التعليق !!!

وثانيا قرأت بالأمس مقالة للأستاذ أبو فاطمة الخزاعي وهو مقال نوعا ما جيد يوضح فية الحركة الصدرية وما ألت اليه بعد ذلك من أخفاقات وأرتمائها نوعا ما في الأحضان الأيرانية لذا هل هناك نوع من الولاء لأيران (الله يستر) !!!

سؤال ثالث ماذا يفعل مقتدى الصدر في أيران وقد طرحت هذا السؤال سابقا لكن لم يجب احد أذا كان يدرس في قم (المشؤومة) الأ تتفق معي أن النجف ألأشرف هو المكان الأفضل للدراسة حيث فية الحوزة العلمية!!!!

أسفة اذا كنت قد كتبت عن قم أنها مشؤومة لكن لا نطيق أيران لما تفعلة بالعراق ولا أحد يستطيع نكران ذلك الأ طبعا من تقوم بتمويلة وما الى ذلك فذلك موضوع أخر او معدوم الوطنية

المقال أدناه

متاهة التيار الصدري ! - 1

شكالية الانتماء المرجعي



كتابات - أبو فاطمة الخزعلي



لا يحتاج أبسط متابع للشأن العراقي الى جهد جهيد كي يصل الى نتيجة لا تقبل اللبس مفادها أن التيار الصدري يعيش مرحلة الضمور والانحطاط على كافة الصعد.. فهذا التيار الواسع الانتشار انطلق الى الساحة عقب التغيير كالمارد الذي انفلت من عقال متحركا بطاقة جماهيرية هائلة ليفرض نفسه كرقم صعب في معادلة لا تعرف الحل ..

و لكن الوضع الصعب الذي يمر به هذا التيار اليوم يعكس مدى التغير الكبير الذي اصاب جسده جراء السياسات الفوضوية المتخبطة التي فرضتها القيادات غير الناضجة و التي لم تفهم كيف تجري اصول اللعبة .. الامر الذي جر التيار وجماهيره الى معتركات كانوا في غنى عنها .. وافقدهم شرائح مهمة من جماهيرهم وبالذات النخب منها والتي تنبأت بفشل التيار وتوقعنه في مرحلة مبكرة ..

و لاريب ان هناك قراءات كثيرة ومتنوعة لاسباب هذا التراجع الذي يعيشه التيار الصدري ..ونترك للزمن ان يظهر شهادات رجال تلك المرحلة ليقصوا الكثير من الاحداث التي قد تسلط الضوء على تفاصيل هذا التراجع ..ولكن نرى ان هناك جملة من العوامل الرئيسية التي ادت الى هذا الواقع ..والتي اوقعت الصدريين في متاهة لم يحسنوا التخلص منها ..وسنحاول التعرض الى اهم تلك العوامل بالتسلسل :

و اهم تلك العوامل هو غياب القيادة المرجعية للتيار :

فالتيار الصدري بحسب الاطروحة التي يؤمن بها (او التي يفترض ان يؤمن بها) في العمل الاسلامي والتي شاد اركانها الشهيد الصدر الثاني (قدس سره) لا بد له من قيادة مرجعية عليا يتولاها مجتهد جامع للشرائط (بما فيها الاعلمية ان امكن) وذلك لضمان سير التيار على الطريق الصحيح وعدم مخالفة الشريعة و لكي لا تقع الحوزة بيد اناس ماكرين و طالبين للدنيا (حسب تعبيره ) وقد شدد على ذلك بقوله : ( الحوزة التي لايوجد فيها مجتهد ما تسوة كحف !) .. وهذا يتفق مع نظرية ولاية الفقيه التي تبناها (قدس سره ) وطبقها في العراق..

وقد كان مكتب الشهيد الصدر يروج بعد استشهاد السيد الصدر بان لديه وكالة من السيد كاظم الحائري (الذي كان السيد قد امر مقلديه بالرجوع اليه في التقليد في حال غيابه) ..وتمكن بهذه الوكالة من العمل بقبض الحقوق الشرعية وصرفها والاجابة على الاستفتاءات و سائر التصرفات الحسبية ..

وقـد جاهر المكتب بالدعوة لمرجعية السيد الحائري بعد سقوط النظام ..و نشر بين الجماهير ان السيد الحائري سيعود الى العراق ليقود التيار ! وانطلق التيار يواجه خصومه ومخالفيه الذين شككوا بقدرة السيد كاظم الحائري على خلافة محمد الصدر نظرا لما عرف عنه من ابتعاد عن الاجواء الجماهيرية وخضوع لولاية الفقيه الايراني.. مؤكدا ان الحائري سيعود الى العراق ..ولكن الحائري اكتفى بارسال ممثلين عنه

(منهم نور الدين الاشكوري (ممثل خامنئي السابق في سوريا والذي غادر العراق مع مبلغ مالي ضخم من الحقوق الشرعية) و شقيقه جواد الحائري) بل انه ارسل ضابط مخابرات ايراني معروف هو ابو مرتضى الشيباني ليكون وكيلا عنه (في الامور السياسية في العراق) حسب البيان الذي صدر عنه ووزعت نسخ منه في مختلف المناطق !!! وقد منح الحائري وكالة مطلقة للسيد مقتدى الصدر جاء فيها :(عزلك عزلي ونصبك نصبي) مما اطلق يد الاخير في كثير من التصرفات التي لم يرجع فيها الى الحائري..كان اهمها اعلانه عن تأسيس (جيش المهدي)..الذي اكد الحائري انه لاعلم له به ولم يستشر في تاسيسه..وذلك بعد قيام عناصر من هذا الجيش بالعديد من التجاوزات على الناس تحت عناوين المحاكم الشرعية وغيرها .. ثم تراجع الحائري عن هذه الوكالة ليفيد انها وكالة (حسبية) مقيدة بالرجوع اليه..

ولدى تزايد الشكاوى على هذا الجيش و استخدامه في معارك سقط فيها الكثير من الضحايا .. اعلن السيد الحائري برائته من تصرفات مقتدى الصدر صراحة .. مما زاد الفجوة بينه وبين قيادات المكتب ..وكانت هذه نهاية غير معلنة للعلاقة الوهمية بينهما ..والتي لم يعد لها حاجة بعد ان تمكنت قيادات التيار من صناعة قاعدة جماهيرية عريضة باسم الوكالة للحائري ..وبسطت نفوذها في مختلف مناطق العراق .. ولكن هاجس الفراغ المرجعي بقي مؤثرا ..فطرحت مجموعة من الصدريين اطروحة (ولاية عدول المؤمنين) بمعنى انه في حال عدم وجود مرجعية مؤهلة للولاية على الامة تتولى هذه المهمة مجموعة من المؤمنين العدول للنهوض بشؤون الامة !! ولكن هذه الاطروحة لم تصمد طويلا ..وبقي الفراغ المرجعي قائما ..


ومع تزايد النفوذ الايراني في العراق و ازدياد شراسة الحملة الاميركية على الصدريين ..اتجهت شرائح واسعة من عناصر جيش المهدي لتقع في احضان المخابرات الايرانية وتتبع ولاية الفقيه الايراني ..والمعلومات عن هذه المرحلة شحيحة ولكن المؤكد ان التحالف الصدري مع الاطلاعات تجاوز حد العمل المشترك لمواجهة الاحتلال الاميركي في العراق الى حالة التبعية للولاية الايرانية ..


وفي خضم هذه التقلبات ..وبعد لجوء السيد مقتدى الصدر الى ايران ..انطلقت مجموعات من ابناء التيار تبشر بانه ذهب لينال الاجتهاد وسيعود الى العراق مرجعاً ، في محاولة للتمهيد لولاية فقيه مقتدائية !! عندها لن يحتاج مقتدى للاجابة على الاشكالات التي تثار عليه ..لانه سيكون عندها مجتهدا لا يسئل عما بفعل !!

بل ذهبت مجموعات متطرفة من شباب التيار الى ابعد من ذلك زاعمة ان مقتدى الصدر هو الامام المهدي الذي سيملأ الأرض قسطا وعدلا بعدما ملئت ظلما وجورا..!!

لقد بقي التيار يعيش حالة الاضطراب في قضية المرجعية والولاية ..فمن جهة هو ملزم بحكم تعاليم الشهيد الصدر باتباع المرجعية ومن جهة اخرى لا يجد مرجعية توافق اهواء قياداته وميولها ..بخلاف شريحة كبيرة من اتباع الشهيد الصدر الثاني الذين اتبعوا مرجعية الشيخ محمد اليعقوبي ولم يعانوا من هذا الاضطراب ..

هذه قراءة سطحية مستعجلة لهذا العنصر المهم من عناصر خفوت جذوة التيار الصدري نظن انها بحاجة الى تدقيق و بحث موسعين للكشف عن الآثار السلبية الخطيرة التي خلفها هذا العنصر على مجمل حركة التيار الصدري ..



وللحديث بقية..


سؤالي الأخير أستاذ راسم هل أنتم تؤمنون بولاية الفقية؟؟!!!!!!!


أحترامي وتقديري

راسم محمد اسماعيل
17/10/2008, 03:15 AM
الأخت الكريمة (مها دحام) المحترمة
تحية طيبة
لقد شغلني عن إجابتك وإجابة الحاج بو نيف أننا مهتمون بشؤون تنظيم التظاهرة المليونية
التي سيقودها أخوتك أبناء المنهج الصدري ضد وجود الإحتلال في العراق ،
والتي ستنطلق في بغداد الساعة العاشرة من صباح يوم السبت 18/10/2008
وقد صادف مع تنظيم التظاهرة تحرشات أمريكية
الغاية منها كسر هذه التظاهرة ومنع وسائل الإعلام من تغطيتها
والتي نتمنى أن تتزامن معها تظاهرات عراقية
في كل بقعة من بقاع العالم
أسئلتك ليست محرجة ، وليست صعبة ، وسيأتي ردنا عليها
ولكن الآن ، فقط لا تفرغي قلبك من الدعاء لأخوتك الصدريين بالتوفيق في تظاهرتهم ليوم غد
فهم يحتاجون لقلوبكم الوطنية وأنفاسكم العراقية ودعائكم بالتوفيق .

الحاج بونيف
17/10/2008, 09:23 AM
الأخت الكريمة (مها دحام) المحترمة
تحية طيبة
لقد شغلني عن إجابتك وإجابة الحاج بو نيف أننا مهتمون بشؤون تنظيم التظاهرة المليونية
التي سيقودها أخوتك أبناء المنهج الصدري ضد وجود الإحتلال في العراق ،
والتي ستنطلق في بغداد الساعة العاشرة من صباح يوم السبت 18/10/2008
وقد صادف مع تنظيم التظاهرة تحرشات أمريكية
الغاية منها كسر هذه التظاهرة ومنع وسائل الإعلام من تغطيتها
والتي نتمنى أن تتزامن معها تظاهرات عراقية
في كل بقعة من بقاع العالم
أسئلتك ليست محرجة ، وليست صعبة ، وسيأتي ردنا عليها
ولكن الآن ، فقط لا تفرغي قلبك من الدعاء لأخوتك الصدريين بالتوفيق في تظاهرتهم ليوم غد
فهم يحتاجون لقلوبكم الوطنية وأنفاسكم العراقية ودعائكم بالتوفيق .


أبشر بطول سلامة يا..... محتل..
متى كانت المظاهرات تخرج المحتل؟؟
المحتل تخرجه المقاومة.
انضموا للمقاومة الشريفة التي يقودها أشبال الشهيد صدام عليه رحمة الله، فهي على أبواب النصر بإذن الله. وهي على أمتار منكم ..
ببعض المناصب سيسكتونكم وستعودون إلى أماكنكم ..هو الطمع في الكرسي لا غير.

راسم محمد اسماعيل
19/10/2008, 03:14 AM
الأخت الفاضلة مها دحام

إنما بررت لجنابك الكريم تأخر إجابتي لأنني تلمست الأدب ورقي الأخلاق في رسالتك ، وعرفت من خلالها أن شأنك شأن الذي يبحث عن الحق فأخطأه ، وهذا يحصل عندك وعندنا وعند غيرنا ، أما بعض المتخرصين ، فلن أرد على أسئلتهم ، لأنني آثرت على نفسي أن أتجاوز ما يسطره فاقدو أو عديمو الأخلاق - حاشاك - وأن أربى بنفسي عن جوابهم ، لأنهم عندنا كـ (من طلب الباطل فأصابه) ، وسأرد على أسئلتك كونك تمارسين معنا دور الأخت الحريصة ، ولا تمارسين - كالبعض - دور الأب الفاسد الذي يريد أن ينقل (فايروس) فساده وأحقاده الى الآخرين ، عبر كلمات مسمومة ، في وقت نحن أحوج ما نكون فيه لوحدة الصف العراقي والعربي .

ونقول لك يا أختنا :-

1- ولاية الفقيه (فكر ومنهج إسلامي) موجود لدى كل فرق المسلمين ، ولكن تختلف الواجهات والتسميات والعناوين ، فالبعض يسميها الولاية ، وآخر يسميها الإمارة ، وآخر يسعى لتحقيقها عبر الدولة الإسلامية غرب العراق ، ونحن - الصدريين - لنا آراء متفاوته في موضوعة ولاية الفقيه ، ولا نعيب على أحد (منا أو من غيرنا) أن يؤمن بها أو يرفضها، فنحن نحترم آرائنا وآراء الآخرين ، أما أنا (شخصياً) فأؤمن بولاية الفقيه على وفق الأنموذج الذي يلائم ثقافتي العراقية العربية الإسلامية ، و ليس على وفق الأنموذج الشائع ، وحتى فيما يخص تأسيس (دولة أو حكومة اسلامية في العراق) فقد رأينا السيد مقتدى الصدر يقول في إحدى الفضائيات ، إن وجود حكومة اسلامية متعلق برغبة الشعب العراقي ، فإن أراد ذلك فجزاه الله خيراً ونحن معه ، وإن لم يرد ذلك فله الخيار ، وعلى كل حال ، فمن ثوابت الصدريين المهمة أننا (نريد دولة العدل وحكومة التكنوقراط) ، وهذا معناه أننا نبحث عن (العادل) شيعياً كان أو سنياً ، مسلماً كان أو مسيحياً ، عربياً كان أو كردياً ، المهم أن يكون إنساناً ويحترم وجود الإنسان ، وعلينا أن نكافح الظالمين والعملاء شيعة كانوا أو سنة ...أو ...أو .... .وبذلك فأنا أشيرك الى مقالتنا (التعريفية) التي سطرنا فيها ثوابتنا ومتحركاتنا (في موقع واتا) وغيره من المواقع ...فارجعي إليها سيدتي وأختي الفاضلة ، وحاكمينا بموجبها ، فنحن لنا ثوابتنا ومبادئنا ، ولئن قام أحد بالتقافز عليها أو الإساءة لها وهو متمسح بعبائتنا ، فهذا ليس ذنبنا ، فانظري كم من المتمسحين بعباءة الإسلام يسيئون له ، وهو منهم براء ، فالخلل فيهم وليس بدين الله .

2 - إيران دولة جارة ، وهي لاعب مهم في المعادلة السياسية العراقية ، وليست مجرد متفرج على مدرجات الملعب ، شأنها بذلك شأن السعودية والكويت وتركيا وسوريا والأردن ، والدول العربية وغير العربية .
ونحن نراقب بدقة أي تدخل في العراق من قبل الآخرين ، ونسجله في ورقتين منفصلتين ، الأولى هي (ورقة الرد) والثانية هي ورقة (المحاكمة التأريخية) .

3 - نعرف بأن الدول المحيطة بالعراق لها مصالحها وأمنها الوطني أو القومي ، ونحترم ذلك ، ولكن ، هذا الإحترام لن يفرض علينا أن نكون تابعين طائعين لأي أجندة خارجية يمكن أن تضر بمصلحة العراق والعراقيين مهما تطابقت أو اقتربت جهة الأجندة من معتقدنا الديني أو القومي .

4- في ما يخص مقالة الخزاعي أو غيرها من المقالات ، فهي رؤى تمثل أفق كاتبها ، ونحن نحترم آراء الآخرين ، وتحليلاتهم ، ولا ندين بسياسة تكميم الأفواه ، ولكن ، نقول بأن هناك مبالغات قد ترد في بعض كتابات الكتاب ، لها أسبابها ودوافعها ، ويهمنا أن تكون المقالة تشخيصية وموضوعية لكي تستحق القراءة والتتبع عندنا ، ونحن نقر بأن (العمالة) للأجنبي موجودة دائماً ، ليس عند العراقيين فحسب ، ولكن عند كل شعوب العالم ، وفي كل زمان ومكان ، وليس من المنطقي أن نتهم الإسلام كله لوجود بعض المنتفعين والمتسلقين ، ولا ننسى أن نذكر بأن البعض قد ارتمى أو (لجأ) الى أجندات خارجية لكي يوفر لنفسه متسعاً من الدعم المالي كي يستكمل مشروعه المقاوماتي ، وهذا شأن كل المقاومين في العراق ، فنحن نعرف أن هناك فرق بين (المقاومين) و (المقاولين) ، وعادة ما يحتاج المقاوم الى أدوات ، وحين لا يجدها فهو يبحث عنها ، وهنا قد يقع في المحذور والعياذ بالله .

5 – لو تنزلنا - يا أختنا - وسلمنا بأن السيد مقتدى الصدر في قم أو غيرها ، لأننا هنا لا ننفي أو نثبت لأغراض تتعلق بأمن أخينا وقائدنا ، ولكن لتعلمي أن الدراسة الحوزوية (الدينية) عند أخوتك وأخواتك من الشيعة هي دراسة يجب أن تمر عبر بوابه العلماء الشيعة ومراجعهم وأساتذتهم ، وهذا ليس عيباً ، فكل مذهب له أساتذته وطلبته ، وكل دين كذلك ، وهي بعد رغبة محترمة لدى الإنسان في أن يدرس علومه الخاصة ، وهنا ، ولأن السيد مقتدى الصدر أحد طلبة العلوم الدينية ، فهو ملزم أن يدرس هذه العلوم على يد علماء الشيعة ، والمشكلة تكمن في أن المدارس الحوزوية (الشيعية) تتمركز – حسب أهميتها – في أماكن ثلاثة ، هي (النجف الأشرف) , (قم المقدسة) , (السيدة زينب ع) في سوريا ، وهذا التوزيع ليس له علاقة بالسياسة ، بل له بعد تأريخي ، وأعلى درجات العلم توجد في بلدك – يا أخت مها – في حوزة النجف ، وإليها يفد الطلبة من كل بقاع الأرض ، وبعدها تأتي حوزة (قم) من حيث الأهمية ، بسبب وجود العلماء المسلمين الشيعة العراقيين فيها ، والذين هربوا من سطوة السلطة السابقة ، فاستقروا هناك ، وبنوا لأنفسهم مدارس وجامعات .
وكما يحق لأي مواطن عربي أن يدرس الطب أو الفيزياء أو الهندسة في الوطن العربي أو أوربا أو أي مكان ، فمن حق طالب الحوزة أن يختار الجامعة التي يفضلها ويبحث عن الأساتذة المعروفين ، أين ما كانوا ، خصوصاً إذا كانت الجامعات ببلده خاضعة للتهديد ـ أو كان الأساتذة في بلده يخشون أن يقبلوه في جامعاتهم خوفاً من المحتل أو ذيوله ....هل وصلت الفكرة ؟
وبالمناسبة ، فليس كل طالب عراقي أخذ شهاداته العليا من دولة خارجية فهو عميل لتلك الدولة ، وإلا فهناك ملايين من العرب العملاء لأنهم درسوا خارج بلدانهم .
وقد انقسم طلبة الحوزة من الصدريين الى ثلاثة أقسام ، فقسم منهم بقي في العراق ، يدرس في حوزة النجف ، على خشية التهديد والإعتقال ، لكي يستكملوا مراحل دراساتهم الأولية ، وهاجر ذوو الدراسات المتوسطة الى (سوريا) ، ووجد ذوو الدراسات العالية أنفسهم مضطرون للهجرة الى إيران للدراسة على يد العلماء العرب والعراقيين في حوزة قم . وأنت تعرفين بأن (طالبان لا يشبعان ، طالب علم وطالب مال ) .
وبالمناسبة ، فنحن الآن محتاجون لمرجع (مجتهد) عربي ، ونشجع السيد مقتدى الصدر أن يستكمل نيل درجة الإجتهاد ، بينما نقوم نحن في العراق بتنفيذ توجيهاته في المقاومة والخوض في السياسة ، ولكل منا دوره .

6 – أرجو أن تتابعي تظاهرة أخوتك الصدريين العرب العراقيين – المليونية بحق - ليوم أمس السبت ، وأن تفرحي بأنها ضمت الشيعة والسنة والمسيحيين والأكراد والتركمان ، وكيف جمعتهم المحبة والأخوة ليرفعوا صوتهم ضد وجود الإحتلال في العراق ، ويرفضوا الإتفاقية العراقية الأمريكية الأمنية المشبوهه ، ويرفعوا أصواتهم لرفض تقسيم العراق .
التظاهرات – يا أختنا مها – ضرورية ، وهي تشبه الخطابة في زمن الرسول وخلفاءه الكرام ، ففي الوقت الذي كان فيه الرسول الأكرم أو خلفاءه الكرام يجاهدون ويقاتلون في سبيل الله ، كانوا يخطبون في الناس ويحفزونهم ويعلنون عن آرائهم وثوابتهم ، أما أن يأتي – حاشاك - (غبي) متشدق ليستخف بالتظاهرات والمسيرات الشعبية فهو لا يعنينا بشئ ، على الأقل لأننا أثبتنا عبر تظاهرة الأمس – السبت – بأن المحتل قد فشل في تفريق كلمة الوطنيين العراقيين بشيعتهم وسنتهم وعربهم وأكرادهم ومسلميهم ومسيحييهم ، وإذا كانت التظاهرات لا تعني شيئاً فلماذا يؤسس (عامر العظم) لمسيرة الى غزة ؟؟؟
لقد خرج أخوتك (وأخواتك) العراقييون بتظاهرتهم ، ليقولوا كلمتهم ، وليقروا عينك وأعين الشرفاء ، وليغيظوا المحتل وذوي الأقلام الفاسدة والحاقدة .

عبد الرشيـد حاجب
19/10/2008, 04:10 AM
أخي المحترم محمد راسم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تعجبت قليلا يا أخي لأنك ذكرت الحاج بونيف رغم أنه لم يكن

قد علق على مقالك بعد !

هل رؤيتك لكلمة "الجزائر " جعلتك تعتقد أنه لا شك يكون الحاج بونيف؟

هل أنا مضطر إلى القول إن ليس كل جزائري هو الحاج بونيف يا سيدي؟

فهل وصلت الرسالة؟

أرجو ذلك , كما أرجوك لا تنفعل ولا تغضب , فالتجاهل أفضل.

الحاج بونيف
19/10/2008, 09:48 AM
تابعنا المظاهرة وكانت مليونية بحق حتى أن الجنود الأمريكيين فروا مذعورين وتركوا المكان للمتظاهرين الذين غصت بهم الأصقاع، وملأوا الساحات والشوارع وغصت بهم الدنيا...
لم يجد الناس مكانا يقفون فيه أو يسيرون فيه، وحضرها الكبار والصغار، وتساءل العالم كله: من أين خرجت هذه الحشود؟
وارتعد المحتل، وبات بوش ساهرا يفكر في كيفية التصرف مع هذه التظاهرة التي قلبت موازين العالم، وغيرت نظرته للعراق..
حقا كانت النتائج باهرة، وبالخصوص وقد تداولت كل المحطات التلفزيونية الكلمة البليغة التي هدد فيها مقتدة بطرد امريكا إذا لم تخرج قبل نهاية العام.. هكذا يكون الأبطال..!!
أبشر بطول سلامة يا .....بوش
صدق من قال: إذا لم تستح فاصنع ما شئت.
المحتل تخرجه المقاومة لا التصفيق في الشوارع.
تحيتي

مها دحام
19/10/2008, 03:27 PM
ألأستاذ الفاضل راسم محمد أسماعيل المحترم،،،

أشكرك على ردك الكريم بالنسبة للمظاهرة فقد تابعتها لكن لو يتفق الصدريون مع المقاومة الشريفة الباسلة سواء سنة أم شيعة فوالله لأخرجنا المحتل الأمريكي العلني والمحتل الأيراني الخفي.

بالنسبة لقولك أن (أيران دولة جارة) فحبذا لو أن هذه الدولة الجارة تحترم العراق والعراقيين وتكف التدخل في الشؤون الداخلية وخصوصا تمويلها للميليشيات وفيلق القدس المشهور وفرق الموت الخاصة

ألأ تتذكر أستاذي الكريم تفجير الحرية والذي راح ضحيتة الكثير من ألأبرياء ألم يكن القاتل مدعوم من أيران وقد فر أليها للأسف ولم يمسكه أحد !!!

ألم يلقوا القبض في الأمس على خمسة ضباط أيرانيين في المنذرية وبحوزتهم أسلحة وقاذفات



أيران أيضا من مصلحتها أن لا يستقر العراق وبين الفينة والأخرى تسعى الى أذكاء الفتنة الطائفية

يوجد أناس أعرفهم من الحلة وهم شيعة عرب شرفاء هل تعلم ماذا يقولون أستاذ راسم يقولون أن أيران أشترت الذمم وتدفع الأموال للمرتزقة للقيام بالعمليات التفجيرية ناهيك عن البصرة العربية فوالله أني لأحزن عليها لأنها أصبحت محمية أيرانية وهذا بات مكشوفا للعراقيين وخصوصا للذي عايش الوضع هناك

فينبغي علينا نحن العراقيين أن نبدي الولاء لوطننا أولا وأخرا وليس لأمريكا أو أيران أو غيرهم من الدول

فأبسط شئ الكلور الفاسد من ورائه!!! أليست أيران هذه التي تدعي الأسلام فهذ التقرير لصحيفة الأندبيندنت عن شراء صفقة فاسدة من الكلور

منقول
" كشفت صحيفة بريطانية ان وباء الكوليرا الذي انتشر في عدد من المناطق العراقية مرتبط بفضيحة فساد يقف وراءها مسؤول في الحكومة العراقية تابع لقائمة الائتلاف الذي قبل رشوة لشراء مادة كلورين لتعقيم الماء انتهت مدة صلاحيتها من ايران.


وقالت صحيفة 'الاندبندنت' في تقرير لمراسلها في بغداد ان مركز الوباء تركز في محافظة بابل جنوب بغداد، وفي العاصمة التي لايحصل معظم سكانها البالغ عددهم ستة ملايين على الماء الصحي ويستخدمون الان الماء المغلي او ماء الزجاجات المعبأة

واضافت ان رئيس الوزراء نوري المالكي قام بتكليف لجنة للتحقيق في اسباب استخدام مادة كلورين تالفة، ويرفض اطلاق سراح ثلاثة مسؤولين مرتبطين بالفضيحة على الرغم من مطالب المجلس الاسلامي الاعلى. موضحة ان مسؤول مجلس محلي في قرية جنوب بابل متورط في عملية شراء الكلورين التالف قد تم اطلاق سراحه عندما تدخلت مليشيا بدر التابعة لحزب عبد العزيز الحكيم.


وبحسب مسؤول في وزارة الصحة نقلت عنه الصحيفة قامت الحكومة العراقية بشراء كميات من الكلورين بقيمة 11 مليون دولار من ايران من اجل استخدامها في محافظات بابل والديوانية وكربلاء التي تقع على نهر الفرات جنوب بغداد. ولاحظ مسؤولون ان مادة الكلورين التي استخدمت في الديوانية وكربلاء قديمة وانتهت مدة صلاحيتها ولهذا رفضوا استخدامها ولكن في بابل تم وضعها في مياه جديدة وبعدها سجلت 222 حالة في المحافظة حيث ارتفع مجمل الحالات الى 420 حالة توفي منها سبعة.


. وتقول ان الحكومة التي توظف اكثر من مليوني شخص تحول جهازها الى جهاز مصلحة. ولدى الحكومة العراقية موظفين اكثر مما كان في السابق قبل الأحتلال ولكن هذا الجهاز الضخم غير قادر على تزويد السكان بالمياه الصحية والطاقة الكهربائية والمساعدات الغذائية على الرغم من الفائض المالي لدى الحكومة (80 مليار) من عوائد النفط.

وبحسب التقاليد السياسية التي جاءت بها الاحزاب الحاكمة فانه يتوقع منها حماية افرادها ولان المتهمين بالفضيحة هم من عناصر بدر، الجناح المسلح لحزب الحكيم. وعندما طلب قادة الحزب من المالكي اطلاق سراح المعتقلين المتهمين ورفض قامت عناصرهم بمداهمة قسم الشرطة المعتقل فيه عضو مجلس محلي واطلقت سراحه بالقوة. "

الصدريون هم عرب فياليت لا ينجرفون وراء أيران التي تسعى جاهدة لأبقاء العراق في حالة فوضى هي وأمريكا


أحترامي وتقديري

راسم محمد اسماعيل
19/10/2008, 10:32 PM
بسمه تعالى


جناب الأخ الكريم الأستاذ عبد الرشيد حاجب

1- من يستطيع نسيان الجزائر التي علمت الشعب العربي كيف تكون التضحيات ؟ ومن يستطيع نسيان أهلها الطيبين العرب الأفذاذ ، ومن يستطيع أن يكره بلد المليون شهيد لمجرد تقافز فلان أو فلان كالسعادين ؟

2 - أشكرك على نصيحتك الدافئة الرائعة التي تشبه بيت الشاعر الذي يقول :-
وإذا يخاطبك اللئيمُ فاربى بنفسك عن جوابه
ونحن لك ..وللشاعر مطيعون إن شاء الله .


حضرة الأخت الكريمة مها دحام


1- أطابقك الرأي في أغلب ما ورد في ردك الكريم يا بنت الصناديد الأولى العراقيين ، ولو انتظرت قليلاً حتى نكمل سلسلة مقالاتنا ( المشروع الصدري في العراق / المنجز والإخفاقات) لرأيت أننا أبناء العراق ، ولا يهمنا وليس يطربنا أن نكون تبعاً لأي مكان غير المكان الذي فيه ولدنا .

2 - التظاهرة التي أشرت عنايتك إليها ، كانت تضم الشيعة والسنة والعرب والأكراد والمسلمين والمسيحيين والتركمان وكل فئات الشعب العراقي الجريح .والجميل أن شعاراتهم واحدة وأنفاسهم واحدة ، فقري بهم عيناً ، وانشرحي صدراً ، فوالله إن أغلبهم من حملة السلاح ، ومن أسود الغاب ، ومن صقور الوطن ، وجاءوا ليلبوا نداء الوطن ، ويلبوا نداء أخ لهم عراقي عربي هو مقتدى الصدر ، ويكفي في تظاهرة أخوتك أنها قرت عيون الأحبة ، وأغاضت قلوب قوم حاقدين .

3 - نحن نعرف بأن أول تظاهرة في الإسلام قام بها الرسول الأكرم وصحبه الميامين ، منطلقين من دار الأرقم بن الأرقم ومنتهية بالبيت العتيق ، ولنا في رسول الله أسوة حسنة ، وكل شعوب العالم تخرج بمسيراتها ، وتظاهراتها ، وتعبر عن مبادئها بالكلمة والشعار ، وتستعرض قواها ، وإذا كان غبي من الأغبياء لا يعرف معنى (التظاهرة) وهو يدعي أنه حصيف ، فهذه مشكلته .، تابعي التظاهرة عبر الرابط أدناه .

4 - لقد استفدنا كثيراً من التظاهرة ، وأعلنا للعالم أن طوائف الشعب العراقي متوحدة ، وليس الواحدة منها بمعزل عن الأخرى، وقلنا خلالها أن العراقيين أخوة ، وأنفاسهم واحدة ، وكلهم ضد الإحتلال ، وكلهم ضد الإتفاقية العراقية الأمريكية ، وتصوري يا أختنا ، بعد التظاهرة ، رفض المالكي توقيع المعاهدة ، واحيلت للتأجيل والدراسة من جديد ، بفضل موقف أخوانك العراقيين .

5 - يقول الله سبحانه ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ) والتظاهرة تبعث الرهبة والرعب في قلوب الظالمين ، وأنا أحترم قول الله سبحانه ، ولا أحترم ما يخالفه .

6 - القسم المعتد به من المتظاهرين هم من حملة السلاح والمقاومين ، وفيهم الكتاب والمثقفون ، وأريد أن أكشفك سراً ، إن الكثير الكثير من الصدريين والمقاومين هم من المطلوبين للقوات الأمريكية ، وصورهم معلقة على الجدران ، ولكنهم آثروا الإشتراك بالتظاهرة لأنهم رجال ..ونعم الرجال .
ولا تحية على أشباه الرجال


ملاحظة // أدناه الحلقة الثانية من الموضوع
http://al-mawood.org/news/news.php?readmore=886

راسم محمد اسماعيل
19/10/2008, 10:45 PM
المشروع الصدري في العراق – المنجز والإخفاقات – ح2


بطاقة تعريفية //
((الصدريون ، هم مقلدوا وأتباع السيد الشهيد (محمد محمد صادق الصدر) والذين واكبوا مرحلة انبثاق ثورته إبان حكم السلطة الصدامية ، أو الذين اتبعوه وقلدوه بعد استشهاده على يد السلطة ، أو الذين اتبعوا المنهج الصدري الثوري بعد احتلال العراق ، واتبعوا قيادة السيد مقتدى الصدر ، مشيرين عناية القارئ الى وجود الكثير من الوطنيين (غير الصدريين) من مختلف الطوائف والأديان والقوميات ، ممن التحقوا بركب الإنتفاضة والمقاومة الصدرية والمنهج الصدري لتطابق الأجندة الوطنية )).
* * *

منذ الأيام الأولى لتجمع مقلدي وأتباع السيد الشهيد (محمد محمد صادق الصدر) حول قيادة ولده (السيد مقتدى الصدر) في فترة ما بعد احتلال العراق ، حاول الصدريون أن ينظموا صفوفهم بشكل مؤسساتي أولي وبدائي من جديد ، مستفيدين من انهيار السلطة ، وغياب آلة التنكيل والرقابة ، دون أن تكون لهم تجربة في بناء المؤسسات وهيكلياتها ، إلاّ بقدر استفادتهم من تجربة لتنظيم (السري والعلني) الذي أحدثه وأسس له السيد الشهيد (محمد الصدر) قبل اغتياله من قبل السلطة وبصحبته ولديه (مصطفى ومؤمل) ، حيث لم تكن هذه التجربة راسخة جداً بسبب محدودية الوقت وضيق المساحة وتضييق السلطة ، منبهين الى أن عقد الصدريين قد انفرط بعد اغتيال السيد الشهيد الصدر ، واستطاعت السلطة (الصدامية) أن تقوض تجمعاتهم ، وأن تشتت أواصرهم بالقتل والتشريد والإعتقال ، رغم أنها لم تستطع أن تلغي علاقاتهم الإجتماعية وتأريخهم وازدياد انتشارهم ، ومحبتهم لمقتدى الصدر وأخيه (السيد مرتضى) باعتبارهما الوريثين الشرعيين للمنهج الصدري .
إن التفات السيد (مرتضى الصدر) للدرس و (العرفان) واهتمامه بهما ، اضافة لتمتعه بشخصية هي أقرب للميل للتعبد والإنعزال ، كان قد أعطى متسعاً في الحراك أمام السيد مقتدى الصدر الذي كان يتمتع بشخصية تميل نحو القيادة والتصدي رغم أنه كان أصغر سناً من السيد مرتضى ، منبهين الى أن تصدي السيد مقتدى الصدر للقيادة قد مكن الصدريين من الشعور بأن (المنهج الثوري الصدري) لم يعدم صفة الإستمرار ، وخلق لديهم شعوراً بأن هناك ديمومة تفرض عليهم الإستمرار والمواكبة ، ومنحهم فرصة التجمع من جديد حول قيادة تمثل بالنسبة إليهم الإرث الوحيد لفكر السيد الشهيد الصدر .
وبدأ المنهج الصدري يتمحور حول محورين أساسيين هما (محور العاطفة) ومحور (التطابق) ، وكلا المحورين خلقا طائفتين من الأتباع ، فالطائفة الأولى جمعت حولها الملايين من العاشقين الذين لا يتوانون عن التضحية – باسم الحب – بالروح والممتلكات ، ويتتبعون توجيهات السيد مقتدى الصدر دون أن يحتاجوا الى تفسير ، وهناك طائفة من الأتباع الذين اتبعوا مقتدى الصدر لأنهم اعتبروه القائد الأمثل لطموحاتهم الوطنية ، وكل من الطائفتين له مجال عمله ووظيفته ، واخفاقاته ومنجزه على الصعيدين المجتمعي والسياسي ، سنتناولهما بالتفصيل إن شاء الله .
بعد سقوط السلطة واحتلال العراق ، بدأ أول تشكيل للصدريين متمثلاً بـ (المكتب الإعلامي) ، وبدا ظاهراً وواضحاً أن السيد مقتدى الصدر بدأ بهذا التشكيل ليوظفه في مشروع مهم وخطير ، وهو مشروع الوحدة الوطنية .
فبدأ بعدها مباشرة بتأسيس (الهيئة العليا للتقريب بين المذاهب الإسلامية) لشعوره بأن أهم وأكبر خطر يهدد مسيرة العراق هو امكانية اشتعال الفتنة الطائفية ، التي سبق وأن أذكى جذوتها الكم الهائل من الظلم الذي أوقعته آلة السلطة الصدامية ضد الشيعة والتشيع ، والتي طالت بعجلاتها كل طوائف وقوميات الشعب العراقي ، ولكنها وقعت بشكل أشد وأكثر وضوحاً على الشيعة والأكراد في العراق .
من هذا المنطلق ، كان من المفروغ منه أن يتم توجيه كل الطاقات الوطنية نحو مهمة اجهاظ الفتنة الطائفية التي بدت بوادر اشتعالها تنبثق من بين أصابع المندفعين ، والتي بدأت أول خطواتها وبوادرها في مسألة (عائدية) المساجد للفريقين ، فقد كانت السلطة السابقة قد (احتلت) الكثير من المساجد والحسينيات الشيعية ، وحولتها الى جوامع (سنية) تحت ضغط وتهديد السلاح ودون الإلتفات الى أصل (وقفيـّة) هذه الأماكن وأصل عائديتها وملكيتها .
مضافاً الى ذلك ، إن المكتنز بالوعي الجمعي الشيعي أن القوات التي استعان بها (صدام) لقمع انتفاضة الشيعة عام 1991 هي قوات منتدبة من مناطق سنية ، قامت بقتل آلاف العراقيين وأسست لثقافة (المقابر الجماعية) ، تبعتها فعاليات (جيش القدس) الذي تم تأسيسه (إعلامياً) للقيام بمهام تتعلق بالقضية الفلسطينية ، ولكنه قام بأول مهامه بالهجوم على قرى الجنوب الشيعية الفقيرة ، وأزهق من أرواح الشيعة ما أزهق ، وانتهك من حرماتهم ما انتهك ، ولسنا هنا بصدد مناقشة أسباب هذه الفعاليات والجرائم ، ولكن المهم هو الأثر المترتب عليها ، والذي عززته عمليات منع الشيعة من زيارة مراقد أئمتهم ومنعهم من ممارسة طقوسهم الدينية ، واغتيال مراجعهم ، وإعدام أساتذة الحوزة ، وسحق الصوت المعارض لدى الشيعة ، وغيرها من التصرفات الرعناء التي شقت وحدة الشعب العراقي ، وأسست للفتنة الطائفية بعد الإحتلال ، وخلقت نوعاً من أنواع العداء المكتنز في الوعي الجمعي الشيعي لكل ما يذكرهم بسنين محنتهم مع السلطة .
لقد كانت الغالبية العظمى من أهل السنة تتصور بأن يد الشيعة ستطالهم بالقتل والتشريد لمجرد زوال آلة السلطة القمعية كرد فعل انعكاسي على المرحلة التي عاشوها تحت طائلة السلطة وآلتها القمعية ، ولكن يد الله وأنفاس الطيبين – من العراقيين - وحراكهم السريع أدى الى وأد هذه الفتنة في أول بوادر ولادتها ، مما حدى بالشيخ (أحمد الكبيسي) أن يصرح بعد أيام من انهيار السلطة قائلاً (بيّض الله وجوه الشيعة ..........) ذلك لأنهم لم ينفلتوا ضد أخوتهم من أهل السنة كما كان متوقعاً ، أو كما كان يراهن المراهنون الذين لم يعرفوا طيبة الشعب العراقي وقدرته على التسامح .
ما لم يلتفت اليه البعض أن العراق – إبان الإحتلال- كان جائماً على بركان (طائفي) من الممكن له أن ينفجر بأي لحظة ، وهذا في الحقيقة كان من أولى أولويات تخوّف أبناء المنهج الصدري ، بل ربما يكون التصدي لإحتمالات تفاقم الفتنة الطائفية أهم حتى من التصدي لقوات الإحتلال ، فأرجاً السيد مقتدى الصدر مشروع المقاومة في الأيام الأولى رغبة منه في التأسيس لما يلي :-
1- الإلتفاف على مشروع الفتنة الطائفية كخطوة أولى للإسقاط بيد المحتلين وأعوانهم ، وتوحيد القوى الوطنية للتصدي فلأحتلال بدلاً عن توجيهها ضد العراقيين أنفسهم .
2- اعطاء فرصة للشعب العراقي كي يفهم حقيقة زيف الإدعاءات الأمريكية في الديمقراطية والتحرر والخلاص والوعود الفارغة التي يبدو أنها قد انطلت على الكثيرين .
3- منح العراقيين لكشف أوراق (مجلس الحكم) الذي ضم الكثير من مدعي الوطنية .
4- منح العراقيين فرصة استيعاب خطورة ونتائج اللعب بورقة توزيع المناصب على وفق (الإستحقاق الطائفي) والذي بدأ أول خطواته في تشكيلة مجلس الحكم .
5- التأسيس لمرحلة جديدة من التوافق الوطني العراقي بين مختلف الأطياف والقوميات للرد والتصدي لأي مشروع لتقسيم العراق .
6- وضع الأسس العامة للمرحلة الجديدة ، ووضع الخطط التي من شأنها أن لا تضعف الطاقات العراقية أو تشتتها . في مرحلة تفاجأ فيها العراقيون من (تبخر) القوات العراقية ، وبدأوا صباحاتهم على صوت الآليات الأمريكية التي تجوب شوارع العراق .
7- إعادة قراءة الخارطة السياسية العراقية ، والبحث عن توازنات في المعادلة الإقليمية ، في وقت بدأت تنتشر فيه أرتال المجرمين وقطاع الطرق ، ووفود المنتفعين وذوي المصالح التي لا تمت للوطنية بصلة ، وتشكيل فرق القتل والتصفية والتأجيج الطائفي وغيرها .
8- محاولة تفعيل دور الحوزة العلمية ، هيئة علماء المسلمين ، وتوظيف صوتهما المؤثر في مشروع التصدي للمحتل .
وكانت أولى مبادرات السيد مقتدى الصدر أن عبر عن رفضه لحكومة المحتل المتمثلة بــ (مجلس الحكم) الذي تأسس على وفق التوزيع الطائفي والعرقي ، والذي أسس بشكل مباشر للخطوات الأولى للفتنة الطائفية ، فبدأت شعارات المصلين في المساجد والحسينيات الصدرية (حصراً) ترتفع بهتاف (عاش عاش عاش الصدر ...أمريكا والمجلس كفر) ، وبدأت – حيث لم تنته – شعارات مسجد الكوفة ، والمساحد التي يقيم الصدريون فيها صلاة الجمعة بترديد شعارات (كلا كلا أمريكا) (كلا كلا احتلال) (كلا كلا يا باطل) (نعم نعم للعراق) (نعم نعم للإسلام) (نعم نعم للتحرير) وهي لم تكن شعارات جوفاء أو مرحلية ، فقد كانت هي نفسها ، أو هي أشبه ما تكون بشعارات المصلين من أتباع السيد الشهيد الصدر في مسجد الكوفة وبقية مساجد الصدريين في زمن السلطة الصدامية ، وهي الشعارات التي حاول أعداء محمد الصدر أن يوظفوها ضد حركته الإصلاحية المجددة ، ويقولوا بأن (محمد الصدر) يهتف ضد أمريكا لمصلحة (صدام) ، ونجحوا في ذلك .


راسم المرواني
المستشار الثقافي
لمكتب السيد الشهيد الصدر (قده)
العراق / عاصمة العالم المحتلة
marwanyauthor@yahoo.com

م.سليمان أسد
19/10/2008, 11:07 PM
2 - التظاهرة التي أشرت عنايتك إليها ، كانت تضم الشيعة والسنة والعرب والأكراد والمسلمين والمسيحيين والتركمان وكل فئات الشعب العراقي الجريح .والجميل أن شعاراتهم واحدة وأنفاسهم واحدة



نعم
لقد رأيناهم وسمعناهم بكافة أطيافهم و لغاتهم و لهجاتهم
يصيحون ... الموت لأمريكا
ليساندوا أخوتهم حاملي سلاح المقاومة و الجهاد
بسلاح الإعلام ....
فبارك الله بهم ولهم
و وفقهم ... وأيدهم بنصره

الحاج بونيف
19/10/2008, 11:43 PM
اقتباس:
إن المكتنز بالوعي الجمعي الشيعي أن القوات التي استعان بها (صدام) لقمع انتفاضة الشيعة عام 1991 هي قوات منتدبة من مناطق سنية ، قامت بقتل آلاف العراقيين وأسست لثقافة (المقابر الجماعية) ، تبعتها فعاليات (جيش القدس) الذي تم تأسيسه (إعلامياً) للقيام بمهام تتعلق بالقضية الفلسطينية ، ولكنه قام بأول مهامه بالهجوم على قرى الجنوب الشيعية الفقيرة ، وأزهق من أرواح الشيعة ما أزهق ، وانتهك من حرماتهم ما انتهك ، ولسنا هنا بصدد مناقشة أسباب هذه الفعاليات والجرائم ، ولكن المهم هو الأثر المترتب عليها ، والذي عززته عمليات منع الشيعة من زيارة مراقد أئمتهم ومنعهم من ممارسة طقوسهم الدينية ، واغتيال مراجعهم ، وإعدام أساتذة الحوزة ، وسحق الصوت المعارض لدى الشيعة ، وغيرها من التصرفات الرعناء التي شقت وحدة الشعب العراقي ، وأسست للفتنة الطائفية بعد الإحتلال ، وخلقت نوعاً من أنواع العداء المكتنز في الوعي الجمعي الشيعي لكل ما يذكرهم بسنين محنتهم مع السلطة .
لقد كانت الغالبية العظمى من أهل السنة تتصور بأن يد الشيعة ستطالهم بالقتل والتشريد لمجرد زوال آلة السلطة القمعية كرد فعل انعكاسي على المرحلة التي عاشوها تحت طائلة السلطة وآلتها القمعية ، ولكن يد الله وأنفاس الطيبين – من العراقيين - وحراكهم السريع أدى الى وأد هذه الفتنة في أول بوادر ولادتها ، مما حدى بالشيخ (أحمد الكبيسي) أن يصرح بعد أيام من انهيار السلطة قائلاً (بيّض الله وجوه الشيعة ..........)


نعم أيها الفاضل غير الطائفي بمثل هذا الخطاب المتسامح يمكنكم أن تجمعوا العراقيين كلهم من حولكم..
ما أحوج الشعب العراقي إلى رجل نحرير وذي عقل حصيف مثلك أن يكتب هذه الكلمات الشافية التي تجمع ولا تفرق..
الشيعة الطيبون صفحوا عن السنة القتلة الذين جاء بهم صدام وقتلوا الشيعة..واعترف بذلك الكبيسي..
يا سلام على هذا الخطاب الوحدوي؛ هو أبلغ من خطاب مقتده الذي ألقاه بالأمس أمام الملايين من المتظاهرين الذين جاؤوا من كل أصقاع الدنيا..!!
أنا أحسدك على هذا الخطاب المعتدل الذي يجعل كل سني وكل شيعي يتعانقان بمجرد قراءة كلماتك هذه..
الشيعة غفروا للسنة خطأهم ولم يذبحوهم مثلما كانوا يفعلون هم في عهد صدام..
اعلم أخي الفاضل أنك أنت من يعيش في العراق لا أنا، واعلم أن كلامك هو المؤثر لا كلامي..
آبائي حرروا الجزائر ولم يقوموا بأية مظاهرة، كانوا يقاومون المحتل بكل ما أوتوا من قوة..
لم يهادنوا المحتل ولم يطلبوا مناصب ولم يجروا أية انتخابات تحت نير المحتل، ولم يكن للجزائر مالكي خائن ولا مقتدى ولا سيستاني .. كان لنا صوت واحد هو الله أكبر والجهاد في سبيل الله..
لنا أمازيغ وإباظييون وشاوية وغيرهم من الفرق ولكن الجميع ذابوا في جبهة واحدة هي جبهة التحرير الوطني.. وتحررت الجزائر والحمد لله..
أنتم بمثل هذا الكلام، وتفرقكم إلى سنة وشيعة وأكراد وتركمان ومسيحيين وغيرها من الطوائف، بالإضافة إلى الأحقاد التي ما زلتم تكنونها لكل من اسمه عمر وخالد وعثمان وغيرها من الهويات يجعلنا نشك في صدق نواياكم في تحرير العراق العربي، بل ونصنفكم في الفئات التي تنتمي إلى إيران عرقا وأصلا وفصلا ..وفائدتكم في بقاء المحتل جاثما على صدوركم كما يريد لكم أسيادكم.
لماذا لا تقاومون المحتل؟ ما الذي يمنعكم أيها الأبطال النشامى؟ ما الذي يكبلكم ؟ أليس هو السيستاني والولد مقتده وغيرهما ممن تسجدون لهم صباح مساء..؟

أبناء السنة ممن تدعون أنكم شفعتم لهم هم من يزلزلون الأرض تحت أقدام المحتل وأعوانه ..
هم أحفاد علي بن أبي طالب وعمر بن الخطاب وأبي بكر وعثمان والصحابة رضوان الله عليهم أجمعين ممن تربوا في مدرسة الرسول صلى الله عليه وسلم وعرفوا معنى الجهاد..
حاشا الشيعة من العرب الأقحاح الذين يقفون إلى جانب إخوانهم في الخندق الواحد، وهؤلاء قلة، وهؤلاء نكن لهم الاحترام. أما غيرهم من الخانعين المستسلمين فإلى جهنم وبئس المصير.
عاشت المقاومة العراقية الباسلة
الموت للمحتل وأعوانه من الخونة ..

راسم محمد اسماعيل
21/10/2008, 02:34 AM
المشروع الصدري في العراق – المنجز والإخفاقات – ح3


إن أول المؤشرات السلبية التي أدت فيما بعد الى اخفاقات في المشروع الصدري تكمن في أن الخطاب الصدري ظل مترنحاً بين (العنف الثوري) المشوب بالعاطفة ، و (الموروث المتجذر التقليدي) ، فقد حاول أغلب الخطباء الصدريين تقليد صوت وحركات المولى المقدس (محمد الصدر) ، واعتبروا ترديد عبارات (حبيبي) و (قل لا؟) وعبارة (سبحان الله) الغاضبة وعبارته المتسائلة (الله يدري لو ما يدري ؟) وسيلة من وسائل استقطاب الوعي والمزاج الصدري وتذكيره بالسيد الشهيد ، واعتبروا هذه العبارات هي كل أو غاية الموروث عن سماحته ، ولذا ، ومن باب الرتابة غير الواعية ، استمر الصدريون – حتى يومنا هذا - على ترديد وتكرار خطب الجمعة التي ألقاها السيد الشهيد في حياته على منابر صلاة الجمعة ، متجاوزين الكم الهائل من الطروحات الرائعة والمعلومات والبحوث والإرهاصات التي تكتنز في مؤلفات هذا العملاق العالم الثائر ، وكأن كل ما جاء به هو خطب الجمعة فقط .

ومن هذا الباب الضيق ، فقد ردد الصدريون شعارات السيد الشهيد الصدر التي كان يرددها في زمن السلطة المقبورة وقبل اغتياله بشكل تقليدي ، دون الرجوع الى الظرف الموضوعي لخلق الشعار ، وأخطرها شعارات (نعم نعم للمذهب) أو (كلا كلا نواصب) ، وهما شعاران رائعان وواقعيان ومهمان جداً ، ولكنهما فقدا أهميتهما بالنسبة للواقع المعاش ، ذلك لأنهما أصبحا – في بداية الإحتلال - يشكلان معوقاً أمام مشروع الوحدة الوطنية الذي بدأه السيد الشهيد الصدر واضطلع باستكماله السيد مقتدى الصدر ، وكان المفترض أن تتغير أسلوبية الخطاب الصدري في مرحلة ما بعد الإحتلال ، لأن السيد الشهيد عندما رفع شعار (نعم نعم للمذهب) إنما كان في مرحلة من مراحل تهديد السلطة الصدامية للتشيع ، وحين رفع شعار (كلا كلا نواصب) فإنه كان يعني بذلك السلطة التي مارست أشد أنواع الإستهتار بالشيعة وطقوسهم وعلمائهم .

أما في مرحلة ما بعد سقوط السلطة فكان ينبغي أن يتنصل الخطاب الصدري عن مستواه المحلي المحدود الى المستوى الإقليمي أو العربي ، لأن الإسلام برمته والوطن برمته خاضعان للتهديد ، رغم أن الكثير الكثير من أخوتنا وأحبتنا من أهل السنة قد فهموا مغزى الخطاب ، ولم يتوجسوا منه ، ولكن جل خشيتنا كانت متأتية من الطائفيين والمصطادين بالماء العكر ـ أن يستغلوا هذه الشعارات لأغراض دنيئة لا علاقة لها بأصل الشعار وغايته .

وحتى شعار (نعم نعم للإسلام) فإنه – حسب رأينا – كان يمكن أن يسبب عزلاً للمسيحيين والصابئة الوطنيين المناهضين للإحتلال ، ويجعلهم خارج إطار الوطنية ، رغم أن السيد مقتدى الصدر قد رفع شعار (نعم نعم للإسلام) لما يعيه من مؤامرة صليبية لا علاقة لها بالمسيحية الحقيقية ضد الإسلام والمسلمين .

ولكي نحرز الموضوعية بالطرح ، علينا أن نشير الى أن من المسلّم به أن السيد مقتدى الصدر والقيادات (الواعية) المحيطة به لم تكن غائبة عن التأثير السلبي لهذه الشعارات التي تسبب حساسية لدى أطراف أخرى ، ولكنها بنفس الوقت كانت تعي حجم التهديد الصهيو – أمريكي للتشيع خصوصاً ، وللإسلام عموماً ، وكان الصدريون يعلمون معاني ومفردات وغايات الخطاب (الديني – السياسي) المنبثق عن (الكنيسة التدبيرية) قبل احتلال العراق ، والذي يؤشر لمشروع (ديني- سياسي) يدفع نحو ضرورة استحضار مقومات استكمال بناء دولة اسرائيل ، وتهيئة مفردات الأمن القومي الإسرائيلي ، وتحضير وسائل النصر في معركة (هرمجدون) المرتقبة بين الإمام المهدي وأساطين دولة (اسرائيل) .

وكان السيد مقتدى الصدر ومعه الصدريون ، يفهمون معطيات ومندرجات الأجندة الصهيو – أمريكية ، ومفردات تخوفها من الإمتداد (الشيعي – الإسلامي) الذي من شأنه أن يقوض مشروع (الديمقراطية الرأسمالية) ويربك تحقيق الحلم الصهيوني المرتقب .

ولذلك ، فقد كان من أولويات هذا المشروع – الصهيو أمريكي - هو الإنقضاض على التشيع وإذابته بشكل متقن ومدروس كخطوة مهمة من أجل تحقيق (الأمن القومي الإسرائيلي) . (راجع كتاب المؤامرة على الأديان الإلهية – باللغة الإنكليزية - للكاتب البريطاني مايكل برانت) .

وعليه ، فشعارات (نعم نعم للمذهب ، و ، كلا كلا نواصب ، و ، نعم نعم للمهدي ، و، نعم نعم للإسلام) التي ارتفعت في مسجد الكوفة وبقية مساجد الصدريين قبل وبعد الإحتلال لم تأت من فراغ ، بل جاءت مرتكزة على أسس من القراءة الواعية للمشروع الصهيو – أمريكي في المنطقة والعالم ، وليس لها علاقة بما تروج له الأقلام الطائفية الرخيصة .

ولكن مما يؤخذ علينا – وأنا أقر بذلك – أننا رفعنا هذه الشعارات في مرحلة متقدمة ، دون أن نوصل للعالم أسباب توجسنا ، أو ننقل لهم قراءاتنا المهمة ، ومما يؤخذ علينا – نحن ذوي التخصص -أننا لم نكلف أنفسنا إيصال فكرة أن (النواصب) هم أعداء الدين والمذهب وعلى رأسهم اليهود الصهاينة والصليبيين والمتمسحين بعباءة الإسلام من المتآمرين على أصل الإسلام المحمدي الحنيف ، فجاء شعارنا ليشكل مصدراً من مصادر التوجس لدى أخوتنا وأحبتنا وشركائنا في الوطن والمحنة والدين من أهل السنة داخل وخارج العراق ، معززاً بفتاوى التكفير التي يطلقها بعض شيوخ التكفير ضد الشيعة (الرافضة) والتي تعزز من تخوفهم غير المبرر ، والشائعات (المتقنة) التي يطلقها أصحاب المشروع الطائفي (المحلي والعالمي) ، والتي عززت من تخوف أهل السنة من المشروع الصدري الشيعي الوطني .

كانت الشعارات المناهظة للإحتلال ، والتي رددها المصلون (الصدريون) في مسجد الكوفة وفي صلوات الجمعة التابعة للصدريين ، تؤشر لفهم جديد وتؤسس لمرحلة جديدة من مراحل التصدي للمحتل ، تدعمها تساقطات أوراق المحتل وأعضاء مجلس الحكم التي تكشفت بوضوح يدل على نغمة نشاز بين النغمات الوطنية ، فبدأ السيد مقتدى الصدر بخطوة خطيرة تكمن في تشكيل (حكومة) بإزاء مجلس الحكم ، كتعبير عن رفضه ورفض أتباعه لمجلس الحكم جملة وتفصيلاً ، وكانت حكومة السيد مقتدى الصدر تضم الكفاءات العلمية والوطنية من التكنوقراط من الشيعة والسنة والمسيحيين والأكراد وغيرهم ، حتى أن البعض أطلق عليها تسمية (حكومة الظل) .

إن من أول بوادر الإخفاق في هذا المشروع كانت تكمن في أن (حكومة الظل) جاءت في مناخ سياسي مضطرب وفي مرحلة من الضجيج والتخبط في الشارع العراقي ، ولم يتم الإعلان عنها وعن شخصياتها بشكل واضح وشفاف ، ولم يتم استخدام الإعلام بشكل مكثف لدعمها أو تثبيت أركانها ، أو التثقيف باتجاهها ، مضافاً الى ذلك أن الصدريين لم يستكملوا بعد مشروع تأسيس (جيش المهدي) الذي كان من الممكن - في بداياته الأولى - أن يضم مختلف أطياف الشعب العراقي ، ويهئ لمستلزمات تقويم وتقوية هذه الحكومة ، فضلاً عن عدم وجود الداعم المالي لمستلزمات بناء الحكومة ووزاراتها ، فجاءت الفكرة (المشروع) كجنين سقط ، على ما تحمله من أهمية وقوة وذكاء الفكرة ، وكان يمكن أن تقلب الطاولة على المحتل وأعوانه ، وكان يمكن أن تغير مسيرة الأحداث نحو وجهات أخرى .

ورغم كل شئ ، ورغم الإخفاق ، ولكن هذه الخطوة الجريئة كانت قد زرعت في نفوس العراقيين ومضة الشجاعة التي يحتاجونها في التصدي ، بيد أنها – من ناحية أخرى - سببت يقظة لدى المحتل وأعوانه ، وخلقت لديهم حالة من التوجس لهذا العملاق (الصدري) الذي يمكن أن يهدد تنفيذ الأجندة الصهيو – أمريكية في العراق والمنطقة ، وفتح شهية أصحاب المصالح الشخصية وعملاء المحتل وذيوله لأن يبدأوا جلسات سمرهم بمناقشة (الممكن والمستحيل) أمام هذا الشاب (العربي) الذي بدا لهم وبوضوح أنه يمتلك السحر والقدرة والقابلية على أن يؤثر بملايين العراقيين ، ويمكن أن يحرك الشارع العراقي نحو الوجهة التي يريد ، ويمكن أن يهدد أو يقوض امبراطورياتهم التي بها يحلمون ، ما جعلهم يلقون أقلامهم ، ويعيدون التفكير مراراً ، ويضعون تساؤلهم الأهم ، في كيفية توظيف أو جذب أو خداع أو الإنقضاض على هذا المارد الذي لم يحسبوا حسابه ، في وقت كان الصدريون فيه لا يكلفون أنفسهم اختراق دهاليز الساسة ، وفه ما يخطط له أعداء العراق .

لقد كانت رؤية الصدريين لـ (السنة العراقيين) تتمثل في فهم مغاير لفهم الآخرين ، فالصدريون كانوا يرون بأن أبناء السنة من العراقيين كانوا خاضعين لتأثيرات مهمة وتوازنات خلفتها لديهم السلطة السابقة ، ولديهم ولاءات ثلاثة تكمن في (الولاء للدين والمذهب) و (الولاء للوطن والعشيرة) و (الولاء للسلطة) ، وبحكم كون السلطة كانت تدعي انتمائها لمذهب سني ، فقد كان أخوتنا من أهل السنة يشعرون بالأمان على ولائهم لدينهم ومذهبهم ، ولأن السلطة كانت تتاجر بالوطنية وترفع الشعارات الرنانة ، فقد أحس السنة بالأمان على الوطن والعشيرة ، ولأن السلطة كانت تدعم أبناء السنة وتهيئ لهم مستلزمات الرقي بالمناصب أكثر من غيرهم ، فقد تولد لديهم شعور بأنهم آمنون على مستقبلهم مما أدى الى شعورهم بالولاء للسلطة ، وهذه التوازنات كانت مفهومة لدى الصدريين ، وكان أكثر رهانهم على الولاء للوطن والدين والمذهب والعشيرة لدى أبناء السنة في العراق .

فبعد سقوط السلطة ، لم تندثر لدى أبناء السنة ولاءاتهم للدين والوطن والعشيرة والمذهب ، بل كل ما انهار هو (ولاء للسلطة) يمكن أن يتشكل من جديد على وفق رؤية جديدة يصنعها الولاء للوطن ، حين يجد المسلم السني العراقي أجندة وطنية يمكن أن تخلق لديه شعوراً بالأمن على مستقبل وطنه .

ومن الضروري أن نشير الى إن الولاء للسلطة كان يمثل أضعف الولاءات لدى أبناء السنة ، فحين أراد (صدام) أن يكتب القرآن بدمه ، رأينا الكثير من علماء السنة يتصدون لهذا المشروع ويدفعون من أرواحهم ثمناً للتصدي ، وقبلها الثمن الذي دفعه الشيخ العالم (عبد العزيز البدري وأنصاره) وهو من كبار علماء السنة في العراق ، نتيجة تصديه للدفاع عن الإسلام ، وهنا نجد أن الولاء للدين أقوى من الولاء للسلطة .

وفي أنموذج آخر ، نجد أن الولاء للعشيرة عند أهل السنة أهم وأكبر من الولاء للسلطة ، في المحنة التي عاشتها قبيلة (الدليم) وهي قبيلة المرحوم (محمد مظلوم) تحت آلة القمع الصدامية ، ونجد من خلالها أن الولاء للسلطة قد تلاشى أمام الولاء للعشيرة ، حيث تصدت قبيلة الدليم للسلطة عند شعورها بهدر كرامة العشيرة .

وقبلها وجدنا أن الولاء للوطن قد سحق الولاء للسلطة حين قام صدام بإعدام الرعيل الأول من (البعثيين) لأنهم أحسوا بأن تسلق صدام للسلطة يمثل خطورة على الوطن ، فعارضوا انتخابه ، مما حدا به لإعدامهم دون محاكمة ، وهنا نوع من أنواع تلاشي الولاء للسلطة أمام الولاء للوطن .

وبعد كل ذلك ، فقد كان الصدريون يراهنون على ولاء أهل السنة لدينهم ومذهبهم ووطنهم وانتمائهم العشائري العروبي أكثر من انتمائهم للسلطة ، خصوصاً بعد زوالها ، ما لم يأت مؤثر (خبيث) فيدفع أهل السنة نحو استعادة الولاء للسلطة تحت ضغوط نفسية (خارجية أو داخلية) مدروسه .

السيد مقتدى الصدر وأتباعه ، راهنوا على هذه الولاءات الوطنية والإنسانية لدى أبناء السنة من العراقيين ، ولذا بدروا الى إرسال الوفود والتشبث بالصلاة الجامعة (السنية – الشيعية) ، يحدو بهم سائق من قول السيد الشهيد الصدر حين قال (من قال هذا شيعي ، وهذا سني، فهو منافق) ، وبالمناسبة ، فنحن نعتذر للسيد الشهيد أننا نورد عبارات وتسميات (شيعة) (سنة) وهو يعلم أن غايتنا منها الإيضاح ليس إلاّ .

لقد انتبه المحتلون الى خطورة مشروع الوحدة الوطنية الذي دعى إليه مقتدى الصدر ، وسارع إليه العراقيون الشرفاء بسنتهم وشيعتهم وعربهم وكردهم ومسيحيوهم وصابئتهم وغيرهم ، وبات لزاماً عليهم أن يفرزوا الأوراق ويعيدوا قرائتها من جديد ، من أجل تقويض هذا المشروع الذي من المؤكد أنه سيقهقر المشروع الأمريكي في العراق والمنطقة .

إن الولاء للسلطة السابقة لم يكن منحصراً على دين أو قومية أو طائفة معينة ، بل كان منتشراً على طول خارطة العراق وعرضها ، ولكن بنسب متفاوتة ، تحكمها الإنتماءات الطائفية والدينية والعرقية ، وتحكمها المصالح الشخصية ، والرغبات النفسية ، وحب الدنيا ، أو حب الذات ، أو البحث عن مجال للتحرك ، أو البحث عن السلطة ، ، وخصوصاً بعد أن تحول الولاء (للحزب) الى مجرد ولاء (للسلطة) تحت تأثير ديكتاتورية القرار ، والتقافز على الشعارات ، وذوبان الحزبية في بودقة السلطة .

لقد استفاد الصدريون من تجارب ذوبان الشعارات والأهداف والمبادئ وتلاشيها في بودقة الحزب والتحزبية ، وتحويلها الى ثانويات بالنسبة لمصلحة الحزب وقياداته ، وانهيارها أمام زخرف السلطة ، ولذا لم يفكروا بتأسيس حزب لهم خشية تحول الشعارات الى مادة من مواد خدمة الحزب والسلطة ، وخوفاًُ من انهيارها أمام مصلحة الحزب .



راسم المرواني
المستشار الثقافي
لمكتب السيد الشهيد الصدر(قده)
العراق / عاصمة العالم المحتلة
marwanyauthor@yahoo.com

راسم محمد اسماعيل
21/10/2008, 04:53 AM
ملاحظة خارج النص .... ريثما تأتي الحلقة المقبلة .

كل دماء العراقيين عزيزة
دماء عمر وأبي بكر وعثمان وسعد وخالد
وكذلك دماء علي وعباس وحسين وحسن وباقر وصادق
وكلها سالت على أرض الرافدين
وكلها أخذت المفخخات منها أي مأخذ
تباً ... وتباً ..وتباً
لكل حاقد ، أعمته الضغائن ، واستفزه الشنآن
فلم يعد ينتبه الى أن اليد التي اغتالت عثمان وعمر وخالد
هي نفس اليد التي اغتالت حسين وباقر وصادق
وهي نفس اليد التي اعتدت على مساجد أهل السنة ، وفجرت حسينيات الشيعة
وسحقاً ثم سحقاً ثم سحقاً
لكل حاقد أفاق لا يهتم لدماء العراقيين ، ويكيل لهم بمكيالين
وليعلم الجمع ممن ضم مجلسنا
بأن الذي يبكي لدماء السنة ويستهتر بدماء الشيعة
أو يبكي لدماء االشيعة ويستهتر بدماء أهل السنة
إنما هو من دعاة الفتنة
ومثله كمثل معاوية وأصحابه
حين رفعوا المصاحف بصفين ...ونادوا (لا حكم إلا لله)
فقال أمير المؤمنين علي بن ابي طالب ع
((هذه كلمة حق ..يراد بها الباطل))
اللهم لا تسلط على العراقيين من لا يرحمهم
ومد في قلوبهم الحب والتسامح والأخوة
وأعنهم على تحرير بلادهم بكل ما يملكون من وسائل
ولا تفتح عليهم أبواب الفتنة
وابعد عنهم (دنس) أقلام ذوي النفوس المريضة
ورحم الله من قال ....آمين .

عبد الرشيـد حاجب
21/10/2008, 05:26 AM
إقتباس :يقول السيد الحاج بونيف.

"آبائي حرروا الجزائر ولم يقوموا بأية مظاهرة، كانوا يقاومون المحتل بكل ما أوتوا من قوة..
لم يهادنوا المحتل ولم يطلبوا مناصب ولم يجروا أية انتخابات تحت نير المحتل، ولم يكن للجزائر مالكي خائن ولا مقتدى ولا سيستاني .. كان لنا صوت واحد هو الله أكبر والجهاد في سبيل الله..
لنا أمازيغ وإباظييون وشاوية وغيرهم من الفرق ولكن الجميع ذابوا في جبهة واحدة هي جبهة التحرير الوطني.. وتحررت الجزائر والحمد لله.."

أولا نقول أن من حق السيد الحاج بونيف أن يتدخل في الشأن العراقي الداخلي , ما دام العراقيون طرحوا أمامنا هنا

قضاياهم للنقاش وبشكل رسمي كون السيد راسم المرواني هو الممثل الاعلامي للتيار الصدري.

ومن حقه أيضا أن يبدي تعاطفه مع العراقيين السنة وإن كنت أعتقد أنهم أحرى بالرد كون المسألة تخصهم وتتعلق

بمصالح بلادهم , وكونهم أعلم بما ينفعهم وما يضرهم ما دامت المسألة سياسية بالأساس.

لكن ما لا أفهمه هو إقحامه التاريخ الجزائري بشكل عاطفي بعيدا عن أدنى أسس الأمانة العلمية والحوار المنطقي

المفروض علينا كوننا داخل جمعية من العقول والباحثين والمتخصصين.

فهل يجب أن نذكر السيد بونيف أن الصراع الذي حاول إلغاءه بجرة قلم , كان موجودا وأدى أكثر من مرة إلى

صدامات دموية بين الجزائريين في مواقفهم من الاحتلال الفرنسي ورغبة بعضهم في الأندماج إلى غير ذلك.

وهل يجب أن نذكره أن فرنسا ما كان لها أن تمكث كل تلك المدة في الجزائر لولا الخونة ؟

لست أدري كيف تناقش هنا الشأن العراقي وأنت تفهم التاريخ الجزائري بهذه الطريقة؟

يبدو لي أنك لم تقرأ إلا التاريخ الذي كتبته جبهة التحرير الوطني أو كتبه بعض المأجورين

من دول مختلفة.

إن المأساة التي تعيشها الجزائر اليوم سببها هذا التحريف البغيض لتاريخها , الذي قزم الأبطال

وأعلى من شأن الأقزام الذين أنتجوا لنا مسوخا احتلوا الكراسي , واستولوا على الثروات ,وخنقوا أنفاس العباد.

قليل من الموضوعية يا سيدي وذلك أضعف الايمان بواتا وبرسالتها الحضارية.


ملاحظة في الصميم : لم أشأ أن أدحض ما قلته هنا كلمة كلمة حفاظا على وحدة موضوع النقاش

وقد نفتح لذلك صفحة خاصة إذا شئت , وسوف نرى إلى أين نصل.

راسم محمد اسماعيل
21/10/2008, 10:29 PM
المشروع الصدري في العراق – المنجز والإخفاقات – ح4
لم يغفل الصدريون تأثير وفاعلية أبناء الأديان والمذاهب والقوميات الأخرى ، ولم يغفلوا الحاجة لأي مكون ديني أو ليبرالي أو عرقي أو إثني ، ذلك لأن الصدريين يؤمنون بأن العراق (للجميع) ، ويؤمنون بأن العراق لا يمكن أن ينهض بالقدرات المشتتة والمتشظية ، وإن أي تشظي في الطاقات فهو يصب في بودقة مصالح أعداء العراق ، وينطلقون من فهمهم الراسخ بأن الإنسانية هي أعم وأشمل في مخاطبة المنتمين إليها .

ولذا ، ورغم التعتيم الإعلامي ، فقد أرسل السيد مقتدى الصدر وفوده الى كل الطوائف والأديان والقوميات داخل العراق ، واختار النخبة من رجالاته لهذا الغرض ، وشارك الأحزاب مناسباتها وتجمعاتها بالكلمة والتحية والتأييد ، أو إرسال برقية تهنية ، أو تعضيد معنوي دون النظر الى الإختلافات الفكرية أو الفقهية ، لأن كل هذه الإختلافات قابلة للإرجاء والتأجيل خلا مسألة الوطن والتعايش والحرية والكرامة ، فهي الأولى ، وهي التي تؤدي الى فهم جديد للتعاطي مع الآخر في ظل تداعيات الواقع . كان السيد مقتدى الصدر والقيادات المحيطة به ، يرد على أصحاب (الفكر المحدود) والكلاسيكيين الذين لا يستسيغون اتخاذ احتلال العراق ذريعة لتناسي الخلافات الفكرية والجوهرية قائلاً ( نحن أمام طوفان ، وفي مرحلة الطوفان ، تجتمع كل المخلوقات على أقرب تل ، لا تعتدي على جيرانها ، لأن الخطر شامل ، وأقرب تلة بالنسبة للجميع الآن هي العراق ..) .

من هذا المنطلق ، تبادل الصدريون وفودهم واتصالاتهم مع كل القوى السياسية المناهظة للإحتلال ، والداعية للحرية ، وكذلك كل القوى والأحزاب الدينية والسياسية ، وحتى القوى التي تدور في فلك المحتل او التي تطابقه الفكر ، لغرض ابراء الذمة أو إيصال الفكرة إليها ، أو إلزامها الحجة ، أو تشجيعها على التنصل من الإنسياق والإنقياد وراء الوعود الكاذبة التي يدغدغ بها المحتلون مصالح البعض ، بل واعطائها فرصة رؤية الكم الهائل من الرافضين لوجود الإحتلال ومنحها متسعاً لإعادة النظر ، وتقريبها من خيمة الوطنية ، ودعمها بالكلمة الطيبة والحكمة والموعظة الحسنة.

وفي حينها تحول (براني) أو مكتب السيد الشهيد الى (صالة تشريفات) لاستقبال الوفود ، كرد فعل على الوفود التي أرسلها السيد مقتدى الصدر للمكونات العراقية السياسية والدينية (سنشير للتعامل السيئ من قبل بعض أفراد الحمايات لبعض الوفود في أدناه) .. وبدأت تباشير التوحد تتألق في الأفق ، ولم يكن ليمر يوم دون استقبال وفد أو موفد الى مكتب السيد الشهيد في النجف الأشرف ، حتى بدأ هذا الحراك المتسارع يثير الريبة لدى الأشخاص المنتمين الى أجندات الإحتلال ، وتخلق لديهم توجساً من استكمال هذا المشروع ، وربما أن أكثر المواقف إغاضة وتوجساً لديهم هو التوافق (الشيعي – السني) والذي بدأت تباشيره تلوح في الأفق من خلال الزيارات المتكررة لأبناء السنة لمكتب السيد الشهيد الصدر ، في الوقت الذي كانت فيه وفود الصدريين لا تنقطع عن زيارة المساجد السنية والصلاة خلف أئمة تلك المساجد ، وهذه حالة لم تكن لتغيب عن ناظر وتدقيق ومراقبة أهل التخصص في صناعة (الفرقة والفتن) من أعداء الإنسانية والدين والوطن .

ورغم كل هذا الزخم من اللحمة ، ولكن لم تكن الوفود خالية من وجود (البعض) القليل من الجواسيس ، والمنافقين ، والمجاملين ، والمتقمصين للدور الوطني ، وأصحاب المصالح الشخصية الذين يحاولون الإتكاء على مراكز القوة ، وهذا موجود في كل بقاع الأرض ، وليس حصراً على مكان أو زمان أو مشروع معين . لقد كان الصدريون يعون وجود هؤلاء القلة ، ولكنهم بنفس الوقت لا يجدون خطورة لوجودهم ، بل يستشعرون الفائدة منهم ومن وجودهم ، على الأقل على الصعيد الإعلامي ، لأن هؤلاء يمكن أن يشكلوا رقماً ولو صغيراً في المعادلة الإعلامية المضادة للإحتلال ، وكان من المفيد أن يشددوا – بوجودهم غير الفاعل – السواد ويضيفوا رقماً للمعادلة ، ويبعثوا شعوراً مشجعاً بنجاح مشروع الوحدة لدى العراقيين ، لأن ليس كل العراقيين يعرفون خفايا الأشخاص ، بل قد يحكمهم الظاهر في مواطن كثيرة . من الأخطاء التي وقع بها المشروع الوطني الصدري في التعامل مع هذه الحالة – في وقتها - أنه لم يوزع طاقاته في (العلاقات العامة) بشكل متوازن ، فقد أكد على الوحدة والآصرة مع أبناء السنة وعلمائهم دون أن يعطي نفس الزخم بالنسبة للبقية ربما لأسباب تتعلق بالكم والنوع ، بالإضافة الى عدم وجود الإستمرارية في توطيد هذه العلاقات على المدى البعيد ، وعدم وجود (منسق) متخصص لهذه العلاقات لضمان الديمومة ، وانعدام وجود (آرشيف) متحضر أو ملفات لفرز الأوراق والأجندات للتعامل معها على وفق الرؤية المدروسة ، بالإضافة – ايضاً – الى عدم وجود مؤسسة اعلامية تغطي هذه اللقاءات المهمة ، وعدم وجود مؤسسة (تشريفات) متخصصة باستقبال واستظافة وارسال الوفود بشكل مقنن بسبب الحاجة الى كوادر مثقفة تجيد التعامل مع الوفود ، وتتقن الأتكيت العام في هذا المجال دون أن تسئ الى (بريستيج) الوفود أو مكانتهم بأفعال تسبب الحساسية ولا تنم عن وعي واحترام .

فجاءت المسألة أشبه بمن (نقضت غزلها) ، وخلقت أجواءً من الحرج للسيد مقتدى الصدر ومشروعه بشكل فاضح ، وكان سوء اختيار (بعض) أفراد الحمايات سبباً لنفرة بعض الأشخاص ، ورغبتهم في عدم العودة الى معقل الصدريين ، وأعطي المجال للشياطين أن تنزغ بين السيد مقتدى الصدر واتباعه وبين هذه الشخصيات المؤثرة . في هذا الوقت ، كانت أنظار الشارع العربي والدولي تتجه نحو العراق لمعرفة التفاصيل ، وبطريقة أو أخرى بدأ اسم (مقتدى الصدر) يتسلل الى الشارع العربي ، والذاكرة الجمعية الدولية ، وبدأت كلمة أو اسم (الصدر) يتكرر في وسائل الإعلام مقترناً يالرفض للإحتلال والمقاومة ، مما حدا بالساسة الأمريكان أن ينسلوا الى الشخصيات الدينية من (آل الصدر) ليلتقوا بهم ، ويبادلوهم العناق والتقبيل ، ليفهموا الرأي العام بأن (الصدر) الذي بعتقد البعض أنه ضد الوجود الأمريكي في العراق ، هو في الحقيقة بين أحضان (بريمر) و (باول) ، معززين ذلك بالصور ، ومعتمدين على مختصر الأسماء ، حيث أن الإسم المشاع في الإعلام هو (الصدر) اختصاراً . ورغم اللقاءات التي كثرت بين الساسة الأمريكان ، والسيدين (حسين الصدر) الكاظمي ، والسيد (حسين الصدر) الذي جاء للعراق مع قوات الإحتلال ، ولكن الرأي العام الشعبي استطاع أن يفرق بين الأسماء بعد الإنتشار السريع لصور السيد مقتدى الصدر وخصوصاً بعد الإنتفاضة الثانية ، مشيرين الى أن آلة الإعلام الصدرية – على ضعفها – كانت تؤكد على نشر صور (السيد مقتدى الصدر) بكثافة وكثرة ، كنوع من أنواع الإعلام المضاد لهذا الزخم الإعلامي الذي يريد خلط الأوراق وطمأنة الشارع الأمريكي على حساب التسميات والألقاب.

لقد كان من الصعوبة بمكان إفهام الشارع العربي بأن (تشابه الأسماء لا يعني التشابه بالمواقف) ، وليس من المنطقي أن نتجاهل قدرات البعض التي وظفوها من أجل تشويه صورة المقاومة الشيعية واتهامهم بالعمالة للمحتل بدءاً من (آل فلان) وانتهاءً بآل الصدر . إن عدم وجود مؤسسة صدرية متخصصة في الــ (public relations) في البدايات الأولى لمرحلة الإحتلال أدى الى ضياع الكثير من التفاصيل ، وهذا ما انتبه له الصدريون بعد زمن متأخر ، وأسسوا – متأخرين – هيئة العلاقات العامة ، التي أخفقت في توطيد العلاقات مع التيارات والتجمعات الوطنية بسبب قلة الإهتمام ، ولكنها نجحت – قليلاً – في توطيد العلاقات مع المؤسسات الحكومية ، وليس من المستنكر أننا كنا بحاجة للعلاقات الحكومية لأغراض (تكتيكية) ومعلوماتية ، ولكننا كنا بحاجة الى العلاقات مع كل فصائل العراقيين كحاجة (ستراتيجية) أهم .
وهذه إحدى اخفاقات المؤسسات الصدرية التي سنتناول لها قريباً .

إن عدم وجود مؤسسة إعلامية (ضليعة وأكاديمية) لدى أبناء المنهج الصدري ، أدى – كنتيجة طبيعية - الى ضمور واجهة العمل الصدري ، واختزال الصوت الصدري الوطني ، واعطاء الفرصة للإعلام المضاد أن يمارس دور التعتيم والضبابية ، وربما حتى توجيه الجهد الوطني الرائع نحو مساحات مغايرة .

كان من المفترض – وقتذاك – بالطاقات الصدرية أن تؤسس لعلاقات (دائمية) ، وتتنبه الى ضرورة فتح مكاتب لأبناء المنهج الصدري في كل بقعة من بقاع العراق ، بدلاً عن محدودية الإهتمام بالمحافظات الجنوبية ، لضمان تدفق القوة في العلاقات والآواصر بين الصدريين والمقيمين في هذه الأماكن ، خصوصاً قبل انبلاج (الفتنة الطائفية) التي نجح المحتلون في إذكائها في مرحلة ما بعد الإنتفاضة الصدرية الثانية . وكان من المفترض أن يؤسس الصدريون لمؤسسات وتجمعات وطنية خارج العراق ، كمحطات بديلة عن وسائل الإعلام ، تماشياً مع قاعدة أن (ما لا يبلغ كله ..لا يُترك جله) .

إن من الأخطاء الكبيرة أن الصدريين راهنوا كثيراً على (النجف الأشرف) ، واعتبروه مثابتهم الأكبر ، ولم يلتفتوا الى مسيرة الأحداث ، ولم يرضوا بقبول (بديهية) أن النجف الأشرف ومعه كربلاء آيل الى غيرهم لا محالة ، وكان يفترض بهم أن ينقلوا جهدهم الثقافي واللوجستي الى أماكن متعددة (وليس متفرقة) لضمان توزيع جهد الضغط ، وفتح منافذ متعددة للحراك ، واستقطاب الطاقة الصدرية بشكل واع ومتقن .


راسم المرواني
المستشار الثقافي
لمكتب السيد الشهيد الصدر(قده)
العراق / عاصمة العالم المحتلة
marwanyauthor@yahoo.com

راسم محمد اسماعيل
24/10/2008, 03:24 PM
المشروع الصدري في العراق – المنجز والإخفاقات – ح5

يترآى للمراقب (الحصيف) أن الصدريين - في مرحلة ما بعد الإحتلال - يحملون أكبر مشروع وطني بأصغر الإمكانيات وأبسطها ، وليس من الغريب أن نجد أن قوات الإحتلال تحاول مراراً وتكراراً أن تنسل الى مقتدى الصدر لمد أية آصرة ولو بسيطة كي تضمن جلوسه معها على طاولة الحوار ، ذلك لأنها كانت تراهن على مقتدى الصدر كما راهنت على غيره ، وكانت تتصور أن مقتدى الصدر سينزع سلاح المقاومة شأنه شأن (تجار الوطن) والوطنية الذين انسلخوا (أي خلعوا) ثياببهم وثياب وطنيتهم مع أول وليمة أعدت لهم في السفارة الأمريكية ببغداد ، وأصبحت مقاومتهم مجرد (ورقة ضاغطة) للحصول على مزيد من المقاعد والحقائب والمناصب ، مما استدعى ذهاب (جي كارنر) شخصياً الى مكتب السيد الشهيد الصدر في (مدينة الصدر) والإستئذان لمقابلة مدير المكتب ، ولكنه قوبل بالرفض القاطع بعد اتصال بين مدير المكتب والسيد مقتدى الصدر .

وعلى خلفية اليأس من اختراق القيادة الصدرية ، كان أصحاب القرار في المؤسسة الإستخباراتية الأمريكية يلقون أقلامهم بحثاً عن وسيلة توصلهم الى فتح باب الحوار والتفاهم مع مقتدى الصدر أو من يمثله ، لأنهم يعرفون بأن الأسلاك الشائكة التي ينوي مقتدى الصدر أن يضعها في طريقهم يمكن لها أن تسلب راحتهم وتقهقر مشاريعهم ، وإن حاول البعض أن يقلل من هذا التأثير ، ولذا فهم لم يألوا جهداً في الحصول على أرقام هواتف القيادات الصدرية ، ومحاولة الإتصال بهم سراً ، كبديل عن الوصول الى رأس الهرم الصدري .
في هذا الوقت ، كانت القيادات الصدرية مشغولة بالتحرك ، دون أن تضع لها عيوناً تراقب تحركات الآخرين ، حتى ليخيل إلينا أن القيادات الصدرية لم تكن تفكر - أصلاً - أن العدو يتحرك – مثلها - أيضاً وله أهدافه ووسائله ، وله آلياته وخططه ، فاعتمد أغلبهم – سلباً – على توفيق الله ، واعتبره بعضهم هو مجال التحرك لا غير ، متناسين أن الله سبحانه وتعالى قد خلق الكون ضمن الأسباب الطبيعية ، وأنه أمر عباده بالسعي والتخطيط ، وغير منتبهين الى أن (على العبد التفكير ...وعلى الله التدبير) ، ولم يكلفوا أنفسهم بناء مؤسسة (استخباراتية) لرفدهم بالمعلومات ، بل كل ما استطاعوا القيام به هو تشكيل مؤسسة استخباراتية (مصغرة) تحت عنوان (الإشراف العسكري) لم تكن مهامها لتتجاوز مراقبة تصرفات البعض ممن يدعون انتمائهم الى جيش المهدي ، ومحاسبتهم على تصرفاتهم التي تسئ للمقاومة من جهة أو تسئ لهذا المسمى العقائدي من جهة أخرى .

إن مؤسسة (الإشراف العسكري) استطاعت أن تسقط الأقنعة عن الوجوه التي تقنعت أو تقمصت ثياب الصدرين لتسئ لهم عن قصد أو عن غير قصد ، واستطاعت أن تأخذ على يد بعض الحمقى ممن يعملون بآلية (المصلحة) التي يرونها أو يحددونها بأنفسهم دون الرجوع الى مصدر ومركز القرار ، وكذلك استطاعت أن تشخص االكثير من الأشخاص الذين اندسوا داخل صفوف الصدريين سعياً وراء مصالحهم الشخصية ، أو تحقيقاً لأجندات غايتها بث المسيئين داخل الشارع العراق من اجل اضفاء صفة (الإساءة) الى هذا التشكيل العقائدي ، كما انها بدأت تتنبه الى ضرورة متابعة العناصر التي يمكن أن تشكل براعم سيئة للبدء بالفتنة الطائفية بدفع من قوات الإحتلال أو من يطابقها الرؤى والأفكار .

كل هذه الإنجازات المهمة جاءت لتشكل واحدة من المهام المعقدة في مرحلة معقدة من مراحل اعادة هيكلة جيش الإمام المهدي ، وفي مرحلة هي الأخطر في سلسلة المؤامرات التي تعرض لها الصدريون .

ورغم كل الإنجازات التي قدمتها مؤسسة (الإشراف العسكري) ولكنها كانت في واقعها تحتاج الى مؤسسة (إشراف) أخرى تتولى التدقيق في عملها ، لأنها – وإن قدمت الكثير من المنجزات – ولكنها لم تخل من تقافزات تنم عن خرق هنا أو مصالح شخصية هناك ، ولم تستطع أن تقدم خدمة (استخباراتية) كبيرة للمشروع الصدري ، ولم تستطع أن تقدم تصوراً واضحاً للحراك السياسي والعسكري الذي تقوم به الآله المعلوماتية والعسكرية الأمريكية وغير الأمريكية ، ربما لأنها كانت تعتبر أن السيطرة على تصرفات المندسين والمسيئين داخل صفوف جيش الإمام المهدي وداخل أروقة أبناء المنهج الصدري هي من كبريات مهامها .
ورغم وجود (القدرات والطاقات الفنية والأكاديمية والتقنية) الهائلة التي حاولت أن تجد لنفسها مكاناً في هذا الخضم ، ولكنها أصيبت بالإحباط بسبب عدم استطاعتها التساوق مع قوة التأثير التي تتمتع بها (العمامة) داخل أروقة المنهج الصدري ، ووصلت حد التقهقر أمام إصابة (البعض) من المعممين بالجهل المركب ، وعدم اعطائهم الفرصة حتى لأخوتهم من المعممين الأكاديمين المثقفين – فضلاً عن الأكاديميين - كي يأخذوا دورهم الفاعل والمؤثر داخل هذا المنهج الذي يؤمن بالتجديد والحداثة منطلقاً لتحقيق أهدافه العليا .

إن الأعم الأغلب من الشخصيات الدينية (الصدرية) كانت تتمتع بوعي رائع ، وتشخيص دقيق للإخفاقات ، وكانت تمتلك ثقافة عالية جداً ، ولكن هذا لا يلغي وجود وتأثير الكوادر (الدينية) المصابة بالــ (أنا) المريضة ، والتي هي أقرب ما تكون الى هدم الصرح ، وهي الأقرب عرضة للإختراق ، وللتوظيف ، بحكم انزياحها نحو المصالح الشخصية ، وبذلك فهذه الكوادر كانت تشكل – بوعي أو بغير وعي - خطراً على أصل مشروع أبناء المنهج الصدري ، ومن الخطأ أن نغفل تأثيراتهم السلبية الواقعية على رغبات السيد مقتدى الصدر ومستقبل مشروعه الوطني والإنساني ، بسبب حراكهم الذي لا يمت لتوجيهاته بصلة ، بل ربما أن راكهم كان يساوي قوة حراك السيد مقتدى الصدر بالفعل ، ويعاكسه بالإتجاه .

لم يكن بوسع – ولا اختصاص – السيد مقتدى الصدر أن ينزل الى أدق تفاصيل التنفيذ ، لأنه كان يدور في فضاء العموميات ، شأنه بذلك شأن كل القادة ، وحتى أن أمير المؤمنين (ع) كان قد قسم (الكوفة وحدها) الى سبعة أسباع ، وعين لكل سبع مسؤوله ، ولم يكن بوسعه أن يدور في أزقة عاصمته ليدقق في دقة تطبيق حرفيات توجيهاته .

ورغم المنجز الكبير الذي حققه أبناء المنهج الصدري في بداياتهم الأولى ، لكن هذه الإخفاقات استمرت لتضع بصماتها على مسيرتهم ، فجاء قرار تشكيل (جيش الإمام المهدي) لتبدأ نقطة تحول أخرى في تأريخ هذا المشروع الوطني والإنساني .

لم يأت قرار تأسيس جيش الإمام المهدي بشكل مفاجئ ، فقد أذكته الأجساد والحناجر والهتافات في مسجد الكوفة ، وفي كل المساجد الصدرية ، ودفعت اليه الحاجة الوطنية ، ورغبات الكثير من العراقيين ، ولم يأت هذا التشكيل الجديد بشكل (تلقائي) أو عفوي ، بل جاء على أسس من الرغبة في خلق موازنة في المعادلة اللوجستية العراقية .

لقد كان العراق مهدداً بوابل من القوى العسكرية التي لم يكن الصدريون ليثقوا بأنها ستسعى لتحقيق الطموح الوطني الإنساني أو التحرر من براثن الإحتلال ، والتي يمكن اجمالها بما يلي :-

1- قوات الإحتلال الأمريكي ، والقوات المشاركة معها ، وشركات الحمايات الخاصة مثل شركة (بلاك ووتر) السيئة السمعة والصيت، والشركات الباحثة عن استرداد تمويلها للحرب على العراق ،

2- أرتال من العصابات من القتلة والسرّاق وقطاع الطرق والمجرمين وذوي الجنح المخلة بالشرف والجنايات ، الذين أطلقت السلطة الصدامية سراحهم من السجون قبل غزو العراق بأيام قليلة ، والذين بدءوا باعادة تجمعهم وقاموا بسرقة المصارف والمتاحف والمتاجر حس تخصصاتهم (الجنائية) ، مع ملاحظة أن السلطة قامت قبل الغزو بأيام ، بتصفية الأعم الأغلب من السجناء السياسيين والمفكرين المعارضين .

3- قوات (البيشمركة) الكردية المعروفة التوجه والأجندات ، والتي نشأة على وفق الفكرة الإنفصالية ، والتي لا تخلو ملفاتها وتأريخها من جرائم ومقابر جماعية للجنود العراقبيين في شمال العراق .

4- قوات (بدر) التابعة للمجلس الأعلى والقادمة من ايران ، والتي نزعت سلاحها – ظاهراً – كثمن للدخول في العملية السياسية بعد الإحتلال ، والتي يحتمل أنها تضم الكثير من عناصر المخابرات الصدامية السابقة والبعثيين (التوابين) الذين غيروا جلودهم في الأسر أثناء الحرب العراقية الإيرانية .

5- أرتال من الوافدين للعراق تحت مسمى (المجاهدين العرب) والذين بدأوا يستهدفون العراقيين الآمنين ، ويعملون ضمن الفتاوى التكفيرية التي تعتبر العراقيين خونة ومتواطئين مع المحتل ، والذين أثقلوا – لاحقاً- كاهل العراقيين بمفخخاتهم وتفجيراتهم ، في وقت كانوا يدعون ورائهم الآليات العسكرية الأمريكية دون استهداف .

6- مجاميع المافيات والعصابات الدولية المتخصصة بالتصفية الجسدية والضغط على الطاقات العراقية من أجل إجبارها على الهجرة .

7- مجاميع من عصابات التكفير والتهجير التي تقمصت دور مقاومة المحتل ، ولكنها كانت تعمل لمصلحة أجندة الإحتلال ، وتتحرك ضمن آلية خلق الفتنة الطائفية .

8- تصريحات الساسة الأمريكان وأساطين المشروع الصهيوني بضرورة تمكين اسرائيل من خلق مثابة آمنة للسيد المسيح – المرتقب الظهور – ودعمه في حربه ضد (المهدي) في معركة هرمجدون ، والتي ستبدأ خطواتها من احتلال العراق .

ومن هذه الرؤى والضغوطات وغيرها ، وجد السيد مقتدى الصدر نفسه ملزماً بوضع حل لخلق توازن لوجستي على المديين (الآني والمستقبلي) ، وكان من الملزم – واقعياً – البحث عن تكتل عسكري يضم كل أطياف الشعب العراقي بكافة شرائحهم بعد اليأس من الإتكاء على القوى العسكرية الفاعلة في العراق لتحقيق مصالح العراقيين .

ولم يكن الصدريون ليراهنوا على حمل السلاح والمقاومة من قبل كل شرائح العراقيين ، بل كانوا يرون أن المقاومة يمكن أن تكون عبر موقف ، وقد حدث ذلك فعلاً ، فحين اشتعلت جذوة (الإنتفاضة الصدرية العراقية الثانية) قاتلت الشرائح العراقية كلها ، في كل مناطق العراق (ما عدى شمال العراق) ، وكان يكفي لبيت (شيعي أو سني أو مسيحي أو صابئي أو كردي أو تركماني) أن يقدم الدعم للمقاومين ابتداءً من الإيواء وتقديم الطعام وانتهاءً بتقديم العلاج والإسعافات الأولية .

لقد بدأ جيش (الإمام المهدي) بالتشكل في بداياته الأولى كـ (جيش وطني عراقي عقائدي) يضم بين صفوفه الكثير من الشيعة باختلاف انتماءاتهم الفتوائية والتقليدية والتحزبية ، وكذلك الكثير من أبناء السنة من الوطنيين العراقيين ، ورأينا فيه شهداء من المسيحيين والصابئة والعرب والأكراد والتركمان في الإنتفاضة الثانية تدل عليها الإحصاءات وشواهد القبور.

لقد وقع الكثير من المتحدثين الإعلاميين (الصدريين) بخطأ فادح حين استمروا يرددون بأن (قوات الإحتلال هي التي بدأت باستفزاز العراقيين وجرهم نحو الإنتفاضة) وبذلك يكونوا قد أجهضوا الحلم العربي والعراقي في انتفاضة كبرى ، في حين أن الحقيقة هي إن الإنتفاضة كانت موقوته ولها ساعة (صفر) ومتفق عليها بين افصائل المقاومة السنية والشيعية ، ومختلف فصائل المقاومة .

إن المتتبع للأحداث الأولى التي اشتعلت الإنتفاضة على أثرها ، يرى بأن السيد مقتدى الصدر قد دعى أتباعه لتظاهرة (سلمية) في مكانين مختلفين هما ، ساحة (الفردوس) أمام فندقي الشيراتون والميريديان ، وأخرى أمام (قصر المؤتمرات) ببغداد ، وهما مكانان محميان من قبل القوات الأمريكية ويمثلان مركزاً لتواجد الشركات الأمريكية وعناصر الـ ( c.i.a ) ، وكانت هذه التظاهرة قد خرجت على خلفية اغلاق القوات الأمريكية لصحيفة (الحوزة الناطقة) التابعة لأبناء المنهج الصدري بذريعة أن هذه الصحيفة تروج للمقاومة وتشجع على القيام بعمليات عسكرية ضد القوات الأمريكية .

لقد قام المتظاهرون بالتجمع في ساحة الفردوس ، أمام فندقي (الشيراتون والميريديان) ، وعلى مرآى ومسمع من قوات الإحتلال ، وقاموا برفع شعارات منددة بالإحتلال ، ومطالبة بخروج القوات الأمريكية من العراق ، وفي تلك اللحظات ، قام موظفون في فندق (الشيراتون) بنشر صورة جدارية كبيرة (للسيد مقتدى الصدر) بحجم 12 متر مربع من سطح الفندق وفي الجهة المقابلة للتظاهرة ، ولأن هؤلاء الموظفين كانو من (جيش المهدي) ، فقد أحس الأمريكان بوجود خرق خطير في الفندق ، وبدأت – على أثرها - الإشتباكات بينهم وبين المقيمين الأمريكان ، واشتعلت الجذوة الأولى .

إن ذريعة اشتعال الإنتفاضة على خلفية أو بسبب اغلاق صحيفة (الحوزة الناطقة) لم يكن كافياً للمحللين السياسيين ، لأن السيد مقتدى الصدر قام – بنفسه - باغلاق الصحيفة بعد عام ببيان رسمي لأنها قبلت تمويلاً من دولة شيعية .

وهذا التزامن المتطابق بين انتفاضة الصدريين في بغداد ، وبعد دقائق في النجف وكربلاء والبصرة والناصرية وميسان والسماوة والديوانية وواسط وبابل وخانقين وبعقوبة وكركوك ، وبعد أقل من ساعة بدأت الإنتفاضة في الرمادي والفلوجة ، كلها أثبتت للمحتلين أن هناك اتفاقاً مسبقاً بين مقتدى الصدر وقادة فصائل المقاومة على اشعال فتيل التصدي اللوجستي ضد قوات الإحتلال .

وهنا تجدر الإشارة الى كمية السلاح التي وصلت – كتبرعات – من قبل أهالي الفلوجة الى مدينة الصدر (معقل الصدريين) ومنها الى النجف وكربلاء وبقية محافظات الجنوب ، ومشاركة جيش الإمام المهدي في القتال الى جانب أخوتهم في الفلوجة والأنبار .والذي تثبته شواهد قبورهم في تلك المناطق ، والتي تدل على تلاحم العراقيين ووحدتهم وتنصلهم عن الطائفية والعرقية .

وبالرغم من إن الإنتفاضة الوطنية العراقية كانت قد شكلت صفعة بوجه المحتل ، ولكنها عانت الكثير من السلاح الخفي الذي استخدمه المحتل ضد هذه الإنتفاضة والمتمثل بالكم الهاثل من القناصين المنسللين بين أبنية المحافظات الجنوبية ، والمنتمين الى فصائل عراقية متطابقة مع أجندة الإحتلال ، بالإضافة الى استخدام (مجاهدي خلق) كوسيلة لإجهاظ هذه الإنتفاضة .

إن غياب المرجعية الدينية الشيعية ، واختفائها (بالصوت والصورة) عن انتفاضة الصدريين ، ومغادرتها لمدينة النجف قبل الإنتفاضة بيوم ويومين ، كان له أثراً سلبياً على نفسية المقاومين ، مع ما له من أهمية في الحفاظ على أرواح العلماء ووجودهم ، والحفاظ من خلالهم على هيبة الحوزة العلمية في النجف الأشرف .

ولو كان الصدريون غير آبهين بالحفاظ على هيبة الحوزة العلمية ، لقاموا – سابقاً ولاحقاً - بتحريك أفراد جيش الإمام المهدي في (النجف الأشرف) ، وتهديد مصالح الآخرين ، للضغط على المرجعيات الشيعية في كل العالم من أجل الضغط على الحكومة العراقية لوقف نزيف الدم الذي قامت به القوات الحكومية العراقية ضد العراقيين الآمنين أثناء حصار مدينة الصدر وبقية مدن الجنوب عام 2008 وقبله .