المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الهامشيون والبيئة (8) الفلاحون والكتان



محسن رشاد أبو بكر
24/10/2008, 04:16 PM
الفلاحون والكتان

أدوات بسيطة تلك التى يمكنك رؤيتها فى بيوت الناس بقرية جرفس التابعة لمركز سنورس بمحافظة الفيوم ، جنوب غرب القاهرة ، هيكل خشبى مثبت بجوار أحد الحوائط ، يوجد به ثلاثة مسامير طويلة ، أحد هذه المسامير يتدلى منه دوبارة طولها حوالى 50 سم ، عجلة قيادة بها عمود تحكم فى دوران العجلة. تقوم الزوجة أو أحد الأبناء بقيادة العجلة. ويقوم آخر من أفراد الأسرة بتشبيك جزء من نبات الكتان المفتول المعلق على كتفيه فى الدوبارة التى تتدلى من أحد المسامير ثم يسحبها حتى يصنع أمتار أخرى من الدوبارة.

وعلى الرغم من بساطة إنتاج الدوبارة واحتراف العديد من أهالي القرية لهذه الحرفة منذ أكثر من سبعين عاما. إلا أن هذه المهنة قد بدأت فى التدهور بسبب انتشار حبال البلاستيك وكذلك ارتفاع أسعار نبات الكتان ، وتحكم عدد قليل من التجار فى مبيعاته لأهالى القرية.

لكن الأهالى لم يستسلموا لتلك الظروف ولا زالوا يحاولون الحفاظ على مهنتهم المحببة لديهم ، والتى تساهم فى توفير حفنة من الجنيهات يشترك فى صناعتها كل أفراد الأسرة ، وتمكنوا بالفعل بمساعدة بعض مؤسسات المجتمع المدنى من شراء كميات من نبات الكتان وصيانة أدواتهم اللازمة لإنتاج الدبارة ، وإعادة إحياء مهنتهم المحببة لديهم والمتوافقة بيئيا.

ولم يكتفى أهالى القرية البالغ عددهم حوالى 15 ألف نسمة بهذه المساعدة لتطوير مهنتهم ، فبدأوا أيضا فى تطوير استخدامات منتجهم من الدوبارة. فبعد أن كانت شلح (لفات) الدبارة تباع فقط بالأسواق لمصنعى الأحذية وعربات النقل التى تستخدمها فى حزم البضاعة ومصنعى الحصر من نبات السمر ، ابتكرت أحد فتيات القرية استخداما آخرا للدوبارة بأن قامت بعمل نول خشبى صغير لتصنيع مفارش وشنط من الدوبارة.

وبممارسة تلك الحرفة يقضى عددا كبيرا من أهالى القرية أوقات فراغهم فى صناعة الدوبارة ويوفرون مصدرا ثانويا للدخل ، ويبقى ضمان استمرارية ممارستهم لهذه الحرفة مرهونا بدعم مجهوداتهم لتطوير منتجهم لتكتسب البيئة حرفة متوافقة معها من خلال نشاط يشترك فيه كل أفراد الأسرة فى بيوتهم البسيطة.

عبدالقادربوميدونة
24/10/2008, 05:50 PM
الأخ محسن رشاد أبي بكر المحترم :
شكرا لك على المساهمة البيئية الهامة ..الصناعات التقليدية أوالحرف والمهن الريفية تتجسد فيها دائما وفي مختلف البيئات ثلاث مجالات أوحقول إبداع.. تشملهم ثقافة البدوي أوالريفي أوساكن الفيافي والقفاروالأدغال والأحراش ..زراعة صناعة.. أخلاق ..بأبسط الأشياء المتوفرة لديه في محيطه البيئي يصنع ويزرع ما يكفي حاجته ..وبوساطة ذلك يلجأ إلى تدويرالمادة الخام في حلقة استرجاعية مبدعة.. الماء.. التربة.. البذور.. ضوء الشمس.. ذراعاه ..فينتج وينسج ويستهلك ويعيد الكرة دونما إذاية لمحيطه ولا لبيئته.. ولا يحتاج لدعم خارجي مهما كان ...ما عدا المعادن ملح..مثلا وحتى هذا قد تم اكتشافه كألواح في الجبال أو على ضفاف البحيرات المالحة .. الخ ...
ولذلك ترى البيئة الريفية أنظف وأجمل وأطهرمن بيئة المدن والحواضر.. التي كثيرا ما كان يفخرأهلها بمزايا التحضر فأيهما أكثر تحضرا اليوم يا ترى ؟
...السؤال يبقى مطروحا على المهتمين بعالم البيئة ؟
ملاحظة :
" الدوبارة " في مصرتعني ما كتبت أنت عنه أعلاه بينما وفي الجزائر تعني تحضيرأكلة شعبية تقليدية تتميزبحرارتها ..حمص وفول وتوابل مختلفة.. وأكثرها الفلفل الحار ..ولا سيما في جنوب شرق الجزائر ..بسكرة .

محسن رشاد أبو بكر
25/10/2008, 10:03 AM
الأخ محسن رشاد أبي بكر المحترم :
شكرا لك على المساهمة البيئية الهامة ..الصناعات التقليدية أوالحرف والمهن الريفية تتجسد فيها دائما وفي مختلف البيئات ثلاث مجالات أوحقول إبداع.. تشملهم ثقافة البدوي أوالريفي أوساكن الفيافي والقفاروالأدغال والأحراش ..زراعة صناعة.. أخلاق ..بأبسط الأشياء المتوفرة لديه في محيطه البيئي يصنع ويزرع ما يكفي حاجته ..وبوساطة ذلك يلجأ إلى تدويرالمادة الخام في حلقة استرجاعية مبدعة.. الماء.. التربة.. البذور.. ضوء الشمس.. ذراعاه ..فينتج وينسج ويستهلك ويعيد الكرة دونما إذاية لمحيطه ولا لبيئته.. ولا يحتاج لدعم خارجي مهما كان ...ما عدا المعادن ملح..مثلا وحتى هذا قد تم اكتشافه كألواح في الجبال أو على ضفاف البحيرات المالحة .. الخ ...
ولذلك ترى البيئة الريفية أنظف وأجمل وأطهرمن بيئة المدن والحواضر.. التي كثيرا ما كان يفخرأهلها بمزايا التحضر فأيهما أكثر تحضرا اليوم يا ترى ؟
...السؤال يبقى مطروحا على المهتمين بعالم البيئة ؟
ملاحظة :
" الدوبارة " في مصرتعني ما كتبت أنت عنه أعلاه بينما وفي الجزائر تعني تحضيرأكلة شعبية تقليدية تتميزبحرارتها ..حمص وفول وتوابل مختلفة.. وأكثرها الفلفل الحار ..ولا سيما في جنوب شرق الجزائر ..بسكرة .

كما الدوبارة الجزائرية الحارة تأتى مداخلاتك ، ثرية بمضمونها الذى يؤكد على أهمية تطوير الحرف البيئية كمدخل أساسى للحفاظ على البيئة والاعتماد الجماعى على الذات حيث تعتمد بشكل أساسى على موارد البيئة المحلية دون استخدام تكنولوجيات مستوردة


أستاذى الفاضل القدير عبد القادر ميدونة
دمت بخير ودام لنا حسن عطائك وثراء مداخلاتك