المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحكم الإسلامي ركائزه ومنطلقاته



احمد عبد الرشيد عبد الباقي
16/11/2008, 02:46 PM
الحكم الإسلامي ركائزه ومنطلقاته

بقلم: إسماعيل أحمد

عندما وصم "علي عبد الرازق" الخلافة الإسلامية بأنها "شر محض" في كتابه الشهير "أصول الحكم" كان في الكون أطياف خلافة تحكم معظم العالم الإسلامي.. وكانت رغم ضعفها تجمع المسلمين في إطار واحد سياسياً ودينياً.

وكان الخليفة يستشعر نوعاً من المسئولية عن كل قضايا المسلمين في العالم.. ولقد رأيت وثيقةً منسوبةً للخليفة محمد رشاد الخامس.. يحث فيها المسلمين على عدم الانسياق وراء البدع الغربية والخروج إلى الأسواق والمجالس بلا غطاء للرأس (لاحظ أنه يخاطب الرجال).

وكان الشعور بهموم المسلمين في المشرق والمغرب قوياً غالباً رغم الفقر والأمية..، فلما تهاوى هذا "الشر" رأينا أهوال جهنم تنفتح علينا ولا تزال.

ولعلنا اليوم نستطيع مناقشة دعاوى علي عبد الرازق بعد غياب الخلافة والشريعة طوال هذه السنين لنرى مدى فداحة الخسارة التي تسبب في وقوعها بنا.

فالاستعمار الذي التهم كل بلاد الإسلام تقريباً وزرع في كل قطر مخلوقات صارت له يداً ولساناً لاهي عربية ولا هي مسلمة - وإن زعمت العروبة والإسلام - حكمت باسمه وأعادت حرث أرضنا واستأصلت جذورنا الحية التي كانت تحفظ علينا هويتنا وجيناتنا الوراثية.. ودست فينا انتماءات غريبة عنا بلا جذور.

ترى هذا الاستعمار لا يزال إلى اليوم يلاحقنا بأقنعة متعددة:-

* جاء أولا باسم الحضارة والعمران.

* ثم باسم الديمقراطية.

* وأخيراً لمحاربة الإرهاب .

مع أنه منذ جاء أول مرة وهو يزعم أنه لا يجيء إلا ليؤدب العصاة المارقين:-

* فالمماليك يبارزون مولانا خليفة المسلمين بالعداوة (الحملة الفرنسية).

* وعرابي يتمرد على الخديوي.

* والإرهاب يهدد الأنظمة الحاكمة.

ولو تأملنا هذه الأنظمة الحاكمة التي خلفها الاستعمار في بلادنا لعرفنا كيف لعبت بإخلاص لحفظ مصالحه! .. كيف لا وهو يشترط عليها قبل أن يسلمها الحكم: أن ترعى مصالح أمريكا.. وأن تحول دون بلوغ الإسلام سدة الحكم.. وأن تسمح بوجود إسرائيل.. هذه الأنظمة شغلت في اللاوعي الشعبي مكانة الحكم الإسلامي الشرعي للبلاد.. وظلت تبتز الناس وتخضعهم لسلطانها باسم الدين "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ".. مع أنها لم ترتكز بحكمها على قواعده أبداً.

فالتاريخ يقول أن النحاس باشا مثلاً - وهو في نظري من مؤسسي العلمانية في مصر - رفض بصرامة أن ينصب الملك فاروق تنصيباً دينياً في الأزهر كما أراد الملك.

ومع ذلك نجد الحكام إلى اليوم يرضخون الناس بالآيات والأحاديث التي تحث على طاعة ولي الأمر.. والناس بدورهم ابتلعوا الطعم ولم يقارنوا بين معطيات الحكم في الحالين ولا هم شعروا بأن صك الجلوس على سدة الحكم مزور مدسوس.

والآن يمكننا أن نراجع إنجازات هذه المرحلة في تاريخنا كم ثورة وانقلاب وتصحيح شهدناها.. وكم من دماء أريقت وأعراض انتهكت في سبيل التوطيد لهذه الأنظمة الفاسدة - لو بذل المسلمون عشرها في سبيل إبقاء الخلافة لعاشت إلى اليوم -.

حاولت هذه الأنظمة أن ترفع شعارات الوحدة العربية وأسستها على جرفٍ هارٍ.. فما حققت وحدةً ولا بنت قوةً بل زدنا تبعثراً وشتاتاً.

قد كان للخلافة جيش يحارب عن الحرمات المسلمة فالجيش العثماني تأسس على نصرة الإسلام منذ أن كان يسمى "يني شاري" أي الجيش الجديد ثم تحرفت الكلمة إلى الإنكشارية.

هذا الجيش خاض من الحروب باسم الإسلام ما يوجب له الفخار والعظمة أبد الدهر.. ألا يكفي أنه حاصر فيينا عاصمة النمسا شهوراً وأنه هزم جيوش أربع دول أوروبية مجتمعة – لست أدري سر الحرص الدائم على الأحلاف العسكرية عند الغرب ضد السلاجقة في موقعة ملازكرد ثم ضد مراد الثاني العثماني ثم محمد علي باشا ثم جمال عبد الناصر وأخيراً صدام حسين – هذا الجيش حارب في عصور القوة والضعف مراراً لكنه وإن هزم فيما تأخر من هذه الحروب حتى أسموه بالرجل المريض، فإنه أزكى همم المسلمين كثيراً (مثلما حدث في ثورة القاهرة الثانية).

ودخلت الدولة العثمانية الحرب العالمية الأولى لكي تحرر ما سلب من أراضيها.

فهي في جميع الأحوال أفضل من حكوماتنا اليوم، تلك التي تخجل من مجرد إظهار تعاطفها وانحيازها للمسلمين ولا تعتبر ذلك عيباً.. ناهيك عن واجب نصرة الضعيف فينا.. هذا لأنها كما أسلفنا لا ترتكز إلى الإسلام في مسوغات حاكميتها لنا.. وما كتاب لعبة الأمم عن الناس بخفي.. وما غزة ودارفور منا ببعيد.

وفي تاريخنا منعطفات كثيرة يصلح أي منها لأن يكون منطلقاً للصحوة التاريخية للأمة واستعادتها وعيها.. ولقد عشنا - نحن الدعاة إلى دولة الإسلام - زماناً ننادي بخلافة عمر الفاروق باعتبارها الصورة المثلى (كملصقٍ إعلاني فاخر للدعاية للإسلام).

وكثيراً ما احتج دعاة العلمانية علينا بأنها ظروف مغايرة تماماً لما نعيشه اليوم.. حتى وقعت على كتيب صغير حمل عنوان "مذكرات السلطان عبد الحميد الثاني" ولست واثقاً من صحة نسبتها إليه لكنني تأثرت بما ورد فيها من حقائق.. وتفاصيل ومواقف.. وصفعات لمن كان مثلي قليل الغور في مفاسد الساسة.. فلم يدر بخلدي أن الرشوة تتسلل إلى بعض كبرائنا منذ ذلك الزمان.. وقد حكي أنه عثر على مائتي ألف أوقية من الذهب مع أحد الوزراء "رشوة بريطانية".. وقال ساخراً: إذا كان هذا بحوزة وزير فكم يكون مع الصدر الأعظم؟!

ولقد كان عهد السلطان عبد الحميد الثاني واحداً من المنعطفات الحاسمة في التأريخ للحكم الإسلامي والخلافة العثمانية.. ربما لأنه كان آخر الرجال المحترمين..، وربما لأنه تفاعل بوعي مع المطامع الغربية في بلاده وربما لأن أحداثاً هامة جرت في عهده تجسد صراعاً لا يزال مشتعلاً في بلادنا.. وأخيراً لأنه ترك لنا مذكراته.. فترى فيها بشاعة الموقف: تقاعس وسلبية أنصاره واستقواء ووقاحة أعدائه ( تماماً كما عانى علي بن أبي طالب رضي الله عنه) وعلى رأسهم الدول الغربية الصليبية بريطانيا وفرنسا وروسيا.

وهاهو يحكي لنا المؤامرة التي جرت ولا تزال تجري لحملنا على إتباع نظمهم السياسية ومنها الديمقراطية.. إنه يصف الفتنة بقوله: "انقسم الجيش إلى فئتين كل فئة تتحفز لضرب الفئة الأخرى لم تبق لنا إلا وسيلة واحدة لإحباط مؤامرات السياسة الانكليزية وهي أن أقوم على رأس هؤلاء الثوار فأعلن الدستور بنفسي وأتظاهر بإتباع سياسة الإنكليز فهذا هو الطريق الوحيد لإفشال مؤامراتهم وغدا سيفهم المعجبون بأفكارهم الثورية إلى أي الطرق المهلكة ستؤدي بهم هذه الأفكار.." ويقول حالما بإصلاح البلاد وهو صاحب شعار "يا مسلمي العالم اتحدوا":..."آمل أن يتحد جميع العثمانيين ولو في آخر لحظة للعمل على بقاء دولتهم والسير على هدي دستورهم المقدس (القران الكريم) مؤمنين به ممتثلين لأوامره وإلا فالمصير الأسود ينتظرنا حيث تتأهب الدول النصرانية لتمزيق أشلائنا وتقاسم الممالك العثمانية فيما بينها"

الدخول من حيث خرجنا.

حاول السلطان أن يقيم مجلساً نيابياً أسماه مجلس المبعوثان تحت ضغط الدول الأوروبية لكنه استشعر الخطر منه لتعدد الأجناس والديانات في دولته المترامية الأطراف فألغاه بعد عام واحد لتبدأ الحركة المناوئة له مخططها لإقصائه بعد عامٍ آخر.

ولعل التاريخ يغير أحداثه ونهاياته الحزينة لو كان اختيار السلطان العثماني أن يبقي على هذا المجلس وفي نفس الوقت يبعد المتآمرين عن مراكز التأثير في دولته.. لقد كان في المجلس ممثلون للعرب والأكراد وغيرهم ممن جمعتهم الخلافة بعدلها وسماحتها.. ولعلها كانت فرصةً لكسب تأييد المسلمين من عرب وأكراد وتحجيم غير المسلمين.. ولو حدث هذا لضاعت فرص القوميين من عرب وترك ولخفتت العلمانية الممثلة في حزب الإتحاد والترقي.

ومهما يكن من الأمر فما وقع كان أقسى من كل مخاوف خليفتنا الهمام.. ولا أزال أتمنى أن تتناول الأقلام هذه المرحلة بالدراسة تاريخياً وسياسياً.. لأنها آخر ملامح اليقظة في تاريخ الدولة العثمانية ومن ثم الخلافة الإسلامية.. ونحن تعودنا حين نروج للإسلام والخلافة أن نذكر عهود الازدهار منذ الخلافة الراشدة.

لكنني أرى اليوم أن ندخل من حيث خرجنا من بوابة التاريخ وأنسب مواضع الولوج هي تلك الفترة التي اقترب فيها الخليفة من دعاوى الإصلاح ولأنه كان رجلاً واعياً أريباً فلتبدأ المحاولة عنده.

الخليفة كان يعلم أن بلاده تضم أجناساً شتى وأديان عديدة واعتبر أنه سيكون سبب الخلاف في هذا المجلس واعتقد أن الجميع مطالبون بالتحول إلى اللغة التركية والقومية العثمانية حيث يقول متسائلاً :" لم تتطور بلادنا التطور الكافي لتقبل الحكم الدستوري فإن هذا الطراز من الحكم خطر كبير علينا إذ بمقتضاه يكون جميع الرعايا متساوين في الحقوق والواجبات وهذا أمر يستحيل تطبيقه في بلادنا فالإمبراطورية العثمانية تشكلت من الأتراك والعرب والروم والأرمن والبلغار والاولاخ والارناؤوط واليهود فهل ترضى العناصر والمذاهب غير المسلمة أن تستغني عن كنائسها بنفسها وعن استقلالها القضائي؟.. ثم انه ليس هناك من لسان يجمعنا فهل ترضى هذه الأقوام أن تهجر لغاتها وتقبل التركية لغة رسمية فإذا كانت هذه حالنا فكيف تتأصل فينا القومية العثمانية" ولكن نفس هذه المشكلات كانت في حكم آل هابسبير "المجر" كما يقول الخليفة، وهو الآن متجسد في الولايات المتحدة الأمريكية، ونرى أنها تتماسك برعايتها لحقوق الجميع وعدم الجور على طائفةٍ بعينها.

تماما كما كانت الخلافة الإسلامية أيام الأمويين والعباسيين بل والمماليك ترعى الطوائف بلا تفرقة لا على أساس الدين ولا العرق ولا اللغة، ثم نراه يبرر لمصادرة الحريات -كما يقولون - فيقول:" أن الرقابة أمر حيوي في البلاد العثمانية يخطئ من يظن غير ذلك وقياس مؤسساتنا بمؤسسات بلاد الغرب هو قياس مع الفارق قد يكون السبب قي تقبل النقد الصحفي عندهم هو انتشار الوعي الثقافي بين طبقات الشعب.

أما في بلادنا فالشعب لم يزل قليل المعرفة سريع الاغترار فنحن مضطرون إلى أن نعامل رعايانا معاملة الأطفال والحقيقة أنه لا فرق بينهم وبين الأطفال الكبار.

فكما أن على الأبوين منع الكتب الضارة عن أولادهم فكذلك يتوجب على الدولة أن تمنع المنشورات والكتب من أن تؤدي إلى الإضرار بأفكار الشعب" .

لقد كانت ولا تزال هذه المشكلات تمثل عقبةً كئوداً أمام التفاعل الحتمي بين عظمة التاريخ و هشاشة الواقع: الأقليات وتفاعلها، الحريات وثقافات الشعوب، نظم الحكم.. لقد كانت الفتنة في زمانه أشبه بلغمٍ وطأته بقدمك ولا تدري كيف تتفاداه !.

وواجهته أيضاً مشكلة الخدمة العسكرية وتناقض الولاءات بسبب اختلاف الدين أيعفيهم نهائياً من الخدمة ويفرض جزيةً عليهم كما يأمره الدين؟ سيروج الغرب ويشنع على دولة الإسلام، أم يدمجهم في الجيش المسلم ليثيروه على الخليفة ويزرعوا فيه الفتن ويفتتوا تماسك الدولة ؟أم يجعل لهم سراياهم الخاصة ؟ .

فنراه يقول: "...فإذا قيل انه يمكن تشكيل سرايا خاصة بالعساكر النصارى ففي هذا الوضع محاذير أدهى وأمر إذ نكون قد أنشأنا بأيدينا جيشا داخل الجيش مؤلفا من: روم وبلغار و..وعناصر أخرى فإذا ما حدث اضطراب أو عصيان قامت هذه السرايا تقاتلنا من داخل جيشنا ومن المعلوم أن النصارى في الممالك العثمانية مرتبطون ارتباطا وثيقا بالدول الكبرى يأتمرون بأوامرهم ويتحركون وفقا لإرادتهم".

ألم أقل لك أنه يحكي همومنا نفسها !ألست تلمح لبنان ومصائبه وتسمع مبررات الفتنة ذاتها التي يسوقها الانفصاليون في دارفور.. ألست تراه في ثنايا كلام الخليفة ؟!

التآمر الخارجي أم القصور الداخلي:-

لا نزال نكرر كلما نكأنا جراحنا فنزفت من جديد ما الذي أصابنا ؟ هل هو من تخاذلنا وقعودنا أم أنها المؤامرات الخارجية الدائمة ضد أمتنا ؟.. لا تنفرد واحدة من تلك المؤثرات بإحداث ما أصابنا.. كلها تداخلت بنسبٍ متفاوتة وإن زعم البعض أنها عوامل داخلية محضة ، لكننا مطالبون اليوم بما هو أعظم من البكاء على اللبن المسكوب.. إننا نبحث عن المسار الصحيح لنقود أمتنا لمجدها السليب ويعاود الركب المسير.. فمن تراه يرشدنا لجادة الطريق؟؟؟

" منقول لعموم الفائدة "

احمد خميس
25/11/2008, 07:20 AM
هاهو يحكي لنا المؤامرة التي جرت ولا تزال تجري لحملنا على إتباع نظمهم السياسية ومنها الديمقراطية.. إنه يصف الفتنة بقوله: "انقسم الجيش إلى فئتين كل فئة تتحفز لضرب الفئة الأخرى لم تبق لنا إلا وسيلة واحدة لإحباط مؤامرات السياسة الانكليزية وهي أن أقوم على رأس هؤلاء الثوار فأعلن الدستور بنفسي وأتظاهر بإتباع سياسة الإنكليز فهذا هو الطريق الوحيد لإفشال مؤامراتهم وغدا سيفهم المعجبون بأفكارهم الثورية إلى أي الطرق المهلكة ستؤدي بهم هذه الأفكار.." ويقول حالما بإصلاح البلاد وهو صاحب شعار "يا مسلمي العالم اتحدوا":..."آمل أن يتحد جميع العثمانيين ولو في آخر لحظة للعمل على بقاء دولتهم والسير على هدي دستورهم المقدس (القران الكريم) مؤمنين به ممتثلين لأوامره وإلا فالمصير الأسود ينتظرنا حيث تتأهب الدول النصرانية لتمزيق أشلائنا وتقاسم الممالك العثمانية فيما بينها"


حقا اخى الكريم
اصبحنا نسير فى فلكهم

NAJJAR
30/11/2008, 10:15 PM
لا شك ان الهدم عكس البناء، ولكي نعيد بناء ما تهدم يجب علينا ان ندرك اولا عوامل الهدم والبناء
وكلها تكمن في هجر الدين وتحجيم العنصر السياسي في المكون الثقافي للمسلم المعاصر واستبداله بنعرات قومية وشعوبية لا علاقة لها بالدين، ولا علاقة لمنظريها بالحركة التاريخية للمجتمع الاسلامي. فنجد نصرانيا مثل ميشيل عفلق وقد تمكن من تزييف الهوية العربية وحرفها لتصبح هوية قومية عصبية لا علاقة لها بالاسلام.
فان كان المسلمون قد سمحوا لانفسهم بان يكون منظرهم الاساسي نصرانيا فان ذلك انما يدل على تدني مستوى الوعي السياسي في الفترة التي تلت انهيار دولة الخلافة الاسلامية.
وبالطبع فان العامل الاساسي لانهيار دولة الخلافة هو نجاح الغرب في اقناع العقلية العربية بتبني موقف العداء للقومية التركية. فكان ظهور فكر القوميات بهذا الشكل بدعم من الغرب وعمالة من الشرق هو الضربة القاصمة التي تم توجيهها الى دولة الخلافة فضلا عن المجهود الحربي والمخابراتي الذي قام به كل من اللورد اللينبي ومن سمي بلورانس العرب.

ومن هنا فان البداية العودة تكمن حيث كانت بداية الاغتراب. والعدو الذي يقف هنا في الطريق، هو العصبية القومية ومن يساندونها.. والتي تمنع المسلمين من الوحدة وبالتالي تقف حائلا دون مجرد الحلم بعودة الخلافة الاسلامية، إذ كيف تعود الخلافة والمسلمون منقسمون الى قوميات ومتشرذمون الى نعرات.
ان فكرة القومية يا سادة هي عدونا الاول طالما ان القومية لا تنضوي تحت لواء الاسلام وتصر على العمل منفردة وعزل الاسلام وخلق مسميان مستهجنة مثل الاسلام السياسي والاسلام السلفي ، والاسلام الوهابي دون الاعتراف بان الاسلام في كل هذا الحالات واحد ومصدره كتاب الله وسنة رسوله.