المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حضارتنا المنزوية: بين مقولتي العروبة والإسلام



أ. د. صلاح عثمان
18/10/2008, 08:06 PM
أعني بحضارتنا المنزوية كافة أوجه النشاط العقلي الإبداعي لأولئك الأفراد الذين عاشوا في الفترة الزمنية الممتدة من منتصف القرن الثامن (الثاني الهجري) حتى القرن الثالث عشر بعد ميلاد المسيح (السابع الهجري)؛ وفي المساحة الجغرافية الممتدة من شبه الجزيرة الأسبانية وشمال إفريقيا حتى وادي الهند, ومن بحر العرب الجنوبي إلى بحر قزوين؛ أي في المنطقة الزمانية – المكانية التي احتوت ما نسميه «حضارة الإسلام», أو «حضارة العرب», أو «حضارة الشرق في القرون الوسطى»؛ والتي تم فيها التعبير عن نتاج أوجه النشاط العقلي المشار إليها باللغة العربية.
وبنظرة سريعة إلى هذا التعريف يتضح لنا أنه في حاجة إلى مزيد من التفصيل؛ فقد يثير لدينا البعد الزماني– المكاني مثلاً تساؤلات من قبيل: ألم يكن للعرب حضارة قبل ظهور الإسلام؟ وهل كانوا وحدهم هم مبتكرو تلك الحضارة الإسلامية؟. وما دام الإسلام باقيًا حتى الآن, راسخًا حيًا في وجدان العرب, فلم انزوت إذن حضارتهم؟. ثم ماذا عن صحة استخدام مصطلح «الشرق» من المنظور الجغرافي؟.
والهدف الأساسي من طرح القضية وما تنطوي عليه من تساؤلات هو تحديد أبعاد اللحظة الراهنة للعقل العربي, ومغزى ما يحيط به من مؤثرات تسعى إلى استيعاب موروثاته الثقافية, وإعادة تشكيلها في منظومة جديدة, يُروّج لها الغرب بصفة عامة, والغرب الأمريكي بصفة خاصة. ومن ثم، يصب الطرح في النهاية في خانة تحديد الملامح العامة للفكر العربي– الإسلامي في قرونه الأولى: مصادره ومقوماته؛ بواعثه وأهدافه؛ مشكلاته وقضاياه الأساسية؛ وقبل ذلك خصوصيته التي شكلت ما يمكن أن ندعوه بالسياق الثقافي الإدراكي المقـيّد بمحليته, والتي أفردت له موقعه المميز في مسيرة التطور الحضاري للإنسان. لا يعني ذلك أن ثمة دعوة إلى بعث الماضي العربي على إطلاقه؛ ففيه الغث وفيه الثمين. كما لا يعني أيضًا قبول الدعاوى الصارخة إلى الفرار من أسر الماضي, والاكتفاء بموقع متميز على إحدى مدارات الحضارة الغربية؛ فهذا الماضي هو جزءٌ لا يتجزأ من هوية العربي المعاصر, أردنا ذلك أم لم نُرد, إنما يرمي الطرح بالأحرى إلى تقديم قراءة جديدة محايدة, تتعرف على الفكر من خلال تعدديته, وعلى تدفقه من خلال تناقضاته, وتكشف عن الكم اللامتناهي من العوالم الممكنة للأفكار؛ وهي قراءة تتيح لنا بلا شك بناء أسس جديدة وواقعية للمقارنة والاختيار؛ بين موروثات الماضي, ومقتضيات الحاضر, وتطلعات المستقبل.
والحق أنني قد عرضت للقضية تفصيلاً في أحدث كتبي (الفلسفة العربية من منظور نيوتروسوفي)، لكنني أعيد طرحها هنا للنقاش المفتوح، آملاً مشاركة الجميع في طرح رؤاهم المدعومة بالحجج. وسوف أوالي عرض وجهة نظري مبدئيًا من خلال أربع نقاط تتمحور حول تسمية حضارتنا، أو بالأحرى الوصف المميز والمحدد لها، وتسهم في إثراء الحوار:
1. هل هي حضارة شرقية؟.
2. هل ثمة حضارة عربية قبل الإسلام؟.
3. ما مدى ارتباط الثقافة الإسلامية باللغة العربية؟.
4. هل هي حضارة لاهوتية؟.

عامر العظم
18/10/2008, 09:00 PM
لا حضارة للعرب بدون الإسلام
نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإذا ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله
عمر بن الخطاب رضي الله عنه

الأخ الدكتور صلاح عثمان
جئت لأرحب بك وأخبرك أنني أرسلت لعقول واتا للمشاركة وإبداء الرأي...

أنا شخصيا أؤمن بما قاله عمر بن الخطاب رضي الله عنه "نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإذا ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله" قبل 14 قرنا ولا أزال أراها سارية المفعول.

كان العرب قبائل متناحرة تعبد الأصنام قبل الإسلام لكن بعد عقود من الإسلام انتصروا على امبراطوريات وبنوا حضارة ذات معالم مميزة، ثقافيا وطبيا وترجميا وعمرانيا، الخ.

انظر ماذا حدث في الأندلس والجزيرة العربية بعد 13 قرنا من الإسلام، عاد العرب إلى ما كانوا عليه من تناحر وتنازع وتباغض في اللحظة التي تخلوا فيها عن الإسلام. لعلك قرأت أنهم تحولوا إلى قطاع طرق للحجيج في بداية القرن العشرين!

انظر أيضا الآن إلى 22 دولة (عائلة أو عشيرة أو قبيلة!) عربية، فنحن نعيش الآن في عصر الجاهلية والقبلية حيث ترى التمييز والعنصرية والمذهبية والعبودية (الكفالة و"البدون" ووثائق السفر) والطبقية وانعدام التكافل والتكالب على الدنيا!

في هذه الأثناء، لا أتحدث عن الإسلام السعودي أو الإيراني.

مصطفى عودة
18/10/2008, 09:46 PM
. هل هي حضارة شرقية؟.
2. هل ثمة حضارة عربية قبل الإسلام؟.
3. ما مدى ارتباط الثقافة الإسلامية باللغة العربية؟.
4. هل هي حضارة لاهوتية؟.
الموضوع بذاته ليس جديدا على الطرح والمعالجة الفكرية مذ زمن طويل . اساتذتنا ودكاترتنا الشباب الذين اجبروا على دراسة افرازات العقل الاوروبي في المساقات الجامعية بما فيه من تحيز للذات واقضاء الاخر الذي هو نحن " تاريخ العرب والبعد العروبي الجغرافي " .قراءة التاريخ بنظر احادي مشبع بالتوراتية والتفوق للون الابيض واخطاء قراءة النصوص الاثارية او حرف مسارها لغاية في نفس الغرب الصهيوني هو ما ينبغي الانتباه له اثناء المعالجة. في المقابل لا ننسى الجهود الهائلة التي بذلها ويبذلها بعض المشتغلين في العلوم اللغوية والتاريخية من اوروبيين لانصاف الحضارة العربية بشقيها الفكري والمادي.
بلى، حضارتنا من سلوق "قرية في اليمن التي جاء منها الاسم للكلب السلوقيSaluki " ومن دمشق التي ذكر وردها شكسبير زمن ال Old English Words ذات الاصل العربي ــ الكلمة تاريخ وفكر وادب وفن ...ــ لي فيها دراسة مستقلة فمن ال 800 كلمة أصل او مادة لغوية او جذر كان 600 من اصل عربي ــ الى المغرب العربي الفينيقي الحرف . الى قدموس واخته اوروبا في اليونان . الى ال High Germany ِِِالى علم ارسطو المنهوب من الاسكندرية وصور ..
هل ثمة حضارة عربية قبل الاسلام؟ والله سؤال بيجيب الجلطة؟ يا اخي حضارتنا العروبية منذ ان اخترعنا الحرف المجرد عن الصورة ، يعني اننا كنا نجرد الاشياء في رموز ،هل ارقى من ذلك؟!
حضارتنا في الجولان العروبي للقبائل العربية في الجزيرة والاناضول واوروبا كلها التي نعمت بالنتائج الحضارية المدنية والفكرية الدينية والحياتية.
حضارتنا المادية ليست لاهوتية مع الاعتراض على المصطلح ،لا وجود للفكر اللاهوتي عندنا يا دكتور طول الله عمرك .انها المصطلحات الغربية التي ناسبت حركة التاريخ العلمي والديني الغربي .حضارتنا اخترعت العجلة ،ما علاقتها بالدين؟ اخترعنا نظرية المثلتات في الهندسة، ما علاقتها بالدين اللاهوتي؟؟ اكتشفنا الدورة الدموية، ما علاقتها باللاهوت؟؟ الدين وضع الاطار العام الاخلاقي المستفز للتفكير ثم قال : هذا الميدان وليتنافس المتنافسون. هل من اية لا تقرن بين العلم والايمان؟
الثقافة التي هي نسق الحياة والمعيشة اليومية بكل ابعادها. ترتبط باللغة العربية لان اللغة وعاء تاريخي ناقل لكل منتج انساني
ثم اذا كانت الفلسفة معينا لنا على الفهم فنعما هي ،اما ان كانت بديلا للاسلام وتعاليمه فهي مرفوضة.
انا اقرأ الان كتاب ،وبما ان الدين النصيحة ،انصح اخي والقراء بحبة الدواء هذه
.http://www.3rbe.com/books/uploads/AWDAHT.DOC
الدكتور جمال الدين الخضّور
عودة التاريخ
- الانتربولوجية المعرفية العربية
/ دراسة في الأناسة المعرفية العربية التاريخية- اللغوية ووحدتها/
الجزء الأول
حتى الألف الثاني قبل الميلاد
من منشورات اتحاد الكتاب العرب
1997

عبدالقادربوميدونة
18/10/2008, 10:42 PM
أعني بحضارتنا المنزوية كافة أوجه النشاط العقلي الإبداعي لأولئك الأفراد الذين عاشوا في الفترة الزمنية الممتدة من منتصف القرن الثامن (الثاني الهجري) حتى القرن الثالث عشر بعد ميلاد المسيح (السابع الهجري)؛ وفي المساحة الجغرافية الممتدة من شبه الجزيرة الأسبانية وشمال إفريقيا حتى وادي الهند, ومن بحر العرب الجنوبي إلى بحر قزوين؛ أي في المنطقة الزمانية – المكانية التي احتوت ما نسميه «حضارة الإسلام», أو «حضارة العرب», أو «حضارة الشرق في القرون الوسطى»؛ والتي تم فيها التعبير عن نتاج أوجه النشاط العقلي المشار إليها باللغة العربية.
وبنظرة سريعة إلى هذا التعريف يتضح لنا أنه في حاجة إلى مزيد من التفصيل؛ فقد يثير لدينا البعد الزماني– المكاني مثلاً تساؤلات من قبيل: ألم يكن للعرب حضارة قبل ظهور الإسلام؟ وهل كانوا وحدهم هم مبتكرو تلك الحضارة الإسلامية؟. وما دام الإسلام باقيًا حتى الآن, راسخًا حيًا في وجدان العرب, فلم انزوت إذن حضارتهم؟. ثم ماذا عن صحة استخدام مصطلح «الشرق» من المنظور الجغرافي؟.
والهدف الأساسي من طرح القضية وما تنطوي عليه من تساؤلات هو تحديد أبعاد اللحظة الراهنة للعقل العربي, ومغزى ما يحيط به من مؤثرات تسعى إلى استيعاب موروثاته الثقافية, وإعادة تشكيلها في منظومة جديدة, يُروّج لها الغرب بصفة عامة, والغرب الأمريكي بصفة خاصة. ومن ثم، يصب الطرح في النهاية في خانة تحديد الملامح العامة للفكر العربي– الإسلامي في قرونه الأولى: مصادره ومقوماته؛ بواعثه وأهدافه؛ مشكلاته وقضاياه الأساسية؛ وقبل ذلك خصوصيته التي شكلت ما يمكن أن ندعوه بالسياق الثقافي الإدراكي المقـيّد بمحليته, والتي أفردت له موقعه المميز في مسيرة التطور الحضاري للإنسان. لا يعني ذلك أن ثمة دعوة إلى بعث الماضي العربي على إطلاقه؛ ففيه الغث وفيه الثمين. كما لا يعني أيضًا قبول الدعاوى الصارخة إلى الفرار من أسر الماضي, والاكتفاء بموقع متميز على إحدى مدارات الحضارة الغربية؛ فهذا الماضي هو جزءٌ لا يتجزأ من هوية العربي المعاصر, أردنا ذلك أم لم نُرد, إنما يرمي الطرح بالأحرى إلى تقديم قراءة جديدة محايدة, تتعرف على الفكر من خلال تعدديته, وعلى تدفقه من خلال تناقضاته, وتكشف عن الكم اللامتناهي من العوالم الممكنة للأفكار؛ وهي قراءة تتيح لنا بلا شك بناء أسس جديدة وواقعية للمقارنة والاختيار؛ بين موروثات الماضي, ومقتضيات الحاضر, وتطلعات المستقبل.
والحق أنني قد عرضت للقضية تفصيلاً في أحدث كتبي (الفلسفة العربية من منظور نيوتروسوفي)، لكنني أعيد طرحها هنا للنقاش المفتوح، آملاً مشاركة الجميع في طرح رؤاهم المدعومة بالحجج. وسوف أوالي عرض وجهة نظري مبدئيًا من خلال أربع نقاط تتمحور حول تسمية حضارتنا، أو بالأحرى الوصف المميز والمحدد لها، وتسهم في إثراء الحوار:
1.هل هي حضارة شرقية؟.
2.هل ثمة حضارة عربية قبل الإسلام؟.
3.ما مدى ارتباط الثقافة الإسلامية باللغة العربية؟.
4.هل هي حضارة لاهوتية؟.


-1هل هي حضارة شرقية؟.
2. هل ثمة حضارة عربية قبل الإسلام؟.
3. ما مدى ارتباط الثقافة الإسلامية باللغة العربية؟.
4. هل هي حضارة لاهوتية؟.

الأستاذ الدكتورصلاح عثمان المحترم:
أهلا وسهلا بكم على ضفاف رافد معتبرمن روافد نهرالحضارة العربية المتدفق منذ مئات السنين والذي استمد بدوره مياهه العذبة الصالحة لسقي البشروالشجروحتى الحجر.. من نبع الإسلام الأزلي ..لكن بعض قاطني حواشي ذلك النهر من العجم الذين لم يتشرفوا بعد بتذوق أية رشفة من مياهه حكموا عليه أنه سوف يشكل خطرا داهما على أراضيهم ومزروعاتهم التي تعبوا منذ قرون في زراعتها وغراسة شجيراتها.. وأنه حينما ينتبه الأذكياء والعلماء وأنصارالإنتاجية لا الإنتاج فيغرفون من مياهه ما يكفي حاجتهم فيزداد هوجريانا وتدفقا وربما فيضانا ..بحكم أن نبعه أصيل ومياهه صالحة لكل زمان ومكان.. وقبل ذلك لا سيما وقد أثبتت الدراسات العلمية التي أجروها والتي يعتمدون عليها أنه نهر أزلي.. لا ينقص من أطرافه ولا من لبه شيء..
وبما أنكم طرحتم أسئلة محددة ينبغي تناول كل سؤال على حدة مقدمة وبحثا ونتيجة
-1 هل هي حضارة شرقية ؟
- لا أظن بحكم أن الحضارات الإنسانية كانت وما تزال متداخلة معالمها فحضارة الشرق لها جذورسواء كانت من جهة الغرب أم من جهة الشرق ..كالحضارة الهندية والفارسية والرومانية آنذاك الخ .
-2 هل ثمة حضارة عربية قبل الإسلام؟.
- هناك ثقافة عربية ولا نقول بحضارة إلا بتحفظ وتحديد مفهومي الحضارة والثقافة وتداخلهما هوما يؤكد وجود حضارة عربية قبل الإسلام أوينفيها.
والمشكل اليوم أضحى قائما..
-3 ما مدى ارتباط الثقافة الإسلامية باللغة العربية؟.
- إني أرى قلب صياغة السؤال أجدى وأقرب إلى العقل والمنطق - إذا سمحت حضرتكم- ما مدى ارتباط اللغة العربية بالثقافة الإسلامية ؟ أما إذا كان المقصود بالأولوية فطبعا الثقافة الإسلامية مرتبطة ارتباطا وثيقا باللغة العربية
" إنا أنزلناه قرآنا عربيا " " بلسان عربي مبين "
-4 هل هي حضارة لاهوتية؟.
- لا بد من تحديد مفهوم اللاهوت أولا.. فهومفهوم غريب عن ثقافة العربي وعن معتقد المسلم معا آنذاك ..
سيدي الكريم لم آت هنا لمناقشتكم فيما طرحتموه.. إنما أردت قول ما أعتقد أنه يمكن أن يساهم في إثارة النقاش وإحداث زوابع فكرية يتم من خلالها تحديد أسباب تخلف الحضارة العربية والإسلامية عن ملاحقة ركب الأمم المتطورة.. ولمَ لا اللحاق بها والتفوق عليها إن توفرت الرؤى الصحيحة والنوايا الحسنة لدى السياسيين والعلماء من الأمتين في شتى مناحي الحياة ..
وأشكركم شكرا جزيلا على طرح هذه الأسئلة الأربع التي سوف - بإذن الله - تكون الإجابة الموفقة عليها لبنة قوية في بناء صرح نهضة حقيقية منشودة .

أ. د. صلاح عثمان
18/10/2008, 10:56 PM
أشكر أخوي الكريمين على استجابتهما السريعة القيمة. والحق أنني لم أطرح بعد وجهة نظري، فما كتبته ما هو إلا مدخل لإثارة القضية بأبعادها المختلفة. أتفق مع أخي عامر العظم في وجهة نظره، كما أتفق مع أخي مصطفي عودة في أن ثمة دراسات عديدة ومتنوعة في هذا الصدد, قام بها مؤرخون وباحثون ذوو مشارب ثقافية مختلفة, ولأغراض متباينة, لا يبرأ معظمها من سمة التحيز, والرغبة في تقديم تفسيرات مريحة وجاهزة تحقق فروضًا نوعية مسبقة. لكن جدة الطرح تكمن في أنه يأتي في ظل متغيرات محلية ودولية كاد العربي - المسلم يصبح فيها غريبًا عن وطنه، عاجزًا عن استلهام ماضيه أو اللحاق بحاضره، ناهيك عن مستقبله. وحتى لا أصادر على النتيجة، فسوف أسرع بطرح وجهة نظري فيما يتعلق بالسؤال الأول: هل هي حضارة شرقية؟.

أ. د. صلاح عثمان
18/10/2008, 11:54 PM
هل هي حضارة شرقية؟

تحياتي وتقديري لسفير واتا في الجزائر الأستاذ الفاضل عبد القادر بوميدونة، وتقديري كذلك لإجاباته المحددة، قد أتفق وقد أختلف معه في بعض الإجابات، لكن لا شك أن ثراء وخصوبة الحوار إنما ينبعان من تعدد الرؤى وتباينها أو مصافحتها لبعضها البعض أحيانًا. تحياتي كذلك وتقديري للأستاذ الفاضل عامر العظم على جهوده المتواصلة التي تقتطع بلا شك الكثير من وقته. تقديري العميق أيضًا لكل من تواصل معي.
توصف حضارتنا غالبًا من خارجها بأنها حضارة الشرق، وقد أثارني هذا الوصف – جغرافيًا وتاريخيًا – لأنه سرعان ما يثير التساؤل: شرق بالنسبة لمن؟، هل هو الغرب كما نفهمه الآن؟. لذا أردت فقط أن أحدد مدى صحة هذا الوصف قبل أن أنتقل للخلاف بين يصفونها بأنها حضارة عربية، ومن يصفونها بأنها حضارة إسلامية (وأرجو ألا يُفهم كلامي أنني أقلل من شأن أحد الوصفين.
والحق أن استخدام كلمة الشرق في تاريخ الحضارة ليس متفقًا مع معناها الجغرافي اتفاقًا تامًا؛ ذلك أن بلدان الشرق الأدنى المتحضرة كان يجب تسميتها في روسيا بالجنوب, وكذلك إفريقيا الشمالية التي تُعد جزءً من الشرق الإسلامي, إذ هي جنوبية بالنسبة إلى أوربا!, ومن ثم فإن استخدامنا لمصطلح الشرق لابد وأن يكون مرتبطًا بالسياق.
وفي هذا الصدد, يشير المؤرخ الروسي فاسيلي فلاديميرويك بارتولد Vasily Vladimiroyich Bartold (1869– 1930) إلى أن أول استخدام لكلمة الشرق (بمعنى البلاد المتحضرة) مقابلاً للغرب, إنما يرجع إلى عصر الدولة الرومانية؛ فلم يكن يوجد في نظر اليونان قبل ذلك, وبصفة خاصة أرسطو, إلا سكان الجنوب الحار؛ المتحضرين المحرومين من الشجاعة, وسكان الشمال الأوربي البارد, وهم يتسمون بالشجاعة ولكن تنقصهم القدرة على التحضر وإدارة الدولة. ويقطن أهل اليونان المنطقة الفاصلة بين الفريقين, حيث تتيح لهم طبيعة بلادهم الجمع بين سمتّي التحضر والشجاعة. ولقد حقق الإسكندر المقدوني خيال أرسطو هذا جزئيًا؛ إذ أدت فتوحه الشرقية إلى إخضاع الشرق الأدنى (تركيا الحديثة, إيران, العراق, سوريا, لبنان, الأردن, وفلسطين) وكذلك مصر, لليونان سياسيًا وحضاريًا.
أما في عهد الرومان, فلم تكن أوربا من جهة موقعها الجغرافي من أجزاء العالم الواقعة شمالي آسيا, بل كانت قسمه الغربي. وبينما أظهر الرومان تفوق أوربا على آسيا بنجاحهم في الأعمال الحربية والفنون العملية والقوانين، ظلت الريادة لليونانيين في كل من الفن والعلم، ومن ثم بدأت التفرقة بين غربٍ متأثر بالرومان, وشرقٍ متأثر بالإغريق في هذا العهد.
على أن هذه التفرقة ذات المغزى التاريخي القديم بالنسبة للأوربيين لا تصف بدقة تطور البعد العلاقي المكاني للحضارات اللاحقة؛ فقد امتدت الرقعة الجغرافية للحضارة العربية الإسلامية – على سبيل المثال – إلى إسبانيا في الجنوب الغربي الأوربي؛ كما أن مصطلح الغرب يُستخدم أحيانًا بمعناه الواسع بحيث يجمع بين كل من أوربا والشرق الأدنى وإفريقيا الشمالية في مقابل الشرق الأقصى (الصين والهند واليابان). وحتى لو تجاوزنا عن عدم دقة كلمة الشرق من المنظور المكاني, فلن نستطيع تجاوز التقسيم الأوربي للتاريخ العام إلى قديم ووسيط وحديث. لقد أدى هذا التقسيم إلى أن يُنظر إلى الشرق وكأنه عالمٌ بقي منعزلاً عن تأثير الحضارة اليونانية والرومانية في الزمن القديم, بل وإلى نفي تأثير حضاراته على الحضارة الأوربية الحديثة. ولئن دل هذا التقسيم على شيء, فإنما يدل على غرور الأوربي الذي اعتبر أوربا محور التاريخ العام للبشرية بأكمله, ودليل ذلك – فيما لاحظ شبنجلر O. Spengler وتوينبي A. Toynbee عن حق– أن الانتقال من حقبة إلى أخرى إنما يتعلق بحدث أوربي؛ فالحدث الذي ينتقل به التاريخ من قديم إلى وسيط هو من جهة: سقوط روما في أيدي قبائل القوط الشمالية, ومن جهة أخرى: إغلاق الإمبراطور الروماني جستنيان للمدارس الفلسفية اليونانية الأربعة (الأفلاطونية, المشائية, الأبيقورية, والرواقية) باعتبارها مدارس وثنية, ومن الواضح أنه حدثٌ أوربي لا شأن لحضارات العالم الأخرى به. أما الحدث الذي ينتقل به التاريخ من وسيط إلى حديث فهو سقوط القسطنطينية في أيدي العثمانيين سنة 1453, وانهيار الإمبراطورية البيزنطية, وهذا بدوره حدثٌ يهم الأوربيين بالدرجة الأولى, وهو وإن تعلق بالمسلمين إلى حدٍ ما, فإنه لا يمت بصلة لحضارات أخرى كالصينية والهندية مثلاً.
هذا عن استخدام مصطلح الشرق جغرافيًا وتاريخيًا, وقد اتضح لنا أنه يُعبّر عن وجهة نظر أوربية خالصة, وأن فهمه وقبوله إنما يعتمد على السياق الزماني– المكاني لمستخدمه.
على أن ثمة خلاف آخر بين العرب و/أو المسلمين حول تسمية حضارتهم, وهو خلاف لم يعرفه بناة تلك الحضارة أنفسهم رغم كثرة اختلافاتهم, إنما نشأ بين وارثيهم المعاصرين تحت تأثير توجهاتهم واستجاباتهم الثقافية المتباينة, وخاض فيه أيضًا بعض المستشرقين.
وهكذا, فعلى حين يذهب البعض إلى تسمية التراث الفكري المكتوب باللغة العربية باسم الحضارة العربية, يذهب البعض الآخر إلى أن الاسم الملائم له هو الحضارة الإسلامية. ومن الطبيعي أن تتعدد حجج الفريقين لدعم وجهتي نظريهما, لكن علينا أن نلاحظ أن بعض هذه الحجج ليست بذات باعث موضوعي, إنما كانت– ولا زالت – مجرد رد فعل– مقصود أو غير مقصود– لتحدي الحضارة الغربية الحديثة, حيث انقسم العالم الإسلامي إزاء هذا التحدي إلى مجموعتين ثقافيتين مميزتين؛ الأولى اتخذت مظهر التشكل، أو بالأحرى التشكل الكاذب في عباءة الحضارة الغربية, فعمدت إلى طمس معالم الهوية الإسلامية في ذاكرة العقل العربي المعاصر, بما في ذلك الاسم الدال على تراثه, وتلك هي النزعة العلمانية Secularism التي وجدت دعمًا قويًا من كثرة من أنظمة الحكم الموالية للغرب سياسيًا واقتصاديًا, دونما أدنى استفادة من التجربة التركية الحديثة. أما المجموعة الثانية فقد تبنت مظهر التزمت أو التقوقع على الذات, مكتفية بما قدمه الأسلاف من انجازات, ومتخذة من الدين– شكلاً وموضوعًا– درعًا لها في مواجهة الغزو الثقافي, فبدت كوثبة إلى الخلف, أو كراسب حضاري متحجر من حيث الطاقة الحيوية. والحق أن كلتا المجموعتين تسعى إلى الإفلات من كابوس الواقع, ولكن باجتياز عامل الزمان مع ثبات عامل المكان. ومكمن الخطأ لديهما, بل ومن أهم أسباب الصدام الحاد بينهما, هو تصورهما لتلك الهوة الفاصلة بين الرأي والرأي الآخر دون النظر إلى متسلسلة الحياد الممتدة بينهما, والتي عبّر عنها القرآن بالآية الكريمة:
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاًً (البقرة: 143)
وربما كانت أبرز المفارقات في العالم العربي اليوم أنك إن أردت أن تكون تغازل وسائل الإعلام, فعليك أن تتبع أحد طريقين؛ فإما أن تهاجم الدين أو تطعن في بعض ثوابته؛ وإما أن تدغدغ مشاعر الأغلبية الصامتة فتشتغل بالدعوة إلى الدين وتتصدى للإفتاء, ولو في ثوب عصري قشيب يُخفي خواء البنية التحصيلية لمقاصد الشرع وعلومه. وفي كلتا الحالتين تنفتح لك وسائل الإعلام الرسمية وغير الرسمية, وتتلقفك دول بعينها تحت زعم حرية الرأي والتعبير. أما ثالث الطريقين فلا تكاد تجد له أثرًا, وحتى إن وُجد فعلى من يلج فيه أن يتحمل تشكيكات رواد الطريقين المتناقضين!.
يقودنا ذلك إلى حجج الفريقين المتصادمين فيما يتعلق بإشكالية التسمية، وسوف أعرض غدًا بإذن الله للسؤال الثاني: هل ثمة حضارة عربية قبل الإسلام؟.

مصطفى عودة
19/10/2008, 12:17 AM
1 هل هي حضارة شرقية ؟
- لا أظن بحكم أن الحضارت الإنسانية كانت وما تزال متداخلة معالمها فحضارة الشرق لها جذورسواء كانت من جهة الغرب أم من جهة الشرق ..كالحضارة الهندية والفارسية والرومانية آنذاك الخ .
الاستاذ العزيز الجزائري الحر
بلى ،تفيد التوكيد مع القبول .اذا قسمنا التاريخ لمراحل زمنية يسهل اعطاء الاحكام الدقيقة.لغاية الوجود الاسلامي في الاندلس كانت حضارتنا بشقيها المادي والفكري هي المسيطرة على الثقافة الاوروبية. لكن كيف انتج المسلمون هذه الحضارة؟هل نستطيع القول كما قال كثير من الغرب بان العرق العربي ومن تثقف بثقافة الاسلام هو الارقى بل والاحسن من الاري الذي ينسبون انفسهم له زورا وبهتانا.الجنس النبيل الاري ليس من انتاج الغرب بكل شعوبه ودوله واتحدى ان تكون الكلمة غربية النشأة والبيئة.
اذا ما عدنا الى الجذور قبل 40000 - 60,000 سنة فاضت القبائل العربية على ما يعرف الان باوروبا وسكنتها وعمرتها في حين ان الاخيرة كانت مغطاة بالثلوج .الانسان العربي وجد في الارض قبل ما يصطلح عليه الان بالانسان الاوروبي.كانت منطقة الحركة العربية"العروبية" كل الجزيرة العربية الى الهند والصين والى اوروبا خاصة الغربية التي تعرف لغتها بالاترسكان" عربية كنعانية فنيقية" .هذا ما اكدته الابحاث الاوروبية المتخصصة.
الحضارة في اساسها شرقية عربية .وما التقسيمات العائلية الغربية في علم اللغة الا لتفكيك وحدة الاصل والهجوم على الانسان العربي المبدع في كل مراحل التاريخ .وما اللفظ( سامي) الا بعد الموجة المتصهينة في نهاية القرن الثامن عشر للتمهيد للسيطرة الاوروبية مدعومة باليهودية الصهيونية ولاهداف الجهتين.
اذا كان 60% من الالفاظ الفارسية عربية ،فما مدى تاثير الفكر العربي في هؤلاء القوم ؟هل كانت لهم كتابة قبل المسمارية العربية؟
(وإذا كانت اللغة السومرية عبارة عن صور أو رموز مجردة تعكس تعبيراً معيناً كمرحلة بينية للانتقال إلى اللغة المكتوبة الأبجدية اللاحقة إلاَّ أن بها كلمات عربية ترجع إلى الأقوام الأولى قبل ظهور السومريين
السومريين هم من أبناء القبائل العربية تحديداً، وهم حلقة من حلقات التطور الأناسي في حركيته المعرفية والحضارية.ففي عصر فجر السلالات عرف أقدم حاكم من حكام ( لاجاش) يدعى" لوجال- شاج- " وقد ورد اسمه في نصٍ قديم مسجل علىرأس دبوس قدّمه للاله " نينجرسو" إله مدينة لاجاش ملك عربي كان يحكم مدينة " كيش" اسمه مسيليم وقد كتب النص المذكور كما يأتي:
" مسيليم ملك كيش، الذي بنى معبد نينجرسو، أودع رأس الدبوس هذا من أجل نينجرسو، حين كان لوجال - شاج - أنجور حاكماً" ايشاج" على لاجاش"(70).
ويشير نص آخر إلى أن ملك كيش قد قام بالتحكيم بين مدينتي " لاجاش" و" أوما" عندما اشتد الخلاف على الحدود بينهما. ويشير النص المذكور إلى وضع اتفاقية حددت بموجبها الحدود بين المدينتين، كما يذكر أن تلك الاتفاقية وضعت بناءً على رغبة الإله " انليل" وأن كلاً من إله " لاجاش" وإله" أوما" قد وافقا عليها. ووضعت لوحة مسيليم على خط الحدود الفاصل بين اراضي المدينتين حسب الاتفاقية المذكورة.)
الابداع العربي الذي اتحدث عنه ياتي في سياق ان القبائل العربية اذا ما هاجرت واستوطنت بعيدا عن مسقط راسها تستطيع ان تطور في الكتابة الاصلية وتجرد اصواتا جديدة للتعبير عن وضعها الجديد.

عبدالقادربوميدونة
19/10/2008, 01:11 AM
1 هل هي حضارة شرقية ؟
- لا أظن بحكم أن الحضارت الإنسانية كانت وما تزال متداخلة معالمها فحضارة الشرق لها جذورسواء كانت من جهة الغرب أم من جهة الشرق ..كالحضارة الهندية والفارسية والرومانية آنذاك الخ .
الاستاذ العزيز الجزائري الحر
بلى ،تفيد التوكيد مع القبول .اذا قسمنا التاريخ لمراحل زمنية يسهل اعطاء الاحكام الدقيقة.لغاية الوجود الاسلامي في الاندلس كانت حضارتنا بشقيها المادي والفكري هي المسيطرة على الثقافة الاوروبية. لكن كيف انتج المسلمون هذه الحضارة؟هل نستطيع القول كما قال كثير من الغرب بان العرق العربي ومن تثقف بثقافة الاسلام هو الارقى بل والاحسن من الاري الذي ينسبون انفسهم له زورا وبهتانا.الجنس النبيل الاري ليس من انتاج الغرب بكل شعوبه ودوله واتحدى ان تكون الكلمة غربية النشأة والبيئة.
اذا ما عدنا الى الجذور قبل 40000 - 60,000 سنة فاضت القبائل العربية على ما يعرف الان باوروبا وسكنتها وعمرتها في حين ان الاخيرة كانت مغطاة بالثلوج .الانسان العربي وجد في الارض قبل ما يصطلح عليه الان بالانسان الاوروبي.كانت منطقة الحركة العربية"العروبية" كل الجزيرة العربية الى الهند والصين والى اوروبا خاصة الغربية التي تعرف لغتها بالاترسكان" عربية كنعانية فنيقية" .هذا ما اكدته الابحاث الاوروبية المتخصصة.
الابداع العربي الذي اتحدث عنه ياتي في سياق ان القبائل العربية اذا ما هاجرت واستوطنت بعيدا عن مسقط راسها تستطيع ان تطور في الكتابة الاصلية وتجرد اصواتا جديدة للتعبير عن وضعها الجديد.


أستاذي المحترم مصطفى عودة تحية عربية إسلامية حضارية .
دعني من فضلك أطرح إشكالية أخرى ما فتئت تؤرقني ولم أجد لها جوابا أوحلا علميا بينما إيماني بها راسخ رسوخ الراسيات والحمد لله..
.وهي لا تخرج طبعا عن إطارما نحن فيه وما طرحه الأستاذ المحترم ..
ألا يحق للعلماء في مختلف مجالات بحوثهم العلمية طرح السؤال التالي ..
إن لم تكن الحضارة العربية والعروبية - كما تفضلتم- قد امتدت عبرأكثر من 60000 سنة وانتشرت على سطح قطع متجاورات.. وأنها هي الأصل والأسبق والأقدم.. وأن ما يدعم ذلك بما لا يدع أي مجال للشك فيه هو اختيارالمولى تبارك وتعالى لإنزال رسالته الأخيرة للعالمين على تلك الأرض وتلك اللغة ؟
فلولم تكن تلك الحضارة حضارة الحضارات - والبحوث ما تزال متواصلة ومستمرة وعلى كل الصعد والمجالات " وما أوتيتم من العلم إلا قليلا " في نظري لاختارالله تبارك وتعالى حضارة أخرى.. فهوأعلم بما وأين ينزل رسالاته..
هذا الدليل الأول..
والدليل الثاني وجود وتمركزكل المقدسات في منطقة ظهورالحضارة العربية الأم أي الجزيرة العربية وما جاورها " الذي باركنا حوله "..أرض المحشر..عاد وثمود ..الخ ...
أليست هذه مؤشرات قوية للبحث في هذا الأمرومن ثم التوصل إلى نتيجة أن الحضارة العربية حضارة خالدة أبديا وأزليا ..؟

محمد إسماعيل بطرش
19/10/2008, 08:36 AM
لا توجد في الكون الإنساني حضارة منعزلة عما حولها إلا إذا افترضنا وجود شعب في جزيرة منسية لم يخرج منها أحد و لم يدخل إليها أحد, كالتي وجد فيها حي بن يقظان أو روبنسون كروزو. فالناس مذ خلقوا يتحركون و ينتقلون إن بدافع حب الاستطلاع أو الحاجة أو التوسع الاستعماري. كما لا يوجد متحد إنساني حي يبقى على حاله دون أن يتطور بذاته أو بتقليد غيره. لعل هذه مسلمات لا تحتاج الكثير من البحث و النقاش. إلا أن هنالك طفرات إنسانية كالسونامي تجتاح كل المجتمعات الإنسانية فتكسبها اللون الخاص بها و الذي لا يمكن أن يكون خالصا صرفا إلا بحدود. فلا يمكننا الجزم بأن معتنقو ديانة ما قد يخلصوا فعلا من كل تراث سابق كانوا عليه, و من هنا كانت الملل و النحل إلا لمن شاء ربك أن يقيم وجهه حنيفا خالصا لله.
عند ظهور الأديان اصطبغ معتنقوها بصبغتها إذ كانت تطويرا لما كانوا عليه فالشخصية الإنسانية شخصية تكاملية تراكمية لا يمكن أبدا تصورها كصفحة بيضاء, بل هي تحمل موروثاتها الماضية, و لعل الإنسان يرى الأمور الجديدة بنفسه القديمة التي تحمل في جيناتها حصيلة ما مر بالإنسان منذ خلق حتى الآن.
لعل للأحداث التاريخية أثر محدود كالذي كان في الحروب المحلية أو العالمية, يمكن أن يزول فقد تناسى سكان برلين تدمير جيوش الحلفاء لهم, أما انتشار الأديان فأثرها لا يمكن أن يزول لأنه يتعلق يالقلب و النفس.
من هنا لا أجد كبير جدوى في نبش ماض مات بل الأجدى التفكير بما نحن عليه الآن و البحث عما يبعث فينا قدرة التغلب على المحن و الانتصار على الواقع المرير.

Dr. Schaker S. Schubaer
19/10/2008, 09:18 AM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الأمين

لوحة رثم (01): حضارتنا .. وركام الافتراء عليها!
أود أن يسمح لي أخي الكريم الأستاذ الدكتور صلاح عثمان أن أعترض على استخدامه نعت "المنزوية" على حضارتنا، فلم تكن يوماً منزوية! إنها النهر الذي أمد المسيرة البشرية بعناصر القوة التي دفعتها إلى ألأمام في مسيرتها الحضارية، لذا تجد آثارها في كل مكان على أرض المعمورة. قالوا لنا إن اللغة العربية أثرث في اللغة الأردية، فاكتشفنا أن اللغة العربية أثرث في اللغة الهندية وأن أكثر من ثلث اللغة الهندية هي كلمات عربية!

ثم أن التسمية التاريخية لها اعتبار، فلا أستطيع أن أجب المصطلح التاريخي، إلا إذا كان يعبر عن سوء فهم. اليوم أريد أن أسأل أخي الكريم الأستاذ الدكتور صلاح عثمان هل ألاسكا شرق أم غرب اليابان؟ وهل كندا شرق أم غرب ألاسكا؟ وهل انجلترا شرق أم غرب كندا؟ فالشرق ليس مكان وإنما متجه. هذه هي الحقيقة التي توصلنا إليها بعد اكتشاف كروية الأرض. ثم مفهوم القرون الوسطى ليس مفهوماً محايداً في العقل الأوروبي، لذا لا يجوز أن أخلعه على الحضارة الإسلامية الزاهرة. لقد سماه الكاتب الكبير أحمد أمين بضحى الإسلام.

العرب كما قال أخي الكريم كان لهم حضارة وأميل إلى استخدام مصطلح ابن الجزائر البار أخي الكريم عبدالقادر بوميدونة "ثقافة"، أي ثقافة العرب قبل الإسلام. ويطلق عليها تاريخياً بالجاهلية. لذا نقول ثقافة العرب الجاهلية أي ما قبل الإسلام.

أرجو من أخي الكريم الأستاذ الدكتور صلاح عثمان أن يخرج من العزلة الأكاديمية التي يفرضها الأكاديميون على أنفسهم، لتحقن العقل في ممارسات الأمة الحياتية. فرضية أن "الإسلام باقياً حتى الآن راسخاً حياً في وجدان العرب"، هي فرضية ليست دون إشكالية، لذا فهي تحتاج إلى تفسير!

هل الإسلام لراسخ في وجدان أصحاب النفود في الأمة العربية؟ وهم القوى الفاعلة لا مجموعة القطيع المنقادة إلى المذبح.
هل حصار الرئيس التعيس مبارك لأهل الرباط في فلسطين هو أحد أعراض حياة الإسلام في وجدانه وزبانيته؟!
ماذا فعلت الأمة في مصر والتي يبلغ عددها ثمانون مليوناً لرفع الحصار عن أهل الرباط؟!
ماذا يقول الخبراء والمستشارون الكتبة في مؤسسات مصرية مثل الأهرام في هذا الأمر؟!
اليس كل واحد منهم يقول ما يرضي أصحاب النفوذ حرضاً على الألف ملطوش (جنيه) أو الألفي جنية التي يقاضاها من الوظيفة، دون أن يخجلوا من أنفسهم وثقافتهم؟!
ألا تشعر بالغثيان وتميل الي التقيؤ عندما يحضروا هؤلاء الخبراء والمستشارين الكتبة على شاشة الجزيرة؟!
متى كان الأطفال الفلسطينيون خطر على الأمن القومي المصري؟!
متى كانت إسرائيل محايدة وليست ضد الأمة في مصر؟!
عندما يكون الإسلام راسخاً في ضمير قطيع من الغنم يساق إلى المسلخ دون اعتراض، فهل تتوقع أن يكون له تأثير؟!

بالأمس كان الاستعمار يحكمنا مباشرة،
وقامت الثورات،
لكن الاستعمار لا يتنازل بسهولة عندما ينهزم،
فعين وكلائه من كرزاي وأمثاله، أليست هذه هي الحقيقة،
اليسوا مجرد وكلاء محليون للاستعمار؟!
أليست كونداليزا رايس هي التي تحركهم من خلال أغنية نانسي عجرم : شاطر شاطر؟!
ألست ترى أن من يرى في نفسه ثقة زائدة يحاول الاتصال بالاستعمار نفسه، حتى يكون نداً للوكيل المحلي؟!
وبعد ذلك تريد من الإسلام أن يعمل شيئاً عندما يستقر في وجدان قطيع من الغنم!!

ركام أخي من الأكاذيب والتقولات على حضارتنا، لذا فهي بحاجة إلى جهد للخروج من هذا الركام. فهذا المرشح (الفلتر) العبري على سبيل المثال، والذي تم من خلاله نقل الحضارة الإسلامية إلى الغرب، وهو مرشح موبوء بالتحيز إلى درجة البهت! ومن آثاره ترى فيلسوف كبير مثل هيجل لم يكتب في كتابة تاريخ الفلسفة Geschicte der Philosophie عن أي من المفكرين المسلمين سوى سنة وفاته (باستثناء الإمام الغزالي الي كتب عنه فقة)، بينما إبن ميمون وهو في الحضارة الأندلسية من الدرجة الثالثة كتبه عنه ثلاث صفحات!

حضارتنا بحاجة إلى دراسة من جديد، بما يشمل المفاهيم وهذا يبدأ بنمذجتها. وعلى أيه حال فحضارتنا اتسمت بسمات رئيسية ثلاث:

عربية اللسان؛ بل إن غير العرب أسسوا قواعد اللغة العربية كعلم.
إسلامية الهوية؛ مبني على منظومة الإسلام الأخلاقية، بما يشمل الأخلاق المهنية وهي أحد أعمدة الممارسة المهنية التخصصية.
إنسانية المنحى؛ فكان يقف على نقيض مع الشعوبية.

وبالله التوفيق،،،

د. سامي سلامة
19/10/2008, 09:44 AM
لا توجد في الكون الإنساني حضارة منعزلة عما حولها إلا إذا افترضنا وجود شعب في جزيرة منسية لم يخرج منها أحد و لم يدخل إليها أحد, كالتي وجد فيها حي بن يقظان أو روبنسون كروزو. فالناس مذ خلقوا يتحركون و ينتقلون إن بدافع حب الاستطلاع أو الحاجة أو التوسع الاستعماري. كما لا يوجد متحد إنساني حي يبقى على حاله دون أن يتطور بذاته أو بتقليد غيره. لعل هذه مسلمات لا تحتاج الكثير من البحث و النقاش. إلا أن هنالك طفرات إنسانية كالسونامي تجتاح كل المجتمعات الإنسانية فتكسبها اللون الخاص بها و الذي لا يمكن أن يكون خالصا صرفا إلا بحدود. فلا يمكننا الجزم بأن معتنقو ديانة ما قد يخلصوا فعلا من كل تراث سابق كانوا عليه, و من هنا كانت الملل و النحل إلا لمن شاء ربك أن يقيم وجهه حنيفا خالصا لله.
عند ظهور الأديان اصطبغ معتنقوها بصبغتها إذ كانت تطويرا لما كانوا عليه فالشخصية الإنسانية شخصية تكاملية تراكمية لا يمكن أبدا تصورها كصفحة بيضاء, بل هي تحمل موروثاتها الماضية, و لعل الإنسان يرى الأمور الجديدة بنفسه القديمة التي تحمل في جيناتها حصيلة ما مر بالإنسان منذ خلق حتى الآن.
لعل للأحداث التاريخية أثر محدود كالذي كان في الحروب المحلية أو العالمية, يمكن أن يزول فقد تناسى سكان برلين تدمير جيوش الحلفاء لهم, أما انتشار الأديان فأثرها لا يمكن أن يزول لأنه يتعلق يالقلب و النفس.
من هنا لا أجد كبير جدوى في نبش ماض مات بل الأجدى التفكير بما نحن عليه الآن و البحث عما يبعث فينا قدرة التغلب على المحن و الانتصار على الواقع المرير.


"لعل الإنسان يرى الأمور الجديدة بنفسه القديمة التي تحمل في جيناتها حصيلة ما مر بالإنسان منذ خلق حتى الآن"....
"من هنا لا أجد كبير جدوى في نبش ماض مات بل الأجدى التفكير بما نحن عليه الآن و البحث عما يبعث فينا قدرة التغلب على المحن و الانتصار على الواقع المرير"..
أجل، المهم هو كيف نعود أمة، كيف ندخل في عداد الأمم من جديد.

عادل صياد
19/10/2008, 11:07 AM
رحم الله الشيخ الغزالي حين قال : العرب - الإسلام = 0
تحية رياضية

عبد الرحمان الخرشي
19/10/2008, 12:40 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


الإخوة الأعزاء : حفظكم الله ، محللين ، ومصوبين ، ومنافحين ومدافعين ، ومنيرين ومنورين و... في هذا الموضوع الذي أراده فضيلة الأخ : (( أ. د. صلاح عثمان )) مستفزا بطريقة الطرح ، لكن نواياه الخيرة بادية على العموم .

الموضوع وإن جاء محملا بهذا الزخم من الرحابة - (( هل هي حضارة شرقية ؟ . 2 . هل ثمة حضارة عربية قبل الإسلام ؟ .3 . ما مدى ارتباط الثقافة الإسلامية باللغة العربية ؟ .4 . هل هي حضارة لاهوتية ؟ . )) - فهو يعكس أزمة الأستاذ الجامعي العربي المتخصص في هذا الجانب ؛ أزمته في محيط تخصصه العلمي وفي المحيط الأكاديمي العربي عامة منذ أمد غير بعيد . حيث انحسر لديه الولاء لأمته العربية الإسلامية ، لما وجد نفسه يطير بجناحين أحدهما (( شرقي )) والآخر غربي .. وكم هو محزن أن لاينطلق هؤلاء في أبحاثهم من الإطار الحضاري العربي الإسلامي ، بدعوى افتقاد الإطار المعرفي (الإبستمولوجي) الإسلامي ، مكرسين بذلك ضعف بنية البحث والإبداع في الساحة الأكاديمية والبحثية العربية .

وأذكر هنا أن الدكتور (( محمد نجيب البهبيتي )) رحمه الله ، كان من أولئك الذين ردموا هوة في هذا الجانب بمؤلفه الهام (( المعلقة العربية الأولى أو عند جذور التاريخ )) .. فأنت تجده هنا معمقا البحث ، ومستدلا ومستشهدا من التاريخ الحي أن (( ملحمة كلكاميش )) ( بقافين معقودتين ) تقدمت في الظهور عن ملاحم هوميروس ؛ خاصة (( الإلياذة والأوديسا )) بما يناهز 2000 سنة ... وهذا عنده يجعل من أمة يعرب بن قحطان قد حازت قصب السبق في الإبداع الأدبي ( فن الملاحم ) . وأن ما نقل عن حصر الأدب الجاهلي في 150 أو 200 سنة قبل الإسلام و أن المعلقات هي أقدم النصوص التي نقلت إلينا هذا من التجني وقلة البحث ...

وهذا ما حاولنا الانطلاق منه في هذا التعقيب محملين المسؤولية لمن تحملوها فعلا ولم ...




***

مصطفى عودة
19/10/2008, 10:03 PM
الاخ الكبير عبد القادر (الساعة عندنا الان 12:20 )صباح الخير ،انا سهران معك للصبح.معاذ الله الا ان اكون استاذا على نفسي(وهل انت يا ابن الخطاب الا راعي شويهات لخالتك بقبضة او قبضتين من الدقل =رديء التمر،ومنها الكلمة الانجليزية date )
ساعرض لاحقا لماذا ظهر الاسلام في جزيرة العرب؟وهو عنوان كتاب بحثي.
لماذا تتمركز الديانات في المنطقة العربية التاريخية ام الحالية بعد الانكماش الذي سببه الساسة على مر العصور؟ يقول الاوروبيون :اذا كنت في الشرق فاحترم الالهة.ولماذا جاء في الاية الكريمة:"كنتم خير امة أُخْرجت للناس"وليس خرجت.؟اي ان هناك قوة خارجية اخرجتها ،اي بفعل وتقدير ليسا من صنعها.والامة هنا هي العربية الحالية والسابقة اذ ان الخطاب هنا عام.
سؤال: مراكز عبادة الله ،اين كانت في القديم؟ الهند،بلاد فارس،مكة المكرمة ،الصين
العربي- والعروبي طبعا- من طبعه التأمل الباحث في بيئة صحراوية لا يحكم على قوة فعلها الا من عاش فيها الفصول الاربعة،يقول احمد امين:"ولا بد من النظر الى تأثير هذه الصحراء في النفوس،ذلك ان الحياة في الصحراء قليلة اذا قيست بحياة الحضر سواء في ذلك حياة النبات ام الحيوان ام الانسان.فلقد خلت ارضها غالبا من آثار البشر،فلا ابنية ضخمة، ولا مزروعات واسعة،ولا اشجار باسقة.فابن الصحراء يقابل الطبيعة وجها لوجه.. لا شيء يحول دون التفاته اليها.تطلع الشمس فلا ظل،ويطلع القمر والنجوم فلا حائل.تبعث الشمس اشعتها المحرقة فتصيب اعماق نخاعه،ويسطع القمر فيرسل اشعته الفضية الوادعة فتبهر لبه،وتتالق النجوم في السما فتملك عليه نفسه،وتعصف الرياح العاتية فتدمر كل ما اتت عليه.. امام هذه الطبيعة القوية، الجميلة،والقاسية تهرع النفوس الى رحمان رحيم ،والى باريء مصور ،زاى حفيظ مقيت، الى الله.. واعل هذا هو السر في ان الديانات الثلاث التي يدين بها اكثر العالم نبعت من صحراء سينلء وفلسطين وصحراء العرب.".
اما ابن خلدون فيقول:"والعرب مع ذلك اسرع الناس قبولا للحق والهدى لسلامة طباعهم من عِوَج الملكات وبراءتها من ذميم الاخلاق الا ما كان من خلق التوحش - التبدي - القريب المعاناة،النتهيء لقبول الخير.. وهم اقرب الى الشجاعة لانهم قائمون بالمدافعة عن انفسهم لا يكلونها الى سواهم ولا يثقون فيها بغيرهم،فهم دائما يحملون السلاح ويتلفتون من كل جانب في الطرق.قد صار لهم البأس خلقاً،والشجاعة سجية،واهل البدو منهم اشد بأسا ممن تاخذه الاحكام، وهم لا يزالون موسومين بين الامم بالبيان في الكلام ،والفصاحة في النطق،فالبيان سمتهم بيت الامم مذ كانوا.."ص53ِ .
والاهم من هذا ان العرب كانوا احرارا على قدر عال من المروءة لم ينازعهم فيها احد من الشعوب المجاورة لهم او البعيدة عنهم .توفرت لديهم حرية الحركة والاخلاق والمشاعر،وكانوا بلسان مبين ليعبر عن حريتهم.يقول ابن جني في الخصائص:"ان العربي اذا قويت فصاحته وسمت طبيعته تصرف وارتجل ما لم يسبقه احد اليه.فقد حكى عن رؤبة وابيه انهما كانا يرتجلان الفاظا لم يسمعاها،ولا سبقهما احد اليها"نعود الى ابن خلدون الذي قال:"والعرب اسرع الناس قبولا للحق والهدى لسلامة طباعهم من عوج الملكات،وراءتها من ذميم الاخلاق."
لقد كان للجوع او عدم الشَّبِعْ "البطنة تذهب الفطنة"كما قال الغزالي (ابوحامد) اثر في سلامة الجسد وبالتالي في سلامة العقل والنفس.
وكان للبيئة الواحدة او تقاربها الشديد التي عاش فيها العرب اثر في توحد الاهداف والنظر الى الحياة .
وكان شح المياه ( الظمأ ) له الاثر البالغ في النظر للحياة خاصة من جهة العدل.
يتبع يا استاذي عبد القادر

أ. د. صلاح عثمان
19/10/2008, 10:48 PM
رد واستكمال

قبل أن أشرع في استكمال إجاباتي عما طرحته من تساؤلات، أجد لزامًا علىّ أن أبدي شكري وتقديري لكل من تفاعل معي، سواء بالاتفاق أو الاختلاف (واختلاف الرأي لا يُفسد للود قضية)، وأجد لزامًا علىّ كذلك أن أوضح بعض النقاط التي ربما أساء البعض فهمي بصددها، وأوجز ردودي في النقاط التالية:

1. (هل ثمة حضارة عربية قبل الاسلام؟ واللاه سؤال بيجيب الجلطة؟ يا اخي حضارتنا العروبية منذ ان اخترعنا الحرف المجرد عن الصورة ، يعني اننا كنا نجرد الاشياء في رموز ،هل ارقى من ذلك؟!) (الأستاذ الفاضل مصطفى عودة):
إذا كان طرح السؤال يؤدي إلى الجلطة، فإن تجاهله يؤدي إلى ما هو أخطر منها. المشكلة يا سيدي أننا انقسمنا اليوم إلى فريقين متناحرين؛ فريق تدثر بدثار الغرب فسعى إلى طمس معالم الهوية الإسلامية لدى العربي المعاصر، وفريق آخر فهم الإسلام فهمًا خاطئًا فأبى إلا أن يجرده من كل ما هو عربي. وتجاهل السؤال يؤدي إلى تعميق الهوة بينهما، فلا نجد سبيلاً للالتقاء ولو على نذر يسير من المبادئ. وفي رأيي أن جلطةً يمكن التغلب عليها من اللحظة الأولى أفضل من غيبوبة دائمة نهايتها الموت حتمًا. يكفي أن طرح السؤال قد دفعك إلى تقديم معلومات قد تثري النقاش وتسهم في الوصول إلى الحد الأدنى من الاتفاق.

2. (حضارتنا المادية ليست لاهوتية مع الاعتراض على المصطلح ،لا وجود للفكر اللاهوتي عندنا يا دكتور طول الله عمرك .انها المصطلحات الغربية التي ناسبت حركة التاريخ العلمي والديني الغربي) (الأستاذ الفاضل مصطفى هودة) & (لابد من تحديد مفهوم اللاهوت أولا.. فهومفهوم غريب عن ثقافة العربي وعن معتقد المسلم معا آنذاك ..) (الأستاذ الفاضل عبد القادر بوميدونة):
أطرح السؤال هنا كما قد يطرحه مؤرخو وفلاسفة الغرب، أي بلغتهم أو باللغة التي يفهمونها، مثلما فعل فلاسفة ومتكلمو الإسلام من قبل، ولا يعكس استخدامي للمصطلح وجهة نظري الخاصة، وإن كنت أعترض على وصف حضارتنا بالمادية، بل لقد جمعت بين الاهتمام بالجانب المادي الدنيوي والجانب الروحي الأخروي: وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا (القصص 77).

3. (من هنا لا أجد كبير جدوى في نبش ماض مات بل الأجدى التفكير بما نحن عليه الآن و البحث عما يبعث فينا قدرة التغلب على المحن و الانتصار على الواقع المرير) (الأستاذ الفاضل محمد اسماعيل بطرش) & (أجل، المهم هو كيف نعود أمة، كيف ندخل في عداد الأمم من جديد) (الدكتور الفاضل سامي سلامة):
لن يتسنى لنا التفكير بما نحن عليه الآن، ولن نعود أمة (هي خير أمة أخرجت للناس) إلا بنظرة مزدوجة، لديها القدرة على استقراء الماضي والحاضر معًا، ولديها أيضًا القدرة على رسم معالم المستقبل المأمول بالاستفادة من تجارب الماضي. الماضي جزء لا يتجزأ من شخصيتنا، إليه تمتد جذور هويتنا التي يعمل البعض اليوم على تقطيع أوصالها. قد لا يجدي نبش الماضي إذا توقفنا عند حدود النبش دون أن نكشف عما قد يضئ أمامنا الطريق، وهو قطعًا لا يجدي إذا أعدنا طبع صفحاته وزينا بها مكتباتنا تغنيًا بأمجاد الأسلاف، وهو لا يجدي يقينًا إذا أعدنا طرح إشكاليات تجاوزها الحاضر بإشكاليات حياتية أضخم، لكن ما نطرحه اليوم يقع في لب إشكالية العربي المعاصر: كيف يعيد بناء حضارته؟ ما هي مقومات هذه الحضارة؟ ما الذي افتقده حتى يقبع هكذا في مؤخرة الركب الحضاري المعاصر بلا حول له ولا قوة؟.

4. (أود أن يسمح لي أخي الكريم الأستاذ الدكتور صلاح عثمان أن أعترض على استخدامه نعت "المنزوية" على حضارتنا، فلم تكن يوماً منزوية! إنها النهر الذي أمد المسيرة البشرية بعناصر القوة التي دفعتها إلى ألأمام في مسيرتها الحضارية) (الدكتور الفاضل شاكر شوبير):
أتفق معك أخي الكريم طالما كنا نتحدث بصيغة الماضي، لكن أين نحن الآن من مسيرة الحضارة الإنسانية؟ هل نحن تابعون أم متبوعون؟ أعتقد أن الإجابة واضحة: نحن تابعون بالدرجة الأولى، أو بالأحرى نحن نجسد الآن من وصفه الفيلسوف الأمريكي هربرت ماركيوز بالإنسان ذي البعد الواحد؛ أعنى الإنسان المستهلك والمستمتع بإبداعات الغرب التكنولوجية في كافة مناحي الحياة: ألسنا نستخدم الآن في نقاشنا تكنولوجيا غربية (الحاسوب والإنترنت) لا نملك إلا أن نتعلم كيفية استخدامنا لها؟. حضارتنا الآن منزوية (وهو وصف مخفف)، وتلك حقيقة لابد أن نعترف بها إن أردنا بعثها من جديد.

5. (أرجو من أخي الكريم الأستاذ الدكتور صلاح عثمان أن يخرج من العزلة الأكاديمية التي يفرضها الأكاديميون على أنفسهم، لتحقن العقل في ممارسات الأمة الحياتية) (الدكتور الفاضل شاكر شوبير) & (فهو يعكس أزمة الأستاذ الجامعي العربي المتخصص في هذا الجانب ؛ أزمته في محيط تخصصه العلمي وفي المحيط الأكاديمي العربي عامة منذ أمد غير بعيد) (الأستاذ الفاضل عبد الرحمن الخرشي):
لا أدري أية عزلة تتحدث عنها أخي الكريم. الأستاذ الجامعي على امتداد الوطن العربي جزء من نسيج أمته، يكابد ما تكابده، ويأمل ما تأمله، يعذبه عذابها ويوثقه وثاقها، وما طرحته من إشكاليات يقع في صميم معاناة الأمة الحياتية اليوم، فقد انقضى زمن البرج العاجي لكل منا في موقعه. لا أنكر أن ثمة أزمة تكابدها منظومة التعليم العربي بكافة مستوياته (وليس الجامعي فقط)، لكنها جزء من الأزمة الشاملة التي تعيشها أمتنا كل لحظة. أما عن محيط التخصص العلمي، فلا أظن أن أيًا منا قد كتب في هذا المكان ما هو خارج عن نطاق رؤيته المحكومة بموقعه وتخصصه الدقيق. وهذه الرؤى تصب في النهاية في خانة الفلسفة، أليس لكل منا فلسفته؟. من جهة أخرى، إذا كانت ثمة عزلة يفرضها الأكاديميون على أنفسهم، فقل لي بربك ماذا فعل غيرهم؟.

6. (ثم مفهوم القرون الوسطى ليس مفهوماً محايداً في العقل الأوروبي، لذا لا يجوز أن أخلعه على الحضارة الإسلامية الزاهرة. لقد سماه الكاتب الكبير أحمد أمين بضحى الإسلام) (الدكتور الفاضل شاكر شوبير):
لم أقل غير ذلك: (ولئن دل هذا التقسيم على شيء, فإنما يدل على غرور الأوربي الذي اعتبر أوربا محور التاريخ العام للبشرية بأكمله).

7. (عندما يكون الإسلام راسخاً في ضمير قطيع من الغنم يساق إلى المسلخ دون اعتراض، فهل تتوقع أن يكون له تأثير؟) (الدكتور الفاضل شاكر شوبير):
لا، لن نتوقع منه الكثير، وهو ما سأعرض له لاحقًا، لكني لا أتحدث عن أشخاص بعينهم، ولا عن دولة بعينها، إنما أتحدث عن الجموع العريضة من أبناء الأمة العربية، وعلى اختلاف تخصصاتهم العلمية والفكرية والمهنية. هؤلاء يا سيدي هم من بيدهم مقاليد الفكر والثقافة والتقدم الحضارى، لا شك أنهم يعانون كمًا هائلاً من المعوقات، لكنهم معنيون بالدرجة الأولى بوضع النماذج التي نبتغيها. ثم لماذا مصر بالذات: أليست هي جزء من الأمة العربية المكبلة بمقولة الصمت الاستراتيجي؟.

يتبع

أ. د. صلاح عثمان
19/10/2008, 10:56 PM
هل ثمة حضارة عربية قبل الإسلام؟

أولى أسباب الخلاف بين المؤيدين للقول بحضارة عربية والمؤيدين للقول بحضارة إسلامية هو نمط الحياة العقلية للعرب قبل الإسلام: هل كانت لديهم مقومات فكرية تشفع لهم بإقامة حضارة تحمل اسمهم وتشيع فيها مهاراتهم وإبداعاتهم بغض النظر عما قدّمه لهم الإسلام؟. ومع أن هذا السؤال يتجاهل مراحل التطور الطبيعية لأية حضارة, إلا أنه استغرق كثرة من الدراسات التأريخية التي خاض فيها عرب ومستشرقون لأهداف متباينة. خذ أولاً بعض الأمثلة للرافضين لوجود حضارة عربية قبل الإسلام:
يقول المستشرق الألماني هربرت جوتشالك H. Gottschalk في كتابه الإسلام قوة عالمية متحركة:
لم يكن للمنطقة العربية قبل الإسلام شيء يُذكر في سجل التاريخ العالمي, فلم تشغل فيه سوى حيّز بسيط على هامشه, لأن الحياة داخل الصحراء كانت حياة بدوية, متفرقة, متنافرة, فلم يكن بين القبائل منافع مشتركة تقوم على أساسها دولة, حتى الطقوس الدينية في مكة– حيث كانوا يفدون إليها للحج– لم تجمعهم على طريق واحد, أو توجههم نحو هدف مشترك. ولذا كانت الحياة مضطربة وغير مستقرة, مظهرها العام حِل وارتحال, ونزاع وقتال.
ويقول الدكتور محمد غلاّب في كتابه من كنوز الإسلام:
يُطلق بعض العلماء الأوربيين على الثمار الفكرية الإسلامية اسم التراث العربي. ونحن نخالفهم في هذا الإطلاق, لأننا نرى أن هذه الثمار العقلية هي وليدة الإسلام لا وليدة الفكر العربي المحض, وآية ذلك أننا إذا ألقينا نظرتين إحداهما على الأمة العربية قبل الإسلام, والأخرى عليها بعد ظهوره, ألفيناها في الحالة الأولى مجدبة قاحلة, وفي الثانية مخصبة مزهرة, فلو أن هذه الأفكار كانت عربية ولم تكن إسلامية لعثرنا على عناصرها الأولى في البيئات العربية قبل إشعاع القرآن فيها.
ولعل أكثر الآراء شيوعًا في هذا الصدد هو رأي ابن خلدون Ibn Khaldun الذي بسطه في أكثر من موضع من مقدمته (وقد عاش مرحلة تدهور الحضارة العربية الإسلامية), وخلاصته أن العربي متوحشٌ نهّاب سلاّب, إذا أخضع مملكة أسرع إليها الخراب, يصعب انقياده لرئيس, لا يجيد صناعة ولا يحسن علمًا ولا عنده استعداد للإجادة فيهما, سليم الطباع, مستعد للخير شجاع (أنظر بصفة خاصة الفصل السادس والعشرون من المقدمة، وعنوانه: في أن العرب إذا تغلبوا على أوطان أسرع إليها الخراب).
أما وجهة النظر المقابلة فمن القائلين بها– على سبيل المثال المستشرق الفرنسي غوستاف لوبون في كتابه حضارة العرب, إذ كتب يقول:
ليس من الممكن ظهور حضارة أمة ولغتها على مسرح التاريخ إلا نتيجة نضج بطيء, ولا يتم تطور الأشخاص والأمم والنظم والمعتقدات إلا بالتدريج... والعرب الذين استطاعوا في أقل من قرن أن يقيموا دولة ويبدعوا حضارة عالمية جديدة, هم بلا ريب من ذوي القرائح التي لا تتم إلا بتوالي الوراثة وبثقافة سابقة مستمرة, فبالعرب استطاع (محمد) إنشاء تلك المدن الزاهرة التي ظلت ثمانية قرون مراكز للعلوم والآداب والفنون في آسيا وأوربا.
وعلى المنوال نفسه ينسج أديب لحود في كتابه حضارة العرب في الجاهلية والإسلام, حيث يكتب قائلاً:
يزعم البعض أن العرب كانوا في جاهليتهم الأولى بحالة فوضى وجهل, لا عمل لهم إلا الغزو والنهب والحرب في بوادي نجد والحجاز والشام وغيرها. على أن هذا الزعم يظهر باطلاً عندما نرى الأمة العربية في جاهليتها الأولى من أعرق الأمم في الحضارة والمدنية والعلم. ولغتها من أرقى لغات العالم في أساليبها ومعاينها وتراكيبها.
هذين الرأيين المتعارضين لا يخلوان في الحقيقة من تطرف يقتل الحياد؛ فالأول ينزع من العرب قبل الإسلام أي مظهر من مظاهر التحضر؛ والثاني ينسب إليهم من تلك المظاهر ما لا يتوافر إلا لحضارة في طور قوتها وازدهارها, وكلا الرأيين يتجاهلان– كما ذكرنا – مراحل التطور الطبيعية لأية حضارة؛ أعني طور الطفولة, وطور النضج, وطور الشيخوخة. فالعرب – شأنهم في ذلك شأن أية أمة ذات حضارة– قد مروا بطور الطفولة, وهو طور لم يكن مطلوبًا منهم فيه أن يقدموا إبداعات حضارية تتجاوز حدود قدراتهم, وإلا كنا نتساءل مثلاً عن المظاهر الحضارية للمصريين القدماء قبل ازدهاراتها الفرعونية, أو عن المظاهر الحضارية لأهل اليونان قبل تشييد أنساقهم الفلسفية والعلمية. وحتى ابن خلدون رغم دقته في بحثه, ورغم أصالة نظريته في التعاقب الدوري للحضارات, لم يحدد بالضبط معنى العربي الذي يصفه, وفي أي طور كان, إنما خلط في حكمه بين العربي في عصوره المختلفة, وأصدر عليه أحكامًا عامة, مع أنه هو نفسه القائل بأن العربي يتغير بتغير البيئة.
نعم، كانت للعرب مظاهر لحياة عقلية واعدة قبل الإسلام, تجلت أكثر ما تجلت في اللغة والشعر والأمثال والقصص. كما كانت لديهم معرفة بالأنساب, ومعرفة بالأنواء والسماء, ومعرفة بشيء من الأخبار, ومعرفة بشيء من الطب, لكن الخطأ البيّن أن نُسمي هذه الأشياء علمًا أو فلسفة بالمعنى الذي نجده لديهم بعد الإسلام, أو بالمعنى الذي تصح به المقارنة بين علم وفلسفة لدى العرب, وعلم وفلسفة لدى غيرهم من شعوب العالم الأخرى. وبعبارة أخرى, يستلزم البحث العلمي والفلسفي عقلية منهجية ذات قدرة على التنظيم والبرهنة والتفنيد, وإشكاليات حياتية تثير نزعة البحث والرغبة في ترويض الواقع, وتلك عوامل لم تتوافر للعرب في طور بداوتهم, إنما حملها إليهم الإسلام. فلا يمكننا إذن بناء حد فاصل بين الصفتين عربية وإسلامية, إنما هي من المنظور التاريخي حضارة عربية إسلامية لا تقبل التفكيك.

أ. د. صلاح عثمان
19/10/2008, 11:02 PM
الثقافة الإسلامية واللغة العربية
البعد الثاني من أبعاد الخلاف حول تسمية التراث الثقافي المكتوب– في معظمه – باللغة العربية باسم الحضارة العربية أو الحضارة الإسلامية هو بُعد مكاني لغوي؛ بمعنى أنه يتجلى في الإجابات الجدلية التي قدمها الباحثون عن السؤالين المترابطين التاليين:
1. هل كان العرب– كقومية ذات حدود – هم بناة تلك الحضارة وحدهم؟. إذا كانت الإجابة بالإيجاب, فهي إذن حضارة عربية, حتى ولو كان الإسلام قوامها, وكانت تعاليمه وأحكامه ديدنها؛ وإذا كانت الإجابة بالنفي, فهي إذن حضارة إسلامية, شارك فيها العرب بنصيب قلّ أو كثر, وشارك فيها أيضًا غيرهم من أبناء الشعوب والقوميات التي غشوها بسلطانهم.
2. ماذا عن البنية اللغوية لذلك التراث الفكري؟. أليست هي في معظمها بنية عربية؟. بل أليست اللغة العربية هي لغة القرآن وهو المصدر الأول للتشريع والأساس الحامل لدعائم الحضارة؟. مرة أخرى, إذا كانت الإجابة بالإيجاب فهي إذن حضارة عربية, وإذا كانت بالنفي فهي بالضرورة حضارة إسلامية لا تعترف بالقوميات.
أثار هذا البُعد الخلافي مستشرقون كبار من أمثال الفرنسي هنري كوربان (1903– 1978), والمجري جولد تسهير (1850– 1921), والبريطاني إدوارد براون (1862– 1929). كما خاض فيه عددٌ لا يستهان به من الباحثين العرب, حيث آثر بعضهم استخدام اسم الحضارة الإسلامية بحجة أن كثيرًا ممن أسهموا في بناء تلك الحضارة لم يكونوا عربًا, كابن سينا (980– 1058), والفارابي (872– 950), إنما كان يجمعهم الإسلام. بينما فضّل آخرون استخدام اسم الحضارة العربية, لأن معظم ما خلفته الحضارة من تراث فكري– فلسفي وعلمي– مكتوب باللغة العربية, ولأن اللغة هي التي تُعطي النتاج الفكري هويته وليس دين صاحبه. ولنضرب أمثلة لذلك.
يقول الدكتور علي سامي النشار في كتابه نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام:
إن بعض مؤرخي الفلسفة قد تكلموا عن فلسفة عربية, ونحن لا نتكلم عن هذا إطلاقًا, وإنما نتكلم عن فلسفة إسلامية, وإلا أخرجنا عن نطاق بحثنا أغلب المفكرين المسلمين, فقد كان أغلب هؤلاء المفكرين من الموالي. حقًا نشأ كثيرٌ من العرب نشأة علمية, وقاموا بدور هام في تاريخ الفكر الإسلامي, ولكن قام علماء فارس, من الذين اعتنقوا الإسلام عن حق ويقين, بدور بارز هام في إقامة هـذا الفكر وتدعيمه.
ومع أن لإدوارد براون كتابًا بعنوان الطب العربي, إلا أنه في ذات الكتاب يُعلن تفضيله لمصطلح الحضارة الإسلامية على مصطلح الحضارة العربية, مبررًا ذلك بقوله:
مثلما كانت اللغة اللاتينية هي لغة العلم في أوربا في العصر الوسيط, كانت اللغة العربية هي لغة العلم في العالم الإسلامي كله. وليس الكلام عن العلم العربي أو الطب العربي محل اعتراض إذا وضعنا نصب أعيننا أن هذا يعني فقط مجموعة المبادئ العلمية أو الطبية التي وُضعت باللغة العربية, لأننا لم نبدأ بمقابلة ما يمكن أن تُسمى مؤلفات علمية مكتوبة بلغة أهل البلاد من الأقطار الإسلامية إلا منذ القرن الحادي عشر, ..., ومعظم هذه المؤلفات العلمية المكتوبة باللغة العربية كتبها فارسيون و سوريون و يهود, والقليل منها كتبه يونانيون, أما العرب الخُلّص فلم يكتبوا منها إلا أقل القليل, ..., وحتى بالنسبة للعلوم الدينية (تفسير القرآن والحديث والتشريع وغيرها) كان العنصر العربي فيها– فيما اعترف به جولد تسهير– متخلفًا إلى حد بعيد عن العنصر الأعجمي.
كذلك الحال بالنسبة لبارتولد, الذي أكد أولاً على قوة اللغة العربية وجاذبيتها, فكتب قائلاً:
في القرن السابع والقرن الثامن أدخل العرب تحت سلطانهم أقوامًا كثيريٍن يفوقونهم حضارة إلى درجة لا تقبل القياس, إلا أنهم لم يفقدوا قوميتهم كما فعلت الشعوب الجرمانية في أوربا والمغول في آسيا, ..., ويمكن تفسير رواج اللغة العربية هذا الرواج بأن العرب لم يعتمدوا على قوة السلاح فقط, كالجرمان والمغول والإيرانيين القدماء, ولكنهم أنشئوا منذ القرن السابع الميلادي لغة أدبية متقدمة في ساحة الفكر تقدمًا واضحًا. لكن بارتولد يعود ليؤكد أن العرب قد تأثروا أيضًا باللغات الأخرى لأهل البلاد التي فتحوها, ودليل ذلك أن السَكّة الذهبية عند المسلمين قد سُمّيت دينارًا Dinar(من ديناروس Denarius اللاتينية), وسُميت السَكّة الفضية درهمًا Dirham (من دراخمة Drachma اليونانية), ..., وكانت الرُسل التي تنقل رسائل الحكومة تُسمى بريد Bareed (Mail), وهي كلمة مأخوذة من كلمة وريدوس Weredus اللاتينية. وفضلاً عن ذلك– فيما يشير بارتولد – كانت الكوفة Kufa والبصرة Basra مركزين نشيطين للحياة العلمية, ولم يكن في القرن الأول الهجري (السابع الميلادي) مدينة تستطيع منافستهما, ففيهما وُضعت علوم العقائد والفقه من قبل الأعجام (غير العرب) الذين أسلموا وتلاميذهم ..., ثم نشأت في كلتا المدينتين مدرسة (مذهب) للنحويين واللغويين ... ولكن لم يكن أكثر هؤلاء الواضعين للعلوم العربية أيضًا من العرب, بل كانوا أعجامًا.
ولا شك أن هذه الأقوال تبالغ كثيرًا في تحجيم دور العرب في بناء الحضارة, وهو ما لا يشهد به تاريخ العلوم العربية الإسلامية؛ فقد كان أئمة النحويين من العرب, ولم يكن سيبويه (750– 795) – الفقيه اللغوي الفارسي – إلا تلميذ الخليل بن أحمد الفراهيدي– الفقيه المُعجمي العربي. وكذلك علوم العقائد والفقه, كان للعرب فيها نصيب لا يقل عن نصيب غير العرب في الجملة. وحسبنا أن نذكر أن كل الأئمة المجتهدين, ما عدا أبا حنيفة (696– 767), كانوا من العرب, وتلك مقولة تنسحب بالمثل على العلوم والمباحث الفلسفية المختلفة.
وفي موازاة ذلك, ثمة مبالغة ملحوظة – دون مبرر مقبول – في تقدير دور اللغة العربية كعنصر فاعل في قيام الحضارة؛ إما من خلال ربطها بالدين ووسمها بالقدسية بوصفها لغة القرآن, أو بالربط المباشر بينها وبين الإبداع الفكري لمن أتقنها من المسلمين, إذ لو كان ذلك كذلك لكان العرب جميعًا مبدعين, ولكان العربي مُفضّلاً على غيره لأنه يتحدث اللغة المقدسة, وهو ما لا تعكسه وقائع التاريخ, بل وما نفاه الإسلام بشدة على لسان الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم), حين قال «لا فضل لعربي على عجمي, ولا لعجمي على عربي, ولا لأبيض على أسود, ولا لأسود على أبيض, إلا بالتقوى. الناس من آدم, وآدم من تراب».
لقد بسطت الدولة الإسلامية – فيما يذهب شريف الشوباشي في كتابه تحيا اللغة العربية: يسقط سيبويه - نفوذها على أراضٍ شاسعة تغطي أجزاء كبيرة من آسيا وإفريقيا وأوربا. وقد تبنت بعض شعوب هذه البلدان اللغة العربية كمصر والشام والعراق ودول المغرب العربي, لكن غالبية الشعوب التي دخلها الإسلام ظلت متمسكة بلغاتها الأصلية, ولم تخطر على بال الفاتحين العرب فكرة فرض العربية على الشعوب التي خضعت لدولتهم, ولعل هذا ما يفسر كون غالبية المسلمين اليوم لا يجيدون العربية؛ فحسب آخر التقديرات هناك اليوم في العالم 1.25مليار مسلم, في حين أنه لا يوجد أكثر من 240 مليون عربي تُعد العربية لغتهم الأم, من بينهم أكثر من عشرة ملايين من غير المسلمين . أي أن نسبة المسلمين الذين تُعد العربية لغتهم الأم تمثل 19.2 في المائة من مجموع مسلمي العالم. وبحسبة بسيطة فإن 82٪ من المسلمين لا يعرفون اللغة العربية التي نعتبرها نحن العرب الركن الأساسي للدين!.
وعلى الإجمال, تؤدي الحجج السابقة إلى نتيجة مؤداها أن دائرة العروبة لا تطابق تمام المطابقة دائرة الإسلام, وهي نتيجة صادقة إلى حد بعيد؛ فقد كان من العرب يهود ونصارى وصابئة ومجوس, كما كان من المسلمين ترك وعجم وفرس وغير ذلك من أصل الأجناس الأخرى غير العربية. لكن علينا ألا نغفل– حين نتحدث عن البعد الحضاري– أن الدائرتين متداخلتان بدرجة كبيرة؛ فهي حضارة عربية لأن معظم المؤلفات التي خلفتها كُتبت باللغة العربية, وهي حضارة إسلامية بمعنى أن أصحابها عاشوا في دار الإسلام: استظلوا بظله, وارتضوا منهجه, فأضاف إليهم ونصروه, ولم يتوانوا في دعمه بما لديهم من موروثات ثقافية, عربًا وأعجامًا.

يتبع

أ. د. صلاح عثمان
19/10/2008, 11:09 PM
هل هي حضارة لاهوتية ؟
(أستخدم مصطلح اللاهوت هنا باللغة التي يتحدث بها الغربيون ومن والاهم في الفكر واللغة)
تبقى نقطة أخيرة فيما يتعلق بإشكالية التسمية, حيث يجادل المؤيدون لاستخدام اسم الفلسفة العربية بأن كلمة إسلامية توحي بأننا بإزاء حضارة لاهوتية, قوامها الدين, ومبعثها عقائده وإشكالياته, لا بإزاء حضارة إنسانية نوعية, تجمع بين جنباتها كافة اهتمامات الإنسان وتطلعاته في مكان وزمان نوعيين, الأمر الذي من شأنه أن يؤجج لهيب التعصب الديني بين البشر, ويفتح الباب على مصراعيه أمام المقارنات غير العقلانية بين عقل مسلم, وآخر يهودي, وثالث مسيحي, ورابع بوذي, ... إلخ, لا سيما ونحن في عصرٍ تؤدي فيه وسائل الإعلام دورًا بالغ الخطورة في تشكيل وتوجيه الرأي العام من وجهة نظر أحادية, ليست على استعداد لقبول الآخر. وفضلاً عن ذلك, فإن استخدام كلمة إسلامية – وفقًا للمنظور ذاته – قد يكون في غير صالح المسلمين, وذلك حين تجري المقارنة مثلاً بالنهضة الأوربية الحديثة, وكيف أنها لم تتحقق إلا بعد أن تحرر الفكر الأوربي من ربقة الكنيسة وسيطرة رجالها على كافة مناحي الحياة الفكرية. ولا زالت عبارة جاليليو Galileo, إبان محاكمته من قبل الكنيسة على جريمة تبنيه لنظام كوبرنيكس Copernicus الفلكي, عالقة في الأذهان, إذ اضُطر تحت وطأة التهديد بالتعذيب إلى الكتابة قائلاً: أنا جاليليو جاليلي, بيدي, أعلن ارتدادي عن معتقداتي!.
على أن هذا الجدل, من وجهة النظر المقابلة, مردود عليه من جهتين؛ فمن الجهة الأولى إذا كانت كلمة إسلامية تخلع على الحضارة طابعًا لاهوتيًا ممقوتًا لدي الغرب بفعل ماضيه, فإن كلمة عربية من شأنها أن تخلع أيضًا على الحضارة طابعًا عرقيًا أشد مقتًا من قِبل الجميع, حيث يجري الحديث عن عقل عربي, وآخر إنجليزي, وثالث ألماني, ورابع فرنسي, ... إلخ, الأمر الذي يُذكرنا بحركة اليوجينيا The eugenics movement والممارسات غير الأخلاقية لها خلال الربع الأول من القرن العشرين. وإذا كان الإسلام كما أسلفنا قد حرّم بوضوح وقطعية أي تمييز عرقي بين البشر, فإن للعرقية تاريخ طويل – غير مرغوب – في ذاكرة الغرب, وهو تاريخ لا زال يلقي بظلاله على كثرة من الأبحاث البيولوجية والتاريخية والأنثربولوجية, خصوصًا فيما يتعلق بقيام الحضارات وانهيارها.
ومن الجهة الثانية ليس بإمكاننا نزع السمة اللاهوتية (الدينية) عن الحضارة العربية بسهولة, فلقد كان الدين قوة تشكيل صلبة لهذه الحضارة, وكان الإبداع الفلسفي والعلمي استجابة مباشرة لدعوته الصريحة إلى التأمل وإعمال العقل فيما هو من شئون الدنيا ومقتضياتها, تقربًا إلى الله, ووصولاً إلى نقطة الالتقاء بين أحكام الشرع واستدلالات العقل. وهكذا, فلو نظرنا إلى مباحث الفلسفة الإسلامية – فيما يلاحظ الدكتورأحمد محمود صبحي – لوجدنا أنه من الخلط, بل من الخطأ, أن تُسمى فلسفة عربية, فلا شيء منها يتصل بالقومية أو الجنس حتى تُنسب إلى العروبة أو العربية, بل كلها تدور حول الدين وتتصل به على نحوٍ من الأنحاء: علم الكلام (ويقابل اللاهوت في المسيحية)؛ فلاسفة الإسلام (ومقصدهم التوفيق بين الفلسفة والدين, لا بين الفلسفة والقومية)؛ والتصوف (وهناك تصوف بوذي, وتصوف مسيحي, وتصوف يهودي, وليس هناك تصوف إنجليزي, وتصوف فرنسي, حتى يُقال تصوف عربي أو فلسفة عربية). إن هذه جميعًا مباحث يمكن أن تفهم معراة عن العربية كقومية أو لغة, ولكنها لا تفهم بأي حال إن تعرت عن الدين: الإسلام.
كذلك الحال بالنسبة للعلم؛ فالفلك وحساب المثلثات – على سبيل المثال – كانا وثيقي الصلة بثلاثة من الأركان الخمسة للإسلام: الصلاة والصوم والحج؛ وعلم العدد أو الأرثماتيك Arithmãtĩqĩ كان وثيق الصلة بحساب المواريث, ... إلخ. ولا وجه هنا للمقارنة بالنهضة الأوربية الحديثة بعد أن تحرر الفكر الغربي من سيطرة البابوات ورجال الكنيسة, إذ لم تعرف الدولة الإسلامية محاكم التفتيش أو صكوك الغفران!. وفي هذا الصدد يورد الدكتور عبد الحميد صبرة ملاحظتين هامتين تحولان دون انعقاد المقارنة؛ الأولى أن النهضة الأوربية بقدر ما اهتمت بالعلم والفلسفة في القرن السادس عشر, كانت رد فعل – أصبح جليًا وصريحًا خلال القرن السابع عشر – ضد نماذج من التفكير والحجج مرتبطة بمدرسية العصور الوسطى Medieval scholasticism. أما في التاريخ الإسلامي فقد كان نظام الحوادث معكوسًا؛ فالنهضة – إن صحّ التعبير– جاءت أولاً خلال القرنين التاسع والعاشر, ثم أعقبتها النزعة المدرسية, وإن لم يكن ذلك على نحوٍ مباشر ومطرّد في كل أجزاء العالم الإسلامي. أما الملاحظة الثانية فتشير إلى تضاد آخر بين الإسلام وأوربا العصور الوسطى ؛ ففي ظل الإسلام (سواء في بغداد Baghdad خلال القرنين التاسع والعاشر, أو في مصر Egypt وآسيا الوسطى Central Asia خلال القرن الحادي عشر, أو في إسبانيا Spain خلال القرن الثاني عشر, أو في المراغة Marãgha– في الشمال الغربي الإيراني – خلال القرن الثالث عشر, أو في سمرقند Samarkand خلال القرن الخامس عشر) كان القائمون على النهضة يجمعون بين كونهم علماء؛ تدفعهم غايات عملية مأمولة نحو مزاولة الطب والفلك والتنجيم والرياضيات التطبيقية, وبين كونهم فلاسفة, لديهم القدرة على مزج المعتقدات الأرسطية والأفلاطونية المحدثة وتبنيها, وهو ما نجده مثلاً في أعمال الكندي، والفارابي, وابن سينا. وفي رحاب هذا المناخ الفكري الحر, تميزت ممارسات العلم والفلسفة بكونها نشاطات دنيوية, مورست وتطورت وأعلنت كمتطلبات عقلية مستقلة تمامًا عن أية سلطة دينية. بل إن هذه السلطة لم تمنع المزاولين لتلك النشاطات الفكرية المستقلة بذاتها والمُشرّعة لذاتها من تقديم تفسيراتهم العقلانية (الهيلينية Hellenic) الخاصة للمعتقدات الدينية؛ كالوحي Revelation, أو النبوة Prophecy, أو العناية الإلهية Providence, وللنظم الدينية كالقانون أو الشريعة. وفضلاً عن ذلك, كانت الفلسفة وقتئذ تنطوي على رؤية للعالم تزعم أنها الأحق بالتبني, وتعمد إلى تفسير كل شيء في محيط الخبرة الإنسانية, بما في ذلك الخبرة الدينية. وعلى العكس من معظم نظرائهم المسيحيين في أوربا العصور الوسطى, فإن فلاسفة الإسلام, والعلماء – الفلاسفة, بهذا المعنى اليوناني, لم يكونوا لاهوتيين أو أعضاء في تنظيمات دينية. ربما كان الاستثناء الوحيد في ذلك هو ابن رشد الأندلسي (1126– 1198م), الذي جاء من عائلة مشهورة من فقهاء المالكية Mãlikite jurists, والذي طبق الرؤية المالكية للقانون الإسلامي كقاضٍ, وإن اعتبر نفسه في النهاية وارثًا لدثار أرسطو.
لا مجال إذن للمقارنة بين نهضة أو حضارة إسلامية مبعثها الدين, وأخرى أوربية مبعثها تهميش الدين؛ فلكل منها مناخها المحلي المختلف, وإذا كانت حضارة الإسلام قد انهارت وتلاشت, في حين لا زالت أصداء الحضارة الأوربية تصم الآذان, فإن مردّ ذلك ليس إلى الإسلام كدين, أو إلى تعصب الفقهاء المتربصين لهدم أي إنجاز حضاري, وإنما إلى عوامل شتى لا تمت إلى الدين بصلة, لعل أبرزها استبداد الحكام, والفساد السياسي الداخلي وما صاحبه من غارات كاسحة للمغول خارجيًا , هذا فضلاً عن الانهيار الاقتصادي الناجم عن كشف طريق رأس الرجاء الصالح وخسارة الدولة الإسلامية موارد ضخمة.
ما نود قوله أن الصفتين عربية وإسلامية متكافئتان في الدلالة إن أخذنا بالمنظور الغربي الذي يتذرع به البعض, وهما متكافئتان كذلك إن أخذنا بالمنظور الديني الحضاري الذي يتذرع به البعض الآخر. هكذا يلتقي النقيضان ويتكاملان في منظومة واحدة؛ فالعروبة إسلامية الثقافة والتوجه, والإسلام عربي المنشأ والروح واللغة. وعلينا أن نؤكد في النهاية أن العلم, والفلسفة, والفن, وكافة مظاهر الحضارة, ليست إلا ابتكارات حرة للعقل الخالص, تمثل حلقات في متسلسلة لا متناهية من الجهد البشري المتراكم في عمومه, ومن ثم فهي ملك مشترك للجنس البشري بأكمله, أيًا كانت ديانته أو قوميته, وصدق الله إذ يقول:
 فَأمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ (الرعد: 17) .

مصطفى عودة
20/10/2008, 12:05 AM
ارجو من الاخ استاذ الفلسفة الذي يطل علينا لاول مرة ـ مرحبا به ـ ان يحدد الفترات التاريخية التي يتحدث عنها. حدد المراحل التاريخية ليسهل النقاش فيها.
عرب ابن خلدون او ما قبل الجاهلية او الاشوريون"العشوريون نسبة الى عشتار" او ما جاورهم ،ليسوا اول العروبة،اليس كذلك يا دكتور؟
السومريون ومن قبلهم الا يمثلون سلسلة من تعاقب الاجيال العروبية؟ الم يكن لهم دور ابتدائي في صنع الحضارة الانسانية.؟
الحديث ليس عن الاندلس فقط .لكن الدكتور يتبع سياسة حرق المراحل ،بل شطب التاريخ والابتداء من حيث انتهت اليه الدراسات الاستشراقية اللاهوتية ،هكذا يبدو.

عبدالقادربوميدونة
20/10/2008, 01:30 AM
بعد أن رحب الأستاذ عامرالعظم المحترم بالأستاذ الدكتورصلاح عثمان أستاذ المنطق وفلسفة العلم يإحدى جامعات مصر الشقيقة.. وبعد أن تفضل الأستاذ صلاح بطرح أربعة أسئلة ذات أهمية قصوى من حيث إفادة قراء " واتا " تتعلق بالحضارة العربية والإسلامية والإشكالية القائمة بينهما تخص ضرورة تحديد مفهومهما التاريخي والجغرافي وأيهما الذي يحوز قصب السبق في إكمال الآخرومقارنة ذلك بحضارات أخرى غربية وشرقية ..وأبدى وجهة نظره في هذا الإشكال المستشكل حديثا ..يسعدني أن أقدمه إلى الإخوة أعضاء " واتا " المحترمين ليطلعوا على مسيرة الرجل الحافلة بالإنجازات العلمية والبحوث الأكاديمية من خلال سيرته الذاتية الثرية فإليكموها :
أ.د. صلاح محمود عثمان
٦ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٨بقلم الدكتورصلاح محمود عثمان
الاسم: د. صلاح محمود عثمان
اسم الشهرة: صلاح عثمان
تاريخ ومكان الميلاد: 20 / 10 / 1963 م الإسكندرية، مصر
البلد الأصلي: مصر
الحالة الاجتماعية: متزوج.
عدد الأبناء: أربعة (ندا، نهى، محمد، عمرو).
الوظيفة الحالية: أستاذ المنطق وفلسفة العلم، رئيس قسم الفلسفة، كلية الآداب، جامعة المنوفية، مصر
التخصص الجامعي: المنطق وفلسفة العلم
الشهادة الجامعية: دكتوراه
الجامعة والدولة وسنة التخرج: جامعة الإسكندرية، مصر، 1985
التخصص الأدبي: أكاديمي
العنوان الحالي في جمهورية مصر العربية: جامعة المنوفية، كلية الآداب، قسم الفلسفة، شبين الكوم، المنوفية، ص. ب: 32511.
رقم الهاتف:
عمل : 221986 /048
محمول : 0124006539
فاكس : 235691 /048
البريد الإلكتروني
info@salahosman.com

salah_osman2002@yahoo.com

salah_osman@hotmail.com

اسم الموقع الشخصي على الإنترنت: الأستاذ الدكتور صلاح عثمان
عنوان الموقع: http://www.salahosman.com

المؤهلات العلمية:
ليسانس آداب من قسم الفلسفة بكلية الآداب، جامعة الإسكندرية، مايو 1985.
ماجستير في الآداب من قسم الفلسفة بكلية الآداب، جامعة الإسكندرية، 1993. دكتوراه في الآداب من قسم الفلسفة بكلية الآداب، جامعة المنوفية، 1996.

التدرج الوظيفي:

أستاذ بكلية الآداب، جامعة المنوفية، بتاريخ 24/3/2008، وحتى الآن.
أستاذ مساعد بكاية الآداب، جامعة المنوفية، في الفترة من 26/1/2003 حتى 23/3/2008.
مدرس بكلية الآداب، جامعة المنوفية، في الفترة من 17/11/1996 حتى 25/1/2003.
مدرس مساعد بكلية الآداب، جامعة المنوفية، في الفترة من 6/11/1993 حتى 16/11/1996.
معيد بكلية الآداب، جامعة المنوفية في الفترة من 25/6/1989 حتى 5/11/1993.

المؤلفات (الكتب المنشورة):

1. 2007: النيوتروسوفيا في الفلسفة العربية، تأليف مشترك مع الدكتور فلورنتن سمارانداكه، أستاذ ورئيس قسم الرياضيات والعلوم بجامعة نيومكسيكو الأمريكية، الطبعة الإنجليزية، الولايات المتحدة الأمريكية
نوع الكتاب: منطق وفلسفة
عدد الفصول: 3
عدد الصفحات: 278.

2. 2007: الفلسفة العربية من منظور نيوتروسوفي، تأليف مشترك مع الدكتور فلورنتن سمارانداكه، أستاذ ورئيس قسم الرياضيات والعلوم بجامعة نيومكسيكو الأمريكية، ترجمة صلاح عثمان، منشأة المعارف، الإسكندرية
نوع الكتاب: منطق وفلسف
عدد الفصول: 3
عدد الصفحات: 418.

3. 2006: الواقعية اللونية : قراءة في ماهية اللون وسُـبل الوعي به، منشأة المعارف، الإسكندرية
نوع الكتاب: فلسفة علوم
عدد الفصول: 6
عدد الصفحات: 260.

4. 2005: طبيعة الحدود المكانية بين الجغرافيا والفلسفة: بحث في سيمانطيقا اللغة الجغرافية، الملتقى المصري للإبداع والتنمية، الإسكندرية _ نوع الكتاب: فلسفة علوم
عدد الفصول: 3
عدد الصفحات: 124.

5. 2004: وهم العالم الخارجي بين اللغة والإدراك، منشأة المعارف الإسكندرية
نوع الكتاب: فلسفة علوم
عدد الفصول: 3
عدد الصفحات: 211.

6. 2004: نحو فلسفة للكيمياء، منشأة المعارف، الإسكندرية
نوع الكتاب: فلسفة علوم
عدد الفصول: 5
عدد الصفحات: 389.

7. 2002: المنطق متعدد القيم بين درجات الصدق وحدود المعرفة منشأة المعارف، الإسكندرية
نوع الكتاب: منطق رمزي حديث
عدد الفصول: 5
عدد الصفحات: 174.

8. 2001: الداروينية والإنسان: نظرية التطور من العلم إلى العولمة، منشأة المعارف، الإسكندرية
نوع الكتاب: فلسفة علوم
عدد الفصول: 4
عدد الصفحات: 312.

9. 2000: النموذج العلمي بين الخيال والواقع: بحث في منطق التفكير العلمي، منشأة المعارف، الإسكندرية
نوع الكتاب: فلسفة علوم
عدد الفصول: 9
عدد الصفحات: 186.

10. 1998 & 2000: الاتصال واللاتناهي بين العلم والفلسف، منشأة المعارف، الإسكندرية
نوع الكتاب: فلسفة علوم
عدد الفصول: 5
عدد الصفحات: 398.

المؤلفات (الأبحاث):

1. قراءة معاصرة لمنطق القياس الفقهي الإسلامي (باللغتين العربية والإنجليزية) قيد النشر.

2. العلم والفلسفة والدين كمقولات لنهضة العقل العربي، باللغة الإنجليزية، مجلة بحوث كلية الآداب، جامعة المنوفية، العدد (66)، يوليو 2006 م ، ص ص 73 – 94.

3. مقطتفات نيوتروسوفية، في الكتاب الدولي الخامس عن البارادوكسيزم، رومانيا، 2006.

4. جدل الثبات والحركة في مفارقات زينون: رؤية رياضية معاصرة, مجلة بحوث كلية الآداب، جامعة المنوفية، العدد الثامن والخمسون، يوليو 2004، ص ص 99 – 139.

5. العلم والفلسفة والدين كمقولات لنهضة العقل العربي، مركز الخدمة للاستشارات البحثية، شعبة الترجمة، كلية الآداب، جامعة المنوفية، العدد الخامس عشر، مارس 2003 ص ص 1 – 27 .

6. سيمانطيقا المؤشرات اللفظية والكلام غير المباشر، مجلة بحوث كلية الآداب، جامعة المنوفي، العدد (46)، يوليو 2001 م ، ص ص 127 – 166.

7. شجرة الكون وقضايا مناقضة الواقع عند ستورس مكال، مجلة بحوث كلية الآداب، جامعة المنوفية، العدد (39)، أكتوبر 1999 م، ص ص 83 – 128.

عروض تقديمية:

مقدمة للنيوتروسوفيا في الفلسفة العربية

بالاشتراك مع الأستاذ الدكتور فلورنتن سمارانداكه، أستاذ ورئيس قسم الرياضيات والعلوم بجامعة نيومكسيكو الأمريكية، جامعة المنوفية، كلية الآداب، قسم الفلسفة، 14 – 15 ديسمبر 2007

الإشراف على الرسائل العلمية:

1. المنهج النقـــــــدي عند ابن عربــــــي، دكتوراه، كلية الآداب، جامعة المنوفية.

2. العقلانية العلمية: دراسة في فلسفة ما بعد الحداثة، دكتوراه، كلية الآداب، جامعة المنوفية.

3. المفارقات والدور الإبستمولوجي لها في تشكيل العقل العلمي الحديث، دكتوراه، كلية الآداب، جامعة المنوفية.

4. فلســـــــفة اللـــــــغة عند جون أوستــن، ماجستير، كلية الآداب، جامعة المنوفية.

5. دالة الصدق في المنطق ثلاثي القيم و سبل التحقق منها، ماجستير، كلية الآداب، جامعة المنوفية.

6. بنية العالــــم الخارجي عند برتراند رسل، ماجستير، كلية الآداب، جامعة المنوفية.

7. منطق المعرفــــة العلمية عند تشارلز بيرس، ماجستير، كلية الآداب، جامعة المنوفية.

8. قانون الثالث المرفوع ودوره في تطور الأنساق المنطقية، كلية الآداب، جامعة المنوفية.

رسائل نوقشت في الجامعات الأخرى:

1. إبستومولوجيا تقييم العلم وتأريخه: دراسة تحليلية نقدية في ميثودولوجيا برامج الأبحاث، ماجستير، كلية الآداب، جامعة عين شمس.

2. علاقة الإرادة الفردية بالأسس البيولوجية للفعل الإنساني، ماجستير، كلية الآداب، جامعة الإسكندرية.

النشاط العلمي والتطبيقي:

المشاركة في المؤتمرات العلمية السنوية التي يعقدها قسم الفلسفة ، أو التي تعقدها الكلية ، في الفترة من عام 1996 وحتى الآن.

المشاركة في تعديل لائحة قسم الفلسفة وتطوير الدراســــة داخل القسم منذ الحصول على درجة الدكتوراه، عام 1996 وحتى الآن.

المساهمة في دعم مكتبة الكلية وبرامج الدراســات العليا والعلاقات الثقافية من خلال المشاركة في لجان المكتبة والدراسات العليا والعلاقات الثقافية بالكلية.

المشاركة في مؤتمر العلــــــوم الإنسانية وتقنيات المعلومات، بكلــية الآداب، جامعة المنوفية خلال الفترة من 16 – 17 أبريل 2002.

المشاركة في الندوات والمؤتمرات الــتي تعقدها الجمعية الفلسفية المصرية من خلال عضويتي بها منذ تأسيسها.

الإشراف على أسرة الفيلسوف بكلية الآداب، جامــــــعة المنوفية والمساهمة في أنشطتها الثقافية والاجتماعية والترفيهية المختلفة.

المشــــاركة فـــــــي تطـــــوير لائحة الدراسات العليا بقسم الفلسفة وفقًا لنظام الساعات المعتمدة، والتي تهدف الكلية إلى تطبيقها بدلاً من اللائحة الحالية.

المشــــاركة فـــــــي تطـــــوير لائحة الليسانس بقسم الفلسفة وفقًا لنظام الساعات المعتمدة، والتي تهدف الكلية إلى تطبيقها بدلاً من اللائحة الحالية.

المشــــاركة في أنشطـة حــــركة البارادوكسيزم الفلسفـــية الدولية (أو مذهب توظيف المفارقات) وترجمة بعض المقالات لمجلـــة البارادوكسيزم الدولية .

القيام بتدريس مواد التخصص وتطوير محتواها الدراسي بالكلية منذ عام 1996 وحتى الآن.

المشــــاركة فـــــــــــــي الإشــــــــــــراف عــــــــــلى الرســائل العلمية ومناقشتها.

المشــــــاركة في الندوات التي تعقدها الجامعة والكلية حول تطوير التعليم الجامعي، وكذلك الندوات التي عقدها قسم الفلسفة في المجالات المختلفة.

المؤتمرات:

1. 16 – 17 أبريل 2002: مؤتمر العلوم الإنسانية وتكنولوجيا المعلومات، كلية الآداب،

جامعة المنوفية.

2. 28 – 30 أبريل 2007: المؤتمر الدولي للدراســــات الأدبية واللغــــوية المقــــارنة، كلية الآداب، جامعة القاهرة. 3. 25 – 27 نوفمبر 2007: مؤتمر المواطنة ومستقبل مصر، كلية الآداب، جامعة المنوفية.

الجوائز:

1. جائزة أ. مصطفي بهجت عبد المتعال للمتميزين من أعضاء هيئة التدريس جامعة المنوفية 2007. 2. شهادة تقدير من قسم الرياضيات والعلوم بجامعة نيومكسيكو الأمريكية، 2007 – 2008.

دورات وبرامج تدريبية:

1. من 20/11/2007 إلى 22/11/2007: برنامج إدارة البحث العلمي، مركز تنمية قدرات أعضاء هيئة التدريس والقيادات بجامعة الإسكندرية.

2. من 13/11/2007 إلى 15/11/2007: برنامج أخلاقيات وآداب المهنة، مركز تنمية قدرات أعضاء هيئة التدريس والقيادات بجامعة الإسكندرية.

3. من 10/11/2007 إلى 12/11/2007: برنامج تقييم التدريس، مركز تنمية قدرات أعضاء هيئة التدريس والقيادات بجامعة الإسكندرية.

4. من 6/11/2007 إلى 8/11/2007: برنامج مهارات العرض الفعال، مركز تنمية قدرات أعضاء هيئة التدريس والقيادات بجامعة الإسكندرية.

5. من 3/11/2007 إلى 5/11/2007: برنامج استخدام التكنولوجيا في التدريس، مركز تنمية قدرات أعضاء هيئة التدريس والقيادات بجامعة الإسكندرية.

6. من 21/10/2007 إلى 22/10/2007: برنامج نظام الساعات المعتمدة، مركز تنمية قدرات أعضاء هيئة التدريس والقيادات بجامعة المنوفية.

7. من 2/9/1995 إلى 20/9/1995: دورة إعداد المعلم الجامعي، كلية التربية جامعة المنوفية.

8. من 31/1/1993 إلى 5/4/1993: TOEFL، المركز الثقافي الأمريكي بالإسكندرية.

عضوية الجمعيات العلمية:

1. الجمعية الفلسفية المصرية
2. الجمعية الفلسفية الأمريكية

اللغات:

العربية & الإنجليزية.

الاهتمامات البحثية:

1. فلسفة وتاريخ العلم
2. مناهج البحث
3. فلسفة اللغة
4. المنطق الرمزي
5. فلسفة الكيمياء
6. النيوتروسوفيا

أ. د. صلاح عثمان
20/10/2008, 01:59 AM
لا أدري لماذا الإصرار على خلط الأفكار؟. ما علاقة ابن خلدون، وتحليله للشخصية العربية، بالدراسات الاستشراقية اللاهوتية؟. إن ما عرضته أعلاه لا يعدو أن يكون مجرد نماذج لتوجهات فكرية مختلفة، وابن خلدون أحد هذه النماذج، وقد عقبت على ذلك بأنه أصدر حكمًا عامًا يتجاهل سمات الشخصية العربية في عصورها ومراحلها المختلفة. ومع ذلك، فقد حددت في بداية حديثي البعد الزماني - المكاني لما دعوته بالحضارة العربية الإسلامية، ومن البديهي أن المقصود بالعرب هم أولئك الذين عاشوا في جزيرة العرب قبل ظهور الإسلام، والذين عبر عن حالهم «جعفر بن أبي طالب»، وكان أحد الذين هاجروا إلى الحبشة، بعبارة بليغة، إذ قال للنجاشي,: «كنا قومًا أهل جاهلية نعبد الأصنام, ونأكل الميتة, ونأتي الفواحش, ونقطع الأرحام, ونُسيء الجوار, ويأكل القوي منا الضعيف. فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولاً منا, نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه, فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده, ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان؛ وأمرنا بصدق الحديث, وأداء الأمانة, وصلة الرحم, وحسن الجوار, والكف عن المحارم والدماء؛ ونهانا عن الفواحش وقول الزور, وأكل مال اليتيم, وقذف المحصنة؛ وأمرنا أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئًا: وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام فصدقناه وآمنا به... فعدا علينا قومنا فعذبونا وفتنونا عن ديننا ليردونا إلى عبادة الأوثان من عبادة الله تعالى, وأن نستحل ما كنا نستحل من الخبائث؛ فلما قهرونا وظلمونا, وضيقوا علينا, وحالـوا بيننا وبين ديننا, خرجنا إلى دياركم». أما عن سياسة حرق المراحل أو شطب التاريخ، فلا أعتقد أنني - أو أي شخص غيري - بقادر على اتباعها أو إملائها، اللهم إلا إن كان يمتلك تقنية السفر عبر الزمان والعبث بوقائعه، وهي تقنية لا أظن أن أحدًا منا - في ظل واقعنا العربي (الصوتي) المتردي، يجرؤ على مجرد الحلم مبادئها وأبعادها العلمية .

مصطفى عودة
20/10/2008, 08:20 PM
تابع الاجابة على ،لماذا ظهر الاسلام في جزيرة العرب؟في البدن السليم الضامر حيث الشمس القوية الساطعة لان الجسم بحاجة الى التماثل الصحيح بين نظامه العصبي ونظام بيئته الضوئي.لو طبقنا هذا على الدجاج البيض لرأينا ان انتاج البيض يقل في الشتاء بل ينعدم عندما يطول الليل ويقصر النهار لتأثر الساعة البيلوجية في الدماغ لذلك يعوض عن ذلك بالاضاءة الخفيفة المستمرة، والهواء النقي الجاف والطعام الحيوي للجسم المقتصد بلا اسراف من اللبن والتمر خاصة لبن النياق (هناك ابحاث حديثة جدا عن اهمية هذا الحليب قامت به الجامعة الاردنية على نوق حرس البادية الاردنية)والحبوب بنخالتها لان اخلاط الطعام تحتاج الى اخلاط من الادوية، ألم تر طعام اهل الجنة من الماء واللبن والعسل ولحم الطير والفاكهة ،وتجدر الاشارة الى مكانة العلاج بالصوم الطبي في العصر الحديث ، واتساع المجال الذي تعمل فيه الحواس مضافا اليها قيمة العمل واهمها الرعي والزراعة اللتان تنتجان شخصية عطوفة انسانية صابرة تقدر قيم العمل والجهد المبذول،فلا ترهل ولا سلوك مؤنث.
وامتاز العربي بالنفس المطمئنة لوضوح الغاية في الحياة وهي تحقيق المجد من حفظ للمكارم والاباء والانفة والاقدام على الموت طلبا للحياة الكريمة لان الموت حتف الانف كان من المهانة لمن حل به بمكان، هذه الطمأنينة محاطة بالحرية اي البحث عن القيم العليا.
كل هذا انتج لغة تحاكي واقعه وتشرح ما يحس وينفعل له،لغة واضحة مبينة،لا غرو فهم عرب التي تعني اضافة الى الفصاحة والبيان على الرب التي اصبحت عرب التي تساوي الرحلة الى الله في المعنى.يتبع ،ان شاء الله. ولك يا ابا ميدونة كل الاجور لانك الباعث لهذا الجهد.

مصطفى عودة
21/10/2008, 09:03 PM
بما ان العربي لا يقبل مصادرة حريته لذا فهو شاهد امين على الحقيقة التي يستعذب الموت في سبيلها ،انه الشاهد الصادق الذي انتقيت نطفته انتقاء عفيفا شريفا.
واليقين بان للحياة نهاية يقبل العربي عليها برضى ودون وساوس نفس لذا خلت البداوة من اساطير الفواجع التي تعبر عن مخاوفها العقلية والنفسية والبدنية.
فهم العربي الوطن حيث يكون الاهل والاحباب لذا كره العيش منفردا .ان شخصيته شخصية جمعية لا متوحدة او منفردة فهو دائم البحث عن المساواة والعدل.
لكل ذلك وجد العربي العروبي ضالته المنشودة في الله بتساوق العقل والقلب والجسد والروح.(من كتاب احمد موسى سالم.لماذا ظهر الاسلام في جزيرة العرب.دار الجيل .بيروت1981 ط1 بتصرف شديد)

عبدالقادربوميدونة
21/10/2008, 11:46 PM
أشكرك أيها الباحث المنقب والمفكرالسيد مصطفى عودة المحترم ولك كل الأجور إن شاء الله ..عما قدمت هنا وأظن بل متأكد أن لأستاذنا الدكتورصلاح عثمان ما يقول في هذا الشأن ..لنا أوعلينا لا يهم ..واسمح لي أن أهديك معنى واحدا من آلاف معاني العرب :

كانت ولا تزال القهوة العربية وتناولها أوشربها من العادات والتقاليد التي ترتبط ارتباطا كاملا بمجالس العرب ... ولا سيما في المشرق العربي تحمل رموزا وإشارات كثيرة منها :

عند قدوم الضيف .... يصب له الفنجان الأول ..ويكون المضيف واقفا أمامه ينتظرمنه رج الفنجان وهذه الرجة تعني اكتفاء الضيف بفنجان من القهوة ...
وهوأمرعاد وعتيادي في نفس الوقت ..ولكن إن قام الضيف وشرب ثلاثة فناجين ..فذلك له دلالات ورموز..
فالفنجان الأول (( للضيف )) وهو عنوان الإكرام والمعزة والترحيب والتبجيل
والفنجان الثاني ... (( للكيف )) وهي أن يكيف الضيف من تشوقه لشرب القهوة .
والفنجان الثالث.... (( للسيف )) وهي ترمزأن الضيف سيكون مع القوم في حالة أي هجوم يتعرضون له وبالتالي يكون واحدا من القوم في أمرهم.

أ. د. صلاح عثمان
22/10/2008, 10:50 PM
شكري الجزيل والعميق للأستاذ الفاضل المحترم عبد القادر بوميدونة على ترحيبه واهتمامه بي، وتقديمه لسيرتي الذاتية بكلمات لا أستحقها. شكري له كذلك على ما أبداه كذلك من رحابة صدر في الحوار والمناقشة، والتي إن دلت على شئ فإنما تدل على عمق وتوحد سمات الشخصية العربية الأصيلة في نفسه. لا، لن أختلف معك، ولا مع الأستاذ الفاضل مصطفى عودة فيما اجتهد في رصده من مآثر للشخصية العربية أهلتها لحمل أمانة الدعوة الإسلامية، لتؤلف هذه الشخصية في مجموعها «خير أمة أخرجت للناس». لكن لابد من ملاحظة أمرين:
1. أن هذه المآثر لم تحل دون تردي العرب قبل ظهور الإسلام إلى ظلمات الجهل التي تجلت أكثر ما تجلت في عبادة الأوثان، واستحلال الخبائث، وغير ذلك مما ورد في مقولة جعفر بن أبي طالب (سالفة الذكر)، فجاء الإسلام ليُخرج العرب والناس جميعًا – بنص القرآن – «من الظلمات إلى النور»، وليضيف إلى الشخصية العربية الكثير والكثير من المآثر التي نفتقدها الآن.
لقد ظهر الإسلام (على حد تعبيرأحمد أمين في كتابه: فجر الإسلام) في وقت كانت فيه حياة العرب لا تختلف كثيرًا عما هي عليه اليوم: غُلو في الحريات الفردية, إغراقٌ في الماديات, فقدانٌ للنظرة المستقبلية, غيابٌ للرؤية الكلية الشاملة, عدم القدرة على ربط الأسباب بنتائجها, شجاعةٌ مبعثها عصبية المزاج وقدسية الكرامة, فصاحةٌ في النُطق لا تتجاوز ذلاقة اللسان وجمال البيان,... إلخ.
وكان للإسلام أثران كبيران في عقلية العرب من ناحيتين مختلفتين: الأولى ناحية مباشرة, وهي تشريعاته وتعاليمه التي أتى بها مخالفًا عقائد العرب, فكانت بمثابة أداة الفرز والسلب والإثبات والبناء, لما امتلأت به الحياة من رذائل تحفها الفضائل, أو فضائل تغشاها الرذائل. والثانية ناحية غير مباشرة, وهي أن الإسلام – بمنهجه الجديد – مَكّن العرب من فتح فارس ومستعمرات الروم, وهما أمتان عظيمتان تحملان أرقى مدنية في ذلك العهد , فكان من أثر الفتح لتلكما الأمتين، بما تتمتعان به من منظومات اجتماعية وعلمية وفلسفية مختلفة، أن تسربت مدنيتهما إلى المسلمين, وتأثرت بهما عقليتهم.
وهذا يا سيدي أول ما أردت قوله بطرحي للقضية برمتها: أننا نتأرجح اليوم بين العروبة والإسلام دون أن نستقرئ معالم الخط الرابط بينهما، والذي بدونه لن تستقيم هويتنا أو تعود لنا ريادتنا الحضارية، لنردد وقتئذ عن حق «هذه بضاعتنا ردت إلينا».
2. أن تعداد مآثر الشخصية العربية ينبغي ألا يمنعنا أو يحيد بنا عن البحث في أسباب التخلف الحضاري العربي الماثل بوضوح أمام أعيننا، وعن المقومات التي يمكن أن نتفق على الحد الأدنى منها كأسباب أو عوامل لنهضة العقل العربي وتصدره لمسرح الأحداث الحضارية من جديد. لا ينبغي لتعداد مآثرنا أن يحول بيننا وبين السعي إلى محو الأخطاء التي كبلت المجتمع العربي لقرون خلت وحالت دون نهوضه من غفوته، وكذلك سد الطريق على هذه الأخطاء كي لا تعاود الظهور من جديد. بدون ذلك لن يكون لحوارنا معنى، ولن يستقيم له هدف، اللهم إلا التماس السلوى فيما لا، ولن، تقف عنده أو أمامه مسيرة التقدم الحضاري المندفعة بقسوة فوق ظهورنا، وهو ما عبر عنه نزار قباني بكلمات مؤثرة فقال: خلاصة القضية توجز في عبارة، لقد لبسنا قشرة الحضارة، والروح جاهلية!!!. وذلك ما سأطرحه كموضوع جديد إن شاء المولى عز وجل.
شكري وتقديري لكل من ساهم في الحوار، وإن اختلف معي في الرأي أو المصطلح، وصدق الله إذ يقول: (وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ).

مصطفى عودة
23/10/2008, 07:38 PM
استاذنا الغالي الدكتور صلاح ،ان شاء الله سيكون لك من اسمك النصيب الوافر،
ما تتحسَّب له ،او تتخوف منه نحن لو بالمرصاد الفكري والحركي فقد فككنا معادلة العروبة والاسلام منذ فترة طويلة ولا نناقش فيها الان فقد انتهت بلا رجعة وخير دليل حرصك هذا (فلا تارجح بينهما ابدا).
محبتنا للعربية وللعرب نابع من محبة الله لها ولنا. العرب مادة الاسلام ،اذا ذل العرب ذل الاسلام.
،لكننا لا نركن فتمسنا النار،نار الركون والركود فقد وعينا درس سباق الارنب والسلحفاة، لذلك لا ننام...
الاسباب والمسببات في سورة اهل الكهف (ثم اتبع سببا) هي من سنن دراسة الاحداث والظواهر في عالمها وعالمنا فلا نقنع الا بسبر اغوار الحدث وتشعباته كما المهندس يضع خطة للبناء، فلا تقلق.آه لو تركونا نعمل..
اسباب تخلفنا في اغلبه راجع للسياسة التعليمية في بلادنا ،فرح الدكتور دنحا لوجود اسم ثلاث جامعات عربية في ترتيب الجامعات المنتجة في العام طبقا لترتيب الجامعات في العالم.اتدري اين موقعنا ؟زر الرابط الذي نشره الدكتور العزيز ــ عضو ومدير موقع الترجمة اطال الله عمره ــ .
اين المليارات التي تخصص للبحث العلمي؟ اين التشجيع للمبدعين؟ اين نحن من البحث عنهم؟ لو اردنا ان نقيم المناهج الدراسية وطريقة ايصالها للدارس ،اين نصييبنا من الواقع المفترض ؟؟دولة مثل اسرائيل تخصص للبحث العلمي ما يفوق انفاق جامعاتنا كلها على امتداد ظاهرتنا الصوتية من المحيط الى الخليج ومن الماء الى الماء،بل تفوقها بكثير. اين نحن ليس كافراد بل كسياسة وارادة؟
اما بالنسبة لتردي الاوضاع للعربي قبل الاسلام اوفي فترات سابقة او في وضعنا الان فهو حقبة زمنية من التاريخ ،وهناك حقب زمنية كان العربي هو المعيار للاجنبي الاوروبي ،وفي بعض الحالات للعربي اليوم وهي فردية يكون العربي هو المعيار في المدارس الاوروبية والجامعات ،انظر مبدعينا هناك.اطلق عقال العقل والحرية للانسان يبدع اينما كان ومن اي ثقافة كان.نحن لسنا شوفينيين او طائفيين او عنصريين او منغلقين .نحن في المدى الرحب من الفكر وعالمه ...
اذا تحدثنا عن الماضي البعيد الذي ابدعنا فيه الحرف ونقلناه كذلك للمتبجحين الان في هذا العالم الظالم اهله
فنحن الاوائل. المهم تقسيم التاريخ الى وحدات زمنية ليسهل التحليل والمراجعات.
مع التحية والاحترام لاستاذنا الذي نجل ولاهل مصر المحروسة التي اوصانا نبينا ان نستكثر من جندها. جعلني الله واياك من الجنود العاملين لخدمة هذه الامة .رحم الله ابا ذر فقد عاش وحيدا وسيموت وحيدا ،وهذا ما كان ، والحمد لله اولا واخرا.

أ. د. صلاح عثمان
25/10/2008, 12:56 AM
الأخ الفاضل والمفكر القدير الأستاذ مصطفى عودة: لا أجد أفضل ولا أبلغ من كلماتك التي وجهتها من قبل لابن الجزائر العزيز الأستاذ الفاضل عبد القادر بوميدونة لكي أعيد تكرارها مرة أخرى: معاذ الله إلا ان أكون أستاذًا على نفسي (وهل أنت يا ابن الخطاب إلا راعي شويهات لخالتك بقبضةٍ أو قبضتين من الدقل).
أجل أخي الكريم: التعليم هو نقطة الانطلاق الأولى لأية نهضة حضارية؛ إذا صلح صلح الأمر كله وإذا فسد، فسد الأمر كله. لكننا للأسف نعمد إلى استيراد البرامج التعليمية – وغيرها من البرامج – من أمم وشعوب ذات طبيعة ثقافية مغايرة، وذات محلية زمكانية هي أبعد ما تكون عن محليتنا، بل من أمم وشعوب كانت تستجدي منا العلم والحضارة يومًا ما، فتكون النتيجة في النهاية مسخًا حضاريًا مشوهًا، يزيد من كمّ معاناتنا وتراكمات همومنا. أجل، كان العربي يومًا هو المعيار للأوربي، لا نقول ذلك من موقع التباهي بعروبتنا، أو بمنطق تزييف الحقائق، بل إن ذلك ما يعترف به أحدهم (جون لويس: الإنسان ذلك الكائن الفريد، ص 217)، إذ كتب يقول: حين امتدت الحضارة العربية الإسلامية العظيمة من بغداد والإسكندرية، عبر شمال إفريقيا، إلى أسبانيا، وازدهر في ظل تأثيرها الطب والرياضيات والفلسفة، بينما كانت أوربا تشقى في القرون المظلمة، كان رأي العرب في الأوربيين البرابرة صريحًا: «إن انفعالهم بطئ، وروح دعابتهم فجة، وشعورهم طويلة، وسحنتهم شاحبة، وحدة فطنتهم وذكائهم معدومة، والجهل والكسل يسودان بينهم، إلى جانب الفجاجة وانعدام الرأي».
لقد أوحت لي كلماتك أخي الكريم بالعديد من الموضوعات التي ينبغي طرحها للمناقشة، لعل فيها ما يسهم في إيقاظ العقل العربي من سباته الطويل، فلك الشكر، ولك الأجر. أعانني الله وإياك وكافة أبناء هذه الأمة لما فيه الخير والسداد.

عبدالقادربوميدونة
25/10/2008, 01:38 AM
إذن.. الأساتذة الأفاضل الكرام أشكركم جميعا وأخص بالذكرأستاذينا العزيزين العملاقين المتواضعين صلاح عثمان وشاكرشوبير وكذا المفكر مصطفى عودة ..فقد توصلتم إذن إلى نتيجة تبدومرضية لغيرالعارف المتمكن من خبايا أسراركيفية ازدهارالأمم وأسباب سقوطها ..مثل حضرتكم ..أن العربية والإسلام توأم ..بدليل القرآن الكريم نفسه والأحاديث الشريفة ..فقد ازدهرت حضارة العرب والمسلمين حينما لم يفصلوا بينهما فكرا وسلوكا وممارسة ..ووصل مؤشرنموها إلى أقصى درجات صعودها ..ودارت دورتها الطبيعية التي لا قدرة لأحد للوقوف في وجه أسباب فشلها وانحدارها وتدهورها ..وهكذا استمرالانحداروالاندحار إلى درجة اليأس تقريبا.. فكان الاستدماروالاستحمار قد وجد القابلية له متوفرة ..كان ما كان ..وأن الله قد أراد سبحانه وتعالى بعث رجال ونساء نجوما في سماء العالم العربي والإسلامي سطعت حينا لتعيد الأمل من جديد وتبدد من تلك الظلمة ما استطاعت ..عبد الرحمن الكواكبي جمال الدين الأفغاني قطزصلاح الدين الأيوبي الظاهربيبرس محمد عبده رشيد رضى عبد الحميد بن باديس مالك بن نبي علي شريعتي سيد قطب جمال عبد الناصرهواري بومدين..صدام حسين وأخيرا السيد حسن نصرالله .. الخ ..
ما هي متطلبات النهوض اليوم بصفة علمية كنقاط مختصرة ؟
-1 أبالتعليم والتكوين ومناهجه وبرامجه المستوردة والتي هي بدلات أجنبية ليست على المقاس كما ذكرالأستاذ المحترم صلاح عثمان ..
-2 أبالتكوين السياسي ونشرالوعي المعرفي ؟
-3 أبالقضاء على الأمية المستشرية في أوساط الأمة؟
-4 أبتوحيد النخب وضرورة أخذها زمام المبادرة من أجل التغييرالفوري .
-5 أبالتغييرالتدريجي الذي يأتي تلقائيا وموضوعيا .وكل مبادرة متسرعة في هذا الشأن مآلها حتما الفشل نتيجة عدم احترامها للأخذ بالأسباب .
-6 صراع التدافع في ظل التخلف ألا يقود بالفعل إلا إلى مزيد من التخلف ؟
-7 كيف يمكن إحداث النقلة النوعية بغض النظرعن اليمين من اليسار؟
-8 بقاء بذورالخلاف بين العربية والإسلام على المستوى السياسي إلى اين سوف يؤدي بالجيل المنبهربالعولمة الكاسحة ؟
ما هي الأولويات في نظركم أيها الأفاضل في هذه الضروف السياسية والاقتصادية الصعبة التي تكاد تبلع الجميع وشكرا لكم جميعا مع احترامي الكبير.؟

مصطفى عودة
25/10/2008, 09:58 PM
ما هي متطلبات النهوض اليوم بصفة علمية كنقاط مختصرة ؟
-1 أبالتعليم والتكوين ومناهجه وبرامجه المستوردة والتي هي بدلات أجنبية ليست على المقاس كما ذكر الأستاذ المحترم صلاح عثمان ..
-2 أبالتكوين السياسي ونشر الوعي المعرفي ؟
-3 أبالقضاء على الأمية المستشرية في أوساط الأمة؟
-4 أبتوحيد النخب وضرورة أخذها زمام المبادرة من أجل التغيير الفوري .
-5 أبالتغيير التدريجي الذي يأتي تلقائيا وموضوعيا .وكل مبادرة متسرعة في هذا الشأن مآلها حتما الفشل نتيجة عدم احترامها للأخذ بالأسباب .
-6 صراع التدافع في ظل التخلف ألا يقود بالفعل إلا إلى مزيد من التخلف ؟
-7 كيف يمكن إحداث النقلة النوعية بغض النظر عن اليمين من اليسار؟
-8 بقاء بذور الخلاف بين العربية والإسلام على المستوى السياسي إلى اين سوف يؤدي بالجيل المنبهر بالعولمة الكاسحة ؟
ما هي الأولويات في نظركم أيها الأفاضل في هذه الظروف السياسية والاقتصادية الصعبة التي تكاد تبلع الجميع وشكرا لكم جميعا مع احترامي الكبير.؟

الاخ الكبير في اهتماماته
اذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الاجسام
والله المستعان ،وصبر جميل.
ليس النهوض هو المطلوب فقد نهضنا ذهنيا وارادة قبل 30 سنة الا اننا نصارع للخروج من الشرنقة. المطلوب ارساء قواعد ومنهجية النهوض على كافة المستويات العلمية والسياسية والاخلاقية. كيف؟
1) الارادة السياسية الواحدة المتحدة على الهدف .يمكن تقسيم العالم العربي الى ثلاث كتل،الجزيرة العربية ،بلاد الشام، المغرب العربي تحت ادارة خليفة او رئيس او سلطان او امير او ملك .التسميات ليست مهمة ،المهم ارتباط الحاكم بعقد مع الامة يثبته او يلغيه مجلس الشورى في مجلس النواب . وتفعيل كافة مؤسسات المجتمع المدني مع ملاحظة ان بعض القضايا لا استفتاء عليها لانها من الضرورة العقدية بمكان بحيث لا اجتهاد في معرض النص.
2) اعادة الاعتبار لكرامة الانسان والعقول التي امتهنت من السياسات التعليمية والاستحذاء بالاخر.
3) وضع منهجية صارمة للجان المتخصصة كل في مجاله.
4) تكوين فرق عمل في كافة التخصصات لوضع البرامج والخطط لكافة جوانب ومكونات المنافسة والتدافع الحضاري الاممي.
5) النقلة النوعية بامر الحاكم اذ يعطي مهلة محددة للبناء لعمل اللجان والبدء بالتنفيذ على ان لا تزيد المدة عن 10 سنوات بحيث نرى ان اسماء الالات والاجهزة والمعدات قد اعتلاها اسم علم من اجدادنا العلماء .
6) تكوين جيش قوي من كل العالم العربي مجهز للدفاع والذب عن حياض الامة شعارة( الحرية والعدل للمستضعفين في الارض)
7) اعتماد الحوافز لتشجيع الابتكار والتجديد وتحقيق الاهداف الانية وقصيرة الاجل وبعيدة الاجل.واستحضار مقولة خالد بن الوليد في وسط المعركة :من ياتيني براس هذا الفارس وله الف دينار.
8) التربية الوطنية والمناهج الدراسية المبدعة التطبيقية واعتماد الوطن خلية كشفية واحدة .
9) اعتماد المركزية واللامركزية الادارية حيث لزم مع وجود موظف في كل دائرة يكون فوق الشبهة بمعنى الامانة والكفاءة والحرص على مجموع الامة ، وله كلمة الفصل في قضاياها الاجرائية ويساعد المدير في مهامه.
10) تشجيع روح النصح باشاعة اجواء الحرية ،بحيث يقف أي مواطن غلبان ويسال أي موظف مهما علت منزلته مع حرية تشكيل تيارات فكرية داخل الدولة ترتبط بالمنهجية الاهداف العامة للدولة تكون تيار معارض وطني يتسابق مع الاخرين لوضع الخطط والبرامج والحرص على التطبيق.
11) تشجيع الصحافة وفي حالتنا لا مجال لسرية المصدر لان الشفافية هي الاساس والحرية التي كفلها القانون هي الضامن .
يتبع ان شاء الله بِ ما العمل مع زعامات العالم العربي والاسلامي الحالية؟(كل المشاريع بدأت احلاما ..)