المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لقد أخطأتِ يا حماس!



د. محمد اسحق الريفي
10/11/2008, 12:01 AM
لقد أخطأتِ يا حماس!

م. بدر الدين مدوخ
كاتب فلسطيني
http://alhaqaeq.net/default.asp?rqid=200&secid=5&art=87709

برغم حبنا لحركة حماس لكونها حركة إسلامية تحمل برنامج تحرري لأولى القبلتين و ثالث الحرمين ، وكذلك حبنا لباقي الحركات التحررية الإسلامية ، وتأييدنا لكل حركات التحرر العالمية التي تسعى للحرية الصحيحة، إلا أن هذا الحب لن يمنعنا من معاتبة هذه الحركة – حركة حماس – بصفتها الأمل المنشود في التغيير و الإصلاح ، والنموذج الأمل لكل عشاق فلسطين.

ذهبت حركة حماس للقاهرة للتشاور بشأن الحوار لأجل المصالحة بين الفصائل الفلسطينية و خصوصاً حركتي فتح وحماس ، لكنها ذهبت للأسف دون مقابل يجنيه أهل غزة و أنصار المشروع الإسلامي ، حيث صبروا و ما زالوا يصبرون و عانوا و ما زالوا صامدين حباً في التغيير و أملاً في الإصلاح بهدف التحرر من الفساد و الإحتلال ، فماذا جنوا من الذهاب و الإياب لهذه الوفود للقاهرة؟

لقد أخطأت حماس في قبولها بالتشاور مع القيادة المصرية قبل فتح معبر رفح ، حيث المرضى يموتون ، و الجرحى يعانون ، و النسيج الإجتماعي في خطر حيث العائلات الفلسطينية معظمها لها أقارب و أصهار في الخارج لم ترها منذ سنين ، و الطلاب ما زالوا يعانون ، و المتخصصون ما زالوا يمنعون من حرية التنقل لمواصلة أبحاثهم ، و المواد بكافة أنواعها ما زالت ممنوعة ، فالقطاع البناء و المشاريع و التطوير متوقف ، و آلاف العمال واقفون عن العمل ، ومئات الأسر تضررت من جراء ذلك ، بالإضافة للقطاع الصناعي المشلول و الذي بدأ يتضرر و يدمر لعدم توفر المواد الأساسية ، بالإضافة للحق الطبيعي لكل إنسان بالسفر و التنقل عبر الموانئ البرية و البحرية و الجوية الخاضعة لبلده على الأقل. و لاننسى في هذا المقام منع رموز الشعب و الشرعية من حرية المرور و التواصل مع العالم الخارجي و هو ما يعني ضمناً احتقار الطرف المصري و سلطة عباس للقرار الحر الفلسطيني.

الأهم مما سبق أن حماس أخطأت خطأً استراتيجياً بمجرد المشاركة في جولات التشاور قبل فتح المعبر بشكل رسمي لما في ذلك تعزيز لموقف العدو و سلطة رام الله بتكبيل الشعب الفلسطيني باتفاقيات كاتفاقية المعابر ، ويمثل ترسيخاً لشرعية الرئاسة دون الحكومة و المجلس التشريعي لاعتبار أن السلطة فقط هي من يمثلها محمود عباس و حاشيته و إن كانت أقلية. إن الأوضاع الفلسطينية الحالية جيدة لخلق واقع جديد يقول لا لأي اتفاقية تنتقص من كرامة الشعب الفلسطيني و سيادته ، هذا الواقع الذي يجب أن نلزم المحيط الخارجي بالتعامل معه و احترامه ، و المشاركة في المشاورات ، ناهيك عن المشاركة في الحوار نفسه ، كانت ورقة مهمة لانتزاع هذا الحق انتزاعا.

لقد أخطأت حماس بالموافقة بالتشاور من أجل المصالحة ، وأجهزة السلطة في الضفة ما زالت تفتخر بعمالتها للإحتلال ، فتعتقل المقاومين و تغلق الجمعيات و تصادر الحريات و تفرط في الحقوق.

إن من الأخطاء الإستراتيجية أن توافق حماس على المشاركة و السفارة المصرية في رام الله بعدما كانت في غزة ، و الحكومة المصرية ما زالت تتعامل مع الحكومة اللاشرعية في رام الله و لا تريد التعاون مع الحكومة الشرعية في غزة بقيادة إسماعيل هنية ، لأن هذا يعني أن أي حكومة قادمة و أي نواب للشعب يجب أن يكونوا على مقاس الرباعية و العقلية المنهزمة العربية و التي باتت الجامعة العربية رمز هذه الإنحدار و الإنهزام النفسي الذي هو نتيجة طبيعية للثقافة الإنهزامية التي مورست منذ عقود على العقلية العربية.

كان ينبغي لحماس أن ترسل إسماعيل هنية للحوار و أن تستقبله الحكومة المصرية بشكل رسمي و من أرفع المستويات في القاهرة ، لأن الإستمرار في الحوار دون الإعتراف بمن اعتراف بالشرعية الحقيقية ستتحمل حماس – شاءت أم أبت - نتائجه ، وكما قال سيدنا عثمان حينما أرادوا أن يجبروه على التنحي عن الحكم "قميص سربلنيه الله لا أخلعه" ، لأن الإسلام يرفض أن يكون الحكم و سياسة الناس ألعوبة في يد الطائشين و المتعجلين ، الذي تحركهم قوى خفية بدوافع خبيثة تتقمص الواقعية الإنهزامية لا الحقيقية تارة ، وتتقمص دوافع خبيثة أخرى في أوقات أخر.

لقد أخطأت حماس لتتشاور في المصالحة – إن صح التعبير – و جزء كبير من نواب الشعب في السجون الصهيونية و على رأسهم رئيس المجلس التشريعي د.عزيز دويك ، والكل يعلم أن هذا الإعتقال متهمة في المشاركة فيها أجهزة الأمن "الإسرافلسطينية" ، و نضيف على ذلك رفض فتح ممثلة بنوابها في التشريعي بالإعتراف بالتوكيلات التي أرسلها النواب من السجون لزملائهم في المجلس ليواصلوا العمل و ينوبون عنهم ، حتى تبجح كبيرهم عزام الأحمد بأنه لا يعترف بأحمد بحمر كرئيس للمجلس التشريعي في الوقت الذي يستلم فيه د. أحمد بحر رسالة رسمية من رئيس البرلمان الأوروبي كاريكوس لزيارة البرلمان الأوروبي ، مع أن عزام هذا يتبجع هو و قومه بدعمه من الشرعية الأوروبية و الأمريكية ، غير آبه بالشرعية العقائدية و الوطنية و الفلسطينية ، وكأننا كفلسطينيين و عرب و مسلمين رعاع ننساق كالأغنام من هذا و ذاك "فاستخف قومه فأطاعوه ، إنهم كانوا قوماً فاسقين".

و يتواصل الخطأ بالقبول بالتشاور و بعض قادة القسام في السجون المصرية ، هؤلاء القادة المطلوبون للعدو - و الذين لا يقلوا مكانة في تاريخ التحرر العربي و الإسلامي عن جمال عبد الناصر و لا سعد زغلول و لا أحمد عرابي و لا الأبطال الذين عبروا خط برليف و لا غيرهم من الأبطال عبر التاريخ - و لقد أخبر من اعتقلوا ، في سجون عمر سليمان الذي تحاوره حماس ، أنهم عذبوا و سئلوا عن مكان شاليط و عن أماكن تواجد قادة حماس أثناء القصف !

لقد أخطأت حماس أصلاً في قبولها بمصر كوسيط مع العدو بشأن الهدنة و شاليط ، ليس لأن مصر ليس طرفاً نزيها ، بل لأنه من الخطأ أن نعترف باتفاقية كامب ديفيد بطريق غير مباشر حيث نجسد الهدف منها و هو تحييد مصر عن الصراع ، فمصر يجب أن تكون طرفاً في الصراع بل رأس الحربة بدلاً من الحيادية. لقد كانت المقاومة في لبنان أكثر فهماً حينما اختارت وسيطاً كألمانيا.

على حماس أن ترهن مشاركتها بالحوار بمدى استجابة العالم و على رأسه مصر لمطالب الفلسطينيين و على رأسها فك الحصار و إعادة الإعتبار للقانون و للتشريعي و للحكومة الشرعية و قبل ذلك للمقاومة ، و أن يحاكم بعد تحقيق من كان السبب فيما حصل من أحداث و إراقة دماء ، وأن يضمن العرب تنفيذ قراراتهم القاضية بفك الحصار و إنفاذ لجنة التحكيم التي أقرتها جامعة الدول العربية.

هذا ما نقوله حرصاً على الثوابت ، لا تجريحاً ، بل منطلقاً من شدة حرصنا على الوطن و المشروع التحرري الإسلامي. و كذلك من منطلق حبنا لهذه الحركة – حركة حماس – التي هي الأمل في هذا العصر و خصوصاً أنها تتبنى المنهج الإسلامي الذي هو وحده القادر على الصمود و التحدي و التحرر.

عيسى عدوي
10/11/2008, 12:55 AM
من كان منكم بلا خطيئة ....فليرمها بحجر

مودتي لكم جميعا

Dr. Schaker S. Schubaer
10/11/2008, 11:44 AM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الأمين

لوحة رقم (01): التفكير في البدائل
شكراً لأخي الكريم المجاهد الكبير المرابط الأستاذ الدكتور محمد الريفي على عرضه هذا المقال، وفي الحقيقة منذ فترة وأنا أفكر في وضع حكومة حماس الشرعية، والمواجهات التي تقابلها، وهي في بعض الأحيان تتسامح في أشياء تراها هامشية، لأنها لا تريد أن تعقد من الموقف عليها، أعانها الله على تلك الضغوط. يعني خذ على سبيل المثال، يقولوا عنها الحكومة المقالة، بالرغم من أن الدستور يقول إذا أقيلت تبقى حكومة تسيير أعمال إلى أن تأتي حكومة شرعية تحل محلها. وعندما يأتي ذكر حكومة فياض اللاشرعية، يقولوا حكومة رام الله أو حكومة فياض! المفروض على حماس أن لا تقبل هذه المهازل الإعلامية!

وعلى أية حال كان رأيي لأيه حال اجتهاد: إن اجتهدت وأخطأت فلها أجر، وإن أصابت فلها أجرين. لذا كان التركيز في مداخلاتي ليس أخطأت أو أصبت، بل إلى أين؟ وقد كانت مداخلتي اليوم في ضرورة تبني حماس للسياسة الموسوية خلال النصف سنة الحاسمة القادمة. وتم تحديد المجالات الأربع الحيوية التي لا بد من تناولها، ولا تستطيع حكومة حماس أن تتجاهلها، وعليها ايجاد الآليات لتنفيذها، لذا أقوم بطرح أفكار يمكن اعتبارها من باب العصف الذهني. تحرك حكومة حماس لا بد أن يبدأ بالأمس!
http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=35407

وبالله التوفيق،،،

د. محمد اسحق الريفي
10/11/2008, 01:24 PM
أخي العزيز الشاعر الفاضل عيسى عدوي،

أشكرك على مرورك الكريم ومشاركتك القيمة رغم أنها مختصرة، لأنها تعبر عن حقيقة لا يدركها كثير من الناس. عندما يقع الفرد أو المجموعة من الناس تحت ضغط شديد في كافة المجالات، فإن احتمال الخطأ يكون راجحا، فما بالنا بحركة حماس التي تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون والعرب والكيان الصهيوني ومن ورائه الحركة الصهيونية العالمية تقويض هذه الحركة الإسلامية وترويضها واحتوائها وكسر إرادة شعبنا، وذلك من خلال حصار ظالم وعزلة سياسية وعمليات حربية عسكرية واغتيالات واعتقالات وهجمة إعلامية شرسة!!

الولايات المحدة نفسها أخطأت كثيرا وفي كل سياساتها الداخلية والخارجية، رغم أنها لا تتعرض لأية ضغوط سياسية أو اقتصادية أو إعلامية، فهي دولة عظمى ينتشر نفوذها في العالم ولها قواعد عسكرية وأساطيل بحرية عسكرية تجوب بحار الدنيا ومحيطاتها، ولها مئات المراكز السياسية والاستراتيجية ومئات الـ Think Tanks التي تساعدها في صناعة قراراتها السياسية... ورغم كل ذلك، فالولايات المتحدة تتخبط وتفشل وتخطئ، حتى أصبح الفشل عنوانا للولايات المتحدة، ليس فقط في حقبة بوش الصغير، ولكن أيضا في كل تاريخها المليء بالجرائم ضد الإنسانية والبشر.

تحياتي واحترامي

د. محمد اسحق الريفي
10/11/2008, 01:27 PM
أخي العزيز وأستاذنا الفاضل حكيم واتا الدكتور شاكر شبير،

توجهت إلى موضوعك القيم وشاركت فيه، وأرجو ألا أكون قد حرفت النقاش عن مساره. على أي حال، أشكرك جزيلا على مرورك العطر ومواضيعك التي تفيض بالحكمة والحنكة السياسية والحرص والغيرة على القضية الفلسطينية والمقاومة الفلسطينية.

تحياتي واحترامي

نادي عبد ربه مشهراوي
10/11/2008, 05:24 PM
نحتاج إلى مقالات من هذا القبيل لتوجيه البوصلة نحو الإتجاه الصحيح

بوركت غزة ورجالها :fl: