المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رواية : مذكرات شيطانية / قصة : حب معلق



بركات أوهاب
16/10/2008, 06:43 PM
هذه القصة سلسلة من القصص الواقعية التي تصادف هذا و ذاك ، هذه و تلك و ممكن أن تكون قصة سعيد و رقية ، إنه ليست قصة من نسج لخيال أو هروب أو تقليد أو تعميم لفكر يعتبره البعض دربا من دروب الإلحاد بل هو واقع نغمض أعيننا عليه ، واقع ممكن أن يتحول إلى أزمة نفسية و ممكن أن تؤدي لبعض منا كره حياته ، لم يدفعني كتابة هذه القصة البحث وراء الشهر و المجد أو إثارة مكبوتات المراهقين ، بل حل مشكل ممكن أن تتضخم و تكون النتيجة ... لقد إخترت أن أقدم بين أيدي قرائي الكرام هذه القصة التي تعتبر جزءا من رواية كتبتها و قررت أن أدافع عليها ، رواية إخترت لها إسم : " مذكرات شيطانية " ، لكونها ولجت طابوها من الطبوهات المسكوت عنها ، طابوه الجنس و العلاقة غير الشرعية ، و إذ أطلب من القارئ الكريم أن يعذرني لإستخدامي بعض الجمل الخارجة عن العرف و الأخــلاق و الذي لم أكن أهدف من ورائها إلى إثارة الغرائز أو تهييجه بل كان الهدف الأساسي من ورائها هو أن أوصل هذه القصة إلى القارئ الكريم دون حذف أو إستعمال مقص الرقابة .
تبتدئ أحداث هذه القصة في أحد الأيام عندما كان سعيد و هو بطل هذه القصة في إحدى مقاهي الإنترنيت في مدينة تطوان و بينما هو يبحث في أحد المواقع و كذا إشتغاله ببعث الدعوات الخاصة بأشغال أحد المؤتمرات الذي كان بصدد تنظيمها و بينما هو منشغل إذ تطلع على كاميرا بريديه الإلكتروني فتاة ذات ملامح أوربية رغم أنها تنتمي إلى منطقة الشمال الشرقي للمغرب ، فتاة في منتصف عقدها الثالث كما قالت ، فطلب منها أن تعرفه بإسمها فقالت لي : إسمي رقية فاعلة جمعوية و أديبة .
فكان رد عليها : و ما عساني أن أفعل من أجلك يا رقية و ما الخدمات التي يمكن لي أن أقدمها لك .
فردت أنها ترغب بالمشاركة في أشغال الملتقى .
بعد ذلك قالت له : لقد تعرفت علي و لم أتعرف عليك أنا .
فردت بالمثل : إسمي سعيد و أنا المسؤول عن تنظيم هذا المؤتمر و مستوياي الدراسة السنة النهائية في معهد التكنولوجيا التطبيقية . أما إنتمائي الطبقي فأنا أنتمي إلى إحدى الأسر الأرستقراطية بمنطقة الريف الغربي .
غير أنه و لكي لا يقع في الإحراج العمري طلب منها معرفة سنه و نظرا لكونه لا يظهر عليه أنه في أواخر عقده الثاني فقد طلب منها أن تقدر هي سنه .
فقالت له : أنت عمرك بين 34 و 36 سنة .
فرد عليها : أصبت كبد الحقيقة .
و ذلك خوفا من أن تنقطع علاقة كان بدأ في نسج خيوطها .
فكان هذا التقدير العشوائي لسنه هو المسمار الأول في التمهيد لبناء علاقة عاطفية بين سعيد و رقية . منذ الوهلة الأولى أو المقابلة الأولى في مسلسل هذا الحب إكتشف أنها بدأت في الوقوع . فهو من وجهة نظرها طالب في السنة النهائية و من أسرة أرستقراطية و أكبرها سنا . أين تجد أكثر من هذا . و الحاجة الوحيدة الذي كذب فيها كانت هي السن الحقيقي بغرض الوصول إلى قلبها أما إنتمائه الطبقي ففعلا جده يعتبر واحد من كبار ملاكي الأراضي الفلاحية في منطقة الريف الغربي و فعلا في السنة النهائية من معهد التكنولوجيا التطبيقية .
بعد مرحلة التعارف بدأ في إرسال بعض الورود المثبتة على علبة الحوار الخاص بالجهاز المكتوب و المسموع فبدأ أرسل لها كذلك بعض الورود مرفقة ببعض عبارات الغزل المحبب.
و قبل ختم هذه المقابلة كان لابد من تبادل أرقام هواتفنا المحمولة و ذلك من أجل ترتيب المواعد المستقبلية .
فجأت بعدها المقابلة الثانية حيث تمكن خلال هذه اللقاء من إسماعها كلمات من قاموس الغزل و الحب فإستغربت من هذا التطور الغريب و السريع و هذه السرعة الفائقة في تطور مجريات هذه العلاقة الغرامية الإفتراضية .
فقالت له : هل أنت متأكد من مشاعرك نحوي .
فرد عليها : أن هذا الشعور إخترق قلبي في المقابلة الأولى على النيت .
فردت عليه : كم أنا سعيدة بمشاعرك تجاهي و لكني أخاف أن تندم فيما بعد .
فرد عليها : أنا لا أندم في حياتي قط على قرار إتخذته مهما كان نوعه .
فبدأ مسار هذه القصة في التطور و التحول من الإلتزام الجمعوي إلى طريق آخر هو : هو طريق الحب .
و بسب إلتزام مفاجأ إضطر أن يخبرها أنه سيخرج و يعود بعد 30 دقيقة لكنها لم تقرأ جملتي الأخيرة . فأرسلت رسالة عبر هاتفه النقال تخبره فيها أنها خرجت .
و نفس الشيء تكرر تقريبا في المقابلة الثالثة لكن هذه المرة كان الجو حار ليس في الجو المحيط و لكن بين قلبينا إذ قررا أن يستأنف الحب و أن يتم تبادل مشاعر ليس من خلال النيت فقط بل تتعداه عبر الهاتف الجوال الخاص بهما فبدءا في تحديد المواعيد التي غالبا ما كانت في فترة ما بعد منتصف الليل .
حيث قالت : سعيد هناك عروض هاتفية ليلية ممكن أن تستفيد منها .
فرد عليها : إبتداءا من أي ساعة .
فردت : إبتداءا من منتصف الليل.
قال لها : إذن موعدنا الليلة .
فقررا أن يكون موضوع مكالمتهما الليلية هو حبهما و مصيره . هل إلى الزواج سائر ؟ أم هو حب كحب فقط .
فرد عليها : أنه عازم على الزواج بك يا رقية و قضاء ما تبقى من حياتي معك .في عش الزوجية الذي سنبنيه بيدنا .
فخلال لقائها الأثيري الأول تحدثا عن كل شيء تقريبا عن الزواج و عاداته بكل من منطقتي الشمال الشرقي و الشمال الغربي للملكة . كما أملت عليه سلسلة من الشروط التي وافق عليها دون تردد . و قبل أن نختتم هذه المقابلة الصوتية .
قالت له : أدعو الله العلي القدير أن يجعلنا من نصيب بعضنا .
فرد : يا ربي إجعلها من نصيبي .
فقالت له : أن لا أريد أن يلمسني أحد غيرك .
فرد عليها : إن شاء الله لن يلمسك أحد غيري .
و مع ختم هذه المقابلة الصوتية كان المؤذن قد بدأ في الأذان معلنا عن صلاة الفجر .
و تلت هذه المقابلة الصوتية مقابلة صوتية أخرى و في نفس الموعد تقريبا .و لكن بعد حوالي يومين . و قد كانت هذه المقابلة حارة جدا أكثر من سابقتيها . فبعد السلام و الإطمئنان .
قال لها : أينك الآن .
ردت : أنا في غرفة نومي .
قال لها : ما هي الملابس التي عليك الآن .
فقالت له : ماذا ؟
قال لها : أقصد هل أنت في السرير . فأجابت بالإيجاب .
فبدأت تسأله عن تفاصيل اللقاء الأول الذي سيجمعهم و خاصة الشق الخاص بالمؤتمر الذي هو بصدد تنظيمه الذي والذي سيكون اللقاء الأول و المباشر فأخبرها أنها ستكون ضيفة فوق العادة . فأعجبت بهذا الرد .ثم إنطلقا في مسيرة الغزل .
قال لها : رقية لماذا لا تتخيلين و أنا نائم بجنبك .
فردت عليه : كيف و أنت بتطوان و أنا في مدينة أخرى .
قال لها : عن طريق الأثير .
فردت : حاضر .
و بعد أن بدأ بتهييجيها قال لها : تخيلي أنني دخلت عليك الآن إلى غرفة نومك .
فقالت له : أن الآن أتخيلك دخلت .
فقال لها : أحس الآن أنني أقبلك و أحضنك .
فردت : و ماذا بعد ذلك ؟
قال لها : و أحضنك .
قالت : و ماذا بعد ؟
قال لها : لماذا لا تنزعي ملابسك ؟
قالت : لا ، إلا الملابس
قال : و ما العيب هل نحن نمارس فعلا إنما نحن نتخيل .
فقالت : حاضر أمرك يا سيدي سعيد .
فبدأ يتخيل نفسه و كأنه يمارس معها الجنس فعلا و هي نفسها كانت متأثرة و إنسجمت في هذا الأثير و الدليل على ذلك هو تأوهاتها التي كانت تدل على أنها في قمة نشوتها و عندما وصلت إلى ذروتها.
قالت له : إن ما فعلناه يعتبر زنا .
فرد عليها : و من قال هذا ؟
قالت له : الدين و الشرع .
قال لها : و هل قال الشرع أن التخيل في ممارسة الجنس يعد زنا .
و أضاف : إن من شروط الزنا أن يقع ولوج و إيلاج و نحن لم نفعل شيء من هذا .
عندها هدأت نفسها و أصرت على أنها لن تأتي إلى تطوان خوفا من أن يقع شيء من هذا القبيل و في هذه الأثناء وقعت لسعيد أزمة تنفس لم يتخلص منها إلى حوالي نصف ساعة بعدها . فبدأت في البكاء . و في اليوم الموالي إتصلت به تطمئن على حاله فطمئنها .
المهم تعددت الإتصالات و تعددت اللقاءات و كله عبر الأنترنيت و الأثير فكانت عندما تكون في الفراش يمارس معها الجنس عبر الأثير و عندما تكون في النيت يتبادلا عبارات الحب و كأنهما مخطوبين لبعضهما أو متزوجين . و عندما تكون قي قضاء بعض إلتزامتها الخاصة أو العامة . فكانا يحسا بأنفاس بعضهما عند الشهيق و الزفير .
كما كان يعتبرها مستشارته و هي نفس الشيء بالنسبة لها .
و في ليلة من الليالي قرر أن يعترف لها بالحقيقة و خاصة أنها أصبحت تمثل له كل شيء في هذه الدنيا فرفعت سماعة الهاتف و قال لها : أهلا رقية .
فردت و قالت : أهلا حبيبي لاباس عليك .
قال لها : أريد أن أعترف لك بشيء .
قالت له : في هذا الليل .
قال : نعم ، لأنني قررت أن أصارحك بكل شيء .
قالت : تفضل .
قال لها : في الحقيقة قررت أن أقول لك أنني أصغرك سنا ، حيث أنني أبلغ من العمر 29 سنـة و ليس 36 سنة كما قلت لك .
فقالت له : بصراحتك هذه ، كأنك أدخلت خنجرا في قلبي .
رد عليها : أنا أريد أن أصارحك ، فصارحتك .
فقالت له : لقد إنتهى بيننا كل شيء .
و في الصباح الباكر و قبل أن يتوجه إلى المعهد إتصل بها . فقالت له : إن علاقة الحب بينهما إنتهت .
فقال لها : إذن أنت القاضي و الجلاد في نفس الوقت .
قالت له : أن الآن حكمت عقلي .
قال لها : و قلبك .
و إنتهت المكالمة بينهما .
و في المساء رن هاتفه الجوال ، فإذا برقم هاتفها و ما إن ضغط على زر الهاتف حتى سمعت أغنية " أوعدك " فقالت له : أن سامحتك يا سعيد .
فقال لها : أعيدي .
فقالت له : سمحتك .
قال لها : إذن علاقتنا مستمرة .
قالت : نعم .
إلا أن إنتهت المكالمة بينهما واعدة إياه أنها في منتصف الليل ستتصل به و بالفعل إتصلت و ككل مرة تخيلا أنفسهما و كأنهما زوجين . و إستمرت العلاقة على هذه الطريقة إلا أن قدمت إلا مدينة تطوان . و لا يمكن أن يخفى كم كانت فرحته بلقائها . لكنها كانت باردة إلى حد كونها لم تبادله القبلة التي وضعها على وجنتيها ، لكنها أرجعت هذا البرود إلى كون التعب بسبب المسافة التي قطعتها من المدينة التي تقطن بها إلى تطوان .
و خلال المؤتمر حاول أن يكلمها لكنها كانت باردة أكثر من اللازم إلى أن إنتهى المؤتمر . و في الصباح الموالى لإنتهاء المؤتمر توعدا على أن اللقاء في الصباح .
و عند لقائه بها قالت لي : أنت بالنسبة لي مثل أخي فقط .
فأوهمها أنه قبل و لكن عن مضض . و خلال الفترة الفاصلة بين عودتها إلى مدينتها و بقائها بتطوان كانت كل يوم تلح عليه أن يكون مثل أخيها بينما هو يقول لها : أحبك و أنا ممكن أن أكون صديقك و لكن بصفة مؤقتة . و في دواخليه يعتبرها عشيقة .
و في الليلة التي قررت مغادرة تطوان وعدها أن يقوما بنزهة إلى شاطئ مرتيل فوافقت و بالفعل إستقليا سيارة أجرة فجلست بجانيه و فخدها طيلة الطريق ملتصقة بفخده .
و عندما وصلهما إلى مرتيل قصدا إحدى المقاهي المطلة على الشاطئ فوضع يده على فخدتهـا و جلس يتغزل فيها إلا أن وصلت يديه إلى فرجها و عندها ضربته على يديه و قالت له : لا تفعلها مرة أخرى .
و بعدها قررا الذهاب إلى شاطئ البحر فأمسك بيدها بشدة و في لحظة من اللحظات قبلها على يدها .
فقالت له : ما هذا ؟
قال لها : إنني أعبر لك عن شعوري تجاهك فقط .
و بعدها إختطف من شفتيها قبلة . فكادت أن تصفعه .
و من بعدها و بينما هما يسيران على شاطئ البحر قالت له : إنني أخاف من الله .
قال لها : و أنا كذلك .
فقالت له : إن ما فعلناه حرام .
قال لها : و ماذا فعلنا ؟ أمسكت يدك و قبلتك .
قالت : نعم .
قال لها : إن هذا هو الحب و الحب هو أسمى شيء وضعه الله في قلوب عباده .
و في هذه الأثناء بدأ المطر ينزل فقررا أن يعودا إلى مدينة تطوان . فإستقليا الأوتوبيس و قرر أن أضع يدي على فخديها طيلة الطريق بين مرتيل و تطوان مع إلقاء على مسامعها بعض عبارات الغزل .
و عند وصولهما إلى تطوان قالت له : يجب عليك يا سعيد قبل أن تفكر في الزواج أن تبني مستقبلك و تعرف ماذا أنت ناوي .
فكانت هذه العبارة بمثابة رسالة ختمت بها علاقتهما التي إستمرت لأكثر من شهرين .
و في الصباح و قبل أن تتوجه إلى مدينتها قررت أن تودعه قبل سفرها فرافقها إلى الحافـلـة . و قالت له : إنك أعز إنسان بالنسبة لي و لن أنساك ما حييت .
فقال لها : و أنت نفس الشيء بالنسبة لي و لكن لدي الأمل في أن نتزوج بعدما تستقر ظروفي المادية .
فردت عليه : و أنا أعدك بهذا الأمل .
فحضنها لآخر مرة و قبلها على يدها .
و بهذا يكون قد علق حبه لها إلى حين إشعار آخر بعد أن تتصلح أحواله المادية ، و من أجل هذا غير مسار حياته .
و أرجوا من الشباب و الشابات الذي سيقرأون هذه القصة أن يتعضوا بها لأنها ممكن أن تتكرر معهم أو مع غيرهم و إلى قصة جديدة من مذكرات شيطانية .