المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العنف الزوجي



أدهم مطر
02/11/2008, 12:22 AM
- من الواقع :
ترجمة وإعداد :
أدهم وهيب مطر .
"عندما يتحول الزوج إلى وحش "
مقدمة :
-الضعف و الرعب الدائم والحصار ، هو ما يصاحب ضحايا العنف المنزلي الذي يحول حياتهم إلى كابوس .
-لقد أثبتت الدراسات الميدانية و الاجتماعية بأن هناك امرأة من كل أربع نساء يتعرضن للعنف المنزلي على يد الشريك .
السيدة " لوسيندا إيريل" و التي تعمل الآن متدربة في منظمة الخدمات الاجتماعية كانت واحدة من ضحايا العنف المنزلي و هناك ، خلف الأبواب المغلقة ، تعرضت هذه السيدة ذات الخمس و الثلاثين عاما للصفع و الرفس و اللكم ، مما أدى إلى إحداث كسور في أنفها ، و كان المسؤول عن ذلك هو زوجها ‍‍‍‍‍‍‍‍‍، و تقول :
" إن أكثر الأمكنة أمانا بالنسبة للإنسان هو بيته ، لكنه بالنسبة لي فقد أصبح أكثر الأماكن خطورة على حياتي ".
لقد كنت شابة حين قابلت "ديفيد" ، فقد كان رجلا جذابا ووسيما و مستقرا ولديه وظيفةجيدة ، و كان يكن لي مشاعر طيبة و يتصل بي كل يوم من الوظيفة .
لقد كنت في التاسعة عشر من عمري عندما تزوجنا و توقف نشاطي إثر حملي بابننا الأول "جاكوب" ، و بعد أن أصبحنا أبا و أما ، بدأت حياتنا تزداد انضباطا و تنظيما و نادرا ما كنا نتشاجر .
في أحد الأيام ، و بعد فترة قصيرة على ولادة الطفل ، كنت قد ذهبت في رحلة تسُوق و قد تأخرت بعض الشيء في العودة و في البيت ، وجدت "ديفيد" مهتاجا و عصبيا جدا وظلَ كذلك حتَى بعد أن شرحت له أسباب تأخُري ، و حين رأى الأكياس و الأغراض التي اشتريتها صرخ بوجهي محتجا بأنني أبذر الكثير من المال ، ثم اندفع خارجا بعصبية مما جعلني أتجنَب يديه غريزيا ، رغم أنني متأكدة بأنَه همَ بضربي .
لقد أنكر أنه حاول صفعي ، و أصرَ على أنني اسأت تفسير ردة فعله . لقد كان عنيدا جدا ، لكني صدَقته .
بعد ذلك بسنتين ، كنت قد نسيت تلك الحادثة ، و رزقنا بطفلة ، و بما أنَ الأطفال بدءوا يكبرون فقد تعاقدت مع كلية لتعليم الكبار ، لكن ديفيد بدا ممتعضا من وجودي خارج المنزل .
مرَ على زواجنا قرابة التسع سنوات ، عندما و في إحدى الحفلات اتهمني زوجي بأنني كنت أغازل أحد أصدقائه ؟ ‍‍
طلبت منه ألا يكون سخيفا إلى هذا الحد ، لكنني شعرت بغضبه يزداد و نحن في طريقنا للمنزل ، و عندما وصلنا ، كنت قد هيأت نفسي لمشاجرة ما لكن ليس للكمة قوية طرحتني أرضا ، لقد كانت ردة فعله لأن تترك رضَا قويا على وجهي ونمت تلك الليلة في سرير أحد الأولاد الذين كانوا في زيارة أهلي .
في الصباح التالي اتصلت بالشرطة ، لكنهم طلبوا شهودا على ذلك ، و إلا فالموضوع لا يتعدَى حدثا عرضيا .
غادرت منزلي إلى بيت عائلتي لمدة أسبوع ، و لأقرر بعد ذلك ماذا علي أن أفعل .
لقد كنت أعتقد دائما بأنني قد أتعرَض للأذى من أي كان إلا زوجي ، إننا نتشارك الحياة و المنزل ، و أهم من ذلك كله الأطفال .
لقد تاق الأولاد كثيرا لرؤية أبيهم في عيد الميلاد ، و على الرغم من أن ديفيد سببَ لي أذى كبيرا ، إلا أنني لم أعتقد أنَه سيؤذي أطفاله أيضا ، و فعلا فقد أتى ، و توسَل إليَ بأن أعود معه ، ووافقت
الخوف يولد الكراهية :
لقد كانت عودتي غلطة كبيرة ، لم يعتذر ديفيد أبدا ، على تهجمه علي ، و قد ازداد اقتناعا بأنني كنت على علاقة غرامية قصيرة الأجل .
كان يجب أن أنسحب ، لكن ذلك بدا مستحيلا ، حتى أستطيع الانتهاء من المنهاج الدراسي ليتسنى لي إعالة أطفالي ، و في هذه الأثناء استشرت محاميا لأجل الطلاق ، و رغم محاولاته المتكررة هاتفيا مع القنصل لمنحي إقامة خاصة في حال حدوث الطلاق ، فقد باءت محاولاته بالفشل .
كان ديفيد يعمل على فترات متقطعة ، و حاولت أن أتحاشاه قدر المستطاع أثناء تواجده في البيت .
كنت أنام في غرفة منفصلة ، لكنني في أحوال كثيرة اضطر لمسايرته فأخرج معه لنتمشَى غير مكترثة بزينتي ، أو أنام معه في غرفته لإرضاء رغباته الخاصة حين يطلب هو ذلك .
لم أجرؤ على رفض طلباته لأنني كنت في حالة خوف شديد من غضبه .
لقد تحوَلت كلُ مشاعري نحوه ، فخوفي و اشمئزازي منه صار كراهية .
في إحدى الأمسيات ، عاد ديفيد من عمله ليجدني منهمكة بالدراسة ، و كانت هذه هي الشرارة التي أشعلت الموقف ، و ازداد ظنه بأنني لا أزال على علاقة غرامية ما .
انهال عليَ لكما ، و صفعا ، كان اكثر ما هو مخيف في تصرفه هو هدوئه المبطن و عدوانيته ، فضلا عن شراسته ، و في محاولة مني لوقف النزيف من وجهي ، فقد هرعت نحو المشفى المحلي ، لقد كان أنفي مكسورا ، و هالات سوداء حول عينيَ ، و بالكاد أستطيع الرؤية ، أخبرت الأطباء بأن زوجي هاجمني ، لكن لم يستطع أحد أن يفعل شيئا حيال ذلك .
لقد أدركت الآن بأنني فقدت الأمان في بيتي إلاَ أنَه لم يكن لديَ خيار آخر ، فأولادي مازالوا هناك
كان موقف ديفيد قاسيا ، ومستخَفا ، و لم يكترث بي حين عدت للبيت ، كنت آمل أنَه حين يرى حالتي و جراحي سيرقُ قلبه ويعود إلى رشده ، أما الأطفال فقد صعقوا لرؤيتي على تلك الحالة ، و أدرك ابننا جاكوب ذي الأحد عشر عاما حقيقة ما يجري فسارع ألي الهاتف و اتصل بشقيقتي التي حاولت أن تأخذني للإقامة معها ، لكنني أعلم أن منزلها صغير جدا ، و لم يكن باستطاعتي الذهاب ألي منزل أهلي لأنني كنت قد تشاجرت مع والدي مؤخرا .
قرر ديفيد أن يغادر المنزل لفترة لأنني بيَنت له مشاعري بوضوح ، لكن حياة الفرج تلك كانت قصيرة و سرعان ما عاد بعد أسابيع قليلة ، وعاد عنفه معه من جديد لكن هذه المرة كان يعبر عن غضبه خلف الأبواب المقفلة .
في إحدى الأمسيات ، تجاوز كل حدوده ، و ضربني على وجهي في مطعم عام ، و بما أنه كان هناك شهودا هذه المرة ، فقد اتهمته فعليا بمحاولة إيذائي جسديا ، إلا أنه أنكر ذلك ، و عندما أحيلت القضية إلى المحكمة ، نقضت جهة الإدعاء التهمة و اعتبرتها مجرد إحداث شغب في مكان عام
لم تبد القضية إيجابية بالنسبة لي ، و اعتقد الآن بأن الآباء الذين يمارسون العنف على زوجاتهم فإن ذلك العنف سينمو في نفوس و تصرفات أطفالهم بالتأكيد .
لم يكن مجديا أن أذهب إلى أي مكان ، و حتى لو وجدت ذلك المكان فأنا مضطرَة للعودة إلى المنزل من أجل الأطفال .
بعد ثلاث سنوات أنهيت دراستي و تخرجت، وأصبحت مؤهلة للعمل ، و قد وجدت وظيفة مناسبة تجعلني في وضع أستطيع معه أن أبدأ حياة جديدة مع أطفالي وعرضت على ديفيد حصته من البيت إن هو غادر ، و تنازل عن الوصاية على الأطفال ، و أذهلني موقفه حين وافق الآن ، منذ سنتين لم ير الأطفال أباهم ، لقد أقرَت المحكمة بأنهما لم يكونا بخير تماما ، فأبننا جاكوب يعاني من مشاكل سلوكية وعرضته على طبيب نفسي لمعالجته .
من خلال عملي في الخدمة الاجتماعية فقد أصبحت مدركة أن منظمات إنسانية مثل منظمة إعانة النساء المضطهدات تستطيع أن تقدم حلا سريعا ، و اللافت في الموضوع أن مساعدة ضحايا العنف المنزلي وتأييدهم تلاقي تحسنا ملموسا لكنها تبقى بحاجة للمزيد ، و هذا ما يجعل لوجود استراتيجية موحَدة أمرا في غاية الأهمية ..
حقائق : - إن العنف المنزلي هو شكل شائع من أشكال العنف ضد النساء .
- كانت نسبة النساء المغتصبات أكثر من 43% أثناء العنف المنزلي .
- المرأة المتعرضة للعنف تتلقى أكثر من 30 ضربة قبل أن تطلب الإغاثة .

عن التايمز الأمريكية :
أدهم وهيب مطر .