المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ارتفاع حالات تناول المهدئات وسط جيش الاحتلال الأمريكي للعراق



د. محمد اسحق الريفي
22/10/2008, 11:11 AM
ارتفاع حالات تناول المهدئات وسط جيش الاحتلال الأميركي للعراق

http://www.arabswata.org/forums/imgcache/584.imgcache.jpg

كشف مصدر طبي رفيع أن الوصفات الطبية التي توزع بموجبها مهدئات الألم للجرحى من الجنود الأميركيين المحتلين للعراق قفز عددها من 30 ألف وصفة في الشهر إلى 50 ألفا منذ احتلال العراق, مما زاد المخاوف من إساءة استعمال تلك الأدوية وإدمانها.

وعزا الكولونيل تشيستر باكينماير من مركز وولتر ريد الطبي العسكري في واشنطن –الذي نسبت صحيفة يو أس توداي الأميركية إليه الخبر- السبب في الارتفاع الحاد في الوصفات الطبية للمرضى الخارجيين والتي تتحمل الحكومة تكاليفها إلى اعتماد الأطباء على صرف الأدوية المهدئة لمرضاهم بشكل كبير.

وكانت دراسة أجريت على 16146 جنديا أميركيا محتلا للعراق في 2005 –أي بعد مرور عامين على احتلال العراق- أظهرت أن مسكّنات الألم هي أكثر الأدوية التي يساء استخدامها في الجيش.

وقد اعترف 4% من أفراد جيش الاحتلال الأمريكي للعراق الذين شملهم المسح عام 2005 بتناولهم تلك الأدوية خلال الثلاثين يوما التي سبقت الدراسة, وذكر 10% أنهم ظلوا يتعاطونها طوال الاثني عشر شهرا الأخيرة.

وذكرت الصحيفة على لسان الكولونيل بول كوردتس أن جهودا جبارة تبذل لضبط استخدام الأدوية وذلك في أعقاب ست حالات انتحار وسبع وفيات بسبب سوء استعمال المهدئات حدثت بين جنود الاحتلال الأمريكي للعراق الذين يعانون من جراح بالغة ويتلقون الرعاية في وحدات طبية أنشئت لهذا الغرض.

وأردفت القول إن المعاناة من الألم كانت هي الشكوى الشائعة وسط 350 ألفا تقريبا من مخضرمي الحرب في العراق وأفغانستان الذين تلقوا علاجا من وزارة شؤون قدامى المحاربين.

وكان الكونغرس قد أصدر توجيهاته هذا العام للبنتاغون بضرورة وضع برامج لرعاية المرضى من الآلام في جميع المستشفيات.

د. محمد اسحق الريفي
22/10/2008, 11:16 AM
معدل مرشح ليكون الأعلى منذ حرب فيتنام

93 جنديا أميركيا انتحروا في ثمانية أشهر


قال مسؤولون عسكريون أميركيون إن 93 جنديا انتحروا منذ بداية العام, وإن عدد حالات الانتحار بنهاية العام سيتجاوز ذلك الذي سجل العام الماضي, ويكون رقما قياسيا لم يشهده الجيش الأميركي المحتل للعراق منذ نهاية حرب فيتنام, إذا استمرت الوتيرة الحالية.

وقال العقيد إيدي ستيفنس نائب مدير الموارد البشرية في الجيش الأميركي "لم تتبق إلا أشهر معدودة (على نهاية العام), وربما تجاوزنا رقم 115"، في إشارة إلى عدد حالات الانتحار التي سجلها الجيش الأمريكي المحتل للعراق العام الماضي.

ويقول مسؤولون أميركيون إن جيش الاحتلال الأمريكي بهذه الوتيرة سيتجاوز معدل الانتحار المسجل لدى المدنيين في 2005, وهو 19.5 حالة لكل مائة ألف مواطن, حسب إحصاءات مركز التحكم في الأمراض.

ويقول مسؤولون أميركيون إن أسباب الانتحار عادة علاقات الزواج والعلاقات الأخرى, إضافة إلى أسباب مالية وقانونية.

غير أنهم يقرّون أيضا أن نسبة هذا العام المرتفعة دليل على أن الجيش تحت الضغط، فـ"قد كان القوة الرئيسة في الحرب العالمية على الإرهاب منذ 2001"، كما تقول العميدة روندا كارنوم مساعدة مدير الطب العسكري.

وأضافت العميدة كارنوم أن العسكريين والمدنيين ينتحرون للأسباب نفسها, لكن تزايد وتيرة العمليات والانتشار والتحركات العسكرية يعني وجود "شعور وواقع أحيانا, بأنه لا وقت (لدى العسكريين) لمواجهة هذه المشاكل".

وضاعف جيش الاحتلال الأمريكي حملات التوعية لمواجهة تزايد حالات الانتحار, لإقناع أفراده بألا يخشوا نظرة الآخرين السلبية إذا طلبوا خدمات الطب العقلي, وهو تخصص رفعت المؤسسة العسكرية الأميركية عدد المختصين فيه.

غير أن العقيدة كارل كاسترو مديرة الطب العسكري الميداني تقر بألا وجود لدليل ملموس على أن هذه الأساليب تقدم حلا.

وحدثت 21 من 93 انتحارا في عمليات انتشار في الخارج, وانتحر ثمانية جنود آخرين في الأشهر الأربعة التي أعقبت عودتهم من مهامهم في الخارج.

د. محمد اسحق الريفي
22/10/2008, 11:21 AM
انتحار الجنود الأمريكيين المحتلين للعراق العائدين من الحرب يفاقم الخسائر الأميركية

http://www.arabswata.org/forums/imgcache/592.imgcache.jpg

قال رئيس المعهد الأميركي للصحة النفسية توماس إينسل إن حالات الانتحار والموت "لأسباب نفسية" بين الجنود الأميركيين المحتلين للعراق وأفغانستان، يمكن أن ترفع الخسائر البشرية إذا لم تتم معالجة مشاكلهم النفسية.

وكشف المسؤول الأميركي في مؤتمر صحفي على هامش المؤتمر السنوي لجمعية المحللين النفسيين الأميركيين أن ما بين 18 و20% من أصل 1.6 مليون جندي أميركي المحتلين للعراق وأفغانستان -أي نحو 300 ألف رجل- يعانون من حالات خلل تلي الصدمة والانهيار العصبي أو الأمرين معا.

وقدر إينسل نسبة الجنود المحتلين للعراق وأفغانستان الذين لا يطلبون مساعدة وزارة الدفاع أو إدارة المحاربين القدامى بنحو 70%، وتوقع "ألا يسعى معظم الجنود للخضوع لعلاج". وحذر من أن عدم معالجة الاضطرابات التالية للصدمات والانهيار العصبي يمكن أن يؤدي إلى "حالات انتحار أو الموت مما يفاقم الخسائر" في العراق وأفغانستان.

وأوضح المسؤول أن عدم معالجة المشكلتين اللتين ذكرهما يمكن أن يؤدي إلى الإدمان على الكحول وأشكال أخرى من السلوك الذي يمكن أن يهدد حياة الأفراد، ودعا المعالجين النفسيين بالقطاع العام إلى التدقيق في عوارض الاضطرابات الناجمة عن العمل في منطقة حرب.

يذكر أن الأمريكيين اعترافوا بمقتل أكثر من أربعة آلاف جندي أميركي في العراق منذ احتلال هذا البلد عام 2003، وأن أكثر من 400 آخرين قتلوا في أفغانستان منذ غزوها عام 2001.

ناهد يوسف حسن
22/10/2008, 12:50 PM
"فإنهم يألمون كما تألمون"
لا ينجو الظالم بعمله
وربك يمهل ولا يهمل

د. محمد اسحق الريفي
22/10/2008, 10:05 PM
أشكر الأخت الفاضلة الأديبة نهاد يوسف حسن على مرورها الكريم، وأقدم لها ما يكشف عن المزيد من الألم الذي يعاني منه المعتدون:

انتحار أم قتل النفس في سياق احتجاج عسكري؟

ترجمة: د. عبدالوهاب حميد رشيد
باحث عراقي مقيم في السويد/ مواليد 1940- العراق

ربما أن الجنود الأمريكان ممن يقدمون على قتل أنفسهم في سياق احتجاجهم ضد العسكرة military self- immolation يُحاولون فقط العودة إلى صفاتهم الإنسانية rehumanize برفضهم الممارسات اللا إنسانية dehumanize بقتل الآخرين.

الكثيرون منا ممن عاصروا فترة الحرب الباردة Cold War لا زالوا يتذكرون أحداث إقدام البعض على قتل أنفسهم حرقاً لأسباب سياسية political self- immolation. إن المعنى الدقيق لهذه التسمية يتجسّد في لجوء الشخص (هو/ هي) إلى قتل نفسه حرقاً، وذلك في إشارة رمزية قوية مؤثرة إلى الاحتجاج ضد ممارسات خرق حقوق الإنسان أو جلب الانتباه الشديد إلى أمر ما.

في العام 1963 أقدم Thich Quang Due على الانتحار السياسي بهذه الطريقة احتجاجاً على رفض الرئيس الفيتنامي الجنوبي Diem- المدعم من الولايات المتحدة- إجراء انتخابات عامة وسحقه الوحشي للمظاهرات. آخرون من الرهبان البوذيين فعلوا الشيء نفسه عندما قام Diemبفرض الحصار على القرويين ومنع رفع الأعلام الدينية بمناسبة عيد ميلاد بوذا. وفي العام 1969 أقدم Jan Palach على قتل نفسه حرقاً احتجاجاً على الغزو السوفيتي للعاصمة براغ. وبعد ذلك سار آلاف المشيعين نحو ساحة Wenceslas- مكان حدوث الانتحار.

وبطريقة ما، فالجنود الأمريكان ممن يقدمون على الانتحار من أجل تحاشي قتل الآخرين، يرتكبون في الحقيقة الانتحار العسكري military self-immolation. وهذا الانتحار العسكري يُماثل الانتحار السياسي، أي أنه كذلك احتجاج رمزي بلجوء الجندي (هو/هي) إلى قتل نفسه ليتحاشى إجباره على قتل العدو في ساحة المعركة أو قتل المدنيين الأبرياء.

في زمن الحرب، قد يهتدي convert أعداد من الجنود باعتناق أفكار عدم ممارسة العنف nonviolence، ويعتبرون الحياة كلها مقدسة، ومن ثم يعتقدون ويقتنعون بأنه من الخطأ تدمير حياة إنسان آخر. فعندما يتشرب الجنود بمثل هذه الأفكار والمشاعر عندئذ أما أن يخضعوا لالتزامات إنسانية (أخلاقية/ دينية) أو أن يخضعوا للاضطهاد: التحقير أمام محكمة عسكرية، السجن، والنبذ من قبل زملائهم ومجتمعهم.

من هنا قد تصبح أفكار قتل النفس كرمز للاحتجاج العسكري مسألة اعتيادية لديهم. وقد يُفكر بعض الجنود أن هذا الانتحار يعتبر الملجأ الأخير لهم. وإذا ما تحقق هذا (الانتحار) فإنه طريق للاحتجاج ضد ثقافة العنف وشيطان الحرب.

تصاعدت معدلات الانتحار بين الجنود العائدين من العراق وأفغانستان بسرعة صاروخية skyrocketed. تدعي إدارة شئون المحاربين القدماء Department Veteran Affairs- VA تزايد محاولات الانتحار بين القوات الأمريكية إلى حوالي 1000 (ألف) محاولة شهرياً. تم تشخيص أكثر من 40000 (أربعين ألف) من القوات العائدين من ساحات الحرب، وهم يُعانون من اضطرابات نفسية وعقلية traumatic stress syndrome- PTSD. بينما خلصت دراسة مسحية معتمدة على العيّنة العشوائية أن العدد يصل إلى 300000 (ثلاثمائة ألف)! والسبب في انتشار محاولات الانتحار بين المحاربين القدماء، يُفسَّر عادة بأن الجنود العائدين صاروا غير قادرين على التعامل الاعتيادي مع المجتمع أو أنهم يُعانون من الكآبة depression، جرعة مفرطة من عقار/ مُخدّر drug أو فشل الزواج، باعتبارها كلها عوامل تسببت في تلك الاضطرابات النفسية والعقلية.

في بعض الحالات أقدم الجنود على الانتحار لتحاشي إعادتهم إلى ساحات الحرب في العراق وأفغانستان، حسب ملاحظاتهم وكتاباتهم التي نشروها على النت، وعبروا فيها عن رغبتهم في: أما أن يعيشوا حياتهم بـ (سلام) أو أن يتجنبوا قتل النساء والأطفال. وفي سياق محاولات هؤلاء الهروب من الحرب المرعبة، هل أصبحنا نحن مشوشين حتى نجعل من الانتحار الاحتجاجي العسكري مجرد انتحار عادي؟ هل نحن أخطأنا تشخيص ما اعتنقه هؤلاء الجنود ومشاعرهم العاطفية ورغبتهم في السلام لنرمي لومنا على الكآبة وضغوط الحرب؟

نُشر مؤخراً أن 21 من القوات الأمريكية داخل قاعدة عسكرية في العراق عملوا اتفاقية/ معاهدة pact فيما بينهم بالإقدام جميعا على الانتحار الاحتجاجي العسكري military self- immolation. نجا منهم خمسة فقط. كان هؤلاء ينتسبون إلى وحدة مارست - بشكل متكرر- القتل والمجازر بحق عائلات عراقية ذات أغلبية من النساء والأطفال.

في السنوات الأخيرة، أقدم خمسة مجندين recruiters- ومن نفس كتيبة قاعدة هوستن- على الانتحار العسكري. هل كان هذا بسبب نقلهم إلى العراق؟ لقد أظهرت الدراسات أن شعوباً أخرى بعد أن تورطت في حروب عدوانية وفترات استعمار ممتدة، عانت أيضاً من تدني المعنويات. اعترف أكثر من 40% من القوات البريطانية بأنهم يُعانون من الفوضى/ الانهيار في معنوياتهم الأخلاقية/ الإنسانية demoralized ولن يُجددوا خدمتهم ثانية.

بعد انتهاء زيارة الرئيس الفرنسي ساركوزي لإسرائيل. وأثناء توديعه في المطار من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي. كان أحد الجنود الإسرائيليين واقفاً على بعد 100 متر فقط من موقع التوديع. أقدم الجندي على قتل نفسه بإطلاقه رصاصة واحدة على رأسه. خدم هذا الجندي في نقاط التفتيش والطرق المحاصرة في الضفة الغربية وشاهد ممارسات متكررة من اعتداءات زملائه- الجنود الإسرائيليين- بحق الفلسطينيين: الضرب، إطلاق الرصاص، وأشكال عديدة من الإساءة لحقوق الإنسان الفلسطيني. هل كان هذا الحادث حالة أخرى لتدمير الذات في سياق الاحتجاج العسكري military self- immolation؟

اعترف الادميرال Michael Mullen- رئيس هيئة الأركان المشتركة- بأن الكثيرين من القوات الأمريكية العائدين من العراق وأفغانستان يُعانون من أضرار نفسية وبدنية، ودعاهم جميعا إلى الخضوع للفحوصات PTSD.

ورغم ضرورة وفائدة هذا الإجراء إلا أن شيئاً من الحكمة يدعو أيضاً إلى إخضاع الحروب الممكن تجنبها وغير الضرورية للفحص والمنع. كذلك ينطبق هذا الأمر على الحروب المخادعة deceitful التي تُعشعش في عقول رؤساء وسياسيين.. كما أن تأييد قواتنا قد يستلزم ضرورة إعادة تقييم المجتمع الذي يؤيد برغبة ويُدعم قادته ومؤسساته في سياق متابعة pursue الحرب اللا نهائية perpetual والغزوات/ الحروب الاستباقية pre- emptive invasions والتي تقود في الغالب إلى أشكال من الاستعمار لفترات طويلة وموت الملايين.

قبل سنوات مضت، استولى الجيش الإسرائيلي على السجلات الشاملة extensive archives، للثقافة والتشكيلة التاريخية الفلسطينية في مركز بحوث منظمة التحرير الفلسطينية في بيروت الغربية. وفي معرض تعقيبه على هذه الحادثة، قال نائب محافظ القدس Meron Benvenist: "هذا لم يكن بقصد تدميرهم فقط باعتبارهم قوة سياسية أو قوة عسكرية، بل لحرمانهم من تاريخهم ومحوه لأنه مزعج troublesome." وأضاف: "إن عملية التجريد من المواصفات الإنسانية dehumanization هي نتاج كل هذه الصراعات... عندما تكون في حالة حرب.. عليك أن تُجرد عدوك من مواصفاته الإنسانية.. لأنك إن لم تفعل، عندئذ تُعتبر قاتلاً murderer.1"

ربما أن الجنود ممن يرتكبون قتل أنفسهم- الانتحار العسكري- يُحاولون فقط إعادة القيم الإنسانية لذاتهم من خلال رفضهم التجرد من إنسانيتهم بقتل الآخرين. وربما أيضاً تعبيراً رمزياً باتهام أو مقاضاة indictment المتسببين في عسكرة المجتمعات militaristic societies والحروب العدوانية القائمة على التعصب والإبادة الجماعية genocide.

في ظروف إدراك احتجاجاتهم المميتة والتعلم من رفضهم قتل الآخرين، ربما نستطيع نحن أيضاً أن نُجرب محاولة إعادة ترسيخ قيمنا وممارساتنا الإنسانية re-humanize داخل نفوسنا في سياق التوجه نحو بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً.

وفي الختام، فإن إعادة ترسيخ الممارسات الإنسانية والبناء الاجتماعي أفضل كثيراً من تخلينا عن القيم الإنسانية وممارسة الهدم الاجتماعي.. أليس كذلك؟