المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حســناء الجــبل



ادهم الشرقاوى
28/10/2008, 05:02 PM
حســناء الجــبل


طَلَ الخَريفُ فى مَرايا دُموع الورود

ليَقتل الوقتَ ويُخيف أوراق الشَجر

ويُشعل الوُجد فى ثَنايا الصُبح والسُهود

ليُطفىء الحرَ بماءِ المَطر

ويزرع الأرضَ خبزاًَ ويعتصر من الوجه عِطرَ الخُدود

ليُحطمَ أنياب الضَجر

مدينةُ الغُراب

ويغرس حِمم الحَر فى عُروق الضَباب

ليَختزلَ الصيف فى عُرى الخريف الهزيلة

ويجمع طَحاريرَ الغَمام فوقَ الهِضاب

حُبلى بمياه المطر الثقيلة

وتتراقص أشجار الزيتونِ و شهد الرضاب

فوقَ القِمم والنسائم العليلة

لتَرحل جيوش النملِ من جحورها إلى مدينة الغُراب

فى عُتمة الليالى الثقيلة

وتنسحب قراصنة الليلِ وحشودِ السَراب

فى أقنعة الزَحف الذليلة

وتَمتَطى الدروب المُرصَعة بالتُراب

وتقف على أبوابِ الصمت المَخذُوله

عُشب القَصيدة

يتململ عُشب القصيدة فوق جَبل الفضاء

مشعلاً لون ثوبه الأخضر

ليَكسو شَاطىء الَمزار للعاشقين عندَ اللقاء

ويَسكب العشق على نحرِ العُمر

والنخلُ يرمى عناقيدَ البلح فى جِراح الغُروب الحَمراء

ليروى حُلم الخيال المُر

وأغفوُ عندَ بوابةِ الليل على مواويلِ المَساء

مُستَأرِضاً العُشب على ضوءِ القَمر

أطُرب لصوتِ شذى العُتمة البيضاء

فوقَ تَضَاريس الصَمت وألوان السَمر

نَجم العُتمةِ الصَماء

ونَجم العُتمة الصَماء يُعانق شُموعَ الحَسناء وعِطرِها الفَواح

ويُرسل فَراشات السَحر

وأسمعُ صَوت قِيثارَتها يَجَتاحُنى مثلَ ضَرب الرِماح

وسهمُ حُب الحسناء فى قلبى قد عَبر

تتلو موامويل الشجن على صخب الجراح

وهَمسُها كَغنج عُصفور المَطر

ومُهرة حُلمى تَعبر مسافات الليل على رُفاتِ الصِياح

وتَذبحُ الوجع على عنُقِ النهرِ

لتعلو شِفة حَرف الذاكرة فى الليالىِ المِلاح

وتنثُرَها فى حُضنِ نَجمة الفَجر

ونسيمُ الصُبح يَتراقص على وجهِ بُحور الفلاح

وتُنادى الحسناء وتقول

هُنا فوقَ الجبل الأخضر لقاءُنا الوضَاح

صوتٌ يتَسللُ إلى أذانِ سكونى

ليرقد فى دُروبِ الذاكرة و عُمق الجِراح

ويُتَمتم بترانيم الهوى فى حنايا صدرى

وفجأة

إرتجفَ الصوت خوفاً فى فَوضى الإرتياح

وسكنَ الألم على زِند أحزانى

فَمضغتُ الصمتُ فى أحشاءِ النَواح

وعُدتُ إلى غَفوَتى أرتقب أُمنياتى

عادَ الصوتُ يقتحم حِجاب صَمت الرياح

إنشودة الإنتظار

عَزَفَت الحَسناء إنشودة الإنتظار على ضوءِ القَمر

فركنت أرقُبها فى خَاصرَة الجبل

فرأيتُها تَحت نَخلة الأمل تَنتظر

ورائحةُ أنُوثتها تكتحلُ بهاِ المُقل

فََتُفجر بُركان صَمتى صارخاً والدَمع ينَهمر

و عنابُ ثَغرى يعصر لُعاب الأمل

فتَذوب الكلمات على شفاهى والقلبُ ينفطر

وأرتشف الوُجدَ من عبيرها بطعم العَسل

وتتحلل همَساتُها كَطيف الشمس المُنتشر

لِتَكسوُ الأرض بألوان الحِلل

وتمتصُ غُصةالألم من عُروق حَرف مُبتسر

وتبتلعُ الحُزن من صدأ قلبى المُنسدل

لتَسكن القَلبَ وتُحطم تِيجان القهر

سطح الجبل

هُناعلى سطحِ الجَبل تُولد العَبرات والإبتِسامات

وتَنتحِر أيام القهرِ والخُذلان

ونَظرات الحسناء كخيوط الخجل الذابلات0000

وأهداب عيناها مُشرعةٌ كسيوفَ الفُرسان

ويَتربع الصمت على شَفتيها الراجفات

وتمشى بصمتٍ على رِمشى الوَلهان

ويستكين بنا المطاف إلى نهر الغانيات

ننتظرُ جدائل الفجرِ وطائرَ السَمان

يتَقهقر الظلام وتَغيت النُجوم النازِفات

وينهدمُ جِدار الوَجع فى الُوجدان

وخُيوط الشمس تَخترق سُكون الكائنات

وتَفرش الأرض عِشقاًعلى مرسى النِسيان

لتمَتص الأحزان من أونى الجِراحات

بَيدر الحُب والحَنان

ونبَذر الحُب فى بيادرِ الحِرمان

ونُسقيه بدماءِ العِشق الرَاسيات

ونَحتسى الحُب فى ملعقةِ الزمان

ونتبادل أطراف الحديث بالنظرات

وننزعُ شوكَ الخوفِ من الأرض ومن الجُدران

ويرتعشُ بردَ المطر على فوُهة الكلمات

لُيطفىء نار الوَجع الرَعنان

وينزفُ الرعد برقاً فى سُكون الفَراغات

ويمحو أثار الحُزن من الشطان

ويُذيب غُبار التاريخ فى ألوان الخُرافات

ويغدوُ طائر النَورس فى الأكوان

ليجمع حروف الأمل وشظايا الذِكريات

وينظُمها قصائد الحُب والحَنان

وننثرها فوق قصر الحكايات

00000000

بقلم\أدهــــــــم الشـــــــــرقاوى