المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هالة الفيصل.. .. الحياة.. بدون تشفير!



عمار حسن
24/10/2008, 06:05 PM
هالة الفيصل.. اللوحة.. الحياة.. بدون تشفير!
دون مواربة كطلقة تكون اللوحة تخترق المحظور بكل وحشية المكبوت حتى انفجار العري كحقيقة تستهدف العين بكل صداميه الرفض للايديولوجيا المستنزفة لجوهر الإنسان والمحرفة لاتجاه الهواء ذاك المستنشق الفكري لحرية الأنا في التحرك في اتجاهات الذات حتى في أدق خصوصيتها وكبتها لدرجة الاخصاء والإقصاء! ذاك الضغط والتعليب للمحظور والمباح, للمكروه والمحرم, يجعل الانفجار أشكالا من الانحراف والالتواء فيغيب معها الإنسان عن كينونته الطبيعية الى شكل من الزيف فلا يكون تحركه في صيرورة الفعل بل سقوطا في سلبية الانفعال ما يجعل من ثقافة الحياة منعكسا مشرطا وفق رنة جرس تشوهات الأنا الأعلى المهيمنة وهنا تبرز وحشية الصورة, اللوحة الإنسانة لا فصل فهالة ولوحتها تتمهايان لدرجة الصرخة ووفق خصوصية المفهوم العري هو عندما لا نكون نحن؟!هالة الفيصل في معرضها الأخير تبرز كفنانة إنسانة ترفض تشييء جسدها وليس جسدها وحسب بل جسد الأنثى الإنسانة كنصف كوني أو كلا كونيا عندما تكون الأم! والأم هنا تلك السابقة لسلطة وتسلط الرجل الذكر! عندها كانت الثقافة هي ثقافة الحياة والسلام وكانت الايديولوجيا مجرد فعل محبة!
اللوحة بفستان الحياة
تقوم النظرية الفرويدية على الجنس كطاقة كعامل أساس في تفسير السلوك لكن المفارقة ان فرويد نفسه الذي تزوج متأخرا أعلن ان (حبه) لم يدم سوى سنه واحدة حتى حنط كورقة شجر صفراء بين دفتي كتاب! بمعنى ان فرويد لم يكن جنسيا! والفنانة الفيصل رغم لوحة العري الكبيرة الصادمة للعين الشرقية المستهدفة بعمق طوطمها التابوي لا تقدم الجنس ولا العري بمعنى التعري بل شكلا فاقعا وحادا من الرفض لهذا المفهوم فهي باردة الانفعال حتى حدود الانفصال عن الرجل في إطار اللوحة لحظة الفعل الجنسي بل مترفعة عن الآلية الغرائزية منشغلة بعوالمها في إحدى لوحتيها تاركة فضاء اللوحة لرسوم الكهوف مازجة البدائية الغرائزية بحيوانات تحمل رمزية الذكورة!! ولكن اللفتة الحادة التي تريد الفيصل إيصالها الى عقل وقلب المتلقي كلماتها التي توهجت بين الرسوم حب, شغف, انتظار, لهفة..لتقول: مفردات العلاقة هذه؟!! بينما نراها في اللوحة الثانية ترمق باستعلاء الرجل الغارق بلذته بكثير من المعاتبة وربما المعاقبة بأنها ليست معه؟! تعبير أنثوي يدفع الصرخة الصامتة صفعة مدوية على وجه الذكر! فثمة غير هذا؟! الفيصل بلوحتها المعلقة؟!! تعيد عكاظ وشعراء المدح والهجو
لكن القصيدة هنا هي العارية هي الحياة تلك الشجرة التي أسقطت أوراقها وثمارها وبقايا رمقها لكنها لم تمت بعد لأنها المرأة ففستانها الدافئ يحمل تكرارات رموز الرجل والمرأة المتقابلين والمتساويين وعلى صدرها تتعانق رموز الأديان فلما الدخول الى أنفاق تشوهات الايديولوجيا؟! هذا ما تقوله لوحتها. لكنها السجينة بفستانها الأحمر ذاك الذي طرز في اللوحة السابقة بغناء الكون أنها في السجن! مذكرة هي الكلمة؟!! لكن للسجن نافذة بقضبان تفضي الى الحرية؟!! مؤنثة هي الكلمة!! ومابين السجن والحرية كما بين الرجل والمرأة لو جعلت النافذة الى الحرية بنصف حجمه لصارت الحياة وهذا أيضا ما تريد هاله ان تقوله!
بحر العيون
عندما قيل ان التقاط الصور للوحات الفيصل ممنوع من قبل الموظف أظهرت الكثير من الامتعاض! لكن سرعان ما أدركت ان الفيصل ولوحتها واحدة وبتوضيح اكثر من الفيصل أخبرتني: يصورون لوحاتي مستهدفين العاري منها بكثير من التدقيق و لا أريد ان تفهم على إنها مجرد عري! وهذا تحديدا ما تجسده الفيصل بلوحة اسميها أنا بحر العيون ذلك لان البحر هنا لا يحتوي اسماك بل عيون تقابل عيون تكاد تلتهم العارية من كل الجهات ما يجعلها فاقدة للفعل التغيري الى الانفعال الاحتجاجي متمثلا بكل ما يتركه من رغبة في الاستسلام والبكاء..!
ذلك لان الفيصل الطفلة بكل تلقائيتها الفاقدة لكيفة الفعل وشكله خرجت لتصور الانفعال بينما ما نمتلكه نحن مجرد الاحتجاج على انفعالها؟!!
عمار حسن
Ammar7h@yahoo.com

منشور بجريدة البناء السورية