المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حادثة سيارة



محمد حسن يوسف
18/12/2006, 10:41 AM
حادثة سيارة

كان محمود شابا عاديا مثل جميع الشباب. كان يعيش حياة طيبة. وكانت علاقته بربه ممتازة وفقا لتصوره. كان لا يعلم عن دينه إلا القشور، ويظن - مثل أغلب من هم في سنه - أنه ممن سلك طريقا طويلا إلى الله تعالى.
كانت علاقته بربه مزاجية: فكان يصلي أحيانا في جماعة، وأحيانا بمفرده. وفي بعض الأحيان لا يصلي. وكان يُخضع فرائض الدين لتفسيره، فما وافق هواه غالبا عمل به، وما لم يتفق معه ضرب به عرض الحائط، وأورد لذلك المبررات – الشرعية من وجهة نظره – التي تضفي الصبغة الشرعية على عمله.
وفي أحد الأيام قال له صديقه:
- لماذا لا تحضر معي دروس الشيخ يعقوب؟ فهو من كبار الشيوخ، ونحسبه على تقوى من الله.
وبدأ محمود في حضور دروس الشيخ. وكانت كلمات الشيخ تخرج من فمه قوية لتستقر في قلوب من يحضرونها مباشرة.
وفي أحد الأيام، وأثناء خروج محمود للعمل، صدمته سيارة. وإذا به يصبح طريح الفراش لمدة طويلة. ويفشل العلاج الذي يتلقاه في علاج ساقيه مما ألم بها. ويقول له الأطباء أن عليه أن يخضع للعلاج الطبيعي، ومع مرور الزمن سيكون بإمكانه تحريك رجليه مرة أخرى. وهكذا فما بين طرفة عين وارتدادها أصبح محمود حبيس كرسي ذي عجلات يتحرك عليه ويمضي عليه بقية حياته.
وأخذ محمود يفكر في حاله، وماذا حدث له. وتذكر الشيخ ووجهه المضيء، ووصلت إلى مسامعه كلماته في إحدى محاضراته:
- إن رسائل الله تأتي كثيرة ومتوالية إلى العباد. ولكن كل فرد يفسرها وفقا لما يفتح الله عليه به. انظر إلى قوله تعالى: ( وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَاْلأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنْ الْمُوقِنِينَ ) [ الأنعام: 75 ] . الجميع يرى ملكوت السموات والأرض، ولكن من يرى بعين البصيرة؟ إن هذا لا يتحقق إلا لمن فتح الله عليه ليُريَه ذلك! ولذلك قال تعالى: ( وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ ) . ليس إبراهيم عليه السلام هو الذي يرى، ولكن الله يًريَه. خذ مثالا على ذلك الرجل الذي كان يمشي في الشارع، وإذا بسيارة تأتي مسرعة لتصدمه، فيرقد في المستشفى ليتلقى العلاج. إن الرسالة التي تتلقاها أنت من هذه الحادثة تختلف عن تلك التي يتلقاها منها أخيك، وتختلف كذلك عن تلك التي يتلقاها منها صاحبك. هذه الحادثة عرفت أنت منها أن الله يريد لك أن تعرف أن الإنسان يكون في تمام صحته وفجأة يصبح طريح الفراش، فعليك أن تعجل بالتوبة والإنابة إلى الله. أما أخوك فقد فهم منها أنها رسالة له لكي يتأنى في شراء السيارة التي كان يريدها. وأما صديقك فلا يفهم منها شيئا، ويُرجعها إلى عدم أخذ الأسباب العلمية عند رصف الشوارع وعدم أخذ الحرص اللازم سواء ممن كان يقود السيارة أو ممن كان يمشي في الشارع.
وقال محمود لنفسه:
- تُرى ما هو الدرس الذي يريد الله لي أن أفهمه من هذه الحادثة؟
وأخذ يفكر في حياته وما عليه أن يفعله لكي يتقرب إلى الله. فوجد أن الله قد يكون أراد له أن يظل حبيسا في كرسيه حتى يحفظ القرآن العظيم. فبدأ على الفور في حفظ القرآن. وواظب على حضور دروس التجويد في المسجد. وكان يسابق الزمن في ذلك، حتى استطاع أن يختم القرآن في مدة وجيزة.
ومرت الأيام سريعة. وإذا بخبير متخصص في مجال العلاج الطبيعي والأعصاب يأتي لزيارة بلده. ويعرض محمود نفسه على هذا الخبير، ويبدأ في تلقي العلاج عنده.
وبعد مدة وجيزة من الزمن، يمن الله بعافيته على محمود، ليستطيع أن يمشي على رجليه مرة أخرى.

عامرحريز
18/12/2006, 10:57 AM
السلام عليكم..
قصة تعبر عن واقع كثير من الشباب هذه الأيام، وربما تكون أشبه إلى الحقيقة.
بل إن من الناس ممن هم على التزام بدينهم إذا حصل لهم مصاب غيروا وبدلوا إلى ما هو أسوأ.
نسأل الله العافية في الدين والدنيا والآخرة.

غالب ياسين
18/12/2006, 11:08 AM
حادثة سيارة

كان محمود شابا عاديا مثل جميع الشباب. كان يعيش حياة طيبة. وكانت علاقته بربه ممتازة وفقا لتصوره. كان لا يعلم عن دينه إلا القشور، ويظن - مثل أغلب من هم في سنه - أنه ممن سلك طريقا طويلا إلى الله تعالى.
كانت علاقته بربه مزاجية: فكان يصلي أحيانا في جماعة، وأحيانا بمفرده. وفي بعض الأحيان لا يصلي. وكان يُخضع فرائض الدين لتفسيره، فما وافق هواه غالبا عمل به، وما لم يتفق معه ضرب به عرض الحائط، وأورد لذلك المبررات – الشرعية من وجهة نظره – التي تضفي الصبغة الشرعية على عمله.
وفي أحد الأيام قال له صديقه:
- لماذا لا تحضر معي دروس الشيخ يعقوب؟ فهو من كبار الشيوخ، ونحسبه على تقوى من الله.
وبدأ محمود في حضور دروس الشيخ. وكانت كلمات الشيخ تخرج من فمه قوية لتستقر في قلوب من يحضرونها مباشرة.
وفي أحد الأيام، وأثناء خروج محمود للعمل، صدمته سيارة. وإذا به يصبح طريح الفراش لمدة طويلة. ويفشل العلاج الذي يتلقاه في علاج ساقيه مما ألم بها. ويقول له الأطباء أن عليه أن يخضع للعلاج الطبيعي، ومع مرور الزمن سيكون بإمكانه تحريك رجليه مرة أخرى. وهكذا فما بين طرفة عين وارتدادها أصبح محمود حبيس كرسي ذي عجلات يتحرك عليه ويمضي عليه بقية حياته.
وأخذ محمود يفكر في حاله، وماذا حدث له. وتذكر الشيخ ووجهه المضيء، ووصلت إلى مسامعه كلماته في إحدى محاضراته:
- إن رسائل الله تأتي كثيرة ومتوالية إلى العباد. ولكن كل فرد يفسرها وفقا لما يفتح الله عليه به. انظر إلى قوله تعالى: ( وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَاْلأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنْ الْمُوقِنِينَ ) [ الأنعام: 75 ] . الجميع يرى ملكوت السموات والأرض، ولكن من يرى بعين البصيرة؟ إن هذا لا يتحقق إلا لمن فتح الله عليه ليُريَه ذلك! ولذلك قال تعالى: ( وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ ) . ليس إبراهيم عليه السلام هو الذي يرى، ولكن الله يًريَه. خذ مثالا على ذلك الرجل الذي كان يمشي في الشارع، وإذا بسيارة تأتي مسرعة لتصدمه، فيرقد في المستشفى ليتلقى العلاج. إن الرسالة التي تتلقاها أنت من هذه الحادثة تختلف عن تلك التي يتلقاها منها أخيك، وتختلف كذلك عن تلك التي يتلقاها منها صاحبك. هذه الحادثة عرفت أنت منها أن الله يريد لك أن تعرف أن الإنسان يكون في تمام صحته وفجأة يصبح طريح الفراش، فعليك أن تعجل بالتوبة والإنابة إلى الله. أما أخوك فقد فهم منها أنها رسالة له لكي يتأنى في شراء السيارة التي كان يريدها. وأما صديقك فلا يفهم منها شيئا، ويُرجعها إلى عدم أخذ الأسباب العلمية عند رصف الشوارع وعدم أخذ الحرص اللازم سواء ممن كان يقود السيارة أو ممن كان يمشي في الشارع.
وقال محمود لنفسه:
- تُرى ما هو الدرس الذي يريد الله لي أن أفهمه من هذه الحادثة؟
وأخذ يفكر في حياته وما عليه أن يفعله لكي يتقرب إلى الله. فوجد أن الله قد يكون أراد له أن يظل حبيسا في كرسيه حتى يحفظ القرآن العظيم. فبدأ على الفور في حفظ القرآن. وواظب على حضور دروس التجويد في المسجد. وكان يسابق الزمن في ذلك، حتى استطاع أن يختم القرآن في مدة وجيزة.
ومرت الأيام سريعة. وإذا بخبير متخصص في مجال العلاج الطبيعي والأعصاب يأتي لزيارة بلده. ويعرض محمود نفسه على هذا الخبير، ويبدأ في تلقي العلاج عنده.
وبعد مدة وجيزة من الزمن، يمن الله بعافيته على محمود، ليستطيع أن يمشي على رجليه مرة أخرى.
اثابك المنان ورزقك الجنه سيدي الفاضل اخي محمد
نسال الله ان نكون ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه
في ميزان حسناتك ان شاء الله:)

محمد حسن يوسف
18/12/2006, 11:09 AM
أخي الكريم / عامر حريز
هي بالفعل قصة واقعية.
مع خالص التحية والتقدير

محمد حسن يوسف
18/12/2006, 11:10 AM
أستاذنا الفاضل / غالب ياسين
أشكر لك مرورك الكريم وكلماتك الرقيقة
مع خالص التحية والتقدير