المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بين الحركة والسكون في فكر إقبال



إبراهيم محمد إبراهيم
13/11/2008, 07:56 AM
بين الحركة والسكون في فكر إقبال
د . إبراهيم محمد إبراهيم
لقد كان ما يهدف إليه العلامة إقبال من وراء أفكاره ونظرياته وفلسفته هو بناء الشخصية المسلمة الحقة التي أراد الله تعالى لعباده أن يصطبغوا بصبغتها ، وتحرير هذه الشخصية من أغلال العبودية لغير الله ، ولذا درس إقبال نتاج الفكر الإنساني بعامة ، شرقه وغربه ، وحاول بما وهبه الله من قلب واع وفؤاد مدرك أن يستخلص منه ما يفيد في تحقيق هدفه ، وأن ينقد منه ما كان غير ذلك ، وهو في كل حال يضع نصب عينيه كتاب الله وسنة رسوله ، ويؤمن تمام الإيمان بأن شرع الله وقانونه هو الحق ولا حق غيره ، سواء قال بذلك الإنسان ، أو حاول الجحود والإنكار بدافع التحلل من القيود والضوابط ، وإطلاق العنان للنفس الأمارة بالسوء لتعيث في الأرض فساداً . واستطاع إقبال في نهاية الأمر أن يقدم لنا مجموعة من النظريات حول جوانب الحياة المختلفة تعدّ فلسفة متكاملة لخلق الشخصية المسلمة ، أو كما سماها هو " مرد خدا : رجل الله "
ولأن شخصية " رجل الله " هذه هي محور فلسفة إقبال وهدفها ، فقد قدم نظرية الذات " خودي " لتربيتها وخلق الصفات الحميدة فيها ، ونظرية إنكار الذات " بـ خودي " والتي تعتمد على إنكار الذات ونفيها لصالح الجماعة وليس القضاء عليها ومحوها
وواقع الأمر أن فلسفة إقبال تقوم على الحركة ، وتعتبرها هي الحياة إذ يقول :
• الحياة كالموت إن خلت من الثورة ........ فإن حياة روح الأمم هي الثورة .
• أنت كالعبق محبوس في البرعم فعليك أن تنتشر ....... وامتط ظهر الهواء في الروضة .
• فإن كان ما تملكه قليل فلتصبح بدلاّ من ذرّة صحراء ........ ولتصبح بدلاّ من نغمات الموج هدير طوفان .
• لترفع بقوة العشق كل مهان ........ ولتنر باسم محمد " صلى الله عليه وسلم " في الزمان
• كن شعلة واحرق ما سوى الله ........ لماذا تخشى الباطل وأنت تهزمه دائماً .
فإقبال في الأشعار السابقة يقول صراحة بأن الحياة التي تخلو من التغيير والحركة الدائمة – حتى ولو كانت عنيفة – لا قيمة لها ، ولا تستحق أن تسمى حياة ، خاصة فيما يتعلق بالأمم والشعوب ، ولكن لا يفهم من هذا بأن إقبال يدعو إلى الثورات على إطلاقها ، إنما دعوته تتجه إلى الثورة على الباطل ومواجهته والقضاء عليه ، ولذا فهو يطلب من المسلم أن يتحرك هنا وهناك في أطراف الحديقة – الدنيا – وجوانبها وينشر شذاه ، إذ هو في الحقيقة شذىً , ولكن لا يجب أن يحبس نفسه داخل البرعم فلا يصل عبقه إلى أحد ، وإنما عليه أن يخرج من البراعم والزهور ، وينتشر في الربوع كلها ليحظى برائحته الجميع ، لكنه عندما يصادف الباطل يتحول إلى شعلة من النار تحرق هذا الباطل وتقضي عليه دون تردد أو خوف ، لأن الحق دائماً هو المنتصر ، والباطل هو الزّهوق أبداً ، وإذاً فعبير المسلم ورحيقه للبشر كافة ، ولكن غضبه وانتقامه يكون من الباطل فقط ، وهو ما يؤيد عالمية رسالة إقبال وفلسفته وعدم انحصارها في أمة دون أخرى
وتجلت فلسفة الحركة عند إقبال في منظومته الطويلة " خضر راه : خضر الطريق " حين يقول على لسان الخضر رداً على تعجب الشاعر من تجواله في الصحارى والجبال وعلى صفحات الأنهار بعيداً عن العمران والزحام . إن هذه هي الحياة الحقيقية ، وأن الانحصار بين جدران المنازل لا يناسب الإنسان الحق ، لأنه يحرمه من التجوّل في ملكوت الله ومشاهدة قدرته ،
وهكذا يرى إقبال أن الركون إلى الراحة ضد مقتضيات الحياة الصحيحة ، وأن الاستقرار في مكان والثبات عليه وعدم محاولة التقدّم والتغيير إلى الأفضل لا يختلف عن الموت في كثير ، وكأنه يذكّرنا بقول الله تعالى : " هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور " ، ولذا فإن إقبالاً يرى في طائر الشاهين تجسيداً للشخصية المسلمة الحقة ، إذ الشاهين لا يبني لنفسه عشّاً ، وإنما يتخذ من قمم الجبال مقراً لا يستقر فيه ، ولا يطير مع الأدنى منه ، ولا يأكل ميتةً ولا من صيد غيره ، وهو في حركة مستمرة لا يتوقف أبداً ، بل إنه يواصل التدريب والتمرين في أوقات فرصته ليكون مفيداً له في رحلته ، وهو حادّ البصر واضح الهدف عزيز النفس لا يقبل الذلّ أو الإهانة :
ويطلب إقبال من المسلم أن يواصل حركته وسعيه ، إذ العالم ليس لوسعته انتهاء ، وعليه ألاّ ييأس إذا فشل مرّةً أو مرات ، وإنما عليه أن يحاول مرة ومرات ، ولا بدّ أنه سيصل إلى هدفه ، لأن الله خلق في فطرته من الأسباب ما يمكّنه من الوصول إلى الهدف حتى وإن كبا مرات ومرات :
ورغم أن فلسفة إقبال تقوم على الحركة وتعتبرها هي الحياة ، إلاّ أن ذلك لا يعني أن إقبال قد رفض الصمت وحذّر من السكون على خطّ مستقيم ، بل على العكس من ذلك ، فعندما نطالع أشعار إقبال كاملة متدرّجين معها من البداية نرى أن فلسفة إقبال تعطي دوراً أساسيّاً للصمت والسكون ، ونستطيع أن نتتبّع هذا الدّور من خلال الألفاظ التي تدلّ على الصمت والتي استخدمها إقبال في أشعاره
فإذا تتبعنا استخدامات إقبال للفظ الصمت وما في معناه في أشعار المرحلة الأولى من تكوينه الفكري وجدناها تتركز في طلب الهدوء والخلوة وفرصة التفكير والشعور بالحزن والألم لما يصيب وطنه – شبه القارة الهندية – من آلام وغفلة أبناء هذا الوطن وإغراقهم في سبات لا يفيقون منه ، بالإضافة إلى مدح الصمت واعتباره ميزة يتميز بها كل ذي حسّ رقيق ، وتفضيله في كثير من الأحيان على الكلام والحديث
لكن الصمت والسكون في فكر إقبال ليسا مرادفين للجمود أو الركون إليه ، بل على العكس من ذلك فهما في نظره يهيّئان الإنسان للحركة الواعية المبنية على أساس سليم ، والتي تؤدي إلى نتيجة صحيحة ، إذ هو بالتأكيد ضد الحركة الهوجائية التي تنتج عن حماس وافر يفتقر إلى الحكمة ، أو كردّ فعل فوريّ محروم من التفكير والتعقّل ، ولذا فقد رأينا الصمت والسكون في تصور إقبال وشعره يضجّان بالحركة والاضطراب ، بل والثورة أحياناً ، لأنه صمت فكر وتدبّر وتأهّب للتنفيذ ، إذ أن السكون والصمت في حقيقة الأمر ليسا هدفاً في حدّ ذاتهما ، وإنما يمثّلان مرحلة ضرورية وأساسية من مراحل الحركة والنشاط اللذان يرتكز عليهما فكر إقبال .
ورغم أن إقبال وفلسفته لم يتبلورا إلاّ بعد سفره إلى أوروبا والعودة منها إلى أرض الوطن كما سبق أن أشرنا ، إلاّ أن استخدامه للفظ الصمت في أشعاره التي نظمها قبل سفره إلى أوروبا تنمّ عن فكر عميق وإحساس مرهف وشعور واضح وإدراك تام لما يدور حوله من أحداث ، وما أصاب قومه من جرّاء الاحتلال الإنجليزي لبلاده ، ولم يكن ذلك إلاّ لأنه شاعر محبّ لوطنـه فقط ، وإنما نجد ملامح فكره واضحة ، وجذور فلسفته بارزة تدلّ قارئها والمتمعن فيها على شخصية فذّة في طريقها إلى مكانة عليا تتبوّؤها في ميدان الفكر والفلسفة ، ولذا فإن استخدامه للفظ الصمت في أشعار ما قبل سفره إلى أوروبا لم يكن للتعبير فقط عن حالة من الفكر والحزن الذي يعرض للشعراء عامة ، وإنما كان يحمل بداخله إشارات جلية لحركة ثائرة ، وثورة عارمة تموج في أعماق الشاعر نتيجة مشاهداته الدائمة لكل ما تقع عليه عيناه ، وما تسمعه أذناه ، مضافاً إلى ذلك أثر التربية الدينية التي توفّرت له في بيته ومجتمعه ، وكانت هذه الثورة العارمة تمهد لنفسها الطريق كي تخرج حين يحين وقتها في شكل فكر واضح محدّد المعالم صقلته التجارب وهذّبته الدراسة والاطلاع ، ولذا فإن كان إقبال قد رأى في أحضان جبال الهيمالايا الخلوة التي نشدها " هماله " ، وأبان عن رغبته الملحّة في العيش في كوخ صغير في أحضان الجبال بعيداً عن الضجيج متحرراً من أثر الدير والحرم " ايك آرزو " ، أو أن يحتويه نهر " كنكا " بين أمواجه فيغرقه ليخلّصه من النيران التي تضطرم بين جنباته " صدائـ درد : صوت الألم " ، فإن ذلك لا ينبغي أن يفهم على أنه هروب من هزيمة نفسية ، أو إحساس بإحباط أو ملل من الحياة ، وإنما كان الدافع هو ولهه بوطنه ، وحزنه على ما أصابه ، وهو ما تتميز به الفترة الأولى من فترات شعره ومسيرة فكره ، والذي ما لبث أن ترجمه إقبال إلى تعبير عن يأسه من الخلافات الدينية والطائفية التي تمزّق أبناء الوطن الواحد
ومن السمات الواضحة للمرحلة الثانية من مراحل التطور الفكري للعلامة إقبال الأدبية اتجاهه إلى قول الشعر بالفارسية جنباً إلى جنب مع الأردية ، حتى صار أكثر ما كتبه فيما بعد بهذه اللغة التي كانت تعدّ في ذلك الوقت من أهم لغات الحضارة الإسلامية ومن أكثرها انتشارا . ومن هنا فقد كان استعمال إقبال للفظ الصمت وما في معناه في هذه المرحلة ذا مدلول فكريّ وفلسفيّ خاص عبّر عنه في أشعاره بما يخدم نظرياته التي دعا إلى تطبيقها .
ومنظومة " خضر راه : خضر الطريق " التي تعدّ من أروع ما كتب إقبـال من المنظومات الطوال ، فقد كتبها في هذه المرحلة ، وعبّر فيها عن رأيه في كثير من أمور الحياة والسياسة وغيرها ، وتناول فيها الصمت كذلك ، وقد كتب إقبال هذه المنظومة عام 1922م ، ولذا ينظر إليها على أنها تحوي خلاصة فلسفة إقبال حول عدد من القضايا لم يتغيّر رأيه فيها فيما بعد ، إذ كان إقبال في قمة نضجه الفكري . ويبدأ إقبال منظومته هذه قائلاً إنه كان يجلس ذات ليلة على شاطئ النهر صامتاً مستغرقاً في تفكيره ، ولكن صمته هذا لم يكن دلالة على سكون داخله ، وإنما كان يخفي وراءه عالماً كاملاً من الاضطراب والحركة والغليان :
وبدأ لفظ الصمت يأخذ معنى واضحاً في فكر إقبال يرتكز على أن الصمت يخفي وراءه جهداً وحركة ، وحديثاً وبياناً ، ولا علاقة له بالظاهر الذي قد يوحي بالجمود والموت ، فهو سمة من سمات كل متحرك ، وهو مظهر من مظاهر التعبير المؤثر ، وهو لحن هادئ من ألحان قيثارة القدرة الإلهية ، وهو مظهر من مظاهر جمالها ، وهو دليل على الفكر العميق ، وهو جناح الخيال عند الشعراء ، وهو الحرارة في الأصوات . وقد بدأت هذه المعاني والمدلولات للصمت تتضح وتتحدد في فكر إقبال أثناء دراسته في أوروبا وبعد عودته منها واستقراره في بلاده ، ومراقبته لما يجري على أرض الله من أحداث ، ومحاولته بثّ الروح من جديد في المسلمين ، وتبليغ رسالة الإنسانية إلى البشر كافّة .
أما المرحلة الثالثة من مراحل تطور الفكر لدى إقبال فهي التي تبدأ – طبقاً لتقسيمنا – من عام 1924م وحتى وفاة إقبال عام 1938م ، أو بتعبير آخر هي المرحلة التي تضم شعره الذي كتيه بعد ديوانه " بانكـ درا " . وتتسم هذه المرحلة بنضوج فكر إقبال واكتماله ، وبأنها مرحلة التعبير الكامل عن فلسفته ، وخاصة نظرية الذات ونظرية إنكار الذات ، وهما محور هذه الفلسفة ، وكذلك نظرية العشق . وتميزت هذه المرحلة كذلك بابتداع إقبال لأساليب جديدة لمعالجة قضايا مطروقة ، مثل تقديمه لجبريل وإبليس والشيطان ، وإعلانه الثورة على الحضارة الغربية ونقدها نقداً صريحاً ، ومناداته بالوحدة والأخوة الإسلامية . وفي هذه المرحلة بدأ استعمال إقبال للفظ الصمت وما في معناه يقلّ تدريجياً بما يخدم فلسفته ونظرياته وتصوره لـ " رجل الله " ، حتى نصل إلى ديوانه الأخير " أرمغان حجاز " فنجده قد ترك استعمال هذا اللفظ تماماً ، إذ لم يعد لمدلوله العادي ضرورة في بناء الشخصية التي يريدها إقبال لتكون خليفة الله في الأرض .
فبعد أن تبلورت فلسفة إقبال واتضحت معالمها نجده يوظف الصمت الذي ينشده لخدمة الهدف الأسمى من هـذه الفلسفـة ، وهـو خلق المسلم الحقّ ، أو " رجل الله " كما يطلق هو عليه ، وذلك بخلق الذاتيّة لدى الفرد وتربيتها ، فتحوّل هذا الصمت من السكوت والصراع والاضطراب الداخلي إلى حرقة الذات وقوتها وثقتها ، ومن هنا وجدنا إقبال يقلّل من استخدام لفظ الصمت كثيراً – كما أشرنا – في هذه المرحلة النهائيـة . وبإحصـاء عـدد المرات التي استخـدم فيهـا لفظ " خاموشي : الصمت " ومشتقاته , ولفظ " سكوت بمعنى الصمت " أيضاً ، وكذلك لفظ " سكون " في أشعاره الأردية منذ البداية وحتى سفره عام 1905م وجدناها حوالي أربعاً وثلاثين مرة ، ونفس الألفاظ في فترة سفره التي امتدت من عام 1905م إلى عام 1908م حوالي خمساً وعشرين مرة ، وبعد عودته من السفر عام 1908م وحتى عام 1924م اثنتين وخمسين مرة ، أي أن عدد المرات التي استخدم فيها إقبال الألفاظ السابقة في ديوانه الأول " بانكـ درا " كانت إحدى عشر ومائة مرة ، وحتى هذه الفترة كان فكر إقبال قد اتضح ، وتحددت معالم فلسفته ومدلولات مصطلحاته ، ولذا وجدناه يستخدم الألفاظ السابقة في ديوانه الأردي الثاني " بال جبريل " إحدى عشر مرة ، وفي ديوانه الثالث " ضرب الكليم " عشر مرات ، بينما ديوانه الرابع " ارمغان حجاز " – القسم الأردي – يخلو تماماً من استعمال لفظ الصمت والسكوت والسكون وما في معناها .
وبعد ، فيتضح من الدراسة السابقة أن فلسفة إقبال ليست نتاجاً فجائياً بلا مقدمات ، وإنما المتتبع لأشعاره يرى خطّاً واضحاً يصل ما بين فكر إقبال وهو لا يزال شاباً في العشرينات من عمره ، وفكره حين صار في قمة نضوجه ، وأن البذور الأولى لكل نظرية من نظرياته والتي عبّر عنها في أشعاره في فترة النضوج هذه تبدو واضحة في أشعاره الأولى قبل سفره إلى أوروبا ، وأن محور فلسفة إقبال هو الحركـة ، ذلك لأن الحركة هي الأساس في خلق الشخصية الحقّة ، لكن هذه الحركة لا بدّ لها من ترتيب معيّن تسير وفقاً له ، وإلاّ صار ضررها أكبر من نفعها ، ومن هنا كانت نظرية " الذاتية " ، والتي تعني أول ما تعني شعور المرء بذاته واكتشافه لقدراتها ، والتعرّف على ما أودعه الله فيها من إمكانيّات تجعل من السهل عليها تسخير الكائنات ، ثم اندماج هذه الذاتية الفردية في ذاتية المجتمع فيصبح الجزء خادماً للكل ، والكل محافظاً على الجزء ، ولكلّ استقلاليته ، وهو ما يعرف بنظرية " اللاذاتية " . وأمام خطورة تأثير هذه الذات كان لا بدّ من تربيتها في مراحل يرفع بعضها بعضاً ، ويسهم كل منها في الوصول بها إلى المستوى الذي يجعل منها خليفة لله في الأرض .
ومع ذلك فإن الصمت في فكر إقبال وأشعاره كانت له مراحل متتابعة لعبت دوراً أساسياً في تشكيل فلسفته ونظرياته ، وأبانت عن تصوره لجوانب مختلفة من الحياة ، كما قدمت لنا صورة عن مشاعر إقبال وأحاسيسه . وفد أوضحت الدراسة أن الصمت عند إقبال قد مرّ بثلاث مراحل مختلفة تبعاً لتطور فكر إقبال ذاته ، فالمرحلة الأولى هي التي أفاد فيها هذا اللفظ في التعبير عن حبّ الوطن والهيام به ، إضافة إلى ما قد يعتري الشعراء عامة من حزن وصمت وفكر . أما المرحلة الثانية فهي التي عبّر فيها الصمت عن الاضطراب والثورة والصراع ، وما لبث أن تطور ليصبح لحناً هادئاً في قيثارة الفطرة ، وآهة حارّة معبّرة عن الآلام ، ثم صار صفة كل متحرك مجدّ في سيره . أما المرحلة الثالثة فهي التي صار الصمت فيها جزءاً لا يتجزّأ من ذاتية المسلم الحق ، أو رجل الله ، فهو أساس في تربية هذه الذات ، وليس مرادفاً للإمساك عن الكلام والحديث ، بل هو في ذاته حديث وقوّة ووضوح .

علي السقاف
13/11/2008, 08:54 PM
في الحقيقة موضوع راقي
ويمكن ان يستفيد منه طلاب الدراسات العليا
كثيرا وخاصة في الفلسفة اعتقد محمد اقبال
الشاعر الباكستاني نفسه لم يدرك انه قام بذلك

تقبل تحياتي

علي السقاف جده

إبراهيم محمد إبراهيم
17/11/2008, 07:25 AM
أخي الكريم الأستاذ علي السقاف . أشكركم على مروركم الكريم وتعليقكم الراقي