عبد الستار قاسم
26/10/2008, 11:42 PM
من أخطار التهدئة مع الصهاينة
عبد الستار قاسم25/تشرين أول/2008
التهدئة مع الصهاينة عبارة عن سيف ذي حدين: حد قد يكون مفيدا، وآخر قد يكون ضارا أو خطيرا. من ناحية، التهدئة توفر جوا هادئا نسبيا للفلسطينيين الذي يتعرضون باستمرار للقصف والقتل والاعتقال والعذاب، وتعطيهم إجازة قصيرة قلقة من مرارة الحياة وقسوتها؛ لكنها، من ناحية أخرى، تعطي جوا هادئا للعدو يستغله لجمع المزيد من المعلومات عن النشطاء الفلسطينيين، ولتوفير الهدوء لمستوطنيه، ولإعادة ترتيب أساليب نشاطاته الأمنية والعسكرية، وإعادة تقييم الأمور السياسية على المستويين المحلي والإقليمي.
من الوارد جدا أن بعض الفصائل الفلسطينية تستغل فترة التهدئة لتحقيق مستوى تدريبي أفضل، ولإعادة ترتيب الصفوف من الزاويتين الأمنية والتنفيذية، ولتصنيع بعض المواد القتالية، أو تدبير بعض قطع السلاح. لكن بعض المفكرين السياسيين وعلماء النفس الفلسطينيين يرون أن للتهدئة مع العدو أضرارا ومخاطر من المفروض أخذها بالحسبان، وأعدد منها ما يلي:
أولا: تعطي التهدئة انطباعا بأن العدو يمكن أن يستجيب لدعوات وقف القتال، وإتاحة وقت للمدنيين للاسترخاء. أي أن التهدئة تجمّل صورة العدو؛
ثانيا: تفتح التهدئة مجالا للمزايدات الفلسطينية الداخلية مما يؤدي إلى مزيد من التوتر الداخلي الفلسطيني، وإلى صراعات جديدة أو ملاحقات فصائل لفصائل أخرى في ذات الخندق.
ثالثا: إطالة أمد التهدئة يؤدي إلى ترهل الشباب الفلسطيني، وإلى استرخاء الساحة الداخلية الفلسطينية بحيث ينسى الناس أن هناك احتلالا، وأن هناك وطنا يجب العمل على تحريره، أو على الأقل على إبقاء العدو في حالة استنفار من أجل استعادة الحقوق.
رابعا: هناك إشارة واضحة إلى أن الهدوء في الضفة الغربية خطير جدا لأنه يعطي تصورا بأن الضفة لا علاقة لها بالوطن، وهي قد سقطت نهائيا من معادلة الصراع. وقد لاحظ بعضهم أن أفرادا أخذوا ينفذون عمليات ضد العدو بطرقهم الخاصة مثل استعمال المركبات والسكاكين لسدّ فراغ حقيقي تشهده الضفة الغربية. العديد من الفلسطينيين يشعرون أن الفصائل الفلسطينية تتحمل مسؤولية هذا الفراغ، وعليها ان تعيد حساباتها.
إذا كان للفصائل أن تعيد تقييم الأوضاع فإنه من الضروري، حسب رأي بعضهم، أن تحسب التالي:
أولا: الاستمرار في مواجهة العدو يخلق أفضل الأجواء لحشد الطاقات الذاتية ورفع المعنويات وتلاحم الصفوف؛
ثانيا: يجب إعادة تقييم أساليب ووسائل المواجهة مع العدو. العمل العلني لا يجدي نفعا، ومن المفروض التخلي عن تلك الأساليب التي تجعل من الناس العاديين هدفا متواصلا للعدو، مع العلم أن العدو في النهاية لا يمتلك أي رادع أخلاقي أو إنساني؛
ثالثا: لا بد من وجود سياسة أمنية وطنية واضحة المعالم، أو ما يسمى بنظرية أمنية فلسطينية يتم تطبيقها للتقليل من حجم الخسائر الفلسطينية وتحقيق أكبر إنجاز في مواجهة العدو؛
رابعا: يجب أن يتوقف النضال التلفزيوني، وأن تترك الساحة الإعلامية في مجال المقاومة لبيانات سرية مقتضبة.
خامسا: هناك ضرورة لنضوج العمل المقاوم الفلسطيني الذي ثبت في كثير من الأحيان أنه يستند على عقلية فهلوية غير منظمة وغير واعية، ويأتي بنتائج عكسية.
عبد الستار قاسم25/تشرين أول/2008
التهدئة مع الصهاينة عبارة عن سيف ذي حدين: حد قد يكون مفيدا، وآخر قد يكون ضارا أو خطيرا. من ناحية، التهدئة توفر جوا هادئا نسبيا للفلسطينيين الذي يتعرضون باستمرار للقصف والقتل والاعتقال والعذاب، وتعطيهم إجازة قصيرة قلقة من مرارة الحياة وقسوتها؛ لكنها، من ناحية أخرى، تعطي جوا هادئا للعدو يستغله لجمع المزيد من المعلومات عن النشطاء الفلسطينيين، ولتوفير الهدوء لمستوطنيه، ولإعادة ترتيب أساليب نشاطاته الأمنية والعسكرية، وإعادة تقييم الأمور السياسية على المستويين المحلي والإقليمي.
من الوارد جدا أن بعض الفصائل الفلسطينية تستغل فترة التهدئة لتحقيق مستوى تدريبي أفضل، ولإعادة ترتيب الصفوف من الزاويتين الأمنية والتنفيذية، ولتصنيع بعض المواد القتالية، أو تدبير بعض قطع السلاح. لكن بعض المفكرين السياسيين وعلماء النفس الفلسطينيين يرون أن للتهدئة مع العدو أضرارا ومخاطر من المفروض أخذها بالحسبان، وأعدد منها ما يلي:
أولا: تعطي التهدئة انطباعا بأن العدو يمكن أن يستجيب لدعوات وقف القتال، وإتاحة وقت للمدنيين للاسترخاء. أي أن التهدئة تجمّل صورة العدو؛
ثانيا: تفتح التهدئة مجالا للمزايدات الفلسطينية الداخلية مما يؤدي إلى مزيد من التوتر الداخلي الفلسطيني، وإلى صراعات جديدة أو ملاحقات فصائل لفصائل أخرى في ذات الخندق.
ثالثا: إطالة أمد التهدئة يؤدي إلى ترهل الشباب الفلسطيني، وإلى استرخاء الساحة الداخلية الفلسطينية بحيث ينسى الناس أن هناك احتلالا، وأن هناك وطنا يجب العمل على تحريره، أو على الأقل على إبقاء العدو في حالة استنفار من أجل استعادة الحقوق.
رابعا: هناك إشارة واضحة إلى أن الهدوء في الضفة الغربية خطير جدا لأنه يعطي تصورا بأن الضفة لا علاقة لها بالوطن، وهي قد سقطت نهائيا من معادلة الصراع. وقد لاحظ بعضهم أن أفرادا أخذوا ينفذون عمليات ضد العدو بطرقهم الخاصة مثل استعمال المركبات والسكاكين لسدّ فراغ حقيقي تشهده الضفة الغربية. العديد من الفلسطينيين يشعرون أن الفصائل الفلسطينية تتحمل مسؤولية هذا الفراغ، وعليها ان تعيد حساباتها.
إذا كان للفصائل أن تعيد تقييم الأوضاع فإنه من الضروري، حسب رأي بعضهم، أن تحسب التالي:
أولا: الاستمرار في مواجهة العدو يخلق أفضل الأجواء لحشد الطاقات الذاتية ورفع المعنويات وتلاحم الصفوف؛
ثانيا: يجب إعادة تقييم أساليب ووسائل المواجهة مع العدو. العمل العلني لا يجدي نفعا، ومن المفروض التخلي عن تلك الأساليب التي تجعل من الناس العاديين هدفا متواصلا للعدو، مع العلم أن العدو في النهاية لا يمتلك أي رادع أخلاقي أو إنساني؛
ثالثا: لا بد من وجود سياسة أمنية وطنية واضحة المعالم، أو ما يسمى بنظرية أمنية فلسطينية يتم تطبيقها للتقليل من حجم الخسائر الفلسطينية وتحقيق أكبر إنجاز في مواجهة العدو؛
رابعا: يجب أن يتوقف النضال التلفزيوني، وأن تترك الساحة الإعلامية في مجال المقاومة لبيانات سرية مقتضبة.
خامسا: هناك ضرورة لنضوج العمل المقاوم الفلسطيني الذي ثبت في كثير من الأحيان أنه يستند على عقلية فهلوية غير منظمة وغير واعية، ويأتي بنتائج عكسية.