المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مسرحية حاجز التفاح6



بهائي راغب شراب
18/10/2008, 07:08 PM
مسرحية حاجز التفاح6
بهائي راغب شراب


المشهد الثالث
من بعيد تقترب رويداً رويداً جنازة مهيبة ، يحوطها الناس من كل جانب ، لكثرتهم لا يستطيع أحد تمييز الوجوه والأماكن ، غير ان الجميع يهتفون .. الله اكبر .. الله أكبر ..، بالروح بالدم نفديك يا فلسطين .. لن يذهب دمك هدراً يا شهيد ، نقسم أن نواصل المسيرة … الانتقام .. الانتقام .. دم الشهيد ولع البركان .. يا يهودي يا محتل فوق بلدي ما بضل … يا يهودي يا جبان ليش بتهرب من الميدان .. يا يهودي يا جزار دم أطفالنا بضل عنوان .. بضل شجر كبير بضل أزهار .. يا يهودي يا محتل راح تلقانا فوق التل .. يا يهودي يا محتل اطلع اطلع .. هادي أرضنا وهادي سمانا وورثناها بالدين والحق .. اطلع اطلع يا محتل .. فرحة شهيدة ما بتنذل .. فرحة عايشة في قلوبنا بتضل .. يا يهودي يا محتل اطلع .. اطلع يا محتل
الناس يتكلمون عن الجنازة وهي تقترب أكثر وأكثر وتظل في مسيرتها نحو المقبرة
صوت : يقولون أنها صغيرة جدا .. كم عمرها
صوت 1 : لم تتجاوز الثماني سنوات من عمرها .. مثل الفرحة ما بتدوم ..
صوت 2 : بقولوا اسمها فرحة ..
صوت 3 : كانت تزود الشباب بالحجارة عندما أصابتها طلقة غادرة ..
صوت 4 : ما ذنبها حتى تموت في هذه العمر ..
صوت 5 : لا بد أنهم عرفوا أن اسمها فرحة وأرادوا أن يقتلوها ..
صوت : لن ينالوا مرادهم ولن يقتلوا الفرحة أبدا في شوارعنا ..
صوت 1 : لكنهم قتلوها ..
صوت 3 : نساؤنا لسن عواقر ، سيلدن ألف فرحة مثلها وستمتليء بلدنا بالأفراح ..
صوت جديد موجهاً حديثه إلى الجمهور : أليس كذلك .. ألسنا قادرين على انجاب ألف فرحة جديدة ..
من وسط الجمهور تنطلق أصوات : نعم سننجب فرحة وفرحة وفرحة أفراحاً كثيرة .. سنملأ بلادنا فرحا وسعادة .
الصوت السابق : الحمدلله ما زلنا بخير .. ألم أقل لكم بهذه الروح لن يغلبونا أبدا .. سنغلبهم .. سنغلبهم .. فرحة الشهيدة بذرت بذورها في أرحام أمهاتنا حتى أنظروا إلى هناك .. ( في هذه اللحظة تختفي الجنازة )
يتوجه الجمهور بعيونهم ناحية الاتجاه حيث يد الصوت تشير فيرون مجموعة من الأطفال بنات ( مكتوب على ظهورهن وصدورهن الاسم " فرحة " وصبيان يعدون أدوات الانتفاضة من حجارة ومقاليع وزجاجات حارقة وأكياس رمال وو … ( بدون كلام )

وينطلق صوت بالنشيد بينما الستارة تسدل ببطء شديد ..
" أنا ما مت يا أمي
وإن غبت
افتحي الباب
وانظري حولك
ستجدينني في وجوه أطفال شارعنا
وترينني في بريق عيونهم ..
أغضب .
وسأدخل إلى أنفاسك طّلاً
أُطفيء سعير الشوق في صدرك
وستحسينني أروع .
*
السلام عليك يا أمي
السلام عليك .
ابقِ البابَ مفتوحاً
لا توصدي أمام صباحنا القادم مِزْلاجاً
ورحِبي بالريح التي تحمل أنفاسي
فصوتي سوف يأتيك
يدغدغ صدى الأفراح في البيت
يثير أنفاسك
يشدّك إلى الشمس ..
إلى تاريخ ميلاده الأول ..
إلى رَحْمِك القدسي
إلى ثديك الأبيض ." •

**


:emo_m6::emo_m6::emo_m6: