المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : معرض الخريف.. خريف أكثر اصفرارا؟!



عمار حسن
24/10/2008, 06:02 PM
معرض الخريف.. خريف أكثر اصفرارا؟!

بإ فتتاح متقشف ؟! انطلق المعرض السنوي للمحترف السوري باسم معرض الخريف.
وقد جرت العادة أن ينوب عن السيد رئيس الجمهورية, لكون المعرض برعايته وزيرا إن لم يرافقه عددا أخر, وقد وصل في احد السنين إلى خمسة وزراء!؟ ومن هنا تبرز أهمية الرعاية الكريمة التي أولها سيادته لهذه التظاهرة لما تؤثر إيجابا على مسيرة هذا المحترف, لكن غياب وزير الثقافة خارج القطر لحضوره مؤتمر وزراء الثقافة العرب ما أوقع الجميع في حالة من الارتباك البروتوكولي ما افقد الافتتاح الكثير من بريقه!! رغم حضور العديد من السفراء العرب والأجانب.
هل بدأ الخريف فعلا لهذا المحترف؟!
السؤال هنا ليس دعوة إلى التشاؤم بقدر ما هو محاولة لأن ينهض هذا المحترف بسويته الفنية والثقافية والإنسانية إلى مستوى تليق بالفنان السوري الموغل في الحضارة إلى حدود الفينيق مخترعوا الحرف والأرجوان.
لكن النوايا الطيبة لوزارة الثقافة ومديرية الفنون وحدها لا تكفي رغم التحضيرات الكبيرة والتشاور مع مجموعة من كبار الفنانين السوريين في الشهر السابع من هذا العام والآمال الكبيرة التي عقدت على إنجاح المعرض السنوي والتي لم تكن لتلقى الصدى على ارض الواقع لأسباب يتقاسمها الفنان والمؤسسة.
فما الذي جرى في هذه التحضيرات وما الذي خرجت به..
1- تقسيم المعرض السنوي إلى أربعة معارض, معرض الخريف الذي يشارك به من تجاوز الخمسين من العمر ويخصص للأكاديميين المحترفين ويقدم به خلاصة تجاربهم الفنية ولا يخضع المشاركون به إلى لجنة تحكيم.
2- معرض الربيع ويشارك به الشباب الاكاديمين. ويخضع للجنة تحكيم.
3- للموهوبين الذين درسوا الفن دراسة خاصة ولهم حضورهم وتميزهم على الساحة السورية.
4- معرض الناييف( الشعبي أو العفوي) وفنانيه كثر ويستحقون العناية لاكتمال الصورة الإنسانية للفن السوري.
علما أن لجان التحكيم لا تشارك بالمعرض بل يكون لهم حيزا خاصا ومستقلا للعرض.
لكن الذي حدث أن اختصرت هذه الطروحات إلى معرضي خريف وربيع وكان الخريف لتشكيلة من العارضين اكاديمين وغير ذلك حتى أن لجنة التحكيم شاركت في المعرض رغما أن بعضا من أعمال لجنة التحكيم لا ترقى إلى سوية عمل فني دون أن نشير إلى الأسماء!
ضوء على المعرض
أكثر من 200 مشاركا جمعتهم جنبات المتحف التاريخي لدمشق
وقد توزعوا على ثلاث قاعات وخيمة! ضمت القاعة الأولى وهي القاعة الحلبية الأعمال المميزة وبينها أعمال لجنة التحكيم
وان كانت كلمة مميزة ليست دقيقية هنا!!
قاعة الثلاث طرزات وقاعة المصعدين ضمتا بعض الأعمال إضافة إلى النحت والخزف, بينما تكلفت الخيمة بباقي الأعمال.
ومن الملاحظات اللوجستية على المعرض غياب الإضاءة المدروسة والمناسبة لرؤية الأعمال, تلاصق الأعمال من بعضها لدرجة انه يمكن أن ترى ثلاثة أعمال دفعة واحدة وهذا في غير صالح العمل. عدم وجود مسافة البعد الكافية المتناسبة مع حجم العمل وخصوصا في القاعات. وجود الأثاث التاريخي في القاعات أعمال فنية بحد ذاتها نافست بحدة الأعمال الفنية. الخلفية التي عرضت عليها اللوحات غير مناسبة لوجود
العديد من المثيرات اللونية. ويمكن أن نضيف عدم وجود المرافق المناسب من مديرية الفنون للإجابة على أسئلة زوار المعرض وتقديم الشروحات المناسبة, سيما وهي المعنية بمتابعته على الأرض طيلة وقت الافتتاح وليس الاكتفاء بحراس المتحف؟!
سوية المعرض
تختلف الآراء حول سوية الأعمال وهذا طبيعي هذا لو كنا نشاهد أعمال لهواة, لكن الأمر يختلف عندما ندخل تحت مسمى معرض الخريف المخصص للنخبة من الفنانين السوريين حيث تجد بهذا المعرض أسماء لم تسمع بها من قبل وسويات لا ترقى للدخول تحت هذا المسمى ما دفع بالفنان عبد الرحمن ليقول: أن خمسة وسبعين من أعمال المعرض لا يجب أن تكون هنا بل لها مكان أخر.. ويضيف انه المعرض السنوي الاسوأ الذي أشاهده!
أما الفنان والناقد طاهر البني فيقول: ثمة سويات هابطة أعطت صورة سلبية عن المعرض, وسبب ذلك يعود إلى الاختيار السيىء للأعمال, ويضيف أيضا أن الأسعار الزهيدة بالمقارنة مع سعر اللوحة في أمكنة أخرى لا بد وان تؤثر سوية عرض اللوحة في هذا المعرض.
لكن ما الذي يدفعنا للحكم إن جاز لنا أن هذا المعرض لم يكن بمستوى الطموح؟
ذلك لان الكثير من الأعمال لا ترقى لان تكون عمل فني يشاهد بهذه التظاهرة لضعف الأسلوب والموضوع بما في ذلك أساسيات العمل الفني, والأسماء كثيرة وان كنا لا نريد ذكرها الآن, ومرد ذلك في رأينا إلى دخول الواسطة من داخل لجنة التحكيم ومن خارجها ربما واثر ذلك في قبول الكثير من الأعمال. فهل يعقل أن مشاركا في الصيف الماضي بمعرضا في المركز الروسي ذا سوية فنية سئية تكون مشاركته الثانية في المعرض السنوي فقط لأنه على علاقة طيبة بأحد (عناصر) لجنة التحكيم!! وهل يعقل أيضا أن يشارك الموتى بهذا المعرض؟!! إضافة لشرط هام تجاوزه الكثير من العارضين
هو عدم الالتزام بان اللوحة يجب تكون من أخر ما أنجزه الفنان أي 2007 لا أن تعود إلى سنوات!!
هذا التفريط غير المبرر من قبل لجنة التحكيم التي وضعت لهذه الغاية موضوع برهن المسألة إذا كنا نريد لهذا المحترف أن يتطور, ويعود إليه العاكفين من بقية الفنانين السوريين الكبار عن المشاركة فيه من سنوات عديدة؟!!
لو اخترت الأعمال لاكتفيت ب 30 لوحة..
السيدة نبال بكفلوني مديرية الفنون الجميلة, لقد نظمت معرضا جيدا في الظروف المتوفرة فمديرية الفنون لا تملك مكان للعرض وقد طلبت من المسؤولين عن خان اسعد باشا والمتحف الوطني العرض لديهم وكانت أجابتهم انه غير ممكن؟!!لحجزا المكانين المسبق!
لذا كان الأنسب هو العرض في متحف دمشق التاريخي من اجل التغيير ومحاولة مني لإحياء هذا الصرح المغمور وتسليط الضوء عليه, وأنا راضية عن المكان ولا اعتقد أن قطع الأثاث تشكل عائقا أمام متذوق اللوحة بل هو نوع من تجانس الفنون يضفي جمالا على جمال..
لقد حرصت بنفسي على توجيه الدعوات وزيارة الفنانين الكبار مع رجائي بمشاركتهم لكن البعض للأسف لم يشارك.
وأما عن لجنة التحكيم فتقول بكفلوني: لقد قمنا بتشكيل لجنة بتاريخ 12/7/2007 وكانت مهمتها دراسة واقع الفن السوري وإقامة المعرض السنوي ووضع أسس ومعايير لانتقاء الأعمال ما تمخض عنها إقامة معرضين الخريف والربيع, وعدة لجان ناظمة برأسة الدكتور علي القيم وهي: لجنة للنحت, الحفر, التصوير الزيتي, التصوير الضوئي, والخط العربي. ومهمة هذه اللجان انتقاء الأعمال ووضع الاسعار ا لمناسبة لها, لكن بعض الفنانين لم يلتزموا بهذه اللجان ما اضعف من سويتها. ويعود الأمر في اعتقادي لعدم مبالاة الفنانين المنسحبين من هذه اللجان أو لظروف أخرى!!
تضيف السيدة نبال: لم يكن لي إلا الإشراف الإداري على عمل اللجان دون التدخل باختيارها للأعمال, وارى انه من الطبيعي أن تتباين مستويات الأعمال لكني لست مع أن ينخفض بعضها إلى سوية الهواة, ويعود هذا إلى خطأ الفنان, لكنه لو ترك لي اختيار الأعمال لاكتفيت ب30 عملا لمعرض الخريف هذا!!
أما انخفاض سعر اللوحة لدى وزارة الثقافة بالمقارنة مع سعرها في الصالات الخاصة, وأسباب تأخر صرف مستحقات الفنانين غير المقربين من لجنة التحكيم!! عن السنة الماضية فتجيب السيدة المديرة: أن ما تدفعه وزارة الثقافة ثمنا للوحة هو ليس القيمة النهائية لها بل مقابل رمزي والمقارنة في هذا المجال غير متكافئة, وخصوصا أن وزارة الثقافة لا تملك بندا للفن التشكيلي بل ما يصرف ثمنا للوحات والمقتنيات يؤخذ من بند المكافآت الأمر الذي يؤدي إلى هذا التأخير. ويعود إدراج هذا البند في موازنة وزارة الثقافة للعام القادم للطلب الذي تقدمت به الوزارة إلى رئاسة مجلس الوزراء من أجل إقراره وهذا ما تم وهو إنجاز مهم يعود الفضل فيه للوزير الحالي.
كلمة أخيرة
من الجدير ذكره أنه للمرة الأولى يطبع كتاب مرافق للمعرض يرضى عنه الجميع لجودة طباعته وإخراجه وتغطيته لكل الأعمال, و لابد من التنويه بحيادية السيدة نبال في تقديم اللوحة وترك الأمر لذائقة المتلقي ولشرح الفنان وهذا ما نود تسجيله بكل التقدير للمديرية وللسيدة نبال.



عمار حسن
Ammar7h@yahoo.com
منشور بجريدة البناء