المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ضمير المجرم... صحوة الموت



عبدالكريم يحيى الزيباري
25/10/2008, 01:47 PM
ضمير المجرم... صحوة الموت: فلم 3,10 إلى ياما
عبدالكريم يحيى الزيباري
الفلم من إنتاج 2007، للمخرج جيمس مانغولد، وكتبَ السيناريو هالستد ويلز، ومايكل برانت، وديريك هاس، بطولة راسل كرو بدور بن ويد، كريستيان بال بدور إيفانز، بن فوستر بدور تشارلي الأمير، بيتر فوندا بدور بايرون مسيلروي، دالاس روبرتس بدور جرايسون باترفيلد
كيفين دوراند بدور تاكر، مدة العرض 122 دقيقة، الميزانية 50 مليون دولار، رُشِّحَ الفلم لجائزتي أوسكار 2007، أفضل مؤثرات صوتية، وأفضل تقطيع للمشاهد، ولم يفز بأيَّة واحدة، تمَّ التصوير في مناطق مختلفة من ولاية نيو مكسيكو، وهذا الفلم هو إعادة لفلم بنفس العنوان أُنتِجَ عام 1957 في مدة عرض 92 دقيقة.
اليوم الأول للتصوير كان في 23 تشرين الاول 2006 في نيو مكسيكو، أصيبَ راسل كرو بجروح خطرة وهو يعدو بسرعة على حصانه، وَنَفَقَ الحصان، وقامت منظمة الرفق بالحيوان الإنسانية بالإشراف على التحقيق، وبحلول تشرين الثاني انتهى التحقيق إلى أنَّ الحصان لم يألف السرعة في بيئة جبلية، ولم يتلقَّ التدريب الكافي لذلك، وأوصت المنظمة بتوجيه التهمة ضد منتجي الفلم، في افتتاح عطلة نهاية الاسبوع ، حقق الفيلم أكثر من 140 مليون دولار في أمريكا وكندا، وجاء في المرتبة الأولى في شباك التذاكر للولايات المتحدة وكندا.
يبدأ الفلم بمشهد استيقاظ كريستيان بال بدور دان ايفانز، وهو رب عائلة فقيرة، على صوت جماعة تعمل لمصلحة هولاندر تشعل النار في الاسطبل، وذلك بسبب تأخره في دفع الديون التي ترتبت عليها فوائد كثيرة بسبب الجفاف، وهو ذو ساق خشبية من جرَّاء مشاركته في الحرب الأهلية الأمريكية التي يُشارُ إليها في أكثر من مرة.
الحرب الأهلية الأمريكية(1861 - 1865) نشبت بين الحكومة الفيدرالية الأمريكية، كانوا يعرفون "بالاتحاديون" مقابل أحدا عشر ولاية جنوبية متمسكة بنظان الرق والعبودية، حيث أسست هذه الولايات ما سمي الولايات الكونفدرالية الأمريكية وأعلنت انفصالها عن باقي الولايات الشمالية، تسلم قيادة الولايات الجنوبية الرئيس جيفرسون ديفيس، أما قوات الاتحاد فكانت تحت قيادة الرئيس أبراهام لينكولن، الذي كان يعارض توسيع العبودية أو أي إعلان بالانفصال، بدأ القتال في 12 أبريل 1861 عندما هاجمت القوات الكونفدرالية قوة فدرالية في معركة فورت سومتر، في 1862 بدأت المعارك الدموية العنيفة فبعد معركة أنتيتام في سبتمبر 1862 أصدر لنكولن إعلان تحرير العبيد جاعلاً من تحرير العبيد في الجنوب هدفاً للحرب، هَدَفَ إعلان تحرير العبيد، للحليلولة دون تدخل بريطانيا أو فرنسا في مساعدة الكونفدراليين، خلفت الحرب أكثر من 970,000 قتيل(3% من مجموع السكان)حيث كان سكَّان الولايات المتحدة آنذاك لا يتجاوز(32)مليون نسمة.
الولدين ينظران إلى والدهما بشيءٍ من الريبة، لأنَّهما يعتقدان أنَّهُ جبان أو عاجز عن الدفاع عن أرضه ضدَّ العدوان، وهذه النظرة هي نقطة ارتكاز المخرج في التحكُّم بالأحداث، فالولدين يريدان أنْ يريَا والدهما شجاعاً فحسب، دون تفكيرٍ في العواقب، هذه النظرة هي التي تدفع الوالد ليقوم بمغامرة تتطلَّب شجاعةً كبيرة، وتدفع المجرم الشهير راسل كرو بدور(بن ويد)إلى قتل أفراد عصابته جميعاً والذين جاءوا لينقذونه من حبل المشنقة، من أجل أن يعيد للولد ثقته بشجاعة والده الذي استطاع بمفرده أنْ يوصل المجرم بن ويد إلى القطار الذاهب إلى يوما في الساعة 3:10، بعدَ أنْ انسحب الجميع من هذه المهمة، وقُتِلَ بعضهم على يد عصابته الشهيرة، ويقوم بن ويد عن طيب خاطر بتسليم نفسه وركوب القطار ووضع القيود في يديه، ولكنَّه بصافرة خافتة من فمه، يسمعها حصانه ليلاحقه، كدلالة على نواياه وقدرته الخارقة في الهرب من جديد.
في المشهد الثاني من الفلم وهو صباح اليوم التالي لحريق الاسطبل، كان ايفانز وابنيه يلاحقان قطيع الأبقار، هذا القطيع الذي استخدمه بن ويد في إيقاف عجلة مدرعة تنقل الأموال التابعة لشركة سكك الحديد، يراقب الأب وولديه، سرعة بن ويد في إطلاق النار، وقتله لأحد أفراد عصابته الذي وَقَعَ رهينةً بيد أحد أفراد الحماية ظنوه ميتا، يراهم بن ويد، يسرع نحوهم، يقول له إيفانز أنا صاحب قطيع الأبقار- لا حاجة لنا بأبقارك وهو يبتسم، ولكن عليكم ترك الجياد، لأننا نحتاجها، وسنتركها لكم على طريق بلدة بيسبي.
بن ويد يدخل مع عصابته إلى بلدة بيسبي/ أريزونا، يتقاسمون الغنائم، يخبرون حرّاس السكك الحديد بعملية السطو التي قام بها بن ويد، وبمكان العربة المدرعة، ينطلق الحرَّاس ليلتقوا في الطريق بإيفانز وولديه وهم يسحبون بينكرتون الجريح وهو الوحيد الذي نجا من الكمين، ايفانز يحاول التفاوض مع هولاندر الذي يكشف عن نواياه المبيَّتة في بيع الأرض إلى خط السكة الحديد، ويصرُّ على منع أرض إيفانز من الاستسقاء عن طريق أرضه، إيفانز يغضب يقرر مواجهة هولاندر الذي يحاربه في رزقه، فيلتقي بن ويد في فندق بلدة بيسبي يتناقشان، يداهم حرَّاس السكك الحديد ويلقون القبض على بن ويد، يوافق إيفانز على مبلغ 200 دولار مقابل إيصال بن ويد إلى القطار الذاهب إلى يوما في الساعة 3:10، ويأمر ولده وليام بالانسحاب، لكن الولد يلاحقهم، وفي هذه الرحلة تجري الكثير من المغامرات الشَّيِّقَة في الطريق، بين مطاردة عصابة بن ويد لإنقاذه، وبين طريق يمرُّ بأرض الهنود الحمر الناقمين على البيض، وبين محاولات بن ويد للهرب، وقتله لاثنين من الحرَّاس رغمَ انَّه مقيَّد اليدين.
الأول تاكر يقتله في نوبته الليلية بواسطة شوكة كان قد سرقها أثناء تناول العشاء مع عائلة إيفانز، وذلك لأنَّ تاكر كان يسخر منه ويغني بصوتٍ مزعج في الصباح سيشنقوني في الصباح، ولا يظهر مشهد القتل، ولكن يظهر تاكر ممددا والشوكة منغرزة في قلبه، وكأنَّ بن ويد يغازل إيفانز بقتله تاكر بقوله "أليس هو الذي أحرق مزرعتك" ويقتل ميسلوري الجريح الذي أنقذه إيفانز وانضمَّ لفريق الحرّاس، بسبب سخريته من والدة إيفانز العاهرة التي قالت له انتظرني هنا، وذهبت إلى مكان مجهول وبقيَ الصغير بن ويد ينتظر والدته ثلاثة أيام قرأ فيها الكتاب المقدَّس، ومن والده السكير الذي مات وبيده قنينة الخمر بسبب إفراطه في السكر، يقول بن ويد لميسلوري وهو يرميه من أعلى التل، ويسرق بندقيته ويجرِّد الفريق من أسلحتهم(كل شخص يحبُّ أمَّه حتى لو كانت عاهرة). لكن يظهر وليام وراء بن ويد ويجرِّدُهُ من سلاحه، ويدخل الفريق في منطقة خطرة تتبع الهنود الحمر بسبب المذابح التي قامت بها القوات الاتحادية ضدهم، ويقاتل بن ويد ببراعة وبعد أن ينقذ حياة إيفانز بأن يأمره بالانبطاح وينقذ الفريق أيضاً من هجوم من الهنود الحمر مجموعة أباتشي ووريورز بالالتفاف من خلفهم، ويُصاب إيفانز: يهرب بن ويد وهو مقيَّد اليدين ليصل إلى منجم، عماله من الصين أو شرق آسيا، فيتعرَّف عليه الشريف مسؤول حراسة المنجم، هذا هو المجرم بن ويد الذي قَتَلَ شقيقه، فيلقي القبض عليه، ويعلِّقُه في نوبة تعذيب بالكهرباء، قبل أن يصل فريقه وينقذونه في معركة يموت فيها الطبيب أثناء هربهم، ويأخذ بن ويد أصابع التي إن تي ويفجِّر النفق من ورائه، كي يمنع الشريف من مطاردتهم، وهكذا تظهر فائدة المجرم في إنقاذ الفريق الذي يريد إعدامه لأكثر من خمس مرَّات في الفلم، وهو ما يُظْهِر بأنَّ المجرم أكثرُ الجميع شجاعةً وشهامةً ووفاءً، ويُورِدُ نفسه الهلاك في سبيل صورة إيفانز لدى ولده وليام، ربما يريد تعويض النقص الذي يعانيه من وجود صورة القدوة في الأب. تصل عصابة بن ويد إلى هذا المنجم ويسألون الشريف عن فريق يقود سجينا، وبعد حوار قصير يقتل نائب بن ويد بسرعة مذهلة باستخدام مسدسين وببراعة الشريف ومن معه، وهو يقول أنا أكره رجال العصابات.
يصل فريق إيصال بن ويد إلى البلدة التي سيركب منها بن ويد إلى سجن يوما في قطار الساعة 3:10 قبل ساعتين من وصوصل القطار، تصل عصابة بن ويد، يكتشفون الحراسة المشدَّدة على بن ويد، يقوم تشارلي الأمير بمخاطبة بن ويد، ثم يعلن جائزة 200 دولار لكل من يقتل أحد حرّاس بن ويد، ينضمُّ إليه الكثير، كدلالة على غوغائية مجتمع رعاة البقر واستعدادهم للعمل كمرتزقة تقتل الأبرياء مقابل المال، يستسلم الشريف ومن معه، ولكنَّ تشارلي الأمير يقتلهم رغم أنَّهم رموا أسلحتهم وخرجوا عُزَّلاً من الفندق، باترفيلد يرفض إكمال المهمة وينسحب، بعد أنْ يقدِّم لإيفانز جائزته وقيمتها 200 دولار ويقول لا تقتل نفسك، ارجع إلى عائلتك، يرفض إيفانز، مشيراً إلى الثمن البخس الذي كانت الحكومة دفعته له عن فقدان ساقه في الحرب، ويبدأ بإلقاء وصيته سائلاً باترفيلد مرافقة ابنه وليام إلى مزرعته، لدفع 1000 دولار وضمان حقوق المياه من هولاندر ومنع هولاندر من الاعتداء على عائلته.
ينسحب باترفيلد وينصح إيفانز بالانسحاب، فيرفض إيفانز، كما رَفَضَ في السابق رشوة كبيرة عَرَضَها عليه بن ويد مقابل تركه يهرب، وكأنَّ بن ويد قد أعجبته اللعبة، بسبب إعجابه بإيفانز وحبه لعائلته ولولديه، وتضحيته بحياته من أجلهم، يدور بينهم حوار طويل، يحكي كلٌّ منهما مأساته، إيفانز يتمنى أنْ يظهر ولو لمرة واحدة بصورة الأب الشجاع أمام ولده، وهكذا ينضمُّ بن ويد المجرم إلى إيفانز ضد عصابته ويعلمه خطَّةً للهرب والوصول إلى القطار رغم إحاطة العصابة بكل المنافذ، يلجؤون إلى السطوح، يقتل تشارلي الأمير الكثير من الذين انضموا إليه من رجال البلدة المرتزقة، لأنَّهم لا يتحرزون في رميهم إيفانز، فيقتلهم تشارلي الأمير الأشقر خوفاً على زعيمه، يركب بن ويد القطار، لكن تشارلي الأمير يتمكن من قتل إيفانز، فيغضب بن ويد لقتله وينتقم فيقتل نائبه تشارلي الأمير وجميع مَنْ معه في صحوة ضمير لا يمكن الاستناد إليه إلا في الأفلام الهندية.