المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إطلالة أولية على العروبة كهوية..



عيسى بن ضيف الله حداد
10/11/2008, 07:03 PM
إطلالة أولية على العروبة كهوية..
لا أريد في هذه المداخلة وضع بحث كامل في هذه المسألة.. لسبب بسيط ، يعود لضيق المجال هنا... إنما ما أبحث عنه مجرد إطلالة مقتضبة على مسألة ذات حساسية فائقة الأهمية..


ماهية الهوية العربية= ثقافية لغوية تاريخية، لا سلالية ولا عرقية، ولا دينية.. يمتد حدود وجودها ومدى هذا الوجود - في فضاء المكان والزمان - على وقع انتشارها اللغوي، كلغة تواصل وفكر ومعرفة وثقافة... ولذا عمل ويعمل أعداؤها على تمزيق مكونها اللغوي، بغية تمزيق المنطقة وإحكام السيطرة عليها..


أرى - ثمة منظور غير تاريخي يحط على هوية المنطقة – التي تحمل اسم العروبة، كما يأخذ بتلابيبه في بعض الأحيان غلالة من الغموض الذي من شأنه تسهيل مهمة أعداء المنطقة في مسعى تبديد شملها من أجل السيطرة علبها.
إن أهم هذه النظرات الغير تاريخية، تلك التي تختزل الهوية العربية، وتربطه حيناً على نحو عرقي أو
سلالي، أو حتى ميتافيزيقي- بالموجة العربية الإسلامية، واضعين التاريخ السابق للإسلام في خبر كان..
من المؤكد أن هذه الموجة " العربية الإسلامية " قد كونت المحطة الأهم التي تم فيها دمج مجمل العناصر المتفاعلة في المراحل السابقة، وصهرها في بوتقة واحدة.. إلا أنها لم تنطلق في فراغ.. أو من نقطة الصفر.. بل ثمة أرضية قد تشكلت تدريجياً عبر عصور عريقة القدم..
وهنا يمكن القول، أنه لا يضير الإسلام بشيء كدين ودور حضاري.. إن تبنينا هذه الأطروحة، فالإسلام لم يلغ التاريخ قط، ودلالتنا أنه أضفى الشرعية على الديانات السابقة..

بدايات التشكل: إن الأرضية القديمة للهوية العربية، قد بدأ عصر تشكلها التاريخي، من عصر حضارة بين النهرين ووادي النيل.. ثم تلاحقت.. بالدور الآرامي وتلاه الفينيقي..
وهنا يمكن تقليد الدور الفينيقي موقعاً خاصاً، من حيث قد وضع أسس العلاقة بين مشرق الوطن العربي ومغربه، فيما حمله من قيم ثقافية وحضارية وتواصل سكاني.. ظهرت آثاره في العاصمة الفينيقية الغربية، المتمثلة في قرطاجة، التي بقيت تحمل مشعل الحضارة حتى فيما تلى - في ظل الغياب السياسي ( لا الحضاري ) – الفينيقي.. ا
وهنا كيف بنا أن ندرك تسلم طارق ابن زياد ( الأمازيعي المولد والنشأة ) قيادة الفتح العربي للأندلس دون الحضور التاريخي للعامل الفينيقي في بلدان المغرب.. فالقائد لا ينبثق هكذا من فراغ... في فراغ..
وطارق بن زياد .. لم يكن مرتزقاً.. وخطبته الشهيرة، حينما أحرق السفن، أوثق شهادة على هذه الحقيقة..
ومما يؤكد حضور أدوار المراحل التاريخية السابقة، هو توقف التعريب اللغوي عند حدوده المتعارف عليه، من حيث كون هذا التعريب، لم يتم لا بقوة السياسة ولا بوجود إعلام مركزي، ولا بسياسة ثقافية منظمة.. بل كان نتيجة فعالية ثقافية تاريخية تجري بكل عفوية، دون تعسف أو ضغط أو إكراه..
وللمزيد من تأكيد هذه المقولة، أن المدى الإسلامي فيما وراء بلاد الرافدين، لم يتغلغل فيه التعريب قط، على الرغم من المساهمة العملاقة التي قد أسهمت فيها نخب تلك الشعوب بالحضارة الإسلامية، في كل المجالات بما فيها الإبداع الأدبي والدراسات الألسنية..
ولمزيد من معطيات التاريخ التي تصب في واقعة تشكّل بوتقة الهوية العربية، وفق حدودها المعروفة، يتمثل في انبثاق المراكز الثقافية العربية اللسان في فضاء ذاك المكان: من دمشق إلى بغداد، إلى القاهرة، والقيروان وفاس ومكناس ومراكش..
ثم.. هل يمكن أن تصبح دمشق عاصمة الخلافة العربية الإسلامية.. وبغداد من بعدها.. في مجال لا يخصها ثقافة وهوية.. وبعد ثلاثين عاماً فقط من بناء الدولة العربية الإسلامية.. !!
كما يتكرر الأمر في أوضاع بروز الولايات كدول وأنظمة.. فتحدث عواصم أو مراكز ثقافية وسياسية للأغالبة والموحدين والمرابطين.. بينما لم تحدث تلك الظاهرة بنفس الوضوح والتألق في مكان آخر..
ربما من المفيد أن نشير هنا، أن تلك الأقوام العملاقة، التي وضعت للبشرية الأسس الحضارية، وقواعد المعرفة بكل صنوفها، لا يمكن أن تزول هكذا، فهي موجودة فينا بين ظهرانينا، ودخلت في منظومة الثقافة العربية بل حملت لهذه الثقافة، جملة معارفها، بل لغتها ذاتها.. وليس من المستغرب والحالة هذه أن تكون اللغة العربية تتمتع بذالك الغنى والاتساع والمرونة والحيوية، من دون تغلغل اللغات القديمة في عمق هذه اللغة أو في موروثها الجمعي العلني والخفي..
كلمة أخيرة بصدد الاقليات الأثنية المنتشرة في بقاع امتدادات الثقافة العربية، هذه الأقليات هي عربية ثقافياً، تحمل ذات الأسماء والتقاليد والأعراف وفي معظم الأحيان اللغة ذاتها.. حتى لو كانت ثمة لغة أخرى دارجة في بقاع تواجدها..
بكل الحالات.. إن نظام المواطنة، حسب المنظور العصري، الذي يرتبط فيه الفرد في علاقاته مباشرة مع محيطه الجمعي ( الوطني )، متجاوزاً عصبيات الطائفة والدين والإثنية.. هو وحده الكفيل بحل كل الإشكاليات المتعلقة بالأقليات إثنية أم دينية.. ولا سيما حين ندرك.. أن الهوية العربية.. هي هوية جامعة.. لم تتشكل قط على قدر إثنية ما أو عرق أو سلالة..

وأرى، أنه وفق هذا المنظور التاريخي، يمكن تبديد الأوهام المتعلقة بالهوية العربية الجامعة لكل من تكلم بهوية الضاد.. كما يمكن أن يعقلن الصلات مع كل من عاش وتعايش مع الناطقين بلغة الضاد.

مصطفى عودة
10/11/2008, 08:23 PM
الاستاذ المحترم ابن ضيف الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اشكالية العروبة والاسلام ،فصل ام وصل كاشباه العوازل في الكهرباء والالكترونيات اظن ان المرحلة الحالية قد تجاوزتها وهي باقية في اذهان الختيارية من الرعيل القومي الاول،اما جيل اليوم من الشباب فلا يعلم عن هذا التاريخ الا الهوامش،هذا ان علم.
[حضارتنا المنزوية بين العروبة والاسلام] مسار في منتدى الفلسفة في هذا (الجمع) المبارك والطيب اهله وقد عولجت هذه المسالة باستفاضة .ارجو قراءته.
مع الاحترام والتقدير
تحية من العمق العربي الاسلامي،صنوان لا يفترقان.

عيسى بن ضيف الله حداد
10/11/2008, 09:47 PM
الاستاذ المحترم ابن ضيف الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اشكالية العروبة والاسلام ،فصل ام وصل كاشباه العوازل في الكهرباء والالكترونيات اظن ان المرحلة الحالية قد تجاوزتها وهي باقية في اذهان الختيارية من الرعيل القومي الاول،اما جيل اليوم من الشباب فلا يعلم عن هذا التاريخ الا الهوامش،هذا ان علم.
[حضارتنا المنزوية بين العروبة والاسلام] مسار في منتدى الفلسفة في هذا (الجمع) المبارك والطيب اهله وقد عولجت هذه المسالة باستفاضة .ارجو قراءته.
مع الاحترام والتقدير
تحية من العمق العربي الاسلامي،صنوان لا يفترقان.

ألا ترى معي
مع تراجع هذا النبض وقعنا في الجب = السقوط في ظل الهيمنة
بوادر التقسيمات الطائفية -
قدرنا - إستعادة نبض التنوير والنهضة.. وإلا التلاشي..
هكذا كان طريق الشعوب التي نهضت..


هل لديك بديل
وما هو