المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا يصعب على العربي الاعتذار؟!



عامر العظم
27/10/2008, 12:49 AM
ندوة دولية لمفكري واتا...

لماذا يصعب على العربي الاعتذار؟!
لماذا يصعب عليه أن يعترف بالخطأ؟!

لماذا يصعب عليه أن يقول "إنني اسأت"؟!
لماذا يصعب عليه أن يقول "إنني أخطأت"؟!
لماذا يصعب عليه أن يقول "أنا آسف" "إني أعتذر"؟!
هل تقديم الإعتذار إذلال أم رجولة؟!
كيف تعتذر في القارة السابعة؟!
هل أخطأت بحق أحد واعتذرت له في القارة السابعة وكيف؟
ما مشكلة الشخصية العربية؟!
هل هناك أمثال وحكم تحض على الإعتذار؟
ما رأي الدين في ذلك؟
ما رأي علماء النفس والاجتماع؟

عوض قنديل
27/10/2008, 10:20 AM
لم يتعلم إن الإعتراف بالذنب فضيلة

لم يتعلم إن يكون رأسه في السماء

تعلم فقط أن يكون خشمه في السماء

و من خشمه في السماء لا يعرف

الإعتراف بالذنب و لا الإعتذار

يمامة
27/10/2008, 10:27 AM
إن قمة الحضارة بل قمة الرجولة الحقيقة

هي الاعتذار عندما يخطيء

ولكن للأسف الشديد نرى أن معظم العرب

ينظرون إليه بصورة مختلفة، ولا أعلم ما هو السبب .

ربما كبرياؤهم الزائف هو ما صور لهم أن الاعتراف

بالخطإ نقيصة او شيء من ذلك .

ولكن الحقيقة التي لا مراء فيها تقول

أن الاعتراف بالخطإ فضيلة .

هيمى المفتي
27/10/2008, 11:40 AM
الأستاذ عامر العظم

تحية وشكراً لطرح هذه القضية للحوار

يصعب علينا الاعتذار لأن القدوة في حياتنا (الآباء والمربين والمدرّسين) لم يعتادوا أن يعتذروا لنا عن أخطائهم، لكنهم أجبرونا على الاعتذار حين أخطأنا (حتى إن لم نقتنع بأننا أخطأنا) وأشعرونا بالذل والهوان عند إجبارنا على الاعتذار..

اعتدنا على أن القادر القوي لا يعتذر حتى إن أخطأ، وأن الضعيف المقهور هو فقط من يعتذر وإن لم يكن مخطئاً..
ارتبط الاعتذار في ذهننا بالذل لا بالعز وبالضعف لا بالقوة فلم نعد قادرين على تغيير هذا المفهوم الخاطيء.. بل من الأساس ارتبطت فكرة ارتكاب خطأ بالذل مع أن الخطأ من الطبيعة البشرية..

تقديم الاعتذار قوة وثقة بالنفس.. إنه احترام، ليس للآخر فحسب، بل لذاتنا أيضاً.. إنه اعتراف بإنسانيتنا.. بأننا بشر ولنا "الحق" في أن نخطيء أحياناً.. وأن الخطأ ليس نهاية الكون ولا يعني أننا "سيؤون" فهناك "الاعتذار" الذي يريح النفس ويرضي الطرف الآخر..

يقال: "الاعتراف بالخطأ فضيلة".. وجميعنا نذكر قصة عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قال: "أخطأ عمر وأصابت امرأة".. على الملأ وبمنتهى البساطة..

كل الشكر لك ثانية

عبد الرشيـد حاجب
27/10/2008, 07:30 PM
السبب الرئيس هو انعدام الجدية seriousness في التربية والثقافة والفكر.

ونجد الإستثناء عموما عند فئتين من العرب:

1- المثقفون الذين تشربوا الثقافة الغربية ولا يعرفون لا شعر الهجاء

ونقائض جرير والفرزدق ولا المتنبي في غرورياته مثل :

أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي * وأسمعت كلماتي من به صمم

كل ما خلق الله وما لم يخلق * محتقر في ذمتي كشعرة في مفرقي

أنام ملىء جفوني عن شواردها * ويسهر القوم جراهل ويختصموا

....إلخ.

2- وفئة ثانية متدينة تدينا روحيا ساميا غير مذهبي / تعصبي.

وهؤلاء غالبا ما تكون أخلاقيات الرسل قدوتهم العليا.

أما الباقي فنسأل لهم الرحمة.

جمال الأحمر
28/10/2008, 02:06 AM
الاعتذار

1- علينا أن نختار الكرماء من الناس للتحاور معهم، فإذا اضطررنا لغيرهم فعلينا بالحذر أكثر...

2- علينا أن نفكر في العواقب قبل الإقدام على قول أو فعل.

3- علينا أن نزن أقوالنا وأفعالنا بالحكمة، أو بتقليد من لديهم حكمة.

4- علينا أن نتكلم وأن نتصرف بوعي وبشعور بالمسئولية، وذلك بأن نفترض أن أقوالنا أو تصرفاتنا خاطئة، لنستنتج العواقب قبل حدوثها، فلا نقل ما كنا نهم بقوله. ولذلك قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه لابنه الحسن: "يا بني، إياك وما يعتذر منه!"؛ أي تجنب قول أو فعل أمور تدفعك في النهاية إلى الاعتذار، وذلك لأنه يعلم أن الاعتذار مذلة!

5- الخطأ في حق شخص واحد أهون من الخطأ في حق جمع من الناس.

6- الخطأ في حق أناس من أتراب المرء ولداته، أهون من الخطأ في حق أناس يكبرونه سنا، أو يفوقونه علما، أو يبزونه دينا وأخلاقا.

7- عندما نجد أنفسنا في وجه مشكلة، فلا بد من استعمال البريد الداخلي، لمراسلة الشخص واستفساره، وانتظار جوابه ولو بعد أيام، خير من التسرع في ذكر مثالبه.

8- نقد الفكرة أولى من نقد الشخص، ما لم يتعد على الثوابت المجمع عليها عند الأمة، وما لم يتجاوز ما سماه علماء الإسلام بـ"المعلوم من الدين بالضرورة".

9- النقد مختلف عن التجريح اختلافا كليا.

10- الخطأ حالة شاذة تطرأ على المرء بعد إنجازه أعمالا كثيرة مهمة، ولذلك علينا أن نقدم الإشادة بأعماله الجيدة والمتينة، والجميلة، والذكية، وغيرها من الأوصاف، قبل أن نباشر نقده.

11- تخير الألفاظ في النقد، حتى لا نجرح العواطف، وحتى لا ندفع المخطئ إلى إساءة الظن بنا.

12- عندما نجد أنفسنا غاضبين جدا، فلا بد من تأجيل الرد.

13- عندما نكتب الجواب أو الرد، فلا بد من قراءته لتصحيحه من الأخطاء اللغوية والإملائية والتعبيرية التي قد تتسرب إليه، فتترك انطباعا سيئا عنا.

14- عندما نقرأ الجواب، أثناء المراجعة، ونجده محرجا لنا، فهذا معناه أن المتلقي سيجده محرجا بدرجة كبيرة جدا، ولذلك لا بد من تصحيح ألفاظه واحدة واحدة إلى أن يصير مريحا لكاتبه وقارئه.

15- أهل العلم يتركون باب الرجعة مفتوحا للمخطئ عند نقدهم له؛ ولذلك تراهم يلزمون عبارات، مثل: أظن، أعتقد، أحسب، أليس كذلك؟ ربما...

16- إذا أخطأنا، لا قدر الله، ونحن بشر يخطئ ويصيب، فلا بد من المبادرة إلى الاعتذار، وما على الكريم سوى قبول الاعتذار، ولو على مضض، أو من باب المجاملة، حتى يكون من أهل مكارم الأخلاق.

18- قبل أن أقرأ هذا المقال اليوم، اعتذرت لأحد الزملاء، إذ شككت أنه أحزنته بعض عباراتي، وحقا وجدت الأمر كذلك. فما كان مني سوى أن طيبت خاطره عدة مرات حتى رضي، وكان من الكرماء الطيبين.

19- أتوقع أن هذا ما لدي من قول في الباب،،،وقد تركت المصراعين مشرعين لكل الإضافات الباقية...

تحية أندلسية تعتذر لنفسها من نفسها، ومن كل الذين أحرجناهم دون علم...[/

عبدالقادربوميدونة
28/10/2008, 03:05 AM
ندوة دولية لمفكري واتا...

لماذا يصعب على العربي الاعتذار؟!
لماذا يصعب عليه أن يعترف بالخطأ؟!

لماذا يصعب عليه أن يقول "أنني اسأت"؟!
لماذا يصعب عليه أن يقول "أنني أخطأت"؟!
لماذا يصعب عليه أن يقول "أنا آسف" "إني أعتذر"؟!
هل تقديم الإعتذار إذلال أم رجولة؟!
كيف تعتذر في القارة السابعة؟!
هل أخطأت بحق أحد واعتذرت له في القارة السابعة وكيف؟
ما مشكلة الشخصية العربية؟!
هل هناك أمثال وحكم تحض على الإعتذار؟
ما رأي الدين في ذلك؟
ما رأي علماء النفس والاجتماع؟



- 1 الجواب على السؤال الأول :
- ليسمح لي الأساتذة أن أتساءل :
كيف يمكننا أن نحكم أن الاعتذارعند العربي صعب؟.. فهذا الأمرموجود كذلك عند غيرالعربي غيرأننا نتفوق على الآخرين الذين قطعوا أشواطا طويلة في ميادين العلوم الإنسانية بعدم القدرة على الاعتذارالناجمة عن قهرهم لنا بتفوقهم ذاك في شتى المجالات ..وصارالعربي معقدا تعقيدا مركبا.. شعوربالنقص وادعاء بالتفوق.. ومفكك تفكيكا أخلاقيا ودينيا ..لا مجال للهرب من الحقيقة هذا واقع.
-2
الجواب على السؤال الثاني :
- العربي لا " يخطيء " نتيجة لما ذكرت آنفا ..هناك رؤساء دول عربية أخطأوا في حق أمتهم ولم يعتذروا حتى ماتوا فما بالك ببسطاء المجتمع..
-3
الجواب على السؤال الثالث :
-الرجولة هي ألا تخطيء في حق أحد.. فإذا أخطات فالاعتذار فرصة لإثبات الرجولة ..
-4 الجواب على السؤال الرابع :
-الخطأ في القارة السابعة كيف يكون ؟
إن صدرمنك خطأ في حق أحد.. فلمن لا يعلم يصبح هذا الخطأ بالآلاف ويتضاعف إلى عشرات الآلاف يتشظى كالقنبلة العنقودية إن انفجرت لن تعود إلى حالتها الأولى مهما قدمت من اعتذار..عالم جديد,,حياة اجتماعية جديدة..لم نفقه كل أبعادها الكبيرة بعد ..هنا تبرزمظاهرالتخلف الحقيقية ..
-5 مشكلة الشخصية العربية مشكلة معقدة جدا.. وناجمة أصلا عن غياب منهجية تربوية نابعة من عمق المجتمع ومن قيمه الدينية السمحة ومن تقاليده الأصيلة كالكرم والشجاعة والحلم والتضامن ..خليط البرامج البيداغوجية المستوردة والمناهج المتضاربة الأهداف هي التي أنتجت لنا إنسانا عربيا مهزوما مأزوما مهزوز الشخصية إلا من رحم ربي يتميز بتعدد المواقف ولا قدسية لمبدأ عنده بمجرد ما تتعارض وجهات نظرما مع مصلحته إلا ويتخلى عن كل قيمه وأخلاقه ويتحول إلى كائن آخر لا تضبطه ضوابط.
الأمثال : أجملها لكم في :
معذرة لأهل " واتا " وسامحوني فقد أكثرت عليكم هنا من الثرثرة..فالعفوعند المقدرة واجب. وشكرا لكم جميعا.

عامر العظم
28/10/2008, 10:23 AM
الشخصية العربية ..فكر إلغائي..وقسوة وغرور وفجور!

أشكر جميع الزملاء والزميلات الأكارم الذين أدلوا بآرائهم وأثروا هذه الندوة التي باتت مرجعا لنا ولم يتركوا لنا أية إضافة جوهرية..

نحن بطبعنا قساة غير متسامحين وحتى لو اعتذر لنا الآخر، فإننا نظل نمن ونذكره بأنه أخطأ حتى نكسره أو نحطمه. لهذا يخشى الإعتذار بسبب هذه العقلية المتأصلة في المجتمع العربي. لا نقبل الاعتذار وننسى! لا نرحم! لا نسامح!

الاعتذار يبدو صعبا أو مستحيلا في القارة السابعة لأن هناك صفة متأصلة أخرى فينا، وهي الفجور, نحن نفجر إذا اختلفنا أو تخاصمنا ولا نحاول حل مشاكلنا في أضيق دائرة وقد أشار إليها السفير بوميدونة وهي أن أي خلاف أو مشكلة في القارة السابعة تنتشر كالهشيم، ولا يمكن إصلاح أي شيء بعدها لأنها تخرج عن نطاق السيطرة وتسمح لكل عدو وشبح ومصطاد في الماء العكر بتغذية هذا الخلاف وتعميقه. لا نعرف أدب الإختلاف ولا نحل مشاكلنا بشكل ثنائي ودي ولا نبادر بالمصالحة بين المتخاصمين ونستمتع في صب البنزين على أي خلاف!

نقلنا أوساخنا ونفاياتنا وأمراضنا إلى القارة السابعة وباتت الأوساخ والقاذورات والنفايات تنهمر على رؤوسنا ووجوهنا وأرواحنا وقلوبنا النظيفة والجميلة وبات الحليم حيرانا، مع ذلك فإن هذا لا يجب أن يثني الطيبين والأحرار والشرفاء من أمثالكم أصحاب النوايا والأهداف والرسالات النبيلة من الصبر على الأذى ومواصلة مسيرتهم في القارة السابعة حتى يتم فرمتة الإنسان العربي وغسله وتطهيره وتعقيمه وتسليحه وإعادته إنسانا جديدا بانيا على الأرض، خاصة إذا ما عرفنا، وكما أشارت الأستاذة راوية قبل فترة، أننا في بعثة حضارية إلى القارة السابعة.

أملي القضماني
28/10/2008, 10:31 AM
"]
لماذا يصعب على العربي الاعتذار؟!
لماذا يصعب عليه أن يعترف بالخطأ؟!

لماذا يصعب عليه أن يقول "أنني اسأت"؟!
لماذا يصعب عليه أن يقول "أنني أخطأت"؟!
لماذا يصعب عليه أن يقول "أنا آسف" "إني أعتذر"؟![/quote]

[size="5"]بسبب- تأثير التربية القاسية في مرحلة الطفولة، واحتقار الأهل لأطفالهم ، وشتمهم المستديم لهم بحجة التربية، فيشعر الفرد بلأهانة والذل ويفقد ثقته بنفسه، فكيف به يعتذر لأناس يشعر بكرهه لهم ان لم يكن بعقله الواعي فسيكون بقرارة عقله الباطن فيمنع نفسه من الاعتذار لإعتقاده أن الإعتذار يقلل من شأنه ويتعارض مع كرامته فتراه لا يعترف به في قاموس حياته,.. (تربية خاطئة)



هل تقديم الإعتذار إذلال أم رجولة؟!

الإعتذار رجولة ورجولة ورجولة..
والكبير هو من يدرك أن بالاعتذار عن الخطأ يعلو من شأنه

الضعيف وحده هو الذي يتصور أن في إعتذاره نقيصة وتقليل من


تقدير الناس له



ما مشكلة الشخصية العربية؟!

الشخصية العربية" تجّد نفسها بحالة ضغط وتحت سيطرة الآخر بدءأ من الأب والأم الى الأستاذ والمربي ومن ثمَّ الى من هو ارفع وهكذا يكون الأمر ذا تاثير سلبي عليها،
فبإزدياد ضغط القوى الخارجية على الفرد، وشعوره بالعجز عن مواجهتها والتوافق معها، وإذا شعر بأنّ هذه القوى تشكّل سداً منيعاً يقف أمام نموه النفسي وتوسيع دائرة وجوده الشخصي(وهذا ما يحصل غالبا) هذا وحده كفيل بايجاد الإحساس بالحقارة والذلة لديه ، يؤدي به ذلك إلى الضعف في شخصيته، وهذا الضعف يعيق "الفرد " عن استغلال طاقاته في تنمية شخصيته وترشيدها بما فيه صلاح مستقبله ومستقبل أُمته، ومن هنا أتى ضعف: الشخصية العربية" بشكل عام



ما رأي الدين في ذلك؟
ديننا الحنيف حثنا على التسامح و الأعتذار.. وهـذا الشي بحـــد ذاتــه يعتمــد على التربيه من أسـاسـهــا،والأعتــذار في حــالــة الغلـــط لا يصـــدر الا من ذوي القلـوب النظيفه و الصافيه جعلنا الله و اياكم من اصحابهـا


تحية كبيرة لك ، لأنك تطرح دائما أمورا مهمة جدا..

بكل إحترام أحييك/أملي القضماني

د. عادل عزام سقف الحيط
28/10/2008, 11:07 AM
من منطلق سياسي، عمل الاستعمار على دعم الأنظمة الرجعية في المنطقة، والأخيرة سعت إلى إفساد الأجيال وتخريب أنماط تفكيرهم وأخلاقهم، لأنهم إن أعملوا التفكير المنهجي وتحلّوا بالأخلاق الحميدة سيطيحوا بالعروش التي تأسست على باطل. الاستعمار لم يكتف باستغلال الشعوب المستضعفة، وإنما زرع زرعاً خبيثاً لإبقائها في أسوء حال حتى يضمن تفوقه في المستقبل. الأخيار من العرب شيمتهم التواضع والنخوة وسعة الثقافة والعلم والقدرة على تحمل النقد البناء وحب كل الناس على اختلاف أصولهم وألوانهم ودينهم. وحتمية انتصار الإنسانية عبر التاريخ وتبدل الحضارات تؤكد أن الباطل مندحر لا محالة.

نظام الدين إبراهيم أوغلو
28/10/2008, 05:26 PM
أستاذي الكريم عامر العظم

تحية طيبة

الموضوع موضوع أخلاقي وتربوي بحت. لقد أودع الله تعالى إلى النفوس البشرية صفتان مضادتان مثل الخير أو الشر ـ الأخلاق الحسنة والأخلاق السّيئة ـ القوي والضعيف ـ اللين والصلب ـ الغني والفقير ـ الظلم والعدل ـ مؤمن وكافر ـ مضر ونافع ـ صادق وكاذب ـ متفائل ومتشاءم ـ صالح وطالح ـ جاهل وعالم ـ بصير وأعمى / وبإختصار الصفات الشيطانية والرحمانية.
وبعد أن أودع الله للبشرية هذه الصفات بالإضافة إلى العقل والإرادة الجزئية، أرسل لهم دستوراً أو منهجاً ليسيروا عليه ويهتدوا به، ولأجل فهم هذا المنهج الرباني أرسل لهم مربي أومعلم (أرسل لهم الرسول محمد (ص))، فعلمهم وشرح لهم كل مناهج القرآن، والهدف من كل ذلك كما نعلم هو لأجل إختبار البشرية على الطاعة له وإلتزامهم أوامره ليخرجهم من الظلمات إلى النور أو بقول آخر إما أن يعيشوا في شقاء أو في سعادة.

ومن أحد إختبارات الله تعالى هو موضوع الإعتذار عند المؤمن أو عند الغير المؤمن. فالذين لم يأخذوا الأخلاق المحمدية يصعب عليهم الإعتذار لأنهم غير مؤمنين بالصفات الرحمانية، فيكونوا مغرورين ومتكبرين وحاقدين على كل عمل صالح. أما المؤمنين المتربين على الأخلاق المحمدية يرون العفو طاعة لله ورسوله ويرون أن العفو عند المقدرة غفران لهم من الله تعالى . فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: "عليكم بالعفو فانَّ العفو لا يزيد العبد إلاّ عزّاً فتعافوا يعزّكم الله".

ومثل ذلك الإعتراف بالخطأ: إن الاعتراف بالخطأ فضيلة من الفضائل المحمدية أيضاً. وإذا سألنا سؤالاً : من هم الذين يعترفون با لأخطاء؟ هل الذين يعترفون بالأخطاء هم مسؤولوا الدوائر والمؤسسات الكبيرة أو ذو مال وقوة وشهرة ؟ طبعاً لا.
إذاً فمن هم الذين يعترفون بأخطائهم؟ إن الذين يعترفون بأخطائهم هم الذين حبوا الله فأطاعوه.

ويمكن زيادة الأمثلة على ذلك: فمثلاً الشّكر على الناس والشكر على الله.

فقال (ص) ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله عز وجل). (أجوع يوماً فأذكرك، وأشبعُ يوماً فأشكرك). (من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير، ومن لم يشكر النّاس لما يشكر الله عزّوجل). فمن الذي يشكر ومن الذي لا يشكر؟ كما ذكرنا إن الذين يحملون الروح الشيطانية ولم يأخذوا التربية الإسلامية والعلوم الإسلامية هم الذين لا يشكرون. أما الذين يحملون الروح الطيبة وآخذوا التربية المحمدية هم الذين يشكرون الناس على خدماتهم وإحسناهم له، ويشكرون الله تعالى على إعطاءهم النعم الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى.

بعد أن عرفنا من الذي يعتذر ويعفو ويشكر ومن الذي لا يعتذر ولا يعفوا ولا يشكر. علينا بالحل المشترك لتفادي هذا النقض الإخلاقي عند الأشخاص الذين لا يهتمون بالأخلاق الفاضل الكريمة.:

فالدين الإسلامي والعلماء في كافة الأديان وحتى في قوانين الأمم المتحدة، أقرَوا في حقوق الإنسان وفي تطبيق المساواة والعدالة الإجتماعية.
ـ أن الذي يظلم أو يغدر أو يغصب حقوق الأخرين عليه بالإعتذار وحتى بالجزاء إذا إشتكى عليه . ـ والذي يخطأ في شيء عليه بالإعتراف وفي الإعتراف خصم للجزاء. ونحو ذلك .
لذا نرى في كافة القوانين هؤلاء الثلاثة من المؤسسات يتفقون في أكثر الأمور إلاّ الجهلاء والمنافقون من السياسيون والناس.

وأفضل دواء لهذا الداء هو التعليم والتربية الروحية والنفسية:

لقد عالج الإسلام هذا الداء المعضل بفرض تعلم العلم في المدارس وزوايا المساجد مع علماء وفقهاء الإسلام، وبتطبيق الأحكام على النفس وتربية النفوس في الخانقاه والتكاية عند الشيوخ والمرشدين.

لقد نجح بفضل الله تعالى وبفضل الطيبين من هؤلاء المعلمين والمربين الطيبين أكثر من 14 قرنا. وبعد أن غلقوها ودمروا كل ما فيها وحتى قتلوا علماءها وشيوخها. فإبتعد أكثر الناس عن الأخلاق الكريمة.
وهكذا أصبحنا أذلاء بعد أن كنا أعزاء . لأن المسلمين مع الإسلام كل شيء وبدون الإسلام لا شيء.

وفقنا الله جميعا لأجل الإمتثال بالإسلام فهماً وعملاً وإعتقاداً.

مصطفى عودة
28/10/2008, 08:35 PM
الاعتذار انما يكون عن خطأ ،والخطأ : ما لم ينسج على منواله اي لم يحدث قبل هذه المرة وسبب حدوثه انعدام التجربة الذاتية او التعلم بالاخرين ومن الاخرين.لذلك نرى القرأن الكريم ــ معِّلم العربية الاول ــ لا يقبل معظم الاعتذارات الصادرة عن مقترفيها لممارستها مع العلم المسبق بها. فقد وردت صيغ الاعتذار في اثني عشر موضعا في القرأن الكريم كلها اعذار مرفوضة ،مثل :"لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم"التوبة:66 .وَ"فلا تصاحبني قد باغت من لدني عذرا"الكهف:76. الا في موضعين ،الاول في سورة الاعراف:164 "قالوا معذرة الى ربكم ولعلهم يتقون" أي وعظناهم لتكون عظتنا عذرا نعتذر به عند ربكم لئلا ننسَب الى تقصير في ترك النهي عن المنكر.والثاني في سورة التوبة :90 "وجاء المعذرون من الاعراب ليؤذن لهم" أي اصحاب الاعذار، كالمرضى والضعفاء او من لا يجدون ما ينفقون، الذين يعتذرون عن الجهاد .
وقد جاء في الحديث الشريف " ان كل بني ادم خطاء وخير الخطائين التوابون" وشروط التوبة معروفة من الاعتراف اولا وهذا مهم للغاية ان يعترف من ارتكب الخطأ وبعد المراجعة الذاتية انه اخطأ،ثم الندم ،ثم الاصرار على عدم العودة الى ما فعل أي التوبة عما اقترف في حق العباد لان حقوقهم لا تسقط لا بالتقادم ولا بالوساطة. ولو كان الانسان كاملا لجاء الله بقوم يخطؤن فيعتذرون فيغفر لهم. اذن لكان الناس ملائكة معصومين وهذا ليس سرا من اسرار الخلق للنوع من البشر.
كل هذا في دائرة عدم العلم بالشيء لذلك وقع الخطأ،اما ان كان العلم فهو الخطأ المقصود الذي يعاقب فاعله بقدر خطئه. ومن هنا فان من لا يعترف بخطئه الذي لم ينسج على منواله هو من قبيل المكابرة والعزة بالاثم ولانه لم يتربى على دفع الحقوق لاصحابها لا في البيت ولا في المجتمع ولا في المدرسة ولا في المسجد والكنيسة بمعنى غياب القيم عن السلوك . وقد ينكر خطأه ولا يعتذر لانه اخذ درسا فيمن اعترف واعتذر فكان له عظة وعبرة سلبية . وقد يعتذر فلا يحترمه الاخرون ويرمى بالعجز والضعف وقد يطرد من وظيفته ويقطع عنه مصدرا من مصادر الرزق مثلا. فلا يناقش الفعل ليتغظ به ومنه بل ليبكَّت صاحبه فالنظر يكون لمن قال لا الى ما يقال.

لقد قسونا على الشخصية العربية بشدة وكاننا مصدر الاخطاء المقصودة وغير المقصودة ،وكاننا كذلك بِدْعا من الامم والسلوك البشري نغاير ما خلق ، وان كان كذلك ،من اين جاء المبدأ التجريبي وعلم الكيمياء والحلول الرياضية والفيزيائية وكل ما يخضع للتجربة؟؟
اما اننا لانعترف بخطئنا لان شخصياتنا مزيجا من شعور بالتفوق والنقص أي اننا نحمل المبدأ ونقيضه وفي كل المناسبات ففيه اجحاف علينا وبنا فالانسان الذي يحمل العزة والكبرياء في نفسه "العزة لله ولرسوله وللمؤمنين" لا يجد غضاضة من الاعتراف بالخطأ لانه سيجد في المقابل من يغفر ويعفوا ويصفح عن طيب خاطر ولا يبقى من الكدر شيء.
ماذا تقولون في الشخصية اليهودية التي تتربى على مباديء التلمود والمشناة والجمارا؟ ماذا تقولون فيمن يربيهم الرباة على مباديء الكذب والغش والزنا والغدر والخيانة والقتل والاستعباد والتفريق بين انسانية الانسان واخيه الانسان "لاخيك اليهودي لا تقرض بربا اما لغيره فافعل" ولا يعتبر الانسان انسانا الا اذا كان يهوديا . كيف يعتذرون ،ولمن ؟ومتى؟ وفي أي زمن او حال؟
ماذا تقولون في الشخصية الاوروبية والامريكية الاوروبية التي تستعبد الشعوب وتقتل الناس بالملايين وتبيد الالف في تجاربها على الاسلحة والادوية؟؟ ماذا تقولون في الشخصية المتغطرسة التي تحتقر الاخرين وتعتبرهم بشرا يولدون روح شريرة؟؟ ماذا تقولون في هذه الشخصية التي اجاعت وافقرت الغلابا والمساكين الذين يسكنون الخيام والقش في شتى بقاع الارض؟ ايعتذرون ؟؟
العربي الذي يتبع نهجا اخلاقيا هو ارقى وانظف ما على وجه البسيطة .

امنه عوض
02/11/2008, 09:30 AM
الاعتراف بالخطأ فضيله والاعتذار عن الخطأ ليس برذيله لان ديننا دين تسامح ولكننا قد نتاثر فى عادات الغرب وتقاليدهم فى بعض الاحيان ونجد ان الاعتذار امر معيب وللاسف هذا هو المعيب بحد ذاته


شكرا للموضوع القيم

ايمان حمد
02/11/2008, 09:37 AM
ندوة دولية لمفكري واتا...

لماذا يصعب على العربي الاعتذار؟!
لماذا يصعب عليه أن يعترف بالخطأ؟!

لماذا يصعب عليه أن يقول "إنني اسأت"؟!
لماذا يصعب عليه أن يقول "إنني أخطأت"؟!
لماذا يصعب عليه أن يقول "أنا آسف" "إني أعتذر"؟!
هل تقديم الإعتذار إذلال أم رجولة؟!
كيف تعتذر في القارة السابعة؟!
هل أخطأت بحق أحد واعتذرت له في القارة السابعة وكيف؟
ما مشكلة الشخصية العربية؟!
هل هناك أمثال وحكم تحض على الإعتذار؟
ما رأي الدين في ذلك؟
ما رأي علماء النفس والاجتماع؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأستاذ المحترم عامر العظم

والله انى اقف كل مرة مندهشة امام اطروحاتك .. فى مرات كثيرة اقرأ ولا اعرف ان اجيب لأنى سأفشل عن التعبير عن نفسى جيدا باللغة العربية كما تعلم

المهم اقول فى هذا السياق

ان الخلفيات المتعددة للناس والتى هى نتاج تربيتهم واخلاقهم والمبادى التى اعتنقوها وقناعاتهم تكون فى كثير من المرات السبب

فأنا مثلا قد يكون عندى التعامل فى امر ما مقدس لا يمكن ان اخدشه او أدنسه لأن اخلاقى وتربيتى لا تسمح به ، بينما الطرف الآخر قد يكون تربى على ان هذا الأمر الذى اعتقده انا مقدس انه امر عادى ، ولا يستوجب الأعتذار اذا ما خدشه او دنسه .. فيصر على رأيه لقناعته بأنه غير مخطىء !

يجب علينا ان نعرف كثيرا عن من نتعامل معه وما هى خلفيته الثقافية واين نشأ لنعرف هل ما يستوجب الاعتذار فى ثقافتنا له وجود فى ثقافتة أو لا .

الأعتذار شىء جميل اقوم به عندما اشعر انى اخطأت فى حق شخص وبلا دليل لمهاجمته او توبيخه ، ولكن عندما يكون لدى الدليل على ان الشخص مخطىء فلا اسامحه ابدا .. لأنه يسقط من نظرى ولا يهمنى تواجده فى حياتى مطلقا ..

واذا اردت رأى الدين اقول ان الأعتذار مهم .. وخيرهما الذى يبدأ ، ولكن اعرف اننى لست من الأنبياء .. ولا يهم الأعتذار لمن ليس له وزنا او من هو ساقط فى نظرى ويرائى الآخرين .

تحية متطرفة وعسكرية كما عهدتها

تحية لا تتغير ابدا :fl:

زاهية بنت البحر
02/11/2008, 11:03 PM
الاعتذار يرفع صاحبه ويجبر خاطر الكسير، ولكن عندما تتخلى النفس عن الكبر الذي يمنعها من أن ترى إنسانية الآخر من خلال إنسانيتها. بارك ربي بك ورعاك أستاذ عامر العظم.
أختك
بنت البحر

د.حواء البدي
02/11/2008, 11:34 PM
لماذا يصعب على العربي الاعتذار؟ :laugh:
لأنه تعلم منذ طفولته الأولى أن الرجولة تنهار بالاعتذار
لماذا يصعب عليه أن يعترف بالخطأ؟
وأنه يجب ألا يعترف بالخطأ لأنه انكسار
ماذا يصعب عليه أن يقول "إنني اسأت"؟
وأنه لم يتعلم بعد معنى الاساءة ولا كيف تقال
لماذا يصعب عليه أن يقول "إنني أخطأت"؟!
وأنه رجل والرجولة تعني أنه لا يخطيء في مواقف الرجال
لماذا يصعب عليه أن يقول "أنا آسف" "إني أعتذر"؟
وكيف يقول إني اعتذر وأن الاعتذار من شيم الصغار
هل تقديم الإعتذار إذلال أم رجولة؟
وأن تقديم الاعتذار هو إذلال للرجولة التي يجب ألا تنحني في انكسار
كيف تعتذر في القارة السابعة؟
وأن القارة السابعة وهم والأوهام ليست خاصة للقول ولا الأفعال
هل أخطأت بحق أحد واعتذرت له في القارة السابعة وكيف؟
بعد كل هذا التوضيح أسألك يا من تطرح السؤال كيف تريد للرجولة أن تذل بطرحك هذا السؤال ؟!!

ما مشكلة الشخصية العربية؟
مشكلة الشخصية العربية فهي طمست ومحيت بمياه الرياء
ولم تعد شخصية عربية بل هي مجموعة تناقضات كونية
هل هناك أمثال وحكم تحض على الإعتذار؟
هناك الكثير من الامثال ولكن رجولة الرجل تنتقص اذا قام بالاعتذار
حتى لو كان في الأمثال
ما رأي الدين في ذلك؟
من يتبع الدين اليوم والمصالح والمطامع تسيطر وتدير دفة الرجولة المنكسرة
ما رأي علماء النفس والاجتماع؟
علماء النفس والاجتماع هم من الغرب وعلمائنا إما تحت التراب أو تحت طائلة القانون

ياسمين ابن زرافة
27/06/2009, 11:58 AM
لم نخشى الاعتذار؟؟؟؟
ببساطة لأن كل واحد منا بنى لنفسه برجا عاجيا شامخا ولا يقبل لأي سبب كان، ومهما بلغت أخطاؤه أقصى درجات الفداحة، أن ينزل منه ليعتذر..
لأن الذين ينحدر إلى حقارتهم -في رأيه- لا يستحقون مجرد نظرة فما بالك بتبذير كلمات الاعتذار في آذانهم
الذي يعتذر شخصية قوية واثقة من نفسها، مما عندها، من حسن نيتها وبالتالي لا يضرها الانحناء
الذي يعتذر ولا يخجل ولا يتحسس لهو الشامخ في رأيي.. لهو رياضي الروح الذي تتمتع روحه بالمرونة الكافية للانخفاض فالارتفاع دون أن يسبب للنفس انكسارات
والذين لا يعتذرون عادة ما يعانون من داء العظمة.. داء الإحساس بالألوهية
لواستغلينا مبدأ الاعتذار حق استغلال في حياتنا، لوفرنا طاقاتنا لما هو أفيد، ولتجنبنا حروبا دامية مادية بين الإخوان قد يكون سببها الر ئيس(التافه) في معظم الأحايين إحساس الواحد منا بالظلم، بالدونية، بأنه لا يساوي عند الآخر شيئا..
//للاعتذار طعم رائع في نفس المعتذِر والمعتذر منه..
وصفة رهيبة لصفاء القلوب ..
ولكن بشرط..
أن لا يكون منطلقه إلا القلب..//
الاعتذار فضيلة لا تنعم بها إلا النفوس الخيرة، كما انه لا يجوز بذره في أي أرض أيضا، فقد تعتذر أحيانا فيكاد يُمسَح بوجهك الأرضين السبع ويُظَن أنك الضعيف.. ولست في الحقيقة إلا كريما جوادا لا تهمك الدنيويات .. //
لك الشكر أستاذ عامر العظم الكريم على مواضيعك الثرية

غازية منصور
27/06/2009, 12:07 PM
البعض يعتبر الإعتذار ضعف بينما هو بالحقيقة شجاعة

هذا شكلياً أم الأسباب الحقيقة وراء عدم الإعتذار عن الخطأ هو موت الضمير

وهنا الكارثة .