Dr. Schaker S. Schubaer
10/11/2008, 10:03 AM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الأمين
لوحة رقم (01): ضرورة التحول إلى السياسة الموسوية
وبعد أن انتهى موسى عليه السلام من مهمته، تعجل في أمره وذهب للقاء ربه، وترك معهم أخاه هارون عليه السلام. فقام السامري بفتنتهم وتعبيدهم العجل. حتى أن الله عاتب سيدنا موسى عليه السلام عندما قال له: وما أعجلك عن قومك ياموسى؟! وسؤال الله تعالى هنا ليس استفسارياً فهو يعرف ماقاله سيدنا موسى عليه السلام سلفاً. إنه سؤال عتبى.
وقد ترك موسى عليه السلام أخاه هارون الرجل البليغ معهم، وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِن قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُم بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي، فلم يأخذوا بما قاله هارون عليه السلام. قَالُوا لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى.
فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدتُّمْ أَن يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُم مَّوْعِدِي؟! وذهب موسى إلى أخيه هارون عليه السلام وأخذ يشد بلحيته ورأسه مستنكراً كيف يحدث هذا في غيابه وتحت إمرة أخيه، قَالَ: يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا أَلَّا تَتَّبِعَنِ؟ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي؟!
فكان جواب هارون عليه السلام، أنه عندما لم يتبعوه (وقالوا له لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى): إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (وهو ما قد يحدث عند اتخاذه عملاً حازماً) وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (فموسى راجع بعد لقاء ربه، فخاف اللوم بأن يقول له سيدنا موسى لماذا تصرفت بشدة أو غلظة هكذا ولم تنتظر رجوعي فأنت تعرف أنني راجع، خاصة أنهم قالوا ذلك صراحة .. حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى)
فكانت سياسة هارون عليه السلام في مواجهة الفتنة هي المهادنة والانتظار.
ثم توجه موسى عليه السلام إلى رأس الفتنة .. قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ؟!
يريد أن يستمع إلى حجته، هنا موقف محاكمة.
فاعترف السامري بذنبه حيث .. قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي!
فأصدر الحكم وقام بالتنفيذ لبتر الفتنة قَالَ:
فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَّنْ تُخْلَفَهُ.
وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا.
وهكذا نرى سياسة سيدنا موسى عليه السلام كانت:
1. الحزم في مواجهة الفتنة،
2. تحديد رؤوس الفتنة والتخلص منها وعدم الدخول في صراع مفتوح معها،
3. وأد موضوع الفتنة نفسها.
اعتمدت حماس في الفترة السابقة السياسة الهارونية، ولم تلجأ إلى حسم الأمور إلا عندما كانت تتعرض لهجوم فيزيائي عليها. مطلوب من حماس في الفترة القادمة وهي فترة حاسمة من تاريخ أمتنا، أن تتحول من السياسة الهارونية إلى السياسة الموسوية.
وسيكون أمام حماس 4 مجالات لتنفيذ السياسة الموسوية في نصف السنة القادمة:
1. وقف الاعتداءات على المجاهدين في الضفة الغربية مهما كان انتماؤهم الفصائلي،
2. استحقاق انتخاب رئيس السلطة،
3. إجراء الانتخابات في الضفة الغربية، لأن إسرائيل قد تقف عائقاً أمام تنفيذ هذا الاستحقاق،
4. العلاقات الدولية بين السلطة والمجتمع الدولي، بعد 9 يناير 2009.
في مداخلة سابقة قمنا بنقاش النقطة (2)، وفي مداخلة أخرى سابقة قمنا بمناقشة النقطة (4)، وقد سأل إخوة كرام أسئلة، لم أكن أود أن أحيد عن موضوع المسار السابق لذا لم أتناول إجابتها مثل سؤال أخي الكريم المجاهد الكبير المرابط الأستاذ الدكتور محمد الريفي عن مواجهة استجابات المجتمع الدولي لتحرك حكومة تسيير الأعمال الشرعية في غزة. وهي أمور سنناقشها بعد أن نناقش ضرورة تحول سياسة حكومة تسيير الأعمال الشرعية برئاسة الأستاذ اسماعيل هنية، من السياسة الهارونية إلى السياسة الموسوية.
وبالله التوفيق،،،
لوحة رقم (01): ضرورة التحول إلى السياسة الموسوية
وبعد أن انتهى موسى عليه السلام من مهمته، تعجل في أمره وذهب للقاء ربه، وترك معهم أخاه هارون عليه السلام. فقام السامري بفتنتهم وتعبيدهم العجل. حتى أن الله عاتب سيدنا موسى عليه السلام عندما قال له: وما أعجلك عن قومك ياموسى؟! وسؤال الله تعالى هنا ليس استفسارياً فهو يعرف ماقاله سيدنا موسى عليه السلام سلفاً. إنه سؤال عتبى.
وقد ترك موسى عليه السلام أخاه هارون الرجل البليغ معهم، وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِن قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُم بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي، فلم يأخذوا بما قاله هارون عليه السلام. قَالُوا لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى.
فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدتُّمْ أَن يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُم مَّوْعِدِي؟! وذهب موسى إلى أخيه هارون عليه السلام وأخذ يشد بلحيته ورأسه مستنكراً كيف يحدث هذا في غيابه وتحت إمرة أخيه، قَالَ: يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا أَلَّا تَتَّبِعَنِ؟ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي؟!
فكان جواب هارون عليه السلام، أنه عندما لم يتبعوه (وقالوا له لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى): إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (وهو ما قد يحدث عند اتخاذه عملاً حازماً) وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (فموسى راجع بعد لقاء ربه، فخاف اللوم بأن يقول له سيدنا موسى لماذا تصرفت بشدة أو غلظة هكذا ولم تنتظر رجوعي فأنت تعرف أنني راجع، خاصة أنهم قالوا ذلك صراحة .. حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى)
فكانت سياسة هارون عليه السلام في مواجهة الفتنة هي المهادنة والانتظار.
ثم توجه موسى عليه السلام إلى رأس الفتنة .. قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ؟!
يريد أن يستمع إلى حجته، هنا موقف محاكمة.
فاعترف السامري بذنبه حيث .. قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي!
فأصدر الحكم وقام بالتنفيذ لبتر الفتنة قَالَ:
فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَّنْ تُخْلَفَهُ.
وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا.
وهكذا نرى سياسة سيدنا موسى عليه السلام كانت:
1. الحزم في مواجهة الفتنة،
2. تحديد رؤوس الفتنة والتخلص منها وعدم الدخول في صراع مفتوح معها،
3. وأد موضوع الفتنة نفسها.
اعتمدت حماس في الفترة السابقة السياسة الهارونية، ولم تلجأ إلى حسم الأمور إلا عندما كانت تتعرض لهجوم فيزيائي عليها. مطلوب من حماس في الفترة القادمة وهي فترة حاسمة من تاريخ أمتنا، أن تتحول من السياسة الهارونية إلى السياسة الموسوية.
وسيكون أمام حماس 4 مجالات لتنفيذ السياسة الموسوية في نصف السنة القادمة:
1. وقف الاعتداءات على المجاهدين في الضفة الغربية مهما كان انتماؤهم الفصائلي،
2. استحقاق انتخاب رئيس السلطة،
3. إجراء الانتخابات في الضفة الغربية، لأن إسرائيل قد تقف عائقاً أمام تنفيذ هذا الاستحقاق،
4. العلاقات الدولية بين السلطة والمجتمع الدولي، بعد 9 يناير 2009.
في مداخلة سابقة قمنا بنقاش النقطة (2)، وفي مداخلة أخرى سابقة قمنا بمناقشة النقطة (4)، وقد سأل إخوة كرام أسئلة، لم أكن أود أن أحيد عن موضوع المسار السابق لذا لم أتناول إجابتها مثل سؤال أخي الكريم المجاهد الكبير المرابط الأستاذ الدكتور محمد الريفي عن مواجهة استجابات المجتمع الدولي لتحرك حكومة تسيير الأعمال الشرعية في غزة. وهي أمور سنناقشها بعد أن نناقش ضرورة تحول سياسة حكومة تسيير الأعمال الشرعية برئاسة الأستاذ اسماعيل هنية، من السياسة الهارونية إلى السياسة الموسوية.
وبالله التوفيق،،،