المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نظام مالي عالمي جديد



د- صلاح الدين محمد ابوالرب
16/11/2008, 09:59 PM
العالم على أعتاب اقرار أسس نظام مالي عالمي جديد

عواصم - رويترز

قال جوزيه مانويل باروزو رئيس المفوضية الاوروبية ان الاوروبيين مستعدون لخفض تمثيلهم بالمؤسسات المالية الدولية لاتاحة مساحة أكبر أمام الصين وغيرها من الاقتصادات الصاعدة.

وفي مقابلة مع صحيفة انترناشونال هيرالد تريبيون قبل قمة زعماء مجموعة العشرين في واشنطن قال باروزو ان الزعماء الاوروبيين أقروا بأنهم يتمتعون بتمثيل زائد عن الحد في مؤسسات مثل صندوق النقد الدولي.

ونقلت الصحيفة عنه قوله "من الاتصالات التي أجريتها والروح العامة للنقاش من جانب الزعماء وقادة الدول ، هناك انفتاح على استيعاب دور أكبر للاقتصادات الصاعدة". وذكرت الصحيفة أن باروزو قال انه ينبغي أن تحصل الصين على صوت أكبر يعكس نفوذها الاقتصادي.

وتملك الولايات المتحدة حاليا 16,77 بالمائة من مجموع حقوق التصويت بصندوق النقد مقابل 5,88 بالمائة لالمانيا و86ر4 بالمائة لكل من بريطانيا وفرنسا و66ر3 بالمائة للصين. وفي مقابلة منفصلة مع صحيفة لا ريبوبيلكا اليومية الايطالية قال باروزو ان الازمة المالية العالمية لم تنته بعد.

وأضاف "مازلنا نشعر بالقلق بسبب بعض المشكلات المتعلقة بأسواق المال".

وتابع أنه يأمل أن يتم التوصل الى اتفاق في اجتماع واشنطن على الرقابة على البنوك وأنه يتعين أن تكون قواعد الشفافية والمحاسبة مشتركة وأن تقبل البنوك الكبيرة المتعددة الجنسيات الرقابة عبر الحدود.

وقال أيضا انه ينبغي ألا تكون الازمة المالية مبررا للتخلي عن أهداف خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

الموقف الاوروبي الروسي.. متقارب

من ناحيته ، قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي امس ان مواقف روسيا والاتحاد الاوروبي قبل القمة "متقاربة للغاية".

وأدلى ساركوزي بهذا التصريح خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف في أعقاب اجتماع قمة للزعيمين في مدينة نيس الفرنسية.

وعقب الاجتماع يتوجه الزعيمان مباشرة الى واشنطن لحضور القمة التي ستبحث اصلاح النظام المالي العالمي.

وقال ميدفيديف ان موسكو ترى ضرورة عقد مؤتمرات قمة أخرى لبحث الازمة المالية العالمية بعد قمة واشنطن.

وأضاف "أؤيد تأييدا كاملا فكرة عقد القمة التالية بعد واشنطن دون ابطاء وبالسرعة الكافية. ونحن على استعداد للتواصل مع أوروبا في هذه القضايا".

قواعد جديدة

اما وزير المالية الالماني بير شتاينبروك فيأمل أن يصدر زعماء مجموعة العشرين تفويضا بوضع لوائح تنظيمية جديدة للاسواق المالية.لكنه أضاف أنه لا يتوقع التوصل الى اتفاق ملموس.

وقال شتاينبروك ان مسألة حظر عمليات البيع على المكشوف ستطرح على جدول الاعمال خلال القمة. غير ان المستشارة الالمانية انجيلا ميركل قالت في مؤتمر صحفي مشترك مع شتاينبروك انها متفائلة قبل السفر الى واشنطن لوجود حافز يحمل المشاركين على التحرك.

الدور السعودي

من ناحيته ، يرى وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل ان بلاده ستؤدي "دورا ايجابيا" في القمة.

وقال الامير سعود في مؤتمر صحفي في ختام اجتماع عن الحوار بين الاديان امس في نيويورك" انا على يقين أن دور السعودية سيكون دورا ايجابيا في هذا المسعى لكن فيما يتصل بالتفاصيل فلا أعتقد انه سيسمح لي باعطائكم تفاصيل عما سنعرض في المؤتمر".

وكانت السعودية أكبر مساهم عربي في ميزانية صندوق النقد الدولي والدولة العربية الوحيدة في مجموعة العشرين التي دعيت لحضور القمة قد دعيت الى المساهمة بأموال طارئة للمساعدة في التغلب على الازمة المالية العالمية.

وتعقد القمة المالية في واشنطن اليوم و غدا الاحد.

الصين صمام امان

اما الرئيس الصيني هو جينتاو فانه يتوجه الى واشنطن للمشاركة في القمة المالية وهو يواجه توقعات بأن تتولى بلاده دورا قياديا عالميا قد لا تكون مستعدة للقيام به بسبب الحذر المعتاد والهواجس الداخلية.

وكانت قوى اقتصادية في العالم الصناعي طرحت في الاسابيع الاخيرة مطالب بخطوات انقاذ يمكن أن تتخذها الصين على أمل أن تستخدم قدرا أكبر من احتياطياتها المالية الضخمة لانتشال المؤسسات المالية العالمية من ركودها وتعزيز وضعها.

وستسلط الاضواء على هذه التوقعات اليوم في واشنطن عندما يجلس الرئيس هو مع 19 زعيما اخر من الدول الصناعية والنامية لتوسيع نطاق المفاوضات بشأن اصلاح النظام المالي العالمي وتعديله.

وقال كينيث ليبرثال الاستاذ بجامعة ميشيجان الذي عمل مستشارا في البيت الابيض لشؤون سياسات الصين "هذه أول مرة تكون فيها الصين لاعبا رئيسيا خلال أزمة عالمية في وقت يعاد فيه صياغة القواعد".

والصين لا تريد أن تكون البخيل الذي يلقى عليه اللوم في افساد النظام ولا حتى المنقذ الذي يمد يده الى جبل الاحتياطيات الذي تراكم على مدى ثلاثة عقود من النمو السريع أو اعادة صياغة القواعد المالية العالمية.

وقال جانج رويزهوانج استاذ الشؤون الدولية بجامعة نانكاي في تيانجين قرب بكين" الحكومة الصينية ستكون نشطة لكن دون دور بارز في المحادثات بشأن الازمة المالية". وأضاف" العالم الخارجي يرى الصين كقوة جبارة صاعدة لكن الزعماء الصينيين يعلمون كل المشاكل الداخلية والامال المفرطة ، وهم لايريدون افساد الامور لكنهم لا يريدون دورا بارزا أيضا".

وربما يطلب هو حقوق تصويت أكثر في صندوق النقد الدولي مقابل تمويل اضافي من بكين. بل ان الصين قد تحقق عائدا أفضل على استثمارها اذا نقلت بعضا من احتياطياتها من النقد الاجنبي الى صندوق النقد بعيدا عن أوراق الدين الحكومية الامريكية. لكن الصين ليست معصومة من الازمة الاقتصادية العالمية اذ أنها تعاني من تباطؤ مفاجيء مع تعثر السوق العقارية المحلية وضعف الصادرات.

وربما تجد الصين أن بعض اللوم يلقى عليها في الازمة المالية من جانب من يعتقدون أن قيمة عملتها اليوان المنخفضة ساهمت في زيادة المشاكل. الا أنه من المستبعد أن تسفر أي مطالب بزيادة سرعة ارتفاع قيمة اليوان عن نتيجة ايجابية.

الا أن المحللين قالوا ان الصين لا تريد تحركات جذرية قد تهز مكانة الصدارة المالية التي تتمتع بها الولايات المتحدة.

وقال جانج من جامعة نانكاي انه في ضوء حجم احتياطيات الصين الضخمة بالدولار الامريكي ونظرا لاهمية السوق الامريكية للصادرات الصينية فان الصين "لا تريد زعزعة الوضع الامريكي الان".

وأضاف "هي تعرف أنه اذا انهار الاقتصاد الامريكي فستغرق معه الصين أيضا".
التاريخ : 15-11-2008