المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مِثـلَ قَلْـبٍ لا يَموت ... شعر عبد الحكيم أبو جاموس



لطفي منصور
16/10/2008, 04:51 PM
مِثـلَ قَلْـبٍ لا يَموت

شعر: عبد الحكيم أبو جاموس

استهلال:

[ سَقَطَتْ قِلاعُ الشِّعرِ بَينَ يَدَيكا هِـيَ كُلَّـما هَرَبت تَعـودُ إلَيْـكا
لكَ مالكُ بنُ الرَّيبِ سَلَّمَ رايـةً فَبَكَى على وَقْـعِ الخَنَى "شَعبيكا"]

****
يا سيّدي،
عَلَّمتَنا مَعنى الحَياةِ،
وَكُنتَ تَبحثُ عن مَراكبَ للرَّحيلْ
قَمَرٌ يُداعِبُ مُقْلَتَيْكَ،
فَيَستريحُ على هِلالِ الحاجِبَينْ
يا أيُّها الصَّدّاحُ في ألقِ البلابلِ،
أيُّها المَدّاحُ للوطنِ الجَميلْ
ما زلتَ تُنشدُ في المَحافلِ والقُصورِ،
فَتَنْثَني الأشعارُ بَينَ يَديكَ
مثلَ الرّيحِ
تَعْبَقُ بِالصَّهيلْ
يا سَيْفَنا المَسلولَ
مِثْلَ سَحابةٍ حُبْلَى
تَقاطَرَ خَيْرُها في روحِ وارِفِنا الظَّليلْ
يا رُمْحنا المَمشوقَ مِثلَ البَرقِ
يَرقُبُ حُزنَنا الدّامي
ويَمخرُ في فَضاءِ الخالِدينَ بَهاءَنا
يا رَمزَنا الأبَديّ،
كَيفَ تَغيبُ عنّا؟!
كلُّ شيءٍ فيكَ يَحضرُ من عُبابِ المُستحيلْ؟!

****

تَتَقاطَرُ الأهْدابُ أحْزاناً عَلَيكَ
أيا نَبِيَّ اللاجئينَ
الثائِرينَ،
العائِدينَ،
الصَّابِرينَ،
الصَّامِدينَ،
العاشِقينَ،
الرافعينَ لِواءَ شِعرِكَ عالياً
لِيَظلَّ يَخْفقُ مِثلَ قلبٍ لا يَموتْ
إنّا نَراكَ وَنَسْمَعُكْ.
أهدابُ سُنبلةٍ تَشَظَّت فَوقَ هامِكَ،
يا حَبيبَ الرّوحِ،
هَلْ تَمْحو لنا بَعضَ الخَطايا
حَيْثُ أثْقَلْنا عليكْ؟!
قَدْ ظَلَّ شَرخُ البُعدِ يَفْهَقُ،
بِالخلافِ والانْقسامْ
اغْفِرْ لَنا يا شاعِري
إنا خَرجنا عَنكَ
مثلَ خَوارجِ الماضي المُلطّخِ
بالمآسي والكوارثِ والرَّدى
فتكدّرت أحلامُنا
وتعكّرت آمالُنا
وتعمقت في النفس حُمّى الانفصامْ

****



وَطَنانِ في وَطَنٍ،
ولا وَطَنٌ لَنا
شَعبانِ يَستَرقانِ سَمْعَ النائباتِ
فَتَخْتَفي فَرَسُ الحَقيقةِ،
عن مَيادينِ القِتالْ
هذا الذي أدْمَى فُؤادَكَ سَيِّدي
فَغَدا حِصانُكَ واحداً مُتوحّداً
وَتَكَسَّرت في رِدَّةِ الإخوانِ
كلُّ رِماحِنا،
وسُيوفِنا،
ونِصالِنا،
حتى غَدونا نُسْتَباحُ،
وَنَسْتَكينُ،
وَيُسْتَهانُ بِنا،
وَتَلْفظُنا فَضاءاتُ الوِصالْ

****
سَكَنَتْ قُلوبُ العالمينَ مَهابَةً
لمّا ارتَحَلتَ،
وأُثخنت آلامُهم
وغَدا بهاؤُك في الورى خَبَرا
جَزعَت نُفوسُ بني القصيدةِ،
فانبَرَت تتلو على روحِ الأمير دموعَهَا
وتنيرُ تلَّتَكَ التي صارت مِحَجّاً للورى
لكَ تَرْتَدي حَيفا ثِيابَ زَفافِها
وَتُضيءُ عَكّا في الظَّلامِ عَلَيْكَ شَمْعا
قَدْ شَيَّعَتكَ عُيونُنا
أَلَمَاً وَدَمْعا
وَعَلى ثَراكَ شَدا وَغَنّّى البُلبلُ
درويشُ
ليسَ من السُّهولةِ أن تَغيبَ
وأنْ نُيَتَّمَ فيكَ دَهْرا
يا سَيّدَ الشُّعراءِ
يا مَحمودُ
هَلْ مِنْ مُنقذٍ يُدني لَنا حَبلَ المَوَدَّةِ،
فالأمورُ تَسيرُ نَحوَ القَهقَرى؟!
عَجَباً لِخافِقِكَ الذي انفَطَرا
عَجَباً لِطفلٍ غافَلَ الألغامَ فانفَجَرا
كَيْ يعزفَ الألحانَ مُنْفَرِداً
وَيَصيرَ في أُفق النَّدى مَطَرا

****
aboujamoose@hotmail.com

م . رفعت زيتون
16/10/2008, 05:32 PM
..
.

ما شاء الله

على شاعرنا أبو جاموس

قد أحسن الرثاء والنعي

أجاد لغة وإحساسا وصورا

وجاء بما يليق بشاعر فلسطين

محمود درويش

بوركتّ أخي الكريم

أن جئتنا بهذه الرثائية

..
.

اشرف الخضرى
17/10/2008, 03:01 AM
رحم الله الشاعر العربى الكبير خالد الذكر محمود درويش

وتحية اجلال واكبار للشاعرين الكبيرين عبد الحكيم أبو جاموس ولطفى منصور

ارق تحية

هلال الفارع
20/10/2008, 01:22 PM
مِثـلَ قَلْـبٍ لا يَموت

شعر: عبد الحكيم أبو جاموس

استهلال:

[ سَقَطَتْ قِلاعُ الشِّعرِ بَينَ يَدَيكا هِـيَ كُلَّـما هَرَبت تَعـودُ إلَيْـكا
لكَ مالكُ بنُ الرَّيبِ سَلَّمَ رايـةً فَبَكَى على وَقْـعِ الخَنَى "شَعبيكا"]

****
يا سيّدي،
عَلَّمتَنا مَعنى الحَياةِ،
وَكُنتَ تَبحثُ عن مَراكبَ للرَّحيلْ
قَمَرٌ يُداعِبُ مُقْلَتَيْكَ،
فَيَستريحُ على هِلالِ الحاجِبَينْ
يا أيُّها الصَّدّاحُ في ألقِ البلابلِ،
أيُّها المَدّاحُ للوطنِ الجَميلْ
ما زلتَ تُنشدُ في المَحافلِ والقُصورِ،
فَتَنْثَني الأشعارُ بَينَ يَديكَ
مثلَ الرّيحِ
تَعْبَقُ بِالصَّهيلْ
يا سَيْفَنا المَسلولَ
مِثْلَ سَحابةٍ حُبْلَى
تَقاطَرَ خَيْرُها في روحِ وارِفِنا الظَّليلْ
يا رُمْحنا المَمشوقَ مِثلَ البَرقِ
يَرقُبُ حُزنَنا الدّامي
ويَمخرُ في فَضاءِ الخالِدينَ بَهاءَنا
يا رَمزَنا الأبَديّ،
كَيفَ تَغيبُ عنّا؟!
كلُّ شيءٍ فيكَ يَحضرُ من عُبابِ المُستحيلْ؟!

****
aboujamoose@hotmail.com
ــــــــــــــــــــ
]إما أن أكونَ قارئًا مهملاً،
أو شاعرًا أكثر إهمالاً...!!
ما قرأته هنا من شعر رائع لا يفاجئني فحسب،
لكنه يقف بي على ذاتي، لأتساءل:
منذ متى وأنا لا أعرف شاعرية هذا الشاعر القادم إلي على سرج لغة عالٍ؟!
منذ متى وأنا أغيب عن قمة شعرية تشرف على وادي اللغات؟!
عبد الحكيم أبو جاموس:
سقطت قلاع الشعر منذ زمن،
لكنك تضع أساسًا لقلاع لا تسقط..
رائع هذا التأبين الفاتن!!
لك تحياتي الكبيرة

عمر طرافي البوسعادي
25/10/2008, 06:42 PM
ما أروع الشعر والشاعر ومن أتى بهما ...
الغالي أبو فادي العزيز وهبتَ لنا أجمل الكلام وأنصعه وأي كلام ؟..سحر وفتنة
لك منا الشكر والود
محبك شقيق فادي
البوسعادي

حسام إبراهيم هرشة
25/10/2008, 08:59 PM
أخي لطفي

الشكر لناظم هذه الكلمات

والشكر لمن نثر درها أمامنا لنقراها

وننشق عبيرها

تقبل مروري

لك مني خالص التحية

لطفي منصور
26/10/2008, 12:35 AM
أحييكم أيّها الزائرون وأثمن ألق حضوركم وبديع ردودكم ...
وإنني أنتظر أخي وصديقي العزيز عبد الحكيم أبو جاموس ليتحفكم بردوده ...
إذ إنه يعاني من مشكلة في الدخول والتعليق سأبحثها مع أخي بسام ..
وإلى أن تلتقوا به عبر هذه الصفحة أستودعكم الله بكل خير ..
تقبلوا تحياتي
ونحن بانتظارك يا أبا أشرف ..

تقبلوا تحيات / لطفي منصور

عبد الحكيم أبو جاموس
27/10/2008, 12:36 AM
الإخوة والأخوات جميعاً

من عميق قلبي أنثر الورود والرياحيين لبديع درركم، وأرفع كل قبعاتي احتراماً لكم وتقديراً.
أخي وصديقي وأستاذي الشاعر الكبير أبو فادي،

الإخوة الكبار حسام هرشة، عمر البوسعادي، أشرف الخضري، رفعت زيتون: ما أنا إلا ضيف توهجكم الدائم، وبعض سيلكم المتدفق.

الأخ الجار العزيز الشاعر الفارع: والله ما نغرف إلا من بحرك، وما نحلّق إلا في سمائك.

دمتم إخوةً أعزّاء، واعذروني إن لم أوفيكم حقكم.

عبد الحكيم أبو جاموس

عمر طرافي البوسعادي
27/10/2008, 01:04 PM
الإخوة والأخوات جميعاً

من عميق قلبي أنثر الورود والرياحيين لبديع درركم، وأرفع كل قبعاتي احتراماً لكم وتقديراً.
أخي وصديقي وأستاذي الشاعر الكبير أبو فادي،

الإخوة الكبار حسام هرشة، عمر البوسعادي، أشرف الخضري، رفعت زيتون: ما أنا إلا ضيف توهجكم الدائم، وبعض سيلكم المتدفق.

الأخ الجار العزيز الشاعر الفارع: والله ما نغرف إلا من بحرك، وما نحلّق إلا في سمائك.

دمتم إخوةً أعزّاء، واعذروني إن لم أوفيكم حقكم.

عبد الحكيم أبو جاموس


سرور كبير وبشر طافح وسعادة ملأى بالأنس أن يكون بيننا الشاعر المبدع المتألق عبد الحكيم أبو جاموس
أرجو أن يطيب لك المقام مع أحبابك بل وأشقاءك أيها الطيب ..
وننتظر روائعك بلهفة وشوق ..
محبك عمر :fl:

عـائشة السهلاوي
27/10/2008, 06:07 PM
دَرويشُ القَصيدَةِ بالمَحابِرِ لَم يَزَل..
يُهِلمُ عُمقَها نَزْفاً!!



أنعِم بالبوحِ ومَن جَلبَهْ..

تَحيّةٌ شاسِعة*

معاذ حسن
28/10/2008, 04:40 PM
من ذكرته مثل هذه الحروف العسجدية لا يموت ..

ألف تحية لروح الشاعر درويش،
وأخرى وأكثر لسيدي الشاعر عبد الحكيم أبو جاموس،
ومثلها لك معلمي الغالي ..