المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف ننصر حبيبنا



يمامة
24/10/2008, 11:09 PM
كيف ننصر حبيبنا

مند سنتين أو أكثر والإساءات تتوالى ... ومند أكثر من ذلك والنكبات تتقاطر على هذه الأمة حاملة هذا الدين المجيد ، ونحن ماذا نفعل وسط هذه الظروف القاسية ؟ لا نملك من الفعل بل من رد الفعل غير الشجب والتنديد وفي أكثر الأحيان الخروج في مظاهرات بدايتها سلمية ونهايتها في جميع الأحوال فوضوية ، من تحطيم السفارات الأجنبية في هذا البلد أو داك وتكسير واجهات المحلات واشتباكات ومواجهات مع أجهزة الأمن وقد يصل الأمر إلى وجود جرحى بل وقتلى ولكن السؤال الذي يلح ماذا نقول عن هؤلاء القتلى ؟ هل هم من الشهداء ؟ ولكن الذين قتلوهم هم أخوانهم في الإسلام ، وفي العروبة ، وفي الإقامة ، فهم أبناء بلد واحد ودين وملة واحدة ، ولكن السؤال الأخطر في المضمون هل بهذا سننصر ديننا ؟ وهكذا سندفع الأذى عن حبيبنا ؟ فأجيب حسب وجهة نظري وإن كانت هذه الوجهة خاطئة فأرجو منكم التصحيح إننا بهذا نخذل ديننا ونلصق به أبشع الصفات وهو في حل منها ، إننا بهذا نسيء إلى رسولنا وحبيبنا أكثر مما أساءوا هم إليه فعذرهم أنهم لا يعلمون عن صفاته الحميدة وخلقه الكريم شيء أما نحن فما عذرنا ؟

حتى إنه وصل بنا الأمر أن نخرج في أحد هذه المظاهرات ونسأل أحد الخارجين فيها لماذا خرجت ؟ فيجيب على الفور لنصرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، فنسأل ثانيتا آوهل تعلم الإسم الكامل للرسول الكريم ؟ أوهل تعلم عدد أبنائه ؟ أو ما أسم أمه أو مرضعته صلى الله عليه وسلم ؟ فيجيب وللإسف الشديد بـ (لا)
( وأكرر ملاحظتي بأنني لا أعمم ولكنني أطرح وجهة نضر قابلة للنقاش )

عندها نقف أمام الحقيقة المرة وندخل من جديد في دوامة الأسئلة والتي قد لا نجد من الردود عليها ما يروي ظمأنا فنسأل ومن دون تفكير إداً من أجل من تتظاهر ؟ هل من أجل رجل لا تعرف حتى اسمه بالكامل تخرج ؟ كيف تدعي أنك تحب من لا تعرف ؟ كيف تقول أنه قد أخذتك الحمية لهذا الدين وأنت لا تعرف أصلاً من صاحبه ؟ ولماذا يدعو ؟ تتزاحم الأسئلة حتى تحس أنك وصلت إلى طريق مسدود من كثرة الأسئلة وقلة بل وانعدام الإجابات .

أما الآن فأجد أن بعض هذه الأسئلة قد بدأ يتوجه إليّ بصفتي من حاول كتابة هذا المقال وفتح النقاش في هذا الموضوع وكأنني أجد لسان حال القارئ الكريم يقول كيف إذاً ننصر حبيبنا ورسولنا الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) إن كانت تلك الطرق لم تعجبك أو بالأصح لم تقنعك ؟
سأجيب

على هذا السؤال الذي من اجله دخلت في هذا الموضوع من الأصل وحاولت الكتابة فيه بإمكانياتي الخطابية والأدبية المتواضعة .
ولكنني قبل أن أجيب أقول بأنني بالأخص وليس بالتحديد أتوجه إلى شباب هذه الأمة لأنهم القلب النابض الذي يسعون إلى قتله ، والصوت المرتفع الذي يسعون إلى إسكاته ، والبصيرة الثاقبة التي يسعون إلى تشويشها بل إلى طمس معالمها فأقول إخواني وأخواتي فلننصر نبينا وحبيبنا ولكي لا يكون كلامي مجرد حبر على ورق فسأحاول أن أضع نقاط محددة للإجابة على هذا السؤال وهي :-
1- أولاً يجب أن نعلم من هو الرسول الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) ولا أقصد بهذا معرفة اسمه أو ما شابه بل يجب التعمق في ذلك ، يجب أن نعرف ونتتبع سنته صلى الله عليه وسلم ، ونحفظ سيرته ، ونتعلم كل خصاله الحميدة ، وهذا ما يدفعنا إلى حبه والتمسك به فإنه عندما تدافع عن شخص تعرفه بحق وتحبه بصدق فهذا سيكون أجدى وأنفع وأبلغ بكثير منه عندما تدافع عن شخص لمجرد إنك رأيت غيرك يدافع عنه ولا يتعدى الأمر عندك تاذية واجب .
2- أن نأخد زمام المبادرة وأن لا نقول إن أساءوا رددنا وإن اكتفوا اكتفينا بل يجب أن نكون البادئين بالتعريف بهذا الدين ونبيه الكريم وبأكثر تطور ومدنية حتى نتجنب الإساءة إلى هذه الأمة ودينها الكريم من الأصل .
3- قالت العرب ( وداوها بالتي كانت هي الداء ) فيجب أن نستعمل الحجة الدامغة والبرهان والدليل القاطع وأن نستخدم الحوار الهادف فديننا نُشر بالحوار والدليل والبرهان وليس بالسيف والإرهاب وأريد أن أنبه إلى شيء وهو إننا وإن عرفنا كيف نسلك الطريق الصحيح للنقاش وكان سلاحنا الإيمان ثم العلم فإننا الرابحون لا محال فإن أرادوا النقاش في الحرية والمساواة فنحن أول من أثقنها ونبينا وديننا الكريم من ساوى بين أكبر سادة مكة أمية بن خلف وعبده بلال بن رباح وقال إننا كلنا عبيد لله الواحد الأحد بل وكرم سيدنا بلال بأنه إمام المؤذنين إلى يوم القيامة ، وإن أرادوا أن يتحدثوا عن حرية المرآة فديننا ونبينا أكثر من كرمها وجعلها جنباً إلى جنب مع أخيها الرجل ( مع عدم المساس بطبيعتها كأنثى ) فكانت أول من آمن بالنبي امرأة ، وأول من استشهد في سبيل هذا الدين امرأة ، ومن أستأمنها النبي صلى الله عليه وسلم على سره وسر صاحبه في الهجرة امرأة ، ومن بات عندها ليلة الهجرة المباركة ودمه مهدور عند قومه امرأة ، والأمثلة كثيرة ونحن لسنا بصدد حصرها ، وإن أرادوا التحدث عن إنسانية وكرامة الإنسان وحفظها فأقول إن نبينا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم أول من حفظ إنسانية الإنسان حتى في أشد المواقف وأصعبها وهي الحروب وهو من قال ( لا تقتلوا شيخاً ولا طفلاً ولا امرأة ولا تجهزوا على جريحاً ولا تقيدوا أسيراً ولا تقطعوا شجرة مثمرة ) فهل هناك حفظاً لكرامة وإنسانية الإنسان أكثر من هذا ؟
4- أما أخر ما في جعبتي فإنه أن لا نستهين بقدراتنا فنحن أصحاب حضارة والأكثر من ذلك أصحاب حق فإذا قرر كل فرد منا ان يفعل شيء من أجل هذا الدين وهذه الأمة وحسب قدراته فقط فإنه بالتأكيد سينجح ، لو خرج كل من قرأ هذا المقال وهو مصمم في قرارة نفسه ان يعمل عمل واحد من اجل الإسلام والأمة فإنه سينجح ، لو قرر كل كاتب أن يكتب في حسن سيرة وخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكل من له قدرة على الحفظ استغلها في حفظ كتاب الله وحفّظ ما حفظه لغيره لتغير حالنا ، لو تحرك كل من له قدرة على الإقناع في اتجاه معرفة السيرة النبوية وأمجاد هذه الأمة وهذا الدين وشرحها بطريقة سهلة إلى آل بيته وأصدقائه وأقاربه لتغير حالنا ، لو صمم كل خبير على الكمبيوتر موقع واحد على الدين الإسلامي وعلى النبي الكريم لتغير حالنا ، لو كل واحد منا أحس بمسؤولية اتجاه هذا الدين وهذه الأمة وتحرك فقط حسب إمكانياته بالتأكيد سيتغير حالنا .

من عادتي أنني أجد صعوبة بالغة في إفلات القلم إذا أمسكته وبدأت الكتابة في أحد المواضيع ولكنني سأجبر نفسي على الوقوف عند هذا الحد وأترك المجال إلى كل من له تعليق أو تصحيح أو رد أو إضافة على هذا المقال ، وإنني سعيدة بسماع تعليقاتكم وفخورة بتلقي توجيهاتكم وإنني جد أسفة على الإطالة وأدعو من الله سبحانه وتعالى التوفيق لكل من قرأ وسمع وأعان على نصرة هذا الدين وهذه الأمة ولو بكلمة صادقة او بنصيحة عابرة .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بقلم يمامة النطيط