المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : "جلعاد شليط" أذرف من أجلك الدموع!!1



د. فايز صلاح أبو شمالة
23/10/2008, 02:57 AM
خاص بواتا
أتمنى أن أقرأ رأياً بهذا الموضوع قبل نشرة في الصحف، والمواقع

"جلعاد شليط" أذرف معك الدموع!!
د. فايز صلاح أبو شمالة


صديقي "جلعاد شليط" أنت لم تسمع عن السجينة "قاهرة السعدي" المحكوم عليها بثلاثة مؤبدات، وهي تردد: 'أتمنى أن أرى أولادي!! فقط أن أقول لهم: 'يا أمه'؛ أريد أن تتلمس أصابعي شعر أولادي!! أن أضمهم إلى صدري'، هذا ما تتمناه السجينة الفلسطينية، وهي تتساءل: أين هم أولادي الآن؟ كيف حالهم؟ كيف يصبحون وكيف يمسون؟ سبع سنوات لم أطبق عيني على أولادي، لم أتشمم رائحتهم، لم أمسح وجوههم بالقبلات، سبع سنوات لم يبكِ أيُّ واحدٍ منهم على صدري، لم أهدهدهم، لم أنطق كلمة 'يا أمه' ، نفسي أسمعها منهم، نفسي أقولها، نفسي أن ألامس بأصابعي وجه أولادي، وأن أتلمس دموعهم، أن أتحسس شعرهم، أن أنظر في عيونهم، أن احتضنهم!! نفسي أقول: 'يا أمه، يا أمه، يا أمه، يا أمه، وانهمرت الدموع من العيون الباكية!


"قاهرة السعدي" من مواليد جنين سنة 1976، لها من الأولاد أربعة، ولها زوج في سجن النقب اسمه "ناصر السعدي"، وبينهما حب للوطن يملأ الصدر، زوجها 'ناصر' يتمنى أن يقول لأولاده: يا با، يا با!! ربما نسي كيف يقولون: يا با، وربما يرتجف لو لامست يده أولاده، أو يرتجف الأولاد لو نظروا في عين من يقال له: أبوهم؛ لقد مررت شخصيًا بالتجربة، وأعيشها حتى اللحظة، لقد ارتجفت عندما لامست جسد ابني محمد الذي ولد وأنا في السجن، لقد سمحوا له بأن يعبر عندي في سجن نفحة الصحراوي للمرة الأولى سنة 1991، كان عمره قد صار سبع سنوات، الطفل محمد فايز يغالب الدمع،, يحتضنني، ويحملق في الذين قالوا له: إنه أبوك! شعرت برجفة البكاء تهز جسد الطفل الصغير، وكظمت دمعتي، ولم أر دمعته الحبيسة، كلانا ارتجف من الموقف، وكلانا حبس دمعة لم تسح على الخدود حتى اليوم، حتى اليوم تتكسر حروف كلمة يا با على شفتي، لا أعرف أن أقولها، وأقول معترفًا: لقد خرجنا من السجن, ولكن السجن يطاردنا.



[يا ويلكم يا عرب]،! صرخت امرأة متنقبة ـ لم أسأل عن اسمها ـ في مؤتمر الحرية الثاني في قاعة رشاد الشوا، يوم الخميس 14/4/2004: أين أنتم يا عرب؟ يا مسلمون، شرفكم أسير بين يدي اليهود، يا ويلكم يا عرب، نساؤكم سجينات لدى اليهود، كيف تنامون على فراش المذلة، كيف تتنفسون هواء الهوان، يا عرب، يا مسلمون، صرخات امرأة فلسطينية عربية مسلمة مظلومة دوت في القاعة التي ضمت حركة فتح، وحماس، والجهاد، وباقي الفصائل, فضمّخت الجميع بالصمت، ونكس الحزن رأسه عندما قالت: زوجي محكوم عليه أربعة مؤبدات! لن يطلقوا صراح زوجي عن طريق المفاوضات، يقولون: يداه ملطختان بدم اليهود! صرخت المرأة المسلمة المظلومة: يدا زوجي مشرفتان من دم اليهود! لن تهان هذه الأمة ما دام فيها من يقبع في السجون مقاومًا.


إنها السجون الإسرائيلية، أماكن تستند أركانها على تحمل الوجع، وتجرّع الحرمان، ويسقف جدرانها الصلف والطغيان، ويحرس بواباتها التجبر والعدوان، إنها السجون الإسرائيلية التي تطبق أنيابها على العربي, تقضم وتهرس عظم ذلك الإنسان الذي مزج أحلامه بطعم المرمية والزعفران، وراح يحلق في السماء رافضًا الهوان، رغم تكلس قدميه، وتكسر الحركة على جبل الحرمان.


في السجون لا يكون الحرمان من الطعام أو الشراب، أو من مباهج الدنيا ومتعها، ولا هو حالة الانغلاق على السمع والقدمين والعينين وباقي الحواس، الحرمان في السجون كل ما سبق، مضافًا إليه حالة الإبحار في أعماق الوجدان بلا أشرعة أو مراكب، عندما تعصف رياح الشوق بآلاف السجناء العرب الذين ما زالوا قابضين على الوطن، وما زال الوطن يقبض أنفاسه خلف القضبان في السجون الإسرائيلية!!


'يا با، يا أمه!' كلمات بسيطة يرددها الناس، وتعبر في فضاء الحياة بلا انتباه، فإذا اقترنت بوخز شوك الحرمان، ولسع إبره، صارت لفظة 'يا با'، ولفظة 'يا أمه'، أجنحة طير يرفرف مذبوحًا بالحنين والحنان، صارت اختناقًا للتنَفّس، واحتباسًا للدموع!


آلاف السجناء العرب الفلسطينيون انطبع وجدانهم بتجربة الأسر التي علقت في سقف حلوقهم حلاوة ومرارة؛ أما الحلاوة فهي مذاق المقاومة والصمود، والقدرة على التحمل، عندما يكتشف الإنسان أن لديه من القوة وطاقة الصبر أكثر مما قدّر، وحَسِبَ، وأبعد مما ظنّ بنفسه، عندما يكتشف الإنسان المنتمي بصدق أنه بقامة جبل تتعلق على رقبته الوحوش، وأنه بسعة بحر تذوب في مياهه الأسرار، فما أندى عذوبة الصمود لمن اقتنع بالحق الذي تمسك به، وما أحلى عذوبة ماء العطاء لمن صفت سريرته لما آمن به، فصفّقتْ له ملائكة السماء.


عند المساء يخبط طائر الحرمان بجناحيه، يرفض أن يبتعد عن السجناء، عند المساء يسقط الصمت الخاشع، يذوب في كوب الشاي الذي ينشط الذاكرة للأم والأب، وللأخ والأخت، وللابن والابنة، وللزوج والزوجة، أين هم الآن؟ ماذا يفعلون؟ كيف يكبرون؟ وكيف يشيخون؟ آنئذٍ يرفرف الخيال بأجنحة من نور، يحلق في المدى البعيد، يحتضن من اشتاق إليه السجين، يضمه في الخيال، يروي ظمأ الشوق، ثم..


يشهق السجين أنفاسه بعد غفوة الخيال العذب، لقد أخذ وأعطى؛ ولا يدرك معنى لذة العطاء إلا من جربها، من لم يعط لا يشعر بالنشوة التي أصف، فللعطاء رعشة تفوق لهفة الآخذ، وللتضحية دلالة تفوق الاستئثار، لأن ذاك يعطي ولا يهاب، وهذا يأخذ ويضطرب، وذاك يُسلّم مطمئنًا، وهذا يأخذ قلقًا، يدرك هذه الحقيقة من خبر الصمود في التحقيق بين يدي اليهود، عندما يشعر الفرد الأعزل ـ إلا مِن إرادته، وما اقتنع به ـ يشعر بقوة تفوق قوة المحققين اليهود المجتمعين على جسده، وأجهزة التعذيب التي يمتلكونها، تلك الحالة من الثقة والاعتزاز بالنفس تدخل ضمن المركب النفسي للأسير الذي يشعر أنه عبر بحر الموت الهائج دون أن يبتل، ويشعر أنه تخطى صراط الخوف من المجهول وعبودية المقدرة المحدودة، وانتقل إلى مربع التحدي المطلق، مع حرية النفس من قيودها، ونسيان كبول الجسد.


أما المرارة فهي لتلك الحالة الإنسانية من الحرمان المتولد من البعد، والذي يحضنه الشوق والتفكير بالعائلة والأسرة والأولاد، تلك اللحظات من تشقق الروح، وتقاطر الوجد على ملح السفوح، تلك اللحظات التي تتسطح فيها الذاكرة إلا عن حنين يتدافع للحبيب، ورغبة تضرب بحوافرها الأرض، وتتزاحم لاقتناص مشهد عبَر يومًا، أو لتخيل مشهد قد يعبر يومًا، حالة شوقٍ منطلقٍ كفرسٍ في البراري، تلك الحالة من الحرمان التي يتوقف معها القلب ليعاود النبض بذكر الحبيب، ويفرغ فيها صدر الأم من الأنفاس فيعاود التدفق بلبأ الحليب، عندما تتحشرج لفظة 'يا أمه' و'يا با' في الحلق ولا تجد أصداءها، عندما يتضاعف السجن قبل أن يهمس السجين بينه بين وبين نفسه سراً؛ 'يا با'.. 'يا أمه' قبل أن تضيع في زحمة الانتظار، وقبل أن يبددها زمن الترقب الجارح بمخالبه، وقبل أن تبهت دلالتها مع اللهفة، ويخبو بريقها في الزحام، قبل أن تبدأ اللفظة بالانطواء على ذاتها، والانضواء بالغياب، 'يا با، يا أمه' أمنية بعيدة المنال، كلما حاول السجين ترديدها، أو استعادة حروفها يجد أنها تبتعد، وتوغل في البعاد، حتى لتكاد أن تتلاشى، فتصير إذا اجترعها حروفًا حارقة تسبب له اللوعة والغرق.


ذات يوم في عام 1987 قلت للشهيد عمر القاسم في سجن عسقلان، وكان قد أمضى ما يقارب العشرين عامًا قبل استشهاده بقليل، قلت له: أنت يا عمر أحسن حالاً مني، أنا أفكر في أطفالي ليل نهار، بينما أنت خالٍ من هذا الهم والتفكير، تنهد عمر القاسم رحمه الله، وقال وهو يسند ظهره على الحائط الجنوبي من سجن عسقلان: يا ليت لي ولدًا يا فايز، يحمل اسمي، وأحمل همه وأنا في السجن!! لم يمض زمن طويل، استشهد عمر القاسم في السجن وهو في ريعان الشباب، وخلد ذكره بالشهادة، بينما صديقه سعيد العتبة، لم يخرج إلا في هذا العام بعد أكثر من ثلاثين عاماً، وإنها لثورة حتى النصر!!!!!!



ترى، لو أعيد السؤال على السجينة العربية الفلسطينية "منال غانم" التي ما زالت تمضي سنوات عمرها مع طفلها "نور" خلف القضبان، لو سئلت: ماذا تفضلين يا منال؛ أن يظل الطفل نور ـ ابن سنة ونصف ـ الذي ولد في السجن إلى جوارك سجينًا في الظلام، أم ينضم إلى إخوته الثلاثة في الخارج؟ ماذا كانت سترد على السجينة "قاهرة السعدي" ولو تحاورتا معًا؛ أيهن أسعد حالاً، أم أيهن أشقى!! "منال غانم" التي تربي ابنها في السجن، وإخوته الثلاثة خارج الأسوار، أم "قاهرة السعدي" التي لم ترَ لأولادها الأربعة صورة منذ سبع سنوات؟


من مفارقات اللغة العربية أن إحدى السجينات العربيات الفلسطينيات المحرومات من أطفالهن تحمل اسم 'قاهرة' ويحمل زوجها اسم 'ناصر', ولكل من قاهرة وناصر السعدي من اسمه نصيب، وللمجتمع العربي دلالة الأسماء، وصدق الوفاء، لعظة الشرفاء، وعظمة العطاء.


ولصديقي "جلعاد شليط" في سجن "حماس" أقول: دموعي التي حبستها عشر سنوات في السجون الإسرائيلية، تسيل الآن وأنا أكتب عنك وعني.

رجا عبد الحق
23/10/2008, 05:08 AM
دكتورنا العزيز، مقال رائع.. و الله شارفت على البكاء و أنا اتصور جرحك و جرح اسرانا البواسل الذين لم يعد يفكر فيهم الا الشهداء الاموات و الشهداء الاحياء الذين يموتوا كل يوم الف موته لتأمين خروج اسرانا البواسل..
الحمد لله على سلامتك، مع انها متأخرة، و ان شاء الله يخرج جميع أسرانا من سجون الظلم و الحرمان..

لقد تذكرت، و انا أقرأ مقالك، حسني مبارك و هو يتباكى على شاليط امام اولمرت و نسي الـ 11 الف سجين عربي و فلسطيني...

عوض قنديل
23/10/2008, 07:13 AM
ليت كل سجنائنا شليط

يشرب لبن العصفور كل صباح

و نهز سريره لينام كل مساء

يأكل الهمبورجر

ونحن نأكل الزيتون و الزعتر

و في النهار نغني له

يا زريف الطول لا تزعل منا

والله اللي صار كان غصب عنا

د. فايز صلاح أبو شمالة
23/10/2008, 10:23 AM
أخي رجاء
أنت شارفت على البكاء، أما أنا فلا استطيع قراءة الموضوع ثانية، ولا أقدر على معاودة كتابته، احتاج إلى زمن طويل كي استرجع روحي التي تفر مني كلما عاودت التذكر، ومعايشة الحالات التي سكنت حياتي
لك تحياتي

د. فايز صلاح أبو شمالة
23/10/2008, 10:25 AM
أخي عوض قنديل
حافظوا على "جلعاد شليط"
واحرسوا مشاعره من العواصف
وترققوا لدمعته إن سحت ذات مساء
والله أنه غالٍ، وعزيز
لك التقدير

محمدجمعة
23/10/2008, 12:46 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
و الله الذي لا اله غيره عندما قرأت هذه الجملة (( [يا ويلكم يا عرب]،! صرخت امرأة متنقبة ـ لم أسأل عن اسمها ـ في مؤتمر الحرية الثاني في قاعة رشاد الشوا، يوم الخميس 14/4/2004: أين أنتم يا عرب؟ يا مسلمون، شرفكم أسير بين يدي اليهود، يا ويلكم يا عرب، نساؤكم سجينات لدى اليهود، كيف تنامون على فراش المذلة، كيف تتنفسون هواء الهوان، يا عرب، يا مسلمون، صرخات امرأة فلسطينية عربية مسلمة مظلومة دوت في القاعة التي ضمت حركة فتح، وحماس، والجهاد، وباقي الفصائل, فضمّخت الجميع بالصمت، ونكس الحزن رأسه عندما قالت: زوجي محكوم عليه أربعة مؤبدات! لن يطلقوا صراح زوجي عن طريق المفاوضات، يقولون: يداه ملطختان بدم اليهود! صرخت المرأة المسلمة المظلومة: يدا زوجي مشرفتان من دم اليهود! لن تهان هذه الأمة ما دام فيها من يقبع في السجون مقاومًا.))
اقشعر بدني و اغرورقت عيناي بدموع حاره و تمزق قلبي ... فكل كلمة منها تضيء نصرا .. و كل حرف منها يبرق كالحسام


و أبحث عن معتم يجيبها ... فلا أجد


فويح كل العرب أن لم يكن فيهم من يعي و يفهم هذه الكلمات

و اشكرك استاذي الفاضل على هذه الرائعة

د. فايز صلاح أبو شمالة
23/10/2008, 03:50 PM
أخي محمد عوض
لأن لك قلب خافق، فأنت صادق

خفف الله عن أصحاب البلاوي، ما ابتلى
مع الاحترام

فهمي خميس فهمي شراب
23/10/2008, 04:32 PM
الدكتور الرائع فايز ابو شمالة
بارك الله فيك على هذا المقال او هذه الدراسة الواقعية التي لا تؤلم الا من به جرح.. وانا قد تالمت كثيرا وشعرت بكل كلمة وكل حرف لانني كنت معتقلا ايضا في السجون الاسرائيلية ولم اخرج منها الا بعد اتفاقية اوسلو مباشرة ( لعل هذه الحسنة الوحيدة لهذه الاتفاقية هههههه) ،،،، وذقت كل اطياف العذاب من الشبح الى رمي الحجارة على وانا معصوب العينين الى التسمم في وجبات الطعام الى التعذيب في الزنازين الى ان تنام وتحتك مياه باردة الى الى الى ..

واسمح لي بالقول بان السجين بعد تمضية وقت بسيط يصبح فعلا وكما تفضلت مجرد من كل شيء الا ارادته الحديدية الخارقة .. حيث يشعر السجين بانه اقوى من اي وقت .. لا خوف ولا قلق الا على اهله خارج السجن..
وباذن الله سياتي يوما تزول فيه اسرائيل وتنهار امام صمود الوطنيين منا جدر العزل وستر الجبن الصهيوني وحواجز الخوف التي يتحصنون بها... فدولة الظلم ساعة، ودولة الحق الى قيام الساعة ..
دمت اخا عزيزا غاليا
:good:
:fl:

د. فايز صلاح أبو شمالة
23/10/2008, 09:50 PM
نداء إلى مثقفي وكتاب، وأدباء واتا
د. فايز أبو شمالة
أتمنى على كتاب، وأدباء، ومثقفي، هذا التجمع الحضاري، حكماً نقدياً على مقال: "جلعاد شليط" لأجلك نذرف الدموع، وذلك من الناحية الفنية، بما في ذلك توظيف أجزاء الصورة في تقريب المعنى، ودلالة الرمز، ومن الناحية والوجدانية، وإلى أي مدى خدمت العاطفة الفكرة، وما تأثيرها على القارئ، ومن حيث اللغة وسلاسة التواصل، ومدى تجاوبها مع الأفكار، ومن ثم التماسك بين الأحداث الواردة، ودقة ترابطها، وأخيراً، البعد السياسي للموضوع.

باسل محمد البزراوي
24/10/2008, 03:11 PM
أخي الدكتور فايز أبو شمالة
أنا بكيت معك حين ترقرقت الدموع في عيني محمد ابنك,,وأبكي على قاهرة وناصر السعدي ,,,لأنني عشت التجربة حين كنت أحاول تذكر صورة ابني الذي كان ابن ثلاثة شهور,, ولم أستطع تجميع ملامحها,,ولكن السجنة لم تطلْ,,,

د. فايز صلاح أبو شمالة
24/10/2008, 07:55 PM
شكراً للأخ فهمي خميس شراب
قديماً قيل: الثاكل تبكي للثاكل، ويبدو أن هذه المشاعر لا يعيشها إلا من توجعها، أعان الله الناس على هموهم،
لك التحية والتقدير
د. فايز أبو شمالة

د. فايز صلاح أبو شمالة
24/10/2008, 07:58 PM
الأخ العزي باسل البزراوي
لا استغرب دموعك، وكنت استهجن لو عبرت عليك حالة قاهرة السعداوي دون أن ترتجف
لا أعرف كيف يقبل أبو مازن أولمرت، وكيف يصرح الطيراوي، والعلي ، وغيرهم، ألا يخجلون من قاره السعدي، وأمثالها
القلب يخفق، والوطن غال على من دفع ثمنه
لك حبي
د. فايز أبو شمالة

الدكتور التهامي الهاشمي
24/10/2008, 08:46 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة و السلام على رسوله و صحبه

أنا لــم أسمع في حياتي، و قد بلغت من الكبر عتية، { جماعة تنتسب إلى آدم } يقسو قلبها إلى درجة أن تسمح لنفسها بحرمان أطفالاً أبرياء ــ ظلماً و عدواناً ــ مـن حنان الأبوين . ألا يوجد في هذه الدنيا من يسأل هذه الجماعة عما ارتكبته السيدة "قاهرة السعدي" و ما جناه السيد "ناصر السعدي" حتى يكونا في هذه الحالة؟

أما هما فإنهما شرفاء يدفعان عن وطنهما و لهما العزة و الرفعة هنا و هناك إن شاء الله.
و اما الحاجزون لهما و بالبطش و الصلابة و العجرفة فلهم ، على الدوام ، الخزي و العار.

ناهد يوسف حسن
24/10/2008, 09:32 PM
أخي الدكتور فايز
بدأت قراءة هذا المقال بالدموع ، حتى مع قراءة تعليقات الإخوة الأعضاء
فلسطين كلها مآسي وجراح
لوذهبت هناك ترى العجب
كل يوم بيت عزاء لشهيد وترى أطفاله وهم يبكون حول أمهم
وترى أم الشهيد التي قد لا يكون لها ابن سواه
وترى عوائل الأسرى ومعاناتهم ورغبتهم الشديدة لزيارته
هذه المناظر عشتها هناك
لم تكن دمعتي تجف
فالله يرحم هذا الشعب
والذي حصل أنه لما سكت العرب عن فلسطين
تبعتها العراق وغيرها من الدول
سأعود يما بعد لأرى المقال من الناحية الفنية

مالكة عسال
24/10/2008, 10:54 PM
خاص بواتا
أتمنى أن أقرأ رأياً بهذا الموضوع قبل نشرة في الصحف، والمواقع

"جلعاد شليط" أذرف معك الدموع!!
د. فايز صلاح أبو شمالة


صديقي "جلعاد شليط" أنت لم تسمع عن السجينة "قاهرة السعدي" المحكوم عليها بثلاثة مؤبدات، وهي تردد: 'أتمنى أن أرى أولادي!! فقط أن أقول لهم: 'يا أمه'؛ أريد أن تتلمس أصابعي شعر أولادي!! أن أضمهم إلى صدري'، هذا ما تتمناه السجينة الفلسطينية، وهي تتساءل: أين هم أولادي الآن؟ كيف حالهم؟ كيف يصبحون وكيف يمسون؟ سبع سنوات لم أطبق عيني على أولادي، لم أتشمم رائحتهم، لم أمسح وجوههم بالقبلات، سبع سنوات لم يبكِ أيُّ واحدٍ منهم على صدري، لم أهدهدهم، لم أنطق كلمة 'يا أمه' ، نفسي أسمعها منهم، نفسي أقولها، نفسي أن ألامس بأصابعي وجه أولادي، وأن أتلمس دموعهم، أن أتحسس شعرهم، أن أنظر في عيونهم، أن احتضنهم!! نفسي أقول: 'يا أمه، يا أمه، يا أمه، يا أمه، وانهمرت الدموع من العيون الباكية!


"قاهرة السعدي" من مواليد جنين سنة 1976، لها من الأولاد أربعة، ولها زوج في سجن النقب اسمه "ناصر السعدي"، وبينهما حب للوطن يملأ الصدر، زوجها 'ناصر' يتمنى أن يقول لأولاده: يا با، يا با!! ربما نسي كيف يقولون: يا با، وربما يرتجف لو لامست يده أولاده، أو يرتجف الأولاد لو نظروا في عين من يقال له: أبوهم؛ لقد مررت شخصيًا بالتجربة، وأعيشها حتى اللحظة، لقد ارتجفت عندما لامست جسد ابني محمد الذي ولد وأنا في السجن، لقد سمحوا له بأن يعبر عندي في سجن نفحة الصحراوي للمرة الأولى سنة 1991، كان عمره قد صار سبع سنوات، الطفل محمد فايز يغالب الدمع،, يحتضنني، ويحملق في الذين قالوا له: إنه أبوك! شعرت برجفة البكاء تهز جسد الطفل الصغير، وكظمت دمعتي، ولم أر دمعته الحبيسة، كلانا ارتجف من الموقف، وكلانا حبس دمعة لم تسح على الخدود حتى اليوم، حتى اليوم تتكسر حروف كلمة يا با على شفتي، لا أعرف أن أقولها، وأقول معترفًا: لقد خرجنا من السجن, ولكن السجن يطاردنا.



[يا ويلكم يا عرب]،! صرخت امرأة متنقبة ـ لم أسأل عن اسمها ـ في مؤتمر الحرية الثاني في قاعة رشاد الشوا، يوم الخميس 14/4/2004: أين أنتم يا عرب؟ يا مسلمون، شرفكم أسير بين يدي اليهود، يا ويلكم يا عرب، نساؤكم سجينات لدى اليهود، كيف تنامون على فراش المذلة، كيف تتنفسون هواء الهوان، يا عرب، يا مسلمون، صرخات امرأة فلسطينية عربية مسلمة مظلومة دوت في القاعة التي ضمت حركة فتح، وحماس، والجهاد، وباقي الفصائل, فضمّخت الجميع بالصمت، ونكس الحزن رأسه عندما قالت: زوجي محكوم عليه أربعة مؤبدات! لن يطلقوا صراح زوجي عن طريق المفاوضات، يقولون: يداه ملطختان بدم اليهود! صرخت المرأة المسلمة المظلومة: يدا زوجي مشرفتان من دم اليهود! لن تهان هذه الأمة ما دام فيها من يقبع في السجون مقاومًا.


إنها السجون الإسرائيلية، أماكن تستند أركانها على تحمل الوجع، وتجرّع الحرمان، ويسقف جدرانها الصلف والطغيان، ويحرس بواباتها التجبر والعدوان، إنها السجون الإسرائيلية التي تطبق أنيابها على العربي, تقضم وتهرس عظم ذلك الإنسان الذي مزج أحلامه بطعم المرمية والزعفران، وراح يحلق في السماء رافضًا الهوان، رغم تكلس قدميه، وتكسر الحركة على جبل الحرمان.


في السجون لا يكون الحرمان من الطعام أو الشراب، أو من مباهج الدنيا ومتعها، ولا هو حالة الانغلاق على السمع والقدمين والعينين وباقي الحواس، الحرمان في السجون كل ما سبق، مضافًا إليه حالة الإبحار في أعماق الوجدان بلا أشرعة أو مراكب، عندما تعصف رياح الشوق بآلاف السجناء العرب الذين ما زالوا قابضين على الوطن، وما زال الوطن يقبض أنفاسه خلف القضبان في السجون الإسرائيلية!!


'يا با، يا أمه!' كلمات بسيطة يرددها الناس، وتعبر في فضاء الحياة بلا انتباه، فإذا اقترنت بوخز شوك الحرمان، ولسع إبره، صارت لفظة 'يا با'، ولفظة 'يا أمه'، أجنحة طير يرفرف مذبوحًا بالحنين والحنان، صارت اختناقًا للتنَفّس، واحتباسًا للدموع!


آلاف السجناء العرب الفلسطينيون انطبع وجدانهم بتجربة الأسر التي علقت في سقف حلوقهم حلاوة ومرارة؛ أما الحلاوة فهي مذاق المقاومة والصمود، والقدرة على التحمل، عندما يكتشف الإنسان أن لديه من القوة وطاقة الصبر أكثر مما قدّر، وحَسِبَ، وأبعد مما ظنّ بنفسه، عندما يكتشف الإنسان المنتمي بصدق أنه بقامة جبل تتعلق على رقبته الوحوش، وأنه بسعة بحر تذوب في مياهه الأسرار، فما أندى عذوبة الصمود لمن اقتنع بالحق الذي تمسك به، وما أحلى عذوبة ماء العطاء لمن صفت سريرته لما آمن به، فصفّقتْ له ملائكة السماء.


عند المساء يخبط طائر الحرمان بجناحيه، يرفض أن يبتعد عن السجناء، عند المساء يسقط الصمت الخاشع، يذوب في كوب الشاي الذي ينشط الذاكرة للأم والأب، وللأخ والأخت، وللابن والابنة، وللزوج والزوجة، أين هم الآن؟ ماذا يفعلون؟ كيف يكبرون؟ وكيف يشيخون؟ آنئذٍ يرفرف الخيال بأجنحة من نور، يحلق في المدى البعيد، يحتضن من اشتاق إليه السجين، يضمه في الخيال، يروي ظمأ الشوق، ثم..


يشهق السجين أنفاسه بعد غفوة الخيال العذب، لقد أخذ وأعطى؛ ولا يدرك معنى لذة العطاء إلا من جربها، من لم يعط لا يشعر بالنشوة التي أصف، فللعطاء رعشة تفوق لهفة الآخذ، وللتضحية دلالة تفوق الاستئثار، لأن ذاك يعطي ولا يهاب، وهذا يأخذ ويضطرب، وذاك يُسلّم مطمئنًا، وهذا يأخذ قلقًا، يدرك هذه الحقيقة من خبر الصمود في التحقيق بين يدي اليهود، عندما يشعر الفرد الأعزل ـ إلا مِن إرادته، وما اقتنع به ـ يشعر بقوة تفوق قوة المحققين اليهود المجتمعين على جسده، وأجهزة التعذيب التي يمتلكونها، تلك الحالة من الثقة والاعتزاز بالنفس تدخل ضمن المركب النفسي للأسير الذي يشعر أنه عبر بحر الموت الهائج دون أن يبتل، ويشعر أنه تخطى صراط الخوف من المجهول وعبودية المقدرة المحدودة، وانتقل إلى مربع التحدي المطلق، مع حرية النفس من قيودها، ونسيان كبول الجسد.


أما المرارة فهي لتلك الحالة الإنسانية من الحرمان المتولد من البعد، والذي يحضنه الشوق والتفكير بالعائلة والأسرة والأولاد، تلك اللحظات من تشقق الروح، وتقاطر الوجد على ملح السفوح، تلك اللحظات التي تتسطح فيها الذاكرة إلا عن حنين يتدافع للحبيب، ورغبة تضرب بحوافرها الأرض، وتتزاحم لاقتناص مشهد عبَر يومًا، أو لتخيل مشهد قد يعبر يومًا، حالة شوقٍ منطلقٍ كفرسٍ في البراري، تلك الحالة من الحرمان التي يتوقف معها القلب ليعاود النبض بذكر الحبيب، ويفرغ فيها صدر الأم من الأنفاس فيعاود التدفق بلبأ الحليب، عندما تتحشرج لفظة 'يا أمه' و'يا با' في الحلق ولا تجد أصداءها، عندما يتضاعف السجن قبل أن يهمس السجين بينه بين وبين نفسه سراً؛ 'يا با'.. 'يا أمه' قبل أن تضيع في زحمة الانتظار، وقبل أن يبددها زمن الترقب الجارح بمخالبه، وقبل أن تبهت دلالتها مع اللهفة، ويخبو بريقها في الزحام، قبل أن تبدأ اللفظة بالانطواء على ذاتها، والانضواء بالغياب، 'يا با، يا أمه' أمنية بعيدة المنال، كلما حاول السجين ترديدها، أو استعادة حروفها يجد أنها تبتعد، وتوغل في البعاد، حتى لتكاد أن تتلاشى، فتصير إذا اجترعها حروفًا حارقة تسبب له اللوعة والغرق.


ذات يوم في عام 1987 قلت للشهيد عمر القاسم في سجن عسقلان، وكان قد أمضى ما يقارب العشرين عامًا قبل استشهاده بقليل، قلت له: أنت يا عمر أحسن حالاً مني، أنا أفكر في أطفالي ليل نهار، بينما أنت خالٍ من هذا الهم والتفكير، تنهد عمر القاسم رحمه الله، وقال وهو يسند ظهره على الحائط الجنوبي من سجن عسقلان: يا ليت لي ولدًا يا فايز، يحمل اسمي، وأحمل همه وأنا في السجن!! لم يمض زمن طويل، استشهد عمر القاسم في السجن وهو في ريعان الشباب، وخلد ذكره بالشهادة، بينما صديقه سعيد العتبة، لم يخرج إلا في هذا العام بعد أكثر من ثلاثين عاماً، وإنها لثورة حتى النصر!!!!!!



ترى، لو أعيد السؤال على السجينة العربية الفلسطينية "منال غانم" التي ما زالت تمضي سنوات عمرها مع طفلها "نور" خلف القضبان، لو سئلت: ماذا تفضلين يا منال؛ أن يظل الطفل نور ـ ابن سنة ونصف ـ الذي ولد في السجن إلى جوارك سجينًا في الظلام، أم ينضم إلى إخوته الثلاثة في الخارج؟ ماذا كانت سترد على السجينة "قاهرة السعدي" ولو تحاورتا معًا؛ أيهن أسعد حالاً، أم أيهن أشقى!! "منال غانم" التي تربي ابنها في السجن، وإخوته الثلاثة خارج الأسوار، أم "قاهرة السعدي" التي لم ترَ لأولادها الأربعة صورة منذ سبع سنوات؟


من مفارقات اللغة العربية أن إحدى السجينات العربيات الفلسطينيات المحرومات من أطفالهن تحمل اسم 'قاهرة' ويحمل زوجها اسم 'ناصر', ولكل من قاهرة وناصر السعدي من اسمه نصيب، وللمجتمع العربي دلالة الأسماء، وصدق الوفاء، لعظة الشرفاء، وعظمة العطاء.


ولصديقي "جلعاد شليط" في سجن "حماس" أقول: دموعي التي حبستها عشر سنوات في السجون الإسرائيلية، تسيل الآن وأنا أكتب عنك وعني.

المرأة الفلسطينية السجينة مازال فيها قلب ينبض ومشاعر نحو أولادها ..يعني مازالت حية ..
ومازالت تصرخ بأعلى صوت ،وتقاوم بشهامة ..أما العرب ..أين هم العرب ؟؟ أتقصد العرب الأموات أم الأحياء ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟أم المتواطؤون مع الصهاينة وأمريكان ؟؟ظ،أم العرب الجبناء ؟ أم الخونة؟ فهؤلاء أموات على أموات ....
فالعرب الأقوياء والمناضلون من لهم غيرة على أمتهم وإخوانهم العرب ، تحت رحمة حكامهم ،يغلقون أفواههم بالسياط .،..
مقال موجع

د. فايز صلاح أبو شمالة
25/10/2008, 02:43 AM
أخي الدكتور التهامي الهاشمي
لك التحية والتقدير، في مناطق الصراع مع العود الصهيوني، تسمع، وترى، وتتلمس الوجع في كل بيت
وليس غريباً على من يقترف المجازر أن يحرم الأم من أطفالها، وأن يحرم الأنسان من بيته
ندعو الله أن يخلصنا من هذا الغاصب
وأدعو لك بطول العمر، والعمل الدءوب
ولك من التقدير

د. فايز صلاح أبو شمالة
25/10/2008, 02:52 AM
الأخت ناهد حسن
أنا لم أكتب ما قالته قاهرة السعدي، فقط نقلت ما اشتكته لوزير الأسرى السابق "هشام عبد الرازق"، عندما زارها في السجن.
وهذه مشاعر إنسانية، لا يمكن القفز عنها، والدموع ردة فعل طبيعية
ذات يوم نقلت مريضاً جداً من سجن نفحة إلى مستشفى "سوروكا" في بئر السبع، وأجلسني الحراس على مقعد في انتظار استكمال الإجراءات لدخول المستشفى، وكنت مقيداً بالحديد رغم المرض المقعد،
جاءت امرأة يهودية وجلست إلى جواري، بعد قليل جاءت طفلتها الصغيرة فرحة، لتجلس بيني وبين أمها، كانت الطفلة في عمر طفلتي التي لم أرها لسنوات، فرحت أنظر إليها بهدوء، وأحسبها ابنتي، وكان قلبي يطير فرحاً، ونسيت ما أنا به من أوجاع.
نظرت الطفلة، فرأت الحديد في قدمي، وفي معصمي، ففرت مذعورة.
فماذا كانت ردة فعلي ؟ وقد فرت من ظننتها كابنتي، وخافت من هذا الوحش المقيد بالسلاسل؟
أحياناً دموع القلب تطفئ النار
لك احترامي

د. فايز صلاح أبو شمالة
25/10/2008, 02:59 AM
الأخت مالكة عسال
مقال موجع حقاً، لأن الواقع العربي موجع
ويجب أن نحس بهذا الوجع كي نعمل على التخلص منه
فعلاً، كنت أجلس على منصة الخطابة، ونظرت إلى الحضور، لقد نكس الجميع رأسه في القاعة التي تضم أكثر من ألف مشارك عندم صرخت المرأة العربية: أين زوجي؟ كيف تجلسون هنا، وزوجي في السجن؟
لك التحية

Dr. Schaker S. Schubaer
25/10/2008, 09:05 AM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الأمين

لوحة رقم (01): هذا هو اتجاه بوصلة المجاهدين
مصلحة الأمة فوق المصلحة الفصائلية،
هَمُّ الأمة يتقدم هَمُّ الفصيل،
إذا افترقا، فهل يبقى موضع للسؤال: أين أتجه؟؟!

تحية لأخي الكريم د. فايز أبو شمالة،
وحفظ الله بوصلتك.

وبالله التوفيق،،

د. فايز صلاح أبو شمالة
25/10/2008, 12:48 PM
أخي الدكتور شاكر شبير
لم تقل لي:
هل ارتجف قلبك وأنت تقرأ صرخات قاهرة السعدي؟
مع الاحترام

Dr. Schaker S. Schubaer
26/10/2008, 11:17 AM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الأمين

لوحة رقم (02): العين تدمع والقلب يخشع .. لا تعرف قلوبنا الارتجاف
أود أن أقول لأخي الكريم الدكتور فايز أبو شمالة:
قد يختلف رد الفعل من فرد إلى آخر،
لا شك ان قلبي خشع،
وأن نهر من الدموع بدأ يتدفق من ينبوع نسميه المآقي،
حزناً على شعبنا العظيم،
حزناً على أطفالها التي تركتهم وراءها،

حزناً على حزنها على أطفالها الذين تركتهم وراءها،
ففيها معاني الأمومة العظيمة،
الغزالة التي تهرب من الذئاب بطبعها،
تقف لتواجه تلك الذئاب لتدافع عن صغيرها،
http://www.youtube.com/watch?v=V8Wxguz2_wU
فأحس بكل كلمة تقولها هذه الأم العظيمة، واحس بآهاتها التي لم تسجلها في مداخلتكم الكريمة.

أحس بشعور الأب،
الذي قد يسأل نفسه في لحظة من اللحظات الضعف البشري،
فيتساءل في نفسه وهو في وحدته في زنزانة العدو:
ربما لم يكن من الحكمة أن أخلف،
وأنا لا أستطيع أن أرعاهم،
ولا يأتي له صوت ليطمئنه أن زوجته الوفيه خلفه ترعاهم،
فهي في سجن الاحتلال قابعة،
فيزداد ألماً،
وليس له إلا أن يتطلع إلى الله أن يحفظهم،

لكن أطمئنك أن القلب لا يرتجف،
ولن يرتجف بإذن الله،
أدعو الله العلي القدير أن يثبته على الإيمان،
ولا يتركه يرتجف.

وبالله التوفيق،،،

د. فايز صلاح أبو شمالة
26/10/2008, 12:12 PM
د. شاكر شكري شبير
كنت واثقاً من نبل مشاعرك، ولم أتشكك للحظة بأنك إنسان حساس.
شاهدت الشريط، ولا تعليق على الألم
لك محبتي
أخوك
د. فايز أبو شمالة

فراس الحمداني
05/11/2008, 11:37 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

استاذنا الدكتور فايز ابوشماله

والله انك سطرت كلمات تفطر منها القلب ولولا خشيتي من التعدي على حدود الله لقلت كلمات لو نزلت على جبل لجعلته كالعهن المنفوش اشكرك جزيل الشكر على ما تقدمه لنا من مقالات ومواضيع تأثر في نفوسنا وتشحننا بطاقة من الغيرة والعزه والحماس وتعطيني دفعة ربما تكون اعواما للامام لنستمر ونستمر في نضالنا ومقاومتنا ضدد الاحتلال الطاغيه.

سيدي الفاضل هل تسمح لي؟؟؟؟

- السجون العربيه هي اشد جورا وظلما وقهرا مقارنة بسجون الصهاينه ( اليهود اعدائنا يحتلون ارضنا وليسوا ولم ولن يكونوا ابدا منا)

- يقول تعالى في محكم التنزيل: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ( وما كان لنبي ان يكون له اسرى حتى يثخن في الارض) صدق الله العظيم.

-من يوم ان اسر جلعاد شاليط استشهد مئات الفلسطينيين وجرح الالاف وسجن مئات اخرين وذلك تلبية للنداء من قبل حكومة شاليط لصرخة شاليط وهو اصلا لم يصرخ ولم يسمعوا اناته ولا اهاته وانما يريدون ان يفدوه بالغالي والنفيس ونحن نسائنا والمرأه كلها عوره خلف قضبان سجونهم وما من مجيب؟؟؟

-ما بالنا نصرخ ونبكي من جور اليهود ويوم ان تكالب المتكالبون من ابناء شعبنا حماة الوطن على الكرسي اذاقوا بعضهم البعض مرارة العذاب ( حماس و فتح) من اجل الكرسي والمناصب وحب الذات ونسوا صرخات هذه المراه في مركز رشاد الشوا وصرخات وانات الثكالى والايامي والجرحى وشهداء ما زالت دمائهم لم تجف في ارض المعركة مع اليهود.

-يا قادتنا في فلسطين اولا ويا زعماء العرب اما وصلتم مرتبة ابو جهل والوليد بن المغيره وغيرهم من صناديد قريش نعم قد كانوا كفارا وحاربوا الاسلام ولكن لم تمت فيهم النخوة والشهامه بالدفاع عن الارض والعرض واكرام الضيف وحماية واجارة من استجار بهم. وردا على بطولاتهم في مثل هذه المواقف يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف ( بعثت لاتمم مكارم الاخلاق) او كما قال صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

شكرا سيدي الدكتور مره اخري واعتذر ان اخطأت في حق احدهم!!!!

د. فايز صلاح أبو شمالة
07/11/2008, 02:06 AM
الأخ فراس الحمداني
أشكرك على معايشتك الوجدانية للمقال، وعلى دقات قلبك تعاطفاً، وخوفاً
وقد لا اختلف معك كثيراً فيما ذهبت إليه، ولكن هنالك أمل، وهنالك فارق، فالتجارب لا تعيد نفسها، وإن تكررت، ومهما يكن، فنحن نمر بمرحلة مخاض، ومن المؤكد أننا سنخرج أكثر قوة، وأكثر استقامة، وأكثر دراية بطريقة تحقيق الهدف
لك التقدير