المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المفكر المجاهد أنور الجندي



Amerhannini
06/11/2008, 08:17 PM
أنور الجندي

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

أحمد أنور سيد أحمد الجندي 1917م – 2002م أديب ومفكّر إسلامي مصري.

محتويات

1 نشأته
2 مشواره في الكتابة
3 إسهاماته
4 تكريمه
5 وفاته
6 وصلات خارجية

نشأته

ولد "أنور الجندي" عام 1917 بقرية ديروط التابعة لمركز أسيوط بصعيد مصر، ويمتد نسبه لعائلة عريقة عُرفت بالعلم، فجده لوالدته كان قاضياً شرعياً يشتغل بتحقيق التراث، وكان والده مثقفاً يهتم بالثقافة الإسلامية، وكان "أنور" – الذي تسمى باسم "أنور باشا" القائد التركي الذي اشترك في حرب فلسطين والذي كان ذائع الشهرة حينئذ – قد حفظ القرآن الكريم كاملاً في كتَّاب القرية في سن مبكرة، ثم ألحقه والده بوظيفة في بنك مصر بعد أن أنهى دراسة التجارة بالمرحلة التعليمية المتوسطة، ثم واصل دراسته أثناء عمله، حيث التحق بالجامعة في الفترة المسائية ودرس الاقتصاد وإدارة الأعمال، إلى أن تخرج في الجامعة الأمريكية بعد أن أجاد اللغة الإنجليزية التي سعى لدراستها حتى يطلع على شبهات الغربيين التي تطعن في الإسلام.



مشواره في الكتابة

بدأ "أنور الجندي" الكتابة في مرحلة مبكرة حيث نشر في مجلة أبولو الأدبية الرفيعة التي كان يحررها الدكتور أحمد زكي أبو شادي عام 1933 م، وكانت قد أعلنت عن مسابقة لإعداد عدد خاص عن شاعر النيل حافظ إبراهيم، فكتب مقالة رصينة تقدم بها وأجيزت للنشر، وكان يقول: "ما زلت أفخر بأني كتبت في أبولو وأنا في هذه السن – 17 عاماً – وقد فتح لي هذا باب النشر في أشهر الجرائد والمجلات آنئذ مثل البلاغ وكوكب الشرق والرسالة وغيرها من المجلات والصحف".

وتُشَكِّلُ سنة 1940 م علامة فارقة في حياة الأستاذ أنور الجندي، وذلك عندما قرأ ملخصاً عن كتاب "وجهة الإسلام" لمجموعة من المستشرقين، ولفت نظره إلى التحدي للإسلام ومؤامرة التغريب، وهو يصف ذلك بقوله: "وبدأت أقف في الصف: قلمي عدتي وسلاحي من أجل مقاومة النفوذ الفكري الأجنبي والغزو الثقافي، غير أني لم أتبين الطريق فوراً، وكان عليّ أن أخوض في بحر لجي ثلاثين عاماً.. كانت وجهتي الأدب، ولكني كنت لا أنسى ذلك الشيء الخفي الذي يتحرك في الأعماق.. هذه الدعوة التغريبية في مدها وجزرها، في تحولها وتطورها".

بدأ "أنور الجندي" بميدان الأدب الذي بلغ اختراقه حداً كبيراً، حيث كان أكثر الميادين غزواً في حينها وأعلاها صوتاً وأوسعها انتشارًا، فواجه قمم هذا الميدان، مثل "طه حسين" و"العقاد" و"لطفي السيد" و"سلامة موسى" و"جورحي زيدان" و"توفيق الحكيم" وغيرهم، وأقام الموازين العادلة لمحاكمة هؤلاء في ميزان الإسلام وصحة الفكرة الإسلامية، فأخرج عشرات الكتب من العيار الفكري الثقيل مثل: "أضواء على الأدب العربي المعاصر"، و"الأدب العربي الحديث في معركة المقاومة والتجمع والحرية"، و"أخطاء المنهج الغربي الوافد"، و"إعادة النظر في كتابات العصريين في ضوء الإسلام"، خص منها "طه حسين" وحده بكتابين كبيرين، هما: "طه حسين وحياته في ميزان الإسلام"، و"محاكمة فكر طه حسين"؛ ذلك لأن "الجندي" كان يرى أن "طه حسين" هو قمة أطروحة التغريب، وأقوى معاقلها، ولذلك كان توجيه ضربة قوية إليه هو قمة الأعمال المحررة للفكر الإسلامي من التبعية، وخلال ذلك كان يتحرى الدقة والإنصاف، فقد جاءت كتاباته الرصينة منصفة في الوقت نفسه لأصحاب الفكرة الإسلامية الصحيحة من أمثال "مصطفى صادق الرافعي" و"علي أحمد باكثير" والسحار" و"كيلاني" و"تيمور".. وغيرهم من أصحاب الفكر المعتدل والأدب المتلزم.


إسهاماته

وكان الأستاذ "أنور الجندي" باحثاً دؤوباً وذو همة عالية، وهو يقول عن نفسه رحمه الله مبينا دأبه في البحث والاطلاع: "قرأت بطاقات دار الكتب، وهي تربو على مليوني بطاقة، وأحصيت في كراريس بعض أسمائها. راجعت فهارس المجلات الكبرى كالهلال والمقتطف والمشرق والمنار والرسالة والثقافة، وأحصيت منها بعض رؤوس موضوعات، راجعت جريدة الأهرام على مدى عشرين عاماً، وراجعت المقطم والمؤيد واللواء والبلاغ وكوكب الشرق والجهاد وغيرها من الصحف، وعشرات من المجلات العديدة والدوريات التي عرفتها في بلادنا في خلال هذا القرن، كل ذلك من أجل تقدير موقف القدرة على التعرف على (موضوع) معين في وقت ما".

وقد لقى "الجندي" في طريق جهاده بالكلمة الكثير من العناء والعنت، فقد تعرض للظلم والأذى، فضلاً عن أنه اعتقل لمدة عام سنة 1951م.

وقد أخذ "الجندي" على نفسه وضع منهج إسلامي متكامل لمقدمات العلوم والمناهج، يكون زادًا لأبناء الحركة الإسلامية ونبراساً لطلاب العلم والأمناء في كل مكان؛ فأخرج هذا المنهج في 10 أجزاء ضخمة يتناول فيه بالبحث الجذور الأساسية للفكر الإسلامي التي بناها القرآن الكريم والسنة المطهرة، وما واجهه من محاولات ترجمة الفكر اليوناني الفارسي والهندي، وكيف انبعثت حركة اليقظة الإسلامية في العصر الحديث من قلب العالم الإسلامي نفسه – وعلى زاد وعطاء من الإسلام - فقاومت حركات الاحتلال والاستغلال والتغريب والتخريب والغزو الفكري والثقافي.. ويذكر أن هذه الموسوعة الضخمة تعجز الآن عشرات المجامع ومئات المؤسسات والهيئات أن تأتي بمثلها، أو بقريب منها، وكان للقائه بالشيخ "حسن البنا" أثر في إخراج تلك الموسوعة.

كذلك كانت من القضايا الرئيسية التي شغلت حيزاً كبيراً من فكره، هي قضية تحكيم الشريعة الإسلامية، حيث كان يقول: "أنا محام في قضية الحكم بكتاب الله، ما زلت موكلاً فيها منذ بضع وأربعين سنة"، وقد صنف "الجندي" ما يربو على مائتي كتاب وأكثر من ثلاثمائة رسالة في مختلف قضايا المعرفة والثقافة الإسلامية، ومن أهم كتبه: "أسلمة المعرفة"، و"نقد مناهج الغرب"، و"الضربات التي وجهت للأمة الإسلامية"، و"اليقظة الإسلامية في مواجهة الاستعمار"، و"أخطاء المنهج الغربي الوافد"، و"تاريخ الصحافة الإسلامية"، وكان آخر كتبه هو كتاب "نجم الإسلام لا يزال يصعد"، وقد أوصى قبل وفاته بأن يتم تصنيف كتبه ومكتبته كلها، ثم دفعها لمؤسسة إسلامية تقوم بطرح هذه المكتبة للجمهور من القراء والباحثين للاستفادة منها، وقد شدد على أن كل تراثه الفكري يجب أن يكون وقفاً للمسلمين.



تكريمه

وقد حصل الأستاذ "الجندي" على جائزة الدولة التقديرية عام 1960، وشارك في العديد من المؤتمرات الإسلامية التي عقدت بعواصم العالم الإسلامي في الرياض والرباط والجزائر ومكة المكرمة والخرطوم وجاكرتا. كما حاضر في عدد من الجامعات الإسلامية مثل جامعة الإمام محمد بن سعود، والمجمع اللغوي بالأردن.

ومع كل هذا الجهد والنبوغ الذي جعله يتبوأ مكانة مرموقة بين كبار المفكرين والمدافعين عن الإسلام، إلا أنه كان زاهداً في الشهرة والأضواء وعاش رجلاً بسيطاً لا يعرف الثراء ولا الترف في المسكن أو الملابس وغير ذلك من أمور الحياة، وكان مع ذلك عفيفاً لا يقبل شيئا على محاضراته وأفكاره، بل حتى الجوائز التقديرية كان يرفضها ويأباها، وكان عندما يسئل عن ذلك يقول: "أنا اعمل للحصول على الجائزة من الله ملك الملوك"؛ ولهذا كان زاهداً في الأضواء وفي الظهور، ولم يكن يحبذ اللقاءات التلفزيونية أو الفضائية، وكان كل همه التأليف، وكان يدعو ربه دائماً بأن يعطيه الوقت الذي يمكنه من كتابة ما يريد؛ ولذلك فإن مشاركاته في الفضائيات كانت قليلة جداً تكاد تقتصر على بعض التسجيلات في أبو ظبي والرياض.


وفاته

وفي مساء الاثنين 13 ذي القعدة سنة 1422 هـ الموافق 28 يناير 2002م توفي إلى رحمة الله المفكر الكبير الأستاذ "أنور الجندي" عن عمر يناهز 85 عاماً قضى منها في حقل الفكر الإسلامي قرابة 70 عامًا يقاتل من أجل الحفاظ على الهوية الإسلامية الأصيلة ورد الشبهات الباطلة والأقاويل المضللة وحملات التغريب والغزو الفكري، فرحمه الله رحمة واسعة.

المصدر:http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D9%86%D9%88%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86% D8%AF%D9%8A

Amerhannini
06/11/2008, 08:29 PM
أنور الجندي.. رجل بكته الأرض والسماء

توفي الكاتب الإسلامي المرموق الأستاذ أنور الجندي، هذا الرجل الذي عاش للإسلام وعاش بالإسلام، عاش للإسلام ينافح عنه، ويدافع عن مبادئه، لم يتوانَ يوما في الذود عن حياضه، وكشف زيف من يحاربونه وإن تستروا بأستار تنطلي على كثير من الناس.

يحكي الأستاذ أنور الجندي أن أول من شجعه على الكتابة المنتظمة، الإمام الشهيد حسن البنا، وذلك عندما كان الأستاذ أنور معه في رحلة الحج في الأربعينيات، ثم طلب منه الأستاذ البنا أن يكتب خاطرة عن الحج، فكتب الأستاذ أنور خاطرة، يقول عنها: أعجب بها البنا أيما إعجاب، ثم قال لي: لماذا لا تستمر في الكتابة، إن لك قلما رشيقا، ومن الممكن أن يكون من الأقلام القوية إذا مرنته على الكتابة، واستمر عليها.

لقد أثر البنا تأثيرا كبيرا في أنور الجندي، حتى إنه من شدة تأثره به وضع صورة كبيرة للبنا في غرفة مكتبه، ولما سئل عن ذلك قال: أحب أن أرى هذا الرجل العظيم دوما، فرؤيته تمدني بهمة شديدة. كما أن حبه للبنا بلغ مبلغا شديدا لذا حرص الأستاذ أنور الجندي على أن يسكن قريبا من المركز العام، ليستمتع بسماع البنا في حديث الثلاثاء، ويكون على مقربة من أستاذه حسن البنا، وبلغ به تأثره بالبنا أن كتب كتابا كاملا عنه بعنوان: (حسن البنا الداعية المجدد والإمام الشهيد) ثم كتب بعد ذلك كتابا عن دعوة البنا تحت عنوان: (الدعوة الإسلامية في مواجهة التحديات) بين في مقدمة كتابه أنه يقصد بالدعوة هنا: دعوة الإخوان المسلمين.

وظل يكتب الأستاذ أنور الجندي مقالات متعددة المجالات في مجلة (الإخوان المسلمون) الأسبوعية، التي كان يصدرها المركز العام للإخوان المسلمين، وكان رئيس تحريرها الأستاذ صالح عشماوي رحمه الله، ومن هذه المقالات سلسلة مقالات كتبها الأستاذ الجندي عن (الرجولة المؤمنة) عام 1942م، ثم ناقشه فيها الأستاذ أحمد أنس الحجاجي وهو من كتاب المجلة ومن تلامذة حسن البنا، ويجمع بينه وبين الأستاذ أنور شيء علمي، فقد كتب الأستاذان كتابين عن حسن البنا: الأول بعنوان: روح وريحان للحجاجي، والآخر للأستاذ الجندي بعنوان: حسن البنا الداعية المجدد والإمام الشهيد. ولما كتب الأستاذ الحجاجي نقده للأستاذ الجندي حول مقالات (الرجولة المؤمنة)، وطال الرد بينهما أوقف الأستاذ حسن البنا النقاش بينهما، حتى لا يصل إلى الجدال المنهي عنه، وكان ذلك من منهج البنا رحمه الله.

ثم توالت كتابات الأستاذ الجندي تصدر تباعا، وكان من أول ما كتب قبل الثورة، كتابه: (اخرجوا من بلادنا) يقصد بذلك الإنجليز، وقد سجن بسبب الكتاب، ثم خرج من سجنه.



رغم المعافاة الثبات طريقه

ولما أتت محنة الإخوان المسلمين في سجون عبد الناصر، عافاه الله منها ومن أتونها، وكان ذلك من حكمة القدر حتى لا تخلو ساحة الدعوة من داع، فكان الغزالي يصدح بالحق على المنابر وفي الكتب، وكان أنور الجندي يبين الحق ولكن دون أن يكون اتجاهه الإسلامي بارزا، فقد كان يكتب في المجلات غير الإسلامية تراجم لقادة التحرر والثورة ذوي التوجه الديني، كعمر المختار وعبد القادر الجزائري، وغيرهما، وذلك في مجلة (المجتمع) المصرية ذات التوجه الاشتراكي في فترة الخمسينيات والستينيات. ويقول عن هذه الفترة: (لقد كان من إيماني أن يكون هناك صوت متصل، وإن لم يكن مرتفعا بالقدر الكافي ليقول كلمة الإسلام ولو تحت أي اسم آخر، ولم يكن مطلوبا من أصحاب الدعوات أن يصمتوا جميعا وراء الأسوار).

ولعل الأستاذ الجندي بذلك يعتذر عن كتابته في مثل هذه المجلات، التي لم يكن توجهها إسلاميا، ولكن ما ذنبه وكل صحيفة تصدع بالحق مصادرة، وكل داعية يعلن بدينه مصيره وراء قبضان سجون ومعتقلات عبد الناصر. وقد بلغ به التستر وعدم الظهور بحقيقة موقفه من دعوة حسن النبا، أن طلب منه أن يكتب مقالا يهاجم فيه جماعة الإخوان المسلمين، وكان ذلك موضع اختبار له، فإن رفض أخذ برفضه وكشف ما أخفاه عنهم، وإن قبل فقد خان الدعوة التي تربى على يد إمامها ومؤسسها، وقد أخرجت وزارة الأوقاف المصرية كتابا تحت عنوان: (رأي الدين في إخوان الشياطين)، وقد كتب فيه الأستاذ الجندي مقالا لم يهاجم فيه دعوة الإخوان كما فعل غيره، ولكنه بحنكة الداعية الأريب كتب مقالا يهاجم فيه الإرهاب بصفة عامة دون أدنى إشارة للإخوان المسلمين من قريب أو بعيد، ولعل أحدا لا يشارك الأستاذ الجندي الإنصاف في الكتابة في هذا الكتاب، اللهم إلا الدكتور أحمد شلبي، الذي كتب كتابة منهجية لم يهاجم فيها الإخوان، إنما فعل مثل ما فعل الأستاذ الجندي، وقد كان يعتز بذلك الدكتور شلبي أنه لم يداهن عبد الناصر، ولم يلب دعوة وزارة الأوقاف في الطعن في الإخوان، وتلك فتنة قل من يخرج منها دون أذى من الدعاة.

كما كان للأستاذ الجندي ميول أدبية، وقد برز ذلك في كتابه: (المعارك الأدبية) والذي طبعته مكتبة الأنجلو بالقاهرة، وإن اهتم فيه بالجانب التاريخي لهذه المعارك أكثر من أي جانب.

اهتمت كتابات الأستاذ الجندي بكشف الزيف والأباطيل التي راجت وانطلت على الكثير من المثقفين، فأخذ يحذر من كتب طفحت بالسموم والزيف، فكتب كتابه (سموم الاستشراق والمستشرقين في العلوم الإسلامية) محذرا من كتب لا يعتمد عليها في التاريخ ولا في الدين، منها كتاب (الأغاني) وكتاب (كليلة ودمنة) وغيرهما من الكتب.

كما حذر من كتَّاب اشتهروا بيننا بالكتابات الإسلامية، فحذر من كتابات محمد حسين هيكل وما يعتريها من تفكير مادي، وكتب طه حسين وما يعتريها من تزييف لحوادث التاريخ، وكتب جورجي زيدان وما تطفح به من سموم ضد الإسلام، وأحقاد ضد حضارته وتراثه، ثم بين الدعاة الأصلاء من الدخلاء، وذلك في كتابه (اليقظة الإسلامية في مواجهة التغريب).

كما حذر رحمه الله من رموز سياسية أحاطتهم الأمة بهالة من التوقير، فكشف موقفهم من الإسلام وقيمه.


الزهد طريقه والآخرة غايته

عاش الأستاذ أنور الجندي للإسلام كما رأينا، وعاش بالإسلام وأخلاقه، فقد كان من خلق الرجل ـ كما حدثني من عاشروه ـ أنه لم يكن يعنى بجمع المال، ولو أراد ذلك لفعل فقد كان للأستاذ حضور في عدد من صحف الخليج وغيرها، على رأسها مجلة (منار الإسلام) الظبيانية، فقد كان يكتب فيها مقالا ثابتا في باب ثابت له عنوانه (في ميزان الإسلام). وقد نشرت المجلة في أحد أعدادها إعلانا تطلب منه أن يوافيهم بآخر عنوان له حتى ترسل له مكافأته على الكتابة في المجلة. وتشكو المجلة من تراكم مستحقاته المالية عندهم.

كما حدثني أحد الإخوة العاملين في شركة (سفير) أنهم عندما كانوا يكتبون دائرة المعارف التي أصدرتها الدار، وقد كلف هذا الأخ بمتابعة الأستاذ أنور في إشرافه على بعض مواد الموسوعة، أن الأستاذ أنور رفض تقاضي أي قدر من المال.

وحدثني الأستاذ محمد علي دولة صاحب دار القلم بدمشق أنه في يوم من الأيام ذهب إليه الأستاذ أنور الجندي بكتاب جديد له لينشره، وقد عرض عليه الأستاذ أنور مالا ليطبع به الكتاب! فقال له الأستاذ دولة: يا أستاذ أنت المؤلف، والمفروض أن تأخذ أنت لا تدفع، ويبدو أن الأستاذ أرهق من سوء المعاملة المادية من بعض دور النشر، وهذا ما لم ينج منه مؤلف إلا القليل.

وحكت لي ابنته السيدة فايزة أنور الجندي، أنه كان يصحبها معه دوما في محاضراته التي تحضرها النساء، ولما سئل عن ذلك من النساء ـ وذلك في العهد الناصري ـ يقول مازحا: إن ابنتي محرم لي بينكن!

كان الأستاذ أنور الجندي يحترم عقلية القارئ الذي يقرأ له، وكان لا يقدم على كتابة كتاب إلا إذا رأى فائدة ترجى من ورائه، وكان لا يقدم على كتابة موضوع أو إبداء رأي إلا إذا كان ملما به إلماما كاملا، وأذكر مرة أن جريدة (المسلمون) السعودية قد أجرت حوارا بين عدد من الدعاة عن الإرهاب، وذلك بمناسبة حوادث الإرهاب والتطرف في مصر، وأدلى كل من سئلوا في الموضوع بدلوهم، ما بين من تكلم عن علم بالموضوع، وما بين من تكلم دون إلمام به، وكان من بين من سئلوا الأستاذ أنور الجندي، فرفض الإجابة عن الأسئلة، وعلل ذلك بأنه لم يتصور الحادثة جيدا، وأنه غير ملم بالموضوع إلماما يجعله يتكلم فيه ويجزم برأي.

كانت أول مرة ـ وآخر مرة ـ رأيت فيها الأستاذ أنور الجندي، في شهر ديسمبر 2001م، عندما اتصل بي أحد الدعاة إلى الله يصف حالة الأستاذ الجندي، وما وصل إليه من تدهور في صحته، وقلة في المال، جعلته لا يجد تكلفة علاجه، وهذا كثيرا ما نسمع به عن علمائنا ودعاتنا، وللأسف في الوقت الذي تعالج فيه الدولة الفنانين والفنانات الذين ملئوا الدنيا بفسادهم، كما رأينا عددا من الدعاة رفضت الدولة معالجتهم على حسابها، وذلك لوقوفهم في مواقف معارضة لها، وما كانت مواقفهم عن هوى، وماذا كان يسعهم إلا أن يقولوا الحق أينما كان ولا يبالون ما يكون وراءه!

والغريب أن الأستاذ لم يكن لديه حساب في البنك، لأنه لا رصيد له أصلا، فالرجل كان ينفق ريع كتبه القديمة -التي بلغت المائة كتاب- على كتبه الجديدة ليساعد في نشرها، وحتى لا يقف نشرها عند قلة المورد المالي، وهذا يضاف إلى خلال الرجل.

رحم الله الأستاذ أنور الجندي، جزاء ما قدم لأمته، وعوضها الله خيرا في مصابها، فإن المصاب ـ حقا ـ جلل، وإنا لله وإنا إليه راجعون.




بعض مؤلفات أنور الجندي

- أقباس من السيرة العطرة.

- السلطان عبد الحميد والخلافة الإسلامية.

- اليقظة الإسلامية في مواجهة التغريب.

- عبد العزيز الثعالبي رائد الحرية والنهضة الإسلامية 1879م- 1944م.

- عبد العزيز جاويش من رواد التربية والصحافة والاجتماع.

- القيم الأساسية للفكر الإسلامي والثقافة العربية.

- قضايا الشباب المسلم.

- قضايا العصر ومشكلات الفكر تحت ضوء الإسلام.

- قضايا مثارة تحت ضوء الإسلام

- اليقظة الإسلامية في مواجهة الاستعمار.

- اليقظة الإسلامية في مواجهة الاستعمار: منذ ظهورها إلى أوائل الحرب العالمية الأولى.

- يوم من حياة الرسول.

- الوجه الآخر لطه حسين من مذكرات السيدة سوزان "معك".

- وحدة الفكر الإسلامي: مقدمة للوحدة الإسلامية الكبرى.

- وذكرهم بأيام الله.

- هزيمة الشيوعية في عالم الإسلام.

- هل غيّر الدكتور طه حسين آراءه في سنواته الأخيرة؟

- نوابغ الإسلام

- نظريات وافدة كشف الفكر الإسلامي زيفها.

- نظرية السامية: مؤامرة على الحنيفية الإبراهيمية.

- نحن وحضارة الغرب.

- نحو بناء منهج البدائل الإسلامية للنظريات والأيديولوجيات والمفاهيم الغربية الوافدة.

- موقف الإسلام من العلم والفلسفة الغربية.

- مؤلفات في الميزان.

- مناهج الحكم والقيادة في الإسلام

- من طفولة البشرية إلى رشد الإنسانية

- كيف يحتفظ المسلمون بالذاتية الإسلامية في مواجهة أخطار الأمم؟

- مقدمات العلوم والمناهج: محاولة لبناء منهج إسلامي متكامل

- ابتعاث الأسطورة.. مواجهة جديدة تواجه الفكر الإسلامي

- آفاق جديدة للدعوة الإسلامية في عالم الغرب

- أخطاء المنهج الغربي الوافد: في العقائد والتاريخ والحضارة واللغة والأدب والاجتماع

- الاستشراق

- الإسلام تاريخ وحضارة

- الإسلام في أربعة عشر قرنا

- الإسلام في مواجهة الفلسفات القديمة

- الإسلام في وجه التغريب : مخططات التبشير والاستشراق

- الإسلام في وجه التيارات الوافدة والمؤثرات الأجنبية

- الإسلام وحركة التاريخ: رؤية جديدة في فلسفة تاريخ الإسلام

- الإسلام والدعوات الهدامة

- الإسلام والعالم المعاصر: بحث تاريخي حضاري

- الإسلامية نظام مجتمع ومنهج حياة

- أسلمة المناهج والعلوم والقضايا والمصطلحات المعاصرة

- أضواء على الأدب العربي المعاصر

- إطار إسلامي للفكر المعاصر

- إطار إسلامي للفكر المعاصر: الإسلام

- إعادة النظر في كتابات العصريين في ضوء الإسلام

- اعرضوا أنفسكم على موازين القرآن

- أعلام الإسلام: تراجم الأسماء البارزة منذ عصر النبوة إلى اليوم

- أعلام القرن الرابع عشر الهجرى: أعلام الدعوة والفكر

- أعلام وأصحاب أقلام

- الانقطاع الحضاري

- أهداف التغريب في العالم العربي

- البطولة في تاريخ الإسلام

- بماذا انتصر المسلمون؟

- بناء منهج جديد للتعليم والثقافة على قاعدة الأصالة

- تاريخ الإسلام في مواجهة التحديات

- تاريخ الدعوة الإسلامية في مرحلة الحصار من حركة الجيش إلى كامب ديفيد

- تاريخ الغزو الفكرى والتخريب: خلال مرحلة ما بين الحربين العالميتين 1920_ 1940

- تأصيل اليقظة وترشيد الصحوة

- التبشير الغربي

- تحديات في وجه المجتمع الإسلامي

- تراجم الأعلام المعاصرين في العالم الإسلامي

- التربية وبناء الأجيال في ضوء الإسلام

- ترشيد الفكر الإسلامي

- تصحيح أكبر خطأ في تاريخ الإسلام الحديث: السلطان عبد الحميد والخلافة الإسلامية

- تصحيح المفاهيم في ضوء القرآن الكريم والسنة النبوية

- التغريب: أخطر التحديات في وجه الإسلام

- الثقافة العربية الإسلامية أصولها وانتماؤها

- جوهر الإسلام

- جيل العمالقة والقمم الشوامخ في ضوء الإسلام

- حتى لا تضيع الهوية الإسلامية والانتماء القرآني

- حركة تحرير المرأة في ميزان الإسلام

- حركة الترجمة

- حركة اليقظة الإسلامية في مواجهة النفوذ الغربي والصهيونية والشيوعية

- حقائق عن الغزو الفكرى للإسلام

- خصائص الأدب العربي

- خصائص الأدب العربي في مواجهة نظريات النقد الأدبي الحديث

- الخلافة الإسلامية

- الخنجر المسموم الذي طعن به المسلمون

- دراسات إسلامية معاصرة: الاقتصاد الإسلامي

- دراسات إسلامية معاصرة: الأدب، اللغة

- دراسات إسلامية معاصرة: الأصالة في مواجهة المعاصرة والاقتباس وسلم القيم

- دراسات إسلامية معاصرة: النفس، الفرويدية

- سقوط العلمانية

- سقوط نظرية دارون

- السلطان عبد الحميد: صفحة ناصعة من الجهاد والإيمان والتصميم لمواجهة...

- سموم الاستشراق والمستشرقين

- سيكولوجية الفروق بين الأفراد والجماعات

- الشباب المسلم: مشاكله وقضاياه في مواجهة تحديات العصر

- شبهات التغريب في غزو الفكر الإسلامي

- شبهات في الفكر الإسلامي

- الشبهات المطروحة في أفق الفكر الإسلامي

- الشبهات والأخطاء الشائعة في الفكر الإسلامي

- شخصيات اختلف فيها الرأي

- الشرق في فجر اليقظة : صورة اجتماعية للعصر من 1971 الى 1939

- الشعوبية في الأدب العربي الحديث

- الصحافة السياسية في مصر منذ نشأتها إلى الحرب العالمية الثانية

- الصحافة والأقلام المسمومة

- الصحوة الإسلامية: منطلق الأصالة وإعادة بناء الأمة على طريق الله

- صفحات مجهولة من الأدب العربي المعاصر

- صفحات مضيئة من تراث الإسلام

- الطريق إلى الأصالة

- الطريق إلى الأصالة والخروج من التبعية

- الطريق أمام الدعوة الإسلامية

- طه حسين : حياته وفكره في الإسلام

- العالم الإسلامي والاستعمار السياسي والاجتماعي والثقافي

- عالمية الإسلام

- عقبات في طريق النهضة: مراجعة لتاريخ مصر الإسلامية منذ الحملة الفرنسية إلى النكسة

- عقيدة الكاتب المسلم

- على الفكر الإسلامي أن يتحرر من سارتر وفرويد ودوركايم

- العودة إلى المنابع : دائرة معارف إسلامية

- الفصحى لغة القرآن

- الفكر الإسلامى والتحديات التي تواجه في مطلع القرن الخامس عشر الهجري

- الفكر البشري القديم

- الفكر والثقافة المعاصرة في شمال أفريقيا

- الفنون الشعبية

- في مواجهة الفراغ الفكري والنفسي في الشباب

- القاديانية : خروج على النبوة المحمدية

- كتاب العصر تحت ضوء الإسلام

- الضربات التي وجهت للانقضاض على الأمة الإسلامية

- ماذا يقرأ الشباب المسلم؟

- محاذير وأخطار في مواجهة إحياء التراث والترجمة

- المحافظة والتجديد في النثر العربي المعاصر في مائة عام 1840م-1940م.

– المخططات التلمودية الصهيونية اليهودية في غزو الفكر الإسلامي

- المد الإسلامي في مطالع القرن الخامس عشر

- المدرسة الإسلامية : على طريق الله ومنهج القرآن

- المرأة المسلمة في وجه التحديات

- مصابيح على الطريق

- مصححو المفاهيم : الغالي، ابن تيمية، ابن حزم، ابن خلدون

- الدعوة الإسلامية في عصر الصحوة : قضايا السياسية والاجتماع والاقتصاد

- الإسلامية نظام مجتمع ومنهج حياة

- الأعراض موسوعة طبية أمريكية

- المثل الأعلى للشباب المسلم

- المساجلات والمعارك الأدبية في مجال الفكر والتاريخ والحضارة

- المسلمون في فجر القرن الوليد

- المعارك الأدبية في مصر منذ 1914 _ 1939

- المعاصرة في إطار الأصالة

- معالم تاريخ الاسلام المعاصر

- معالم التاريخ الاسلامى المعاصر من خلال ثلاثمائة وثيقة سياسية ظهرت خلال القرن

- معلمة الإسلام

- مفاهيم النفس والأخلاق والاجتماع في ضوء الإسلام

- مؤامرة تحديد النسل وأسطورة الانفجار السكاني

- المؤامرة على الفصحى : لغة القرآن

- كمال أتاتورك وإسقاط الخلافة الإسلامية

- أحمد زكي الملقب بشيخ العروبة: حياته- آراؤه- آثاره

- فضائح الاحزاب السياسية في مصر: السياسة والزعماء.. والرشوة واستغلال النفوذ

- مستقبل الإسلام بعد سقوط الشيوعية

- أصالة الفكر الإسلامي في مواجهة التغريب والعلمانية والتنوير الغربي: قضايا الأدب

- قراءة في ميراث النبوة: إطار إسلامي للصحوة الإسلامية

- حسن البنا الداعية الإمام والمجدد الشهيد

Amerhannini
06/11/2008, 08:50 PM
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وجزاه عنا وعن أمتنا خير الجزاء.


آمين

حسن بن عزيز بوشو
11/01/2009, 05:29 PM
حياك الله وجازاك خيرا على عملك الجليل.

ما أحوج أجيال أمتنا إلى أن تطلع على سير المتميزين

وتقتدي بهم.

مع أسمى مشاعر الود والتقدير.

أحمد المدهون
28/04/2012, 03:16 PM
الأستاذ عامر الهنيني،

حريّ بنا أن نقف عند جهود هذا الرجل العلمية، في الذود عن الإسلام وتاريخ المسلمين.

"الغريب أن الأستاذ لم يكن لديه حساب في البنك، لأنه لا رصيد له أصلا، فالرجل كان ينفق ريع كتبه القديمة -التي بلغت المائة كتاب- على كتبه الجديدة ليساعد في نشرها، وحتى لا يقف نشرها عند قلة المورد المالي، وهذا يضاف إلى خلال الرجل."

هذا رجل في زمن الغربة.

تحياتي.

سعيد نويضي
29/04/2012, 03:44 PM
http://www.wata.cc/forums/mwaextraedit6/extra/81.gif




سلام الله على الفاضل عامر الهنيني...

رحم الله الفقيد و أسكنه فسيح جناته و جعل له بكل حرف حسنة و بكل حسنة أضعاف أضعافها و الله يضاعف لمن يشاء...و غفر لنا و له و جزاه ألف خير على ما خلفه من علم و معرفة ينتفع بها إلى يوم الدين...و جعل خلفه على المحجة البيضاء ليلها كنهارها...

إليكم رابط كتاب شهادة العصر و التاريخ

http://www.4shared.com/office/G6Qk-TdF/___.htm

سقوط الأيديولوجيات و كيف يملأ الفراغ الإسلام

http://www.4shared.com/office/9zlJ4sLS/________-__.htm

و هنا مجموعة مؤلف المفكر الراحل رحمه الله رحمة واسعة

http://www.4shared.com/get/AWSt7MQQ/___.html

كتاب التيارات الوافدة

http://www.4shared.com/get/AWSt7MQQ/___.html

رجال اختلف فيهم الرأي من أرسطو إلى لويس عوض

http://www.4shared.com/office/l7wy3Xmz/__-________.htm

تاريخ الصحافة 1

http://www.4shared.com/office/Jecf2fdz/____1_-__.htm

تاريخ الصحافة 2

http://www.4shared.com/office/Jecf2fdz/____1_-__.htm

رسائل مختلفة و متنوعة

http://www.4shared.com/get/JtJJu7mZ/__-_______.html



موقع المفكر الأستاذ العلامة رحمه الله رحمة واسعة: http://anwaralgendi.com/


و للحديث بقية قراءة ممتعة و دعوة بظهر للغيب لنا و لأهل واتا و للمفكر رحمه الله رحمة واسعة...

السعيد ابراهيم الفقي
29/04/2012, 07:24 PM
رحم الله العلامة أنور الجندي
وأسكنه فسيح جناته
وجازاه الله ألف خير عن أمة الاسلام
وأمة العرب
ومصر
وجعل الله جهده وفكره وموسوعاته ورسائله
في ميزان حسناته
و

حسبنا أننا تلاميذ هذا الغيور العملاق
@@@
الاستاذ عامر الهنيني...
حفظك الله وجازاك الله ألف خير