المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مسرحية حاجز التفاح4



بهائي راغب شراب
18/10/2008, 07:01 PM
مسرحية حاجز التفاح4
بهائي راغب شراب


المشهد الثاني


خلف المتاريس الرملية وعند جانب منزوي بين بيوت المخيم في حاجز التفاح بعض الأطفال يتحركون ، منهم الجالس أو الواقف المستعد ، ومنهم من يراقب جهة اليهود تحسباً لأي هجوم غادر منهم على الحاجز .. بعضهم يجهز الحجارة وبعضهم يفحص شدِّيدَته وآخر يتدرب على مقلاعه وآخرون يجهزون زجاجات المولوتوف الحارقة ..
محمود : يجب ان نذيق اليهود درساً لا ينسونه أبدا في المقاومة والصمود ، نحن أحفاد عمر بن الخطاب وأحفاد صلاح الدين …
حسن ( حاملاً بيده زجاجة مولوتوف حارقة ) : لقد جهزنا كل شيء لقد أعددنا القنابل ولم يبق إلا التنفيذ ..
سعيد : لا تنسوا .. الناس كثيرون هنا وجميعهم لبوا النداء ، ولن نكون أقل الناس شجاعة ولا مروءة ..
فرحة ( شقيقة سعيد عمرها لا يتجاوز الثماني سنوات ) : وأنا ماذا سأفعل ، لم تقولوا لى دوري ، فأنا شريكتكم في كل شيء .
محمود : انت شريكتنا وفرحتنا التي ندافع عنها ، عليك فقط بتزويدنا بالحجارة فسنحتاجها بكثرة بعد قليل ، وسيعلمون أي أطفال نحن أطفال فلسطين ..
حسن ( موجهاً كلامه لمحمود ) : سمعت أن بيتكم قد أصيب صباح اليوم ..
محمود ( وقد اكتسى وجهه بالأسى ) : نعم عرفت ذلك لكنني لم اذهب ، لقد دمر البيت تماماً وأنجى الله والدَيّ ..
حسن : ألم ترهما
محمود : لا لم أذهب إلى هناك
حسن : لماذا ، كان عليك أن تكون بجانب والديك ، وجودك كان سيخفف عنهما الكثير ..
محمود : وجودى معهما كان سيميتني كمداً ، اما وجودي هنا فانه يمنحنى الفرصة للانتقام من اليهود الملاعين ، سأنتقم ، يجب ان أنتقم ..
حسن : بامكانك أن تنتقم في وقت آخر فالمعارك القادمة أكثر من التي مضت .. ووالديك بحاجة إليك الآن أكثر من أي وقت آخر ..
محمود : لا تدع ذلك يشغلك ، بعد أن ننتهي من هنا سأذهب إليهما وقد برد بعض ما في داخلي من الغضب والثورة ، أما الآن فدعنا نتأكد من أن خطتنا صارت جاهزة وان الجميع سيؤدي دوره فيها ..
محمود ( موجهاً كلامه إلى رفاقه في المجموعة ) : ما رأيكم .. هل انتم جاهزون ، عندما تبدأ المعركة لن يستطيع احدكم الانسحاب ..
الجميع بصوت واحد : كلنا مستعدون مستعدون وننتظر لحظة الهجوم ..
محمود : إذن ليأخذ كل واحد موقعه ولا يغادره ، أحذروا اظهار رؤوسكم وإلا قنصكم اليهود على الفور .. ولنثبت للجميع أننا نستحق أن نكون أحفاداً للميامين الذرى من أبطالنا الأولين .. أحفاداً لعمر وصلاح الدين ..
( فجأة تنطلق زخات من الرصاص من فوق رؤسهم ، ويعلوا صوت الناس في كل مكان وتبدأ معركة كبيرة لحماية حاجز التفاح ولرد جنود الاحتلال اليهود على أعقابهم .. يسقط جرحى كثيرون من الأطفال ويسقط العديد من الشهداء وتنطلق صفارات سيارات الاسعاف وهي تتحرك بسرعة ذهابا وإياباً لنقل المصابين إلى المستشفيات في مدينة خان يونس .. )

**

:emo_m6::emo_m6: