المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الوضع التعليمي في القدس كارثي



د- صلاح الدين محمد ابوالرب
24/10/2008, 11:25 AM
القدس المحتلة - الدستور -

قالت اعتدال الاشهب نائبة مدير التربية والتعليم في القدس المحتلة :"ان الوضع التعليمي في القدس المحتلة مأساوي وسينعكس سلباً على مستقبل الاجيال المقبلة ".

و اكدت الاشهب في لقاء خاص بـ ( الدستور ) في القدس :" ان الانسان المقدسي بصفة عامة محاصر في عدة مجالات من بينها التعليم. وهذا الانسان غير حاصل على حقوقه الاجتماعية كما انه مهدد بحرمانه من الاقامة في مدينته وهذا الحصار لا يقل شدة عن محاصرة اهالي غزة .

وقالت :"القدس تسير نحو الهاوية وقد يأتي زمن ليس ببعيد لن تجد في مؤسساتنا قيادة - من الذكور تحديدا - فقد تم تدمير التعليم في مدارس القدس تدميرا كاملا ، ومؤشرات ذلك ظاهرة للجميع بدليل انك تبحث حاليا عن معلم لمدرسة ذكور فلا تجده في مدينة القدس الشرقية المحتلة".

واضافت ان هناك الكثير من المحاولات والورش والندوات التي تعالج قضايا التعليم في القدس ولكنها لا تخرج الى حيز التنفيذ ولا توجود خطة حقيقة ولا تخطيط استراتيجي لمدينة القدس. وقضية التعليم تحديدا ، خاصة وان تعدد الجهات المشرفة على التعليم في القدس يحد من القدرة على وضع اي خطة استرتيجية لموضوع التعليم. فهناك قطاع تعليمي تحكمه وكالة الغوث لا يتجاوز 5% من قطاع التعليم ، وهناك القطاع الذي تشرف عليه المدارس الخاصة الاسلامية والمسيحية وهي تسعى للحصول على مساعدات من بلدية القدس ، وهنالك قيود على سياسة هذه المدارس مستقبلا ، اما قطاع التعليم في الاوقاف فيقف مكانه غير قادر على التوسع لا رأسيا ولا افقيا ، بالاضافة الى المدارس التابعة للمعارف والبلدية كما توجد مدارس تجارية ومهنية لها مرجعياتها وسياستها والتعليم مفرغ من مضمونه في القدس .

تحت خط الفقر

واكدت ان التدهور يتسارع بشكل كبير كما ان غالبية الاسر المقدسية دون خط الفقر ولا تستطيع دفع اقساط اولادها في مرحلة الروضة اي ما قبل التعليم الرسمي .

وعن عدد المدارس قالت عندما تتحدث عن عشر مدارس في مديرية ما فانك تقصد بذلك مدارس حقيقية وبناء مدرسي متكامل يضم كل مبنى 20 غرفة دراسية على الاقل. ويمكن القول ان هناك في القدس 37 مدرسة تابعة لادارة الاوقاف وهي اشباه مدارس معظمها ابنية قديمة مستأجرة ، ولذلك فان هذا العدد غير دقيق ومن المؤكد ان المدينة بحاجة الى 2000 غرفة دراسية باعتراف اجهزة البلدية وضمن احصائياتها .

وعن نسبة التسرب قالت :"لا يمكن حصر نسبة التسرب من المدارس لتنوعها ولكن هنالك اعدادا كبيرة من الطلاب الذين يتسربون في العيسوية وهي تجمع سكاني كبير لعدم وجود مدارس فيها صفوف بعد التاسع وقد تم اغلاق مدرسة عبد الله بن الحسين وتحويل طلابها الى حي الثوري وقد لجأؤوا الينا لاستيعابهم اما غالبية طلابها فانهم حرموا من الدراسة وقبلت مدرسة شعفاط عددا من هؤلاء الطلبة وقد تسرب هؤلاء الطلاب الى العمل في قطاع الخدمات داخل اسرائيل ".

وخلصت الاشهب في ختام اللقاء الى القول :" ان الوضع التعليمي في القدس في كارثة ستنعكس على مستقبل جيل كامل باكمله ما يهدده بالانحراف وتعاطي المخدرات والعمل في الخدمات الرخيصة باسرائيل ".

التسرب.. والتسريب

وقالت :"ان مدارس القدس تعاني من ازدحام شديد جدا لعدم وجود مقاعد للطلبة والتسرب الذي يحصل في قطاع التعليم - تحديدا بالقدس - عبارة عن شقين احدهما تسرب والثاني تسريب. الاول خروج الطلاب من دائرة التعليم كليا بسبب الفقر وعدم وجود مدارس قرب التجمعات السكانية الفلسطينية ، اما التسريب الذي يعتبر الجهاز التعليمي مسؤول عنه فهو ناتج عن عدم وجود مقاعد دراسية للطلبة الذين يسربون ما بعد الصف التاسع من المدارس التي لا يوجد فيها صف بعد التاسع وهم لا يجدون متسعا لهم في المدارس.

واضافت ان عددا كبيرا من المدارس في المرحلة الاساسية يتسرب طلابها حيث لا يجدون مقاعد لعدم وجود ابنية جديدة ، وهكذا فان استيعاب مدارسنا محدود جدا ، مؤكدة ان المدارس الخاصة استيعابها محدود ولا يمكن دخولها لغير المقتدرين ماديا ".

واوضحت ان مدارس البلدية الإسرائيلية في القدس المحتلة عاجزة عن استيعاب المزيد من الطلاب ، لذلك فان هناك 9 الاف طالب خارج الاطار المدرسي ، وتحتاج القدس المحتلة اليوم الى 1350 غرفة تدريسية وهي عاجزة عن استيعاب الاعداد المتزايدة من الطلاب ، وهناك حاجة لي 1900 غرفة حتى العام 2010 باعتراف المعارف والبلدية الاسرائيلية.

ولفتت الأشهب الى وجود عدد كبير من الطلاب المحرومين من الدراسة حاليا ، وقد تحولوا الى باعة متجولين واصحاب بسطات وهذا سيؤدي الى نتائج بالغة الخطورة على شعبنا ومجمعنا المقدسي اذ انهم قد ينجرفون الى مسلكيات ضارة.

وعن المشاكل التي تعترض اقامة مدارس جديدة في القدس ، اوضحت الاشهب ان سلطات الاحتلال تمنع بناء مدارس جديدة ، كما ان التكاليف والرسوم الباهظة تزيد من صعوبة الحصول على رخصة بناء ، بالاضافة الى ندرة الرخص التي تصدرها البلدية الإسرائيلية لبناء مدارس ".

وتابعت :" اما شراء عقارات وابنية لاستخدامها كمدارس ، فانه يحتاج الى ممولين كما لا توجد استراتيجية او سياسة تضعها جهة مسؤولة بحيث تكون قابلة للتنفيذ يتم بموجبها شراء ابنية واعادة تأهيلها كمدارس ".

وقالت :" اننا نفتقر الى مساحات من الاراضي الصالحة لبناء مدارس عليها ، وهذا يتطلب تكاليف باهظة يصعب ايجاد من يغطيها .