المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : همسات عند ضفاف القمر



عبدالوهاب محمد الجبوري
29/10/2008, 12:14 PM
همسات عند ضفاف القمر

عبدالوهاب محمد الجبوري

***

في البدء

كان القلب يرفل في سكون

وكان الصمت طيوفا

تتلظى على أسنة الشجون

تبحث في درب النجوم

عن بدر وعيون

ونور يتألق في مقلتيها

أذا دنى عيد قطف الكروم

وغطى السنا وجنتيها

همسة يضج بها

ليل الكواعب الخرّدِ

تورق نرجساً

وضفائراً

(خضراء بلون الغصون )

ألقاها مبتهجا لالهب نارها

توهجاً ، وظلٌ في الغروب

يلح شوقاً إلى موعدِ

والهوى يشب بقامته

ملهباً شكوى تطوف على شفاهنا

فهل لي في الوعد يقيناً

بأعذب موردِ ؟

***
حلم غائم يخضلّ بين الجفون

يود لو أن العيون تطير

بين موج وغدير

تمد الطرف ألوانا ً، تأسرني

تملا الجداول شهداً ، يُسكرني

وأحداقاً تفيض شوقاً ، يُلهبني

والضفاف العِذاب تغفو

على همساتٍ تسحرني

تود أن لها في السبات ساعة رحيل

تطوف على أغصان المغيب

(تروي حكاية لهيب مات

كي يحيا بأعقاب لهيب )

***
سمراء يا صديقة المساء

قامة هيفاء ..

طرْف حور كحيل

والثغر صبحٌ جميل

الخد ورد أسيل

والثياب مزركشة ، والشعر سديل

وشفاه تبتسم عن ومضة

تبتديء في همسة ، في بعض همسة

تنتهي في خفقة ، في بعض خفقة

غريران يشتكيان دون جفوة

مرة تلفّ شعرها ، كل خصلة

تعانق خصلة ..

مرة تسرح شعرها

فمر النسيم وهاج فتونها

لهفة سمراء أشقتني

أتلظى حيثما كان شمالي أو يميني

فراقاً ، وان شدّت على الهجر دمعتي

أطلت مقلتاها تداعبني

أي بشر طاف دربنا

أي بشر عبَر نحو أمانينا

يجدّ الشوق بنا

خِلاساً يمر إلى ثغرها

ويكبر .. يتهدهد على وجنتيها

فإحدى آهاته من خجلْ

وإحدى الآهات من وجلْ

وبعض أنفاس حرّى

وأخرى على عجل