المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الميزياء



حسن عجمي
04/11/2008, 10:08 PM
بعد «السوبرات» ينتقل إلى «الميزياء»
حسن عجمي يواصل خوض غمار الفلسفة بمصطلحات «ليست غرائبية»



بيروت ــ غنى حليق
بعد مجموعة من الكتب التي تنطلق من اسس فلسفية وترتكز الى محور «السوبر» المفتوح على تنوعات فكرية تبدأ من «السوبر حداثة» وتمرّ في «السوبر مستقبلية» و«السوبر اصولية» و«السوبر معلوماتية» و«السوبر تخلف»، وتنتهي في «السوبر مثالية»، ها هو حسن عجمي ينتقل الى علم جديد او معرفة جديدة ويجمعها في كتاب تحت عنوان: «الميزياء ــ الجيزياء والحيزياء». ويبادر عجمي للدفاع عن عنوانه الجديد ورد التهمة الغرائبية عنه، واستدعى الامر الكثير من النقاشات التي بدأت بسيطة ثم تحولت الى حوار شرح فيه الكاتب تفاصيل اسسه المعرفية التالية:
• أصدرت كتابا جديدا هو «الميزياء: الجيزياء والحيزياء». ما مضامين هذه المصطلحات الجديدة ولماذا تصر على الكتابة الغرائبية؟
ــ هذه المصطلحات فعلا جديدة لكنها ليست غرائبية لانها تملك معاني ومضامين محددة وتهدف الى تحقيق ميادين معرفية معينة. فبينما الميزياء هي دراسة ميزة الشيء، الجيزياء تدرس ما يجوز وما لا يجوز، اما الحيزياء فتدرس حيز الاشياء. فلا يوجد شيء من دون ميزة تميزه عن الاشياء الاخرى، فلو انه يوجد شيء من دون ميزة معينة تجعله مختلفا عن الاشياء الاخرى، حينها سيغدو هذا الشيء جزءا من الاشياء الاخرى، وبذلك يزول وجوده كشيء. من هنا من الضروري ان يملك كل شيء ميزة او اكثر تساهم في خلقه ووجوده.
على هذا الاساس لا بد من دراسة ميزات الاشياء والظواهر والحقائق، ولذا طرحنا فكرة الميزياء التي هي ميدان دراسة الميزات المختلفة للاشياء كافة.
الميزياء مذهب فلسفي يرفض وجود الماهيات ويؤكد على ان الاشياء والحقائق تتكون على ضوء ميزاتها بدلا من ان تتشكل من ماهيات مسبقة وثابتة. فالإنسان انسان لامتلاكه ميزة العقل، بدلا من امتلاكه ماهية مجردة كماهية الانسانية المتجسدة في هذا الانسان وذاك. وبذلك نتجنب القول بوجود الماهيات وهذه فضيلة للمذهب الميزيائي بسبب ان الماهيات غامضة وتستلزم شرحا معقدا حول ارتباطها بعالمنا الواقعي. فبدلا من ان تختزل الميزياء الاشياء كافة الى بعض ماهيات تلتزم الميزياء بفردية كل فرد او شيء واختلافه عن الاشياء الاخرى. هكذا الميزياء فلسفة تناقض فلسفة الماهيات الثابتة وفلسفة الاختزال.
فلسفة وعلوم
• لكن لماذا ابتكرت تلك المصطلحات كمصطلح الميزياء لتشير الى فلسفتك بدلا من ان تشير اليها مثلا من خلال مصطلح فلسفة الميزة؟
ــ احدى وظائف الفلسفة هي ابتكار مصطلحات جديدة تماما كما يفعل العلم. لذا من الطبيعي ان احاول ابتكار مصطلحات جديدة كالميزياء والجيزياء والحيزياء. فالفلسفة والعلوم هي العامل الاساسي في صياغة اللغة وابقائها على قيد الحياة. فمن دون الابتكار اللغوي في الفلسفة والعلم تموت اللغة لان اللغة كائن حي يحيا بتجديد نفسه باستمرار من خلال المفاهيم والافكار الجديدة. من هنا لغتنا العربية سوف تموت اذا لم نشارك الحضارة في انتاج الفلسفة والعلوم.
• تعتبر اننا نرفض العلم والفلسفة، وقد عبّرت عن ذلك في كتابك «السوبر تخلف»، اليس من الظلم وصفنا باننا سوبر متخلفين رغم محاولات النهوض العديدة من قبل مجتمعاتنا؟
ــ كل مجهودنا محصور في تطوير التخلف. فالتخلف اصبح مؤسسة لدينا وموهبة نحن اسيادها وعبيدها. فبدلا من ان تُخرّ.ج مدارسنا وجامعاتنا علماء امست تخرج ارهابيين يرفضون العلم والمنطق والعقل والفلسفة. فمؤسساتنا التعليمية تُعلم التعصب والطائفية وفضائياتنا واعلامنا وصحفنا تنشر الكراهية وتحث على تدمير احدنا الآخر بدلا من ان تدعو الى السلام وقبول العلم والمنطق. على هذا الأساس نحن سوبر متخلفون. فالتخلف قائم في عدم انتاج ما هو مفيد للبشرية والعالم، أما السوبر تخلف فهو عملية تطوير للتخلف من خلال استخدام العلم من أجل التجهيل، وهذا ما نقوم به. لا تكمن النهضة في بناء الابنية والطرقات، بل النهضة تحيا فقط في العقول، فإذا قبلنا العقل ومنطقه وعلومه حينها فقط نتمكن من النهوض والا فسنبقى سوبر متخلفين.
• لقد انهيت مشروع «السوبرات» الذي تضمن كتبا عدة منها «السوبر حداثة» و«السوبر مستقبلية»، و«السوبر أصولية» وصولا الى «السوبر تخلف». ما الفكرة الاساسية التي جمعت هذه المؤلفات؟
.. غير محدد
• انتهيت من كتابة ذلك المشروع لم أنته من تفسيره وشرحه. الفكرة الاساسية الحاكمة للمشروع السوبر حداثوي هي ان اللامحدود يحكم العالم. فمثلا تعتبر السوبر حداثة أنه على الرغم من ان الكون غير محدد فمن الممكن معرفته لأن خلال لامحدديته من الممكن تفسيره. فبينما الحداثة تعتبر ان الكون محدد ولذا من الممكن معرفته، تقول ما بعد الحداثة ان الكون غير محدد ولذا من غير الممكن معرفته، لكن السوبر حداثة تختلف عن الحداثة وعما بعد الحداثة بقولها إنه على الرغم من لامحددية الكون من الممكن معرفته. أما السوبر مستقبلية فتؤكد أن الماهيات محددة فقط في المستقبل، وبذلك هي غير محددة. في الحاضر والماضي، وهذا يرتبط بموقف السوبر حداثة القائل بلا محددية الموجود. وتتفق السوبر أصولية مع ذلك الموقف بقولها ان الاصول محددة فقط في المستقبل، ولذا من الممكن التحرر من الماضي وسجونه. فنحن من نصنع التراث، ويبدأ التاريخ في المستقبل، وفعلنا اليوم يخلق الماهيات والأصول في المستقبل أما أحد تجسدات السوبر تخلف فهو اننا محددون في ادق التفاصيل. فنحن محددون في تصرفاتنا وأفكارنا ومشاعرنا، وامسينا بذلك آلات بلا فكر وشعور. ولذا نحن سوبر متخلفون. وبالنسبة إلى مبدأ اللامحدد المنتمي الى السوبر حداثة فقط اللامحدد ينجح في البقاء والاستمرار لكونه غير محدد، مما يساعده على التكيف مع المتغيرات فالحفاظ على استمراريته. من هنا محدديتنا ادت الى فشلنا وموتنا المتكرر.

ناجح سلهب
18/11/2008, 07:41 PM
الأستاذ حسن عجمي تحياتي وتقديري

مساهمة مني في إثراء الموضوع أهديكم التالي :

كي يعي العقل الأشياء ويدركها عليه أن يتعامل معها بطريقة تمكنه من الشعور بها
فهو يقوم بتحديد أو تسمية الأشياء أو تعريفها ضمن قوالب ثابتة تعبر عن ماهية الأشياء اعتمادا على خصوصياتها وميزاتها وهو عينه التعريف أو الحد.
ويقوم أيضا بتسمية الأحوال التي تتضمن تغيرا وصيرورات متحركة تعبر عن التحولات التي تطرأ على الماهيات.

وبذلك فإن الإنسان يستطيع أن يتمثل الواقع ويتعامل معه.

وكما أن الإنسان لا يتمكن من حمل عدة كؤوس في يد واحدة مثلا فإنه يلجأ إلى وضعهم في سلة أو حاوية تشملهم جميعا فكذلك الدماغ يلجأ إلى نفس الحيلة فيصوغ قوالب كبيرة تحوي مفاهيم عامة كالإنسان والمعدن والطير وغيرها من الأسماء العامة التي تشمل العديد من الكينونات ذات الميزات الخاصة ولكن ذات القواسم المشتركة فيما بينها ليتعامل معها فكريا.



وعليه فإن آلية عمل الدماغ تنزع إلى العديد من العمليات التي تمثل أساليب عمل الدماغ تلك فترى التجريد من ناحية والتعميم من ناحية أخرى ونحو التحليل والتجزيء والاستنباط من ناحية والإستقراء والتقعيد والتقنين من ناحية أخرى.

في رعاية الله وحفظه