المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإستنساخ تطبيق لقانون التناسل



د- صلاح الدين محمد ابوالرب
01/11/2008, 12:04 PM
الإستنساخ تطبيق لقانون التناسل
إثبات على البعث
الدكتور صلاح الدين محمد ابو الرب

ورقة بحثية قدمت في اكثر من مؤتمر وندوة

من الأسئلة التي حيرت الإنسان وشغلت باله على مر الأزمنة والعصور . قصة الخلق .. متى وكيف خلق الإنسان ؟! ومتى وكيف بدأت الحياة على الأرض؟
ومتى ستنتهي ؟! .. وهل هناك حياة أخرى؟!!!.
وخرجت نظريات بعضها يعتمد على حقائق علمية جزئية ينقصها الإيمان بالله الواحد القهار، فكانت نظريات مبتورة أولها سمين وآخرها غث لا معنى له، ورافقها الكثير من الخرافات والخزعبلات، وكان نشاط علماء من المسلمون محدوداً في هذا المجال مع أننا نعتبر هذا العمل نوع من أنواع العبادة.
قال تعالى في سورة العنكبوت الآية (20)
( قل سيروا في الأرض فأنظروا كيف بدأ الخلق)

إن فرضية بدء الحياة من خلية واحدة، وبالصدفة، سيطر على الفكر الغربي فترة طويلة، إلا أن التركيب المعقد للأحماض الأمينية والذي تم إكتشافه ، يجعل فرصة تكوين هذا الجزء من مركباته المختلفة بالصدفة، ضرباً من الخيال السينمائي الذي لا يمكن تحقيقه في الواقع، فقد حسب بعض العلماء إحتمال تجمع مكونات جزيء بروتيني واحد من عناصر الأرض المختلفة بمحض الصدفة فوجد أنه يحتاج إلى كمية من المادة تزيد في كتلتها عن مادة الكون أضعافاً مضاعفة، ويحتاج إلى زمان يبلغ ملايين الأضعاف لعمر الكون الحالي.

هذا الأمر يؤكد أن الحياة على سطح الأرض لا يمكن أن تكون وليدة الصدفة، وإنما خلقت بإرادة الخالق الأعظم فلا إله إلا هو وحده خالق كل شيء.
( والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع يخلق الله ما يشاء إن الله على كل شيء قدير) (النور آية 45)


ومما قيل قديماً من نظريات خلق الإنسان ما قاله أحد العلماء اليونانيون:

" إن نشأة المخلوقات الحية منسوب إلى تأثير الشمس في الأرض، وإن الأرض كانت في البدء طينية رطبة، ومن تأثير الشمس فارت العناصر الرطبة، وخرجت منها على شكل فقاقيع لتشكل الحياة الأولى...ومع إزدياد فعل الشمس تولدت منها حيوانات منظمة تحفظ نفسها، ثم كان الإنسان، وكان قبيح ناقص التركيب وتطور ليصل إلى صورته الحاضرة" أي أن الجنين يتصور بطبيعته.

فرد عليهم العالم العربي (ابو بكر الرازي المولود عام 865):

" تزعمون أن الجنين يتصور بطبيعته، فإذا كانت طبيعته هي صورته، فقد صار المصوّّر هو المصور ولو جاز ذلك لجاز أن يكون المؤلف هو المؤلف.

وظهرت نظرية أخرى تقول أن الجنين يوجد في ماء الرجل، في الحبة المنوية، ويكون فيها كاملاً ولكن بشكل قزم، ثم يبدأ بالنمو التدريجي كالشجرة، بعدما يزرع في رحم الأم .. وبعضهم قال أن الجنين يتخلق قزماً أيضاً ومن إنعقاد دم الحيض لدى المرأة.

وتتالت الإكتشافات العلمية الحقيقية المعتمدة على الأجهزة الجديدة، وتم رؤية الحيوان المنوي عام 1677 ، بعد إختراع الميكروسكوب من قبل ( ليفين هوك وزميله هام)...

ثم قام العالم (جراف) بوصف (حويصلة جراف) والتي سميت بإسمه.. وفي عام 1875 إستطاع العالم (هير تويج) ملاحظة تلقيح الحيوان المنوي للبويضة وأثبت بذلك أنهما يساهمان في تكوين جنين الإنسان، وبشكل متعاون.

وفي عام 1883 أثبت (فان لندن) أن البويضة والحيوان المنوي يساهمان بالتساوي في تكوين الجنين، وأستطاع العالم (مورجان) عام 1912 أن يحدد دور الجينات بالوراثة وأنها موجودة في الكروموسومات.

ومع هذه الإكتشافات العلمية نجد أن الإنسان توصل في القرن العشرين لما بينه القرآن الكريم ووضحه حديث المصطفى عليه السلام منذ أكثر من 1400 سنة.

قال تعالى في سورة الإنسان (آية 1+2):

( هل أتي على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً، إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعاً بصيراً).

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، في رده على سؤال اليهودي مم يخلق الإنسان قال الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه:

(يا يهودي من كل يخلق، من نطفة الرجل ومن نطفة المرأة، قال اليهودي هكذا كان يقول من قبلك).

من النظريات التي لاقت رواجا كبيرا وغريبا بين الناس وبالذات الطبقة المتعلمة النظرية الدارونية, التي ثبت عدم صحتها ،لكن نجدها تحاول العودة بين فترة وأخرى .
بنيت النظرية الداروينية على أسس أربعة وهي:

1- الظروف الخارجية والداخلية تؤثر على الكائنات الحية حيث تحدث تغيرات كبيرة.
2- تقدم هذه التغيرات فائدة للكائن الحي بشكل أو بآخر.
3- تنتقل هذه التغيرات الطفيفة عن طريق الوراثة للأجيال.
4- الإنتخاب الطبيعي للأقوى هو الذي يتسبب بإنتهاء الفئة الأضعف وبقاء الأقوى وبالذات في الصراع حول الغذاء.
لم تجد النظرية الدارونية ومؤيدها الإجابة على الكثير من الأسئلة منها:
 لماذا تطور قرد واحد دون غيره الى مخلوق بشري؟
 ولماذا لا يكون هناك أكثر من قرد قد تطور في أكثر من مكان؟
 ولماذا لم يتطور الإنسان نفسه إلى شيء جديد؟
 وكيف ظهرت حواء؟
 وأيضاً نعلم أن اليهود يختنون أطفالهم منذ حوالي أربعة ألاف سنة، لماذا لا يولد اليهود الجدد مختونون؟؟
وأيضاً لم تستطع النظرية الداروينية الإجابة على سؤال لماذا لا يطير الإنسان رغم محاولاته العديدة..
وأخيراً فلو إفترضنا أن الصدقة أوجدت الكون فمن أوجد المكونات لهذه الصدفة بل من أوجد الصدفة بحد ذاتها؟...
تأثير النظرية الدارونية :
1- تتعامل الشعوب الغربية مع الأجناس الأخرى بأنها أكثر تطوراً، وأن دول العالم الثالث دونهم في السلالة، بل يصورونهم بأفلامهم، بأنهم همج وغوغائيون، وهذا تجسيد لنظرية التطور بين الجنس الواحد.
2- النظرية تبرر إستعباد الأجناس الأقل تطوراً من البشر، بل وقتلهم والتخلص منهم إن لزم الأمر.
3- كل ما يأتي من الشعوب المتخلفة ، هو فكر متخلف همجي، يجب الإبتعاد عنه بما فيه من معتقدات وأفكار.. وأهم هذه الأفكار هو الدين.
4- نفي وجود حياة بعد الموت فما هي الا حياتنا الدنيا نعيش فيها ونحيا.
5- لا شك أن سياسة التمييز العنصري تجد في هذه النظرية منفذا لها.
ومن الأمور الملفتة للنظر، ما ذكر في بروتوكولات حكماء صهيون:
" لا تتصوروا أن تصريحاتنا كلمات جوفاء، ولاحظوا هنا أن نجاح داروين وماركس ونيتشه قد رتبناه من قبل، والأثر غير الأخلاقي لإتجاهات هذه العلوم في الفكر الأممي سيكون واضحاً لنا على التأكيد"

وحسب النظرية الداروينية فإن كل عقيدة أو نظام أو خلق، هو أفضل وأكمل من غيره ما دام تالياً له في الوجود الزمني، من هنا سنجد العلاقة بين الداروينية والرائيلية التي يرى أفرادها بأنهم الأفضل والأعقل والأذكى والأصدق والأقرب للحقيقة

د- صلاح الدين محمد ابوالرب
01/11/2008, 12:11 PM
ج2

أما الرائيلية فتلك حكاية .. وفيلم جديد .. فما هي الرائيلية ... ومن هم الرائيليون ؟!..

الرائيلية فئة جديدة ظهرت حديثاً، من معتقداتهم ان البشر جاءوا عن طريق الإستنساخ، الذي يشكل أساس الفكرة الرائيلية. وهم يؤمنون بأن كائنات فضائية خلقت الحياة على كوكب الأرض.
مؤسس الطائفة الرائيلية هو (كلود فوريلون) ، يصف نفسه بأنه زعيم روحي مهتم بالمعاني الفلسفية والدينية... بدأت حكايته مع هذا المعتقد كما يقول في 13/12/1973 في وسط فوهة بركان (بوي دولاسولاس) في وسط فرنسا حيث رأى جسماً معدنياً على شكل جرس مسطح، ينزل من السماء قطره (7) أمتار ، توقف الجسم المعدني ونزل منه مخلوق بشري الشكل صغير القامة، طوله حوالي متر وعشرين سنتيمتراً،، قال له هذا المخلوق كما يزعم كلود فوريلون: ( أنا قادم من بعيد من كوكب آخر.. وأخترتكم لمهمة صعبة، سوف تبلغ البشر ما سأخبركم به).
ومنها بدأ كلودفوريلون الذي أطلق على نفسه اسم (رائيل) اي (نور الله) بتبليغ هذه الرسالة للعالم كما يقول أتباعه .. ما يهمنا هنا من رسالته كلامه عن أصل الحياة على الأرض.
ويقول أنه في كوكب بعيد تقدم العلم، وأصبح بالإمكان إنتاج مخلوقات تتحكم بنفسها ذاتياً. لكن حكومة ذلك الكوكب منعت إتمام هذا الخلق على ذلك الكوكب.. وبعد إستكشاف الفضاء من قبلهم ، وقع الخيار على كوكب الأرض.. ثم شرعوا في إعداد أرض هذا الكوكب، وبنوا مستوطنة كبيرة، ليتموا ما بدأوا فيه من خلق الحياة.. عملوا بالهندسة الجينية فخلقوا كل أنواع الحياة (كما يقول رائيل)، ثم بدأوا بالخلق الأكثر تعقيداً النبات ، ثم الحيوانات المائية ، ثم الطيور.. ثم بدأو في خلق مخلوق على نفس هيئتهم، وبسرية مطلقة خوفاً من حكومتهم... ولما وصلوا لدرحة من النجاح أتفق الجميع على أن تبقى هذه المخلوقات الجديدة على جهل تام بأصلها.
يقول كلود فوريلون أنه في كل مرحلة فاصلة يقدم الألوهيم (وهم آلهه رائيل الذي يدعو لهم) يقدمون مساعده حذره للإنسان في الأرض، بإرسال مرشدين وهم الأنبياء مهمتهم تذكير الناس بعملية الخلق.
ويكمل روايته بأن هؤلاء المرشدين، لم يكن بمقدرتهم أن يدركوا ما أبلغوا به، ولم تكن لديهم الكلمات لشرح تلك المغامرة.. فحاولوا شرح عملية الإستنساخ ومعالجة الجينات بلغة ذلك العصر فتشوهت المعرفة.. أما هو فإن علمه أوسع. فيستطيع إستيعاب الرسالة.
ومما يدعو اليه رائيل :-
1- معظم الديانات تشعر الإنسان بالذنب، فيما يتعلق بجسمه طبياً وجنسياً، ومن الضروري الخروج من هذا الطوق الروحاني الإجرامي.. (الإباحية)
2- مجتمع تنقصه المتعة هو مجتمع مريض.
3- إذا طلب (رائيل) نفسه، أو الألوهيم إذا طلبوا تنفيذ شيء يخالف الضمير فلا تفعله ..(التحرر من الأديان).
4- لا تجبر طفلك على إتباع أي ديانة، ودرسه جميع الديانات ثم إشرح له الرسالة التي اعطيت من طرف الألوهيم لآخر الأنبياء .. (يقصد نفسه).
5- الناس الأوائل أجدادنا خلقوا علمياً بالمعالجة الجينية، وجوهرنا ليس برباني اطلاقاً (والعياذ بالله).
6- لا يوجد فينا روح ولكن هناك برنامج بيولوجي فقط.
7- الإستنساخ هو مجرد طريقة للتكاثر ، وهو طريق الخلود عبر تجديد الوعاء الجسدي وهو البديل لنظريةداروين.

الاسلام وخلق الانسان
أما الخلق كما بينه لنا القرآن الكريم، ووضحه لنا الرسول المصطفى عليه الصلاة والسلام في الحديث الشريف فنراه على أشكال وهي:-

1- خلق سيدنا آدم عليه لاسلام.
2- خلق أمنا حواء.
3- وبث منهما رجالاً كثير ونساء (قانون التناسل الجنسي)
4- خلق المسيح عليه السلام.
5- البعث.

و لا بد لنا أن نقر بأن :

1- الكون بحد ذاته إعجاز.
2- خلق البشر إعجاز.
3- خلق سيدنا آدم عليه السلام إعجاز.
4- خلق المسيح عليه السلام إعجاز.
5- خلق قانون التناسل البشري وإستمراره إعجاز، وما بقية الأعمال من طفل الأنابيب والرحم البديل وزراعة الأعضاء، والإستنساخ إلا تطبيقاً لقانون التناسل الذي لا يستطيع أن يكسره إلا خالق القانون. وفي السماح للإنسان في تطبيق قانون التناسل نعمه وفضل من الله وفيه إعجاز أيضاً.

1- خلق سيدنا آدم عليه السلام :

أ- "وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال أني أعلم ما لا تعلمون". ( البقرة آية 30)

ب- وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشراً من صلصال من حمأ مسنون فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين" (الحجر آية 26 – 29)

ج- خلق الإنسان كان من تراب الأرض حيث تقول التفاسير أن الله جل وعلا قبض قبضة من جميع الأرض من تراب وماء ثم أصبح طيناً ثم حمأ مسنوناً ثم فخاراً ثم نفخ فيه تعالى من روحه فتحول الى الجسد الآدمي الحي.
ويأتي تمام العمل بالإعجاز الإلهي المتمثل هنا بالروح.. فكم تمثال وتمثال أبدع البشر في نحتهم .. وهم فيها يطبقون المراحل التي ذكرها الله تعال صراحة .. ثم يبقى التمثال صامتاً ، صلباً، جافاً... فأين الروح.
" ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً".
(الإسراء آية 85)
2- خلق أمنا حواء :

أثير حول هذا الموضوع الكثير من الكلام علماً بأن القرآن كان واضحاً فيه فقال تعالى:

" يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً". (النساء آية (1) )
- فحواء خلقت من آدم .. ولا ام لها .. وآدم أبو البشر جميعاً.. فمم خلقت حواء؟
- لم يذكر القرآن الكريم هذا الموضوع بوضوح .. ولم يحدده بل لم يجعل موضوع خلق حواء موضوعاً له الأولوية في الأهمية.
أما الآراء المطروحة في هذا المجال:-
- إن حواء خلقت من ضلع من أضلاع آدم مستندين بذلك بالآية الكريمة ( خلق منها ...وتفيد التبعيض أي أنها خلقت من بعض آدم .. ومستندين الى حديث رواه الإمام مسلم في صحيحه بسنده عن ابي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. أن المرأة خلقت من ضلع .. الى آخر الحديث.
-ورأى آخر يقول إن (خلق منها زوجها) بأنها بيانية لإن حواء خلقت من جنس آدم عليه السلام أي من نفس الطين الذي خلق منه سيدنا آدم عليه السلام.
والواضح في هذا الأمر :-
- ان السيدة حواء خلقت بعد سيدنا آدم.
- أنها لم تمر بمراحل الطفولة والشباب إنما خلقت على هيئتها وصورتها.
- أنها خلقت من شيء ما له علاقة بآدم.
- أضلاع الذكور كأضلاع الإناث عدداً.
هل من الممكن أن تكون حواء قد خلقت من كل جزء من أجزاء آدم وهل للكروموسومات دخل في ذلك ، علماً بأن الذكر يحمل كروموسوما ت أنثوية. والكروموسوم الذكري يختلف عن الأنثوي... الله أعلم ؟... والمعروف علمياً حتى الآن أن الخلية لا تستطيع أن تعيش بكروموسوم ذكري فقط دون وجود كروموسوم أنثوي ( yo)، مع أنها تستطيع العيش بكروموسوم انثوي واحد (xo) .

3 - خلق المسيح عليه السلام :
خلق المسيح عليه السلام من أم بلا أب وهذا في نص القرآن الكريم آية وإعجاز لا يسمح أن يقوم به أحد من الخلق فقد أختص الله به نفسه:
قال الله تعالى في سورة آل عمران (آية 59) :
" إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون".
وقال في سورة مريم :
" قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاماً زكياً قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا قال كذلك قال ربك هو علي هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمراً مقضيا".

والتحدي والإعجاز هنا واضح في أن تلد أنثى بدون زواج وبدون أن يلمسها ذكر .. وقمة الإعجاز في صدر الآية (أهب لك غلاماً زكيا) أي ذكرا كامل الذكورة ، وكأن الدعوة تقول إن إستطعتم يا بني البشر إستغلال قانون الخلق في أن تستنسخوا من الأنثى أنثى ومن الذكر ذكر وقد تخرجون من الذكر أنثى .. فمن يستطيع أن يخرج من الأنثى ذكر .. وهذه أول علامة من علامات الوصف الدقيقة للجينة الوراثية للأنثى بأن مكوناتها لا تحمل العينة الذكرية فخلق ذكر من حواء هو كسر للقانون التناسلي، ولا يكسر القانون إلا خالق القانون فسبحان الله الذي قال :
" أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار). (سورة الرعد آية 16)
5- بث منهما رجالاً كثيراً ونساء:
وهو تثبيت لقانون التناسل الذي خلقه الله في تزاوج الذكر مع الأنثى لينجبا بدورهما الذكور والإناث، بما أمر الله، الذي يسير بقدرته قانون التناسل، حتى لحظة معينة، لا تكتمل صورة القانون إلا بتدخل علوي من الله جل وعلا لينفخ في الجنين الروح.
وقال الرسول الكريم :
" إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك ، ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك، ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد".
هذا القانون الخاص بتناسل البشر في الحياة الدنيا، هو إعجاز بحد ذاته .. والسماح للإنسان بالتدخل في بعض آلياته هو إعجاز أيضاً .. وعليه فإن كل ما يستطيع علماء الإنسان القيام به من عمليات ما هو إلا تطبيق بسيط لقانون التناسل .. وبحسب ما يسمح به الله سبحانه وتعالى، فهو ليس بخلق جديد نهائياً ومن هذه الأعمال:-
1- طفل الأنابيب :- هذه العملية ما هي الا عملية تلقيح خارج الرحم وهي الآن عملية شائعة جداً.
2- الرحم البديل : - ما هي إلا وعاء وحاوية للجنين ليكبر وينمو، ليس فيها أي تدخل في الخلق ولا تغير في الأنساب لتبقى الأم الحقيقية هي الأم الجينية، وما الثانية إلا وسيلة للحفاظ عليه تعطيه من ذاتها كما تعطي المرضع الأجنبية لطفل يرضع منها.
يقول د. علي محمد علي عبد الله:
إن الرحم البديل هو إستئجار حاضنة لإستنبات الجنين في حال عجز رحم الأم الأصيلة على القيام بهذه المهمة فيتم تلقيح بويضة الزوجة بنطفة الزوج خارج الرحم ثم زرعها في الرحم المستأجر.
3- زراعة الأعضاء (التناسلية):-
هي توفير أجزاء بديلة عند تلف الأجزاء الأصلية، والمحرم منها هو زراعة الأعضاء التي تنتج خلايا تناسلية كالمبيض والخصية، فهذه حرام ولا تجوز لإن فيها إستخدام واضح لنطف غريبة.
4- الهندسة الوراثية :- وفيها معالجة لأجزاء الكروموسومات المريضة وليس خلقاً جديداً.

5- الإستنســاخ :-
فهذا هو موضوع العصر ولقد تمت بنجاح أول عملية إستنساخ معلنة للحيوانات فولدت النعجة دوللي في فبراير 1997.
بلغة بسيطة الإستنساخ هو أخذ نواة خلية من جسم كائن ما وزرعها في بويضة أنثى وبآلية خاصة تندمج النواة الجديدة مع الخلية لتبدأ عملية النمو وكأنها بويضة مخصبة جديدة... ليخرج الكائن الوليد نسخة طبق الأصل شكلاً ممن أخذت الخلية من جسمه.
هذا الجنين الجديد يتبع وراثياً والد ووالدة من أستنسخ منه فهو إستمرار لصفاتهما التي تجمعت وأنتجت ذلك الشخص ... وبالتالي جينياً ممكن إعتبار الشخص المستنسخ والمستنسخ منه توأمان الفاصل بينهما عدد سنوات عمر الشخص المستنسخ منه.
يجب ملاحظة عدة أمور عند مناقشة الإستنساخ البشري منها:-
1- يعتمد الإستنساخ على خلايا وكروموسومات وصفات خلوية خلقها الله سبحانه وتعالى .. يتم التعامل معها بطريقة أو بأخرى.. فهو تطبيق للقانون الذي خلقه الله .. وتبقى النوايا والأهداف والنتائج التي يحاسبنا عليها الله.
2- إن صفات الإنسان السلوكية تتحكم بها الظروف الإجتماعية المحيطة به، فلو أخذنا أحد التوائم ليتربى في مجتمع متقدم حضارياً ودرس تدريساً عالياً، فذلك لا يؤثر على شقيقه الذي تربى في مجتمع بسيط جداً ولم يتعلم مطلقاً، فالإنسان سلوكياً هو إبن المجتمع الذي تربى فيه.
3- لو حفزنا البويضة المخصبة في رحم الأم فأنقسمت وأنفصلت لتشكل توأما أو أكثر، وأخذنا الخلايا الزائدة وأحتفظنا بها لعدة سنوات، ثم زرعناها في رحم الأم لظهرت نفس صورة الإستنساخ.
4- وحتى لو فرضنا أن العلم تقدم وتم إستنساخ خلايا بشرية لإشخاص ماتوا منذ زمن وبقيت خلاياهم بصورة أو بأخرى.. فمع صعوبته وغرابته ما هو إلا تطبيق لقانون التناسل.. ولا يعتبر الشخصان شخص واحد بأي صورة.
5- لا يمكن إستمرار حياة بشري بهذه الواسطة لأنه وفي منتهى البساطة لكل جسد روح منفصلة عن الآخر وما الجسم إلا وعاء.. فهل يستطيع أحد أن يعيد نفس الروح التي خرجت من ذاك الجسد الفاني لهذا الجسد الجديد.. هنا التحدي الأعظم (ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا).
ومع كل ما يقوله الماديون والعلمانيون من مقدرتهم على إستنساخ بشري، من بشري، ويركزون الآن على الأنثى، فإن كان علمياً من الممكن إخراج صفات أنثوية من أنثى، وأنثوية من ذكر، وذكرية من ذكر .. يقف التحدي والإعجاز الأكبر هل تستطيع يا عالم أن تخرج من أنثى ذكر .. ذاك كان المسيح إبن مريم عليه السلام ولذلك فهو آيـــة.

د- صلاح الدين محمد ابوالرب
01/11/2008, 12:14 PM
ج3



في صرعة الإستنساخ:

يبحث العلماء عن بقايا كائن حي أو إنسان، ليحاولوا أن يستنسخوه من جديد فهم يعتمدون بذلك على صفات خاصة في الخلية خلقها الله ولا يستطيعون أن يهتدوا إليها أو أن يصنعوها فهي صفات خلوية خلقها الله سبحانه وتعالى وأبقاها في الجسم نفسه..
الإستنساخ هنا هو إعادة تصوير الجسد مرة أخرى من خلال هذه الشيفرة التي أودعها الخالق في الجسم، فالإستنساخ هو نقل صورة ليس إلا.
أما الروح : فلكل جسد روح خاصة به.
إن كنت أيها البشري الضعيف تستطيع أن تبحث عن خلية لكائن حي قديم مات منذ قرون وتعيد إستنساخه في جسده.
ألا يستطيع من خلقه أول مرة أن يعيد جسده من جديد.. بل وأن يعيد إليه روحه...
ألستم معي بأن الإستنساخ الذي إمتلأت الدنيا كلاماً عنه دليلاً واضحاً على البعث؟؟
" سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق".
صدق الله العظيم
البعــــــــــث :

قال تعالى في البعث في سورة البقرة الآية (56)

(ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون )

في تفسير الطبري يقول :-
}يعني بقوله " ثم بعثناكم " ثم أحييناكم.{
وأصل البعث إثارة الشيء من محله ومنه قيل بعث فلان راحلته، ومن ذلك قيل ليوم القيام يوم البعث لأنه يوم يثار الناس فيه من قبورهم لموقف الحساب.
( وقالوا أئذا كنا عظاماً ورفاتاً أئنا لمبعوثون خلقاً جديداً) (الإسراء 49)

في تفسير فتح القدير :-
إن الإستفهام للإستنكار والإستبعاد وتقرير الشبهة أن الإنسن إذا مات جفت عظامه وتناثرت وتفرقت في جوانب العالم وأختلطت بسائطها بأمثالها من العناصر فكيف يعقل بعد ذلك إجتماعها بأعيانها ثم عود الحياة إلى ذلك المجموع، فأجاب سبحانه عنهم بأن إعادة بدن الميت إلى حال الحياة أمر ممكن، ولو فرضتم أن بدنه قد صار أبعد شيء من الحياة ومن رطوبة الحي كالحجارة والحديد.

ونقول " وفي هذا التفسير تحليل علمي دقيق وجميل، نستطيع أن نقول بأن المفسر هنا هداه الله وفتح بصيرته فقال أن أجزاء من الإنسان تبقى ولا تنعدم معتمداً على الأحاديث والفطنة ولاحظوا جمله "جفت عظامه وتناثرت وتفرقت في جوانب العالم وأختلطت بسائطها بأمثالها من العناصر..."

وعودة إلى إكمال تفسير فتح القدير يقول
والرفات : ما تكسر وبلي من كل شيء كالفتات والحطام والرضاض قاله أبو عبيدة والكسائي والفراء والأخفش تقول منه: رفت الشيء رفتاً: أي حطم فهو مرفوت وقيل الرفات الغبار وقيل التراب ( إإنا لمبعوثون خلقاً جديداً) كرر الإستفهام الدال على الإستنكار.

أما في سورة العاديات (آية 9) ( أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور)
نجد في تفسير القرطبي :
قوله تعالى : (أفلا يعلم ) أي إبن آدم (إذا بعثر) أي أثير وقلب وبحث، فأخرج ما فيها قال أبو عبيدة بعثرت المتاع : جعلت أسفله أعلاه وعن محمد بن كعب قال : ذلك حيث يبعثون الفراء: سمعت بعض أعراب بني أسد يقرأ : ( بحثر) بالحاء مكان العين وحكاه الماوردي عن ابن مسعود وهما بمعنى (وحصل ما في الصدور).
وفي تفسير القرطبي أيضاً في آية (4) من سورة الإنفطار:
(وإذا القبور بعثرت) وقوله (وإذا القبور بعثرت) يقول : وإذا القبور أثيرت فأستخرج من فيها من الموتى أحياء يقال بعثر فلان حوض فلان : إذا جعل أسفله أعلاه.
وفي تأكيد العلاقة بين الخلق الآخر (البعث) والأرض وبالذات التراب نقرأ في تفسير فتح القدير حول الآية (55) من سورة طه:
(منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى)
إن كل نطفة مخلوقة من التراب في ضمن خلق آدم (وفيها) أي في الأرض (نعيدكم) بعد الموت فتدفنون فيها وتتفرق أجزاؤكم حتى تصير من جنس الأرض. أي من الأرض ( نخرجكم تارة أخرى) أي بالبعث والنشور وتأليف الأجسام ورد الأرواح إليها على ما كانت عليه قبل الموت.
وفي تأكيد أن إعادة الخلق في البعث بالذات هي من الأعمال التي إختصها الله لنفسه نقرأ في تفسير الطبري لسورة يونس آية (34):
(قل هل من شركائكم من يبدأ الخلق ثم يعيده قل الله يبدأ الخلق ثم يعيده فأنى تؤفكون)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ( قل يا محمد) (هل من شركائكم) يعني من الآلهة والأوثان (من يبدأ الخلق ثم يعيده) يقول من ينشيئ خلق شيء من غير أصل فيحدث خلقه إبتداء (ثم يعيده) يقول ثم يفنيه بعد إنشائه ثم يعيده كهيئته قبل أن يفنيه فإنهم لا يقدرون على دعوى ذلك وفي ذلك الحجة القاطعة والدلالة الواضحة على أنهم كاذبون مفترون قل لهم حينئذ يا محمد (الله يبدأ الخلق فينشئه من غير شيء ويحدثه من غير أصل ثم يفنيه إذا شاء ثم يعيده إذا أراد كهيئته قبل الفناء.
أما كيف يعيد الله الجسد كما كانت عليه يقول المفسر في تفسير الطبري ويؤيده في ذلك تفسير القرطبي وفتح القدير حول الآية (57) من سورة الأعراف :-
(وهو الذي يرسل الرياح بشراً بين يدي رحمته حتى إذا أقلت سحاباً ثقالاً سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات كذلك نخرج الموتى لعلكم تذكرون)
وأما قوله ( كذلك نخرج الموتى لعلكم تذكرون) فإنه يقول الله تعالى ذكره :- كما نحيي هذا البلد الميت بما ننزل به من الماء الذي ننزله من السحاب فنخرج به من الثمرات بعد موته وجدوبته وقحوط أهله كذلك نخرج الموتى من قبورهم أحياء بعد فنائهم.
قال أبو هريرة : إن الناس إذا ماتوا في النفخة الأولى أمطر عليهم من ماء تحت العرش يدعى ماء الحيوان أربعين سنة فينبتون كما ينبت الزرع من الماء حتى إذا إستكملت أجسادهم نفخ فيهم الروح ثم تلقى عليهم نومة فينامون في قبورهم فإذا نفخ في الصور الثانية عاشوا وهم يجدون طعم النوم في رؤوسهم وأعينهم كما يجد النائم حين يستيقظ من نومه فعند ذلك يقولون (يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا) فناداهم المنادي ( هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون)
حدثني محمد بن عمرو قال حدثنا أبو عاصم قال حدثنا عيسى عن إبن أبي نجيح عن مجاهد في قول الله ( كذلك نخرج الموتى) قال : إذا أراد الله أن يخرج الموتى أمطر السماء حتى تتشقق عنهم الأرض ثم يرسل الأرواح فتعود كل روح إلى جسدها فكذلك يحيي الله الموتى بالمطر كإحيائه الأرض.

(والله الذي أرسل الرياح فتثير سحاباً فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها كذلك النشور). (سورة فاطر آية 9)

يقول تعالى ذكره : والله الذي أرسل الرياح فتثير السحاب (فسقناه الى بلد ميت) يقول : فسقناه إلى بلد مجدب لا نبت فيه ولا زرع (فأحيينا به الأرض بعد موتها) يقول : فأخصبنا بغيث ذلك السحاب الأرض التي سقناه اليها بعد جدوبها وأنبتنا فيها الزرع بعد المحل (كذلك النشور) يقول تعالى ذكره هكذا ينشر الله الموتى بعد بلائهم في قبورهم فيحييهم بعد فنائهم كما أحيينا هذه الأرض بالغيث بعد مماتها.

حدثنا بشر قال : ثنا عبد الرحمن قال : ثنا سفيان عن سلمة بن كهيل قال : ثنا أبو الزعراء عن عبدالله قال : يكون بين النفختين ما شاء الله أن يكون فليس من بني آدم إلا وفي الأرض منه شيء قال: فيرسل الله ماء من تحت العرش منيا كمنى الرجل فتنبت أجسادهم ولحمانهم من ذلك كما تنبت الأرض من الثرى ثم قرأ ( والله الذي أرسل الرياح فتثير سحاباً فسقناه الى بلد ميت) الى قوله (كذلك النشور) قال : ثم يقوم ملك بالصور بين السماء والأرض فينفخ فيه فتنطلق كل نفس الى جسدها فتدخل فيه.

وفي تفسير إبن كثير : إن الأرض تكون ميتة هامدة لا نبات فيها فإذا أرسل اليها السحاب تحمل الماء وأنزله عليها (اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج) كذلك الأجساد إذا أراد الله تعالى بعثها ونشورها أنزل من تحت العرش مطراً يعم الأرض جميعاً ونبتت الأجساد في قبورها كما تنبت الحبة في الأرض ولهذا جاء في الصحيح (كل ابن آدم يبلى إلا عجب الذنب منه خلق ومنه يركب) ولهذا قال ( وتعود لإثبات أن هناك ما يبقى من جسم الإنسان لنقرأ من تفسير الطبري للأية رقم (4) من سورة (ق) :

(قد علمنا ما تنقص الأرض منهم وعندنا كتاب حفيظ)

وقوله (قد علمنا ما تنقص الأرض منهم) يقول تعالى ذكره : قد علمنا ما تأكل الأرض من أجسامهم بعد مماتهم بما تأكل الأرض وتفنى من أجسامهم.

حدثني محمد بن سعد قال : ثني أبي قال ثني عمي قال : ثني أبي عن أبيه عن ابن عباس قوله ( قد علمنا ما تنقص الأرض منهم) قول : ما تأكل الأرض من لحومهم وأبشارهم وعضامهم وأشعارهم.
وفي الأحاديث :

أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة وجاء فيه : كل إبن آدم يأكله التراب إلا عجب الذنب، منه خلق ومنه يركب (وفي لفظ آخر له" : وليس من الإنسان شيء إلا يبلى إلا عظماً واحداً هو عجب الذنب، ومنه يركب الخلق يوم القيامة . (صحيح مسلم بشرح النووي)

وفي لفظ آخر لمسلم أيضاً : إن في الإنسان عظماً لا تأكله الأرض أبداً فيه يركب يوم القيامة . قالوا: أي عظم هو يا رسول الله؟ قال : عجب الذنب.

وأخرجه أبو داود في سننه عن أبي هريرة بلفظ :" كل ابن آدم تأكل الأرض إلا عجب الذنب منه خلق وفيه يركب" (سنن اب داود)
ونقرأ أيضاً :
أخرج البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما بين النفختين أربعون. قال : أربعون يوماً؟ قال أبو هريرة أبيت. قال : أربعون شهراً؟ قال: أبيت، قال: أربعون سنة؟ قال: أبيت، أي أن أبا هريرة أبى أن يحدد الأربعين هل هي يوماً أو شهراً أو سنة) قال: (أي أبو هريرة يرفعه الى النبي صلى الله عليه وسلم) : ثم ينزل الله من السماء ماء، فينبتون كما ينبت البقل، ليس من الإنسان شيء إلا يبلى إلا عظماً واحداً ، وهو عجب الذنب، ومنه يركب الخلق يوم القيامة " (صحيح البخاري).

د- صلاح الدين محمد ابوالرب
01/11/2008, 12:18 PM
ج4




عجب الذنب هو العصعص
في التطور الجيني للإنسان تنقسم البويضة المخصبة وتكون القرص الأولي الذي يشكل الإكتودرم والإندودرم، ثم يستطيل هذا القرص ليشكل أخدود طولي ذيلي لتتشكل الطبقات الثلاثة النسيجية التي تشكل أعضاء الجسم، وينتهي عمل هذا الشريط في الأسبوع الرابع ليتقلص في جزء بسيط في المنطقة العصعصية، مشكلاً ما يمكن أن نسميه الصندوق الأسود الذي يحتوي الشيفرة الوراثية كاملة.

وإذا حدث نمو غير طبيعي في تلك المنطقة فقد ينتج عنها أنسجة تشابه أي عضو من أعضاء الجسم.

هذا الجزء المسمى عجب الذنب لا يبلى.

لقد أثبت العالم الألماني (هانس سبيمان) ان الخيط الأولي والعقدة الأولية هما اللذان ينظمان خلق الجنين ، وقام بقطع أجزاء منه وزرعه في جنين في مراحله المبكرة في الأسبوع الثالث والرابع، فأدى إلى نمو جنين ثانوي، ومن تجارب العالم هانس سبيمان سنة 1931 أنه قام بسحق هذا العظم الأولي وزرعه مرة ثانية فلم يؤثر السحق عليه بل بقي كما هو .. وحصل سبيمان على جائرة نوبل في الطب عام 1935 على هذه الإكتشافات.
قال تعالى في سورة الإسراء (آية 49، 50)
(وقالوا أإذا كنا عظاماً ورفاتاً أءنا لمبعوثون خلقاً جديداً قل كونوا حجارة أو حديداً أو خلقاً مما يكبر في صدوركم فسيقولون من يعيدنا قل الذي فطركم أول مرة.. فسينغضون اليك رؤوسهم ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريباً).
قال الطبري في تفسيره وكذلك قال ابن كثير وغيره من علماء التفسير:
أختلف أهل التأويل في المعنى بقوله ( أو خلقاً مما يكبر في صدوركم ) فقال بعضهم (عني به الموت).
حدثنا ابن عبد الأعلى قال : ثنا محمد بن ثور عن معمر عن قتادة ( أو خلقاً مما يكبر في صدوركم) قال: السماء والأرض والجبال وقال آخرون : بل أريد بذلك : كونوا ما شئتم.
وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: إن الله تعالى قال ( أو خلقاً مما يكبر في صدوركم) وجائز أن يكون عني به الموت لأنه عظيم في صدور بني آدم وجائز أن يكون أراد به السماء والأرض وجائز أن يكون أراد به غير ذلك ولا بيان في ذلك أبين مما بين جل ثناؤه وهو كل ما كبر في صدور بني آدم من خلقه لأنه لم يخصص منه شيئاً دون شيء وأما قوله (فسيقولون من يعيدنا) فإنه يقول : فسيقول لك يا محمد هؤلاء الذين لا يؤمنون بالأخرة (من يعيدنا) خلقا جديداً إن كنا حجارة أو حديداً أو خلقاً مما يكبر في صدورنا فقل لهم : يعيكم (الذي فطركم أول مرة) يقول: يعيدكم كما كنتم قبل أن تصيروا حجارة أو حديداً إنسا أحياء الذي خلقكم إنسا من غير شيء أول مرة.
يوضح القرآن الكريم أن الإنسان عند موته يتحول الى تراب وعظام أي أن الجسد يتحول الى تراب عدى جزء من العظام.
وفي " قل كونوا حجارة أو حديدا" " أي أن ما تعتقدون ان الإنسان سينتهي اليه وهو التراب فيه أجزاء منكم ستبقى وتستخدمونها : وقد تستخدمون الحجارة التي فيها أجزاء منكم، أو أي مادة تكونوها من التراب فإنها تحتوي أجزاء من عظامكم.
فما التراب؟! وما الحجارة؟! وماذا يقول العلم الذي اعتمد على الفحص والرؤيا والمعاينة.
التــــراب : يقول د عبد الصبور شاهين
هو مادة من مواد الأرض تتكون من حبيبات دقيقه قد يصل حجمها لأقل من 0.07 من الملميتر. تحملها الرياح لمسافات طويله لأنها خفيفة والتراب في المعجم الوسيط هو من أديم الأرض. والتربة هي الجزء السطحي من الأرض الصالح لأن يكون مهداً للنبات.
أما الطيـــن : فقد جاء في المعجم الوسيط أن الطين هو التراب المختلط بالماء.
الصلصــــال : جاء في لسان العرب أنه الطين اليابس.
الحمــــــــــأ : هو الطين الأسود المنتق ويقال بأن المسنون (الحمأ المسنون) أي المصبوب فسننت التراب أي صببته صباً سهلاً.
هذه الرمال مختلفة الأحجام لا يختلف حجمها كثير عن أحجام الخلايا البشرية وكأن كل خلية هي في الأصل حبة رمل كانت تراب ثم شكلت مع غيرها والماء الطين ثم الصلصال ثم الحمأ ثم جسداً بلا بروح، ثم ينفخ فيها الله تعالى إن شاء الروح والمثال البسيط على ذلك التماثيل لا يبدوا منها حبات الرمال ويبدوا منها أجساد من فخار تبدو متماسكة .
وعليه فإن جسم الإنسان يتحلل الى رمال الا ما يبقيه الله ويحفظه فهذا يبقى مع التراب ويسير في نفس المسار الذي يسير فيه التراب من حجارة وصخور الى أن يأتي أمر الله .
وهذا تصديق لقوله تعالى " قل كونوا حجارة أو حديداً ..."
الحجر الرملي:
كما هو الحال في البتراء يمكن أن يوجد الحجر الرملي في مناطق يتجمع فيها الرمل الذي تذروه الرياح عبر الآف السنين أو ملايين السنين.
كذلك تتكون الرواسب في قاع المحيط والبحيرات والأنهار وعندما تضغط هذه الحبيبات الرملية وهي مختلطة بالمواد المعدنية وتحت تأخثير ضغوط كبيرة عبر أحقاب زمنية طويلة فإنها تلتصق ببعضها وتصبح حجارة .. فيها كل ما حملته وتجمع معها عبر السنين...
الصخــور:
يقول د. خلاف الغالبي في موضوعه " المادة التي خلق منها الإنسان"

هناك ظاهرة طبيعية تحكم عملية تشكل الصخور الرسوبية وتعرف بعملية ( التصخر) ويقول :-

القشرة الأرضية تتكون من أنواع مختلفة من الصخور هي الصخور النارية والرسوبية والمتحوله ولها دورة تسمى الدورة الصخرية .
الصخور الرسوبية : هي مجموعة من الصخور تكونت نتيجة تفتت او تكسير صخور سابقة بفعل عوامل التعرية المختلفة أو نتيجة لتجمع بعض المواد التي خلفتها أو أفرزتها حيوانات أو نباتات.. إذا هي تحتوي على بقايا حيوانية أو نباتية .
إن التصخر كعملية تمتاز بحضور وتواجد أنواع من المعادن الطينية فمثلاً:
1- نطاق التصخر المبكر .
2- نطاق التصخر المتوسط :- حيث يتوافر الماء بكميات كبيرة تمنع الجفاف ويتم فيها كل العمليات الكيميائية بشكل قابل للتراجع.
3- نطاق التصخر العميق: - وفيه تكون التحويلات الكيميائية غير قابلة للتراجع.

إن قسوة الحجارة إحدى الظواهر الكونية التي إكتشفها الإنسان مبكراً فإستخدمها في البناء ووضع منها بعض أدواته التي يحتاجها لتسيير حياته اليومية. وكما يقول د. محمد بن جابر الحمود الخبير الجيولوجي في أرامكو- السعودية في موضوع الحجارة بين الوصف القرآني والتصنيف الميكانيكي يقول : إن الحجارة قسمت الى نوعين من حيث قسوتها يقول تعالى في سورة البقرة آية (74)

(ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة وأرق من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وأن منها لما يتشقق فيخرج منه الماء وأن منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعملون" .

يقول د. محمد بن جابر " تتعرض الحجارة في الطبيعة إلى أنواع مختلفة من الإجهاد نتيجة الضغط أو الشد التي تكون مصادرها إما خارجية مثل ثقل الحجارة التي فوقها أو تحركات القشرة الأرضية، أما الداخلية فهي ناتجة من الضغط الناتج عن دخول الماء أو الزيت أو الغاز الى المساحات الموجودة داخل الحجارة ( انتهى الإقتباس)
ونقول هنا أن البعث بصورته التي وصلتنا من امور الإعجاز، وهو شكل من أشكال الخلق وهو من أعمال الله جل وعلا إختصها لنفسه.. ولا يجوز لاحد كان أن يتلاعب بها أو يدعيها أو أن ينفيها.. أما ما يتشابه على الناس في قضية الإستنساخ ما هو الا تطبيق بسيط لقانون التناسل.

فالبعث هو :
1- إعادة الجسد الذي بلي ولم يبقى منه سوى خلية أو أكثر من عجب الذنب والإعادة هنا للجسد في شكله الذي عرف عليه صاحبه في الحباة الدنيا.
2- إعادة نفس الروح التي خرجت لنفس الجسد وهنا تأتي الإستمرارية في حياة الإنسان ليبدأ معها المرحلة الأخيرة من حياته فيحاسب على ما فعله.

أما الإستنساخ فهو :-
إعادة تشكيل الجسد بإستخدام الشيفرة الوراثية التي أوجدها الله أصلاً في الخلية لكائن في حياته أو بعد مماته، وتكون صورة الجسد ليست بالضرورة الشكل الذي تعود عليه أقرانه إنما سيكون بالصورة التي كان من المفترض أن يولد عليها، بعيداً عن المؤثرات التي تغير في شكل الجنين أثناء تخلقه... وبعد إعادة تشكيل الجنين ينتظر الجميع أن يأمر الله جل وعلا فينفخ في هذا الجسد روحاً. هي روح جديدة لا علاقة لها نهائياً بصاحب الخلية او الجسد الذي استنسخ منه.
ومع أن الإستنساخ بعيد عن البعث وعن آليته لكن نقول لهؤلاء العلماء الذين يدعون العلم والمعرفة ويتمادون في ذلك ، وينكرون الخلق.. ويهربون من البعث :
إن كنتم بإمكاناتكم المحدودة تبحثون عن خلايا إنسان مات وانتهى، وبقي منه شيء بسيط تريدون أن تعيدوه للحياة كما تدعون،.فكيف بالذي خلقه أول مرة من عدم، وأوجد فيه الشيفرة الوراثية، وإبقاها فيه لأجيال وأجيال وترك الجسد بعد الوفاة ليبلى ويعود تراباً كما كان، إلا جزء بسيط تركه في تراب الأرض أو في البحر، او في بقعة من هذا الكون الواسع ، أليس هذا الخالق العظيم بقادر على أن يعيد من هذه الخلايا تركيب الجسد بل ويعيد اليه روحه التي غادرته ساعة الوفاة.
إن التحدي هنا هو أن هذه البقايا ستعود وستبعث رغم إنكاركم حتى لو تشكلت الرمال وأصبحت حجارة أو شاركت خام الحديد لتشكيل معدن قوي جديد أو أي طريقة تريدون أن تهربون بها من البعث كحرق الجثث أو تدميرها ، يستطيع الله سبحانه وتعالى أن يبعثها فسبحان الله العظيم، أنهم ينكرون البعث بأفواههم لكنهم يقدمون الادلة عليه بعلمهم.
قال تعالى ( قال فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون)

(سورة الأعراف آية 25)



نسأل الله العلي القدير أن يعلمنا ما ينفعنا ، وأن ينفعنا بما علمنا ،

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

د- صلاح الدين محمد ابوالرب
07/11/2008, 01:18 PM
الحق هذا البحث بعدد كبير من المراجع، وقدم هذا البحث في اكثر من مؤتمر ومنتدى ومحاضرات بعضها كان امام متخصصين وكان النقاش واسعا فيها مما اثراها واتمنى ان تزيدوها ثراءا بأرائكم وافكاركم

فايزة شرف الدين
07/11/2008, 05:18 PM
قالها العقاد هذا الرجل العظيم قبل أن تطفو إرهصات الاستنساخ على السطح " لو أعطيتني خلية .. لاستطعت أن أخلق كونا "

من يقرأ هذه العبارة للوهلة الأولى يظن أن العقاد قد جن أو أصابه الكبر .. لكن بعد أن ظهرت فكرة الاستنساخ وهذا التبجح الغربي أمام قدرة الله ندرك الآن مقولته .. فأصل كل شيء في الكون هو الخلية .. ومن الخلية التي تحمل جميع العناصر الوراثية أو الجينية يتكون أي خلق .

في مبحثك القيم دكتورنا الفاضل .. يمكن الرد عالى الرائلين .. والذين لم يخرجوا من عباءة بني إسرائيل المجبولين على الفساد والإفساد في الأرض .. فلو كانت الكائنات الفضائية قد صنعوا الجينات الوراثية التي وجد منها كافة المخلوقات علي الأرض !! .. وهم من صنعهم ومن أودع فيهم جيناتهم الوراثية إذن ؟ .. فكل مخلوق كما أسلفت في مبحثك القيم له خالق .

الغرب في الأشياء البسيطة جدا ، لا يقبلون بمبدأ المصادفة أبدا .. حتى في فن القصة والرواية المبنية على مصادفة فإن العمل يكون ضعيفا مهلهلا .. فما بالنا بخلق الكون العظيم ؟!

بما أني كاتبة خيال علمي .. ولي رواية عن الاستنساخ في منتدى الرواية باسم الرجل العقرب .. ثم قمت بتأليف رواية أخرى وهي قصر الصمت معتمدة على المعلومات العلمية .. فما قرأته هو شديد الأهمية لي .

ومن خلال ما قرأته من مراجع علمية هامة .. أجد أن الاستنساخ البشري .. صعب المنال جدا جدا .. فالخلية من المعروف أن أطرافها وكما أتذكر تسمى البلوميرات تتناقص في كل ثانية .. فلو فرض أننا أخذنا خليه إنسان عمره أربعين سنة كما في رواية الرجل العقرب .. فما ينتج من هذه الخلية من طفل يكون جسده متهالكا لأن خليته عمرها أربعون عاما .. فليست طازجة من حيوان منوي وبويضة صنعت في مكان الإنتاج .. إنما هي استهلكت أربعين عاما ,

ثم ما خلصت له في روايتي .. أن الاستنساخ ما هو إلا نكوض بالبشرية .. فالأصل في الحياة هي التباين في طبائع وطبيعة البشر من حيث اللون والأمزجة والمتطلبات والمهارات .. ألخ .

الأستنساخ موجود في الكون كما في النبات عندما نأخذ فرع ونعيد استزراعه وفي أنواع معينة من الضفادع والبلاعيم .. ولم يكن جديدا .. فلم يصنع الإنسان أى معجزة .. فقط هو تلاعب بالخلية الأصلية .. الموجود فيها سر الكون والحياة ، واستنسخ مسخا من بني البشر أو الحيوان !
دمت لنا بخير

د- صلاح الدين محمد ابوالرب
08/11/2008, 09:32 AM
الفاضلة فايزة شرف الدين
شكرا لك على هذا المرور الغني، الذي يثري الموضوع
خيال الادباء قد يكون هو المغذي الاول والاكبر للعلم فلولا شطحة الخيال لما غزا الانسان الفضاء
والعلم سيدتي موجود بيننا ومعنا منذ بداية الخلق ، فهو موجود بالقوانين التي خلقها الله وسمح للانسان ان يستفيد منها ومن رحمة الله بنا انه وحده يحدد متى يهتدي الانسان لقانون ما
ان كل الاكتشافات ماهي ببساطة الا تطبيق لقانون قد خلقه الله سابقا
وبالخوض في بحر العلم وهو كبير جدا نجد ان الحديث عن عمر الخلية المستنسخ مازال في بداياته
فليس بالضرور ان الجزء المزروع سيحمل نفس عمر الكائن المنقول منه ، والدليل على ذلك زراعة اجزاء من الاشجار المثمرة كبراعم تلقيح في اشجار صغيرة والتي بالتالي تعيش ماشاء الله لها ان تعيش
اما ما يحدث من ضعف خلايا ماتم استنساخه من حيوانات فيعتقد العلماء فيما صرحوا به ان هذا الامر يجب علاجه يتطوير العملية بكاملها
السؤال المثير هو هل تم استنساخ بشري
هذا السؤال الكبير متروك للوقتليكشفه مع الاعتقادبانه قد تم اوهو في طريقه لذلك
كنت اتتكنى ان اقرأ قصتك في الخيال العلمي وسأحاول الوصول اليها ، وكنت من فترة معلقا على احد الروايات العلمية حول جزء من هذا الموضوع لكاتبة اردنية شابة
شكرا جزيلا
تحية