اذا لم يكن لديك تأمين … فعليك بالزنجبيل

[خالد عبدالله العود]

عندما ذهبت الى الطبيب في احد المستشفيات الاهلية (الخاصة) بالرياض وكنت اعاني من التهاب في الحنجرة جراء مشروب بارد تناولته، شرحت له ما اجد من اعراض وغيرها، فكان يسألني وكنت اجيبه عن كل سؤال. وعند الانتهاء من الفحصوصات اللازمة بادر الى كتابة وصفة (روشتة) الدواء. وبينما هو يقوم بذلك، قلت له يا دكتور ما رايك لو اتناول الشاي مع الزنجبيل، وماذا عن عصير الليمون خلال الايام القادمة، فوالدتي حفظها الله دائما ما تجتهد في منعي من زيارة المستشفيات لمثل هذه العلل كون دوائها اسهل من زيارة ومواعيد وصرف دراهم . فرفع رأسه ونظر الي مغضبا وقال: هل لديك تامين؟ … فضننت انني تجاوزت الحد في ازعاجه، او أن مقترحاتي لا تتلائم ومعطفه الابيض فهو دكتور وما اسال عنه هو للعجائز. .. “نعم يا دكتور لدي تأمين ” اجبته “ولكن ! ” . فاعطاني وصفة الدواء بدون لكن، وبكل صدق فقد تفنن وبذلك جهدا كبيرا ليدون ما تجاوز عدده الخمسة انواع من الدواء وعلى راسها المضاد الحيوي وفي ذيلها حلاوة للمص.

اين ضميرك يا دكتور؟ هل كل هذا الدواء بهذ الكمية وهذا الثمن لمسألة عابرة، ما فائدة تقدم علم الطب والصيدلة اذا تكاثرت الادوية لغير حاجة وبيعت الضمائر ؟ لا تقلها يا دكتور انك تحولت الى بائع خضار او سمسار مجتهد، اذا فسر لي ابتسامة مندوب شركة الادوية الذي خرج من عندك قبل دخولي ، ترى هل كان يصف الادوية الاكثر نجاحا والارخص ثمنا فخرج مبتسما ؟ لا لا أضن ذلك.

لماذا يا دكتور تسألني عن التأمين الصحي الذي اتمتع به، هل من عادة الاطباء السؤال عن ما في الجيوب ! والسؤال عن مزايا المرضى الاقتصادية ليتحدد وفقها كم يصرف له من زجاجة وكبسولة وفحوصات.

نفضت عن عقلي فكرة الطبيب الناصح التي كنت اعتنقها منذ امد بعيد، وتبدلت لي صورته الى تاجر حريص على استغلال وقته في تلبية طلبات الزبائن كيفما اتفق، يبالغ في اهمية سلعته لتضظرها بضاعة ويزيد في ثمنها لتزداد بها قناعة.

هنا سؤالي : الى متى نبحث عن أجابة … فلا وزارة صحة ولا وزارة تجاره … فليبقى ضميرك ولو مستترا يا ايها الطبيب . اما انت ايها المريض عليك بالزنجبيل اذا لم يكن لديك تامين.




نقدك لي يجعلني احبك