المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدولة والمـاخور / طه خضر



طه خضر
19/10/2008, 08:29 PM
الدولة والماخور / طه خضر

رمقني الضابط بأدب لم أتوقعه مطلقا وخصوصا بعد أن اقتحم الجنود البيت اقتحاما وحطموا الباب أو كادوا، وزادوا على ذلك أن اقتادوني مخفورا بطريقة أوحت لكل ِ متفرج ٍ وعابر سبيل بأنني في طريقي إلى ساحة الإعدام لا محالة!

عرفت كل شيء لكن متأخرا .. لو أخذت معي فرشاة أسناني وأدوات الحلاقة وملابسي الداخليّة، وأهم من كل ذلك الحجاب الذي يقيني كل شر ٍ ومكروه!!

قال بأدب جم ٍ جعلني أحسد أمه على إنجابها له :

- يُشرّفني أن أعتقلك!!

جاملته :

- ويشرفني أن أمنحك هذا الشرف!!

أين أمي لترى بعينها فداحة خطئها وخطأ نظريتها التي ما فتئت ترددها حتى واراها التراب بأنني إنسان نكرة لا قيمة ولا وزن ولا خلاق، أينها الآن لترى بعينها كيف أن ابنها بات يمنح الشرف للناس وإن شاء يسلبه منهم؟! .. تابعت قائلا بعد شطحة تفكير حاولت فيها استيعاب ما يجري:

- لكن هل تتفضل وتتحفني بمُسبب هذا الشرف الذي منحته لك؟!

قال بآليّة وكأنه يـُلقي بخبر ٍ عادي ٍ جدا :

- أنت متهم بإلقاء عقب سيجارة مشتعل عند مدخل ماخور، وبالتالي المسّ بأمن الدولة !!
- نسيت منفضة السجائر فاستعظت عنها بالشارع!!
- ظنها الجنود قنبلة!!

لفـّتني الحيرة وأطرقتُ للحظة ... سيجارة .. منفضة .. دولة .. ماخور .. قنبلة .. لا أجد سبيلا للربط بين هذه المعطيات الغريبة!

انتهت مدة التوقيف القانونيّة ... كل شيء هنا قانوني واللهم لا حسد .. يقولون دائما: هنا القانون .. هنا النظام .. هنا الوطن العربي حيث تحصل المعجزات، بل وتستطيع الأنظمة فيه أن تعاقب الإنسان حتى على نواياه وتكون في ذلك دوما على صواب؛ فكل من يُعتقل وإن وُضع على كرسي الكذب فسنجد ومن كل بد أن نيته ومقاصده ليست دائما بالبراءة من كل عيب، .. أما كيف تـُدرك الأنظمة ذلك فهذه هي المعجزة بذاتها، .. نعم هنا الوطن العربي وليس العالم الغربي المُغرق بفوضى العصور الوسطى وهرطقة ما يسمونها بالتكنولوجيا الكاذبة التي وصلت بهم إلى المريخ والقمر، بل والذي لا يعيش إلا على طريقة القطط في شباط!!

أخيرا وصلنا .. هناك شرطيّة بدينة ذهب طولها في عرضها، بل ولعلها تصلح لكل شيء إلا أن تكون شرطيّة، وهناك أيضا شيخ كبير حليق اللحية والشوارب وقد خضّب شعره بالسواد، تأملته جيدا .. كان يقطر نتانة وقبحا ً ولا يفتأ يتحسس وجهه المتآكل ويرنو بين فينة وأخرى إلى الشرطيّة البدينة ويمصمص شفتيه الغائرتين .. لم أندهش عندما علمت فيما بعد أنه كبير القضاة وأقدمهم!!

- هل تتقن الكلام؟!

- أظن ذلك !!

- أنت متهم بالعمل على تدمير الدولة!!

- تقصد الدولة أم الماخور؟!

صرخ القبيح وقال بلهجة عامية:

- احترم المحكمة وهيئة القضاة!!

تلفتُ حولي .. لم أرَ سواه هو والبدينة إضافة إلى بعض الحرس والجنود والتي توحي مناظرهم بأنهم في عالم ٍ آخر ٍ غير الذي نعيش فيه، .. تابع القاضي :

- هل تعترف بأنك مذنب؟!

نظرتُ إليه ِ وقد اعترتني الحيرة :

- لا مشكلة .. سأعترف لكن ما الذنب الذي تريدني أن أعترف به؟!

قال القاضي بنفاذ صبر ٍ استبنته من جحوظ عينيه ِ وإعراضه عن النظر إلى البدينة التي لا يكاد بصره يرتفع عنها:

- بمحاولة تفجير الماخور وبالتالي المس بأمن الدولة!!

انتابتني رغبة عارمة بالضحك، لكن توقعي للعواقب وأن القوم قد يديرون لي ظهر المـِجـَنّ ويلبسون جلد الذئب جعلتني ابتلع رغبتي الملحة بكاملها بلا أدنى أسف!!

تابع كبير القضاة :

- بصمتك هذا تـُقيم الحجة على نفسك وتـُؤكد جـُرمك!!

قلتُ بلا تردد:

- لو افترضنا أنني اعترفت ُ بهذه الجريمة التي لم أرتكبتها ماذا ستكون العواقب؟!

- ستتهم بالخيانة العظمى وهذه الجريمة عقوبتها الإعدام، وحكمها قطعي وغير قابل ٍ للنقض أو التمييز!!

- وإن أنكرت كل ذلك واتيتُ بالشهود على صدق كلامي؟!

- ستتهم بتكذيب الدولة وشهودها، وتكذيب المحقق وتسفيه المحكمة وكبير قضاتها، وهذه أدهى وأمرّ من سابقتها، وعقوبتها الإعدام بقطع الرأس، وحكمها كذلك قطعي وغير قابل للنقض أو التمييز!!

احترت في أمري ووجدتني دون أن أشعر أنتقل لمساومة القاضي ليس على براءتي بل على الطريقة المُثلى لتنفيذ حكم الإعدام دون ألم:

- لو قلت بالثانية هل تضمن لي أن يد السيّاف باترة وسريعة ولن تسبب لي أي ألم؟!

- جربناه في مواقف مشابهة .. لم تكن ملامح ضحاياه توحي بأي شعور ٍ بالألم !!

- وأين سيكون تنفيذ الحكم؟!

- هنا في ساحة المحكمة حتى نوفـّر عليك أي عناء نفسي يسبق عادة الحكم بالإعدام وبالذات قطع الراس!!

وجدتني ودون أن أشعر أشكر القاضي على رحمته ورأفته التي لم يحلم بها من كانوا قبلي ولن ينتظرها من سيأتون بعدي وأوافق على الحكم الثاني، ودون أن أشعر بأي عناء نفسي أو حتى أتهيأ لذلك وكما وعد القاضي وجدت الأنطاع تـُبسط في أرض المحكمة ومن ثم يأتون بالسياف، وما هي إلا ثوان ٍ عدة حتى وجدت نفسي في وسط النطع وقبل أن ألتفت للحركة الخفيفة ورائي كانت وخزة أقل من وخزة الدبوس وتحولت الدنيا بعدها إلى ظلام ٍ دامس!!!



ممضاة بإهداء للأديب الراقي شوقي بن حاج ..

طه خضر ..

عبد العزيز غوردو
19/10/2008, 10:12 PM
هناك الدولة.. وهناك الماخور...

وهناك الدولة/الماخور...

" "

هناك الهواء.. وهناك المواطن...

والدولة/الماخور تمنع الهواء عن المواطن...

" "

طه.. مودتي العرمرم...

" "

فايزة شرف الدين
19/10/2008, 11:02 PM
إنها الكوميديا السوداء ًً!!!
نص ساخر ولكن القتامة لها الغلبة والسيطرة .. فهي تتصاعد حتى تصل إلى الذروة عندما نصل إلى النهاية بقطع الرأس .
كأنما يحاكم هذا الرأس لأنه فكر وقدر .. فكان جزاؤه أليما .
عنوان القصة لخص فكرة القصة ، ووشى بها قبل أن يطلع عليها القارئ .. فلم يدع القاص له أن يعمل فكره ،وأعطاه الفكرة جاهزة .
كما عهدنا فيك هى اللغة القوية المتينة .. وأيضا بصمتك التى تتشح دوما بالأسى والتشاؤم .. أنه لا تغيير ولا تطور ولا عدالة .. وأتمنى اليوم الذي نعيش فيه لتتلون حياتنا بالتفاؤل ونشم رائحة الحرية والعدالة .

هناك ملاحظات لي على النص

وحطموا الباب أو كادوا
لقد تناقشنا في هذه الجزئية من قبل .. فهم حطموا الباب فعلا .. فلا لزوم لكاوا الأقل من الفعل ذاته حطم .

وإعراضه عن النظر إلى البدينة التي لا يكاد بصره يرتفع عنها:
كيف أعرض عن النظر إلى السيدة .. أي رفض النظر إليها .. ثم العبارة التي تليها لايكاد بصره يرتفع عنها ؟

لا أستطيع القول أني استمتعت بالنص .. فإني الآن أتخيل رأسي وقد نزع كشكة الدبوس .. وهذا جزائي العادل لأني أفكر !!

http://www.arabswata.org/forums/imgcache/545.imgcache.gif (http://www.up1up2.com/up3/index.php?do=2347)

شوقي بن حاج
19/10/2008, 11:20 PM
الأستاذ / طه خضر

نص بلون السواد وبطعم العلقم

لكنه بقدر الألم المعنوى والنفسي

بقدر تفاهة سبب المحاكمة ( العادلة جدا )

والأحكام التي أصبح فيها الإختيار ممكنا ( أحلاهما مر)

نص محكم بامتياز...

مع ملاحظة أنك دخلت في التقريرية والخطابية

في العبارة التي تضم الوطن العربي

تمتعنا حقا بالنص

سعيد جدا بالإهداء

تقبل القرنفل كله

الحاج بونيف
19/10/2008, 11:56 PM
أخي الفاضل / طه خضر
تحية طيبة
بسخرية لاذعة وحوار محكم شددتنا للنهاية..
نص يصف حقائق مرة يتجرعها المواطن العربي الذي لم تشفع له براءته من تهمة جاهزة ليوقف على النطع..
نص يبقي الألم والحسرة في نفسية كل من يقرأه لما فيه من مرارة لواقع تعيس.
أحييك وأشد على يدك..
تقبل خالص الود والتقدير.

غفران طحّان
20/10/2008, 01:11 AM
أخي المتألق طه
منذ زمن طويل لم أقرأ لك
وربما يعود الأمر لانشغالي
وعندما رايت اسمك مع القصّة
كنت على يقين بأنني سأقرأ ما هو ماتع
وكان مع ألمه... ووجعه... ماتع وجميل
سرد راقي
حوار جذاب
وأناقة لغة
دمت متألقاً أخي العزيز
تقبل مروي ... وإعجابي
احترامي
:fl:

طه خضر
20/10/2008, 12:31 PM
هناك الدولة.. وهناك الماخور...

وهناك الدولة/الماخور...

" "

هناك الهواء.. وهناك المواطن...

والدولة/الماخور تمنع الهواء عن المواطن...

" "

طه.. مودتي العرمرم...

" "

الأستاذ المعلم الدكتور عبد العزيز غوردو ...

هو الواقع المُشار إليه تلميحا وكل يفهمه حسب فهمه وقراءته للأحداث التي تعصف بنا، ... أظننا التقينا عند ذات الفكرة!!

احترامي وتقديري ..

مصطفى ابووافيه
20/10/2008, 12:51 PM
استاذى الفاضل / طه خضر
على بطلنا ان يحمد الله على تلك المحاكمه --- ففى بلاد العرب عادة ما تقطع الرأس دون محاكمه
لفت نظرى انك تحدثت فى البدايه على ان المعتقل انثى ( فجاملته) ثم تحول الحديث لنرى المعتقل ذكرا ( أينها الآن لترى بعينها كيف أن ابنها بات يمنح الشرف للناس وإن شاء يسلبه منهم؟ ) فهل هذا عن قصد ؟
النص رائع ومعبر ومعالجة الفكره جيده --والاسلوب سلس ومشوق -- حقيقى استمتعت بها
دمت لنا مبدعا ولك تحياتى
مصطفى ابووافيه

طه خضر
20/10/2008, 02:29 PM
إنها الكوميديا السوداء ًً!!!
نص ساخر ولكن القتامة لها الغلبة والسيطرة .. فهي تتصاعد حتى تصل إلى الذروة عندما نصل إلى النهاية بقطع الرأس .
كأنما يحاكم هذا الرأس لأنه فكر وقدر .. فكان جزاؤه أليما .
عنوان القصة لخص فكرة القصة ، ووشى بها قبل أن يطلع عليها القارئ .. فلم يدع القاص له أن يعمل فكره ،وأعطاه الفكرة جاهزة .
كما عهدنا فيك هى اللغة القوية المتينة .. وأيضا بصمتك التى تتشح دوما بالأسى والتشاؤم .. أنه لا تغيير ولا تطور ولا عدالة .. وأتمنى اليوم الذي نعيش فيه لتتلون حياتنا بالتفاؤل ونشم رائحة الحرية والعدالة .

هناك ملاحظات لي على النص

وحطموا الباب أو كادوا
لقد تناقشنا في هذه الجزئية من قبل .. فهم حطموا الباب فعلا .. فلا لزوم لكاوا الأقل من الفعل ذاته حطم .

وإعراضه عن النظر إلى البدينة التي لا يكاد بصره يرتفع عنها:
كيف أعرض عن النظر إلى السيدة .. أي رفض النظر إليها .. ثم العبارة التي تليها لايكاد بصره يرتفع عنها ؟

لا أستطيع القول أني استمتعت بالنص .. فإني الآن أتخيل رأسي وقد نزع كشكة الدبوس .. وهذا جزائي العادل لأني أفكر !!

http://www.arabswata.org/forums/imgcache/545.imgcache.gif (http://www.up1up2.com/up3/index.php?do=2347)

الأستاذة الفاضلة والاديبة الراقية فايزة شرف الدين ..

كنا قد تناقشنا ذات يوم بالاستعارات المكنيّة والتشبيهات البلاغيّة وأذكر وقتها أن الغلبة كانت لك وإن لم أقتنع صراحة بما احتججتم به :)

سأعود وأعرض وجهة نظري من كل بد، وبما انني الآن مشوش ذهنيا بسبب التحضير للسفر فلن أتمكن من عرضها بالطريقة التي أرضى عنها !!

عائد من كل بد، .. ولعل وعسى !!

احترامي وتقديري ..

د. محمد اسحق الريفي
20/10/2008, 03:20 PM
أخي الأديب المبدع طه خضر،

أحببت روايتك كثيرا رغم أنها تثير مشاعر السخط والغضب على الأوضاع المزرية التي نعيشها، حيث العبث بحياة الإنسان وانتهاك حقوقه الإنسانية وهدر كرامته وإعدامه بكل الوسائل. لقد كاد صبري ينفد من شدة هول ما قرأت وخاصة عندما أصر القاضي التعيس على أن حكمه الأخرق نافذ لا محالة.

بارك الله فيك وفي قلمك وإبداعك!

تحية لا تنفد!

مقبوله عبد الحليم
20/10/2008, 06:16 PM
الأستاذ الدكتور الرائع طه خضر
لست ناقدة ولست قاصة بمعنى الكلمة لكنني وعندما أهديتني القصة كي أقرأها بالأمس الحقيقة لم أفهم ماذا تعني كلمة " ماخور " لأننا حقيقة لا نسمع بها هنا .. لكن وبعد أن عرفت شعرت بصفعة على خد الأمة التي رضيت بوجود مثل تلك المواخير في بلدانها لا وليس هذا فحسب بل جعلته من المقرات الأمنية والتي تضع عليها الحراسة المشدده بل وجعلتها فوق كرامة البشر وفوق النقد والإنتقاد والإعتراض
أستاذي طه وإن كان النص فيه نقدا ساخرا لكنه موجع حد الجرح ...

قصتك حكت الكثير من واقعنا المأساوي المريع وبسرد كله حكمة ومصداقية
لن أقول في حكامنا الا حسبنا الله ونعم الوكيل


ولك أقول تابعنا معك بشغف فلا تحرمنا متعة متابعة الجديد

لك الورد كله


http://sherfez.jeeran.com/ورد6.jpg

جمال رزق
20/10/2008, 07:47 PM
الأستاذ طه
السلام عليكم
قصة أكثر من رائعة....
وواقها أكثر من أليم...
ولا أظن أنها تقتصر على بلد بعينه، لك أن تطبقها على كل الوطن العربي وأنت مرتاح الضمير.

طه خضر
20/10/2008, 08:42 PM
الأستاذ / طه خضر

نص بلون السواد وبطعم العلقم

لكنه بقدر الألم المعنوى والنفسي

بقدر تفاهة سبب المحاكمة ( العادلة جدا )

والأحكام التي أصبح فيها الإختيار ممكنا ( أحلاهما مر)

نص محكم بامتياز...

مع ملاحظة أنك دخلت في التقريرية والخطابية

في العبارة التي تضم الوطن العربي

تمتعنا حقا بالنص

سعيد جدا بالإهداء

تقبل القرنفل كله


الأستاذ والأديب الراقي شوقي بن حاج ..

أجدني ومع واقعنا حالك السواد الذي نعيش أخجل من دعوة الناس لاستلهام الرائحة العطرة من الورود الاصطناعيّة، .. هذا حالنا الذي تكاد ظلمته تـُقبض باليد لشدتها فهل يحق لنا أن نضحك على أنفسنا ونتكلم عن أحلام ورديّة لا وجود لها إلا في مخيلة من يدبون على الأرض بأقدامهم ويعيشون خارج الواقع بأفكارهم وأحلامهم؟؟!!

احترامي وتقديري ..

سعيد نويضي
20/10/2008, 09:13 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...

سلام الله عليك الأخ الأستاذ طه...

النص موجع حقا بحجم وجع هذه البلدان العربية...

كنت قد وضعت رابطا في موضوع "الإنسان بين النفس و الروح ...يتحدث عن مجموعة من المواضيع في قدرة الله عز و جل في خلقه و مخلوقاته، و من ضمن تلك المواضيع مدينة "بومبي" الذي أنزل بها الله عز و جل عقابا جزاءا بما كانوا يفعلون...

و لما قرأت قصة الأخ العزيز طه و جدت كلمة الماخور التي استفزتني كثيرا فماذا وجدت:


جدارية في الماخور
اصطف مئات السياح في مدينة بومبي الرومانية القديمة في ايطاليا بهدف الدخول الى احد اشهر مواخير المدينة.

وتم اعادة افتتاح المبنى الذي يعود تاريخه الى 2000 عام ويضم صورا جدارية اباحية، بعد عملية ترميم مكلفة.

ويدعى الماخور "لوبانار" وهي مشتقة من كلمة "لوبا" التي تعني الدعارة باللاتينية، ويعتبر احد اشهر المعالم السياحية في بومبي.

وكانت المدينة قد تعرضت للتدمير اثر انفجار حمم بركانية في العام 79 ميلادية.

وكانت الدعارة مسموحا بها في ذلك الوقت، وكانت العاهرات من الجواري والكثير منهن من اليونان.

ولا تزال اسماء بعض العاهرات وزبائنهن واضحة للعيان في جدران المهاجع الصغيرة حيث كانت العاملات في الدعارة يستقبلن الزبائن.

وطبقا لعلماء الآثار، فقد كانت اجرة العاهرات محددة بثمن ثمانية زجاجات من النبيذ الاحمر.

وقال مراسل بي بي سي في بومبي ديفيد ويلي ان المكان يجتذب اعدادا مهمة من السياح.

واعتبر احد المرشدين السياحيين انه لا يمكن رؤية الكثير في هذا الماخور لكن المكان يوفر "فرصا لاثارة الخيال".

ويشار الى ان عملية الترميم كلفت نحو 250 الف يورو واستغرقت عاما واحدا[منقول عن موقع بي بي سي]

فالغرب يدفع الآلاف لترميم مواقع يشهد الحجر على حجم الفحش و الفسق الذي ساد فيها و قد دمرها الله عز و جل لتكون عبرة لمن عاش تاريخها...

و قصة الأخ الفاضل طه تضع حتى مجرد الشك في عقب سيجارة قد يكون جزاؤه الإعدام في حالة التفكير بمس الماخور...

يقول الحق جل و علا: " {قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللّهُ بُنْيَانَهُم مِّنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ }النحل26."

قد دبَّر الكفار من قَبْل هؤلاء المشركين المكايد لرسلهم, وما جاؤوا به من دعوة الحق, فأتى الله بنيانهم من أساسه وقاعدته, فسقط عليهم السقف مِن فوقهم, وأتاهم الهلاك مِن مأمنهم, من حيث لا يحتسبون ولا يتوقعون أنه يأتيهم منه.

فلا تبتاس يا أخي طه فصبر جميل و الله مع الصابرين...

بديعة بنمراح
20/10/2008, 11:54 PM
العزيز طه
هكذا هي نصوصنا، جزء منا، لذلك تحمل جزءا من ألمنا و قضية تؤرقنا.
موجع هو نصك، يحمل بين طياته رفض لواقع لا يحترم إنسانية الإنسان
و لا يترك له فرصة الحوار و الإقناع.. فكل الطرق هناك تؤدي إلى الوأد.
تحياتي لك أيها المتألق

مسلك ميمون
21/10/2008, 03:20 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
الأستاذ طه خضر . قرأت لك قبل الآن إبداعات و بخاصة في مجال القصة القصيرة جدا. فوجدتك مبدعا يحاول أن يجدد نتاجه ، و يغير أساليبه .و هذه خصلة حميدة أن تكون من شيم الأديب المبدع و بخاصة القاص الذي يستغرقه الحكي المستمر و المتواصل ... غير أني في هذه المرة و مع هذه المحاولة ، و جدت نفسي أقف مذهولا أعيد النظر بين النص واسمك .و أجيل النظر في الأقصوصة ؛ و بنائها ؛ و لغتها ؛و حوارها؛ و مضمونها. ...
و قلت بيني و بين نفسي : ما دعاك يا أستاذ طه يا خضر أن تكتب هكذا ؟
لقد جمعت في هذه المحاولة ـ و للأسف الشديد ـ كل ما يجعلها تعاني النقص الفني .

1) المباشرة : إنّ التقريرية و الخطابية و التعليق ....كلّ ذلك يقتل العمل الفني . فما بالك إذا كان العمل أقصوصة ينبغي أن تعتمد الإيجاز و التكثيف اللغوي . إن كثرة المباشرة جعلت النص مفتوحا ، يعطي كل شيء دفعة واحدة . و لا يبقي للمتلقي فسحة للتأمل و الخيال . بمعنى أن الأقصوصة جاءت تمثلا للقولة (( قل لي ما في سلتي أعطيك منه عنقودا )) و هل يصح هذا يا صديقي ؟ تأمل معي المباشرة و التقريرية و كأني بك كتبت النص بعجالة و بادرت بنشره بعجالة : (( أين أمي لترى بعينها فداحة خطئها وخطأ نظريتها التي ما فتئت ترددها حتى واراها التراب بأنني إنسان نكرة لا قيمة ولا وزن ولا خلاق، أينها الآن لترى بعينها كيف أن ابنها بات يمنح الشرف للناس وإن شاء يسلبه منهم؟! .. تابعت قائلا بعد شطحة تفكير حاولت فيها استيعاب ما يجري)) أو الفقرة الموالية (( انتهت مدة التوقيف القانونيّة ... كل شيء هنا قانوني واللهم لا حسد .. يقولون دائما: هنا القانون .. هنا النظام .. هنا الوطن العربي حيث تحصل المعجزات، بل وتستطيع الأنظمة فيه أن تعاقب الإنسان حتى على نواياه وتكون في ذلك دوما على صواب؛ فكل من يُعتقل وإن وُضع على كرسي الكذب فسنجد ومن كل بد أن نيته ومقاصده ليست دائما بالبراءة من كل عيب، .. أما كيف تـُدرك الأنظمة ذلك فهذه هي المعجزة بذاتها، .. نعم هنا الوطن العربي وليس العالم الغربي المُغرق بفوضى العصور الوسطى وهرطقة ما يسمونها بالتكنولوجيا الكاذبة التي وصلت بهم إلى المريخ والقمر، بل والذي لا يعيش إلا على طريقة القطط في شباط!! )) فكيف سمح السارد لنفسه أن يكون مهيمنا فيفسد النسق التلقائي ، و السرد الفجائي ...؟؟

2) ) الحوار : و أجده غير واقعي حتى من باب السّخرية . و بخاصة ما أعقبه من تدخلات السارد و تعليقاته التي لو تركت لنباهة القاريء لكان الأمر أحسن و لنتأمل :
(( قال ( الضابط ) بأدب جم ٍ جعلني أحسد أمه على إنجابها له :

- يُشرّفني أن أعتقلك!!

جاملته :

- ويشرفني أن أمنحك هذا الشرف!!

لكن هل تتفضل وتتحفني بمُسبب هذا الشرف الذي منحته لك؟!

قال بآليّة وكأنه يـُلقي بخبر ٍ عادي ٍ جدا :

- أنت متهم بإلقاء عقب سيجارة مشتعل عند مدخل ماخور، وبالتالي المسّ بأمن الدولة !!
- نسيت منفضة السجائر فاستعظت عنها بالشارع!!
- ظنها الجنود قنبلة!!
أستاذ طه ، إنّ لعبة الحوار من أصعب ما نجده في الأقصوصة و القصة بل و في الرواية أيضا . و لكن في هذه المحاولة جاء الحوار مطعما بسخرية ـ للأسف ـ لم تجد مكانها المناسب . فأثرت على نسقية الحوار فبدا غير مؤثر . في نص ثنائيته الأساس : السخرية و الإعدام !!!

3) ) المضمون : جاء عاريا مكشوفا منذ البداية . و تلك من أسباب نقص الأقصوصة أيضا . إن المتلقي حين تنكشف له خبايا النص الإبداعي من المقدمة يعزف عن متابعة القراءة . و إن تابع ؛ فإنه يتابع بكسل و ملل . بمعنى عنصر التشويق فاتر إن لم أقل منعدم . ثم إن الفكرة مطروقة . فما الجدة في أسلوب عرضها . إن رمي عقب سيجارة مشتعلة أمام باب ماخور يؤدي إلى الإعدام لأنه مس بالأمن الداخلي . أعتقد أن الفكرة بسيطة مهما حاولنا أن نجد لها مخارج فنية أو تأويلية . فالحكام الفاسدون المفسدون لا تعوزهم الحيل ، و لا تنقصهم المؤامرات للنيل من معارضيهم . لهذا لم تكن قضية السيجارة مقنعة حتى و إن كانت الأقصوصة تنحى منحى السخرية و التهكم .
أستاذ طه خضر لأنني قرأت لك الأجود . فأريدك أن تبقى في ذلك المستوى . و ألا تستعجل النشر فالنص جاء مليئا بالهفوات لأنني قرأته عقب النشر مباشرة و أظنك تداركت بعضها لاحقا و لكن مع ذلك بقي بعضها كالذي نجده في هذه الشواهد بالأحمر .فضلا عن بعض التعابير التي تبدو غريبة ّ:
( شطحة تفكير ـ كان يقطر نتانة و قبحا ـ إعراضه عن النظر إلى البدينة التي لا يكاد بصره يرتفع عنها ... )
أما في الحوار فقد ورد :
صرخ القبيح و قال بلهجة عامية :
ـ احترم المحكمة و هيئة القضاة .

لقد نظرت قول القبيح فلم أجد ه لهجة عامية بل هو عربية فصيحة : (احترم المحكمة و هيئة القضاة )
أستاذ طه أتمنى أن يتسع صدرك لهذه الملاحظات . و أن تعود إلى هذا النص بصبر و تؤدة . و لو بعد حين . فهو في حاجة إلى صياغة جديدة . و تقنية أسلوبية جديدة . مع خالص تحياتي ...
د مسلك ميمون

جمال الأحمر
21/10/2008, 04:16 AM
أخي العزيز؛ الأستاذ الأديب: طه خضر

تحية طيبة

الآن اكتشف أنني كنت قد وقعت في خطأ كبير، عندما كنت لا أدخل موضوعات القصة القصيرة...

لأول مرة أنتبه إلى هذه الموهبة فيك...

موضوعك مدروس بدقة...وتمكنت من جذبي إلى عالمك...وسحرني السرد المتقن...دفعني إلى الاستغراق في الضحك عدة مرات...وشر البلية ما يضحك...إنه حال المواطن العربي المسكين!!!

لن أتحدث عن النقاط التي سبقني الإخوة الأساتذة إلى ذكرها...لكن هذه؛

كانت وخزة أقل من وخزة الدبوس


هي باقة الباقات عندي...

سلمت يمينك...وسدد الله قلمك...ونفع بك الأمة من أقصاها إلى أقصاها...

تحية أندلسية لم يتمكنوا من قطع رأسها رغم إصرارهم

نصر بدوان
21/10/2008, 07:50 AM
أضم صوتي لإلى صوت الأ× شوقي بن حاج حول فقرة الوطن العربي,

فهذه الفقرة لاأرى لها لزوما, وهي لا تقدم ولا تؤخر في قيمة النص,

بل إنها تضعفه وتؤدي لتشتيت القارئ بدل تركيزه على الحدث الرئيسي.

أرى أن النص كان يمكن أن يكون مكثفا بحيث ينتهي مع هذه الجملة, وسيؤدي الغرض كاملا , وسيترك نهاية مفتوحة على التأمل , وضع الأسئلة واإجابة عليها من لدن المتلقي.

لفـّتني الحيرة وأطرقتُ للحظة ... سيجارة .. منفضة .. دولة .. ماخور .. قنبلة .. لا أجد سبيلا للربط بين هذه المعطيات الغريبة!

وإذا ما قبلنا ببقاء النص على حاله, وددت لو أن تغييرا بسيطا حدث في نهايتها كهذا مثلا:

وقبل أن ألتفت للحركة الخفيفة ورائي كانت وخزة أقل من وخزة الدبوس وتحولت الدنيا بعدها إلى ظلام ٍ دامس فانتبهت!!!

لأننا عندما نقول أن الدنيا تحولت إلى ظلام دامس نعني الموت والإنقطاع,

ولكن عندما نردفها بكلمة فانتبهت نفتح النص مرة أخرى للتأويلات والفرضيات والأسئلة, ونترك الباب مفتوحا لمعرفة

النهاية الحقيقية.

لك الود

طه خضر
23/10/2008, 01:54 AM
أخي الفاضل / طه خضر
تحية طيبة
بسخرية لاذعة وحوار محكم شددتنا للنهاية..
نص يصف حقائق مرة يتجرعها المواطن العربي الذي لم تشفع له براءته من تهمة جاهزة ليوقف على النطع..
نص يبقي الألم والحسرة في نفسية كل من يقرأه لما فيه من مرارة لواقع تعيس.
أحييك وأشد على يدك..
تقبل خالص الود والتقدير.

الأستاذ الفاضل الحاج بونيف ,,

إن الناظر بعين النظام إلى واقعنا العربي يقطع دون أدنى شك أن هذا قد يحدث وكل يوم في مكان ٍ من من أصقاعه التي باتت لا يربطها ببعضها إلا لغة وعادات في طريقها إلى الاندثار من كل بد إن استمر الحال على الشاكلة التي نراها الآن!!

احترامي وتقديري ..

طه خضر
23/10/2008, 02:01 AM
أخي المتألق طه
منذ زمن طويل لم أقرأ لك
وربما يعود الأمر لانشغالي
وعندما رايت اسمك مع القصّة
كنت على يقين بأنني سأقرأ ما هو ماتع
وكان مع ألمه... ووجعه... ماتع وجميل
سرد راقي
حوار جذاب
وأناقة لغة
دمت متألقاً أخي العزيز
تقبل مروي ... وإعجابي
احترامي
:fl:

الأديبة الراقية والقاصـّة الألمعية غفران طحان ..

لا لوم ولا عتب عليكم؛ وإن شئت الدقة فإن انشغالي بالإدارة وهمومها والنقاشات التي لا تنتهي جعلني أهمل القصة حيث لا أجد نفسي إلا هنا وفي هذا القسم عبر ما أقرأه لكم وللأساتذة وبعيدا عن هموم ٍ ومناكفات ٍ لا تنتهي، وألحق بذلك السفر الذي لا ينتهي والذي جعل من دخولي لهذا القسم المميز بحق يكاد يكون معدوما!!

لا أنكر أنني أحاول إعادة ترتيب أوراقي والعودة إلى هنا وقارئا بالدرجة الأولى لكم ولغيركم!!

تحياتي الطيبات ..

طه خضر
23/10/2008, 02:13 AM
استاذى الفاضل / طه خضر
على بطلنا ان يحمد الله على تلك المحاكمه --- ففى بلاد العرب عادة ما تقطع الرأس دون محاكمه
لفت نظرى انك تحدثت فى البدايه على ان المعتقل انثى ( فجاملته) ثم تحول الحديث لنرى المعتقل ذكرا ( أينها الآن لترى بعينها كيف أن ابنها بات يمنح الشرف للناس وإن شاء يسلبه منهم؟ ) فهل هذا عن قصد ؟
النص رائع ومعبر ومعالجة الفكره جيده --والاسلوب سلس ومشوق -- حقيقى استمتعت بها
دمت لنا مبدعا ولك تحياتى
مصطفى ابووافيه


الأستاذ الفاضل والقاص اللامع مصطفى أبو وافية,,

قرأتُ قبل قليل وفي رد بعض الأساتذة اعتراضهم على إدراج مسمى الوطن العربي في النص كونها أضفت عليه ما ظهر وكأنه جاء في غير محله، .. واسمح لي أن أشير هنا وبعجالة لا بد من العودة لتوضيحها أن إقحام الوطن العربي بهذه الطريقة في النص والتي قد تبدو غير سلسة أو انسيابية جاءت لتنفي تغريب المكان عن النص وإن كان الزمان سيبدو واضحا بعد الإشارة الصريحة إلى الوطن العربي!!

بالنسبة لاستفسارك هو في محله ومرده أنني لم أحرّك كلمة " جاملـتـُـه" وهي عائدة على الضمير "أنا" ولعلك لاحظت أن النص يتم سرده على لسان البطل حيث يروي ما جرى معه، .. أما ما قاله بعد ذلك فهو يُخاطب فيه أمّه الغائبة ويتذكر ساخرا ما كانت تقول له من أنه نكرة ولا خلاق له ولا وزن فيرد عليها، وطبعا كل ذلك يتخيله ويسجله بما أنه هو ذاته الراوي!!

تحياتي الطيبات ..

طه خضر
23/10/2008, 02:18 AM
أخي الأديب المبدع طه خضر،

أحببت روايتك كثيرا رغم أنها تثير مشاعر السخط والغضب على الأوضاع المزرية التي نعيشها، حيث العبث بحياة الإنسان وانتهاك حقوقه الإنسانية وهدر كرامته وإعدامه بكل الوسائل. لقد كاد صبري ينفد من شدة هول ما قرأت وخاصة عندما أصر القاضي التعيس على أن حكمه الأخرق نافذ لا محالة.

بارك الله فيك وفي قلمك وإبداعك!

تحية لا تنفد!


الأستاذ الفاضل والمرابط المجاهد الدكتور محمد الريفي ..

لا عجب أن قرأت َ النص بعين المقاتل المجاهد الذي يرى الظلم والقتل والعسف عيانا مما تواجهونه في غزة صباح مساء على يد العدو الصهيوني، وكانت ردة الفعل بالتالي هي الغضب على ما آل إليه حال بطلنا المغلوب على أمره هنا في النص، وسبحان الله؛ .. فكل يقرأ الحدث بعين الواقع الذي يعيش فيه!!

لك كل الاحترام والتقدير ..

طه خضر
23/10/2008, 02:23 PM
الأستاذ الدكتور الرائع طه خضر
لست ناقدة ولست قاصة بمعنى الكلمة لكنني وعندما أهديتني القصة كي أقرأها بالأمس الحقيقة لم أفهم ماذا تعني كلمة " ماخور " لأننا حقيقة لا نسمع بها هنا .. لكن وبعد أن عرفت شعرت بصفعة على خد الأمة التي رضيت بوجود مثل تلك المواخير في بلدانها لا وليس هذا فحسب بل جعلته من المقرات الأمنية والتي تضع عليها الحراسة المشدده بل وجعلتها فوق كرامة البشر وفوق النقد والإنتقاد والإعتراض
أستاذي طه وإن كان النص فيه نقدا ساخرا لكنه موجع حد الجرح ...

قصتك حكت الكثير من واقعنا المأساوي المريع وبسرد كله حكمة ومصداقية
لن أقول في حكامنا الا حسبنا الله ونعم الوكيل


ولك أقول تابعنا معك بشغف فلا تحرمنا متعة متابعة الجديد

لك الورد كله


http://sherfez.jeeran.com/ورد6.jpg

الأستاذة الفاضلة الشاعرة مقبولة عبد الحليم ..

القصص وحتى الشعر ومهما حاول كاتبها الاسترسال والابتعاد فيها عن واقعه المـُعاش إلا أن هذا الواقع يأبى إلا أن يفرض نفسه بقوة لأن الإنسان وليد ظروفه ونتاج الحالة التي يعيش بها مهما حاول عن ذلك ابتعادا!!

احترامي وتقديري ...

لانا الحياري
23/10/2008, 02:53 PM
السلام عليك أخ طه..

للحق استوقفني البطل....واستحسنت أنك لم تضعه في مصاف الملائكة " بشهادة من أمه..!" ولم تصوره مناضلاً بطلاً " باثبات من ردود فعله المستسلمه..."
واستوقفني أيضاً تعاطف الجميع معه ( رغم أني أظنه ألقى عقب السيجاره وظهره لبوابة المكان...)
ممتن هو لموت بلا ألم.

قراءة في واقع ...أشكرك عليها.

دمت بخير

طه خضر
23/10/2008, 06:07 PM
الأستاذ طه
السلام عليكم
قصة أكثر من رائعة....
وواقها أكثر من أليم...
ولا أظن أنها تقتصر على بلد بعينه، لك أن تطبقها على كل الوطن العربي وأنت مرتاح الضمير.



الأستاذ الفاضل جمال رزق ..

ربما كان ما ذهب إليه بعض الأساتذة من إقحام ٍ تم للوطن العربي في السياق دون مبرر، أقول ربما كان ما ذهبوا إليه صحيحا، .. لكن لا مناص من الإشارة إلى ذلك بما أن هذه قضيّة عامة ولا يستثنى منها أي قطر عربي ٍ مهما زعم سادته وتنطعوا بعكس ذلك!!


تحياتي الطيبات ..

طه خضر
25/10/2008, 01:48 AM
بسم الله الرحمن الرحيم...

سلام الله عليك الأخ الأستاذ طه...

النص موجع حقا بحجم وجع هذه البلدان العربية...

كنت قد وضعت رابطا في موضوع "الإنسان بين النفس و الروح ...يتحدث عن مجموعة من المواضيع في قدرة الله عز و جل في خلقه و مخلوقاته، و من ضمن تلك المواضيع مدينة "بومبي" الذي أنزل بها الله عز و جل عقابا جزاءا بما كانوا يفعلون...

و لما قرأت قصة الأخ العزيز طه و جدت كلمة الماخور التي استفزتني كثيرا فماذا وجدت:


جدارية في الماخور
اصطف مئات السياح في مدينة بومبي الرومانية القديمة في ايطاليا بهدف الدخول الى احد اشهر مواخير المدينة.

وتم اعادة افتتاح المبنى الذي يعود تاريخه الى 2000 عام ويضم صورا جدارية اباحية، بعد عملية ترميم مكلفة.

ويدعى الماخور "لوبانار" وهي مشتقة من كلمة "لوبا" التي تعني الدعارة باللاتينية، ويعتبر احد اشهر المعالم السياحية في بومبي.

وكانت المدينة قد تعرضت للتدمير اثر انفجار حمم بركانية في العام 79 ميلادية.

وكانت الدعارة مسموحا بها في ذلك الوقت، وكانت العاهرات من الجواري والكثير منهن من اليونان.

ولا تزال اسماء بعض العاهرات وزبائنهن واضحة للعيان في جدران المهاجع الصغيرة حيث كانت العاملات في الدعارة يستقبلن الزبائن.

وطبقا لعلماء الآثار، فقد كانت اجرة العاهرات محددة بثمن ثمانية زجاجات من النبيذ الاحمر.

وقال مراسل بي بي سي في بومبي ديفيد ويلي ان المكان يجتذب اعدادا مهمة من السياح.

واعتبر احد المرشدين السياحيين انه لا يمكن رؤية الكثير في هذا الماخور لكن المكان يوفر "فرصا لاثارة الخيال".

ويشار الى ان عملية الترميم كلفت نحو 250 الف يورو واستغرقت عاما واحدا[منقول عن موقع بي بي سي]

فالغرب يدفع الآلاف لترميم مواقع يشهد الحجر على حجم الفحش و الفسق الذي ساد فيها و قد دمرها الله عز و جل لتكون عبرة لمن عاش تاريخها...

و قصة الأخ الفاضل طه تضع حتى مجرد الشك في عقب سيجارة قد يكون جزاؤه الإعدام في حالة التفكير بمس الماخور...

يقول الحق جل و علا: " {قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللّهُ بُنْيَانَهُم مِّنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ }النحل26."

قد دبَّر الكفار من قَبْل هؤلاء المشركين المكايد لرسلهم, وما جاؤوا به من دعوة الحق, فأتى الله بنيانهم من أساسه وقاعدته, فسقط عليهم السقف مِن فوقهم, وأتاهم الهلاك مِن مأمنهم, من حيث لا يحتسبون ولا يتوقعون أنه يأتيهم منه.

فلا تبتاس يا أخي طه فصبر جميل و الله مع الصابرين...


الأستاذ الفاضل سعيد نويضي ..

فعلا فالشيء بالشيء يُذكر، وما لا سبيل للمرور دون ذكره هو أن العهر بات في هذه الأيام النحِسات لا يحتاج بالضرورة إلى ما خور ٍ يتستر به، بل قد يتخذ أشكالا قد تكون الفاحشة لا تمثل شيئا أمام بشاعة وانحطاط بعضها!!

احترامي وتقديري ..

جمال عبد القادر الجلاصي
26/10/2008, 01:35 PM
المبدع الجميل طه:

كأني شربت دواء مرّا

أو سيخ محمّى دخل أضلعي

مرارة الكتابة وتلك السخرية اللاذغة

شرطا الوعي بالحالة واستحضارها

تقبّل احترامي

منى حسن محمد الحاج
26/10/2008, 08:49 PM
وهذا هو الحال فعلا أخي طه... خيارات لا نملكها ولا يوجد بينها ما هو أفضل من غيره...
كنت أتمنى لو كنت ناقدة أو تعلمت النقد لأوصل ما في نفسي عند قرائتي لهذه القصة القوية المعاني..
ولكنيي أكتفي بأن أقول لك : إن قصصك عمومًا تشبه ردودك .. بها شئ من القوة وبعض من القسوة.. وروعة في تصوير المشاهد...
لك قلم حق له أن يفخر بصاحبه..
خالص ودي وتقديري

طه خضر
27/10/2008, 06:44 PM
العزيز طه
هكذا هي نصوصنا، جزء منا، لذلك تحمل جزءا من ألمنا و قضية تؤرقنا.
موجع هو نصك، يحمل بين طياته رفض لواقع لا يحترم إنسانية الإنسان
و لا يترك له فرصة الحوار و الإقناع.. فكل الطرق هناك تؤدي إلى الوأد.
تحياتي لك أيها المتألق

الأستاذة القاصـّة بديعة بنمراح ..

هو ما ذهبتم إليه بعينه ومينه!!

ترى هل جاوز الحقيقة والواقع أوّل من استخدم مصطلح " بنات الأفكار"؟!

تحياتي الطيبات ..

طه خضر
27/10/2008, 06:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
الأستاذ طه خضر . قرأت لك قبل الآن إبداعات و بخاصة في مجال القصة القصيرة جدا. فوجدتك مبدعا يحاول أن يجدد نتاجه ، و يغير أساليبه .و هذه خصلة حميدة أن تكون من شيم الأديب المبدع و بخاصة القاص الذي يستغرقه الحكي المستمر و المتواصل ... غير أني في هذه المرة و مع هذه المحاولة ، و جدت نفسي أقف مذهولا أعيد النظر بين النص واسمك .و أجيل النظر في الأقصوصة ؛ و بنائها ؛ و لغتها ؛و حوارها؛ و مضمونها. ...
و قلت بيني و بين نفسي : ما دعاك يا أستاذ طه يا خضر أن تكتب هكذا ؟
لقد جمعت في هذه المحاولة ـ و للأسف الشديد ـ كل ما يجعلها تعاني النقص الفني .

1) المباشرة : إنّ التقريرية و الخطابية و التعليق ....كلّ ذلك يقتل العمل الفني . فما بالك إذا كان العمل أقصوصة ينبغي أن تعتمد الإيجاز و التكثيف اللغوي . إن كثرة المباشرة جعلت النص مفتوحا ، يعطي كل شيء دفعة واحدة . و لا يبقي للمتلقي فسحة للتأمل و الخيال . بمعنى أن الأقصوصة جاءت تمثلا للقولة (( قل لي ما في سلتي أعطيك منه عنقودا )) و هل يصح هذا يا صديقي ؟ تأمل معي المباشرة و التقريرية و كأني بك كتبت النص بعجالة و بادرت بنشره بعجالة : (( أين أمي لترى بعينها فداحة خطئها وخطأ نظريتها التي ما فتئت ترددها حتى واراها التراب بأنني إنسان نكرة لا قيمة ولا وزن ولا خلاق، أينها الآن لترى بعينها كيف أن ابنها بات يمنح الشرف للناس وإن شاء يسلبه منهم؟! .. تابعت قائلا بعد شطحة تفكير حاولت فيها استيعاب ما يجري)) أو الفقرة الموالية (( انتهت مدة التوقيف القانونيّة ... كل شيء هنا قانوني واللهم لا حسد .. يقولون دائما: هنا القانون .. هنا النظام .. هنا الوطن العربي حيث تحصل المعجزات، بل وتستطيع الأنظمة فيه أن تعاقب الإنسان حتى على نواياه وتكون في ذلك دوما على صواب؛ فكل من يُعتقل وإن وُضع على كرسي الكذب فسنجد ومن كل بد أن نيته ومقاصده ليست دائما بالبراءة من كل عيب، .. أما كيف تـُدرك الأنظمة ذلك فهذه هي المعجزة بذاتها، .. نعم هنا الوطن العربي وليس العالم الغربي المُغرق بفوضى العصور الوسطى وهرطقة ما يسمونها بالتكنولوجيا الكاذبة التي وصلت بهم إلى المريخ والقمر، بل والذي لا يعيش إلا على طريقة القطط في شباط!! )) فكيف سمح السارد لنفسه أن يكون مهيمنا فيفسد النسق التلقائي ، و السرد الفجائي ...؟؟

2) ) الحوار : و أجده غير واقعي حتى من باب السّخرية . و بخاصة ما أعقبه من تدخلات السارد و تعليقاته التي لو تركت لنباهة القاريء لكان الأمر أحسن و لنتأمل :
(( قال ( الضابط ) بأدب جم ٍ جعلني أحسد أمه على إنجابها له :

- يُشرّفني أن أعتقلك!!

جاملته :

- ويشرفني أن أمنحك هذا الشرف!!

لكن هل تتفضل وتتحفني بمُسبب هذا الشرف الذي منحته لك؟!

قال بآليّة وكأنه يـُلقي بخبر ٍ عادي ٍ جدا :

- أنت متهم بإلقاء عقب سيجارة مشتعل عند مدخل ماخور، وبالتالي المسّ بأمن الدولة !!
- نسيت منفضة السجائر فاستعظت عنها بالشارع!!
- ظنها الجنود قنبلة!!
أستاذ طه ، إنّ لعبة الحوار من أصعب ما نجده في الأقصوصة و القصة بل و في الرواية أيضا . و لكن في هذه المحاولة جاء الحوار مطعم بسخرية ـ للأسف ـ لم تجد مكانها المناسب . فأثرت على نسقية الحوار فبدا غير مؤثر . في نص ثنائيته الأساس : السخرية و الإعدام !!!

3) ) المضمون : جاء عار مكشوف منذ البداية . و تلك من أسباب نقص الأقصوصة أيضا . إن المتلقي حين تنكشف له خبايا النص الإبداعي من المقدمة يعزف عن متابعة القراءة . و إن تابع ؛ فإنه يتابع بكسل و ملل . بمعنى عنصر التشويق فاتر إن لم أقل منعدم . ثم إن الفكرة مطروقة . فما الجدة في أسلوب عرضها . إن رمي عقب سيجارة مشتعلة أمام باب ماخور يؤدي إلى الإعدام لأنه مس بالأمن الداخلي . أعتقد أن الفكرة بسيطة مهما حاولنا أن نجد لها مخارج فنية أو تأويلية . فالحكام الفاسدين المفسدين لا تعوزهم الحيل ، و لا تنقصهم المؤامرات للنيل من معارضيهم . لهذا لم تكن قضية السيجارة مقنعة حتى و إن كانت الأقصوصة تنحى منحى السخرية و التهكم .
أستاذ طه خضر لأنني قرأت لك الأجود . فأريدك أن تبقى في ذلك المستوى . و ألا تستعجل النشر فالنص جاء مليئا بالهفوات لأنني قرأته عقب النشر مباشرة و أظنك تداركت بعضها لاحقا و لكن مع ذلك بقي بعضها كالذي نجده في هذه الشواهد بالأحمر .فضلا عن بعض التعابير التي تبدو غريبة ّ:
( شطحة تفكير ـ كان يقطر نتانة و قبحا ـ إعراضه عن النظر إلى البدينة التي لا يكاد بصره يرتفع عنها ... )
أما في الحوار فقد ورد :
صرخ القبيح و قال بلهجة عامية :
ـ احترم المحكمة و هيئة القضاة .

لقد نظرت قول القبيح فلم أجد ه لهجة عامية بل هو عربية فصيحة : (احترم المحكمة و هيئة القضاة )
أستاذ طه أتمنى أن يتسع صدرك لهذه الملاحظات . و أن تعود إلى هذا النص بصبر و تؤدة . و لو بعد حين . فهو في حاجة إلى صياغة جديدة . و تقنية أسلوبية جديدة . مع خالص تحياتي ...
د مسلك ميمون


الأستاذ الفاضل الدكتور مسلك ميمون ..

قرأت ما أوردت هنا بتمعـّن، ولا مناص من العودة والقراءة بتأن ٍ أكثر، وأصدقك القول أن ما أوردتموه هنا هو ما يحتاجه أي صاحب نص ٍ لكي يعيد تقييم نصه!!

احترامي وتقديري ..

طه خضر
27/10/2008, 06:55 PM
أخي العزيز؛ الأستاذ الأديب: طه خضر

تحية طيبة

الآن اكتشف أنني كنت قد وقعت في خطأ كبير، عندما كنت لا أدخل موضوعات القصة القصيرة...

لأول مرة أنتبه إلى هذه الموهبة فيك...

موضوعك مدروس بدقة...وتمكنت من جذبي إلى عالمك...وسحرني السرد المتقن...دفعني إلى الاستغراق في الضحك عدة مرات...وشر البلية ما يضحك...إنه حال المواطن العربي المسكين!!!

لن أتحدث عن النقاط التي سبقني الإخوة الأساتذة إلى ذكرها...لكن هذه؛



هي باقة الباقات عندي...

سلمت يمينك...وسدد الله قلمك...ونفع بك الأمة من أقصاها إلى أقصاها...

تحية أندلسية لم يتمكنوا من قطع رأسها رغم إصرارهم

الأستاذ الفاضل جمال الأحمر ..


يحق لي أن أفخر أن مروركم الأوّل على القصة القصيرة ابتدأتموه بهذا النص، أما السخرية فيه فهي يا رعاك الله وليدة واقع ٍ احترنا بفهمه واستيعابه؛ فجاء النص محاكيا لهذا الواقع الذي يجعل الحليم حيرانا، ولعلك لاحظت كما ذكر الدكتور ميمون أن الإيغال بمحاولة رسم الفكرة كان على حساب النص وجودته وبناءه !!

احترامي وتقديري ...

طه خضر
27/10/2008, 07:00 PM
أضم صوتي لإلى صوت الأ× شوقي بن حاج حول فقرة الوطن العربي,

فهذه الفقرة لاأرى لها لزوما, وهي لا تقدم ولا تؤخر في قيمة النص,

بل إنها تضعفه وتؤدي لتشتيت القارئ بدل تركيزه على الحدث الرئيسي.

أرى أن النص كان يمكن أن يكون مكثفا بحيث ينتهي مع هذه الجملة, وسيؤدي الغرض كاملا , وسيترك نهاية مفتوحة على التأمل , وضع الأسئلة واإجابة عليها من لدن المتلقي.

لفـّتني الحيرة وأطرقتُ للحظة ... سيجارة .. منفضة .. دولة .. ماخور .. قنبلة .. لا أجد سبيلا للربط بين هذه المعطيات الغريبة!

وإذا ما قبلنا ببقاء النص على حاله, وددت لو أن تغييرا بسيطا حدث في نهايتها كهذا مثلا:

وقبل أن ألتفت للحركة الخفيفة ورائي كانت وخزة أقل من وخزة الدبوس وتحولت الدنيا بعدها إلى ظلام ٍ دامس فانتبهت!!!

لأننا عندما نقول أن الدنيا تحولت إلى ظلام دامس نعني الموت والإنقطاع,

ولكن عندما نردفها بكلمة فانتبهت نفتح النص مرة أخرى للتأويلات والفرضيات والأسئلة, ونترك الباب مفتوحا لمعرفة

النهاية الحقيقية.

لك الود

الأستاذ الفاضل نصر بدوان ..

قد أذهب مذهبك فيما أوردته بخصوص إقحام فقرة الوطن العربي في النص، لكن يشفع لي هنا أنني أردت أن لا يـُفهم المكان والزمان هنا على أنهما مغرّبان!!

تحياتي الطيبات ..

طه خضر
27/10/2008, 07:03 PM
السلام عليك أخ طه..

للحق استوقفني البطل....واستحسنت أنك لم تضعه في مصاف الملائكة " بشهادة من أمه..!" ولم تصوره مناضلاً بطلاً " باثبات من ردود فعله المستسلمه..."
واستوقفني أيضاً تعاطف الجميع معه ( رغم أني أظنه ألقى عقب السيجاره وظهره لبوابة المكان...)
ممتن هو لموت بلا ألم.

قراءة في واقع ...أشكرك عليها.

دمت بخير


الأستاذة الفاضلة القاصة لانا الحياري ..

أنـّا لبطلنا هنا أن يكون في مصاف الملائكة أو حتى في مصاف المجاهدين وما أورده التهلكة هنا صدفة عابرة صنعت منه بطلا من ورق، ولو كان الخيار له لاختار أن ينضم إلى جوقة التنابل لا إلى رماة وحملة القنابل!!

احترامي وتقديري ...

باسين بلعباس
30/10/2008, 06:58 PM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته: الأستاذ طه خضر..
هل تعلم أنه أول نص لك أتقاطع معه..؟
وهل تعلم أنه بقدر إعجابي بلغتك السردية، بقدر توقفي عند بعض المحطات :
الكثير من الحقيقة لا ننكرها..والماخور لم يعد له مكان بيّن يمكن أن يقصده المنحرفون..من الجنسين ليلفّهم القانون الو ضعي ويمارسون الرذيلة تحت الحماية الأمنية المشددة ، من رجال لا حول لهم ولا قوة، من مجتمع يدفع لهم من الضريبة المباشرة وغير المباشرة، أجورَ وقوفهم أمام أبوابه المسيّجة ..وجدرانه العالية..وقد قال البطل:
"لفـّتني الحيرة وأطرقتُ للحظة ... سيجارة .. منفضة .. دولة .. ماخور .. قنبلة .. لا أجد سبيلا للربط بين هذه المعطيات الغريبة!"..وأرى أن هذه العناصر كلَّها، هي نتاج الضريبة غير المباشرة:الـ(سيجارة):أموالها هي ضريبة غير مباشرة تدخل خزينة الـ(دولة:التي تدفع لحارس الـ(ماخور) أجرة حراسة بائعات الهوى ، اللائي يتحولن الى (منفضة) تدكّ فيها أعقاب السجائر..ولنا أن نتخيل السجائر..
وما أعابه الزملاء من قبل (والدكتور مسلك ميمون)..هو الوقوع في المباشرة..والتقريرية..وإهمال التأويل الذي يتمتع به المتلقي..لك أن تكتب، وللقاريء أن يرى رأيه ، ويذهب كلّ مذهب..
الماخور كمفردة تثير التقزز والنفور..
والمخفر كمفردة تثير التقزز والنفور..
فهما معا من صنيع الدولة..وقد أردتَ رسالة لا يمر القاريء الفطن على هامشها ، عندما ربطت الدولة بالماخور لا بالمخفر..
كلاهما يضمن الأمن ويحمي المواطن..وبالنسبة للدولة :المخفر يحمي الذي يأوي مساء الى الماخور أكثر من الذي يمر بجانبه..ويتهم المار بعدم التفاعل مع ما أوجدت الدولة من عناصر الرقي والرفاهية والاستِمتاع..!!
ولا يهمها ـ عندما تقلب المفاهيم ـ أن يذهب المواطن العادي الى الجحيم لأنه غير متعاون..!!
وربما جاءنا سارد آخر بمتهم مرّ من أمام قاعة سينما..تعرض الأفلام الخليعة ولم يدخل ، فاتهم بالنظر الى الملصقات ولم يدخل..أو بتعليق بدَر منه عن تأخر زمن العرض..أو ..
دولة :التهم فيها جاهزة منذ كان قاضيها شابا يافعا ، ومازالت مستمرة، وقد أصبح قاضيها شيخا يلوِّن شعراتِ الشيب بلون الليل الليلك..وبلون المعاناة من الظلم..
كنت رائعا..
وكان لغتك جميلة ..
ولو أني وجدت بعض الهنات ،التي لو قرأت مواضعها بهدوء لابتسمت وصححتها..
وقلتَ : من أي منفذ مرت هذه..؟؟
هي لك ..
ولك التقدير :fl:

طه خضر
02/11/2008, 10:23 PM
المبدع الجميل طه:

كأني شربت دواء مرّا

أو سيخ محمّى دخل أضلعي

مرارة الكتابة وتلك السخرية اللاذغة

شرطا الوعي بالحالة واستحضارها

تقبّل احترامي

الأستاذ القدير والأديب الراقي جمال الجلاصي ..

الحال الذي نعيش يفرض نفسه شإنا أم أبينا حتى في أدق التفاصيل التي نمر بها وألحق بذلك كل ما لا يـُلتفتُ إليه وما بيدنا حيلة في ذلك!

احترامي وتقديري ..

طه خضر
02/11/2008, 10:28 PM
وهذا هو الحال فعلا أخي طه... خيارات لا نملكها ولا يوجد بينها ما هو أفضل من غيره...
كنت أتمنى لو كنت ناقدة أو تعلمت النقد لأوصل ما في نفسي عند قرائتي لهذه القصة القوية المعاني..
ولكنيي أكتفي بأن أقول لك : إن قصصك عمومًا تشبه ردودك .. بها شئ من القوة وبعض من القسوة.. وروعة في تصوير المشاهد...
لك قلم حق له أن يفخر بصاحبه..
خالص ودي وتقديري

الأستاذة الشاعرة منى ..

شهادة أعتز بها من إنسانة لم نعرفها إلا صريحة وجادة إلى أبعد الحدود!!

أما ما أردتموه فقد وصل بجدارة أغبطكم عليها !

تحياتي الطيبات ..

نزار ب. الزين
04/11/2008, 06:44 AM
أخي المبدع طه خضر
المبالغة بتصوير التحقيق و المحاكمة
بهذا الشكل الهزلي ، إمعان بالسخرية
من أوضاع من يطلقون على أنفسهم
حماة المجتمع الحريصون على أمنه
***
عبارة واحدة استعصت على فهمي
و هي قولك :
"وأهم من كل ذلك الحجاب الذي يقيني كل شر ٍ ومكروه!! "
أرجو منك إيضاحها
***
نص جميل باسلوب مشوق و لغة السهل الممتنع
سلم يراعك و دمت مبدعا
نزار

طه خضر
09/11/2008, 08:26 PM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته: الأستاذ طه خضر..
هل تعلم أنه أول نص لك أتقاطع معه..؟
وهل تعلم أنه بقدر إعجابي بلغتك السردية، بقدر توقفي عند بعض المحطات :
الكثير من الحقيقة لا ننكرها..والماخور لم يعد له مكان بيّن يمكن أن يقصده المنحرفون..من الجنسين ليلفّهم القانون الو ضعي ويمارسون الرذيلة تحت الحماية الأمنية المشددة ، من رجال لا حول لهم ولا قوة، من مجتمع يدفع لهم من الضريبة المباشرة وغير المباشرة، أجورَ وقوفهم أمام أبوابه المسيّجة ..وجدرانه العالية..وقد قال البطل:
"لفـّتني الحيرة وأطرقتُ للحظة ... سيجارة .. منفضة .. دولة .. ماخور .. قنبلة .. لا أجد سبيلا للربط بين هذه المعطيات الغريبة!"..وأرى أن هذه العناصر كلَّها، هي نتاج الضريبة غير المباشرة:الـ(سيجارة):أموالها هي ضريبة غير مباشرة تدخل خزينة الـ(دولة:التي تدفع لحارس الـ(ماخور) أجرة حراسة بائعات الهوى ، اللائي يتحولن الى (منفضة) تدكّ فيها أعقاب السجائر..ولنا أن نتخيل السجائر..
وما أعابه الزملاء من قبل (والدكتور مسلك ميمون)..هو الوقوع في المباشرة..والتقريرية..وإهمال التأويل الذي يتمتع به المتلقي..لك أن تكتب، وللقاريء أن يرى رأيه ، ويذهب كلّ مذهب..
الماخور كمفردة تثير التقزز والنفور..
والمخفر كمفردة تثير التقزز والنفور..
فهما معا من صنيع الدولة..وقد أردتَ رسالة لا يمر القاريء الفطن على هامشها ، عندما ربطت الدولة بالماخور لا بالمخفر..
كلاهما يضمن الأمن ويحمي المواطن..وبالنسبة للدولة :المخفر يحمي الذي يأوي مساء الى الماخور أكثر من الذي يمر بجانبه..ويتهم المار بعدم التفاعل مع ما أوجدت الدولة من عناصر الرقي والرفاهية والاستِمتاع..!!
ولا يهمها ـ عندما تقلب المفاهيم ـ أن يذهب المواطن العادي الى الجحيم لأنه غير متعاون..!!
وربما جاءنا سارد آخر بمتهم مرّ من أمام قاعة سينما..تعرض الأفلام الخليعة ولم يدخل ، فاتهم بالنظر الى الملصقات ولم يدخل..أو بتعليق بدَر منه عن تأخر زمن العرض..أو ..
دولة :التهم فيها جاهزة منذ كان قاضيها شابا يافعا ، ومازالت مستمرة، وقد أصبح قاضيها شيخا يلوِّن شعراتِ الشيب بلون الليل الليلك..وبلون المعاناة من الظلم..
كنت رائعا..
وكان لغتك جميلة ..
ولو أني وجدت بعض الهنات ،التي لو قرأت مواضعها بهدوء لابتسمت وصححتها..
وقلتَ : من أي منفذ مرت هذه..؟؟
هي لك ..
ولك التقدير :fl:

الأستاذ الفاضل باسين بلعباس ..

أجد حال النقاد وأصحاب الباع والذراع في هذا المجال كحال ذلك الذي يفك ما التبس واستحكم من العـُقد المشدودة أحيانا بإحكام، .. وأراهم يبذلون جهدا أكثر من ذلك الذي يكتب القصة أو يجترح الفكرة بمجملها!!

احترامي وتقديري ..

طه خضر
09/11/2008, 08:44 PM
أخي المبدع طه خضر
المبالغة بتصوير التحقيق و المحاكمة
بهذا الشكل الهزلي ، إمعان بالسخرية
من أوضاع من يطلقون على أنفسهم
حماة المجتمع الحريصون على أمنه
***
عبارة واحدة استعصت على فهمي
و هي قولك :
"وأهم من كل ذلك الحجاب الذي يقيني كل شر ٍ ومكروه!! "
أرجو منك إيضاحها
***
نص جميل باسلوب مشوق و لغة السهل الممتنع
سلم يراعك و دمت مبدعا
نزار

الأستاذ الفاضل بهاء الزين ..

قد أجملت الفكرة بكلمات مختصرة جمعت كل ما نريده بما لا يتعدى عدد اصابع اليد الواحدة! أما ما تساءلت عنه فهي لحاجة في نفس يعقوب وأظنك عرفتها الآن وهي أن أحد لم يسأل عن سبب إضافة هذه العبارة التي لا دخل لها بالنص كله، بل تبدو كبيت الشعر في دفتر الحساب، .. وأصدقك إنني اندهشت من إغفال الأساتذة لها:)

احترامي وتقديري ..

أبويزيدأحمدالعزام
30/11/2008, 10:04 PM
واقع اليم للأسف نعيش فيه,قصة محبكة جدا واكثر من رائعة,اشهد لك بالبراعة وتصوير المشهدبإتقان مابعده إتقان.
تقديري لك ايها الانسان الشامل طه خضر.

طه خضر
23/12/2008, 06:10 PM
الأستاذ الفاضل أحمد العزام ...

شكرا لمرورك الخفيف اللطيف :)

ولا تطل الغيبات !

خليف محفوظ
23/12/2008, 09:28 PM
المبدع طه خضر سلاما جميلا

أنا وافد جديد على المنتدى الجميل ، وفي تطوافي لفت انتباهي عنوان النص " الدولة و الماخور "

تمتعت بنصك ، و بردود الإخوة الأدباء التي أوفت و كفت .

و لي ملاحظة إظافية إن سمحت ، وهي افتقاد النص إلى ما يسمى بعنصر " الإيهام بالواقع " ، فسبب الاعتقال لم يكن مقنعا ، إذ لا يعقل أن يعتقل مواطن مهما كان النظام ديكتاتوريا بسبب رميه عقب سيجارته قرب ماخور ، ثم لا يعقل أن يشتبه في عقب سيجارة فيعتقد أنها قنبلة .

قد يقول قائل إنها من باب المبالغة للدلالة على أن المواطن يعتقل لأتفه الأسباب ، و للدلالة على الهوس الأمني في النظام البوليسي فيرتاب في كل شيء حتى أعقاب السجائر .

ذلك حق لو كانت المبالغة معقولة لا تخرق ما يسمى " الايهام بالواقع " ، فإذا افتقد هذا العنصر فقدت القصة كثيرا من تأثيرها .

لك خالص مودتي و تقديري

طه خضر
09/02/2009, 09:53 PM
المبدع طه خضر سلاما جميلا

أنا وافد جديد على المنتدى الجميل ، وفي تطوافي لفت انتباهي عنوان النص " الدولة و الماخور "

تمتعت بنصك ، و بردود الإخوة الأدباء التي أوفت و كفت .

و لي ملاحظة إظافية إن سمحت ، وهي افتقاد النص إلى ما يسمى بعنصر " الإيهام بالواقع " ، فسبب الاعتقال لم يكن مقنعا ، إذ لا يعقل أن يعتقل مواطن مهما كان النظام ديكتاتوريا بسبب رميه عقب سيجارته قرب ماخور ، ثم لا يعقل أن يشتبه في عقب سيجارة فيعتقد أنها قنبلة .

قد يقول قائل إنها من باب المبالغة للدلالة على أن المواطن يعتقل لأتفه الأسباب ، و للدلالة على الهوس الأمني في النظام البوليسي فيرتاب في كل شيء حتى أعقاب السجائر .

ذلك حق لو كانت المبالغة معقولة لا تخرق ما يسمى " الايهام بالواقع " ، فإذا افتقد هذا العنصر فقدت القصة كثيرا من تأثيرها .

لك خالص مودتي و تقديري


الأستاذ الفاضل خليف محفوظ ..

أحترم وجهة نظرك جدا، وإن كنت أنت بذاتك قد جاوبت أن القوم يعاملون شعوبهم بلا منطق!

هذا بديهي ولا ينكره أحد!

احترامي وتقديري ..