المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اطلالة توعوية تخص الفلسطينيين والاردنيين .



مصطفى عودة
31/10/2008, 04:35 AM
العلاقات الأردنية الإسرائيلية أ. د. إبراهيم خليل العلاف
العلاقات الأردنية- الإسرائيلية: نشأتها وتطورها
الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف∗
ملخص البحث
لم تكن اتفاقية السلام الأردنية- الإسرائيلية التي وقعت في 26 تشرين
الأول/أكتوبر 1994 بوادي عربة على الحدود بينهما سوى حلقة في سلسلة طويلة
من العلاقات التي نشأت منذ العشرينات من القرن الماضي بين مملكة شرق الأردن
والوكالة اليهودية.. ولكي نفهم طبيعة هذه العلاقات لابد من العودة إلى جذورها
وتوضيح حيثيات استمرار تواصلها عبر كل هذه السنوات وبدوافع مختلفة. والبحث
التالي متابعة لتطور العلاقات والنتائج التي تمخضت عنها والموقفين الرسمي
والشعبي منها.
-1-
لم تكن اتفاقية السلام الأردنية- الإسرائيلية، التي وقعت في السادس
والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر سنة 1994 ، بوادي عربة على الحدود
بينهما، سوى حلقة في سلسلة طويلة من العلاقات التي نشأت منذ
،( العشرينات من القرن الماضي، بين مملكة شرق الأردن (تأسست 1921
والوكالة اليهودية سواء داخل الأرض المحتلة: فلسطين او في خارجها،
ولكي نفهم طبيعة العلاقات الأردنية- الإسرائيلية، في وضعها الحاضر،
لابد من العودة الى جذورها، وتوضيح حيثيات استمرار تواصلها عبر كل
هذه السنوات، وبدوافع مختلفة.. وكان من الطبيعي ان تأخذ هذه العلاقات
بعدا جديدا بعد قيام دولة اسرائيل في 15 أيار / مايو سنة 1948 ، ونشوب
1949 ، وتوقيع اتفاقيات - الحرب العربية - الاسرائيلية الاولى 1948
∗ أستاذ التاريخ الحديث/ مركز الدراسات الإقليمية- جامعة الموصل - العراق.
(9) مركز الدراسات الإقليمية دراسات إقليمية 4
الهدنة بين اسرائيل وبعض الدول العربية، ومنها الاردن، ووقوع الضفة
الغربية تحت السيادة الاردنية، بما فيها القدس، وقرار الاردن في 31
تموز / يوليو 1988 ، فك الارتباط الاداري والقانوني معها، والاعتراف
بمنظمة التحرير الفلسطينية، التي تشكلت سنة 1964 ، ممثلا شرعيا وحيدا
للفلسطينيين، وحقها في اقامة دولتها المستقلة على الضفة الغربية وقطاع
غزة.
-2-
لم يكن متوقعا من الاردن الوقوف موقف المتفرج أزاء ضياع
فلسطين، فلقد كان للاردن، ومنذ العشرينات من القرن الماضي، موقف
مساند للانتفاضات التي قام بها الفلسطينيون ضد محاولات اليهود
واغتصاب أراضيهم.( 2) وخلال المدة الواقعة بين 1936 و 1948 ، برز
الاردن لاعبا أساسيا في الصراع العربي- الإسرائيلي.
ويشير الدكتور حسن البراري( 3) الى أن الموقع الجيوسياسي للأردن
فرض عليه التزامات استراتيجية كبيرة، فالحركة الوطنية في فلسطين ،
وكانت آنذاك بقيادة الحاج محمد أمين الحسيني، تنظر الى الصراع
العربي- الإسرائيلي على انه صراع وجود، وبالتالي لم تكن هناك إمكانية
للتوصل الى تسوية بين الفلسطينيين واليهود، خاصة بين رفض قرار
التقسيم سنة 1949 ، والذي أصدرته الأمم المتحد ة، فبالنسبة للحركة
الصهيونية، فإنها وجدت ان لابد من ان يكون هناك طرف تتحدث اليه ،
وقد تعذر ان تجد بين الفلسطينيين من يقوم بهذا الدور لذلك، وجدت في
1951 ) وخاصة بعد إعلانه سنة - طموحات الملك عبد الله الأول ( 1921
1943 م مشروع سوريا الكبرى، ورغبته في توسيع حدود مملكته ..
وجاءت حرب 1948 لتساعد الاردن على ضم الضفة الغربية بما فيها
القدس، وإعلان مجلس الأمة في الاردن قيام المملكة الأردنية الهاشمية في
. 24 نيسان 1950
العلاقات الأردنية الإسرائيلية أ. د. إبراهيم خليل العلاف
-3 -
مع ان الاردن، وخلال المدة من 1948 وحتى 1967 عانى الكثير
من جراء قيام دولة اسرائيل واستمرار استفزازاتها واعتداءاتها الكثيرة
على الأراضي الأردنية والفلسطينية ومنها على سبيل المثال ما حدث في
قبية في تشرين الاول 1953 الا ان القيادة الاردنية اعتم دت سياسة
خارجية حذرة وهادئة، وقد عبرت اكثر من مرة عن رغبتها في حل
الصراع واعادة الفلسطينيين الى ديارهم وعدم التفريط بحقوقهم في
ارضهم وحقهم في اقامة دولتهم المستقلة، الا انها اصطدمت بعناد اسرائيل
ورفضها التنازل في مؤتمر لوزان عن نقطتين أساسيتين هما عودة
اللاجئين وتعديل الحدود( 4). وبعد اسهام اسرائيل في الحرب ضد مصر
مع بريطانيا وفرنسا سنة 1956 اثر قيام الرئيس جمال عبد الناصر
1970-1952 ) بتأميم قناة السويس، اطلق ديفيد بن غوريون رئيس )
وزراء اسرائيل مشروعه لضم الاردن الى العراق، على ان تأخذ اسرائيل
الضفة الغربية مقابل معاهدة سلام دولية بين العراق واسرائيل يسمح
بموجبها العراق بتوطين اللاجئين الفلسطينيين في اراضيه. ولكن بريطانيا
رفضت هذا المشروع، مؤكدة عمق تحالفها العسكري مع الاردن والذي
كانت ترتبط به بمعاهدة دفاعية وقعت في 22 آذار / مارس 1946
.( وعرفت باسم (معاهدة التحالف والصداقة الاردنية- البريطانية)( 5
ويبدو ان تنامي الوعي القومي، وبروز التيار الناصري التحرري في
اواخر الخمسينات واوائل الستينات من القرن الماضي، ادى الى تخوف
اسرائيل من ان يؤدي ذلك الى قوة العرب وتوحدهم ومن ثم نجاحهم في
تحرير فلسطين، لذلك اخذت تنظر الى (التيار الناصري) كخطر حقيقي
على كيانها ووجودها في المنطقة، واشتركت الولايات المتحدة الأمريكية
(9) مركز الدراسات الإقليمية دراسات إقليمية 4
وبريطانيا وفرنسا( 6) وثمة من يشير الى حدوث تغيير في الفكر السياسي
الإسرائيلي تجاه الاردن، ويستند في ذلك الى ما أعلنه بن غوريون في
رسالته التي وجهها الى الرئيس الامريكي آنذاك جون كندي والتي يقول
فيها ان بقاء الاردن تحت حكم الهاشميين يصب في المصلحة القومية
الاسرائيلية. وقد وضع بن غوريون مبدأه الذي يقوم على ثلاثة أسس
مركزية اولاها التحالف مع دول الجوار غير العربية. وثانيها دعم الدول
العربية (المعتدلة) المناهضة لسياسة عبد الناصر وتوجهاته الوحدوية
.( التحريرية. وثالثها تطوير الخيار النووي( 7
-4-
لانريد الدخول في اسباب حدوث هزيمة 1967 وميل كفة الصراع
العربي- الاسرائيلي لصالح اسرائيل وانحسار المد القومي
الناصري،بسبب ضعف البنية السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية
العربية وهشاشتها. فضلا عن وقوف الغرب مع إسرائيل ودعمه القوي
لها،و لكن لابد من الإشارة الى ان من ابرز نتائج الحرب العربية -
الإسرائيلية الثالثة 1967 احتلال إسرائيل لأراضي عربية جديدة منها
سيناء والجولان والضفة الغربية وصدور قرار مجلس الامن رقم 242
وقبول العرب بالحل السياسي وبدء الحديث عن ما يسمى ب (مبادلة
.( الارض مقابل السلام) وإعلان اسرائيل عن قبولها لمثل هذا الحل ( 8
ولكن بالمقابل، فقد تنامت الحركة التحريرية الفلسطينية وظهرت منظمة
التحرير 1964 ، واعلن العرب في مؤتمر القمة العربية السابع الذي عقد
بالرباط في تشرين الاول / اكتوبر 1974 اعترافهم بهذه المنظمة ممثلا
شرعيا وحيدا للفلسطينيين، واحترام حقهم في اقامة سلطتهم في الضفة
الغربية وقطاع غزة( 9).. وقد تطلب هذا من الاردن فك ارتباط الضفة
الغربية، اداريا وقانونيا وقد تحقق هذا في الحادي والثلاثين من تموز سنة
.(10)1988
العلاقات الأردنية الإسرائيلية أ. د. إبراهيم خليل العلاف
-5-
حاولت إسرائيل الاستفادة من الأوضاع التي كان يشهدها الشرق
الأوسط ومنها الحرب العراقية- الإيرانية، واستمرارها طيلة ثمان سنوات
1988 واستنزاف امكانات العراق العسكرية والاقتصادية وبدء -1980
خروجه من حلبة الصراع العربي- الإسرائيلي وسعي إسرائيل للوصول
الى هذا الهدف الحيوي بالنسبة لها والذي تحقق بعد ذلك باحتلال
الأمريكيين والبريطانيين للعراق واسقاط نظامه السابق في التاسع من
.. نيسان سنة 2003
Allon ) لقد طرح ايغال الون وكان نائبا لرئيس الوزراء الاسرائيلي
مشروعا يقضي بعقد معاهدة سلام بين الاردن واسرائيل، والتقى (Plan
1999 ) معه وقال له نحن في الاردن، مستعدون - الملك حسين ( 1953
للدخول في اتفاقية سلام مع اسرائيل على اساس الانسحاب الى حدود
1967 وعودة القدس الشرقية والقبول بمبدأ تبادل الاراضي. ولكن الامور
ظلت على حالها فاسرائيل تمسكت بموقفها الرافض لعودة اللاجئين
ولتحديد الحدود والاردن ظل يؤكد على ان استراتيجيته ازاء الصراع
العربي- الاسرائيلي تقوم على أساس القبول بتطبيق الشرعية الدولية
والمتمثلة بقرارات الامم المتحدة الداعية الى انسحاب اسرائيل م ن
.(11) الاراضي التي احتلتها سنة 1967
-6-
شهد العالم في مطلع التسعينات من القرن الماضي تطورات خطيرة
انعكست على مجمل قضاياه الشائكة ومنها قضية الصراع العربي
الاسرائيلي، ومن هذه التطورات تفكك الاتحاد السوفيتي وظهور الولايات
المتحدة الامريكية كقوة عظمى وحيدة واجتياح العراق للكويت في آب /
اغسطس 1990 وقيام التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية
(9) مركز الدراسات الإقليمية دراسات إقليمية 4
لاخراجه منها.. ولايمكن ان نتجاهل ما أحدثته انتفاضة الاقصى من
تغييرات في النظرة العربية والامريكية والدولية الى الصراع في المنطقة
كلها.. فجاء مؤتمر مدريد للسلام في 30 تشرين الاول / اكتوبر 1991
بدفع من الولايات المتحدة الامريكية وتشجيعها وقد تيسرت للاردن
واسرائيل الفرصة السانحة للجلوس على طاولة المفاوضات والتوصل الى
.( معاهدة للسلام( 12
-7-
قبل انعقاد مؤتمر مدريد للسلام، أدرك الأردن، صعوبة موقفه اثر
العزلة الخانقة التي أصبح يواجهها بعد التصور بأنه وقف مع العراق في
أزمة الكويت، ومن اجل كسر هذه العزلة، قرر الاردن تغيير استراتيجيته
والتوقف عن دعم العراق والالتجاء نحو المعسكر الدولي الذي قادته
الولايات المتحدة الأمريكية ومشاركته في كل مشاريعه المعلنة بما فيها
مشروع الشرق الأوسط الكبير وقد أعلن الملك حسين عاهل الاردن آنذاك
ان بلاده لن تبقى ((معزولة عن حل مشكلات المنطقة، او الجهود المبذولة
لحلها))( 13 ). وقد تمثلت مهمة الاردن آنذاك، كما يقول الدكتور هاني
الحوراني( 14 )، في مسألتين أولاهما توفير مظلة رسمية للوفد الفلسطيني
المشارك في مؤتمر مدريد من خلال تشكيل وفد مشترك الى المؤتمر .
وثانيهما الدخول، كبقية الأطراف العربية المعنية في مباحثات لتسوية
النزاع في مسار ثنائي اردني- فلسطيني. وقد استمرت المظلة الاردنية
خلال مفاوضات واشنطن الى ان تم التوصل الى اتفاقية اوسلو وإعلان
المبادي الفلسطيني الاسرائيلي الذي وقع في واشنطن يوم 13 ايلول
1993 . وقد يكون من المناسب الاشارة الى حقيقة مهمة وهي ان
الاردنيين غضبوا من القيادة الفلسطينية لانفرادها ودخولها مفاوضات
سرية مع إسرائيل في اوسلو لكن ما حدث أزال من امامهم حاجزا نفسيا
وسياسيا ساعدهم فيما بعد على الدخول في مفاوضات مباشرة مع الطرف
العلاقات الأردنية الإسرائيلية أ. د. إبراهيم خليل العلاف
الاسرائيلي وبدون أية احراجات. ولم يلبث الاردن ان وقع ما سمي ب
(جدول الأعمال الأردني- الاسرائيلي المشترك) في أيلول 1993 وخلال
اقل من سنة، بدأت المفاوضات الاردنية- الاسرائيلية في وادي عربة ،
وخلال اسابيع قليلة، انتهت المفاوضات بتوقيع ما سمي فيما بعد ب
(معاهدة السلام الاردنية- الاسرائيلية) في 26 تشرين الاول / اكتوبر
1994 وقد وقعها عن الجانب الاردني عبد السلام المجالي رئيس الوزراء
.( الأردني، واسحق رابين رئيس الوزراء الاسرائيلي( 15
تضمنت المعاهدة مقدمة و ( 30 ) مادة منها ست مواد شكلية والمواد
من 4 الى 20 تتحدث عن أوجه التعاون في مجالات عديدة منها الأمن
والمياه والاقتصاد والنقل والسياحة والطاقة والبيئة وغيرها حتى انها
وصفت بأنها أكثر من ((معاهدة سلام))، وانها نموذج ل (سلام حار )
.( وإنها ارست ((لتعاون استراتيجي) بين الاردن وإسرائيل( 16
تبدأ المعاهدة بديباجة تشير الى ان حكومة المملكة الأردنية الهاش مية
وحكومة دولة إسرائيل، إذ تأخذان بعين الاعتبار إعلان واشنطن الموقع
من قبلهما في 25 تموز / يوليو 1994 والذي تتعهدان بالوفاء به ، واذ
تهدفان الى تحقيق سلام عادل ودائم وشامل في الشرق الأوسط مبني على
قراري مجلس الأمن 242 و 338 بكل جوانبهم ا، وإذ تأخذان بعين
الاعتبار أهمية المحافظة على السلام وتقويته على أسس من الحرية
والمساواة والعدل واحترام حقوق الإنسان الأساسية متخطين بذلك الحواجز
النفسية ومعززتين للكرامة الإنسانية ، وإذ تؤكدان ايمانهما بأهداف
ومباديء الأمم المتحدة، وتعترفان بحقهما وواجبهما في العيش بسلام
بينهما ومع كافة الدول ضمن حدود آمنة ومعترف بها. وإذ ترغبان في
تنمية علاقات صداقة وتعاون بينهما حسب مباديء القانون الدولي التي
تحكم العلاقات الدولية في وقت السلم، وإذ ترغبان أيضا بضمان أمن دائم
(9) مركز الدراسات الإقليمية دراسات إقليمية 4
لدولتيهما وبشكل خاص بتجنب التهديد بالقوة واستعمالها فيما بينهما فقد
اتفقتا على ما يلي:
1. يعد السلام قائما بين المملكة الأردنية الهاشمية ودولة إسرائيل اعتبارا
.( من تاريخ تبادل وثائق التصديق على المعاهدة (المادة 1
2. سيطبق الطرفان فيما بينهما أحكام ميثاق الأمم المتحدة ومباديء
القانون الدولي ويعترفان ويحترمان سيادة كل منهما وسلامته الإقليمية
واستقلاله السياسي وبحقهما في العيش بسلام ضمن حدود آمنة وإقامة
.( علاقات حسن جوار وتعاون (المادة 2
3. تحدد الحدود الدولية بين الاردن واسرائيل على اساس تعريف الحدود
1948 ) المادة - زمن الانتداب البريطاني على الاردن وفلسطين ( 1920
3
4. يتقبل الطرفان بان التفاهم المشترك والتعاون بينهما في مسائل الأمن
سيكون جزءا مهما من علاقاتهما وبما يؤدي الى تعزيز امن المنطقة
.( (المادة 4
5. يتفق الطرفان على إقامة علاقات دبلوماسية وقنصلية كاملة (المادة
.(5
6. يتفق الطرفان بشكل متبادل بالاعتراف بتخصيصات عادلة لكل منهما
في مسائل مياه نهري الاردن واليرموك ومن مياه الجوفية لوادي عربة
.( (المادة 6
7. يؤكد الطرفان على تعزيز التعاون الاقتصادي لا بينهما وحسب بل
.( وفي الإطار الأوسع للتعاون الاقتصادي الإقليمي (المادة 7
8. يتفق الطرفان على ان مشاكل اللاجئين والنازحين التي سببها النزاع
في الشرق الأوسط لايمكن تسويتها على الصعيد الثنائي بل لابد من
تسويتها في المحافل والمنابر الدولية المناسبة وبمقتضى احكام القانون
.( الدولي (المادة 8
العلاقات الأردنية الإسرائيلية أ. د. إبراهيم خليل العلاف
9. فيما يتعلق بالأماكن ذات الأهمية التاريخية والدينية فان كل طرف
سيمنح الطرف الآخر حرية الوصول إليها وبما يتماشى مع إعلان
واشنطن تحترم إسرائيل الدور الحالي الخاص للملكة الأردنية الهاشمية
.( في الأماكن المقدسة في القدس (المادة 9
10 . يعترف الطرفان برغبتهما في تحقيق أوجه مختلفة للتبادل
الثقافي والعلمي، ويتفقان على إقامة علاقات ثقافية طبيعية بينهما
.( (المادة 10
11 . يسعى الطرفان الى تعزيز التفاهم المتبادل والامتناع عن القيام ببث
الدعايات المعادية القائمة على التعصب والتمييز وبما لايتعارض مع
.( الحق في حرية التعبير (المادة 11
12 . يتعاون الطرفان في محاربة الجريمة وبخاصة التهريب وسيتخذان
كافة الإجراءات الضرورية لمحاربة ومنع نشاطات إنتاج المخدرات
.( المحظورة والاتجار بها (المادة 12
13 . يعمل الطرفان على إقامة علاقات جوار حسنة في مجال النقل
وحرية الحركة على الطرق ونقاط العبور ويحرصان على إقامة
اتصالات برية بينهما ويسعيان لربط الاردن بمصر وإسرائيل عبر
.( طريق سريع بالقرب من ايلات (المادة 13
14 . يعترف الطرفان بحق كل طرف بالمرور البري في المياه الإقليمية
ويستخدم طل طرف حق الطرف الآخر بالملاحة والمرور الجوي
.( (المادة 14
15 . يعترف الطرفان بتطبيق الحقوق والامتيازات المنصوص عليها في
اتفاقيات الطيران المدني وخدمات المرور الجوي الدولي (المادة
.(15
(9) مركز الدراسات الإقليمية دراسات إقليمية 4
16 . يسعى الطرفان لافتتاح خطوط الهاتف الفاكسميلي المباشرة فيما
بينهما، ويتفقان على إنشاء اتصالات لاسلكية وسلكية عادية وإنشاء
.( خدمات الربط التلفزيوني (المادة 16
17 . يؤكد الطرفان رغبتهما المتبادلة لتعزيز التعاون فيما بينهما في قضايا
السياحة والبيئة والطاقة وتنمية أخدود وادي الاردن والصحة
والزراعة والرسوم الكمركية والتعاون في الطيران ومحاربة التلوث
والشرطة والتعاون الصحي وحل المطالبات المالية على اساس
متبادل وفيما يتعلق بحل المنازعات فان الحوار والتفاوض ومن ثم
.(30 - التحكيم هي الطرق المناسبة (المواد من 17
كان من نتائج توقيع المعاهدة قرار الأردن بإنهاء المقاطعة الاقتصادية
لإسرائيل واستبدالها بعلاقات تعاون ومناطق تجارة حرة. وقد أعقب توقيع
المعاهدة إبرام عشرات الاتفاقيات والبروتوكولات الثنائية بين الطرفين .
1998 ازدادت اللقاءات والزيارات والاتصالات بين - وبين سنتي 1994
المسؤولين الاردنيين والمسؤولين الاسرائيليين، وتم تبادل السفراء وفتح
قنصلية إسرائيلية في العقبة والاتفاق على مشروع قناة البحرين واجراء
مناورات بحرية مشتركة وتجديد التعاون الأمني والاستخباري( 17 ) وقد ظل
الاردن يسعى ليدفع الدول العربية الأخرى للوصول الى اتفاقيات مماثلة
مع اسرائيل. وكما انه شجع الجانب الفلسطيني لتفعيل لقاءاته بالاسرائيليين
ودراسة إمكانية التوصل الى اتفاق سلام شامل ودائم مع اسرائيل ومن
ذلك نجاحه في عقد لقاء ثلاثي اردني فلسطيني اسرائيلي في كل من رام
الله وتل ابيب ولكن ثمة عوامل عديدة كانت وراء تراجع التطور في
العلاقات الاردنية الاسرائيلية ومنها العدوان الاسرائيلي المستمر على
لبنان ونشوب انتفاضة الاقصى الثانية وفشل مفاوضات الوضع النهائي
والتي رعتها الولايات المتحدة الامريكية في كامب ديفيد وكان من نتائج
ذلك انخفاض مستوى التعاون على المستوى الحكومي بين الاردن
وإسرائيل( 18 ). ولم يمنع هذا القول بان العلاقات الاردنية الإسرائيلية
لاتزال قائمة، وخاصة في جانبين مهمين هما الجانب الامني والجانب
العلاقات الأردنية الإسرائيلية أ. د. إبراهيم خليل العلاف
السياسي ولكن هذه العلاقات تعاني من مشاكل أبرزها الموقف الشعبي
الاردني المعارض للتطبيع وعدم استجابة اسرائيل لمبادرة السلام العربية
التي تبناها العرب في مؤتمر بيروت سنة 2002 وأكدوه ا في قمة
.(19) 29 اذار-مارس سنة 2007 - الرياض الأخيرة التي عقدت بين 28
-7-
يرى الدكتور هاني الح وراني( 20 ) ان معاهدة السلام الاردنية -
الاسرائيلية كرست ما يسميه (السلام الواقعي) بين الدولتين، ذلك السلام
الذي كان قائما من قبل، وبدون معاهدات موقعة ورسمية.
أما الدكتور هاني الخصاونة( 22 ) فيقول ((ان معاهدة وادي عربة للسلام
بين الاردن وإسرائيل لامستقبل لها لانها فرضت على الشعب الاردني
بالإكراه)) نتيجة ظروف سياسية كانت الأمة العربية فيها ضعيفة بعد
حرب الخليج الثانية. ولفت الدكتور الخصاونة الانتباه الى ان الشعب
الاردني لم يفد شيئا من المعاهدة على أي صعيد وان المسافة تزداد يوما
بعد يوم بين الحكام العرب الذين يمالؤن اسرائيل من جهة وشعوبهم من
جهة اخرى.
ليس من شك في ان المعاهدة عقدت في ظل ظروف صعبة لكن ما
يمكن نكرانه، ان المعاهدة تعد بمثابة الجانب الشكلي لعلاقات رسمية كانت
قائمة بين الطرفين ولم يمنع هذا من معرفة حقائق اساسية اكدتها المعاهدة
وابرزها أمران مهمان وهما ان المعاهدة لم تسهم في حل الصراع
العربي- الاسرائيلي، وإنما أدت الى اضعاف الدور الاردني في القضية
الفلسطينية شأنه في ذلك شأن الدور المصري. ومما يؤسف له ان مصر
والاردن ترضيان اليوم بدور وسيط بين الفلسطينيين والاسرائيليين بدلا
من ان تكونا في الجانب المواجه لأطماع اسرائيل وعدوانها المستمر على
اراضي ومياه وحقوق العرب في فلسطين ولبنان وسوريا وقد كرس
(9) مركز الدراسات الإقليمية دراسات إقليمية 4
مؤتمر القمة العربي الأخير الذي عقد في الرياض بالسعودية بين 28 و
29 آذار / مارس 2007 (الدور الوسيط) عندما عهد الى الاردن ومصر
بنقل الموافقة العربية على المبادرة السعودية لحل الصراع العربي -
الاسرائيلي والتي سبق ان طرحت في مؤتمر قمة بيروت سنة 2002 لحل
الصراع العربي الاسرائيلي والتي تؤكد استعداد العرب للحوار والوصول
الى اتفاق للسلام بشرط انسحاب اسرائيل من الاراضي التي احتلتها سنة
1967 والقبول بقيام دولة فلسطينية مستقلة وعودة اللاجئين الذين خرجوا
من فلسطين سنة 1948 الى ديارهم .
ولحد كتابة هذه السطور، فان إسرائيل، لم تعط رأيها بعد في هذه
المبادرة، بل بالعكس فإنها مستمرة في سياساتها المعادية لحقوق العرب
في فلسطين من خلال بناء الجدار العازل، واقتطاع أجزاء أضافية من
الأراضي الفلسطينية، وعزل الضفة عن القطاع، وإجبار الفلسطينيين على
الهجرة الى الخارج، ورفض التعامل مع الحكومة الفلسطينية ،ورفض
إطلاق الأموال لتمشية حياة المواطنين، وتشجيع الصراعات الداخلية بين
القوى السياسية الفلسطينية، وإثارة الفتنة بينها، والتلويح بالعدوان ع لى
لبنان وسوريا وحتى العلاقة الرسمية بين الاردن وإسرائيل فإنها اليوم في
أسوأ أوضاعها، فضلا عن المقاطعة الشعبية لكل محاولات التطبيع مع
إسرائيل فان العقبات الامنية كذلك تحول دون تطوير هذه العلاقات ،
فالتبادل التجاري يواجه عقبات كثيرة منها رغبة اسرائيل في احتك ار
السوق الفلسطينية، ووجود قوى داخلها تعارض التطبيع مع الاردن الأمر
الذي يتطلب من الطرفين العمل لحل كل هذه الإشكاليات ولعل في مقدمتها
دفع إسرائيل لقبول تسوية سلمية حقيقية تعيد للشعب الفلسطيني حقوقه
وفي مقدمتها عودة اللاجئين، وتحديد الحدود، وإقامة الدولة ا لفلسطينية
المستقلة وعاصمتها القدس، وبدون ذلك فان كل المعاهدات والاتفاقيات
الثنائية التي تسعى إسرائيل لعقدها مع الأطراف العربية ستبقى حبرا على
ورق.
العلاقات الأردنية الإسرائيلية أ. د. إبراهيم خليل العلاف
Jordan-Israel Relations: Its Rise And Development
By. Prof. Dr. Ibrahim Khalil Al- Allaf∗
Abstract
Peace Agreement signed on October 26, 1994 between
Jordan and Israel in Wadi-Araba on their borders was not but
a circle ring in long series of relations which had been
established since 1920's. In order to understand these relations,
we should go back to its essentials explaining the reasons
behind its continuity all over these years. The paper trying to
give a view for the development of these relations as well as the
consequences and both of the official and popular attitudes.
∗ Prof. Of Recent History And Head Of Regional Studies Center, Mosul
University, Iraq.
(9) مركز الدراسات الإقليمية دراسات إقليمية 4
الهوامش
1) لمتابعة نشأة وتطور تلك العلاقات انظر: انيس الصائغ، الهاشميون وقضية )
( فلسطين، (بيروت، 1966
2) لتفاصيل الموقف الاردني من القضية الفلسطينية والبواكير الاولى لادراك )
المطامع الصهيونية في فلسطين والاردن انظر: خالدة ابلال صالح، دور العراق
1958 ، رسالة، ماجستير غير منشورة - والاردن في السياسة العربية 1941
قدمت الى مجلس كلية الاداب، جامعة الموصل باشراف كاتب هذه السطور ،
.232- تشرين الاول / اكتوبر 1987 ، ص ص 229
3) انظر دراسته الموسومة ((العلاقات الاردنية- الاسرائيلية: تقييم لعشر سنوات )
ونظرة على المستقبل))، في مجلة قضايا المجتمع المدني ، يصدرها مركز
38 ، ايار- حزيران / مايو- يونيو 2006 - الاردن الجديد للدراسات، العدد 37
ص 2
21- 4) المصدر نفسه، ص ص 20 )
5) حول مسيرة العلاقات الاردنية- البريطانية وتوقيع معاهدة 1964 انظر على )
المحافظة، العلاقات الاردنية- البريطانية من تأسيس الامارة حتى الغاء
.( المعاهدة 1921 1957 ، دار النهار للنشر، (بيروت، 1973
6) حول تعاظم التيار الناصري، انظر: بثينة عبد الرحمن ياسين التكريتي، جمال )
عبد الناصر: دراسة تاريخية في نشأة وتطور الفكر الناصري ، اطروحة
دكتوراه قدمت الى جلس كلية الآداب، جامعة بغداد، آذار / مارس 1998 وقد
نشرت فيما بعد في كتاب صدر عن مركز دراسات الوحدة العربية ببيروت
.2003
7) البراري، المصدر السابق، ص 21 )
8) للتفاصيل حول الموقف من هذه الاحداث وعلاقتها بالعلاقات بين الاردن )
واسرائيل انظر:
Hassan A. Barari, Jordan and Israel, Ten Years Later, Centerfor
strategic studies, university of Jordan (Amman 2004), pp.20–22
9) سليمان موسى، " تاريخ الاردن الحديث"، مجلة الوثائق العربية، يصدرها الفرع )
،1978 ،( الاقليمي العربي للمجلس الدولي للوثائق، عربيكا، بغداد ، العدد ( 4
. ص 114
(10) Barari ,op. cit. , p.24
العلاقات الأردنية الإسرائيلية أ. د. إبراهيم خليل العلاف
. 11 ) البراري، المصدر السابق، ص 21 )
12 ) للتفاصيل انظر: هاني الحوراني، ((مسارات العلاقة الاردنية- الاسرائيلية )
2004 ))، مجلة قضايا المجتمع المدني، ص 16 - 1994
13 ) المصدر والصفحة نفسها )
14 ) المصدر نفسه، ص ص 16 17 )
15 ) انظر نصوص معاهدة السلام الاردنية- الاسرائيلية ( 17 تشرين الاول / )
اكتوبر) وقد وقعت رسميا باحتفال حضره الرئيس الامريكي بيل كلنتون ووزير
الخارجية الروسي يوم 26 من الشهر نفسه في ملحق هذا البحث.
. 16 ) الحوراني، المصدر السابق، ص 17 ، البراري، المصدر السابق، ص 22 )
18- 17 ) الحوراني، المصدر السابق، ص ص 17 )
.18- 18 ) المصدر نفسه، ص ص 17 )
19 ) حول الموقف الشعبي الاردني انظر: حسين ابو رمان، ((مقاومة التطبيع.. )
بين المنظور الفلكلوري والتوظيف في خدمة السلام العادل))، مجلة قضايا
.20 - المجتمع المدني المشار إليها أعلاه، ص ص 19
20 ) والدكتور هاني الحوراني، أكاديمي أردني معروف، له مؤلفات عديدة ابرزها )
- التركيب الاقتصادي الاجتماعي لشرق الاردن: مقدمات التطور المشوه 1921
( 1950 ، نشره مركز الأبحاث في منظمة التحرير الفلسطينية، (بيروت، 1978
- انظر دراسته الموسومة((مسارات العلاقة الاردنية- الاسرائيلية 1994
. 2004 )) والمشار اليها اعلاه، ص 18
21 ) أما الدكتور هاني الخصاونة فهو وزير سابق للعلام الاردني، وقد أجرى )
معه محمد النجار من عمان حوارا نشر على موقع (الجزيرة نت) يوم 15
نيسان 2001 . ولمزيد من التفاصيل عن العلاقات الاردنية- الاسرائيلية انظر
كتاب خالد عبد الرزاق الحباشنة الموسوم: ((العلاقات الاردنية- الاسرائيلية
.( في ظل معاهدة السلام، بيسان للنشر والتوزيع، (عمان، 1999