المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : معين بسيسو/ شهيد الشعر الفلسطيني.



ابراهيم ابويه
12/11/2008, 11:05 PM
ولد معين بسيسو في مدينة غزة بفلسطين عام 1926 ، أنهى علومه الابتدائية والثانوية في كلية غزة عام 1948 .
بدأ النشر في مجلة " الحرية " اليافاوية ونشر فيها أول قصائده عام 1946 ، التحق سنة 1948 بالجامعة الأمريكية في القاهرة ، وتخرج عام 1952 من قسم الصحافة وكان موضوع رسالته " الكلمة المنطوقة و المسموعة في برامج إذاعة الشرق الأدنى " وتدور حول الحدود الفاصلة بين المذياع والتلفزيون من جهة والكلمة المطبوعة في الصحيفة من جهة أخرى .

انخرط في العمل الوطني والديموقراطي مبكرا، وعمل في الصحافة والتدريس .

وفي 27 كانون الثاني ( يناير ) 1952 نشر ديوانه الأول ( المعركة ) .

سجن في المعتقلات المصرية بين فترتين الأولى من 1955 إلى 1957 والثانية من 1959 إلى 1963 .

أغنى المكتبة الشعرية الفلسطينية والعربية بأعماله التالية :
في الشعر :
المعركة .
المسافر .
حينما تمطر الحجار .
مارد من السنابل .
الأردن على الصليب .
فلسطين في القلب .
الأشجار تموت واقفة .
قصائد على زجاج النوافذ .
جئت لأدعوك باسمك .
آخر القراصنة من العصافير .
الآن خذي جسدي كيساً من رمل .
القصيدة.

الأعمال النثرية :
نماذج من الرواية الإسرائيلية المعاصرة ( 1970 ) .
يوميات غزة - غزة مقاومة دائمة (1971) .
أدب القفز بالمظلات (1972) .
دفاتر فلسطينية ( 1977 ) .
مات الجبل ، عاش الجبل ( 1976 ) .
الاتحاد السوفيتي لي (1983).
الشهيد البطل باجس أبو عطوان
88 يوم خلف متاريس بيروت (1983) .

و كتب في العديد من الجرائد و المجلات العربية :
- في جريدة الثورة السورية تحت عنوان من شوارع العالم .
- في جريدة فلسطبن الثورة تحت عنوان نحن من عالم واحد .

و كتب مفالات عديدة :
- في مجلة الديار اللبنانية .
- في مجلة الأسبوع العربي اللبنانية .
- في مجلة الميدان الليبية .

و شارك في تحرير جريدة المعركة التي كانت تصدر في بيروت زمن الحصار مع مجموعة كبيرة من الشعراء و الكتاب العرب .

كان أحد أبرز رواد المسرح الفلسطيني وكتب عدة مسرحيات منها:
ثورة الزنج .
شمشون ودليلة .
شي غيفارا .
العصافير تبني أعشاشها بين الأصابع.
كليلة و دمنة.
ترجم أدبه إلى اللغات الانجليزية والفرنسية والألمانية والروسية ، و لغات الجمهوريات السوفياتية أذربيجان ، أزباكستان و الإيطالية و الإسبانية و اليابانية و الفيتنامية و الفارسية .
حائز على جائزة اللوتس العالمية وكان نائب رئيس تحرير مجلة " اللوتس " التي يصدرها اتحاد كتاب آسيا وأفريقيا .
حائز على أعلى وسام فلسطيني ( درع الثورة ) .
كان مسؤولاً للشؤون الثقافية في الأمانة العامة للاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين .
كان عضو المجلس الوطني الفلسطيني .

استشهد أثناء أداء واجبه الوطني وذلك إثر نوبة قلبية حادة آلمة في لندن يوم 23 / 1 / 1984 .

بعض قصائده...
دقت الساعة.
ليس ذنبي إن كان للنور قبر في بلادي وللمكافح قبر

وتفشّى الظلام كالداء لا يوقف طوفانه المدمّر فجر

إنّني أكتب الحقيقة لكن ثورة الحق في بلادي كفر

قلمي في الحديد في ظلمة السجن طريح مكبّل لا يصرّ

نفسي حائم يفتّش في الظلمة عن منفذ ولا يستقرّ

أبدا أرفع العيون إلى الباب ولا حامل شعاعا يمرّ

وإذا ما سمعت دمدمة الريح تدوّي قلت العوصف كثر

سوف تجتاح حائط السجن يوما فوراء القضبان يلهث حرّ

غير أنّ الأيام تمضي وتمضي وأنا شمة تذوب وفكر

وأمدّ الأنفاس مدّ فريق أين من موجه الشدد المفرّ

أين شعبي لقد تذكّرت أنّي لي دين في عنقه لي مر

أين أنفاسه تحطّم قيدي أين ثاراته أما لي ثأر ؟

إنّ شعبي العملاق في القمقم مثلي وفوقه الليل بحر

ويعاني الذي أعاني وهل يفرح نسر وفي السلاسل نسر !

وهو لا بدّ حاطم قيده الأسود يوما والنصر يتلوهنصر

فإذا الصرخة الكبيرة تدوّي وإذا العالم المقّيد حرّ

البساط الكبير يفرش للظافر قومي إفرشيه فاليوم خمر

وغد نحن من صنعنا غد العالم عمّدانه الأيادي الحمر

للملايين يفرحون به العمر فما فيه ظلمة أو قفر

قد جعلنا الإنسان أثمن ما فيه له الأرض والسماء مقرّ

وجعلناه كالرياح طليقا غده في يديه نور وزهر

غدنا أيها القريب لقد أوشك يمشي على الطريق الفجر

نحن لن نترك السلاح وفي الأرض أسارى وآسرون وأسر

ساومونا على الحياة كما شاؤوا وما للحياة سوق وسعر

وإذا ما صلاهم قلم الحر شعاعا يلقيه في الأرض فكر

صرخوا صرخة الغراب على الجيفة واستنسروا وكرّوا وفرّوا

ثمّ صاحوا بالشعب وهو دموع عتقّت في كؤوسهم فهي خمر

إنّ تمثالك المقدّس يا شعب حطام بكلّ أرض يجرّ

قتلوه فخذ بثأرك يا شعب فللميّت المقدّس ثأر

غير أنّ الذي ينادون سدّت أذنه الريح والصّباح الأغرّ

وعلى ضوئه تراءى له الوحش وقدّامه الضحايا الكثر

أيها الشعب أيها الميت الحيّ بأرض منها القبور تفرّ

هكذا تصنع النعوش لكي ترقد فيها وأنت يا شعب زهر

خالد العطر مثقل بندى الفجر ولكن لا يطرد الجوع عطر

هكذا قدّروك ميتا على الأرض وأيامهم لشمسك قبر

يمضغون السنين من عمرك النضر ويلقونها ومالك عمر

أنظر الصين كيف ثارت على الموت وفي الصين للملايين نصر

كيف هدّت جدران معبدها الرحب وفيه الأصنام بيضوصفر

صرخات العبيد في أذنيها جمعت فالعبيد بعث ونشر

ورياح تسوقها مثلما ساق الدهور البطاء في الأرض دهر

ضربت موعدا له أمم الأرض فطارت به الجياد الحمر

دقّت الساعة الرهيبة وانشقّ عن المارد المخدّر ستر

أسندته إلى الجدار الأعاصير كسكران نال منه السّكر

وشظايا الكؤوس غائصة فيه كما غاص في حشا الأرض جذر

نسمات الصباح يا حلم التائه يمشي والقفر شوك وجم

بلّلي وجهه وشدّي خطاه فطريق الكفاح صعب ووعر

ملأته الأشواك والدم والدمع ولكّنه الممرّ الممرّ

أيها الشرق كان ظلّك في الأرض سحابا يمرّ ما فيه قطر

تشرب البوم من جداولك الخضر وتروى وليس ترويك بئر

أورثوك القيود عن صنم مات فأشقاك في حياتك قبر

هم لصوص التاريخ كم سرقوا منه شعوبا مصّوا دماها وفرّوا

وهم المالئون أرض أمانيك ظلاما يضلّ فيه الفجر

غير أنّ الحياة أقوى من الموت ولن يهزم الحياة القبر

هي كالبحر مدّها الأمل الهادر طول السنين واليأس جزر

يكشف الصخر حين يرجع بالموج ولن ينجي الغريق الصخر



تاريخ...
فمك المكبّل بالحديد وفمي المكبّل بالنشيد

صوتان للحريّة الحمراء في وطن العبيد

متكسّران تكسّر الأمواج فوق الزورق

متعاظما بحطامه وكأنّه لم يغرق

قيدان في هذي الطريق يتطلّعان إلى الحريق

كالشاطىء الراسي يحاول سحبه نفس الغريق

متهافتان تهافت الظمآن فوق الجدول

متحصّنا بصخوره حصن الظلام بمشعل

عينان في سجن الخريف تتحرّقان إلى الحفيف

كتحرّق الحرّ المقيّد للنّسيم وللرصيف

منذورتان إلى الربيع استيقظي وتحرّري

يا هذه الأزهار من غصن الدّجى المتحجّر

جرحان في خرق وطين لا يعرفان من السنين

غير السّياط الراشحات حبالها بدم السجين

كحمامتين طريحتين على جدار مظلم

تتنفسّان نسائم القفص الملطّخ بالدّم

شعبان في الوادي الخصيب شنقا بأمراس اللهيب

وتطوّحا كتطوّح النسّمات في القفر الجديب

كشعاعتين رضيعتين على ذراعي كوكب

نزل السّحاب عليهما بالخنجر المتوثّب