المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النفس البشرية بين مد وجزر إذا هبت رياحك فاغتنمها



احمد عبد الرشيد عبد الباقي
15/11/2008, 06:13 PM
النفس البشرية بين مد وجزر إذا هبت رياحك فاغتنمها
ـ في شرحه لحديث سيد الاستغفار ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله أن ذنوب العبد ووقوعه في المعصية من كمال الرب .. ولولا ذلك لطغت النفس البشرية .. ونقصان النفس البشرية علامة عليها ... فقد خلقها الله سبحانه بين نشاط وفتور ومد وجزر وطاعة ومعصية وخير وشر ...
لذلك فعلى المتصدرين لدعوة الناس إلى الخير أن يفهموا طبيعة النفس البشرية وحقيقة تكوينها .. لأنهم إنما يتعاملون مع أنفس لا جمادات وقد عبر النبي صلى الله عليه وسلم عن نقصان النفس البشرية بفتورها فهي لا تكون في نشاط دائم وطاعة دائمة ... وإنما ساعة وساعة ففي الحديث ( إن لكل نفس شرة ولكل شر فترة ) ولكل خافقة سكون .
فعلى الدعاة إلى الله ... أن يحسنوا استغلال تقلبات النفس والتعامل معها ... فنشاطها في طاعة وعطاء وبذل ... وكسلها وفتورها في طاعة بقدرها وعطاء ولو بالقدر اليسير ... فلا تتخلع النفس من الطاعة جملة ... ولا تقصر في العطاء جملة وإنما إن كان ثم فتور ... فيكون الفتور عن المفضول لمصلحة الفاضل فالفقه تحصيل أعظم الخيرين بفوات أصغرهما ... وتحقيق أعلى المصلحتين بتفويت أدناهما وتفويت أعلى المفسدتين بتحمل أدناهما ...
ومن هنا ينتبه الداعية إلى النفس البشرية بتقلباتها ... فيحسن ترويضها عند نشاطها ويحسن توجيهها عند فتورها ...
أيها الداعية الأريب ... إذا هبت رياحك فاغتنمها فإن لكل خافقة سكونا فاغتنم هبوب رياح النشاط والجد .... لأنك لا تعلم متى يكون السكون ولربما طال السكون والكسل ولربما جاءك عارض يطول .
ـ ولا ينزعج الداعية ولا يخاف فتور النفس البشرية فإنها طبيعتها أما ترى حنظلة ؟1 ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله نافق حنظلة وكان جواب الحبيب صلى الله عليه وسلم ... ولكن ساعة وساعة
ـ أيها الدعاة إلى الله عليكم نفوسكم في صحوها وشبابها وصحتها وفراغها وعليكم العطاء في وفرة الجهد والمال ... فإنكم لا تدرون متى الكمون والسكون ... ولا تدرون متى المرض والهرم ومتى الشغل ومتى يحين الموت ... وإنكم لا تدرون متى يكون الفقر ومتى يكون العجز ...
يا شباب الإسلام ... إنما الدهر في تقلبات دائمة ... فاغتنموا المطر الوقت الجدب واغتنموا الفراغ الوقت الشغل .. واغتنموا الشباب قبل الهرم والصحة قبل المرض والحياة قبل الممات
ـ أيها الداعية الأريب .. يقول الراشد فإذا رأيت الأرض قد اهتزت وربت وهضاب القلوب القاسية قد تقلبت .... فشمر عن الزراع واغتنم خفقات الشراع ؟
" منقول للفائدة "