بهائي راغب شراب
18/10/2008, 06:53 PM
مسرحية حاجز التفاح
المشهد الأول
( الزوجان أبو وأم محمود يعيدان ترتيب بيتهما الذي دمره جنود الاحتلال الصهيوني ، باحثين بين أنقاضه عن ما تبقى من حاجياتهم سليما .. )
أبو محمود : حسبنا الله ونعم الوكيل ( رافعاً يديه وذراعيه ممدودتان إلى السماء ووجهه إلى الجمهور ) ، الله ينتقم من اليهود الملاعين ، يا رب إلى متى هذا الدمار وهذا الموت ..
أم محمود : الله يأخذهم ويقضي عليهم ( وهي تبكي وتمسح بخرقة قديمة ممزقة تشبه منديل الرأس ، دموعها وأنفها ) ، لم نهنأ في حياتنا بيوم هاديء ولا حلو ، طوال عمرنا نعاني ، طوال عمرنا نخسر ، طوال عمرنا ونحن نرحل ..
أبو محمود مقاطعاً ( محركاً يده في اشارة تهديد ووعيد ) : إلا هذه المرة .. لن نرحل أبداً ، لن نعيد ما جرى علينا منذ العام 48 عندما طردونا من بيوتنا وقرانا ..
أم محمود : الرحيل أشد علينا من الموت ، إنه العذاب والألم .. ليتنا لا نرحل أبداً ..
أبو محمود : تذكرت الآن ( متلفتاً كالملسوع حواليه في كل اتجاه) .. المفتاح .. أين المفتاح ..
أم محمود : المفتاح ..؟ عن أي مفتاح تتكلم يا أبو محمود ..
أبو محمود بعصبية : مفتاح عزنا وكرامتنا ، مفتاح بيتنا في يافا .. ابحثي معى بين الانقاض عن الصندوق ، يجب ان نعثر عليه .. إنه وصية والدي قبل أن يموت وهو امانة اولادي أورثها لهم كي يعزموا دائما على العودة .. المفتاح .. المفتاح ..
أم محمود : لا تخش شيئا سنجده لن يضيع إنه من الحديد لن تحطمه القنابل ولن يأكله الصدأ …. ها ..هه .. أنظر إنه هناك تحت لوح الزينجو .. مايزال الصندوق سليما ..
أبو محمود ( يخرج الصندوق بقوة ويحتضنه بشغف ووجهه إلى الجمهور ) : لن ادعك تضيع .. لن أدعك تضيع .. إنك الامانة التي لا يجوز تضييعها ولا التفريط بها ..
أم محمود : آه .. كل ذلك من الملاعين اليهود .. الله وحده القادر عليهم ، وحده المنجي من هذا العذاب ( تحاول تثبيت الطرحة السوداء البالية على رأسها ) .. لندعوا الله أن ينقذنا ويحمينا ، لنَدْعُهُ أن يحمي اولادنا وأهلنا واحبابنا وأرضنا وجميع شعبنا … يا رب .. يا رب .. ( ترفع ذراعيها إلى السماء وظهرها إلى الجمهور )
أبو محمود ( يجلس على حجر وسط الحطام ثم يقوم يتحرك جيئة وذهاباً ثم يعود إلى احجر ليجلس عليه ، وكأنه يكلم نفسه ) : إلى أين نذهب الآن ، البيت تحطم .. لم يعد صالحاً للسكن فيه .. الحمدلله أن اليهود قصفوا البيت بعد خروج أولادنا إلى مدارسهم .. ماذا أفعل يا الله .. سيعود اولادي بعد قليل .. لن يجدوا بيتهم الذي أواهم منذ ولادتهم ولن يجدوا كراريسهم ولا فراشهم ولن يجدوا الطعام ..آه .. يا رب ماذا أفعل الان ماذا أفعل ..؟ إلى أين نذهب وإلى أين نروح ، لقد فاض الكيل علينا ، صبرنا كثيرا وتحملنا مالا يطاق ، ماذا بقي في جعبتهم من أهوال ومن شدائد أقسى مما فعلوا .. لماذا نحن من دون العالمين ، إننا شعب مسالم ، لم نغز أحدا ولم نعتد على أحد ، يا رب كنا سندا ودعما للمظلومين والمحرومين ، حتى لهؤلاء الأنجاس المناكيد من اليهود ، آويناهم واحتضناهم ولم نعاملهم إلا بالخير والحسنى ، ولم ندس لأحد منهم على طرف .. يا رب .. يا رب خلصنا من هذا الشؤم يخنقنا ويحاصر بصيص النور الذي يتسلل إلينا عند شروق الشمس عند صباح كل يوم ، يا رب خلصنا من اليهود ، يا رب خلصنا منهم وأعدهم إلى حيث كانوا وجاءوا دخلاء علينا ومغتصبين …
أم محمود ( تكلم نفسها وهي تحاول العثور على بعض ما يمكن أن يعينها في الأيام المقبلة ) : وا حسرتاه علينا ، وا حسرتاه .. أصابنا اليوم ما كنا نخشاه دائما ، لن يهدأ اليهود حتى يقضوا علينا أو نستسلم لهم ، لا يعجبهم ان نعيش حياتنا .. بقائنا يظل شاهداً على جرائمهم وعلى عدوانهم المستمر علينا ، وا حسرتاه .. ها نحن وحدنا لا أحد يساندنا ، العرب والاصدقاء تخلوا عنا ، يحسبوننا نحتاج فقط نقودهم ، لا يعلمون أننا نحتاج لما هو أهم وأفضل من النقود .. نحتاج إلى الامان وإلى السلام الحقيقي العادل ، نحتاج لأن نعيش حياتنا بهدوء وطمأنينة ، نحتاج أكثر ما يكون لأن نظل أحياء أحياء حتى يمكننا مواصلة مشوارنا وحتى يمكننا المطالبة بحقوقنا المنهوبة ..
**
( صوت طلقات كثيفة من الرصاص وصراخ الناس في الشارع وهم يركضون في كل اتجاه ثم صوت مكبرات الصوت في الجوامع تنادي .. أيها الناس هلموا ، الله اكبر الله أكبر .. اليهود يهاجمون حاجز التفاح يريدون احتلاله .. الله أكبر الله اكبر ، هلموا أيها الناس من كل صوب .. هلموا بسلاحكم وأحجاركم وعصيكم ، هلموا بقضكم وقضيضكم ، برجالكم ونسائكم ، بصغاركم وكباركم .. انجدوا اخوانكم في حاجز التفاح .. انجدوا اخوانكم في المخيم ، هلموا وأسرعوا إلى حاجز التفاح ، لا تدعوا اليهود يغتصبونه ، الله أكبر الله أكبر .. النجدة والعون يا اهل المروءة والشجاعة .. لنقاوم المحتلين الصهاينة .. لنقاتل المجرمين اليهود .. )
الزوجان أبو وأم محمود يركضان خارج بيتهما وقد شمرا أيديهما حاملين الحجارة والعصي
أبو محمود : هيا بنا نخرج لنساعد اخواننا ونقاتل اليهود لا يجب ان ينتصروا علينا ، لا يجب ان نسمح لهم باحتلال حاجز التفاح أنه حائط الأمان الباقي أمامنا قبل رحيلنا ..
أم محمود : الله أكبر .. الله أكبر ، اليوم يومنا .. اليوم يومنا ، سنحاربكم أيها المحتلين ، سنطردكم من ديارنا وبلادنا ، الله أكبر أيها الناس .. الله أكبر أيها الناس ، هبوا هبة رجل واحد ، وحاربوا أعدائنا حاربوهم ، لا تدعوهم يقتربون من بيوتنا ولا من أطفالنا ولا من شوارعنا .. حاربوهم .. أطردوهم أطردوهم ..
**
:emo_m6::emo_m6::emo_m6:
المشهد الأول
( الزوجان أبو وأم محمود يعيدان ترتيب بيتهما الذي دمره جنود الاحتلال الصهيوني ، باحثين بين أنقاضه عن ما تبقى من حاجياتهم سليما .. )
أبو محمود : حسبنا الله ونعم الوكيل ( رافعاً يديه وذراعيه ممدودتان إلى السماء ووجهه إلى الجمهور ) ، الله ينتقم من اليهود الملاعين ، يا رب إلى متى هذا الدمار وهذا الموت ..
أم محمود : الله يأخذهم ويقضي عليهم ( وهي تبكي وتمسح بخرقة قديمة ممزقة تشبه منديل الرأس ، دموعها وأنفها ) ، لم نهنأ في حياتنا بيوم هاديء ولا حلو ، طوال عمرنا نعاني ، طوال عمرنا نخسر ، طوال عمرنا ونحن نرحل ..
أبو محمود مقاطعاً ( محركاً يده في اشارة تهديد ووعيد ) : إلا هذه المرة .. لن نرحل أبداً ، لن نعيد ما جرى علينا منذ العام 48 عندما طردونا من بيوتنا وقرانا ..
أم محمود : الرحيل أشد علينا من الموت ، إنه العذاب والألم .. ليتنا لا نرحل أبداً ..
أبو محمود : تذكرت الآن ( متلفتاً كالملسوع حواليه في كل اتجاه) .. المفتاح .. أين المفتاح ..
أم محمود : المفتاح ..؟ عن أي مفتاح تتكلم يا أبو محمود ..
أبو محمود بعصبية : مفتاح عزنا وكرامتنا ، مفتاح بيتنا في يافا .. ابحثي معى بين الانقاض عن الصندوق ، يجب ان نعثر عليه .. إنه وصية والدي قبل أن يموت وهو امانة اولادي أورثها لهم كي يعزموا دائما على العودة .. المفتاح .. المفتاح ..
أم محمود : لا تخش شيئا سنجده لن يضيع إنه من الحديد لن تحطمه القنابل ولن يأكله الصدأ …. ها ..هه .. أنظر إنه هناك تحت لوح الزينجو .. مايزال الصندوق سليما ..
أبو محمود ( يخرج الصندوق بقوة ويحتضنه بشغف ووجهه إلى الجمهور ) : لن ادعك تضيع .. لن أدعك تضيع .. إنك الامانة التي لا يجوز تضييعها ولا التفريط بها ..
أم محمود : آه .. كل ذلك من الملاعين اليهود .. الله وحده القادر عليهم ، وحده المنجي من هذا العذاب ( تحاول تثبيت الطرحة السوداء البالية على رأسها ) .. لندعوا الله أن ينقذنا ويحمينا ، لنَدْعُهُ أن يحمي اولادنا وأهلنا واحبابنا وأرضنا وجميع شعبنا … يا رب .. يا رب .. ( ترفع ذراعيها إلى السماء وظهرها إلى الجمهور )
أبو محمود ( يجلس على حجر وسط الحطام ثم يقوم يتحرك جيئة وذهاباً ثم يعود إلى احجر ليجلس عليه ، وكأنه يكلم نفسه ) : إلى أين نذهب الآن ، البيت تحطم .. لم يعد صالحاً للسكن فيه .. الحمدلله أن اليهود قصفوا البيت بعد خروج أولادنا إلى مدارسهم .. ماذا أفعل يا الله .. سيعود اولادي بعد قليل .. لن يجدوا بيتهم الذي أواهم منذ ولادتهم ولن يجدوا كراريسهم ولا فراشهم ولن يجدوا الطعام ..آه .. يا رب ماذا أفعل الان ماذا أفعل ..؟ إلى أين نذهب وإلى أين نروح ، لقد فاض الكيل علينا ، صبرنا كثيرا وتحملنا مالا يطاق ، ماذا بقي في جعبتهم من أهوال ومن شدائد أقسى مما فعلوا .. لماذا نحن من دون العالمين ، إننا شعب مسالم ، لم نغز أحدا ولم نعتد على أحد ، يا رب كنا سندا ودعما للمظلومين والمحرومين ، حتى لهؤلاء الأنجاس المناكيد من اليهود ، آويناهم واحتضناهم ولم نعاملهم إلا بالخير والحسنى ، ولم ندس لأحد منهم على طرف .. يا رب .. يا رب خلصنا من هذا الشؤم يخنقنا ويحاصر بصيص النور الذي يتسلل إلينا عند شروق الشمس عند صباح كل يوم ، يا رب خلصنا من اليهود ، يا رب خلصنا منهم وأعدهم إلى حيث كانوا وجاءوا دخلاء علينا ومغتصبين …
أم محمود ( تكلم نفسها وهي تحاول العثور على بعض ما يمكن أن يعينها في الأيام المقبلة ) : وا حسرتاه علينا ، وا حسرتاه .. أصابنا اليوم ما كنا نخشاه دائما ، لن يهدأ اليهود حتى يقضوا علينا أو نستسلم لهم ، لا يعجبهم ان نعيش حياتنا .. بقائنا يظل شاهداً على جرائمهم وعلى عدوانهم المستمر علينا ، وا حسرتاه .. ها نحن وحدنا لا أحد يساندنا ، العرب والاصدقاء تخلوا عنا ، يحسبوننا نحتاج فقط نقودهم ، لا يعلمون أننا نحتاج لما هو أهم وأفضل من النقود .. نحتاج إلى الامان وإلى السلام الحقيقي العادل ، نحتاج لأن نعيش حياتنا بهدوء وطمأنينة ، نحتاج أكثر ما يكون لأن نظل أحياء أحياء حتى يمكننا مواصلة مشوارنا وحتى يمكننا المطالبة بحقوقنا المنهوبة ..
**
( صوت طلقات كثيفة من الرصاص وصراخ الناس في الشارع وهم يركضون في كل اتجاه ثم صوت مكبرات الصوت في الجوامع تنادي .. أيها الناس هلموا ، الله اكبر الله أكبر .. اليهود يهاجمون حاجز التفاح يريدون احتلاله .. الله أكبر الله اكبر ، هلموا أيها الناس من كل صوب .. هلموا بسلاحكم وأحجاركم وعصيكم ، هلموا بقضكم وقضيضكم ، برجالكم ونسائكم ، بصغاركم وكباركم .. انجدوا اخوانكم في حاجز التفاح .. انجدوا اخوانكم في المخيم ، هلموا وأسرعوا إلى حاجز التفاح ، لا تدعوا اليهود يغتصبونه ، الله أكبر الله أكبر .. النجدة والعون يا اهل المروءة والشجاعة .. لنقاوم المحتلين الصهاينة .. لنقاتل المجرمين اليهود .. )
الزوجان أبو وأم محمود يركضان خارج بيتهما وقد شمرا أيديهما حاملين الحجارة والعصي
أبو محمود : هيا بنا نخرج لنساعد اخواننا ونقاتل اليهود لا يجب ان ينتصروا علينا ، لا يجب ان نسمح لهم باحتلال حاجز التفاح أنه حائط الأمان الباقي أمامنا قبل رحيلنا ..
أم محمود : الله أكبر .. الله أكبر ، اليوم يومنا .. اليوم يومنا ، سنحاربكم أيها المحتلين ، سنطردكم من ديارنا وبلادنا ، الله أكبر أيها الناس .. الله أكبر أيها الناس ، هبوا هبة رجل واحد ، وحاربوا أعدائنا حاربوهم ، لا تدعوهم يقتربون من بيوتنا ولا من أطفالنا ولا من شوارعنا .. حاربوهم .. أطردوهم أطردوهم ..
**
:emo_m6::emo_m6::emo_m6: