مها دحام
30/10/2008, 12:21 AM
في الأمس لمحت مقالة لما يسمى منجزات الأتفاقية ....
فقرأت مقالة رائعة لكاتبة عراقية أسمها عشتار العراقية والتي أهدرت دمها الميليشات وحكومة الحثالة لما تقوم به من فضح لحكومة الهالكي ودور أيران
هي ومع كتاب عراقيون أخرون ،بعضا منهم يضطرون الكتابة بأسماء مستعارة نظرا للخطر الذي يواجهونه.
وقد قمت منذ فترة بنشر بيان للكتاب العراقيين والذين تستهدفهم الميليشيات الأيرانية في قسم قضايا ساخنة
أترككم مع الرد الرائع
قصة المستشار الثقافي لمكتب الصدر مع صدام حسين
كتابات - عشتار العراقية
أولا أنا عندي حساسية من كلمة (مستشار) فهي كلمة قبيحة فاضحة ، وكنت قبل ذلك قد قلت لكم اني كلما سمعت كلمة (ثقافة) خاصة في العراق الجديد اتحسس مسدسي. فإذا وضعت هذه الكلمة الى جانب تلك ، يقشعر جلدي انتظارا للآتي. وإذا أمسك مثل هذا المستشار العصا وبدأ يخوط الهريسة في جدر مصدّي، فلا نهاية لسوء الفهم وسوء الهضم المتصاعدين مع البخار.
دعونا إذن نرى التهويمات التي تمخضت عنها هريسة السيد راسم مرواني في لطميته الرائعة حول احدى (منجزات قائدنا الفذ صدام حسين وهي الاتفاقية العراقية – الأمريكية) .
فكرة المستشار التي حاولت ان انتزعها من الشوربة هي بالضبط الاتي (ياعرب يامن كنتم تتمولون من صدام حسين ، لا تتحدثوا ضد الاتفاقية لأنها إحدى منجزاته)
الرجل مشكلته ليست العرب وانما لأن صدام حسين مازال حيا في وجدانه رغما عنه. لا يعرف كيف يتخلص منه، فيتخبط كمن به مس.
بدئا كنت اظن ان الرئيس صدام حسين باستشهاده ، قد استراح من تلفيق التهم له فكل مصيبة كانت تحدث في العراق او في بلاد الواق واق كانت تنسب اليه. ولكن – حتى اشعار آخر وحتى ايجاد شماعة ذنوب أخرى – يظل الرئيس صدام حسين حيا في أذهانكم ، وحاضرا في قلوبكم، ومازال قائدا لكم يحمل عبء كل ذنوبكم. لله درك ايها البطل حيا وشهيدا. بشكل لا واع .. لاتريدون له ان يغيب عن الوجدان.. فكلما نسي الناس وانشغلوا بمصائب حياتهم اليومية ، ذكرتموهم . وهذه احدى معجزات الله .. أن يبقيه اعداؤه حيا، كما كانوا السبب في نيله الشهادة.
وبمناسبة الحديث عن الشهادة، فإنك تفتري على الله وعلى كتابه وتسمح لك (استشاريتك الثقافية) ان تؤول القرآن بما يناسب إدراكك.. فأنت تقارن نطق المسلم بالشهادة قبل الموت – وأي موت بين أيدي الاعداء! - مرتين بدون جزع .. مثل قول فرعون (آمنت برب موسى) . يعني المسلم الآن يمكن ان يقول قبل موته (آمنت برب موسى ) إذا ماخطرت بباله قبل التشهد!! حقدك الأسود استكثر حتى على مسلم ان يقول الشهادة وجعلت من نفسك ربا لتحكم بقبول الشهادة من عدمها. كان يمكن أن تنأى بنفسك عن هذه الجزئية بالذات. ولكن حقدك كان أكبر من حكمتك.
نأتي الى (القصتين) التي اوردتهما خارج ماتسميه (النص) وماهما بقصتين :
1- الرجل يلعن الزوجة لانقطاع الكهرباء بدلا من أن يلعن صدام حسين. وهذا دليل على جبن الرجال.
2- سطر ونصف اوردت فيه كلمة (قذر وقذارة) 7 مرات.. لماذا 7 مرات ؟ ربما وجوب التطهر لديك ان تذكر الكلمة هذه سبع مرات؟ وفهمنا من كل هذه القذارة ان الله سلط امريكا على صدام وهذا كما تقول يسمى عند الله (الاستحقاق) .
نأتي الى القصة الاولى : إذا كنت تقصد انقطاع الكهرباء الان ، فما دخل صدام حسين بها؟ الرجل أعاد الكهرباء بعد تدميرها من قبل العدوان الاطلسي الامريكي في 1991 بعد ثلاثة شهور، رغم الحصار ورغم شحة الموارد. ولكن انظر كهرباء مابعد الاحتلال ومابعد غياب صدام حسين ، ماذا حل بها بعد 6 سنوات ومع 100 بليون دولار ميزانية الدولة ومع رفع الحصار وتعهد أكبر دول العالم بإعادة الإعمار؟ ولماذا تريد من الرجل ان يلعن صدام حسين على كهرباء عطله ساستكم الذين انتخبتموهم ؟
القصة الثانية : الله لم يسلط امريكا على صدام حسين. بالعكس، الرجل نال الشهادة وذهب الى أعلى المراتب عند الله . ماذا نلتم أنتم غير الخزي في الدنيا والاخرة ، حين مثلتم بجثمانه ورقصتم حوله؟ ماذا فقد صدام حسين ؟ حياته وحياة ابنائه وملكه ؟ كان رجلا فانيا وليس مخلدا وكان سيموت عاجلا أو آجلا ولكن الله كرمه بالشهادة وكرم ابناءه بها كذلك . ولكن الله سلط أمريكا عليكم ، وفي حين ان صدام حسين لم يطأطيء رأسه لا في حياته ولا تحت المشنقة ، وقضى الشطر الأكبر من الاحتلال أسيرا ومات شهيدا، ولكن انظروا توحلكم بالتعاون مع المحتل الكافر، وانظروا على أي وجه ستموتون ملطخين بالعار. وهذا كما تقول يسمى الا ستحقاق من عند الله.. كما أن الناس لا تنسى ولا تغفر وللشعوب ذاكرة حية.
بعد هذه (القصص) الثقافية كلّش .. يأتي (النص) المبجل .
تطلق على العرب صفات الجرب والحثالات .. وفي حين اننا دائما نميز بين الحكام الذين تنطبق عليهم هذه الاوصاف وبين شعوبهم ولكنك كما يبدو خلطت الجميع خلطا عشوائيا مثل الهريسة. ويبدو انك تقصد من يكتب ضد الاحتلال وضد العملاء ومن ينصف تاريخ العراق وتاريخ صدام. هؤلاء تسميهم (أهل الكوبونات النفطية) .. وكانت هذه الحقيقة الملتوية قد كشفت وفضحت وعرف من وراءها ولكن يبدو انك كنت مغيبا الغيبة الكبرى قبل أن تصبح مستشارا تتابع كما تقول (الكتاب عبر الفضائيات ومواقع الانترنيت والصحف وخصوصا اهل الكوبونات النفطية من العرب الجرب) إذن هذه مهمتك الاستشارية الثقافية في مكتب الصدر؟ هل لديك دليل على ان هؤلاء الذين تتابعهم قد استلموا فعلا (كوبونات نفطية) ، اقصد هل لديك قائمة منقحة ؟ وليست القائمة اياها التي نشرها الجلبي وصاحب المدى واتضح كذبها. هل لديك الان قائمة جديدة تراجعها حين تتابع اولئك الكتاب (الجرب) أم ان هذا مجرد صفة تطلقها عليهم على اساس انهم كانوا (مأجورين) ؟ هل يثير جنونك انهم مازالوا ينتصرون لصدام حسين ؟ حسنا يا أخي .. يبدو ان هذه أول مرة نرى مأجورين على هذا الإخلاص لمن استأجرهم في زمن ما، ثم زال ملكه ورحل عن الحياة ، لأن المأجورين عادة يغيرون اصحاب عملهم بسرعة الى من لايزال يعيش وفي جعبته كوبونات اخرى.
لابد أن هذا الاخلاص دفع الدم ساخنا الى رأسك ، فقررت أن تسطر لهم (جرائم) صدام حسين ، إذا كانوا قد نسوها :
وياللدهاء في غير محله .. بدأت بالرعيل الاول من البعثيين الذين كما تقول اعدموا بدون محاكمة ، وذلك لتستثير البعثيين .
ثم ذكرت مقتل البدري وهو عالم سني . قتل كما تقول لأنه كان يشكل تهديدا على السنة .
ثم وصلت الى المعارضة الاسلامية وقائدها محمد باقر الصدر ثم تقول (وأعدم الآلاف ، بل عشرات الآلاف من المسلمين العراقيين . ودفنهم أحياء في (سلمان باك) وبقية المقابر الجماعية ، هم ونسائهم وأطفالهم .)
وصولا الى ماتسميه اغتيال ( محمد الصدر ونجليه ليقضى على الصحوة العراقية الثورية الصدرية عام 1998 )
لن اناقشك في الاول والثاني (البعثيين والسنة) لأني لا أعرف ظروف ذلك وربما يستطيع البعثيون والسنة ان يردوا . ولكن أسألك بصفتك (شيعيا) و(صدريا) و(مستشارا) وبالتأكيد تعرف ماتقوله. ويمكن ان تأتي بالبراهين لو طلبناها.
هذه الايام نسمع حكاية الدفن احياء ، وهي لزيادة تبشيع جريمة وهمية . آلاف يارجل ؟ وأحياء؟ إذن لماذا لم يذكر بوش ذلك وهو يعدد جرائم (الدكتاتور) حتى وهو الذي كذب 935 كذبة بشأن العراق ورئيسه؟ لماذا لم يحاكم صدام حسين على هذه الجريمة البشعة حتى نتعرف على الفظائع ، وحوكم وأعدم بسرعة على مجرد توقيعه على اعدام متآمرين على حياة رئيس جمهورية وقائد عام للقوات المسلحة بتدبير من عدو كان العراق يحاربه في حينه.؟ يعني باختصار خونة بكل مقاييس الدنيا والآخرة. أين هذه المقابر وكيف عرفتم انهم قتلوا احياء ؟ هل كنت معهم ؟ هل انتدبت خبيرا في الطب العدلي ليكشف عن آلاف الجثث لنعرف الحقيقة ؟ ما هي اسماؤهم ، وأين جثثهم ؟
ولماذا لم يحاكم صدام حسين على مقتل محمد الصدر ونجليه ؟ أليس قتل عالم أعظم جناية من التوقيع على اعدام خونة للوطن مثل جماعة الدجيل؟ أليس محمدا الذي قال (الأنبياء ثم العلماء ثم الصالحون) لماذا لم يحاكم عليها ؟ لماذا أخفيت الحقيقة الى الأبد ، وأنتم تعرفون تماما أن مقتل الصدر وابنيه فيها أقاويل كثيرة؟ لماذا نسمح لكم ان تقولوا لنا وجها واحدا من الحقيقة بعد أن غيبتم الوجه الآخر؟
حسنا ، لقد رحل صدام حسين عن عالمكم منذ سنتين.. من يغتالكم الان ياترى؟ من يقتل رموزكم ؟ من يطارد صدركم؟ أليس هم بضعة منكم ممن امتطاهم الأمريكان؟ هل كنتم قد اوصلتم صدام حسين الى الحكم ونكث عهده معكم وبدأ يطاردكم ويحض الامريكان عليكم كما يفعل (المالكي)؟
لماذا هذا التضليل؟ ألا يكفي انكم كتيار صدري بالمقابل وقعتم تحت طائلة تشويه آخر من قبل الأمريكان وعملائهم حتى صدق الكثير جرائم حقيقية او وهمية (ولكنها بالتأكيد مضخمة ومهولة ) نسبت اليكم ؟ ألا ترعوون. ألم يكن هذا دافعا لكم أن تتجهوا بقلب مخلص للبحث عن الحقيقة في كل شيء حتى بين من تعتبرونهم اعداء لكم ؟
نأت الى خلط الهريسة الأخير .. وإذا كان القراء قد فهموا شيئا مما تريد أن تقوله فلابد أنهم يقرأون الممحي ويفكون الطلاسم ، الخلط الأخير تقول فيه ويبدو انه اصل فكرة (النص) إذا اعتبرنا العنوان الرئيسي . تقول (العرب – الآن – يطالبون العراقيين بأن يدفعوا أرواحهم ثمناً لرفض الإتفاقية العراقية الأمريكية) هل تفهمون من هذه العبارة ان الاخ المستشار مع الاتفاقية ؟ هذا مايبدو.
ولكن لا .. انظروا ما يقوله بعد ذلك (نحن أولى ببلدنا ..ونحن أهله ، وأهل مكة أدرى بشعابها ، ولن نوقع على اتفاقية تهتك حرمة العراق والعراقيين) الى آخره..
هل أفهم من ذلك أنك ضد الاتفاقية ولكن لا تريد أحدا من (العرب) أن يشجعك على هذا الموقف، لأنهم جرب وحثالات وأهل كوبونات ، وانت ادرى بشعابك !! هل هذه هي فكرتك من كل هاي اللطمية؟
ألا تعرف أن أول مباديء السياسة ان تجمع حولك من تستطيع من مؤيدين حتى لو كنت تظنهم اعداء لك في الماضي او الحاضر؟ ألا تفهم أبسط حكمة تعلمها الإنسان منذ كان وحشا يعيش في الكهوف؟ وهي إن الانسان كائن اجتماعي ولا يستطيع أن يعيش في جزيرة معزولة؟ ألا تفهم لماذا يكون السجن الانفرادي أقسى عقاب لأي سجين حتى وهو في أحط السجون؟
ألا يفهم التيار الصدري انه قد تعرض ومازال ، لأكبر حملة عدائية حتى من قبل اكبر مؤيديه سابقا، وأنه من الكياسة والحذاقة والذكاء (خاصة في هذا الظرف السياسي المواتي) أن يلم أكبر قدر من الناس عراقيين وعربا وعجما حوله بدلا من تنفيرهم؟ ألا تفهم مدى الزلزال الذي حدث في العراق وان على كل القوى السياسية التي تزعم الاخلاص للعراق أن تبدل سياساتها وطرقها واساليبها وخطابها ليتناسب مع متطلبات هذا الزلزال، لتجمع الآراء حولها و حتى تستطيع الصمود والاستمرار والمقاومة ضد الاحتلال.
أبدا .. يبدو ان مستشار الهريسة لا يفهم .. فقد انهى الجنجلوتية بتهديد (وللعراقيين ثارات عند البعض فانتظروا فعند الصباح يحمد القوم السرى) . معنى المثل (عند الصباح يحمد القوم السرى) ان الانسان يقطع المفازات ليلا وعند الصباح يرى المسافة الطويلة التي قطعها ليلا فيرتاح ويحمد الله على ذلك). إيراد هذا المثل مع التهديد لا معنى له إلا إذا كان للمستشار ثارات مع البعض وقد انتقم من الكثيرين وسوف يستمر في الانتقام في حلكة الظلام ، وعند انبلاج الصباح سوف يحمد شيطانه انه استطاع ان ينفذ كل عمليات الانتقام تلك ..
ليش لا ؟!
فقرأت مقالة رائعة لكاتبة عراقية أسمها عشتار العراقية والتي أهدرت دمها الميليشات وحكومة الحثالة لما تقوم به من فضح لحكومة الهالكي ودور أيران
هي ومع كتاب عراقيون أخرون ،بعضا منهم يضطرون الكتابة بأسماء مستعارة نظرا للخطر الذي يواجهونه.
وقد قمت منذ فترة بنشر بيان للكتاب العراقيين والذين تستهدفهم الميليشيات الأيرانية في قسم قضايا ساخنة
أترككم مع الرد الرائع
قصة المستشار الثقافي لمكتب الصدر مع صدام حسين
كتابات - عشتار العراقية
أولا أنا عندي حساسية من كلمة (مستشار) فهي كلمة قبيحة فاضحة ، وكنت قبل ذلك قد قلت لكم اني كلما سمعت كلمة (ثقافة) خاصة في العراق الجديد اتحسس مسدسي. فإذا وضعت هذه الكلمة الى جانب تلك ، يقشعر جلدي انتظارا للآتي. وإذا أمسك مثل هذا المستشار العصا وبدأ يخوط الهريسة في جدر مصدّي، فلا نهاية لسوء الفهم وسوء الهضم المتصاعدين مع البخار.
دعونا إذن نرى التهويمات التي تمخضت عنها هريسة السيد راسم مرواني في لطميته الرائعة حول احدى (منجزات قائدنا الفذ صدام حسين وهي الاتفاقية العراقية – الأمريكية) .
فكرة المستشار التي حاولت ان انتزعها من الشوربة هي بالضبط الاتي (ياعرب يامن كنتم تتمولون من صدام حسين ، لا تتحدثوا ضد الاتفاقية لأنها إحدى منجزاته)
الرجل مشكلته ليست العرب وانما لأن صدام حسين مازال حيا في وجدانه رغما عنه. لا يعرف كيف يتخلص منه، فيتخبط كمن به مس.
بدئا كنت اظن ان الرئيس صدام حسين باستشهاده ، قد استراح من تلفيق التهم له فكل مصيبة كانت تحدث في العراق او في بلاد الواق واق كانت تنسب اليه. ولكن – حتى اشعار آخر وحتى ايجاد شماعة ذنوب أخرى – يظل الرئيس صدام حسين حيا في أذهانكم ، وحاضرا في قلوبكم، ومازال قائدا لكم يحمل عبء كل ذنوبكم. لله درك ايها البطل حيا وشهيدا. بشكل لا واع .. لاتريدون له ان يغيب عن الوجدان.. فكلما نسي الناس وانشغلوا بمصائب حياتهم اليومية ، ذكرتموهم . وهذه احدى معجزات الله .. أن يبقيه اعداؤه حيا، كما كانوا السبب في نيله الشهادة.
وبمناسبة الحديث عن الشهادة، فإنك تفتري على الله وعلى كتابه وتسمح لك (استشاريتك الثقافية) ان تؤول القرآن بما يناسب إدراكك.. فأنت تقارن نطق المسلم بالشهادة قبل الموت – وأي موت بين أيدي الاعداء! - مرتين بدون جزع .. مثل قول فرعون (آمنت برب موسى) . يعني المسلم الآن يمكن ان يقول قبل موته (آمنت برب موسى ) إذا ماخطرت بباله قبل التشهد!! حقدك الأسود استكثر حتى على مسلم ان يقول الشهادة وجعلت من نفسك ربا لتحكم بقبول الشهادة من عدمها. كان يمكن أن تنأى بنفسك عن هذه الجزئية بالذات. ولكن حقدك كان أكبر من حكمتك.
نأتي الى (القصتين) التي اوردتهما خارج ماتسميه (النص) وماهما بقصتين :
1- الرجل يلعن الزوجة لانقطاع الكهرباء بدلا من أن يلعن صدام حسين. وهذا دليل على جبن الرجال.
2- سطر ونصف اوردت فيه كلمة (قذر وقذارة) 7 مرات.. لماذا 7 مرات ؟ ربما وجوب التطهر لديك ان تذكر الكلمة هذه سبع مرات؟ وفهمنا من كل هذه القذارة ان الله سلط امريكا على صدام وهذا كما تقول يسمى عند الله (الاستحقاق) .
نأتي الى القصة الاولى : إذا كنت تقصد انقطاع الكهرباء الان ، فما دخل صدام حسين بها؟ الرجل أعاد الكهرباء بعد تدميرها من قبل العدوان الاطلسي الامريكي في 1991 بعد ثلاثة شهور، رغم الحصار ورغم شحة الموارد. ولكن انظر كهرباء مابعد الاحتلال ومابعد غياب صدام حسين ، ماذا حل بها بعد 6 سنوات ومع 100 بليون دولار ميزانية الدولة ومع رفع الحصار وتعهد أكبر دول العالم بإعادة الإعمار؟ ولماذا تريد من الرجل ان يلعن صدام حسين على كهرباء عطله ساستكم الذين انتخبتموهم ؟
القصة الثانية : الله لم يسلط امريكا على صدام حسين. بالعكس، الرجل نال الشهادة وذهب الى أعلى المراتب عند الله . ماذا نلتم أنتم غير الخزي في الدنيا والاخرة ، حين مثلتم بجثمانه ورقصتم حوله؟ ماذا فقد صدام حسين ؟ حياته وحياة ابنائه وملكه ؟ كان رجلا فانيا وليس مخلدا وكان سيموت عاجلا أو آجلا ولكن الله كرمه بالشهادة وكرم ابناءه بها كذلك . ولكن الله سلط أمريكا عليكم ، وفي حين ان صدام حسين لم يطأطيء رأسه لا في حياته ولا تحت المشنقة ، وقضى الشطر الأكبر من الاحتلال أسيرا ومات شهيدا، ولكن انظروا توحلكم بالتعاون مع المحتل الكافر، وانظروا على أي وجه ستموتون ملطخين بالعار. وهذا كما تقول يسمى الا ستحقاق من عند الله.. كما أن الناس لا تنسى ولا تغفر وللشعوب ذاكرة حية.
بعد هذه (القصص) الثقافية كلّش .. يأتي (النص) المبجل .
تطلق على العرب صفات الجرب والحثالات .. وفي حين اننا دائما نميز بين الحكام الذين تنطبق عليهم هذه الاوصاف وبين شعوبهم ولكنك كما يبدو خلطت الجميع خلطا عشوائيا مثل الهريسة. ويبدو انك تقصد من يكتب ضد الاحتلال وضد العملاء ومن ينصف تاريخ العراق وتاريخ صدام. هؤلاء تسميهم (أهل الكوبونات النفطية) .. وكانت هذه الحقيقة الملتوية قد كشفت وفضحت وعرف من وراءها ولكن يبدو انك كنت مغيبا الغيبة الكبرى قبل أن تصبح مستشارا تتابع كما تقول (الكتاب عبر الفضائيات ومواقع الانترنيت والصحف وخصوصا اهل الكوبونات النفطية من العرب الجرب) إذن هذه مهمتك الاستشارية الثقافية في مكتب الصدر؟ هل لديك دليل على ان هؤلاء الذين تتابعهم قد استلموا فعلا (كوبونات نفطية) ، اقصد هل لديك قائمة منقحة ؟ وليست القائمة اياها التي نشرها الجلبي وصاحب المدى واتضح كذبها. هل لديك الان قائمة جديدة تراجعها حين تتابع اولئك الكتاب (الجرب) أم ان هذا مجرد صفة تطلقها عليهم على اساس انهم كانوا (مأجورين) ؟ هل يثير جنونك انهم مازالوا ينتصرون لصدام حسين ؟ حسنا يا أخي .. يبدو ان هذه أول مرة نرى مأجورين على هذا الإخلاص لمن استأجرهم في زمن ما، ثم زال ملكه ورحل عن الحياة ، لأن المأجورين عادة يغيرون اصحاب عملهم بسرعة الى من لايزال يعيش وفي جعبته كوبونات اخرى.
لابد أن هذا الاخلاص دفع الدم ساخنا الى رأسك ، فقررت أن تسطر لهم (جرائم) صدام حسين ، إذا كانوا قد نسوها :
وياللدهاء في غير محله .. بدأت بالرعيل الاول من البعثيين الذين كما تقول اعدموا بدون محاكمة ، وذلك لتستثير البعثيين .
ثم ذكرت مقتل البدري وهو عالم سني . قتل كما تقول لأنه كان يشكل تهديدا على السنة .
ثم وصلت الى المعارضة الاسلامية وقائدها محمد باقر الصدر ثم تقول (وأعدم الآلاف ، بل عشرات الآلاف من المسلمين العراقيين . ودفنهم أحياء في (سلمان باك) وبقية المقابر الجماعية ، هم ونسائهم وأطفالهم .)
وصولا الى ماتسميه اغتيال ( محمد الصدر ونجليه ليقضى على الصحوة العراقية الثورية الصدرية عام 1998 )
لن اناقشك في الاول والثاني (البعثيين والسنة) لأني لا أعرف ظروف ذلك وربما يستطيع البعثيون والسنة ان يردوا . ولكن أسألك بصفتك (شيعيا) و(صدريا) و(مستشارا) وبالتأكيد تعرف ماتقوله. ويمكن ان تأتي بالبراهين لو طلبناها.
هذه الايام نسمع حكاية الدفن احياء ، وهي لزيادة تبشيع جريمة وهمية . آلاف يارجل ؟ وأحياء؟ إذن لماذا لم يذكر بوش ذلك وهو يعدد جرائم (الدكتاتور) حتى وهو الذي كذب 935 كذبة بشأن العراق ورئيسه؟ لماذا لم يحاكم صدام حسين على هذه الجريمة البشعة حتى نتعرف على الفظائع ، وحوكم وأعدم بسرعة على مجرد توقيعه على اعدام متآمرين على حياة رئيس جمهورية وقائد عام للقوات المسلحة بتدبير من عدو كان العراق يحاربه في حينه.؟ يعني باختصار خونة بكل مقاييس الدنيا والآخرة. أين هذه المقابر وكيف عرفتم انهم قتلوا احياء ؟ هل كنت معهم ؟ هل انتدبت خبيرا في الطب العدلي ليكشف عن آلاف الجثث لنعرف الحقيقة ؟ ما هي اسماؤهم ، وأين جثثهم ؟
ولماذا لم يحاكم صدام حسين على مقتل محمد الصدر ونجليه ؟ أليس قتل عالم أعظم جناية من التوقيع على اعدام خونة للوطن مثل جماعة الدجيل؟ أليس محمدا الذي قال (الأنبياء ثم العلماء ثم الصالحون) لماذا لم يحاكم عليها ؟ لماذا أخفيت الحقيقة الى الأبد ، وأنتم تعرفون تماما أن مقتل الصدر وابنيه فيها أقاويل كثيرة؟ لماذا نسمح لكم ان تقولوا لنا وجها واحدا من الحقيقة بعد أن غيبتم الوجه الآخر؟
حسنا ، لقد رحل صدام حسين عن عالمكم منذ سنتين.. من يغتالكم الان ياترى؟ من يقتل رموزكم ؟ من يطارد صدركم؟ أليس هم بضعة منكم ممن امتطاهم الأمريكان؟ هل كنتم قد اوصلتم صدام حسين الى الحكم ونكث عهده معكم وبدأ يطاردكم ويحض الامريكان عليكم كما يفعل (المالكي)؟
لماذا هذا التضليل؟ ألا يكفي انكم كتيار صدري بالمقابل وقعتم تحت طائلة تشويه آخر من قبل الأمريكان وعملائهم حتى صدق الكثير جرائم حقيقية او وهمية (ولكنها بالتأكيد مضخمة ومهولة ) نسبت اليكم ؟ ألا ترعوون. ألم يكن هذا دافعا لكم أن تتجهوا بقلب مخلص للبحث عن الحقيقة في كل شيء حتى بين من تعتبرونهم اعداء لكم ؟
نأت الى خلط الهريسة الأخير .. وإذا كان القراء قد فهموا شيئا مما تريد أن تقوله فلابد أنهم يقرأون الممحي ويفكون الطلاسم ، الخلط الأخير تقول فيه ويبدو انه اصل فكرة (النص) إذا اعتبرنا العنوان الرئيسي . تقول (العرب – الآن – يطالبون العراقيين بأن يدفعوا أرواحهم ثمناً لرفض الإتفاقية العراقية الأمريكية) هل تفهمون من هذه العبارة ان الاخ المستشار مع الاتفاقية ؟ هذا مايبدو.
ولكن لا .. انظروا ما يقوله بعد ذلك (نحن أولى ببلدنا ..ونحن أهله ، وأهل مكة أدرى بشعابها ، ولن نوقع على اتفاقية تهتك حرمة العراق والعراقيين) الى آخره..
هل أفهم من ذلك أنك ضد الاتفاقية ولكن لا تريد أحدا من (العرب) أن يشجعك على هذا الموقف، لأنهم جرب وحثالات وأهل كوبونات ، وانت ادرى بشعابك !! هل هذه هي فكرتك من كل هاي اللطمية؟
ألا تعرف أن أول مباديء السياسة ان تجمع حولك من تستطيع من مؤيدين حتى لو كنت تظنهم اعداء لك في الماضي او الحاضر؟ ألا تفهم أبسط حكمة تعلمها الإنسان منذ كان وحشا يعيش في الكهوف؟ وهي إن الانسان كائن اجتماعي ولا يستطيع أن يعيش في جزيرة معزولة؟ ألا تفهم لماذا يكون السجن الانفرادي أقسى عقاب لأي سجين حتى وهو في أحط السجون؟
ألا يفهم التيار الصدري انه قد تعرض ومازال ، لأكبر حملة عدائية حتى من قبل اكبر مؤيديه سابقا، وأنه من الكياسة والحذاقة والذكاء (خاصة في هذا الظرف السياسي المواتي) أن يلم أكبر قدر من الناس عراقيين وعربا وعجما حوله بدلا من تنفيرهم؟ ألا تفهم مدى الزلزال الذي حدث في العراق وان على كل القوى السياسية التي تزعم الاخلاص للعراق أن تبدل سياساتها وطرقها واساليبها وخطابها ليتناسب مع متطلبات هذا الزلزال، لتجمع الآراء حولها و حتى تستطيع الصمود والاستمرار والمقاومة ضد الاحتلال.
أبدا .. يبدو ان مستشار الهريسة لا يفهم .. فقد انهى الجنجلوتية بتهديد (وللعراقيين ثارات عند البعض فانتظروا فعند الصباح يحمد القوم السرى) . معنى المثل (عند الصباح يحمد القوم السرى) ان الانسان يقطع المفازات ليلا وعند الصباح يرى المسافة الطويلة التي قطعها ليلا فيرتاح ويحمد الله على ذلك). إيراد هذا المثل مع التهديد لا معنى له إلا إذا كان للمستشار ثارات مع البعض وقد انتقم من الكثيرين وسوف يستمر في الانتقام في حلكة الظلام ، وعند انبلاج الصباح سوف يحمد شيطانه انه استطاع ان ينفذ كل عمليات الانتقام تلك ..
ليش لا ؟!