المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وفى نفسه شىء من حتى؟؟؟



محمد السنوسى الغزالى
08/11/2008, 08:20 PM
وفى نفسه شىء من حتى؟؟؟
محمد السنوسى الغزالى

ذات خريف ثمانينى كتبت صحيفة مهنية عن احتفالية لااذكر مناسبتها الآن ومن ضمن ما ساقته من تغطية انه قد : حضر الاحتفالية (فلان وفلان وفلان وفلان) ثم ذيل الصحفى هذا التتالى بالكتابة ( وحضر حتى على مصطفى المصراتى!! ) والصحفى ربما لايقصد التصغير من شأن شيخنا لكن النتائج كانت على غير ما يشتهى!! ..فظهر العدد الذى يليه بمقال طويل للاستاذ على مصطفى المصراتى عنوانه بالبنط العريض والكبير ( يموت الانسان وفى نفسه شىء من حتى)!! وتعرفون طبعا ان شيخنا الرائع ذرب اللسان جرار القلم لا يحتاج الى وقفات او استرسالات يستقيها فلديه مخزون هائل من العبارات المناكفة... والشيخ على تربطنى به كل الاواصر الطيبة منذ طفولتى لانه كان صديقا لوالدى ( رحمه الله)..واذكر لحظة نشر المقال انى ذهبت للشيخ وعاتبته وقلت له: ( لماذا شرشحت الرجل فإنه لايقصد)...ضحك ضحكته المعهودة التى نعرفها وقال لى ( انك غرير..ومازلت طفلا كما اعرفك..عندما تتجاوز الخمسين ..تعال مرة اخرى وعاتبنى اذا استطعت)!! ولم افهم..لكنه لم يضف حرفا واحدا ً ودخل في موضوع آخر...
منذ اكثر من شهر حولت لى زميلة عربية( من عُمان) رابط عبر شبكة المعلومات لتغطية صحفية حول ذكرى الراحل الجميل ( على الفزانى) في احد المواقع الليبية المحلية وارفقت الرابط بجملة قالت فيها( اقرأ وتمعن ما الذى تكتبونه) وكيف هى طريقة تغطيتكم لمناشطكم؟؟..
قرأت التغطيه لم اجد فيها ما يثير الانتباه..واعترف انه في البداية قد عجز جهازى المفاهيمى عن ادراك ما تعنيه الزميلة العزيزة..لقد قرات وتمعنت عدة مرات فلم اجد ما يثير الانتباه ..وخجلت ان اسأل الزميلة عن قصدها..فقد تضخمت ( الانا) كالعادة وقلت لايمكن ان اظهر لها انى لااعرف كل شىء!!!؟؟؟
واعدت القراءة على طريقة اصدقائى التفكيكيين في الوسط وخاصة محمد المالكى..واكتشفت ان هذه الطريقة الجبرية جميلة وتكتشف كثير من المعانى..التغطية الصحفية تحدثت عن مشاركتى بطريقة غير حرفية اطلاقا ..تحكم عليها من اول قراءة بالقصدية ..فماذا تقول التغطية في جزء منها ( حضر الاستاذ والاستاذ الاديب الكبير والشاعرة والصحفية ووو الخ..ثم تذيل ذلك بالقول الكاتب والصحفي ( محمد السنوسي الغزالي )الذى وصف ( على الفزاني ) بالكاتب الكبير)الخ...عندئذ ادركت بان المعنى بانى لست استاذا ولا كاتبا...وفى تغطيه لنفس المناسبة اسقط اسمى تماما في صحيفة الجماهيرية..اعترف انى انزعجت في البداية..ورجعت الى التفكيك..فقلت اذا اسقطتنى مثل هذه التغطيات فلابد ان الخلل لدى وليس لديهم..هذا اذا كانت تغطيات تتوخى الحرفية في الكتابة !!.. وتذكرت كم من طوابير الاساتذة والاستاذات لدينا!! لدرجة ان صفة الاستاذ تعنى لى احيانا وكأنها سبة مقذعة!!.. ولذلك اتضايق من بعض الزملاء والزميلات الذين يخاطبوننى بهذه الصفة..وكانهم يجعلون منى كاالذى يحمل اسفارا!!..او هكذا يتراءى لى... مع احترامى للقاص محمد عقيلة العمامى الذى كان من المحظوظين بهذه الصفة في التغطية الانترنتية!!
وتذكرت ما قاله لى الشيخ المصراتى منذ ربع قرن..واعترف انى لم اعد استطيع معاتبته..واذا كان فى ذلك الزمن توجد مسافات عُرفت في الابداع ..فالآن قد ضاعت هذه المسافات واصبحت عبارة عن سداح مداح او على راى غوار( كل من ايدو الو)!!.. ورحم الله ذلك الامام الذى كان يحضر خطبةاحد العامة وهو جالس وقد مد احدى رجليه.. فلامه على ذلك وقرعه واعلمه انه ليس من الادب واللياقة الجلوس على هذا النحو وهو يخطب في الناس..لكن الامام لم ينبس بحرف واسترسل الرجل في خطبته ووعظه الركيك ..وعند نصف الخطبة مد الامام رجله الثانية وقال بصوت جهورى :
- لفد جاز للإمام ان يمدالاخرى!!
و بعد ايام وصلتنى رسالة اخرى من الزميلة العربية..قالت فيما قالت :( لاتحزن..فالكبير دائما كبير وان حاصرته الصغائر) ..ثم تقول ايضا( لدينا هنا اوركسترا لاتقل إيلاما ً..اوركسترا كرسها الاعلام وعمل على تسويقها..لكنها تظل صغيرة )..!!
وانا هنا لاابحث عن استذة فهى تحتاج الى وقت وجهد وعرق وثنى للركب على طريقة ذلك الامام..لكنى اثق ايضا ان بعض الاسماء التى ذكرت بانها كبيرة تحتاج الى وقت وجهد مثلى !! والا كيف تكون الحوافز وكيف تكون المسافات التى تجيز مثل هذه الحوافز...ورحم الله الصادق النيهوم الذى ذكر ذات يوم بانه ليس باحثا ولا علميا ولايكتب شيئا ، مع انه شيخ الباحثين وسيد الكلمة المعنى...