المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البعد الصوفي عند الشاعر المغربي الحسن العابدي قصيدة (( عرين الروح )) أنموذجا



عبد الرحمان الخرشي
12/11/2008, 02:12 PM
ممالامداجاة فيه أن التصوف واحد من أهم الروافد التي تأثربها الشعر العربي المعاصر ، بدءا من شعراء الرابطةالقلمية ؛ خاصة جبران خليل جبران ، ميخائيل نعيمة ، رشيد أيوب ، ونسيب عريضة . إذ انطلق هؤلاء جميعا من الإعجاب بابن سيناء ، والفلسفة الصوفية ، والأفلاطونية المحدثة ، والإشراقية ، وبابن الفارض .. فهذاميخائيل نعيمة - في الغربال - دعاإلى الجثو إجلالا أمام ضريح ابن الفارض مؤكدا على تأثر هذا الرافد المهم في شعرنا المعاصر بالتصوف، لاباعتباره مستلهما شعريا ، وإنما باعتباره سلوكا حياتيا ؛ يقول ميخائيل نعيمة في (( الغربال )) : (( ولنجث أمام ضريح من شرب على ذكرالحبيب مدامة . فسكر بها من قبل أن يخلق الكرم )) . قاصدا بذلك بيت ابن الفارض المشهور :


شربناعلى ذكرالحبيب مدامة ..... سكرنابها من قبل أن يخلق الكرم
وهكذا بقي هؤلاء الشعراء - في شعرهم - يلهثون وراء البحث عن المطلق والأبدية في نفوسهم . وعن الحقيقة في الطريق الروحي الذي سلكوه .
وجاء بعد شعراء المهجرالشمالي / الرابطة القلمية . من سارعلى نهجهم ! .
هذه الحقيقة الصوفية التي سعى إليها أغلب الشعراء المعاصرين ، تتوارى خلف ثنائية الحق / الله . الخلق / الإنسان .. وهي فكرة عمقها ملتزمون بالسلوك الصوفي قبل أن ينظر إليها شعراء أسسواعليها تصوراصوفيا ؛ لكن في الشعر ! .
ومما أؤكد عليه هو ارتباط هذا التصور بالتطبيق السلوكي عند سالكي الطريق الصوفية .. في حين مال الشعراء إلى التنظير له ؛ أذكر من هؤلاء الشعراء : الشاعرأحمد آية وارهام في ديوانه (( ولائم المعارج )) . والشاعر إسماعيل زويريق في مطالع بعض قصائد ديوانه (( على النهج )) .. ناهيك عن شعراء مغاربة مرموقين ؛ أذكر منهم : حسن الأمراني ، محمد علي الرباوي ، وآمنة المريني .. ولم يشذ عن هؤلاء الشاعر الحسن العابدي في هذا النص في ديوانه (( للصمت متسع للنظر )) .. !! .
هذا التصورالذي اجتمع حوله هؤلاءالشعراء - وغيرهم - يمكن اختزال أهم عناصره في فكرة تتناسل ...! مؤداها : (( إن الحق - سبحانه وتعالى - أضاء الأرض بالإسلام ؛ الذي جاء محملا بالمعارف النيرة ، والعلوم المختلفة ، والحكمة البليغة الإلهية ؛ ولما شاع ذلك النور في جميع أنحاء العالم المظلم ، ارتوى المسلمون ، والعلماء ، وطالبوا الحقيقة ، والكمال الإنساني ، من هذا النبع الصافي .. وللوصول إلى هذه الحقيقة ، وجب : الاستعانة بكلام الله ، ثم الحديث النبوي الشريف ، و(( الأقوال )) ، وسيرة الرسول، و (( سلوك الصوفية )) !! .
وحسب اعتقادهم فهم يرون أن (( من سلك طريق التفكير في التوحيد ، ومعرفة الخالق ، وطرق الوصول إلى الحقيقة وغاية الوجود ونهايته لم يزدهم ذلك إلا حيرة .. )) .
إن الشاعرحسن العابدي في ديوانه (( للصمت متسع للنظر )) عامة ، وفي قصيدة (( عرين الروح )) خاصة ، وجدته ينخرط في التصورالمذكور ؛ فاتحا لنفسه مسلكين : بقدر ما أنه يسير - ولا أقول يسلك - نحو الحق / الخالق . فهو يسعى إلى الكمال الإنساني عن طريق(( العرفان )) (1) كما عند المتصوفة ؛ وخاصة عند ابن عربي .. وكم في النص خاصة ، والديوان عامة من مؤشرات تدل على أن حسن العابدي جد متأثر - نظريا على الأقل - بهذا المتصوف الذي خالف النظري عنده السلوكي .. فابن عربي أثبت البحث في سيرته أن ليس هناك تطابق بين ما دعا إليه وما كان يقوم به سلوكيا .. وهذا ما يجعلني في موقف قوة لمساءلة التجربة عن علاقة إنسان اليوم عامة ، والشعراء خاصة بهذا المتصوف !!.
وعندي فإن قصيدة (( عرين الروح )) هي الأكثر نضجا والأبين على تبليغ رسالة الشاعر الفكرية ، والجمالية ، والإبداعية ، في هذا الديوان .. وأنا أرجح أن القيمة الأولى في هذا الديوان عامة والنص خاصة ترجع - بالأساس - لمحتواه ، وأن العناصر الأخرى كلها في خدمة هذا المحتوى الصوفي الجواني ؛ وهي متأثرة به ... وهذه بعض الإشارات النصية الدالة :
1) انتظم النص في عقد واحد ، من ثلاثة وثلاثين عقيقة / بيتا .. ليس فيها ولامنها مايمكن اعتباره واسطة العقد . بل كلها كذلك ! وذلك لترابطها في الدلالة / الدلالات تعبيراعما ذكر . وأستثني من هذا الحكم البيت الثلاثين لكون المطبعة قد فعلت فيه شيئا ما . وإن كانت دلالته واضحة !!.
الشاعرالحسن العابدي في هذا النص قد عول على إيقاع المتقارب التام وعاء لهذه التجربة الإبداعية لأسباب :
أولا : لقرب هذا البحر من النثرية .
ثانيا : لانسياب أجزائه ، وقدرته على تمثل شطحات الصوفية ، ونوع (الرقص ) الذي يرتقون به إلى أعلى المقامات :


فــعولن فعولـن فعولــن( فعل )...... فــعولن فـعولن فـعولن ( فعل )
حـقيقـتـنــا فـي الكلام اخـتـفــت .... وفـي النفس مفتاحها والخبر
وهذا هو السر الأول لانتقاءالشاعر لهذا الوزن ! .
قال سليمان البستاني محددا بعض سمات هذا الوزن / المتقارب - ولعل ذلك مادفع بالشاعر إلى توظيف هذا البحر في هذا النص - : (( والمتقارب بحرفيه رنة ونغمة مطربة على شدة مأنوسة ، وهو أصلح للعنف منه للرفق )) .. فعلى هذه النغمة ، وهذه الرنة ، مررالشاعرتصوره الصوفي ، الاستقطابي ، الذي يكتسح كل ما يأتي في طريقه من تصورات ؛ بل ومقارعته لها ، والانتصار للتصور البديل / التصوف ، ومنهجه ، والدعوة إليه .. وهذه أمور بادية في النص ؛ إنه عين ماعبر عنه سليمان البستاني بالعنف في مضمون هذا البحر !! وهوالسرالثاني لانتقاء هذا الوزن لقصيدة (( عرين الوح )) !!
وسر إصرارالشاعر في هذا أنه رمى إلى بناء مضامينه الصوفية منسجمة مع الإيقاع الشعري المناسب ، المتدفق ، المتلاحق الذي يحس معه المتلقي - سماعا - بالتحرر والمتابعة وتوالي الوقع لبساطة في النغم واطراد التفاعيل ..
وهذه الملاحظات المرتبطة بالإيقاع وعلاقته بمحتوى النص - كمايلاحظ - هي أول علامات التميز عندالشاعر حسن العابدي في هذا النص الجميل!.
2) ومما له علاقة بما سلف . أن الشاعر قد استكان - فعلا - إلى الخيال والذوق والحدس والحلم وأصناف من المعرفة الصوفية وهو يعبر عن هذه التجربة ؛ تجربة أظنه - وعندي المؤشرات الدالة على ذلك - قد عاشها تخييلا لاواقعا . مستفيدا - فقط - من من احتكاكه المباشر بأشعارهم وأفكارهم وتجاربهم الحياتية الصوفية .. وفي خلدي إن كثرة الاحتكاك بأشعارهؤلاء قد ولد عند الشاعر هذا الكم من المفاهيم ، التي نقلت الشاعر من واقعه المعيش إلى عالم التصوف والمتصوفة .. وبذكاء من يلبس إهاب متصوف سالك ينقل الشاعر الحسن العابدي القاريء المتلقي لتجربته هذه ، وإلى عالمه الصوفي الجواني مستعينا بالإيحاء ، والتكثيف ، والإشارة ، والرمز .. وهذه ثاني علامات التميز عندالشاعر في هذاالنص !.
3) إن الشاعر حسن العابدي وجدته قد دخل حرم لغة التصوف من أول عتبات النص ؛ العنوان . (( عرين الروح )) . وهذه تفاصيل هذا الحكم بشيء من الدقة ، سالكين لذلك مسلك الدلالة :

لفظة (( عرين )) :

في معاجم اللغة تتنوع في دلالاتها ؛ فمن دلالتها على هشيم العضاة ، والشجر الملتف ، واللحم ، والصوت ، وفناء الدار، والبلد ( مكة) ، وبطن من بني تميم ، ورجل ... إلى دلالتها على المأوى الذي يألفه الأسد .. وزاد الزبيدي في ( تاج العروس ) مأوى الضبع ، والذئب ، والحية .. وما أظن الشاعر إلا قد استحضرهنا مأوى الأسد ، لما ارتبط به هذا المأوى من عزة ومنعة .. وهو عين مكان الروح !.

لفظة (( الروح )) :

جاء في كتاب أنيس الفقهاء : (( ابن آدم على ثلاث درجات : درجة الجسد ، درجة القلب ، درجة الروح . )) .. ( الروح ) لغة : أصلها مادة (( روح )) . جاء في الصحاح : ( الروح ) يذكرويؤنث . والجمع ( الأرواح ) .. وقد وجدت في (( الزاهر )) أن لافرق بينها وبين النفس . وعلى ذلك جرى كثير من من علماء اللغة وكذلذ الشاعر حسن العابدي في ديوانه الحالي . في حين قرب كتاب (( التعاريف )) النفس من الروح .. ومن باب تشييئها ومايطرأعليها من تحول وتغيير ، يرى (( الأزهري )) أن سيء الخلق تثقل روحه .. وهي خفيفة في كتاب (( الألفاظ المؤتلفة )) حيث خفيف الروح هو (( البشوش - اللبق - الظريف - اللطيف - الحلو ...)).. وعمق هذاكتاب (( العين )) فاعتبر مابقي من الروح في الإنسان على الإطلاق يسمى (( نسيس )) وعند غيره الباقي من الروح عندالمريض يسمى ( حشاشة) . وفي كتاب (( تحرير ألفاظ التنبيه )) اعتبر مفارقة الروح للجسد تعني ( الموت ) .. وب(( الروح )) سمي جبريل وعيسى عليهما السلام ...
هذا المفهوم الذي حارت البرية فيه ، وحسم النص القرآني أمره في سورة الإسراء (( يسألونك عن الروح قل الروح من أمرربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا )) - آية : 85 - ربطه الشاعر حسن العابدي بلفظة (( عرين )) بدلالتها السابقة الذكر - ( المأوى العزيز المنيع ) ، حيث تجد الروح طمأنينتها ، وسكينتها ، وراحتها الأبدية، من عنث التفكير في الحقيقة / الحق ، وتأكيدا على غاية الوجود ونهايته .
وعليه فالعنوان - كما يبدو - يزاوج بين المادي المحسوس (( عرين )) والمعنوي المجرد (( الروح )) .. ربط بينهما الشاعر على سبيل التأسيس للدلالة المجازية المشار اليها بالإشارة المتضمنة (( هذا عرين الروح )) أو (( هنا عرين الروح )) ؛ الروح الباحثة عن سكينتها . ومن المفارقات العجيبة أن يأتي النص كاملا توضيحا وتفسيرا للعنوان لا اختزالا لمحتواه !.
إن ولوج عالم النص - باستئذان - أفصح لنا عن جملة رسائل فلسفية ، صوفية ، جوانية ، عميقة ؛ عمق إيمان الشاعر بجدوى تصور / سلوك إنساني أحببت مقاربته من ثلاث بوابات نصية :

أولا : النص مطارحة فكرية صوفية بامتياز :

جميل أن يعمد الشاعر إلى جعل النص الشعري آلية من آليات المقاربة الصوفية . لكن الأجمل من ذلك هو أن يوفق بين الإنسان الصوفي والفكر الصوفي الفلسفي والسلوكي لغاية ماينشد من حقيقة ؛ لاباعتبار الحقيقة دلالة لغوية - كما عندالجرجاني مثلا - . ولاباعتبارها فلسفية أنطولوجية - كما عند الفيلسوف الفرنسي (( لالاند )) مثلا - . وإنما باعتبارها حقيقة صوفية تقوم على معاني وممارسات تزكية النفس والسعي حثيثا لإصلاح الإنسان .
وعندي فإن الشاعر الحسن العابدي قداهتدى في مسلكه هذا بقراءاته لبعض الصوفية ؛ خاصة المتصوف العراقي ((أبو عبد الله محمد النفري )) - ت 354 هـ - والمتصوف الأندلسي (( محي الدين ابن عربي )) - ت 638 هـ - 1240 م - .. وإن كنت أرجح حضور ابن عربي جليا أكثر عند الشاعر في القصيدة خاصة والديوان عامة ؛ دل على ذلك المفاهيم الصوفية المبثوثة هنا وهناك في النص باعتبار أن بؤرة ما يبحث فيه هو : (( الحقيقة وسيلة للكشف عن الحقائق )) !
كيف عرض الشاعرللحقيقة الصوفية في نص : (( عرين الروح )) ؟
شرع الشاعر من التبني والاحتضان لها ؛ دل على ذلك الضمير المتصل الدال على الجماعة (( نا )) ، في أول كلمة من النص : (( حقيقتنا )) ، للدلالة على أنها تعني (( نحن )) دلالة على أن الكل على نهج الشاعر ، وفق تدرج منطقي مبثوث في النص ، ودون تحديد فلسفي لماهيتها ( أي الحقيقة ) ! .
يري الشاعر الحسن العابدي أنه للحقيقة بابين :
الأول : الكلام ؛ وعبور هذا الباب بحثا عن الحقيقة يستدعي الفشل في النتيجة . لأننا بذلك نتعقب الحقيقة بالفلسفة النظرية .

الثاني : النفس / الروح ؛ إن مجرد الاقتراب من هذا الباب يجعل الإنسان في مرماها . في مقابل الابتعاد عن هذا النهج فهو عين موتها !!..ونظرا لانحياز الشاعر - في هذا النص على الأقل - إلى هذا النوع من الحقيقة ، فإنه قد وصفها وصفا ماديا جوانيا عناصره : (( الضوء - الظل - شكل السماء - الخضرة )) .. حيث من قبس الضوء يؤتث الشاعر ريشته راسما قسمات الروح؛ روح الشاعر الحسن العابدي ، وبهذه الروح الصوفية يستطيع أن يرسم كل ما سوى الله من أعيان الكائنات ومنها الإنسان . وبتعبير الشاعر ( البشر ) :


سأرسم بالضوء لونا لروحي ...... وبالــــروح أرسم ظــلا البشــر
وبهذا التجلي المتمثل في نورالإيمان الذي يلامس قلب المؤمن يمكن أن يكون ل( الكلام ) معنى . إذ من المؤكد أن يثمر ثمارا فكرية قريبة المأخذ والدلالة / الدلالات ؛ حيث انتظامها في تفريعات تثمرألوانا من المعرفة المتعددة الكامنة في الكلام الصوفي كمون النار في الهشيم . كلام يتسم بخصوبة تحتاجها الروح الإنسانية وبغير ذلك تجف الروح جفافا ليس بعده خواء !
هنا أؤكد على أن الكثير من ألفاظ / مفاهيم هذا التصور قد جللها الشاعر بالدلالة الرمزية الصوفية ، وقفت على معظمها في ثنايا كتاب (( شرح فصوص الحكم )) لابن عربي ، كما وقفت على معانيها الرمزية في (( المعجم الصوفي )) للدكتورمحمود عبد الرزاق ؛ أذكرمنها تمثيلا لاحصرا : (( الحقيقة - الكلام - الروح - النفس - الضوء - الظل - السماء - الشجر - الضياء ... )) إذ كل لفظة من هذه الألفاظ تشكل مجالا للبحث والدراسة في عالم التصوف الرحب بالمعاني الملتبسة التباسا لانجده في لغة الضاد .
وحتى لاأطيل سأعرض لكلمة واحدة فقط منها توضيحا لما أسلفت . وسأكتب البيت الثاني لأنتقي منه كلمة (( الضياء )) على سبيل التمثيل .
يقول الشاعرالحسن العابدي :



هي الروح ضوءا،وظلا،وشكل الســ ..... سـما ، والضياء ، ولون الشجر
إن كلمة (( الضياء )) في هذا البيت هي الوصف الرابع للحقيقة باعتبار منطوق الشاعر ومكتوبه .. بينما استقراء ماورد في معجم اللغة العربية ، وكذا القرآن الكريم ، والحديث النبوي الشريف ، كل ذلك يفضي إلى أن هناك نوعين من (( الضياء )) :
1) ضياء يدرك بالبصر ، وهو النور المحسوس للعين المبصرة .
2) ضياء يدرك بالبصيرة ، وهو ما يهتدي به العقل ، والإرادة ، والقلب ، وما تعلق بالروح .
أما المفهوم الصوفي ل (( الضياء )) الذي دل عليه مدلول النص ، يمكن إجماله في هذه الفقرة نقلا عن (( المعجم الصوفي )) السالف الذكر : (( الضياء : رؤية الأشياء بعين الحق ، لأن الحق بذاته نور لايدرك ويدرك به ، فإذا تجلى القلب من حيث كونه يدرك به شاهدت البصيرة المنورة الأغيار بنوره ، فإن الأنوار الأسمائية من حيث تعلقها بالكون مخالطة بسواده ، وبذلك استتر انبهاره فأدركت به الأغيار كما أن قرص الشمس إذا حاداه غيم رقيق يدرك )) .
إذا كان هذا هو مايعنيه الضياء عند المتصوفة .. فكيف وظفه الشاعر الحسن العابدي في قصيدة (( عرين الروح )) ؟ وبالظبط من البيت :

هي الروح ضوءا،وظلا،وشكل السـ ..... سماء،والضياء،ولون الشجر
إن الشاعر في هذا البيت يحصر الحقيقة في ذاك الذي يبدو في مرآة من مرايا خمس في البيت تتقابل مع الحقيقة هي : (( الروح ، الظل ، شكل السماء ، الضياء ، ولون الشجر ... )) .. إن ما يهمني هنا هو أن (( الضياء )) حاضر كوجه من أوجه الحقيقة المطلقة في مرآة عاكسة مفتاحها مايرى في الروح / النفس المؤهلة للكشف عن الحقيقة المبثوثة هنا وهناك باعتبارها نور (( الحق / الله )) الذي من أسمائه (( النور )) ؛ وهي إشارة لما ورد في سورة النور - آية : 35 - (( الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة ... )) .. وبناء عليه فهو لايدرك إلا بالنور . وقد نفث نوره في روح / نفس الإنسان .. ومادامت الروح / النفس من نور الله فباستطاعتها أن تدرك هذا النور الذي يقذفه الله فيها .. وبهذا النورعليها أن تدرك الأشياء بالبصيرة المنورة ، التي تستوعب بنورها الكون .. وبذلك يكون كلاهما الذي يجلي الحقيقة أفكارا جوانية تستعصي على الوصف العادي وإن كان للطبيعة الجميلة والإحاسيس الخبيثة والإيقاع الصافي فيها مجال للوصف !
وبناء على هذا يكون الشاعر الحسن العابدي قد ربط الحقيقة بالكلام الموجه بالنور الإلهي إلى الفكر / الإنسان .. دون حصرها في الأنا أو الآخر أوالمتصوف .. وهناك توجيه ودعوة ضمنية من الشاعر للمتلقي للانخراط في اعتناق هذا التصور الذي يراه يتسم بالخصوبة الفكرية .. إذ الإنسان - من خلال الانخراط في هذا التصور يستطيع اقتناص كل المعارف والمناهج - ( طرق التفكير ) - .. حيث تنكشف الحقائق بالكشف في تلاوينها وأشكالها المختلفة .. فمتى انتشرالكلام الموجه بالنورأحيا المعاني المقبورة .. ومتى نطقت الروح / النفس الموجهة بالنورالإلهي وجد القلب راحته ووجدت الروح / النفس صفاءها ، طهارتها . بل خلت مما يدنسها .
ويرى الشاعر أن عكس هذا . أي (( الصمت )) قد يؤدي إلى المعاناة والآلام الزائدة ؛ وصار الوجود ، وجود الإنسان معتقلا :

إذا ما نطقت استراح الفــؤاد ...... وإلا فــــوخــزكـوخــز الإبـــــــر
ألا إن بالبوح تصفوالنفوس ...... صـفــاء ورقـــة لحــن الــوتـــــــــر

ثانيا: النص مقاربة حول مفهوم الإبداع الشعري من منظور صوفي :

انتقل الشاعرنقلة لم يبررها إلا حسه الشعري ، وكأنه يسائل الذات أولا ، والآخر ثانيا :
ماذا لو ارتبطت تلك المعاني الصوفية الصافية الجوانية بالشعر؟ أتراها تحط أم ترفع من شأن الإنسان ؟
الشاعر الحسن العابدي يجلل هذا النوع من الشعر ، ويؤكد على خصوصيته الرمزية المفعمة بالنور الإلهي ، المحجوب عن أولئك الذين عطلوا قوة كامنة فيهم ؛ هي قوة البوصلة الموجهة للصوفي ؛ إنها البصيرة !
هنا تحول الشاعر إلى قاريء واع لوا قع عاش ويعيش فيه ؛ يبوح بما اعتراه من نقص فيحدد الداء في : سيطرة المعرفة المادية الحسية عليه مما أعماه عن رؤية الحقيقة الصوفية !
ولم يسلم هذا الواقع من تبكيث الشاعر به بل نعثه ب (( عديم الذكاء )) !! وهي دعوة ضمنية للآخر لينخرط في تعقب الحقيقة الصوفية التي يتغنى بها الشاعر اليوم باعتبارها تضمن للشاعر خلوده لأنه في الأساس يتغنى بالحياة . ومن تغنى بالحياة ضمن الخلود بما خلق من إبداع ، وهذا أمر غير متاح لغيره :


بخ لك ياشاعري إذ تغنــــ ( ني ال ) حياة ولايعـتـريـــك الضجــــــر!
وحين تموت يغنيك شعـــــــ ( ـــــــر ) ك بالجهروالصمت مثل الحجـر
بعد هذاالمدح المشفوع بالرضى يسمو الشاعر الحسن العابدي بشعره ورسالته المبشرة إلى درجة رسالة الأنبياء التي هي أمانة في أعناقهم وفي عنق الشاعر . والتي في أدائها على وجهها الأكمل ما يبعث على الرضى بالنسبة للشاعر ؛ وهذه غاية الغايات عند كل متصوف حيث يتحقق الكشف وتتم المشاهدة بحلول الله في الإنسان ، كما يرى الحلاج :


أنا من أهوى ومن أهوى أنا ......... نحن روحـــان حللنـــــا البدنـــا
أو باتحاد الإنسان بالذات الإلهية / اللاهوت في الناسوت . كما عند ابن عربي ، فتكون وحدة الوجود (( !!! )) :


وما تم إلا الله وما تم غيــره ........ ومـا تـم إلاعـيـنـه وإرادتـــــــه
إن شعرأ بهذه الخصوصيات يصبح الشاعر الحسن العابدي داعيا إليه ، ومبشرا بفتوحاته على الإنسان مادام يستصحب معاني راقية تفوق الحس والإدراك ، وتنير طريق السالك بالمعنى الصوفي / الإنسان بالمعنى العام :


تروض وحش الفيافي ، وتأ ( ســ) ـرلفح الشموس ، وضوء القمر
وتســـرق نـــارا لأجـل الأنـا ( م ) وتـوقــدها فـي ليــالــي البشـــــر
لكن ماذاعن مكمن الجمال في هذا الشعر العابدي ذي النفحة الصوفية ؟
الشاعر الحسن العابدي يحصر الجمال ؛ جمال شعره الصوفي - وله فيما كتب خير مثال في سحر اللغة الصوفية وبناء القصيدة بناء متكاملا ؛ إذ كل بيت فيها مشبع بخصوبة التجربة ينقل دفقة شعورية أو مواجدة أو إحساس مما يجعل ترابط الأجزاء فيه هو أساس التعبير عن التجربة ككل :وتنفخ


في اللــفــظ روحـــا جديـــــدا ..... فــتــحضـــر بيـــد ويهمي المطـــر
كأن القصيدة عرجــون نخــل ..... تـدلــــى جـنـيــا بــأشهـــى ثـــمـــر
هذا عن الجانب الفني . لكن ماذا عن المحتوى / المضمون ؟
يؤكد الشاعر على أن هذا الشعر - من حيث محتواه - يقطر سحرا ويحدد - بالأساس - مصدر ذلك السحر في الحمولة الرمزية وما فيه من إشارات وتكثيف وإيحاء . تعبيرا عما يحويه من ( كلام صامت ) ؛ كلام يتم داخل الذات .. وأنه يحبل بالمناجاة ، والتعبير عن خصوبة الوجدان ؛ لنشدان الحقيقة البديلة عن الواقع المحمل بالشرور والآثام ، وحيث اللذة التي لاتعدلها لذة .. إنه شعر التعبير عن الملتبس في الحياة .. شعر يدلك من خلال السمو الروحي . شعر تستقيم به كل الاختلالات المعكرة لصفو الحياة بقدرة جوانية كامنة فيه تقلب الحجر إبريزا ، وتجعل الوحش الكاسر ينقاد للإنسان k والمجاري تجمد ، والليل البهيم تطرد ظلمته ، وليس وراء كل ذلك غير ال (( فرماكو )) بتأثيراته القوية بالنهل من سحر الحقيقة الصوفية المبددة لاعتلالات الموجود وأصل الحياة ، الكاشفة للمستور والمحجوب عن الأنظار...
وبعد أن جف ، ونضب معين الإشارة والتلميح للآخر، دعوة له لينخرط في عالم الشاعرهذا ؛ عالمه الصوفي الجواني ، تستقيم للشاعر اللغة - لعلها لحظة اليقظة بعد غفوة إبداع القصيد - فيدعوه الشاعرصراحة - لأن يسلك النهج ؛ ينشد من وراء ذلك الحق . أو السر الأعظم الذي هو سر الوجود . وحيث الاستجابة تمت بالأمر الإلهي (( كن )) .. مؤكدا على أن الحقيقة الأزلية الخصبة الوحيدة ، التي لابديل عنها كامنة - وبالأساس - في (( الكلام الصامت )) ! .

ثالثا : نص ((عرين الروح)) بصمته الجهيروجهره المهموس محط ثنائي :


أخي الشاعر : الحسن العابدي .

أشكرك جزيل الشكر أن أهديتني ديوانك هذا .. قرأته فشدني إليه شدا بل لبسني ولبسته - فترة مهمة من حياتي - بالرغم من موقف لي صريح ، أعلنه صراحة هنا ، هو: (( أنني أتحفظ من حضور اللغة الصوفية في ثنايا لغة الشعر ، مالم تكن نابعة من تجربة صوفية حقيقية .. يكون باستطاعتها إعادة تجارب صارت على النهج ، فكان منها إبداعا شعريا ، فريدا ، متميزا ، غزيرا ، لازال مطمورا في رفوف مكتبات / خزانات كتب خاصة ووطنية كبرى .. إن هذا النص الذي ناوشني وناوشته أعطاني انطباعا بأنكم ارتقيتم بهذا النص إلى مراتب شعراء امتلكوا أدوات الشعر العمودي باقتدار .

وأخيرا أدعوك لأن تتأمل معي ما أقوله الآن :

(( هل يمكن لكل شاعر أن يكون من الشعراء العظام ؟ أم أن الإبداع الشعري شيء نسبي خاضع لذوق وزمان (( موضة )) ما .. ! موضة تصنع الشعراء (( الأبطال )) الزائفين ؛ تنفخهم كالفقاعات حتى حدود الانفجار ..! يتورمون كالمرض الخبيث حتى حدود الموت .. !بينما في مملكة الظلال - ظلالي أنا .. لا ظلالك الصوفية - أرواح شاعرية تنمو ، وتزهر بصمت ، وكبرياء ، تتأمل الكون ، وتحاور المطلق ، دون ضجيج ودون أن تبوح بسر لأحد . هل تعلم أن هناك شعراء كبار من طينة : هلال الفارع ، محمود الحليبي ، محمد جاهين بدوي ، وثروت سليم .. إنهم من عنيت ، لكنهم في زمان تعولم فيه كل شيء ؛ حتى الشعر !!.. واحسرتاه إن مست يد العولمة الشعر ..!! واحسرتاه إن مست يد العولمة الشعر ...!!! .


حرر في مـــراكش : 6 ماي 2008
عرض فـي أزرو : 10 ماي 2008


***


*********************************************
(1) العرفان عند الصوفية هو المعرفة المباشرة التي يصل إليها المتصوف دون وسائط أي الحواس أو العقل . وإنما عن طريق الاتصال المباشر الذي لايحصل إلا لمن بلغ الذروة في درجات الترقي الصوفي كأن يصل إلى درجات الحلول أو الإشراق أو الاتحاد .

د.محمد فتحي الحريري
18/09/2009, 12:00 AM
اخي الاستاذ عبد الرحمن الخرشي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اشكرك على عرضكم النافع ان شاء الله ، وارجو الزيادة المعرفية بالعابدي ومؤلفاته ان كان له ،
الصوفية كما اردد دائما حسناء لم تعدم لها ذامــــــــــــا !
طريق ذوقي عرفاني زهدي توكلي بين الخوف والرجاء
اللهم اجعلنا لديك من المقبولين
شكرا مجددا ..

عبد الرحمان الخرشي
27/11/2009, 02:09 AM
اخي الاستاذ عبد الرحمن الخرشي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اشكرك على عرضكم النافع ان شاء الله ، وارجو الزيادة المعرفية بالعابدي ومؤلفاته ان كان له ،
الصوفية كما اردد دائما حسناء لم تعدم لها ذامــــــــــــا !
طريق ذوقي عرفاني زهدي توكلي بين الخوف والرجاء
اللهم اجعلنا لديك من المقبولين
شكرا مجددا ..

الأخ الكريم المبجل : (( الدكتور محمد فتحي الحريري ))


حفظكم الله ورعاكم ، وأثابكم على النبش عن هذه الدراسة التي طمرها إعراض أهلنا عن التعرف عما فيها من محتوى !!! .. وبالمناسبة فإن الشاعر الذي تسألون عنه هنا يعتبر من الشعراء الشباب في المغرب حاليا ، وهو من شعراء (( واتا )) .. ولا أدري لماذا غاب عن الأنظار منذ مدة ليست بالقصيرة ، وإن كنت أعرف أنه في صحة ، وعافية .. باكورة شعره وديوانه الوحيد هو ديوانه : (( للصمت متسع للنظر )) .. تقييمكم للتصوف ، وللصوفية في محله ، ودقيق .

ودعني أخيرا أؤمن على دعائك .. والشكر موصول لك أيضا .




***



.

نسرين حمدان
27/11/2009, 02:53 AM
]
[QUOTE=عبد الرحمان الخرشي;278387]أخي الشاعر : الحسن العابدي .
أشكرك جزيل الشكر أن أهديتني ديوانك هذا .. قرأته فشدني إليه شدا بل لبسني ولبسته - فترة مهمة من حياتي - بالرغم من موقف لي صريح ، أعلنه صراحة هنا ، هو: (( أنني أتحفظ من حضور اللغة الصوفية في ثنايا لغة الشعر ، مالم تكن نابعة من تجربة صوفية حقيقية .. يكون باستطاعتها إعادة تجارب صارت على النهج ، فكان منها إبداعا شعريا ، فريدا ، متميزا ، غزيرا ، لازال مطمورا في رفوف مكتبات / خزانات كتب خاصة ووطنية كبرى .. إن هذا النص الذي ناوشني وناوشته أعطاني انطباعا بأنكم ارتقيتم بهذا النص إلى مراتب شعراء امتلكوا أدوات الشعر العمودي باقتدار .
وأخيرا أدعوك لأن تتأمل معي ما أقوله الآن :
(( هل يمكن لكل شاعر أن يكون من الشعراء العظام ؟ أم أن الإبداع الشعري شيء نسبي خاضع لذوق وزمان (( موضة )) ما .. ! موضة تصنع الشعراء (( الأبطال )) الزائفين ؛ تنفخهم كالفقاعات حتى حدود الانفجار ..! يتورمون كالمرض الخبيث حتى حدود الموت .. !بينما في مملكة الظلال - ظلالي أنا .. لا ظلالك الصوفية - أرواح شاعرية تنمو ، وتزهر بصمت ، وكبرياء ، تتأمل الكون ، وتحاور المطلق ، دون ضجيج ودون أن تبوح بسر لأحد . هل تعلم أن هناك شعراء كبار من طينة : هلال الفارع ، محمود الحليبي ، محمد جاهين بدوي ، وثروت سليم .. إنهم من عنيت ، لكنهم في زمان تعولم فيه كل شيء ؛ حتى الشعر !!.. واحسرتاه إن مست يد العولمة الشعر ..!! واحسرتاه إن مست يد العولمة الشعر ...!!! .

حرر في مـــراكش : 6 ماي 2008
عرض فـي أزرو : 10 ماي 2008

***
*********************************************


يعطيك العافية أستاذي الفاضل



عبد الرحمان الخرشي

مجهود رائع تستحق كل الشكر والتقدير على انجازه

جزاك الله كل خير وأثابك ما تستحق من الثواب

بصراحة أنا أقرأ كثيراً قصائد شعرية لشعراء كبار قدامى وحديثي العهد

وإلى الآن أحاول تنظيم قصيدة على نمط تلك الروائع أو محاكاتها

فلا أستطيع

كل مرة أخاف ولا أستطيع حتى عرضها على أقرب الناس لي

لهذا أيقنت أن الإبداع موهبة من عند الله وليست اكتساب أن

الإبداع هبة من الرحمن ونعمة فضل الله بها بعض عباده على بعض "

ورفعنا بعضكم فوق بعض درجات " ومنها درجة الإبداع ...

وهذه المنحة الإلهية لحظات إشراق وصفاء يصل فيها الإنسان إلى مرحلة الإبداع ..

الإبداع مرحلة نورانية تأتي في لحظات إشراق النفس وصفاء الذهن ولحظات

توفيق من الله لعمل ما أو فكرة ما أو اختراع ما أو كتابة شيء فني ما

أدعو الله أن يلهمني بعضا من تلك اللحظات حتى أبدع مرة من نفسي


سؤالي لك أستاذي الفاضل :


هل كلّ متصوف مبدع أم أنّ كل مبدع متصوف ؟

وما معنى كلمة ( بخ بخ ) بصراحة كُتبت لي ولا أدري هل هي مدح أم ذم ؟

واخيرا أحلى وأرق واجمل تهنئة أقدمها لك بمناسبة عيد الفطر السعيد

أعاده عليك وعلينا وعلى كل الامة العربية والاسلامية بالخير والهداية واليقين

والنصر المبين


http://www.wata.cc/forums/imgcache/15979.imgcache.gif


توضأ بالنقاء كي تبتسم الشمس من شفتيك

د.محمد فتحي الحريري
28/11/2009, 02:24 PM
الأخ الكريم المبجل : (( الدكتور محمد فتحي الحريري ))
حفظكم الله ورعاكم ، وأثابكم على النبش عن هذه الدراسة التي طمرها إعراض أهلنا عن التعرف عما فيها من محتوى !!! .. وبالمناسبة فإن الشاعر الذي تسألون عنه هنا يعتبر من الشعراء الشباب في المغرب حاليا ، وهو من شعراء (( واتا )) .. ولا أدري لماذا غاب عن الأنظار منذ مدة ليست بالقصيرة ، وإن كنت أعرف أنه في صحة ، وعافية .. باكورة شعره وديوانه الوحيد هو ديوانه : (( للصمت متسع للنظر )) .. تقييمكم للتصوف ، وللصوفية في محله ، ودقيق .
ودعني أخيرا أؤمن على دعائك .. والشكر موصول لك أيضا .

***
.
شكرا مجددا مولاي
كل عا وانتم بخير عميم وقلب سليموالله يحفظكم .

د.محمد فتحي الحريري
28/11/2009, 02:29 PM
]
[عبد الرحمان الخرشي
مجهود رائع تستحق كل الشكر والتقدير على انجازه
جزاك الله كل خير وأثابك ما تستحق من الثواب
بصراحة أنا أقرأ كثيراً قصائد شعرية لشعراء كبار قدامى وحديثي العهد
وإلى الآن أحاول تنظيم قصيدة على نمط تلك الروائع أو محاكاتها
فلا أستطيع
كل مرة أخاف ولا أستطيع حتى عرضها على أقرب الناس لي
لهذا أيقنت أن الإبداع موهبة من عند الله وليست اكتساب أن
الإبداع هبة من الرحمن ونعمة فضل الله بها بعض عباده على بعض "
ورفعنا بعضكم فوق بعض درجات " ومنها درجة الإبداع ...
وهذه المنحة الإلهية لحظات إشراق وصفاء يصل فيها الإنسان إلى مرحلة الإبداع ..
الإبداع مرحلة نورانية تأتي في لحظات إشراق النفس وصفاء الذهن ولحظات
توفيق من الله لعمل ما أو فكرة ما أو اختراع ما أو كتابة شيء فني ما
أدعو الله أن يلهمني بعضا من تلك اللحظات حتى أبدع مرة من نفسي
سؤالي لك أستاذي الفاضل :
هل كلّ متصوف مبدع أم أنّ كل مبدع متصوف ؟
وما معنى كلمة ( بخ بخ ) بصراحة كُتبت لي ولا أدري هل هي مدح أم ذم ؟
واخيرا أحلى وأرق واجمل تهنئة أقدمها لك بمناسبة عيد الفطر السعيد
أعاده عليك وعلينا وعلى كل الامة العربية والاسلامية بالخير والهداية واليقين
والنصر المبين
http://www.wata.cc/forums/imgcache/15979.imgcache.gif
توضأ بالنقاء كي تبتسم الشمس من شفتيك
[/SIZE][/COLOR]
ابنتي الكريمة الحصان الرزان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انا دخلت هنا دون استئذان من المكرم الباحث الخرشي لاطمئنك على كلمة بخ بخ
اسم فعل بمعنى استهواني او امتعني وما دار في فلكهما
فقـّري عــيــنـــــــــــــــــــــــا وقولي بخ بـــــــــــــــــــــــخ بطمأنينة ..
اما علاقة الابداع الصوفية فلا علاقة بينهما ، الجهة منفكة : قد كون الصوفي مبدعا وقد يكون غبيا بليدا والعكس ايضا ليس كل مبدع من الصوفية ، الامر يعتمــــــــــــــد والله يحفظكم .