المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : روايتي الجديدة (كيف تصنع يدا)



عبد الواحد الأنصاري
11/11/2008, 06:11 PM
أهدي إلى قرائي الأعزاء هذا المقطع من روايتي الجديدة
(كيف تصنع يدا)
الصادرة بعد ثلاثة اسابيع عن دار وجوه للنشر والتوزيع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سيول جارفة من التأمل الغنائي الصامت في تبجيل اليد، بمقاطعها الصوتية الثنائية، التي لا يمكن أن تسمع إلا في اللغة العربية، مؤكدة أن أصل اللغة ثنائية، وأن هذه الثنائية الموجودة في أسماء الأصوات والأفعال، هي ثنائية اليد الناعمة المسترسلة، وهو الأمر الذي تؤكده نظرية الأب أنستاس الكرملي ومرمرجي الدومنكي. إنها اللفظة المؤنثة بنعومة، كما تقتضي القاعدة العربية القائلة بأن كل عضو مثنى في الجسم فهو مؤنث ناعم. اليد التي تُعرف باستقرارها فاعلا على الدوام، لا مفعولا، باستثناء ما إذا وُطئت بالعقوبات والأفعال القسرية. يد حبيبة لوكيوس الوردية في رواية أفولاي الأمازيغي. يد المرأة الطارقية التي ترقص بوقار، واضعة الملحفة على وجهها، مكتفية بحركة اليدين، على إيقاع الموسيقى الهادئة، ذلك المشهد الذي ظل يحمله حسين في فؤاده طيلة حياته، وصحبه إلى قبره، باعتباره مثالا أعلى للحياء المنتشي. اليد العاشقة، التي لولاها لما قامت لمباهج الحب قائمة، متلمسةً في جوف الظلمة، مرتبكة، مبتهلة، منتشية، تفتح الأزرار، وتمزّق الألبسة الرقيقة، تقرص، وتخمش، وتضغط، وتنشب، وتحتدم، وتعتصر، وتنتفض، وتموت. هل ترى أصابعك الموقيّة يا حسين، التي يصفها المنجمون وقراء الكفّ بأنها قادرة على صنع أدوات مفيدة، كالأدوات المنزلية. وبالقادرة على أن تجعل من صاحبها مهندسا بارعا. وبأنها تشي بدقتك وعشقك للعمل الميكانيكي من أي نوع تقريبا. وهل ترى اليد المنبسطة كيد تمثال الحرية، الصارخة بالنداء: أقبلوا نعطكم الحرية والغذاء، أرسلوا فقراءكم ومظلوميكم وليس أغنياءكم وعباقرتكم. يد هتلر المنفتلة بتحيتها الصارمة الخالدة. اليد التي تعلو أختها في استسلام كيد الموناليزا، والأيدي المرسومة بعناية في العشاء الأخير، ناطقةً مفصحةً بمن سيخون، ومن سينسحب، ومن سوف يتنصل ويغيب إلى الأبد. اليد المتحولة إلى عصفور يلتقط الأغصان والحشائش الجافة. البنصر المخملية، المصممة من البرونز والفضة والأبنوس، لأجل أن تحتضنها الخواتم الثمينة. القبضة النحاسية التي تثبت على الأبواب لتعوض عن الزائرين شهوة الطرق بالقبضة. اليد المعوّذة، التي تضمخ بدم القربان، ويلطخ بها الحائط أو باب المنزل. يد الخمسة وخميسة الذهبية، التي تشبك بأول خصلة يولد بها الطفل. اليد المفتوحة إلى أعلى تبتهل أو تستعطي، والمفتوحة إلى أسفل لتمنح أو تواسي. يد الأم التي تهز المهد لتحكم العالم. يد بوذا، التي قبضت على القرد وسط راحتها، وتحدته أن يخرج منها، وركب القرد سحابة طارت به إلى أقصى الأرض، ليجد خمسة أعمدة قائمة، فيتبول بينها، ليثبت وصوله إلى أبعد مكان عن يد بوذا، وليُفاجأ بأن الأعمدة التي بال بينها لم تكن إلا أصابع بوذا نفسه. اليد الرامزة للإعجاز الخارق، بأن يقتل القاتل ضحيته، ويجرجرها إلى الغابة لدفنها، فتسقط منه يدها دون أن يشعر، متدحرجة من لفافة الجثة، وتتعثر بها امرأة ضريرة، فيعاودها بصرها. وتحتفظ بها القرية في كنيستها، على أنها يد العذراء، في حين أنها ليست إلا يد تلك المسكينة المقتولة. اليد الفصحى الموحية بتمثيلها الإيمائي، المجسدة للطائر، والحيوان، المتراقصة بظلالها السحرية خلف ألسنة الشموع. اليد الآسية الرحيمة، التي تتحسس موضع الألم، فتطبع عليه هناء الطمأنينة. الأيدي الوطنية، التي تبني أو تحمي. يد المحتل التي تبطش. واليد التي تنطلق منها في كيان الطفل الوليد أولى شرارات الصفات البشرية الوحشية: الإمساك لفترة بسيطة، لحب التملك. القبض على جسم يمسكه آخر، للنهب. التقاط الأشياء بالسبابة والوسطى، للانتقاء. نقل الأشياء، للنفي والإبعاد. وإسقاطها على الأرض، للإهمال. تمرير الإصبع للاكتشاف، لغزو العالم. الرسم على الأشياء، للقهر الأيديولوجي. الضرب، لأجل الضرب فقط. صف المكعبات، للتخطيط للمكائد. التغطية، للطمس والإخفاء. اليد التي تصلح رمزا للخير وللشر معا، كالمبسوطة في كل الفنون، إما لانعتاق الروح من جسدها، كما جرى لك يا حسين عندما اكتملت يدك واشرأبّت وانبسطت، أو المنبسطة للقتل، كما تروي اليد سيرتها في أول قضية جنائية، بين قابيل وهابيل، إذ بسط هذا يده، وضم الآخر يده إلى صدره منتظرا الموت، وكتبت الحكاية إلى الأبد.

عبد الحميد الغرباوي
11/11/2008, 08:57 PM
لست أدري إن كان أحد الأعضاء قد سبق إلى تقديم الروائي و القاص و الشاعر و الإعلامي الشاب عبد الواحد الأنصاري،تاريخ تسجيله بواتا يقول: 27/09/2007 و عدد مشاركاته (19).
و رغم قلة مشاركاته، فهو اسم أدبي يستحق الالتفات إليه. أقدمه للقراء و الأعضاء فيما يلي:


http://www.arabswata.org/forums/imgcache/1239.imgcache.jpg

عبد الواحد بن محمد الأنصاري.
• من مواليد مدينة الرياض عام 1399هـ
• توفي والده بعد عامين فانتقلت أسرته إلى مكة وهناك حفظ القرآن قبل العاشرة من عمره.
• في عام 1409هـ كفله عمه وعاد به إلى الرياض وهناك أتم دراسته الابتدائية.
• تلقى دروس اللغة ومبادئ العلوم الشرعية في حلقات العلم.
• عمل في عدة مهن: عقاريا، ومندوب مبيعات في مصنع للعباءات، وسكرتيرا لمعهد القرآن الكريم، وناسخا على الآلة.
• كتب الشعر الكلاسيكي وهو في الثانية عشرة من عمره وانكب على القراءات منذ ذلك الحين إلى الآن.
• متزوج وله ابنة " وفاء ".
• فائز بجائزة جامعة الإمام للمسرح ،عن مسرحيته الشعرية عام 1418هـ
• يعمل حاليّا باحثا ومعد ببرامج في قناة المجد الفضائية وصحفيا متعاونا في جريدة الحياة ويساهم في إخراج بعض البحوث الإسلامية واللغوية والأدبية، ويكتب سيناريوهات إذاعية لبعض الإذاعات الخليجية.
• له مشاركات قصصية وشعرية ونقدية في عدة صحف ومجلات محلية وخليجية وعربية.
• شارك في عدة فعاليات ثقافية اجتماعية وتلفزيونية ضيفا ومضيفا
• عضو في جماعة السرد بالنادي الأدبي بالرياض.
إصداراته:
1 ـ الأسطح والسراديب، نصوص قصصية طويلة
تشتمل على أربعة نصوص طويلة هي :
- الأسطح والسراديب.
- ساطور لأحلام خميس .
- المتقلب في منامه.
- يومان في جبل

2 ـ " أسبوع الموت "رواية سيرية
3 ـ مجموعته القصصية الثانية " بكــارة "
4 ـ رواية بعنوان (كيف تصنع يدا) عن دار وجوه 2009
يكتب في صحف سعودية وخليجيّة.
له مقالات أدبية منشورة في شتى المجلات المحلية والعربية.

سعداء لوجودك بيننا أديبا متوهجا إبداعا و عطاء. نتمنى أن تكون حاضرا بيننا باستمرار مساهما بقلمك في منتديات: النقد و الرواية و القصة القصيرة و كذا القصة القصيرة جدا.
نحن في انتظار المزيد من مشاركاتك.

فايزة شرف الدين
12/11/2008, 10:11 PM
الأخ عبد الواحد
أهلا بك في منتدى الرواية .. وأرجو المعذرة لأني عدلت في بنط الخط .. لتعذر القراءة بعدما تم تصغير البنط ربما لعيب تقني .. ويمكنك أن تعيده كما حفظته أنت .
هذا المقطع الصغير من روايتك .. على الرغم من أنه تمهيد لما تحمله الرواية من رؤى .. إلا أننا لا نملك أن نقدم تعليقا .. طالما العمل كله ليس في متناولنا كقراء .. وطبعا طالما أنه تحت النشر فلا يمكن أن تحرق روايتك على النت .
أدعو من الله العلي القدير أن تنال استحسان القراء ، وأتمنى أن تسنح لي الفرصة وأقرأها في شكلها الورقي .
أضم صوتي إلى الأستاذ عبد الحميد الغرباوي ، أن تكون لك العديد من المشاركات معنا سواء نقدية أو إبداعية .[/b][/color][/SIZE]

عبد الواحد الأنصاري
13/11/2008, 03:47 PM
الغلاف كما وصلني:

http://www.arabswata.org/forums/imgcache/1327.imgcache.jpg

عبد الواحد الأنصاري
31/12/2008, 06:32 PM
العزيزان الغرباوي وفايزة شرف الدين:

أخجلتما تواضعي والله، ولا أدري كيف أرد على الاحتفاء والتبريك، فهذه حالة مرعبة بالنسبة لي ولن أنتهي منها إلا وقد سقطت جلدة وجهي على الأرض.



المهم يا سادة:

يسرني إبلاغكم أن نسخ الكتاب متوفرة الآن لدى مكتبة الكتاب (التراثية) بشارع الملك عبد الله بالرياض.

وفي انتظار انتشارها في فروع مكتبات جرير والعبيكان، والفرش بعد ذلك إن شاء الله في العالم العربي.

ويسعدني أن أوقع الكتاب لأي شخص يحرص على الحضور يوم الأحد القادم بعد العشاء في الأدبي بالرياض.



بالنسبة للقراء والنقاد من خارج المملكة يسعدني جدا تواصلهم معي من خلال الإيميل، وأنا مستعد للتفاهم معهم حول كيفية إيصال الكتاب. وبخاصة الإخوة الروائيين والنقاد. والجميع على رأسي.

لا حرمني الله ظلكم.

grnaty1@hotmail.com