المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحرب السرية الإسرائيلية الى جانب أمريكا في العراق--الحلقة الثانية



د. محمد اسحق الريفي
15/10/2008, 07:46 AM
الحرب السرية الإسرائيلية الى جانب أمريكا في العراق
الحلقة الثانية
عمر نجيب*

http://www.arabswata.org/forums/imgcache/485.imgcache.jpg

3000 جندي إسرائيلي

في نهاية شهر مايو 2006 كشفت صحيفة "النيويوركر" الأمريكية عن وجود 3000 عميل وجندي من القوات الخاصة الصهيونية في أرض الرافدين، وأضافت ان هناك مخططا إسرائيليا لتفتيت العراق وإقامة دولة كردية في الشمال، وذكرت الصحيفة أن الخطة "ب" التي اعتمدتها المخابرات الإسرائيلية للتعاون مع الأكراد في إقامة دولتهم تقوم على تدريب وحدات من الكوماندوز الكردي للقيام بعمليات خاصة داخل الأراضي السورية والإيرانية والتركية لصالح إسرائيل تشمل التجسس والتخريب وغيرها.

مصادر إسرائيلية أشارت اليها صحف معاريف وهاأرتس في نهاية سنة 2003 وبداية 2004 تحدثت عن دور رجال "الموساد" في تصفية عشرات العلماء والضباط والطيارين العراقيين وأعضاء حزب البعث بالتعاون مع الوحدات الخاصة للجيش الأمريكي، وفيما بعد مع شركات المرتزقة وفي مقدمتها شركة "بلاك ووترز". وذكرت صحيفة معارف في ديسمبر 2003 أن "الموساد" زود فيلق بدر الذي دخل الى العراق مع القوات الغازية بقوائم تضمنت تفاصيل عن مئات الشخصيات العراقية المستهدفة وأن هذه المعلومات نقلت الى الحرس الثوري الإيراني الذي شارك منذ البداية في عمليات التصفيات الدموية في العراق.

والواضح ان إسرائيل التقت في مخطط افراغ العراق من كفاءاته وشخصياته وعلمائه مع العديد من الدول التي تريد ان يبقى العراق ضعيفا وممزقا.

تشجيع الإنفصال

والحقيقة إن وجود دور "للموساد" الإسرائيلي في الموضوع الكردي العراقي، وربما الكردي التركي والإيراني ليس أمرا جديدا، بل هو قديم ومعروف. ولكن الجديد هو أن الاحتلال الأمريكي للعراق والذي تم بناءا على تحريض إسرائيلي ودور كبير للوبي اليهودي في أمريكا أعطى الفرصة الكاملة لتحقيق هدف إسرائيل القديم الهادف الى إنشاء كيان تصور أنه سيكون داعما لإسرائيل على أطراف الأمة العربية.

وقد كشف الكاتب الأمريكي سيمور هيرش بعد الغزو النقاب عن خطة إسرائيلية لتدريب 75 ألف كردي على غرار القوات الخاصة الإسرائيلية لتكون سندا للمخططات الإسرائيلية الأمريكية في العراق ولمساندة قوات الإحتلال ضد المقاومة العراقية.

تحالف كامل في القتال ضد المقاومة

المشاركة الإسرائيلية في الحرب ضد المقاومة العراقية زادت إتساعا مع تصاعد نكسات الإحتلال وحلفائه في بلاد الرافدين.

فيوم الثلاثاء 13 يونيو 2006 كشف صحيفة "معاريف" الإسرائيلية النقاب عن ان وحدات كوماندوز اسرائيلية تقوم بتدريب القوات الامريكية في قاعدة فورت عسكرية على اساليب تصفية نشطاء المقاومة في العراق المحتل، كما يفعل الاحتلال الاسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة عندما يقوم باغتيال النشطاء الفلسطينيين. وأشارت معاريف الى ان قوات الكوماندوز الاسرائيلية تقوم بتدريب الامريكيين على القتال في اماكن مأهولة بالسكان وذلك في القاعدة العسكرية بورت براغ في شمال كارولاينا.

ويوم الإثنين 4 ديسمبر 2006 ذكر مصدر عسكري اسرائيلي رفيع ان نظاما مصنوعا في اسرائيل مصمم لحماية الدبابات ووسائل نقل القوات من القذائف الصاروخية ستجربه وزارة الدفاع الامريكية تمهيدا لاستخدامه من جانب القوات الامريكية في العراق والتي سقط معظم قتلاها حسب الروايات الرسمية بسبب القنابل المزروعة على جانب الطريق. وقد وصفت مؤسسة رافائيل التي صنعت النظام ويطلق عليه اسم "تروفي" هذا السلاح بانه فريد لانه يستخدم مجسا يرصد الصاروخ القادم ويطلق قذيفة تدمر رأسه الحربية وهو في الهواء. وحينها ذكرت "رافائيل" ان نسبة دقة النظام تصل الى 95 في المائة.

وقال المصدر الدفاعي الاسرائيلي أن البنتاغون طلب الحصول على احد الانظمة لاجراء اختبارات في الولايات المتحدة.

وأضاف المصدر بعدما طلب من رويترز عدم الافصاح عن اسمه "تعتزم وزارة الدفاع اختبار "تروفي" وربما يكون على المدرعة الامريكية "سترايكر" أو غيرها من المركبات اعتبارا من ابريل 2007 وفيما بعد سيجري استخدامه ميدانيا في العراق.

وتكهن مصدر دفاعي اسرائيلي مطلع على الخطط الخاصة برافائيل ان يصل سعر وحدة النظام الواحدة بما بين 250 ألفا و350 ألف دولار وأن يصل وزن وحدة من النظام الى نحو 700 كيلوغراما. وذكر المصدر ان الكلفة العالية للنظام يمكن تقليلها من خلال جعل المركبات تسير في مجموعات قريبة بحيث يمكن أن يوفر نظام مثبت على واحدة من المركبات الحماية لبقيتها.
____________
عمر نجيب*: كاتب وصحفي مصري مقيم بالمغرب